النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 300

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 300

    اقلام وآراء
    (300)

    الخميس
    28/3/2013



    مختارات من اعلام حماس



    أقلام وآراء (300)
    هل يفعل المقاوم ما يفعله المفاوض؟
    د.فايز أبو شمالة/ المركز الفلسطيني للاعلام

    ماذا بعد الاعتذار الإسرائيلي لتركيا؟
    حمزة إسماعيل أبوشنب / المركز الفلسطيني للاعلام

    انتفاضة فتح الداخلية والمصالحة
    د.عصام شاور/ فلسطين اون لاين

    عن إنتاج الكراهية للإسلاميين
    لمى خاطر / فلسطين الان

    "كل ما طالت بِتْلِمّ غمور”
    أمجد عرار / فلسطين اون لاين

    المصريون والفلسطينيون مرة ثانية
    ساري عرابي / المركز الفلسطيني للاعلام












    هل يفعل المقاوم ما يفعله المفاوض؟

    د.فايز أبو شمالة/ المركز الفلسطيني للاعلام

    المقاوم يقول: لا للمفاوضات، ونعم للمقاومة، لا للتفريط ونعم للتضحية، لا للقاء الإسرائيليين على طاولة المفاوضات، ونعم للمواجهة في الميادين والساحات.

    بينما المفاوض يقول: لا للمقاومة، ونعم للمفاوضات، ولن ننجر إلى المربع التي تريده (إسرائيل)، ونعم للقاء الإسرائيليين على طاولة المفاوضات بشرط تجميد الاستيطان، ولا للمواجهة في الميادين.

    المقاوم يقول: لا للمفاوضات ولا يحرك ساكناً لمنعها، ولا يمارس عملياً ما يعرقل المفاوضات، بينما المفاوض يقول: لا للمقاومة، ويمنعها فعلاً باسم الحفاظ على مصلحة الفلسطينيين، ويمارس عملياً ما يعبر عن قناعته برفض المقاومة، بل ويقوم المفاوض باعتقال المقاومين، ويقوم بتصفيتهم جسدياً إن تطلب الأمر، كما حدث في قلقيلية والخليل.

    المقاوم ما زال يرفض المفاوضات بهدوء، ويحسب ألف حساب لخطوات المفاوض، ويرجوه بأدب أن يتوقف عن المفاوضات مع الإسرائيليين، ويتوسل إليه أن يحافظ على الثوابت الوطنية، وأن لا يغطي عورة الاحتلال بلقاءاته الهزلية.

    المفاوض يسير على خط المفاوضات بثبات، ولا يحسب للمقاوم حساباً، بل يتهم المفاوض المقاوم بأنه يخرب خطه السياسي، ويوفر بالمقاومة الذريعة لشريكه الإسرائيلي كي يتهرب من طاولة المفاوضات.

    قبل سنوات عديدة كان مفاوض اليوم يقود خط المقاومة ضد الصهاينة، وكان قوياً وعنيفاً ضد أي طرف يفكر في لقاء الإسرائيليين، كان مفاوض اليوم مناضلاً يطلق النار على رأس كل من يعترف بـ(إسرائيل)، ويقطع دابر كل من يقول: نعم للمفاوضات مع الإسرائيليين، قبل سنوات كان المفاوض مناضلاً، اتهم مصطفى دودين بالخيانة لأنه وافق على الاجتماع مع الحاكم العسكري الإسرائيلي، وأطلق النار حتى الموت على صدر رئيس بلدية نابلس ظافر المصري، لأنه أيد الاعتراف بـ(إسرائيل)، ونادى بالسلام.

    فهل يسير مقاوم اليوم على طريق مناضل الأمس، ويفكر في الانغماس في المفاوضات مع الصهاينة لاحقاً، لذلك لا يتجرأ على إلزام المفاوض بعدم الالتقاء مع الإسرائيليين، وعدم الاعتراف بهم، وعدم التفاوض معهم حول تسوية، تمكنهم من السيطرة على 78% من أرض فلسطين؟

    حتى يتأكد الشعب الفلسطيني من جدية المقاومة، ومصداقية برنامجها السياسي القائم على رفض الاعتراف بالعدو الصهيوني، فإنه ينتظر موقفاً صارماً وحازماً وبائناً من المفاوضات.

    وينتظر الفلسطينيون أن يمارس المقاوم عملياً ما يمنع المفاوضات، ينتظر الفلسطينيون أن ينتصر خط المقاومة نهائياً، وينهزم إلى الأبد خط المفاوضات.

    ماذا بعد الاعتذار الإسرائيلي لتركيا؟

    حمزة إسماعيل أبوشنب / المركز الفلسطيني للاعلام

    قبل أن يغادر الرئيس الأمريكي دولة الاحتلال أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء التركي ومن ثمَّ ترك سماعة الهاتف لرئيس الوزراء الإسرائيلي، ليقدم الاعتذار لتركيا ويوافق على الشروط التركية الثلاثة: الاعتذار وتعويض الضحايا ورفع الحصار عن غزة، وبذلك يكون أوباما قد نجح في حل الخلاف بين الدولتين في أول إنجاز دبلوماسي له في الولاية الثانية.
    خرج الاعتذار الإسرائيلي بعد أن ناقش الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي العديد من الملفات الأمنية التي في جعبته، ولعل الملف النووي الإيراني والكيماوي السوري والتحولات العربية نوقشت باستفاضة بين الجانبين، وبرز جلياً بأن أوباما أعطى إسرائيل كل ما تريد فتوافق الطرفين على الملفات التي تشكل تهديداً لأمن إسرائيل.

    فعلى صعيد الملف الإيراني أجمعا على الخطر النووي الإيراني ووجوب التصدي له سواء بالعقوبات الاقتصادية أو الحرب السرية المعلوماتية والتكنولوجية، بالرغم من فشل سلاح الحرب السري في التأثير على البرنامج النووي الإيراني، ولم يستبعد الحرب الخاطفة باستهداف المنشآت الإيرانية بالقصف الجوي.

    أما الملف السوري _وهو الأكثر تفاعلية في هذه الأيام في ظل تراجع النظام على الأرض وتقدم المعارضة_ تعلو الأحاديث عن السلاح الكيماوي وقد أقدم الاحتلال قبل أسابيع على قصف موقعٍ داخل الأراضي السورية، فقد توافق الاثنان على منع وصول السلاح غير التقليدي والصواريخ بعيدة المدى إلى أيادي الجماعات الإسلامية داخل سورية أو حزب الله اللبناني، وذلك بكافة السبل الممكنة وهذا يعطي الاحتلال الإذن بالدخول في الأزمة السورية في أي وقت شعر بالخطر على أمنه.

    مشكلة الاحتلال في الأمن والمشكلة التي يعانيها من فقدان الكنز الاستراتجي المتمثل بالرئيس السابق محمد حسني مبارك لم تقل أهمية عن سابقاتها من الملفات التي يعتبرها الاحتلال تشكل خطراً عليه، لذلك طرح هذا الملف بقوة واتفقت الولايات المتحدة على حماية أمن الاحتلال من التحولات العربية وإظهارها بمظهر القوي أمام جيرانها في ظل العداء المتزايد.

    دولة الاحتلال قائمة في المنطقة على منطق القوة التي تخيف بها جيرانها ومحيطها الإقليمي، لذلك هي دائمة التفكير في الحرب والعدوان حتى لا تظهر بمظهر الضعف، وهذا المناخ الحالي يجعل الاحتلال أكثر تفكيراً في استعراض العضلات لتكبح جماح أعدائها، فخلال زيارة أوباما نجح في ترويض القضية الفلسطينية من خلال الدعم المالي للسلطة الفلسطينية والضغط عليها بالعودة للمفاوضات دون شروط مسبقة، هذا في جانب الضفة الغربية، أما على صعيد قطاع غزة فبالاعتذار لتركيا يكون الاحتلال قد نجح في إخراج قطاع غزة من دائرة الصراع بشكل ومؤقت، وتحييد تركيا في حال وجَّه أية ضربة عسكرية لإيران أو حلفائها السوريين وحزب الله اللبنانيين.

    الاعتذار الإسرائيلي لتركيا يشتم منه رائحة حرب خاطفة تكون غزة خارج حساباتها سيبحث الاحتلال عن الحلقة الأضعف ما بين سوريا وحزب الله وإيران، فسوريا تعيش عزلة عربية رسمية وسط سخط شعبي كبير جداً في كافة البلاد العربية، وهي مهلهلة من الداخل فستكون غير قادر على مواجهة أي هجوم جوي ضد أسلحتها الغير تقليدية، أما إيران فستكون في مأزق حال سقط حليفها السوري، في هذه الحال سيكون حليفها اللبناني هو الآخر يعاني بعد أن دخل في صلب الأزمة السورية، وستصبح أمام هجوم من الجماعات الإسلامية التي ستهاجر من سوريا إلى لبنان لقتال حزب الله، وسيغدو غير قادر على خوض حرب على جبهتين، مما يسهل أية عملية جوية خاطفة عليها بعد تقليم أظافرها في المنطقة العربية.

    تفكير إسرائيل في الحرب هذا لا يعني بأنها ستخوضها خلال الأيام القادمة ولكن ستبقى تراقب، وهي تحتاج إلى مثل هذه الاستعراضات، وكذلك الولايات المتحدة والتي تراجع نفوذها في المنطقة بسبب الأزمة المالية الخانقة والانسحاب العسكري من العراق وأفغانستان، إلا أنها في أي لحظة من الممكن أن تقرر مهاجمة أي هدف في ظل حكومة جديدة مراهقة في السياسية تنقصها الخبرة والتاريخ.

    انتفاضة فتح الداخلية والمصالحة
    د.عصام شاور/ فلسطين اون لاين

    حسب مصادر فلسطينية، كشفت نجاة أبو بكر النائب في المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية أن الحركة تشهد انتفاضة داخلية للإطاحة برئيس الحكومة في رام الله د.سلام فياض مؤكدة أن جميع أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري يريدون إنهاء حقبته بأسرع وقت ممكن، وفي ذات السياق تحدث القيادي الفتحاوي توفيق الطيراوي، ولم يصدر أي نفي عن اللجنة المركزية أو المجلس الثوري لما قالته النائب أبو بكر.

    أعتقد أن إقالة الدكتور سلام فياض وحكومته ليست بحاجة إلى انتفاضة داخلية في فتح، حيث من المفترض أن يشكل الرئيس محمود عباس حكومة انتقالية كخطوة عملية لتطبيق المصالحة وتنفيذا لإعلان الدوحة، ولكن الحديث عن انتفاضة ومعركة من أجل تغيير الحكومة يعني أن حركة فتح غير مستعدة للمصالحة أو أنها غير واثقة من حصولها، والأمر في الحالتين لا يبشر بخير ويثير المخاوف و الشكوك حول مستقبل المصالحة والوحدة الداخلية.

    أزمة الشعب الفلسطيني ليست مع حكومة رام الله _رغم كل ما قيل ضدها_، بل تكمن أزمتنا في الاختلاف والانقسام والمماطلة في تحقيق المصالحة الداخلية، الأزمة فصائلية بالدرجة الأولى. الشعب الفلسطيني يسعى لوجود حكومة واحدة في الضفة وغزة تكون عنوانا للوحدة الوطنية وطريقا لانتخابات عامة؛ رئاسية وتشريعية ووطنية وهيئات محلية حتى ننعم باستقرار نسبي ونتفرغ لمواجهة الاحتلال دفاعا عن قضيتنا ووطننا.

    أول من أمس دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة إلى عقد قمة مصغرة في القاهرة بحضور فتح وحماس من أجل تسريع المصالحة ، مشددا على تحميل المسؤولية لمن سيكون سببا في إفشالها، وقد رحب بها الطرفان، فتح وحماس، ولكن المناكفات الإعلامية استمرت بل وزادت دون أي مبررات، ولهذا فإنني أدعو الطرفين لوقف المناكفات الإعلامية، كما أدعو وسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة و هيئات تحرير الصحف اليومية الرسمية،" فلسطين، الحياة الجديد، الأيام والقدس" إلى دعم المصالحة ومنع نشر ما يعكرها ويعرقلها من أخبار وتحليلات ومقالات وآراء توتيرية، وكذلك أتمنى على مشرفي المواقع الإلكترونية أن يكونوا عامل بناء لا هدم في هذه اللحظات الحرجة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني.

    عن إنتاج الكراهية للإسلاميين
    لمى خاطر / فلسطين الان

    تصيبك دهشة كبيرة وأنت تطالع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والإلكترونية، من حجم الضخّ المشبوه وغير المبرر ضد الإسلاميين، ومما تزخر به تعليقات الإعلاميين ونفر من العوام عند حديثهم عن التيار الإسلامي، وخصوصاً حركة الإخوان المسلمين.

    ليست المسألة هنا متعلقة بانتقاد الإسلاميين أو رفض مواقف معينة لهم، أو حتى مخاصمتهم والاختلاف معهم. بل في تلك الحملة المسعورة ضدّهم والتي تلفق لهم اتهامات وأوصافاً لا تمتّ لهم بصلة، وما من دليل عليها.

    ففي مصر مثلا، بلغ الفجور الإعلامي مبلغاً خطيراً وهو يحرّض على مهاجمة مقرّات الإخوان في اليومين السابقين للجمعة الماضية، ولو حاولتَ البحث بهدوء عن دوافع مقنعة لهذه الحملة لما وجدتَ مبرراً معقولاً واحدا، اللهم إلا ذلك الإرث القديم من التشويه الذي صنعه النظام السابق، وتشربته قلوب وعقول نفر غير قليل من السياسيين والإعلاميين، ولم يتخلوا عنه رغم زعمهم أنهم ضدّ النظام السابق جملة وتفصيلا، بسياساته وثقافته وإجراءاته المختلفة. ولكن حين يتعلّق الأمر بالإسلاميين يختلف الأمر، إذ تجد أن لغة الأنظمة القمعية ضدهم هي ذاتها التي تكرّر اليوم وتعتنق، حتى من قبل بعض من يدّعون حمل لواء الثورة.

    والحال هنا، أن من يديرون حملات التحريض والتشويه هذه هم بقايا الأنظمة السابقة وورثتها الحقيقيون، حتى وإن كانوا يزعمون أنهم على النقيض منها أو أنهم جزء من حركة النضال ضدها، لكنهم توحدوا واتفقوا معها في دوافع كره الإسلاميين أو الاستمرار في إدارة نهج إنتاج الكراهية غير المبررة ضدهم، ومحاولة تصديرها إلى عقول الناس عبر الاستعانة بجملة من الأكاذيب والافتراءات، ما كانت حملاتهم لتنجح دونها، أما الدوافع لذلك فهي (إلى جانب كون مهاجمة الإسلاميين غدت وظيفة لدى من يستعدّ أن يكون مأجوراً من السياسيين والإعلاميين) الخشية من حكم الإسلاميين وتمكّنهم على المصالح الخاصة لتلك الفئة، رغم أن جانباً كبيراً من هذه المخاوف موهوم وغير حقيقي، ولا تشي به اللغة التصالحية والهادئة مع الخصوم التي ينتهجها تيار مثل الإخوان المسلمين، وهي الجماعة المعروفة بنأيها عن العنف وعدم اعتماده خياراً في قضايا الخلاف الداخلي.

    بين يدي عملية إنتاج الكراهية المستمرة تلك يتم طرح جملة كبيرة من الافتراءات التي يأمل من يقفون خلفها بأن تتحول إلى حقائق في أذهان المتلقين مع مرور الوقت، وكل طرف من خصوم الإسلاميين ينشئ افتراءاته الخاصة التي تتناسب مع إطاره، ليس ابتداء بتهمة التكفير وانتهاج الإقصاء ونية الفتك بالخصوم، وليس انتهاء باتهام تيار مثل الإخوان بعقد صفقات مع أمريكا لحكم الوطن العربي، وكل هذا دون دليل واحد، وإنما استناداً إلى جملة من الخرافات حملها رموز القومية واليسار العربي ومعهم الليبراليون من إرثهم الثقافي السابق، وهو إرث قائم على المصالح الضيقة وإقصاء دموي للخصوم في سبيل التمكين في السلطة.

    ومع الوقت ما زال يأمل هؤلاء الدجّالون بأن تحدث الأحقاد التي يراكمونها في عقول العوام فعلها، وبأن تنجح في اغتيال الإسلاميين معنوياً والإضرار بصورتهم وتهشيم رمزيتهم، وحمل الناس على الانفضاض من حولهم، لأنه ما دام صندوق الانتخاب قد غدا السبيل الوحيد للوصول للحكم بعد زوال عهد الانقلابات الدموية التي سمحت لخصوم الإسلاميين بالسيطرة والتمكين، فلا يجد خصومهم خياراً أفضل من إدارة الحرب عليهم معنوياً مستفيدين من السيطرة على وسائل إعلامية كثيرة، لأن المطلوب هنا إحداث الوقيعة بينهم وبين جمهورهم العريض في الشارع العربي، وجعله يرتكس رغماً عنه ليعيد إنتاج أنظمة تحاكي تلك البائدة في قمعها وزيفها وهيمنتها المطلقة، حتى وإن نطقت بلسان ديمقراطي واتخذت الحرية والعدالة شعاراً لها.

    غير أن حدّة وكثافة حملة التشويه وإنتاج الكراهية تلك لا تتناسب طردياً مع حظوظ نجاحها، فهي وإن نجحت في التأثير على قطاع من الجمهور، إلا أنها لن تكون أبداً كافية لتغيير قناعات عموم الشارع، ولحمله على اعتناق الوهم من جديد، فالأمة تتقدّم وتتغيّر، ولن يفلح الدجل في إيقاف مسيرتها، حتى وإن تعثّرت وعرقلت خطواتها تحديات ضخمة. وعاجلاً أم آجلا سيكتشف أعداؤها ومأجوروهم أنهم لم يحصدوا سوى الخيبة، وأن جهودهم المضنية ذهبت هباء!

    "كل ما طالت بِتْلِمّ غمور”
    أمجد عرار / فلسطين اون لاين

    في الأيام الأولى لاحتلال الضفة الفلسطينية خلال حرب يونيو/حزيران 67 استحضر أهلنا مشاهد النكبة والفظائع التي ارتكبها الصهاينة في المناطق التي احتلوها في نكبة عام 1948 . ذلك الاستحضار دفع الكثيرين منهم إلى مغادرة بيوتهم والالتجاء إلى كهوف الجبال التي كانت مزوّدة ببعض المؤن ومياه الشرب تحسّباً لفترة قد تطول . لم يكونوا يعلمون أن النظام الرسمي العربي لم يحارب أصلاً بل سهّل للصهاينة استكمال احتلال بقية فلسطين ومعها الجولان وسيناء وجزء من الأراضي اللبنانية والأردنية .

    عندما انتهت الحرب على ما انتهت إليه، أدرك آباؤنا، بعفويتهم، حجم التواطؤ، وكانت الجملة الأكثر تداولاً “باعوا فلسطين” . عاد كل إلى أرضه يزرع ويفلح . ذات يوم كنّا نحصد حقل قمح مشتركاً مع أولاد عمومتنا . النساء يحصدن السنابل ويرتبنها في مجاميع يسميها الفلاحون “غموراً” ومفردها “غِمِر”، فيما الوالد والعم متكئان تحت شجرة يقصّان علينا الحكايات . في الأثناء مرّ خمسة رجال يرتدون زياً عسكرياً ويحملون بنادق، أدوا التحية وتسلّقوا السلاسل الحجرية واختفوا بين أشجار الزيتون . قال الوالد هؤلاء فدائيون . كانت تلك المرّة الأولى التي أسمع فيها بهذه الكلمة، وتناوب الوالد والعم يشرحان مواصفات الفدائيين الذين لا يعرفون معنى للخوف ويأكلون الأفاعي والضفادع ويقفزون من المرتفعات ويهبطون وقوفاً .

    الحديث عن الفدائيين أعاد الوالد والعم إلى ذكريات ثورة ال 36 . تحدّثا عن “أبو فلان” الذي قصفته طائرة بريطانية فتفحمّت جثّته وهو يحتضن جذع شجرة زيتون ضخمة، و”أبو علان” الذي قضى نحبه في واد يفصل القرية عن قرية مجاورة، فأصبح اسمه وادي القتيل، وعن الشهيد نواف الذي أصيب بجروح في وادي قانا شمال سلفيت، ووجده أهل بلدة دير استيا لافظاً أنفاسه قرب نبع ماء فحملوه على جمل إلى بلدتهم ثم شيّعوه في موكب إلى بلدتنا، وما زال قبره القديم في المقبرة المهملة موشّحاً بعلم فلسطين، وبعد أن كفّ متطوعون عن تجديد ألوان العلم بالطلاء، أصبح اليوم متروكاً بلون الصخر .

    بعض أولاد العم بدؤوا بالتململ وطالبوا بالعودة إلى البيت، رد العم بأن الوقت ما زال مبكّراً، وأن الوقت كلّما طال ازداد المحصول، وردد مثلاً شعبياً يقول “كل ما طالت بِتْلِمّ غْمور” . وأكمل الوالد حكايات ثورة 36 ، وشرح على نحو سردي أسباب الفشل، إذ إن الثورة لم تكن موحّدة ولم تقدها قيادة واحدة، بل كان الشعب منقسماً في تأييده لثورة منقسمة، وبعض الثوار وظّفوا سلاح الثورة في تصفية الحسابات الداخلية وعمليات الثأر والانتقام العائلي، حيث لا توجد طوائف أو مذاهب في الشعب الفلسطيني، وإلا لكانت المصيبة أعظم .

    نبّهنا العم إلى مفارقة لا تنسجم مع حقيقة شعب واقع تحت نير الاستعمار، إذ كيف يستقيم نضال الثوار مع عمل بعض أبناء جلدتهم مع البوليس الإنجليزي كأدوات ومحققين، فيما بعض القيادات تستمع لأذناب الاستعمار من بعض الأنظمة ولا تراعي مطالب شعبها . هكذا كان إحباط الإضراب الشهير عام 36 ، وهكذا كان التآمر على ثورة عز الدين القسام في أحراش يعبد واستشهاده أخيراً .

    سأل الأخ الأكبر والأكثر إدراكاً منا: هكذا ببساطة تفشل ثورة دامت ثلاث سنوات؟ . رد العم: نعم، لأنها، كما تستنسخ الآن، كانت مليئة بالانقسام والنزاعات وتصفية الحسابات، والولاءات غير الوطنية . وحيث يوجد من يعتاشون على الأزمات فإنهم يسعون لإطالة أمدها، على قاعدة المثل “كل ما طالت بِتْلِمّ غْمور” .

    المصريون والفلسطينيون مرة ثانية
    ساري عرابي / المركز الفلسطيني للاعلام

    كان يفترض أن تكون هذه المقالة متممة للمقالة السابقة (المصريون وجذور الكراهية للفلسطينيين)، بأفكار أخرى إضافية، إلا أن المقالة السابقة أثارت بعض الاعتراض والالتباس، كما وجدت موافقة وتأييدًا، وهو ما يستدعي بعض التوضيح، في سياق هذه الإضافة الجديدة.

    ما الذي كانت تود الوصول إليه المقالة السابقة؟

    لم يتح للشعوب العربية أن تمضي في سيرورة تطور ذاتي طبيعي، وإنما قطع الاستعمار مسارها، ثم أقحم على وعيها نموذجًا لم تعرفه في تاريخها، وهو نموذج الدولة القطرية، الذي قادته من بعد الاستعمار المباشر نخب ارتبطت مصالحها بالاستعمار من ناحية، وباستمرار نموذج الدولة القطرية من ناحية أخرى، وخلق مبررات استمراره، وسياساته المفارقة للوعي العربي الجمعي.

    فانقطعت السيرورة الذاتية للأمة العربية، وشعوبها، وحرمت من أن تطور نموذجها الخاص بها، وفرض عليها هذا النموذج الغربي، فلم تُختبر شعوبنا في سياق تجربة ذاتية طبيعية، كي نتبين على وجه اليقين علاتها الذاتية الطبيعية، من علاتها الناتجة عن هذا المسار القهري الذي وضعت فيه رغمًا عنها، فصار منطقيًا جدًا أن ترد عيوبنا وعلاتنا كشعوب عربية إلى هذا المسار، ابتداء من مرحلة انهيار الدولة العثمانية وتشظيها، ثم مرحلة الاستعمار، ثم مرحلة دولة الاستبداد.

    لكن في كل الأحوال، أوجد هذا المسار القهري مناطق مشوهة واسعة في وعي شعوبنا، ومناطق شقاء قاهرة، وأخلاقًا مريضة، وبالضرورة لم يكن متاحًا تحسس هذه التشوهات بعمق، وعلاج تلك الأمراض، في ظل الاستبداد، والذي ما إن انزاح عن صدر هذه الشعوب، حتى انفجرت هذه الأمراض والعلل في الوعي والأخلاق والسلوك، وأكدت أن الأفكار الرومانسية عن الشعوب تصادم منطق الأشياء، فلا بد وأن تعيا الشعوب وتمرض في مثل هذا المسار القهري، بل إن تقادم الزمن على أي مجموعة بشرية يترك عميقًا في وعي وتصورات وأخلاق هذه الشعوب، وهذه القضية لا ينبغي أن توجب التدليل والبرهان.

    وهذا لا يعني؛ أن المرض أصيل في الشعوب العربية، ولازم لجيناتها كما يتصور بعض العرب أحيانًا بضغط من الهزيمة الحضارية في مواجهة الغرب المستعمر، مع أن طبيعة الاجتماع الإنساني تتأسس على نحو يقبل العلل والأمراض، كما يتهيأ لمزيد من الرقي والتطور، بحسب الظروف التي تعبرها مسيرة الشعوب، كما الفرد الإنسان الواحد، فكيف حينما تجبر أمتنا على هذا المسار؟!

    حاولت المقالة السابقة؛ القول إن بعض التصورات الزائفة الرائجة عن الفلسطينيين في مصر، لها دوافع وأسباب مختلفة، منها طبيعة الوعي المصري بذاته، وبمحيطه والعالم، والذي ينتج مركزية مصرية متضخمة، وحاولت المقالة أن تدلل على ذلك باختصار من خلال عرض المسار الذي فرض على المصريين، وفي سياق عربي أيضًا، مؤسس على الرؤية التي جرى عرض جوانب منها منذ بداية هذه المقالة.

    الأمر ليس خاصًا بالمصريين وحدهم إذن، مع وجود خصوصيات للشعوب العربية بطبيعة الحال، بيد لأن الحديث قصد موجة الكراهية التي أنتجتها أوساط في الساحة المصرية ضد الفلسطينيين في سياق الكيد السياسي ضد جماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسي، تناول الحديث الحالة المصرية، بأسلوب اتسم ببعض ألفاظ التعميم، ولغة وصفت بالقاسية، وهو ما دعا بعض الأصدقاء الفضلاء للاعتراض وإبداء الملاحظات، وهو ما تطلب مزيدًا من التوضيح بنفي التعميم، ورد الكلام المجمل إلى المفصل، وألفاظ التعميم إلى ألفاظ القصر والحصر.

    وإن كان هذا غير كاف، فإن هذه المقالة تسقط كل ألفاظ التعميم، وتعتذر عما ظهر من حدة سجالية في المقالة السابقة، وهي فرصة للتأكيد على أهمية الحوارات في ترشيد الأفكار وتصحيح التصورات، وبالتأكيد فإن بعض الأصدقاء الذين اعترضوا علي أعرف مني بمصر وأهلها، وأنا سجين مدينة رام الله ومحروم من السفر وملاقاة الناس في هذا العالم.

    إذن، التصور بأن عيوب وأمراض الشعوب سطحية تمس القشرة ولا تنفذ إلى العمق، خاصة بعد كل هذا القهر الطويل الذي فرض عليها، يبدو شديد الرومانسية، وأكثر منه رومانسية التصور بأنه وبمجرد زوال الاستبداد، تشفى الشعوب من أمراضها تلقائيًا، وإذا لم تشف فإن هذا البعض الرومانسي يحيل المشكلة إلى النخب والطلائع، بدلًا من البحث في المشكلة في كل الأماكن الممكنة، وبكل الوضوح والصراحة والتحديد، وبعيدًا عن لغة مجاملات الشعوب التي راجت في حقبة ما قبل الثورات في سياق تحريض تلك الشعوب على أنظمتها، وهي بالضرورة لغة، وبصرف النظر عن دقتها، لم تعد صالحة في مرحلة ما بعد الثورات، إذ ينبغي الانصراف لعلاج كل المشكلات، وبخطاب ثوري جديد.

    المقصود؛ وبصرف النظر عن دقة كل معطيات هذا التحليل، في هذه المقالة والتي سبقتها، وعن الاتفاق من عدمه على عمق وسعة هذه البنية الذهنية، فإنه لا ينبغي الاختلاف على ضرورة البدء في الثورة على كل البنية الثقافية السابقة، والتأسيس لأنموذج خاص بنا، كشعوب عربية، يقطع مع سيرورة القهر التي فرضها علينا المستعمر وحقبة الاستبداد، والبحث في كل مناطق التشوه التي خلقت في وعينا، ومن ثم علاجها.

    ولأن أصل الموضوع متعلق بما يتعرض له الفلسطينيون من قبل بعض المصريين، وجرى تحليله بأداة تحليلية تروم العمق، والإحاطة بالرحم المولد كله لهذه الظاهرة، أي ظاهرة العداء الفجّ للفلسطينيين من قبل بعض المصريين، ونُظر إليه في سياق عربي أوسع، وهو سياق الدولة القطرية التي أنتجها المستعمر وسلّمها للاستبداد المرتبط به، كان ينبغي إعادة النظر في هذا الأنموذج كله، والتساؤل إن كانت الحركة الإسلامية، وهي المرشح الوحيد لأسباب متعددة، لإنجاح أي أنموذج جديد متصل بعمق وعينا الحضاري والثقافي الأصيل، تملك الإرادة والرؤية لبناء هذا النموذج، وإن كانت لن تتورط إلى حد الغرق في البنية القائمة، سياسيًا وثقافيًا واقتصاديًا؟!

    هذا الأنموذج ينبغي بالضرورة أن يعيد النظر في نموذج الدولة القطرية الفاشل، وتنظيف الوعي العربي من كل ما ترسب فيه من آثار وجود هذا الأنموذج بقيادة أنظمة استفادت من استمرار هذا الأنموذج، وعملت على إثارة الخصومات العربية البينية، وتركيز هويات خاصة للشعوب العربية لا معنى لها، مثل الهويات المتعددة في منطقة الخليج مثلًا!

    وبالتالي من الضروري إعادة صياغة الوعي بالهوية الخاصة لكل شعب عربي، طالما أن الأنموذج البديل الذي ينبغي الوصول إليه هو الدولة الأمة، لا الدولة القطرية، أي دولة الأمة العربية الإسلامية، وهو الأنموذج الوحيد القادر على النهوض بهذه الشعوب، ومزاحمة الأمم في المشهد الحضاري الكوني، وأخذ مكانها في الاستخلاف في الأرض، والتخلص النهائي من الاستعمار، وتحقيق الكفاية الاقتصادية الذاتية، وبالضرورة تحرير فلسطين وتفكيك الكيان الصهيوني والقدرة على استيعاب آثار زوال هذا الكيان.

    هل يعمل الإسلاميون على ذلك؟ هل تجري مصارحة الشعوب بأمراضها وعللها، ومن ثم العمل على معالجة تلك الأمراض والعلل، بما في ذلك بعض التصورات المفرطة في التشوه عن الذات والآخرين، خاصة طريقة الإحساس بالهوية الوطنية الخاصة والتعبير عنها، والتي تبدو مصطنعة ومبالغًا فيها؟

    وهل يجري البحث عميقًا في البني الذهنية التي تركتها أنظمة الاستبداد لتفكيكها، بصرف النظر عن اتفاقنا من عدمه على سعتها؟! مثلًا كيف تصرفت كل مكونات الحركة الإسلامية تجاه حملة الكراهية التي شنتها بعض القوى والأوساط المصرية ضد الفلسطينيين؟! هل كانت صريحة ومباشرة وقوية ومكثفة وواسعة في الرد على هذه الحملة؟ وكيف تصرفت الجهات الرسمية التي كان ينسب إليها كثير من الروايات الأسطورية حول دور حماس في الأحداث المصرية؟!

    وإذا كانت الحركة الإسلامية المصرية، والإخوان منهم على وجوه الخصوص، لديهم ارتباط وجداني وثقافي عميق بفلسطين، فهل تهتم بجعل الموضوع الفلسطيني على رأس أولوياتها في نشاطها الثقافي والدعوي الخارجي؟ أي نشاطها المتجاوز لأطرها التنظيمية إلى عموم الساحة المصرية؟! بمعنى أن مجرد الشعور الذاتي بالارتباط العميق بفلسطين غير كاف، ولا ينبغي أن تكون الحركة الإسلامية كمن يحدث نفسه بهذا الخصوص.

    ما ذكر يخص كل الشعوب العربية وطلائعها السياسية والتنويرية، مع خصوصيات، تبدو فيها مصر الأكثر أهمية، لأسباب، تتعلق بمركزيتها، التي سبق القول في المقالة السابقة بأنها مبررة، رغم ما طرأ فيها من خلل عميق، وعليها من تشوهات، فمصر تكاد تكون الدولة الوطنية العربية الوحيدة ذات المعنى، منذ أن أسسها محمد علي، بثروة بشرية هائلة، وموقع جغرافي فريد، وعناصر قيادية طبيعية، تؤهل مصر أن تكون رأس النظام السياسي العربي.

    وقد أعادت مصر تصدير الثقافة العربية إلى العرب، من بعد أن احتضنت كفاءات عربية، خاصة من منطقة الشام الكبرى، ساهمت في تشكيل البدايات الثقافية والفنية في مصر، فلكل عربي حظ في مصر، في أي مجال، ثقافي، أو سياسي، أو ديني، أو فكري..

    ومصرُ قبل التحافها بالأدوات الأمريكية في المنطقة كانت قائدة النظام السياسي العربي بالفعل، بل وأسهمت ماليًا في تأسيس الجامعة العربية، ودعم دول عربية كانت قد استقلت حديثًا عن الاستعمار المباشر، وهي اليوم البلد الأهم في بلاد الثورات العربية، والأقدر على خلق النموذج العربي الإسلامي الخالص، وإنجازه بإذن الله، بما في ذلك تحرير فلسطين وهزيمة الكيان الصهيوني.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 284
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:41 AM
  2. اقلام واراء حماس 271
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:29 AM
  3. اقلام واراء حماس 270
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:28 AM
  4. اقلام واراء حماس 269
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:28 AM
  5. اقلام واراء حماس 268
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:27 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •