النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 301

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 301

    اقلام وآراء
    (301)

    السبت
    30/3/2013



    مختارات من اعلام حماس



    أقلام وآراء (301)

    • يوم الأرض...أنا لاجئ ولا أقبل بالبديل

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. حسن أبو حشيش


    • قمة القاهرة للتنفيذ وليست للحديث

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.عصام شاور


    • كيف ستحتفل غزة بيوم الأرض..!!

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، عماد عفانة


    • في ذكري يوم الأرض‏..‏ لا للوطن البديل

    فلسطين الآن ،،، اسماعيل هنية


    • كيف حقق أردوغان مصالحة تاريخية مع الأكراد

    فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة

    • حرب في الافق

    الرسالة نت ،،، أ. طاهر النونو


    • ازدواجية عربية مستهجنة فلسطينياً

    فلسطين أون لاين ،،، نقولا ناصر







    يوم الأرض...أنا لاجئ ولا أقبل بالبديل
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. حسن أبو حشيش
    إحياء الشعب الفلسطيني يوم الأرض في الثلاثين من آذار منذ عام 76م ما هو إلا سلوك وموقف رمزي، يُشير إلى فلسطين التاريخ، والجغرافيا،والإنسان، والأرض،والمقدسات، والحضارة...فيه يُذكر الفلسطينيون العالم والاحتلال وأنفسهم بأرضهم،وبحقهم، وأن تشتيت وتفريق وتوزيع الملايين على العالم لن يؤثر على الانتماء والولاء والعشق من قبل الإنسان الفلسطيني نحو حقه ووطنه مهما كان أثر عوامل الشطب والتغييب والتعرية المادية والبشرية.
    النكبة والنكسة قسمت الأرض، وهجرًت الإنسان، وغيرت ملامح الجغرافيا السياسية الفلسطينية,وتقاذفتنا أمواج المؤامرات العاتية،وأشاعوا عنا بأننا نسعى إلى وطن بديل في الأردن أو لبنان، أو سوريا، أو في سيناء.
    إن فلسطين من بحرها غربا، إلى أغوارها شرقا،ومن هضابها وجبالها شمالا، إلى صحرائها وعمرانها جنوبا، وبمساحتها الكاملة المُتعارف عليها عبر التاريخ هي وطننا، وملكنا، هي المولد والمنشأ والمربى، هي من ذهب دونها المال والدماء والجهد والزمان والمكان...الوطن البديل هراء،لا ينسجم مع مبدأ ولا عقيدة ولا وطنية،وهو غباء سياسي ممن يدعيه علينا، وجهل منه لطبائع البشر وتركيبتهم الفطرية.
    أنا فلسطيني مولود في غزة ولكنني لاجئ من قرية البطاني الغربي شمال قطاع غزة وشرق مدينة أسدود، وكل واحد من الشعب الفلسطيني مولود في مدينة أو قرية أو مخيم،ويعيش في أخي، وأصل الآباء من ثالثة...صحيح أن كل فلسطين وطني دون تفرقة لكن لن ننسى حقنا في أرضنا المسلوبة.وصحيح أن الوطن العربي وطننا الكبير،لكن لن نقبل به بديلا عن فلسطين.
    وقفنا بقوة ضد مشاريع التوطين والتدويل والوطن البديل منذ عقد الخمسينات،وقت أن كنا ضعافا وأقل عددا، ووقت أن وافقت عليها الجهات الرسمية للدول العربية وخاصة بعض دول الجوار,أنقبل به الآن وقد بتنا إلى النصر أقرب،وتعاظم الوعي والإدراك لدينا بحقنا،وبدأت دورة قهقرة العدو ؟!
    المعلومات تُوضح أن حوالي عشرة ملايين مصري في العالم هل يقبلون بغير مصر وطن كونهم خارجها؟ وملايين العراقيين في مصر الخليج والأردن هل يقبلون غير العراق وطنا لهم؟ وعاش مئات الآلاف من التونسيين والليبيين والسوريين... وغيرهم لاجئين سياسيين هربا من أنظمتهم الظالمة فهل نسوا أوطانهم...فهؤلاء وغيرهم قد يكونا خارج أوطانهم بحثا عن الأمن أو الرزق أو العلم أو السياحة... ولكنهم لم يبيعوا أوطانهم, فلماذا يُصر فريق من جهلة التاريخ والإنسانية على تكرار اتهامنا بالسعي للتوطين في سيناء أو غيرها

    ونحن نتعامل مع احتلال سرق ونهب وقتل؟! أإلى هذا الحد من الاستهتار والاستخفاف بالعقول؟! وإلى هذه الدرجة من التزوير وقلب الحقائق والتشويه ؟! ثم هل بلدان الجوار مشاع وأراض متروكة لمن يشاء؟! أليست هذه إهانة لسيادة وكيانية الدول؟! وللتذكير هذه تهم جاهزة ممتدو بحقنا على مدار قرن من الزمان،ومازال الكذابون والمشوهون يُوهمون أنفسهم بصوابية منهجهم العدمي. نحن لا ندافع عن أنفسنا، لكن فقط أحببنا أن نذكر هؤلاء بانكشاف وبطلان منهجهم. ونبث في الذهنية حقائق تاريخ فلسطين.












    قمة القاهرة للتنفيذ وليست للحديث
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.عصام شاور
    قال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس محمود عباس لصحيفة الحياة الجديدة بأن المطلوب الآن الحديث عن البرنامج السياسي حتى ندفع المصالحة إلى الأمام، وأن من يريد المشاركة في الحكومة القادمة عليه الالتزام ببرنامج سياسي ينسجم مع الشرعية الدولية، وأضاف بأنه ليس من المصلحة أن تصدر عن حماس تصريحات توافق فيها على إقامة دولة على حدود 67 وأخرى ترفض وجود دولة (إسرائيل)، ومرة توافق على المقاومة الشعبية السلمية ومرة ثانية تطالب بالمقاومة المسلحة.
    اعتقد أن المطلوب الآن في قمة القاهرة المصغرة هو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة ومن بعدها الدوحة، فلا حديث عن البرنامج السياسي ولا عن أية مواضيع أخرى، حيث تم الاتفاق على نقاط رئيسية كافية للبدء في تشكيل الحكومة والشروع في انتخابات عامة.
    حماس وافقت على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67 كحل مرحلي وغير نهائي، وذلك يتفق مع البند الأول من وثيقة الوفاق الوطني الذي ينص على أن من حق الشعب الفلسطيني في الوطن والمنافي تحرير أرض الآباء والأجداد وتقرير مصيره بما في ذلك إقامة دولة على حدود عام 67، وتلك بعض القواسم المشتركة التي اتفقت عليها جميع الفصائل في وثيقة الوفاق الوطني ويجب مراجعتها بدقة،الحل المرحلي يعني هدنة مع المحتل الى وقت معلوم ولا يعني الاعتراف بشرعيته مطلقا، حماس توافق على دولة مؤقتة وترفض وجود دولة الاحتلال، لا تعارض بين هذه وتلك، وكذلك هي موافقة على المقاومة الشعبية السلمية والمرهونة بالتزام (إسرائيل) بالهدنة وعدم الاعتداء على الفلسطينيين في دولتهم _المؤقتة او المرحلية بالنسبة لحماس والدائمة بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية وفتح_ أما حق المقاومة بكافة أشكالها فمنصوص عليه في وثيقة الوفاق الوطني(البند الثالث).
    أما فيما يتعلق بانسجام البرنامج السياسي مع الشرعية الدولية فلم تغفله وثيقة الوفاق الوطني التي تنص في_ البند الرابع_ على برنامج إجماع وطني يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية المنصفة لشعبنا، ومنصفة تعني عدم الالتزام أو الانسجام مع قرارات الشرعية الدولية الجائرة والمنتقصة من حقوق شعبنا أو المخالفة لثوابته. خلاصة القول فإن قمة القاهرة المصغرة هي لتنفيذ ما اتفق عليه بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة والدوحة وتشكيل الحكومة الانتقالية لانجاز مهامها المؤقتة، أما الاشتراطات فقد انتهت والملفات أغلقت ولا يجوز العودة إلى الخلف.



















    كيف ستحتفل غزة بيوم الأرض..!!
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، عماد عفانة
    سبعة وثلاثون عاماً مرت على انتفاضة يوم الأرض ولا يوجد في غزة حتى الان أي أثر يدل على تخليدها لهذا اليوم الذي انتفض فيه اهلنا في الجليل والمثلث، عرابة وسخنين ودير حنا للدفاع عن اراضيهم من المصادرة والسرقة الصهيونية فارتقى منهم ستة شهداء إلى ربهم على طريق درب الشهداء الذين عمدوا طريق الحرية بدمائهم الزكية.
    اذا كانت الانتفاضة 1987 ما هي الا استمرار ليوم الأرض الذي مثل مشعل نور على طريق الجهاد المتواصل ضد الغاصبين والمحتلين، وحصيلة تراكمات لمقاومة الشعب الفلسطيني، فان انتفاضة الأقصى تعد استمراراً لجهاد ومقاومة هذا الشعب العظيم بأبطاله ورموزه جميعاً.
    وهكذا يستمر الشعب الفلسطيني في جهاده ومقاومته، متنقلاً من مرحلة إلى أخرى، ومن حرب الفرقان إلى حرب حجارة السجيل، ولا يبقى من آثارها لأجيالنا القادمة ولقوافل أمتنا الزائرة إلا النزر اليسير ليطالعوه وليشهدوا على هذه الاسطورة المستمرة.
    تجرف آثار الدمار ويحل محلها الاعمار ولا يتبقى إلا بقايا من وجع وألم وآهات مكتومة، وكثير من الأيتام والأرامل الذين يتيه ذكرهم في زحمة المآسي التي تتكالب على شعبنا وفي مقدمتهم أسرانا الذين ما زالوا يواجهون المحتل في الخندق المتقدم بأمعائهم الخاوية.
    لما كنا صغارا كان يوم الأرض يمثل لنا يوم انتفاضة وثورة على المحتل تستمر يوما او بعض يوم ثم تهدأ بعد ان نرشق بأيادينا الصغيرة ولكنها بتجمعنا كانت كثيرة دوريات ومواقع العدو ببعض الحجارة وبكثير من العزيمة والإرادة.
    مضت الأيام وتعاقبت السنون وذهب جيل وحل محله جيل، وما زالت الاجيال تترى، وغابت مواجهات يوم الارض من مشهد غزة، فيما بقيت بعض الصور في زوايا الذاكرة، لكنها غابت عن ذاكرة الأجيال الصاعدة اللهم إلا من بعض الاشارات والقصص والأخبار هنا وهناك.
    إذا كان يوم الأرض يوماً في مواجهة مصادرة الأرض واستخراب العدو فيها، فان كل يوم ينبغي أن يكون يوما عظيما للأرض في ظل التغول المتسارع لمصادرة الارض وتهويد المقدسات التي تجاوزت كل الحدود، وفاقت كل التصورات، حيث لم يسلم شجر ولا حجر، ولا أرض مأهولة أو فارغة، فالتجريف والهدم والدمار قد وصل كل الأماكن، وزرعت المستخربات في كل مكان، فحاصرت المدن والقرى، وضيقت الخناق على الإنسان والشجر والحيوان، حتى أضحى شعبنا سجيناً في مدنه وقراه، وخلف جدران الفصل العنصري.
    فهل سيبقى يمر يوم الأرض يوماً كبقية الأيام التي نحتفل بها في كل عام ثم يتفرق المحتفلون دون ان يورثوا اجيالنا القادمة ذاكرتهم الممتشقة بحكايات الشهداء والأبطال..!!.
    هل سنبقى نحتفل بيوم الأرض حتى يأتي وقت لا نجد فيه أرضا نحتفل عليها بيوم الأرض..!!
    هل ستبقى مساحات أحلام بعض قادتنا تتقلص وتتقلص حتى لا يبقى من الحلم إلا مجرد ذكريات وبقايا من أوهام..!!.
    لن يعيد الأرض إلا أصحابها، ولن يحرثها سوى من رواها بدمه، ولن يعمرها بحق إلا من دفأها بأشلائه وأوجاعه،،،، فيهات هيهات أن يموت شعب لا يعشق إلا أرض الشهداء والأنبياء.












    في ذكري يوم الأرض‏..‏ لا للوطن البديل
    فلسطين الآن ،،، اسماعيل هنية
    مصر التي في خاطري وفي فمي أحبها من كل روحي ودمي ليست هذه الكلمات ترديدا لبيت من شعر‏,‏ ولكنها تغريدة نفس عشقت مصر‏...‏عشقتها وهي تقلب صفحات تاريخ مجيد‏, ‏وحضارة عظيمة, وتقف في وقار أمام أزهرها العامر بالعلم والعلماء, وتتوشح بدماء الآلاف من شهدائها الأبرار الذين كتبوا تاريخ الأمة بدمهم الطاهر, وحققوا مقولة أنهم خير أجناد الأرض. كيف لا؟
    وهم الذين حرروا فلسطين بقيادة صلاح الدين, وردوا هجمة التتار بقيادة بيبرس وقطز في عين جالوت, وكانوا علي مدي التاريخ المخزون الاستراتيجي للأمة وفلسطين, عبروا القناة وهم يصرخون الله أكبر, فمسحوا بها هزيمة الأمة عام1967, وحققوا مقولة الرئيس الراحل عبد الناصر:' ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة'.
    فكيف بعد ذلك يتقول علينا في حب مصر والعرفان بجميلها المتقولون, إن ما يربطنا بمصر أكبر من رابطة الجوار, وأكبر من المصالح المادية بين الشعوب, إنها رابطة الإخوة والدين والتاريخ المجيد, ورابطة الغيرة علي أمنها وشعبها, والحرص على ألا تؤتي مصر من أعدائها أو المتربصين بها وبثورتها.
    أكتب لكم اليوم يا شعب مصر الحبيب في ذكري يوم الأرض الخالد اليوم الذي سجل انتفاضة شعبنا في الأراضي المحتلة عام48 دفاعا عن أرضهم سنة1976 متحدين الاحتلال بصدورهم العارية مما أوقع العديد من الشهداء والجرحى.
    لقد شكلت الأرض ومازالت مركز الصراع وجوهر القضية, وأرض فلسطين دون أي أرض ليست للفلسطينيين وحدهم بل هي وقف لكل العرب والمسلمين.
    ولأن هذا اليوم الذي يرمز للثبات علي المبدأ والتشبث بالأرض مهما كانت الدماء والتضحيات المبذولة, فقد كتبت هذه الكلمات إلي شعب مصر العظيم مستحضرا أرواح شهدائها الذين ضحوا إلي جانب إخوانهم من أهل فلسطين في سبيل تحرير فلسطين في كل الحروب علي جبال وتلال القدس وصور باهر والفالوجة وغزة وغيرها, وأهل فلسطين لم يسقطوا شهداء دفاعا عن الأرض فقط, بل رفضا للبديل أيضا, ولو كان هذا البديل أغني وأجمل أرض في العالم, هذه القيمة هي التي دفعتنا إلي رفض التوطين, ومقاومته بكل شراسة, رفضناه في الأردن وفي سيناء وفي لبنان وفي كل مكان, وفضلنا عليه اللجوء مع مرارته في انتظار العودة, صدئت المفاتيح ولم تصدأ الهوية, وتعبت السنون ولم تتعب الروح ومات الأجداد ولم يمت الحلم, ونحن علي العهد ماضون, أفيأتي بعد ذلك كله من يتهم شعبنا بتهمة التفكير في اتخاذ سيناء وطنا بديلا؟
    وقد شهدت الدنيا لنا عام أربعة وخمسين كيف أحبطنا مشروع التوطين, وشهدوا علينا أننا أثناء حرب الفرقان والسجيل بدلا من الفرار من وجه الموت كان الفلسطينيون إلي الموت يعودون, بل إلي الحياة يعودون! ويتذكر ذلك اخواننا المصريون, ويشهدون كيف دفعنا ثمنا باهظا, من أشلاء أطفالنا الذين مزقت أجسادهم الطرية قنابل الفسفور علي الهواء مباشرة, وهم في أرضهم صامدون, ورأى العالم كله الرجال والنساء والشيوخ يذبحون ولا يتراجعون, وهدمت المساجد علي رؤوس المصلين الموحدين ولم ترهم يتراجعون, ودمرت المدارس والمصانع والمشافي والجامعات, والمخابز والطرقات ونحن صامدين, ندافع عن المقدسات وعن الأسري وعن كرامة العرب والمسلمين, بسلاح الإيمان وبعض من سلاح صنعنا بعضه بأيدينا.
    لا أحد من أبناء مصر أو فلسطين يستفيد من تشويه الرجال الذين يهتفون ليل نهار بحب مصر ويدافعون عن أمن مصر, أو تشويه المقاومة التي تدافع عن كرامة الأمة. إننا علي اقتناع تام بأن مصر كانت وستظل قلعة عصية علي الاختراق والتطبيع, وستظل حاضنة للقضية الفلسطينية والمقاومة.
    إن الارتباك في المشهد المصري وفي علاقته بفلسطين يثلج صدر العدو فقط, وبدا ذلك واضحا في وسائل إعلامه, وفي تصريحات مسئولية, الذين رأوا أن مصر في طريقها إلي الانهيار بسبب وقوف مصر وقادتها إلي جانب فلسطين وغزة والمقاومة.
    إن استراتيجية العدو هي إشعال الفتنة في مصر وبين مصر وفلسطين بهدف ضرب الثورة وضرب القضية, فيما يعرف بنظرية الفوضى الخلاقة التي ابتدعتها كونداليزا رايس, فهل ينجحون؟ ولا أعتقد أنهم سينجحون, وسرعان ما تعود الروح إلي مصر الحبيبة إلي روحها الأصيلة وتنحاز إلي أمتها ليعود لها الأمن والخير, ولتعود لشعبها المحبة والتعاضد, ولدورها المحتضن لقضية فلسطين. إنني أؤكد هنا وفي ذكري يوم الأرض يوم شهداء فلسطين ومصر والأمة العربية:
    إن الشعب الفلسطيني وقواه المجاهدة وفي مقدمتها حركة حماس يؤكد أهمية العلاقات التاريخية مع جمهورية مصر العربية, ونحن نشيد بالدعم المصري للشعب الفلسطيني وقضيته خلال العقود والسنوات الماضية ونعتز بالتضحيات العظيمة التي قدمها الشعب المصري من أجل القضية الفلسطينية في إطار قيام مصر بدورها القومي, ونؤكد مركزية الدور الذي تلعبه مصر لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ونتمسك باستمرار دورها في هذا المجال حتي انجاز الوحدة وإنهاء الانقسام.
    كما أننا لا نتدخل في الشأن الداخلي لمصر ولسنا طرفا في أي خلاف سياسي داخل الساحة المصرية, وعلي الرغم من أننا ننتمي لمدرسة الحركة الإسلامية غير أننا نقف علي مسافة واحدة من كل القوي السياسية في مصر, ونري فيها ذخرا وسندا لفلسطين وشعبها, وكل من يحاول التدخل في شئون مصر أو يضمر لها سوءا أو شرا منبوذ من شعبنا وحكومتنا.
    وأنه لا مساس بالسيادة الوطنية المصرية لا في سيناء ولا في غيرها ولا نسمح لأحد الاعتداء علي هذه السيادة, إذ رفضنا ونرفض التوطين داخل سيناء أو غيرها( فكرة وتطبيقا), فلسطين وطن الفلسطينيين كما مصر وسيناء وطن المصريين, ولا أساس لكل ما يتم الترويج له علي هذا الصعيد.
    إننا نعتز ونقدر لجيش مصر العظيم خير أجناد الأرض كما قال المصطفي صلى الله عليه وآله وسلم- دوره الوطني والقومي وكفاحه الطويل علي جبهة الصراع مع العدو الصهيوني, باعتباره أكبر وأهم الجيوش العربية ودوره المهم في حفظ التوازن الاستراتيجي مع الاحتلال الإسرائيلي, ونؤكد أن شهداء الجيش المصري في رفح هم شهداء فلسطين, وعلي صدورهم أوسمة القدس وبوارق النصر بإذن الله تعالي, وجاهزون للتعاون الكامل لكشف المتورطين بهذه الجريمة النكراء التي هزت كل بيت فلسطيني كما هو كل بيت مصري.

    إن الأمن القومي المصري وعاء استراتيجي لأمن فلسطين والمنطقة العربية, وغير مسموح لأي فلسطيني العبث بأمن مصر والحكومة تبذل قصاري جهدها لحماية الأمن المشترك, وأمن الحدود ولا تسمح لأي كان أن يجعل غزة منطلقا للإضرار بأمن مصر وسيناء علي وجه الخصوص, وبهذه المناسبة أود التوضيح أن الأنفاق الحدودية في رفح حالة اضطرارية لجأنا إليها بسبب الحصار الدولي المفروض علينا, ليصل إلي الناس قوت يومهم وسبب صمودهم الدولي, ولا نمانع من إغلاقها في حال توفر البديل الطبيعي من فوق الأرض.
    وأؤكد بأن مصر لن تري من غزة إلا كل الخير والعزة والصمود والدفاع عن فلسطين وعن حدود مصر الشرقية, وأشير هنا إلي أن مطالبتنا للأشقاء في مصر برفع الحصار عن غزة وتحويل معبر رفح إلى معبر للأفراد والبضائع وتزويدنا بالكهرباء والوقود كل ذلك محكوم بالثابت السياسي لدينا وهو أن غزة جزء من الأرض الفلسطينية ولا نقبل أن تلقي غزة في وجه مصر ونحن لا نعفي الاحتلال من مسئولياته, وإنما مطالبتنا الإنسانية وإنهاء الحصار الظالم علي غزة نابعة من نظرة الأخ إلي أخيه الذي يقف إلي جانبه وقت الشدة والعسرة.
    وختاما فإننا نتمنى من وسائل الإعلام المصري توخي الدقة والمهنية عند تناول الموضوع الفلسطيني بشكل عام وموضوع غزة بشكل خاص, والانتباه من محاولات خلط الأوراق وتعويم المغالطات التي قد تؤدي إلي تأجيج الرأي العام المصري تجاه إخوانهم في فلسطين, مدركين أن دعم الشعب المصري للقضية الفلسطينية, هو عنصر أساسي وركن متين من أركان الصمود والاستمرار في النضال الوطني لإنجاز مشروع التحرير والعودة والاستقلال. حفظ الله مصر وأبقاها سندا وذخرا علي الدوام.









    كيف حقق أردوغان مصالحة تاريخية مع الأكراد
    فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
    لم يكن الخطاب أو النداء الذي كتبه عبد الله أوجلان وألقاه أحد القادة الأكراد أمام مئات الآلاف في ديار بكر عاديا بأي حال. إنه نقطة تحول رائعة، تفتح بابا لمصالحة تاريخية تتجاوز تركيا إلى عموم المنطقة.
    لا أعتقد أن الخطاب قد نزل بردا وسلاما، لا على زعماء الأكراد في الشمال العراق، ولا على الرؤوس الحامية بين أكراد سوريا، وربما لم ينزل بردا وسلاما كذلك على بعض قادة الأكراد الأتراك ممن يتاجرون بالقضية الكردية، بينما هم متورطون حتى آذانهم في ألعاب التجارة والتهريب، إلى جانب علاقات ودعم من قبل دول إقليمية نافذة؛ لم يعد سرا أن من بينها إيران التي تعاقب أردوغان على وقفته ضد نظام بشار الأسد، فضلا عن الأخير نفسه الذي صارت له صلاته معهم بعد اندلاع الثورة واتضاح الموقف التركي الداعم لها.
    خطاب أوجلان لم ينزل بردا وسلاما أيضا على قلوب قادة الحزب الشعب الجمهوري المعارض لأردوغان، والمتورط أيضا بدعم بشار الأسد سياسيا، فضلا عن الحزب القومي الذي يعتبر التصدي للطموحات الكردية جزءا من تجارته السياسية، لاسيما أن مصالحة كهذه لن تعني غير تتويج أردوغان زعيما تاريخيا على تركيا عبر تحويل النظام إلى رئاسي ومنحه ولايتين جديدتين، هو الذي يعتبر أطول رئيس وزراء تعميرا في تاريخ تركيا، وهو أمر أدركه نتنياهو قبل سواه، حين قدم لأردوغان اعتذارا عن حادثة “مرمرة”، ووافق على تعويض أهالي الضحايا، وتخفيف الحصار على قطاع غزة.
    لم يكن ما جرى سهلا بأي حال، فقد احتاج أردوغان إلى رحلة لا بأس بها من تطبيع العقل السياسي الشعبي على التعامل مع رجل يعتبر مجرما في نظره، فضلا عن حزبه الذي خاض في دماء الشعب لزمن طويل، في صراع ذهب ضحيته أكثر من 40 ألف إنسان من الجانبين.
    الأمر ذاته ينطبق على أوجلان الذي أدارت معه السلطة عبر بعض رموزها حوارات مطولة ومعمقة، أفضت إلى ما يمكن القول إنه مراجعة تاريخية لفكره وبرنامجه؛ من السلاح والعنف إلى السياسة والسلام والديمقراطية، والقبول بالتعايش بين أبناء البلد الواحد، بعيدا عن النزعات الطائفية والعرقية.
    ربما كان لسجنه الطويل، وقراءته وتأملاته، وربما كبر سنه دور في ذلك، لكن المؤكد أنه اختار المسار الصحيح لشعبه، ولعموم الأتراك، ولا يمكن القول إنه تنازل عن مبادئ عظيمة كما يحدث مع بعض السجناء الذين يتنازلون من أجل وضعهم الخاص.
    لقد اختار الرجل تسوية تاريخية لن تضر بشعبه أبدا، بقدر ما ستحمل له الخير والرفاه، وتبعا لذلك لعموم الأتراك الذين يعيشون وضعا متميزا منذ سنوات.
    وهنا ينبغي القول إن هذا التحول في مواقف أوجلان لم يأت في بعض تجلياته سوى انعكاس لجدل في الشارع الكردي نفسه بعد المواقف التي اتخذها أردوغان حيالهم، والتي منحت مناطقهم الكثير من المزايا، خلافا لكل الحكومات السابقة.
    لقد تعامل معهم أردوغان كجزء لا يتجزأ من شعبه، ولم يعاملهم بمنطق الثأر بسبب تأييدهم لحزب العمال، بل فصل هذه القضية عن تلك، وتقدم نحوهم بخطوات جبارة من دون شك.
    لا خلاف على أن الأزمة السورية، ومحاولة استثمارها من قبل إيران والنظام السوري عبر دفع الأكراد نحو تفعيل السلاح ضد الدولة التركية، لا خلاف على أن ذلك ساهم بتسريع الحل عبر حث الحوارات مع أوجلان وصولا إلى هذا الاتفاق التاريخي.
    كل ذلك مهّد الأجواء لهذه المصالحة التاريخية التي ستسجل له، تماما كما ستسجل وبشكل أقوى لأردوغان وحزبه، وهي تعني فيما تعنيه حل مشكلة مستعصية في المنطقة.
    وحين يتزامن هذا الأمر مع تعيين كردي كرئيس للحكومة السورية المؤقتة، فإن الأمر يعني الكثير لجهة إدماج هذه الفئة في مجتمعاتها كجزء لا يتجزأ منها بعيدا عن روحية الانفصال.
    وإذا ما سارت الأمور وفق المأمول، ولم يتمرد بعض قادة حزب العمال، فإن الخطوة التالية بعد انتقال مسلحي الحزب إلى شمال العراق هي عودتهم إلى وطنهم واندماجهم في مجتمعهم ليكونوا جزءا منه يحمونه ويساهمون ببنائه بدل أن يدمروه.
    أما الذي لا يقل أهمية فيتمثل بتداعيات هذه الخطوة على عموم المشرق العربي في أجواء ربيعه الخاص، والتي ستعني اندماجا للجميع في دولة المواطنة التي تتعامل مع مواطنيها بروحية الحرية والتعددية والعدالة.
    تسوية تاريخية تستحق الترحيب من دون شك، وندعو الله أن تتكلل سائر خطواتها بالنجاح لتكون نموذجا يحتذى في هذا المشرق الغني بتنوعه العرقي والطائفي.
    تنوع يُريد له أعداء الأمة أن يكون عنصر فرقة وتدمير عبر سياسة “فرّق تسد”، بينما يريده المخلصون عنصر خير وثراء ونماء .






































    حرب في الافق
    الرسالة نت ،،، أ. طاهر النونو
    ربما لم يكن مفاجئا أن تكون زيارة الرئيس الامريكي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط في الأشهر الأولى له في ولايته الثانية، وذلك بالرغم من كل ما قيل عن تعثر علاقته بنتنياهو الذي أعيد انتخابه بدوره لولاية جديدة كزعيم (إسرائيل) الأوحد أو على الأقل هذا ما يبدو في المنظور القريب، مما يعني أنه فرض على الرجلين العمل سويا من أجل مصالح مشتركة.
    هذه المصالح هي عنوان الزيارة التي خلت من تسريبات عن جوهرها وحقيقة ما دار خلف الابواب المغلقة، ولكنها اختتمت باعتذار نادر ومفاجئ من (إسرائيل) لتركيا مما يشير الى ان ما جرى بحثه اعمق بكثير من زيارة بروتوكولية كما اشيع وان البحث في ترتيبات لها علاقة بمستقبل المنطقة كان العنوان الرئيس في جدول اعمال الرجلين.
    لقد قاد جورج بوش الابن الولايات المتحدة الى حربين متتاليتين مارست فيهما دور الاستعمار المباشر وقضت فيهما على نظامي حكم، ولكنها فشلت في هزيمة الشعوب واقتلاع ارادتها فتجرعت مرارة الهزيمة في معركة الارادة، مما خلف لديها ازمات لازالت اثارها تضرب الواقع الامريكي أدت الى تراخي القبضة الامريكية ورافقه سقوط انظمة موالية وتشكيل انظمة اسلامية الوجهة.
    وعلى الطريق كانت (إسرائيل) تخوض حروبها الخاصة التي فشلت بدورها في تحقيق انتصار فيها سواء حرب الفرقان التي ساهمت بشكل او بآخر في انفجار الواقع العربي المحيط وصولا الى حجارة السجيل التي شكلت لطمة حقيقية للاحتلال ونظرياته الامنية والعسكرية على حد سواء وبرز فيها امكانية التكامل في الاداء الميداني المقاوم مع العمل السياسي الداعم والذي كانت القاهرة عمود التحرك فيه والذي يبدو انها تدفع فاتورة ذلك من الاستقرار الداخلي فيها.
    صحيح ان (إسرائيل) تلقت الضربة الاعنف على هيبتها من حماس التي تجرأت على قصف (تل أبيب) والقدس ولكنها لما تتحول الى خطر استراتيجي يهدد وجود (إسرائيل) مثلما تعتقد أن اي تغيير على خارطة المنطقة وخاصة في سوريا يمكن ان يحققه فسقوط ترسانة الصواريخ السورية في يد اي قوة اخرى ليس لديها ذات الحسابات السياسية للنظام الحالي يمكن ان يحولها الى عاصفة تضرب (إسرائيل) في اي لحظة او ربما تتجه هذه الصواريخ إذا ما حل اي تغيير في طبيعة موازين القوى الى حزب الله كملاذ اخير وكـ "يد طولى" يمكن ان تتكئ عليها ايران لتواصل تحقيق توازن الردع وخط دفاع اول يمنع (إسرائيل) من مغامرات مباشرة تستهدف الاراضي الايرانية او المفاعلات النووية التي تؤرق الكثيرين.
    لذلك فإن (إسرائيل) قد تقدم على ضربة استباقية في الجبهة الشمالية تحسبا كذلك لمنع اي مفاجآت تخشاها ولتوجيه ضربة تنهي التهديد الايراني المباشر على حدود فلسطين الشمالية، لاسيما مع امكانية انقطاع جسر الامداد العسكري الذي يشكله النظام السوري الراهن، مما يحتاج الى اكثر من ضوء اخضر بشكل يصل الى ضمانات بتدخل الجيش الامريكي في اي لحظة حال تدخل ايراني مباشر في وقائع المعركة.
    ويبدو ان محاولة المصالحة (الإسرائيلية) التركية تأتي في اطار هذا الترتيب، اذ ان لتركيا اليوم السهم الاكبر في ايقاع الثورة السورية واستمرار التنافر بين (إسرائيل) وتركيا قد تدفع الاخيرة ثمنه غاليا حال اي مواجهة عسكرية على الحدود الشمالية دون تعاون مباشر او غير مباشر من تركيا، ولا يضير (إسرائيل) ان تدفع ثمن استعادة التقارب مع انقرة من تخفيف للحصار على غزة بشكل يؤدي كذلك الى احجام حماس عن فتح الجبهة الجنوبية، مع امكانية اشغالها مجددا بصراع الشرعيات، والذي تضمن (إسرائيل) ان سقفه محكوم بفيتو امريكي على مصالحة يمكن ان تصبح حماس من خلالها جزءا فاعلا في النظام السياسي الفلسطيني.
    وقد حدد جون كيري فترة شهرين الى ثلاثة اشهر لاستكمال دراسة ملف الشرق الاوسط وكشف عن نيته البقاء طويلا في المنطقة خلال هذه الفترة، ويبدو ان هذه الاشهر لن تكون لدراسة الملف الفلسطيني المجمد اصلا من البحث الاستراتيجي (الإسرائيلي) لصالح محاولة التدخل في الاقليم والذي نذر الحرب فيه باتت اكثر من اي وقت مضى بل ربما تكون في نهاية الاشهر الثلاث التي حددها كيري.




    ازدواجية عربية مستهجنة فلسطينياً
    فلسطين أون لاين ،،، نقولا ناصر
    عشية يوم الأرض في فلسطين، في الثلاثين من آذار/ مارس، وبينما تعلن "الإدارة المدنية" لقوات الاحتلال الإسرائيلي أن (37%) من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 في الضفة الغربية مخصصة للاستعمار الاستيطاني مقابل (0,7%) منها مخصصة للبناء الفلسطيني، وبينما يعلن تقرير صادر عن الإحصاء الفلسطيني بمناسبة "يوم الأرض" أن الاحتلال يسيطر على (85%) من أرض فلسطين التاريخية، فإن منح الأولوية في قمة الدوحة العربية الأخيرة ل"تغيير النظام" السياسي في سورية وإنزالها إلى مرتبة أدنى قضية فلسطين حيث يتآكل يوميا وجود العرب وهويتهم العربية الإسلامية ومقدساتهم وتاريخهم ونظامهم السياسي والاجتماعي والثقافي بالتهويد المتسارع للأرض والإنسان إنما هو ازدواجية تقلب الأولويات العربية بطريقة مفجعة وكارثية مستهجنة فلسطينيا.
    وبغض النظر عن أي معارضة أو تأييد فلسطيني لموقف قمة الدوحة العربية الأخيرة من الأزمة السورية الدامية وعن أي موقف فلسطيني في هذه الأزمة، فإن ازدواجية جامعة الدول العربية، على سبيل المثال بين الحل العسكري في سورية وبين الحل السلمي في فلسطين، أو بين تسليح المعارضة في سورية وبين رفض تسليح المقاومة الفلسطينية، أو بين سحب الشرعية العربية عن الحكم في دمشق وبين الاعتراف العربي بشرعية وجود دولة الاحتلال الإسرائيلي، أو بين التنفيذ الفوري لقرارات القمم العربية بشأن سورية وبين بقاء مثل هذه القرارات حبرا على ورق بشأن فلسطين، إلى غير ذلك من أمثلة الازدواجية العربية بين سورية وبين فلسطين، إنما هي ظاهرة مرصودة ولافتة للنظر ومستهجنة فلسطينيا.
    ولا يعني ذلك بالتأكيد تأييدا فلسطينيا لموقف الجامعة العربية من الأزمة السورية، أو تأييدا "للنظام السياسي" الذي تسعى جاهدة إلى تغييره في سورية، بالرغم من أن طرفي الانقسام الفلسطيني يصطفان عمليا إلى جانب ما تجمع عليه الأكثرية لأسباب براغماتية واضحة.
    فالإجماع الفلسطيني لا يمكن إلا أن يكون على أولوية القضية الفلسطينية على كل ما عداها عربيا وإسلاميا وعلى تحريم الاقتتال العربي أو الاحتراب الإسلامي لتوفير كل الدماء العربية والإسلامية من أجل الجهاد، أو لدعم الجهاد، في "دار الحرب" الوحيدة الأجدى عربيا وإسلاميا بالجهاد في فلسطين.
    لذلك فإن الأولوية التي منحت لسورية في قمة الدوحة لا يمكنها إلا أن تثير كل الأسئلة الفلسطينية عن أسباب دفع الأولوية الفلسطينية إلى مرتبة أدنى.
    و"قرار الحرب" في سورية الذي اتخذته القمة لا يمكنه إلا أن يثير الأسئلة الفلسطينية عن أسباب "قرار السلم" في فلسطين الذي تبنته قمة الدوحة والقمم العربية السابقة لها.
    وتحويل الجامعة العربية إلى "طرف" في الأزمة السورية يثير حتما الأسئلة الفلسطينية عن دور "الوسيط" بين عرب فلسطين وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي تلعبه الجامعة منذ سنين.
    وتعزيز "الحل السياسي" الذي دعت قمة الدوحة إليه في سورية ب"تسليح" القوى التي تقاتل ضد الحكم فيها لموازنة التسليح الروسي – الإيراني للحكم يثير بالتأكيد أسئلة فلسطينية كثيرة عن رفض تسليح المقاومة الفلسطينية لموازنة الضمانات الأميركية لإبقاء دولة الاحتلال متفوقة نوعا وكما على مجموع محيطها العربي والإسلامي من الناحية العسكرية.
    وتشريع القمة لتوريد السلاح لمن يقاتلون الحكم في سورية واستغلال العلاقات الدولية لدول الجامعة لضمان إيصال هذا السلاح إلى داخل سورية يثير بالتأكيد أسئلة فلسطينية ترقى إلى اتهامات صريحة عن أسباب الحصار العربي المفروض على تسليح المقاومة الفلسطينية حد إغلاق الأنفاق التي تحفرها تحت سطح الأرض لتهريبه، وهو ما يجعل تحية القمة في بيانها الختامي يوم الثلاثاء الماضي لمقاومة الشعب الفلسطيني وبخاصة في قطاع غزة مجرد "رفع عتب" لفظي لا قيمة له.
    وعلى الأرجح أن يكون الظهر الأميركي الذي استندت إليه القمة في موقفها من سورية هو السبب في خلو بيانها من أي إشارة، ناهيك عن أي إدانة، لانحياز الولايات المتحدة الذي تجدد سافرا ومستفزا بزيارة رئيسها باراك أوباما الأخيرة لدولة الاحتلال التي عدها أوباما "معجزة" حققت "وعدا إلهيا" في "أرض الميعاد" ووعد ب"تحالف أبدي" بين بلاده وبينها !
    وهو ما يثير كذلك أسئلة فلسطينية جادة عن التناقض الكامن في الاستناد العربي إلى الظهير الأميركي في سورية حيث تتصدر الولايات المتحدة مؤتمرات "أصدقاء سورية" التي تضم الدول الغربية الأساسية التي زرعت الدولة الصهيونية في القلب الفلسطيني للوطن العربي ولا تزال تمدها بكل أسباب الحياة والبقاء والاستمرار، وفي رأس هذه الأسئلة طبعا سؤال كيف يمكن أن تكون هذه الدول "صديقة" للعرب والمسلمين في سورية أو في غيرها من بلاد العرب ؟!
    ولا يسع المراقب الفلسطيني لازدواجية الجامعة العربية إلا المقارنة بين رفض قمتها الحوار مع الحكم في سورية إلا على "رحيل النظام" وبين قرارها تحريك الحوار مع دولة الاحتلال الإسرائيلي دون اشتراط رحيل الاحتلال بإرسال وفد عربي وزاري إلى واشنطن لشرح "مبادرة السلام العربية" وإقناع الولايات المتحدة بأن "الملفات النهائية في المفاوضات" مع دولة الاحتلال "ليست شأنا فلسطينيا فحسب وإنما عربية وإسلامية أيضا" كما قال كبير مفاوضي منظمة التحرير د. صائب عريقات.
    أما الازدواجية العربية بين التنفيذ الفوري لقرارات الجامعة العربية بشأن سورية وبين بقاء مثل هذه القرارات حبرا على ورق بشأن فلسطين فكان لها أكثر من تعبير في قمة الدوحة.
    ومنها قرار القمة بتبني الاقتراح القطري بتأسيس صندوق للقدس المحتلة برأسمال قدره مليار دولار أميركي وهو قرار يذكر بوجود قرار لقمة عربية سابقة بإنشاء صندوق للأقصى والقدس برأسمال قدره نصف مليار دولار لم يدفع منها دولار واحد حتى الآن بينما تتدفق الأموال على الجيوب والصناديق التي تمول "تغيير النظام" في سورية.
    ويذكر ترحيل المصالحة الوطنية الفلسطينية إلى قمة مصغرة برئاسة مصر ورعايتها وضيافتها بأن قمة الدوحة لم تقترح جديدا بهذا الترحيل وبأنها كانت تستطيع معالجة هذه المسألة خلال فترة انعقادها، بينما يتم عقد مؤتمرات القمم والاجتماعات الوزارية ل"أصدقاء سورية" دوريا وسريعا من دون اي "تصغير" لها.
    وتذكر مطالبة قمة الدوحة للدول الأعضاء بتوفير "شبكة أمان مالية" ل"دولة فلسطين" بأن القرار رقم (551) الذي اتخذته قمة بغداد السابقة بهذا الشأن لا يزال حبرا على ورق، بينما يتم الوفاء بكل التعهدات العربية المالية ل"تغيير النظام" السوري.
    وتذكر دعوتها ل"المجتمع الدولي" للعمل على إنهاء حصار قطاع غزة بأن مفتاح فك هذا الحصار كان وما زال عربيا وبأن مطالبة الآخرين بعمل يستنكف العرب عن فعله هي مطالبة تفتقد الصدقية وتكشف الازدواجية العربية إذا ما قورنت ب"المبادرة" العربية إلى استباق المجتمع الدولي في فرض الحصار على سورية.
    ومن الواضح أن قمة "التحديات" في الدوحة، كسابقاتها، قد بدأت وانتهت من دون أن تواجه تحديا واحدا من التحديات العربية في فلسطين.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 284
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:41 AM
  2. اقلام واراء حماس 271
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:29 AM
  3. اقلام واراء حماس 270
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:28 AM
  4. اقلام واراء حماس 269
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:28 AM
  5. اقلام واراء حماس 267
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:27 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •