النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 298

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 298

    أقــلام وآراء إسرائيلي (298) السبـــت- 23/03/2013 م


    في هــــــذا الملف

    • أنصتوا الى اوباما
    • بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
    • ليس اوباما لطيفا جدا
    • بقلم:نحاميا شترسلر،عن هآرتس
    • صهيوني في البيت الابيض
    • بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
    • الخطاب المزدوج
    • بقلم:بن ـ درور يميني،عن معاريف
    • امريكا تدعم اسرائيل
    • بقلم:إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم
    • اسرائيل عاشقة
    • بقلم: سيما كدمون،عن يديعوت
    • دورة تدريبية للمتمردين السوريين
    • بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت










    أنصتوا الى اوباما

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    رئيس الولايات المتحدة، براك اوباما، دخل أمس قلب الجمهور الاسرائيلي في خطاب مؤثر ومقنع في مباني الامة. رسائل اوباما، التي وجهها الى جمهور الشباب الذي حضر في القاعة - وفي مئات الاف المنازل في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية ذات مغزى أكبر بكثير من اقوال المجاملة التي يطلقها حسب قواعد البروتوكول في مناسبات اخرى، مع السياسيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
    اوباما يتطلع الى تغيير في الاجيال وفي الفئات. 'ترددات الجيل المؤسس'، قال الرئيس، وقصد شريحة جيل قدامى الكنيست والحكومة الحالية، جيل الماضي الذي يتجمد في اراء قديمة وشكاكة. ومثل جون كيندي، الذي تسلم الرئاسة في سنة مولد اوباما، يؤمن اوباما بان الشعلة انتقلت الى جيل جديد، جيل شاب مل المراوحة عديمة الغاية في المكان وهو جائع للمصالحة، للسلام والازدهار. هذا هو الجيل الذي يحتج في الشوارع، ولكنه ممثل ايضا في الانتخابات، والذي شعر اوباما بانه يمكن الحديث معه. اذا لم ينجح السياسيون المهنيون في التوصل فيما بينهم الى اتفاقات، فمن الافضل القفز من فوق رؤوسهم والحديث مباشرة الى الجمهور ومن ضمنه أساسا الى الجيل الشاب.
    التشديدات واضحة وتجعل أمرا لا داعي له ازالة السرية عن المحادثات المغلقة مع نتنياهو: أمن اسرائيل فوق كل شيء، بدعم امريكي اقصى، ولكن الامن لا يتحقق بمعونة جيش وأسلحة وتكنولوجيا فقط، بل أولا وقبل كل شيء بفضل سلام عادل ونزيه، يقوم على اساس دولتين للشعبين، 'بدون احتلال وبدون طرد'، اتفاق يرفض الارهاب، يعطي الامل للاهالي وللشباب على جانبي الحدود ويحل العزلة السياسية المتعاظمة لاسرائيل في العالم.
    وبالنسبة لايران، فان اوباما وقع مرة اخرى علنا على صك احباط التحول النووي العسكري، ولكنه لم يترك مجالا للشك في أن المسألة ليست اسرائيلية فقط، بل عالمية بشكل عام وامريكية بشكل خاص، وأنه حذار على اسرائيل التسرع الى حملة عسكرية من طرف واحد.
    هدف اوباما في رحلته الى اسرائيل تحقق: فقد احتل قلوب الاسرائيليين وغرس فيهم احساس الامن، على أمل ان يأخذوا الان المسؤولية ويدفعوا القيادة نحو اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ينبغي الامل في ان تقع رؤيا اوباما على منصته.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    ليس اوباما لطيفا جدا

    بقلم:نحاميا شترسلر،عن هآرتس

    الآن، وبعد التربيتات المدهشة والكلمات العظيمة والابتسامات والعناق والقبلات والتملق الذي صُب كالماء، بقينا وحدنا مرة اخرى من غير شخص الأب ومن غير المقدم الأعلى الذي يتجه عائدا الى واشنطن.
    يسهل ان تُغرم باوباما. فهو رجل كلمات وخطيب وصاحب حضور قوي. لكنه في اللحظة التي ينقشع فيها غبار النجوم يتبين ان اوباما ليس لطيفا جدا، فما يعنيه هو المصلحة الامريكية فقط وقد جاء الى هنا من اجل ذلك. كان يريد في الحقيقة ان يحرز سلاما في الشرق الاوسط، وقال ذلك في القدس ورام الله، لكننا لا نهمه إلا لأن ذلك يجلب الهدوء ويدفع بالتجارة الى الأمام، والأمر الأساسي أنه يُمكّن من تدفق حر رخيص للنفط على الولايات المتحدة.
    لكنه في اللحظة التي تبين له فيها ان بنيامين نتنياهو لا ينوي حتى للحظة ان يفي بوعده بشأن 'الدولتين للشعبين' حتى بعد ان كرره بصورة احتفالية في المؤتمر الصحفي، توجه الى خطة بديلة وهي تقوية اسرائيل عسكريا بحيث تستطيع الاستمرار في كونها حاملة الطائرات البرية الكبرى للولايات المتحدة في المنطقة التي ستكون مستعدة دائما للخروج لتقاتل حماية لمصالح امريكا التي تتفق دائما مع مصالح اسرائيلية وهذه طريقة ايضا للسيطرة على الشرق الاوسط.
    ولهذا دارت أكثر الأحاديث واللقاءات حول محور تهديد ايران سوريا. ولهذا أكد اوباما التزامه بأمن اسرائيل وافتخر بأنه قدم من المساعدة الامنية والتقنية المتقدمة لاسرائيل أكثر من كل ادارة اخرى. وكان الكلام على مسيرة سلام مع الفلسطينيين من اجل رونق الحديث فقط. إن اوباما لن يوقف استمرار غرق اسرائيل في مستنقع الاحتلال متجهة الى دولة ذات قوميتين هي نهاية الحلم الصهيوني. واذا لم نرَ هنا مسيرة سياسية ذات شأن في السنين القادمة فلن يبقى سوى الشؤون الداخلية. وقد قامت الحكومة الجديدة حقا من اجل هذا الهدف بالضبط وهو ان تعالج المجال الاقتصادي الاجتماعي المدني.
    هذه الحكومة من جهة اقتصادية هي حكومة أحلام كل من يؤمن بالاقتصاد الحر والمنافسة. ولم يوجد قط وضع كان فيه وزير الاقتصاد والتجارة أكثر نُصرة للمنافسة والاصلاحات من وزير المالية. لكن نفتالي بينيت يقول انه من اجل الاتيان بالعدالة الاجتماعية وتحسين وضع اولئك الذين يؤجرون 4 آلاف شيكل كل شهر حقا، ينبغي المس بذوي الصلات ويقصد أرباب المال والاحتكارات وأصحاب الأهرام واللجان الكبيرة كعمال الموانئ وشركة الكهرباء. ويدرك بينيت انه اذا خفض الضرائب الجمركية فقط وأزال الحواجز ومكّن من المنافسة فان الاسعار في الجهاز الاقتصادي ستنخفض وكذلك غلاء المعيشة ايضا.
    وتستطيع الحكومة إحداث تغييرات ذات شأن في المجال المدني ايضا. فحقيقة ان شاس ويهدوت هتوراة ستكفان عن السيطرة على وزارة الداخلية والحاخامية الرئيسة والمجالس الدينية، وان الحاخام الرئيس الجديد سيكون أكثر اعتدالا ستُمكّن من انشاء حياة أكثر طبيعية هنا قياسا بالتطرف الحريدي الذي جعل حياة الجمهور مُرة.
    وفي المجال السياسي الخارجي ايضا فان هذه الحكومة أفضل من حكومة ليكود حريديين البيت اليهودي. فقد تحول الحريديون الى متطرفين على مر الزمن بل إنهم لم يوافقوا على دخول حكومة اريئيل شارون بسبب الانفصال. ولهذا لو جلسوا في الحكومة لأيدوا رفض نتنياهو بدء التفاوض. وصحيح ان احتمال التفاوض ضئيل حتى في الحكومة الحالية لكن بينيت أعلن مع كل ذلك انه لن يترك الحكومة اذا بدأت التفاوض، أي ان كل شيء بيدي رئيس الوزراء.
    لكن نتنياهو هو جبهة الرفض، فهو لا يريد التخلي عن شيء وهو الذي يحث أبو مازن المعتدل على انتفاضة ثالثة. بل إنه لا يحلم لحظة واحدة في اجلاء مستوطن واحد عن بيته.
    ولأن اوباما ايضا يعلم ذلك جاء الى هنا لهدف واحد فقط وهو ان يعزز الحلف العسكري ويجعلنا إسبارطة بصورة نهائية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    صهيوني في البيت الابيض

    بقلم:آري شبيط،عن هآرتس

    من أجل هذا جاء. فقط وحصريا من أجل هذا جاء. اكثر من يومين استمرت زيارة الرئيس اوباما في بلاد اسرائيل. وقد تضمنت القبة الحديدية والوثائق السليبة والتكنولوجيا العليا. وهي ستتضمن قبر هرتسل وقبر رابين ويد واسم (مؤسسة الكارثة والبطولة). منذ بدايتها وحتى نهايتها كانت مليئة بشمعون بيرس، وببنيامين نتنياهو، وبعناق امريكي اسرائيلي لم يكن له مثيل. ولكن في النهاية، فان الخمسين ساعة من الزيارة الرئاسية لم تكن الا كي تمهد التربة للثماني عشرة دقيقة التي تحدث فيها براك اوباما امس عن السلام. السلام ضروري قال رئيس الولايات المتحدة للاسرائيليين والسلام عادل والسلام ممكن.
    احدى القصائد الاجمل التي أعرفها هي قصيدة اسرائيل بنكاس 'حين كان الحب هنا في زيارة رسمية'. زيارة اوباما الى اسرائيل في اذار 2013 كانت زيارة ملكية للحب. الرجل القوي في العالم جاء للدولة الاكثر تهديدا في العالم كي يعدها بالحب. في كل لحظة ولحظة أغدق عليها الحب. في كل خطاب وفي كل بادرة بث لنا الحب. ولكن في نهاية المطاف، وجه الضيف الملكي كل هذا الحب الى قول لاذع برقة. لا يمكنكم ان تواصلوا العيش كمحتلين، باراك اوباما قال لنا أمس. لا يمكنكم ان تواصلوا كونكم قلعة مستوطنين. استيقظوا، ايها الاسرائيليون. ارتبطوا بكل ما هو ايجابي فيكم وسامٍ فيكم واخرجوا من شللكم وثوروا ضد زعمائكم وصمموا بايديكم مستقبلكم.
    في هذا المكان وعد أمس بان يكون خطاب اوباما خطاب أساس. هكذا كان. الخطاب العظيم في مباني الامة يخجل كل واحد وواحد من السياسيين القدامى والسياسيين الجدد الذين تنافسوا هنا في الانتخابات الاخيرة.
    دعوة الصحوة التي اطلقت امس في القدس تخجل تلك النخبة الاسرائيلية التي قررت مؤخرا شن الحرب على بني براك بدلا من وقف المستوطنات. العظمة التي قدمها براك اوباما امامنا تخجل الزعامة الاسرائيلية الوطنية التي لا تتجرأ على مواجهة الوضع الاسرائيلي كما يواجهه الرئيس الامريكي.
    ولكن ما حصل أمس لم يكن فقط تجسيدا للعدم السياسي المحلي. ما حصل امس ينطوي على وعد منضبط للمستقبل. يوجد أمل جيد في أن يغير خطاب اوباما في القدس قواعد اللعبة المحلية. وهو سيلزم واشنطن بالزام القدس في أن تصمم جدول أعمال سياسيا حقيقيا. وسيلزم جون كيري بالمبادرة الى خطوات تضعضع حكومة المستوطنين التي قامت لتوها. وسيعطي أملا لامكانية أن في السنوات القريبة لن نعنى فقط بمطاردة الطلاب الدينيين المناهضين للصهيونية بل بانقاذ الصهيونية.
    لا يمكن تجاهل حقيقة أن في خطاب اوباما كان ايضا بعض السذاجة. فالرئيس العاشق لم يوضح بعد كيف تجسر الفجوة بين القيم الديمقراطية للولايات المتحدة واسرائيل وبين قيم الشرق الاوسط الاسلامي. الرئيس الواعد لا يزال لم يثبت بعد بان السلام الذي يعد به هو بالفعل سلام قابل للتحقق. ولكن براك اوباما اشار امس الى الاتجاه، أرانا الطريق وفتح فتحة أمل. الان الواجب هو علينا للخروج الى الرحلة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الخطاب المزدوج

    بقلم:بن ـ درور يميني،عن معاريف

    من توقع خطابا واحدا حصل على اثنين. اليمين الاسرائيلي ارتاح للقسم الاول. اليسار الاسرائيلي ارتاح للقسم الثاني. اول أمس كان هذا اوباما هو الذي وصل كي يكسب ثقة الجمهور الاسرائيلي. امس كان هذا اوباما هو الذي قرع الاجراس كي يوقف اسرائيل من وهم الجمود.
    عندما اصبح اوباما مرشحا جديا لمنصب رئيس الولايات المتحدة، حاسبناه على اصدقائه. الداعية جيرميا، عنصري ولاسامي، كان اسوأهم. اوباما، في خطاب لامع، نجح في أن يتنكر له. نحن، كاسرائيليين، قدمنا مقابله ايضا البروفيسور رشيد الخالدي من شيكاغو، الذي في هذه الاثناء انتقل الى جامعة كولومبيا في نيويورك. كان هذا مؤشرا يبشر بالشرور لان الخالدي هو التلميذ والمواصل للبروفيسور ادوارد سعيد، من آباء المدرسة التي منحت النبل الاكاديمي للرواية الفلسطينية الكاذبة. واذا كان الخالدي صديقا قريبا، فعلى اسرائيل أن تدخل في حالة دفاع.
    ما كانت حاجة لانتظار الخطاب في مباني الامة كي نفهم بان اوباما ليس الخالدي. ولكن الخطاب أوضح بان ليس فقط لم يتبقَ اي تأثير من عهد التسكع مع الخالدي، بان اوباما يرفض رفضا باتا الرواية من انتاج سعيد والخالدي. ولانه بحاجة الى كثير جدا من الشجاعة من أجل الحديث في ثناء الحركة الصهيونية والدولة اليهودية في اجزاء واسعة في الغرب. وحتى في كليات معينة من الجامعات في اسرائيل سيعتبر الان اوباما فاشيا صهيونيا. فهو يعرف الخطاب المعادي الذي ساد أيضا في قسم من الجامعات في الولايات المتحدة. ومع ذلك فقد ألقى خطابا شجاعا.
    لقد كان يخيل للحظة ان خطاب اوباما يرمي الى وضع اجزاء من 'القوى التقدمية' في مكانها. فنحن معتادون جدا على الانتقاد وبالاساس على الانتقاد الذاتي، والتي جاءت اقوال اوباما كي تذكر بعدد من الحقائق الاساسية. الحركة الصهيونية هي حركة تحرر. اليهود هم لاجئون. وقد اقاموا ديمقراطية فاخرة واقتصادا مزدهرا. نحن احيانا ننسى هذه الامور التي ليست مثابة الامر المسلم به. شكرا لاوباما على أنه ذكرنا بها.
    وعندها جاء القسم الثاني. من التاريخ الى الحاضر. المستوطنات، الفلسطينيون والاحتلال. لا يمكن الاستمرار هكذا، أوضح اوباما، لان الحاضر قد يدمر انجازات الماضي. اوباما قال دولة يهودية في خطابه في المقاطعة وكذا في مباني الامة. غير أنه لن تكون دولة يهودية وديمقراطية دون وقف المستوطنات ومحاولة تحقيق التسوية. وليسمح لي بالاعتراف: منذ سنين وأنا أحمل الخطاب المزدوج، الحق المطلق في الفكرة الصهيونية ومكافحة الاكاذيب التي تجعل اسرائيل وحشا الى جانب الاعتراض على جعل اسرائيل دولة ثنائية القومية، من خلال المشروع الاستيطاني. اليسار يحطم القسم الاولى، يشكك بالثقة بعدالة الصهيونية. اليمين يحطم القسم الثاني. يحطم الدولة اليهودية ويخلق كابوس ثنائية القومية.
    لقد جاء اوباما كي يوضح باننا نحتاج الى القسمين. على اليسار ان يحفظ عن ظهر قلب القسم الاول. واليمين القسم الثاني. وفي واقع الامر تلقينا الخطاب التأسيسي للوسط الاسرائيلي. تسيبي لفني، يئير لبيد وشيلي يحيموفيتش، مع بعض التعديلات الطفيفة، يمكنهم أن يجعلوا هذا الخطاب برنامجهم. وبكلمات بسيطة: حان الوقت لان نختار بين دولة يهودية ودولة واحدة كبرى. وشكرا لاوباما، الذي جاء ليذكرنا بأنه من المجدي ان نقرر بسرعة. فغدا قد يكون الأوان قد فات.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    امريكا تدعم اسرائيل

    بقلم:إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم

    استقبلت القيادة الفلسطينية الرئيس الامريكي في زيارته لرام الله كأن الشيطان يتخبطها من المس. وأصح من ذلك أن نقول كأنها أدركت ان الدور المطلوب منها هو دور خبير احصاء في عرض كله تأييد وحب لاسرائيل.
    لم يكن عند الفلسطينيين من البدء توقعات ما من الزيارة، لكن يبدو ايضا انهم فوجئوا بالكتف الباردة التي أدارها اوباما إليهم في رام الله وفي القدس بعد ذلك.
    قبل اربع سنوات فقط في حزيران 2009 خطب الرئيس اوباما في جمهور عربي في القاهرة خطبة مليئة بالعطف على الفلسطينيين. ووجه إثر الخطبة طلبا حازما الى اسرائيل ان تجمد البناء في المستوطنات شرطا لتجديد التفاوض السلمي. وعبر بذلك عن الوهم الذي سيطر على كثيرين في واشنطن في بداية ولاية اوباما الاولى وهو ان تسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هي مفتاح حل مشكلات الشرق الاوسط كله.
    إن اوباما اليوم، بعد اربع سنوات من خطبة القاهرة هو رئيس أكثر وعيا وقد حنكته التجارب في الأساس. فلا عجب لذلك من ان خطبته التي خطبها هذه المرة في القدس في جمهور اسرائيلي كانت مليئة بالعطف والتأييد بل التقدير لدولة اسرائيل وانجازاتها.
    إن اوباما 2013 امتنع عن ان يطلب شيئا من اسرائيل. وهو يلقي عبء البرهان على أكتاف الفلسطينيين الذين يطلب منهم ان يجددوا التفاوض مع اسرائيل بلا شرط. ويتبين من كلام الرئيس ايضا أنه يدرك ان التقدم في المسيرة السلمية وهو هدف مهم ومناسب في ذاته، لن يجلب حلا لسائر المشكلات في المنطقة.
    دعا اوباما اسرائيل الى انهاء وجودها في المناطق والتوصل الى تسوية سلمية مع جيرانها الفلسطينيين، لكن موجز خطبته كان ان اسرائيل ليست وحدها وان الولايات المتحدة تقف الى جانبها. وكانت الرسالة الى الفلسطينيين العكس التام لذلك. فقد قال اوباما انه يجب عليهم ان يمسكوا مصيرهم بأيديهم وان يكفوا عن تأميل ان يحل الآخرون، أو الولايات المتحدة الصراع من اجلهم. بيد أنه يُشك في ان يكون أبو مازن في وضعه، ومعه العالم العربي الغارق في مشكلاته الى عنقه ان يكونا قادرين على استيعاب وفهم الرسالة من واشنطن والاستجابة لها في الأساس.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    اسرائيل عاشقة

    بقلم: سيما كدمون،عن يديعوت

    جاء هناك فجأة قبل الوقت المحدد ب 25 دقيقة دون سابق إنذار ودون مصاحبة أو كلمات افتتاحية. فقد علا المنصة كأنه جاء من لا مكان بخطوة رشيقة لرجل يشعر بارتياح شديد لجسمه ويعلم بالضبط ما الذي يفعله هناك.
    وخرج الجمع عن طوره.
    كان يخيل إلينا أنه ما كان أي نجم روك ليستقبل بحماسة كتلك التي حظي بها الرئيس الامريكي. لم تكن هناك آلات غيتار كهربائية ولم تكن كهرباء في الجو. كان شخصا واحدا على المنصة الكبيرة وكانت المنصة مليئة. وكان شعور بأن شيئا ما عظيما يحدث وبأن آلاف الناس الشباب الذين جلسوا هناك في مباني الأمة في القدس يشعرون بحدث فريد من نوعه وبأنهم شركاء في زيارة تاريخية وبأنهم يشعرون صدقا وعدلا بأن للرجل القائم على المنصة قدرة، وارادة في الأساس على منحهم عالما أفضل.
    يصعب ان نفسر ما حدث هناك وما الذي ربط هؤلاء الاشخاص الشباب الذين جاءوا من كل البلاد بالضيف من امريكا. والمؤكد أنه لم يكن الخطبة فلو أنهم وضعوا نفس الكلمات على لسان شخص آخر لما حدث الشيء نفسه.
    صحيح ان الخطبة كانت دقيقة ومبنية بصورة جيدة وحادة في رسائلها. وكانت محتضنة لكنها لم تكن متملقة وكانت معاتبة لكنها لم تكن موبخة. ومليئة بالشعور لكنها غير دبقة. ماذا نقول؟ إنه يعرف الكلام لكنه لم تكن في الخطبة امور لم نعرفها، فهو لم يفاجئنا لا بالافكار التي أسفرت عنها ولا بالمواقف التي عرضها رئيس أعظم قوة في العالم.
    لم تكن الخطبة بل الشخص. فحينما نراه على المنصة يمكن ان نفهم لماذا كانت امريكا عاشقة قبل اربع سنوات ولماذا قامت بالاختيار نفسه مرة اخرى قبل اربعة اشهر. فاوباما هو أولا انسان يثير الثقة به وأنت لا تشعر بأنه يتكبر عليك لكنه لا يستخذي كي ينال الاعجاب ايضا، وحينما يطرح جملا بالعبرية أو يذكر اسم برنامج في التلفاز الاسرائيلي لم يشاهده قط لا يبدو ذلك متكلفا أو مصنوعا.
    فيه صفات ممثل سينما، واستاذ في جامعة ورجل دين هندي في نفس الوقت. وحينما يقول إن اسرائيل لا تتجه الى أي مكان وما بقيت الولايات المتحدة موجودة ف 'أنتم لستم وحدكم "فان الشعور هو بأن امريكا كلها تقف حقا من ورائنا.
    عرف اوباما لماذا يفضل الظهور أمام اشخاص شباب لا فوق منصة الكنيست. فقد قطع التصفيق العاصف كلامه 82 مرة. ويخيل إلي انه لم يحصل على استقبال كهذا حتى ولا في مؤتمر الحزب الديمقراطي. وفي عدد من الحالات نهض الاشخاص من مقاعدهم. وحينما كان شخص ما يقطع على الرئيس خطبته بصيحات احتجاج كانت صيحات التحقير تفعم القاعة.
    يمكن بيقين أن نقول إن اسرائيل في يوم الرئيس الثاني في البلاد عاشقة. لو كان هدف اوباما ان يتحدث الى الشعب في اسرائيل فانه قد تحدث بيقين. واذا كان الهدف ان يلين القلوب قبل ان يضع على الطاولة مبادرة جديدة فقد لينها تليينا شديدا. وكان الشعور أنه لو وضعت صناديق اقتراع في مباني الأمة لانتخب اوباما رئيسا لوزراء اسرائيل. وأن رؤيا الدولتين للشعبين لم تكن قط قريبة بهذا القدر وممكنة بهذا القدر.
    لم يكن الكلام الذي قاله اوباما سهلا على الأذن الاسرائيلية. فقد أقام الرئيس مرآة أمام الواقع الذي نحيا فيه منذ 46 سنة تقريبا وأراد شيئا واحدا هو ان نضع أنفسنا للحظة في اماكن الفلسطينيين وأن ننظر الى العالم بعيونهم. وسأل اوباما سؤالا واحدا فقط وهو أهذه الحياة التي نريدها. وألح على هذا الجيل الذي جلس ممثلوه في القاعة أن يأخذوا مستقبلهم بأيديهم، وقال: عليكم ان تكتبوا مهمة الفصل القادم في دولة اسرائيل قصة
    لم يكن الامر لكن أمر الخطبة بل الشخص والجمهور كذلك، فهو لم يكن جمهورا مشجعا فقط بل كان جمهورا ذكيا فاهما رد بسرعة على كل الامور الدقيقة وعرف كيف يقدر الإحكام واللطف والرسالة المركبة التي نقلها الرئيس. وحينما ودعهم ملوحا بيديه كان شعور بأن الناس يخرجون من هناك مشحونين بشعور بالرسالة.
    وبقي سؤال واحد فقط في ختام ذلك اللقاء وهو أين كان كل هؤلاء الاشخاص وقت الانتخابات؟

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    دورة تدريبية للمتمردين السوريين

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    هبطت عشرات الطائرات المحملة بالسلاح والمعدات العسكرية في الشهور الاخيرة تحت جنح الظلام في مطار البلدة الساحلية الاردنية العقبة، وتم إنزال الحمولة بأيد مستعجلة. وفي دقائق كانت الصناديق قد رُفعت على شاحنات محكمة الاغلاق اتجهت شمالا الى القاعدتين العسكريتين الموجودتين منذ ايام طويلة تحت حراسة ثقيلة. 'رأيت في ليلة واحدة بأم عيني قطارا جويا من 17 طائرة بلا علامات تعريف'، يقول شاهد عيان يسكن في العقبة. 'وكانت تلك طائرات قديمة ولا يعلم أحد من الطيارين، وحُملت المعدات على شاحنات محكمة الاغلاق عمداً بحيث لا يمكن أن يتم التعرف حتى على رقم حاويات المعدات المحملة'. إن القاعدة الاولى وهي قاعدة لقوات المشاة الاردنية باسم الملك عبد الله الثاني، تُستعمل موقع تدريب لـ 'القوات الخاصة' وهي الوحدة المختارة في الجيش الاردني التي توازي دورية هيئة القيادة العامة عندنا. ويتدربون هناك على سلاح خفيف ويُعدون الجالين من سوريا لمواجهات عسكرية مع الجيش السوري ومع شبيحة بشار الاسد على الخصوص.
    وتقع الثانية وهي قاعدة سلاح الجو 'المفرق' في شمال شرق المملكة في مثلث الحدود بين الاردن وسوريا والعراق فيمكن بذلك الدخول بسهولة الى الدولتين من الجو والبر ايضا. وتجري التدريبات هناك على سلاح دقيق وصواريخ كتف استعدادا لآخر ايام حكم الاسد في دمشق. ترمي سلسلة من الحواجز الامنية الى إبعاد الفضوليين والصحفيين عن المعسكرين اللذين أُنشئ في وسطهما قواعد التدريبات السرية. 'كان يمكن تقصير مسار نقل الحاويات السرية بإهباط الطائرات في المطار العسكري ماركا قرب عمان'، يقول خبير عسكري اردني. 'لكن الفكرة رُفضت رفضا باتا. وبذلوا جهدا كبيرا من قبلنا للحفاظ قدر المستطاع على تنفيذ سري'.
    لم يعرف العالم الواسع ايضا بوجود هذه القواعد الى ان كشفت عنها هذا الاسبوع صحيفة 'الغارديان' البريطانية و'دير شبيغل' الالمانية قبل ان يُقلع رئيس الولايات المتحدة الى اسرائيل بقليل. وكان مُسربو المعلومات ضباطا من 'جيش سوريا الحر'. وكان الكشف يرمي الى الضغط على اوباما في محاولة لجعله يعبر عن تأييد معلن لهم قبل ان يبدأ مجلس النواب الامريكي في واشنطن ماراثون مداولات في قضية تسليح المتمردين. في تشرين الاول الاخير فقط اضطر الامريكيون الى الاعتراف لأول مرة بأنهم يُجرون تدريبات عسكرية في الاردن لمواجهة خطر السلاح الكيميائي الذي قد يتسرب من سوريا. بيد أنه يتبين الآن أنه لم يُشرك في مواقع التدريب العسكرية جنود اردنيون فقط بل المنشقون من سوريا ايضا الذين فروا من جيش الاسد النظامي. 'إن تصريح الملك عبد الله الذي قال إن علاقاته بنتنياهو قويت جدا لم يولد بالصدفة'، يكشف لي ذلك مسؤول كبير في المعارضة السورية. وكتب الصحفي الامريكي جيفري غولدبرغ هذا الاسبوع أن عناصر في اسرائيل والاردن يقولون ان طائرات اسرائيلية بلا طيارين تطير على طول الحدود مع سوريا بموافقة الاردنيين. وزعم المسؤول السوري الكبير من المعارضة على مسامعي أن 'المعلومات التي تُجمع تُقسم بين الدولتين'.
    وسُرب ايضا مع وجود المعسكرات السرية مشاركة 'مستشاري أمن ذوي خبرة' من شركات حراسة أجنبية وحقيقة أنها حظيت بموطئ قدم في المنشأة الأكثر حراسة. واختارت وزارتا الدفاع والخارجية في واشنطن وفي باريس ولندن 'عدم الرد'، وأصر الامريكيون على أنهم 'يساعدون المتمردين بالغذاء والدواء' فقط. وزعم الاردنيون في البداية أن الحديث عن 'تدريبات إرشاد للعناية باللاجئين السوريين'، لكنهم تحولوا في نهاية الامر ايضا الى 'عدم الرد'.
    وتصدر عن عنصر أمني رفيع المستوى جدا في الاردن رواية مختلفة: 'الحديث عن مرشدين من شركات حراسة خاصة يحصلون على استشارة ويُنسقون مع جهات استخبارية رسمية في ثلاث دول غربية. وهم يعملون في معسكرات التدريب السرية من اجل تحويل المبتدئين السوريين الى محاربين'. والهدف هو أن يُعدوا بسرعة 15 ألف جندي وضابط انشقوا عن الجيش السوري للانضمام الى المتمردين 'المعتدلين' واجراء قتال للاسد وللاسلاميين المتطرفين.

    العالم العربي يُجند نفسه
    حتى بعد أن زال غطاء السرية ما زال جزء كبير من التفصيلات عن المعسكرات السرية غير معروف. ومن نبأ نُشر هذا الاسبوع في الصحيفة اليومية الكرواتية 'يوتاري ليست' يمكن ان نستدل على أن البلاط السعودي وحكام إمارة قطر هم الذين ينفقون على الطائرات وشراء السلاح. والجزء الرئيسي منه يُهرب من ليبيا، ويُشترى جزء من أسواق السلاح العالمية ويُنقل أكثره عن طريق زاغرب عاصمة كرواتيا. وتصاحب عيون امريكية بعثات المعدات الى أن توزع في داخل المعسكرين.
    تجري التدريبات في المعسكرات السرية منذ نحو من سنة. ويجري على المبتدئين المقاتلين تفتيشات دخول ولقاءات شخصية دقيقة في محاولة للتحقق من ألا يتسرب الى الداخل عناصر اسلاميون متطرفون. وتستمر سلسلة التدريب كلها 45 يوما ولا يجوز في اثنائها للجنود الخروج من القاعدة ولا يجوز مع الضبط المتشدد المستعمل هناك التصوير أو التقاط صور تذكارية وتؤخذ الهواتف المحمولة وتكون المكالمات الهاتفية محدودة. وتشكف تفصيلات جديدة وصلت الى 'يديعوت احرونوت' عن تعاون وثيق بين شركات حراسة مدنية، عملت في العراق مع سقوط صدام حسين، وبين مستشارين عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. ويصعب أن نحدد مبلغ كون 'المرشدين' خاصين حقا وبعيدين عن الجهات الرسمية. ويرتدي المدربون ايضا مثل المبتدئين السوريين ملابس قتال وتنحصر التدريبات في استعمال السلاح الخفيف والمتوسط. والى الآن أنهى أكثر من 1200 جالٍ سوري فترة التدريب واجتاز ثلثهم فقط المركز الحدودي المخترق قرب درعا السورية الذي استولى عليه المتمردون ويحكمونه، وينتظر الباقون دورهم.
    تتم الحركة هنا في مسارين متوازيين: ففي مسار دخول الاردن يتدفق في كل يوم مئات اللاجئين من سوريا وفي المسار العكسي وهو أقل يدخل المقاتلون ممن أنهوا دورة التدريبات وينضمون الى مجموعات المتمردين في المدن الكبيرة والذين يحددون لهم ما هي القوة التي ينضمون اليها في داخل سوريا هم المرشدون الاجانب في المعسكرات السرية والطريق الى هناك طويل مملوء بالأخطار على هيئة طائرات سلاح الجو السوري التي لا تدخّر جهدا لقصف القوافل.
    قبل سنتين بالضبط حينما نشبت في سوريا هبة شعبية على الاسد لأول مرة، أصر الملك عبد الله على عدم التدخل واتخاذ موقف. واهتم القصر في دمشق بنقل تحذيرات وتهديدات لعمان بل أرسل خلايا ارهاب مسلحة الى المملكة المجاورة كي يُبين كيف تستطيع ان تضعضع استقرار الحكم اذا تجرأ الاردن على تأييد المتمردين. 'بعد ان حصل الملك فقط على جبال من الوعود من اوباما استسلم لضغط السعودية وإمارات الخليج ووافق على إعمال المعسكرات السرية'، استعادوا هذا الاسبوع في صحيفة 'الوطن' ذلك التحول الحاد في القصر.
    'حدث التغيير الأكبر عند الملك عبد الله قبل سنة'، يُبين محلل اردني كبير، 'إن ضغط تيار اللاجئين من سوريا الذين يزيد عددهم على 600 ألف، جعل مخيم الزعتري مركزا قابلا للانفجار. وقد هاج اللاجئون وماجوا وأحرقوا الخيام وأعلنوا اضرابا عن الطعام حينما تهربت دول عربية من الوفاء بوعود نقل المساعدة والأموال'. وفي ذلك الوقت استأجر اللاجئون الذين استطاعوا ان يرتبوا أمورهم في عمان شققا ودخلوا في شراكات اعمال وسببوا ارتفاعا كبيرا في السوق العقارية المحلية. 'إن ايام الاسد معدودة'، قال الملك عبد الله هذا الاسبوع وهو الذي فهم انه حان الوقت لتشديد كلامه ايضا. 'ما عاد من الممكن اعادة بناء مكانته في سوريا. والأمر أمر وقت فقط'. وأضاف بعد ذلك: 'أعارض إرسال جنود اردنيين الى سوريا'. ولم يقل متعمدا شيئا عن معارضته إعداد محاربين سوريين في داخل المملكة.
    طلب ضباط كبار جلوا من سوريا ومنهم رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب، طلبوا من عبد الله ان يُشركهم في النشاط الذي يتم في المعسكرات السرية. ونشأ بذلك وضع تلقى فيه حجاب، وهو ذو ماضٍ غني في اجهزة الاستخبارات السورية، أسماء المرشحين يرفضهم أو يُجيزهم ويُبلغ عن كل اجراءات استيعابهم وتصنيفهم.
    وبدأت السعودية وإمارات الخليج ايضا تحرك في القِدر من وراء الستار وتحاولان التأثير فيما يجري في الاردن. ويتبين أن تركيا خاصة هي الحلقة الضعيفة في التعاون الذي تم. يقول الملك الاردني في رئيس وزراء تركيا الطيب اردوغان انه 'يشبه راكبا في حافلة، فهو يصل الى المحطة التي حددها لنفسه ويقرع الجرس ويغادر'. 'إن وكالات الاستخبارات في واشنطن لم تعد تعتمد على دافعية اردوغان ورفع اوباما يديه'، يزعم رجل أمن اردني. 'يريد اردوغان التخلص من الاسد في أسرع وقت وبكل ثمن والشيء الأساسي ألا ينجحوا في تقسيم سوريا، فهو لن يُسلم لكردستان سورية تنشأ تحت أنفه قرب الحدود وينشأ عنها الارهاب والزعزعات. ويوجب هذا على رئيس الاستخبارات السعودي الأمير بندر أن يستعمل الحوار مع أنقرة وأن يُهدئ جأش اردوغان الثائر'.
    واستقر رأي السعوديين كي يعالجوا الوضع على فتح المحفظة. 'بيّنوا لنا أنه لن تكون حدود للنفقة للقضاء على حكم الاسد والاهتمام بابعاد 'البعثيين' الذين سيحاولون الاستيلاء على القصر في دمشق'، يقول رجل أمن في عمان. إن 'المُشكلين' هم أولا ارهابيو منظمة 'جبهة النُصرة'، وهي ذراع تابعة للقاعدة بدأت خطواتها في سوريا متنكرة بزي المتمردين على الاسد وعُرفت في واشنطن بأنها منظمة ارهابية خطيرة لا يجوز التعاون معها. ويُبين الدكتور رياض زُبار من عمان أن 'الخوف الأكبر من أن يسيطروا دفعة واحدة على مخزونات السلاح الكيميائي'.
    يؤخرون توزيع الصواريخ المضادة للطائرات والمضادة للدبابات في تدريبات المعسكرات السرية في الاردن الى مرحلة 'لحظة ما بعد الاسد'. 'يوجد اتفاق شامل بين المستشارين الامريكيين والفرنسيين والبريطانيين بتعاون مع قادة الجيش والاستخبارات في الاردن على أنه لا يجوز إخراج السلاح الثقيل في المرحلة الحالية وإدخاله الى سوريا'، يُبين خبير اردني. 'خشية أن يقع في أيدي 'المُشكلين' الاسلاميين. فهؤلاء قد لا يحرقون سوريا فقط بل قد يتسللون مسلحين الى داخل الاردن. ولهذا يخزنون في هذه الاثناء السلاح الثقيل الذي يأتي بالقطار الجوي ويُستغل جزء ضئيل فقط في التدريبات وفي مرحلة متأخرة بعد حينما تشتعل الارض تحت قدمي الاسد حقا سيُستل 'سلاح يوم القيامة' لمواجهته'.
    إن 'السؤال الأكبر الذي لم يوجد له حل الى الآن'، يُبين الدكتور رياض زُبار، 'هو هل تسليح المتمردين وإدخال خريجي معسكرات التدريب الى داخل سوريا سيفضيان الى إنهاء حكم بشار أو ان القوة الجديدة ستزيد فقط في قوة الحرب الأهلية الدائرة في سوريا'.

    غير مُلّح على اسرائيل
    عند قيادة المعارضة السورية حلم لذيذ وهو ان ترى الرئيس اوباما يستغل زيارته للمنطقة لقفزة مفاجئة الى معسكر التدريب السري في الاردن، فصورته هناك ستمهد الطريق لاعتراف دولي بالادارة البديلة عن الاسد، كما أوضحوا هذا الاسبوع هناك. لكن اوباما يرفض الى الآن ان يجعل التأييد الامريكي معلن ويحتفظ بالشأن السوري لأحاديث مغلقة فقط في القدس وعمان.
    وما زال خلافا للمتمردين لا يرى نهاية عهد الاسد ولا يريد ان يجعل سوريا ميدان مواجهة آخر مع الايرانيين.
    في واحد من الأحاديث المغلقة بين الملك الاردني واوباما حدّثه الملك كيف عرض على الاسد اللجوء السياسي في عمان 'ما دام قادرا على الخروج حياً على رجليه'. وقال الملك إن الاسد أجابه بفظاظة قائلا: 'يفضل ان تشغل نفسك بمشكلات مملكتك الحقيرة'. وأُرسل في نفس الوقت تحذير شديد ايضا من دمشق وهو أنهم اذا استمروا في تدريب وإدخال 'عصابات ارهابية' مضادة للنظام فان اللهب سيهيج في الاردن ايضا. وهاجم سليم حرب الموالي للرئيس السوري القواعد في شمال الاردن وزعم أنها أُنشئت 'بمؤامرة من اوباما ونتنياهو ونعلم عندنا ان عناصر استخبارية من اسرائيل والبنتاغون يتجولون هناك'. ويقول خبير اسرائيلي: 'ترمي زيارة اوباما، من وراء الأبواب المغلقة، الى التعاون مع النظام وضمان أن يحافظ الامريكيون على الملك حليفا لهم. وقد أصبح الاردن مفترقا مهما جدا للامريكيين. ويسمع الملك، خلافا لمبارك، أنه يستطيع الاعتماد على اوباما'.
    إنهم في الاستخبارات الاردنية قلقون الآن من خطر السلاح الكيميائي أن يتسرب الى المملكة وجعلوا هدفهم في معسكرات التدريب السرية منع سيطرة اسلاميين ورجال من منظمة القاعدة استوطنوا في سوريا على مخزونات السلاح. 'أُقر مبدأ حديدي بالتنسيق مع 'المستشارين' الامريكيين'، يُبين عنصر اردني، 'وهو ألا يحصل المبتدئون على سلاح ثقيل الى ان يتبين مصير النظام في دمشق خشية أن يقع في الأيدي غير الصحيحة في سوريا'.
    إن موقع القاعدة الشمالية في الاردن على مبعدة أقل من ساعة سفر عن دمشق، يُمكّن خلايا تنصت مدربة من التنصت على مراكز الحكم الحساسة في سوريا. والعربية هي نفس العربية وتظهر بين الفينة والاخرى في جهاز الاتصال أوامر عسكرية بالفارسية ايضا. 'إنهم يتحدثون برموز شيفرية وهم شديدو الحذر'، يكشف خبير اردني، 'ومع كل ذلك يمكن هنا وهناك حل أسرار معلومات عملياتية والتحذير من النوايا'.
    يوجد غير قليل من الشركاء في المعلومات التي يتم الحصول عليها في وكالات استخبارات الدول المجاورة. 'اذا استثنينا العراق الذي يحتله الايرانيون فانه يوجد تنسيق وتبادل معلومات وتقديرات بين الجهات الاستخبارية'، يقول خبير اردني. 'ويجوز أن نقول على التحقيق إن تغير السلوك الاردني مع سوريا أفضى الى تحسين العلاقات السرية بين قصر الملك في عمان وديوان رئيس الوزراء في القدس'. وإن كنا 'ندرك أن رئيس الوزراء نتنياهو ومجموعتكم الاستخبارية لا يُلح عليها كالاردنيين، إبعاد الاسد'، كما يُنبه عنصر اردني ثالث.
    وماذا سيحدث في اليوم التالي؟ 'إن السيناريو النهائي غير موثق'، يُبين خبير أمني اردني. 'فهناك سيناريو يتحدث عن تقسيم سوريا حينما يحاول الاسد ومجموعته ان يفروا الى المنطقة العلوية في الشمال. وهناك سيناريو يرسم سيطرة المتمردين في سوريا على جميع المدن الكبيرة التي ستنتهي بمعركة لاسقاط الحكم في دمشق. ويجب ان اؤكد أنهم يرون بشار في السيناريوهين 'انسانا ميتا يمشي' لا يجوز ان يدعوه يخرج حيا من القصر أو من كل مكان يختبئ فيه'.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 262
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:06 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 261
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:05 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 243
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:40 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 242
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:38 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 234
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:21 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •