النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 350

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء عربي 350

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]
    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG]


    • في هذا الملــــف:
    • سياحة أوباما في إسرائيل
    • الياس حرفوش عن الحياة اللندنية
    • في انتظار وصول السائح الأميركي
    • غسان الإمام عن الشرق الأوسط
    • أوباما الثاني في الشرق الأوسط
    • د. فهد الفانك عن الرأي الأردنية
    • أوباما في الشرق الأوسط بلا خطة أو مبادرة
    • داود رمال عن السفير



    أهداف وتوقعات حول زيارة أوباما للشرق الأوسط
    نبيل فهمي (عميد كلية الشئون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة) عن الشروق المصرية
    أوباما سيطّلع على ما يجري في لبنان مع بدء جولته غدا من اسرائيل
    خليل فليحان عن النهار اللبنانية
    المواطنة .. والوطن البديل .. الهوية .. لماذا الآن؟
    د. مولود رقيبات عن الرأي الأردنية
    حكومة «الاستيطان أولاً .. الاستيطان أخيراً»
    عريب الرنتاوي عن الدستور
    أين المصالحة الفلسطينية؟؟
    عبدالله محمد القاق عن الدستور
    الوحدة والتنافر في موضوع المصالحة الفلسطينية
    يوسف مكي عن دار الخليج
    مأساة في مأساة
    رأي البيان الإماراتية (عن سياسة إبعاد الأسرى)
    الى سامر ورفاقه.. لا أملك لكم سوى الدموع والدعوات
    عزة عزالدين(كاتبة من فلسطين) عن القدس العربي
    فصل في محنة الفلسطينيين بمصر
    فهمي هويدي عن السفير(يشكك في الإتهامات بحق حماس حول الإضرار بأمن مصر)
    فلسطينيو 1948: خطة فاشلة لاجتثاث الشعب والأرض
    اوكتافيا نصر عن النهار اللبنانية
    اليهودى الغامض بسلامته
    باسم يوسف عن الشروق المصرية
    نضال قانونى لإنهاء الاحتلال الصهيبى
    عزت القمحاوي عن المصري اليوم
    الأمن الوطنى ويهود مصر
    سمير فريد عن المصري اليوم



    سياحة أوباما في إسرائيل
    الياس حرفوش عن الحياة اللندنية
    كان من الضروري أن يحزم الرئيس الأميركي باراك أوباما حقائبه ويتوجه إلى زيارة إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية، كي يقفز ملف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الواجهة ويحظى بشيء من الانتباه، بعد أن غرق في قعر الاهتمامات خلال فصل «الربيع العربي» الطويل.
    غير أن هذه الزيارة محكومة بالفشل حتى قبل أن تبدأ غداً. فكل التوقعات مصحوبة بخيبة الأمل، ولا تشير إلى أكثر من جولة سياحية للرئيس الأميركي في «ربوع» القدس وتل أبيب ومدينتي رام الله وبيت لحم. فقد أعد بنيامين نتانياهو استقبالاً سيئاً لأوباما، بإسراعه إلى تشكيل حكومة جديدة ستكون وظيفتها الفعلية منع أي تقدم على طريق السلام، حتى لو خطر لأوباما أن يشد عضلاته ويعيد تذكير الإسرائيليين بأهمية الوصول إلى حل لنزاعهم مع الفلسطينيين على أساس الدولتين. صحيح أن الأحزاب الدينية المتشددة هي خارج الحكومة الجديدة، غير أن من هم داخلها، والذين يشكلون الثقل الأساسي فيها، مثل نفتالي بينيت، زعيم حزب «البيت اليهودي» أو حتى يائير لابيد الذي صعد نجمه كزعيم لحزب «ييش عتيد» (هناك مستقبل)، سوف يكفلون «الفيتو» ضد أي تقدم في عملية السلام، حتى لو أراد نتانياهو الإيحاء للأميركيين وللعالم أنه يعمل من أجل ذلك. برنامج بينيت الانتخابي كان قائماً على الدعوة إلى ضم 60 بالمئة من أراضي الضفة الغربية إلى إسرائيل، كما أنه يصرح علناً بأنه يستبعد قيام دولة فلسطينية «لمئتي سنة على الأقل». أما لابيد، وعلى عكس ما يبدو من خطابه غير المتشدد، ورغبته في وقف إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية، فإن هاجسه الأساسي، كما أشارت حملته الانتخابية، هو «نسيان الأزمة مع الفلسطينيين» والالتفات إلى الداخل الإسرائيلي، وإجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية تلبي مطالب تظاهرات «الربيع الإسرائيلي» التي خرجت في شوارع تل أبيب وسائر المدن في صيف العام 2011، وكانت، للمرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية، خالية من أي إشارة إلى مأزق السلام أو إلى مستقبل علاقات إسرائيل مع محيطها العربي.
    وعلى عكس الأزمة مع الفلسطينيين التي يضعها الإسرائيليون في أسفل سلم أولوياتهم، تبرز الأزمة مع إيران بشأن برنامجها النووي في مقدمة هذه الاهتمامات. وهنا أيضاً لا يلتقي أوباما ونتانياهو على موقف واحد، على رغم أن اللغة التصعيدية حيال طهران تكاد تكون متقاربة. ففي حين لا يرى رئيس حكومة إسرائيل سوى حل عسكري لهذه الأزمة عن طريق ضرب المفاعلات الإيرانية، يكرر أوباما، كما فعل في مقابلته الأخيرة مع المحطة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، أن «كل الأوراق على الطاولة»، وذلك في محاولة للوقوف في الوسط بين رغبة إسرائيل وبين قرار الإدارة الأميركية باللجوء إلى الحلول الديبلوماسية لتسوية هذا النزاع، في غياب أي قرار من القيادة السياسية أو من البنتاغون باللجوء إلى الوسائل العسكرية.
    الجمود إذن هو سيد الموقف في العلاقات الإسرائيلية الأميركية، مثلما هو في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية. وهو جمود يستفيد منه الإسرائيليون، فيمضون في بناء المستوطنات بلا منازع، ويقيمون «أوضاعاً جديدة على الأرض»، كما يسمونها، لاعتقادهم أن من شأنها أن تقطع الطريق في المستقبل على أي محاولة لإقامة دولة فلسطينية، بعد أن تكون معظم الأراضي التي ستقوم عليها هذه الدولة في الضفة الغربية قد اصبحت في أيدي المستوطنين اليهود، فضلاً عن التهويد المستمر في القدس، الذي يهدف في الأساس إلى إنهاء الحلم الفلسطيني في أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الموعودة.
    في انتظار وصول السائح الأميركي
    غسان الإمام عن الشرق الأوسط
    يستعيد الأكاديميون الفلسطينيون زمن الأحلام البعيدة. وكأنهم يذكّرون السائح الأميركي القادم بما لا يعرفه. أو بما لم يعد يتذكره. ينسون، كالعشاق المخضرمين، أن الحبيبة التي يستعيدون من خيال الذكريات شبابها. نضارتها. حلاوة عينيها، لم تعد الملهِمة. لم تعد قضية العرب المركزية.
    هؤلاء الفلسطينيون يرفضون الاعتراف بأن المأساة السورية حلت محلها، ولو مؤقتا. وكأن السوريين أنساهم ساستهم الجدد العروبة. فما قدموا الاعتذار لأشقائهم الفلسطينيين. ودفعوا بِلَوْعَتِهِمْ حلب الشهباء إلى صميم المشهد العالمي، مضرجة بدمائها.
    وها هي دمشق تنعم بدفء شمس ربيعية تغري بالحب. وكأنها لا تدري ما ينتظرها، فربما أزفت ساعة معركتها. وحتى أنا الذي ولدت في منحدر جبلها (قاسيون)، يكاد ينسيني المنفى الفرنسي رائحة وردها الجوري، وقططها الجميلة، وهي تطل عليَّ عبر باب الحديقة الزجاجي في بيتي بحي المزرعة.
    لماذا معركة دمشق؟ لأن بريطانيا وفرنسا الدولتين الأقرب تاريخيا إلى الشرق، قررتا أخيرا تسليح الثورة السورية. السياسة تمزق هذه الولايات «اللامتحدة» الأوروبية. لكن هذه السياسة يبدو أنها لا تزعج الولايات المتحدة الأميركية التي ما زالت، هي وروسيا، تتعثران عند تسوية جنيف التفاوضية، بين بشار والثوار الذين يرفضونها تماما.
    لا أدري ما إذا كان السلاح الآنجلو/ فرنسي سيقدَّم بالقطارة مجانا. أم أن الدولتين ستطالبان دول السخاء العربي «بالدفع» سلفا، بحجة فقر أوروبا. ولم يعرف العرب، بعد، نوعية السلاح المتاح، هجوميا أم دفاعيا.
    على أية حال، أوروبا بما فيها ألمانيا ضد التدخل المباشر. لكن قرار منع تصدير السلاح سينتهي تلقائيا في 27 مايو (أيار) المقبل. غير أن الصفاقة الدبلوماسية تجسدت في الموقف الروسي الذي اعتبر تقسيم السلاح الفرنسي/ البريطاني، قبل هذا التاريخ، «انتهاكا» للقانون الدولي!
    لم يجد الوزير سيرغي لافروف أي تناقض بين دعوته إلى «حل سوري»، واستمرار تدفق السلاح الروسي/ الإيراني الهجومي الذي فتك بنحو مائة ألف سوري، على أقل تقدير، وحال دون تمكين السوريين من العثور على هذا الحل «البلدي» المستحيل.
    أعتقد أن التداعيات المتسارعة والمتناقضة في المنطقة، هي التي فرضت التدخل الغربي غير المباشر بالسلاح. فقد تصور النظام السوري أن «تصدير» السوريين بالجملة عبر الحدود، سيفرض على دول الخليج والغرب الضغط على الثوار ليفاوضوا النظام، توصلا إلى تسوية تصالحية تشكل نصرا لبشار.
    غير أن هذه التداعيات المتلاحقة جاءت ضد تصور النظام.
    فالرد بتسليح المعارضة قد يعجل بسقوطه. فكانت حركته المضادة تشكيل ميلشيات جديدة في المدن التي يسيطر عليها. وتوريط «حزب الله» في حرب استنزافية ضد ثوار الوسط (حمص. حماه. قرى الحدود مع لبنان). ثم التهديد بقصف لبنان، بحجة تدفق الثوار منه إلى سوريا.
    ليس واضحا، بعد، ماذا سيكون الرد العربي/ الغربي على هذا التصعيد. هل يكفي التدخل بتقديم السلاح إلى الثوار؟ أم أن برنامج تدريب عدد محدود من السوريين على حمل السلاح الذي بدأ في الأردن وتركيا (وتشارك فيه أميركا)، سيتوسع بتدريب عشرات الألوف.
    هناك تهديدات إيرانية بالرد على التسليح والتدريب، بإرسال ألوف الإيرانيين من فيالق «القدس» و«الحرس الثوري» وميليشيات «الباسيج»، للقتال إلى جانب نظام بشار. لكن هل الوضع الشعبي الإيراني المهزوز يسمح باستنزاف القوات الحامية لنظام طهران، بعد استنزاف موارده. المحدودة، في تمويل النظام السوري، وتسديد تكاليف فاتورة السلاح الروسي؟
    ماذا يعني تورط الميليشيات الشيعية اللبنانية والإيرانية في الحرب السورية؟ يعني، بصراحة، انتقال الحوار السلمي الذي تحرص عليه دول الخليج مع إيران، إلى مواجهة شيعية/ سنية، بعدما وصل «المد» الإيراني إلى التدخل بالتحريض في البحرين. والتدخل بالسلاح والمال في اليمن، وتذكير الزيديين بشيعيتهم الغافية، منذ مئات السنين، في حضن التعايش المثالي مع الغالبية السنية.
    القضية السورية، في التصور الأميركي، هي جانب من هذه المواجهة الشيعية/ السنية في المنطقة. الاهتمام الدولي يتركز على معرفة موقف دولتي الكثافة السنية (170 مليون إنسان في مصر وتركيا) إزاء التورط المتوسع لدولة الكثافة الشيعية (80 مليون شيعي إيراني). واقع الثورة السورية أثبت محدودية الدور التركي، بسبب حساسية التركيب السكاني التركي. الكردي. العلوي، فيما الوضع الأمني الفالت في مصر، يحرمها من لعب دور قومي داعم لعروبة الخليج، والثورة السورية، خصوصا أن هناك رفضا اجتماعيا «لأخونة» الدولة. والمجتمع.
    السائح الأميركي القادم يقول، صراحة، إنه لا يحمل حلا فلسطينيا! فقد جاء ليستمع. وليصور. ويتصور فقط، بعد فشله في وقف الاستيطان، أو تثبيت حل الدولتين على الواقع الميداني، فيما همُّ حكومة نتنياهو الجديد ينصب على تطورات الأزمة السورية. المخضرم شيمعون بيريس يطالب العرب بإرسال قوات عربية إلى سوريا، لمحاربة نظام بشار، ومكافحة «الجهاديين». لكن تجربة القوات العربية، كقوة حفظ سلام، ظلت إلى الآن فاشلة. والأنظمة العربية ذات التركيب السكاني غير الكثيف لا تستطيع أن تستنزف جيوشها، في اقتتال علني عربي، كما يطلب منها الرئيس الإسرائيلي.
    المواجهة الدموية السنية/ العلوية في سوريا، ليست، في المنطق الطائفي، سوى الوجه الدامي للمواجهة السنية/ الشيعية في المنطقة. هناك الوجه الاجتماعي الآخر الذي وضع عواطف الطبقة الوسطى السورية، ومدخراتها المادية التي جمعتها، على مدى السنين الخمسين الأخيرة، من عملها في الدول الخليجية، في خدمة حلف مصلحي لها، مع الرأسمالية العلوية الطفيلية!
    هذا الحلف غير الطبيعي السني/ العلوي، يؤخر الحسم في سوريا. وهو ضد طبقة البروليتاريا الريفية التي تقاتل لنيل حقوقها السياسية، فيما يواصل نظام بشار تدمير مدنها وقراها الصغيرة التي حولتها هي من قش وطين، إلى حجر وإسمنت، بكفاحها الشاق الرائع.
    أوباما الثاني في الشرق الأوسط
    د. فهد الفانك عن الرأي الأردنية
    الرئيس الأميركي باراك أوباما حجز لنفسه محلا في التاريخ بصفته أول رئيس أسود لأميركا، لكنه لا يقنع بهذا المحل، ويريد مكانة رئيس عظيم من رؤساء أميركا التاريخيين من مستوى أبراهام لنكولن، وهو مؤهل لهذا الطموح.
    في عهده الاول حقق أوباما في أربع سنوات أكثر مما حققه رؤساء آخرون في ثماني سنوات، بالرغم من قيام الحزب الجمهوري بدور الإعاقة، أول وأهم إنجازاته قانون الرعاية الصحية مما اعتبر أهم تشريع اجتماعي منذ المجتمع العظيم الذي صنعه روزفلت وانتشل أميركا من الكساد الكبير.
    في السياسة تمكن أوباما من سحب أميركا من ورطتها العراقية، ومهد الطريق للانسحاب من أفغانستان، فقد كانت أميركا تخوض حروباً عالية التكاليف ومتدنية الجدوى.
    في الجانب الاقتصادي أنقذ أوباما بنوك وول ستريت وصناعات دترويت من الإنهيار، وبذلك أبعد عن أميركا شبح الكساد الكبير الذي عرفت مثله قبل 80 عامأً، كما بدأ بتطبيق خطة لتخفيض عجز الموازنة بمقدار ثلاثة تريليونات من الدولارات خلال عشر سنوات قادمة.
    واليوم يقف أوباما على مشارف أكبر إنجاز تاريخي في جولته المنتظرة في الشرق الأوسط لتحقيق هدف كبير عجز غيره عن تحقيقه وهو إحلال السلام وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة بشروط تضمن أمن إسرائيل.
    هذه مهمة صعبة فشلت في مواجهتها كل الجهود الدولية السابقة، ولكنها ليست مستحيلة. لا ننسى هنا عناد نتنياهو كعقبة كأداة في وجه الحل العادل، لكن أوباما يستطيع أن يوظف العصا إلى جانب الجزرة في تحقيق المعجزة.
    إذا تم إفشال مهمة أوباما، فإن عليه أن يحمل مسؤولية الفشل للطرف الذي يعطل السلام، وعليه أن يجعل ذلك الطرف يدفع ثمنأً غالياً.
    لا حياة لإسرائيل بدون الدعم الأميركي المالي والاقتصادي والعسكري والسياسي. والدعم لا يكون مجانياً، بل يرتب على الطرف المدعوم واجبات ومسؤوليات والتزامات. الدعم الأميركي الكاسح قابل للسحب من قبل رئيس قوي لم يعد تحت رحمة اللوبي اليهودي.
    نتيناهو يفهم الوضع جيدأً، ويعلم أن الرئيس الأميركي جاد ولم يأت ليفشل، ولم يقامر بتاريخه دون أن يملك أدوات النجاح.



    كيف يمكن تثمير الزيارة بخلق حوافز للأطراف المعنية؟
    أوباما في الشرق الأوسط بلا خطة أو مبادرة
    داود رمال عن السفير
    تشهد الولايات المتحدة الأميركية، غدا، وللمرة الأولى منذ عقود فراغا مؤقتا في موقع الرئاسة كون رئيسها باراك اوباما سيبدأ جولة في منطقة الشرق الاوسط في حين أن نائبه جون بايدن الذي ينوب عنه في حال غيابه، سيكون هو الآخر خارج البلاد حيث سيمثّله في حفل تنصيب البابا الجديد فرنسيس الأول، في الفاتيكان.
    حتى الأمس القريب، لم تكن مضامين الزيارة الرئاسية الاميركية التي ستبدأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، واضحة. كان الجواب في واشنطن «أن الامور لم تتبلور نهائيا»، الا أن المفارقة تتمثل في أن الصحف الاسرائيلية نشرت تفاصيل برنامج الزيارة قبل اسبوعين من حصولها، الامر الذي يؤشر الى عدم وجود معطيات جدية يبنى عليها لبلورة موقف اميركي جديد دافع لعملية السلام في المنطقة.
    في الميزان الاميركي، توازي هذه الزيارة، رحلة اوباما الأولى الى المنطقة وزيارته الى مصر في الولاية الرئاسية الاولى والتي تميزت بالخطاب الذي القاه في حينه في القاهرة، «والمؤسف أن هذا الخطاب لم يترجم عبر خطة متابعة لا بل جلب للادارة الاميركية مصاعب كبرى في مقاربة ملف السلام لا سيما مع الجانب الاسرائيلي، لذلك تم قبل الزيارة الحالية، تحضير الاجواء عبر رسائل الى المعنيين في المنطقة، لعدم فهم اي موقف للرئيس الاميركي في اسرائيل على انه تصعيد الى جانب اسرائيل انما من زاوية التوازن مع خطاب القاهرة الشهير».
    وفي حين يقر مسؤولون وخبراء اميركيون «ان الولايات المتحدة على مفترق طرق في المنطقة، فهي تبني علاقات جديدة ومعقدة، وتحاول ان تقرر ما لأميركا من دور محوري يمكن ان تلعبه في الشرق الاوسط»، فإن هؤلاء يلفتون الانتباه الى ان «ليس من الواضح ما هو الدور الذي يجب ان تلعبه اميركا، على سبيل المثال لا الحصر، في مصر وتونس، اذ أن الاسئلة سهلة ولكن لا نعتقد أن الاجوبة سهلة».
    وعشية الزيارة، يوضح مصدر في الخارجية الاميركية لـ«السفير» أن الولايات المتحدة المستمرة في رعاية عملية السلام في الشرق الاوسط من خلال اداراتها المتعاقبة «تؤمن بأن السلام يقوم على حل الدولتين، برغم الانطباع السلبي لدى الجانب العربي الذي يعتبر أن لدينا سياسة غير شعبية في الشرق الاوسط خاصة بعد التصويت السلبي لواشنطن في الامم المتحدة برفضها منح فلسطين صفة عضو مراقب في الجمعية العامة للامم المتحدة».
    ويضيف المصدر أن «كل من يعمل في المسار السلمي يريد أن يرى تقدما ملموسا في مسار عملية السلام، وهناك رهان على أن زيارة اوباما الى المنطقة ستؤسس لحل الدولتين، لذلك علينا أن ندفع الاطراف المعنية وبالتحديد كلا الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وبالتساوي نحو هذا الحل».
    ويؤكد المصدر «أن الرئيس باراك اوباما يذهب الى الشرق الاوسط لا سيما اسرائيل ورام الله ليس حاملا خطة جديدة بحوزته، ولكن سيعمد الى خلق شيء من التقدم في هذا المجال، واذا كانت كل دولة تعمل من اجل مصالحها وهذا امر طبيعي في سياسات الدول، الا انه ليس صحيحا ان كل حركة او خطوة تقوم بها الولايات المتحدة الاميركية في العالم هي من اجل اسرائيل، مع التأكيد ان علاقتنا باسرائيل هي علاقة شراكة إستراتيجية قوية».
    في موازاة ذلك، يشير احد المقربين من الادارة الاميركية ممن وجهت اليهم الدعوة الى البيت الابيض للادلاء برأيه حول زيارة اوباما الى الشرق الاوسط، الى «انه كان يجب على اوباما ان يقوم بهذه الزيارة الى الشرق الاوسط وتحديدا الى اسرائيل ورام الله منذ كانون الثاني 2009، واعتقد انه ما كان عليه القاء الخطاب في القاهرة لأن تأثير هذا الخطاب في اسرائيل لم يكن مساعدا للأوضاع بصورة اجمالية».
    وتضيف ان اوباما «لا يحمل خطة او مبادرة ضخمة»، وهذه الزيارة «كان يجب ان تحصل منذ زمن ولكن لا يجب النظر اليها على اساس انه سيأتي من ورائها مبادرة كبيرة فهذا غير صحيح».
    واذ لم يخف المصدر «وجود آلية لما بعد زيارة اوباما الى الشرق الاوسط»، الا ان السؤال المطروح «كيف يمكن استغلال فرصة الزيارة لخلق شيء ما محفز للأطراف المعنية في المنطقة؟».
    يرى المصدر انه «كثيرا ما يركّز في هكذا زيارات على الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأميركي، والحقيقة أن الخطاب ليس كل شيء. هذا الأمر مهم ويرسم الصورة ويحدد الاسس وعادة الخطابات هي نقطة البداية التي يليها واجب تكثيف الجهود على كل الامور اللاحقة، علما ان من اسباب حصول الزيارة ان رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو اصبح مؤخرا على استعداد لعدم رفع سقف المواقف والحفاظ على مستوى من عدم التصعيد».
    مع الاشارة الى ان الهامش الواسع الذي اعتادت كل الادارات الاميركية على الاستفادة منه في تعاطيها مع قضايا المنطقة، هو عدم وجود اهتمام ملحوظ لدى الناخب الاميركي بالقضايا الخارجية وتركيزه على القضايا الداخلية للولايات المتحدة، الا في ما يخص وجود قوات عسكرية اميركية في دول معينة حيث يبرز الاهتمام الاميركي بالخارج من زاوية متابعة اوضاع هؤلاء الجنود تماما كما يحصل في افغانستان حيث هي في مقدمة الاهتمامات لدى الشارع الاميركي.

    أهداف وتوقعات حول زيارة أوباما للشرق الأوسط
    نبيل فهمي (عميد كلية الشئون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة) عن الشروق المصرية
    لا يتحرك الرئيس الأمريكى خارج البلاد إلا لأهداف واضحة، وحاملاً رسائل محددة، فزار المرشح الرئاسى أوباما إسرائيل للحصول على الأصوات خلال حملته الأولى ضد ماكين، وتوقف بالأردن باعتبارها دولة عربية صديقة وغير مكلفة له سياسياً فى الساحة الأمريكية، إلا أنه اختار القاهرة لإلقاء رسالته للعالم الإسلامى بعد انتخابه، لثقل مصر واتساع منبرها، بالرغم من أنها كانت على وشك الدخول فى مرحلة انتقالية حتى قبل الثورة فى 2011، وهو الآن على وشك زيارة إسرائيل، التى لم يزرها خلال ولايته الأولى، كنقطة ارتكاز واهتمام رئيسى يقضى فيها ثلاثة أيام، والسلطة الفلسطينية والأردن دون التوقف فى مصر، فما هى الأهداف والرسائل الأمريكية من هذه الجولة.
    •••
    وصف المتحدث الرسمى الأمريكى الزيارة بأنها جولة استماع، وهو تصريح نمطى عقيم يعكس النصف الأقل أهمية للحقيقة، فهناك هدفان رئيسيان، وهما تقدير الموقف فى كيفية التعامل مع منطقة الشرق الأوسط، بقضاياها وأزماتها ومبادراتها، وتحديد سبل التعاون معها خلال ولايته الثانية، والتى ستحدد موقعه فى التاريخ، فرغم أن أوباما أعلن عن نيته فى التوجه شرقاً نحو آسيا، فيعلم جيداً أن الشرق الأوسط فاجأ كل رؤساء الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، بالحروب والسلام، وفرض نفسه على الأجندة السياسية الأمريكية.
    أما السبب الثانى للزيارة والأهم، فهو أن الشرق الأوسط العربى فى مرحلة تغيير، بما يؤثر على أسلوب تعامل الولايات المتحدة فى العالم العربى، وعلى مصالحها، فضلاً عن أن هناك تحولات تكنولوجية عالمية عسكرية وسلمية تؤثر فى أنظمة التسلح وتوفر مصادر هائلة للطاقة على السواحل الأمريكية مما سيغير تدريجياً، وإنما حتماً، من تعريف الأمن القومى الأمريكى وارتباطه بالخليج العربى والشرق الأوسط، مما يتطلب التحاور مع العرب وإسرائيل وإيران وتركيا، لإدارة المرحلة الانتقالية والجديدة بالمنطقة بحنكة، ودون أزمات كبرى تؤثر على المصالح الأمريكية.
    •••
    يتوقف أوباما فى إسرائيل وفى ذهنه أربع مهام رئيسية، منها إدارة العلاقات الشخصية الفاترة بين أوباما ونتنياهو منذ زيارة الأخير للولايات المتحدة ورفض إسرائيل وقف الاستيطان فى الضفة الغربية، ولعل وصف أوباما الإيجابى لعلاقته بنتنياهو أكبر دليل على برود تلك العلاقة، حينما ذكر أن «العلاقة بينهما ممتازة مثل تلك التى تسود كبار المسئولين فى عالم رجال الأعمال، والذى يعنى أنها علاقة مصالح دون الإشارة إلى العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وسيسعى أوباما لقياس تصورات نتنياهو وطموحاته وضبط إيقاعه، والوصول إلى تفاهم وآليات تسمح لإسرائيل بالاستمرار فى مواجهة ما يعتبرونه إرهابا إسلاميا، دون الدخول فى مواجهة مع التيارات العربية الإسلامية السياسية، طالما ظلت سلمية، وسيدفع نتنياهو لمحاولة الاستفادة من التيارات الإسلامية الوسطية لضبط الإيقاع الأكثر تطرفاً، وهناك بوادر اتفاق ضمنى مع مصر على أساس التعاون الأمنى عبر الحدود مقابل عدم إحراج مصر أكثر من اللازم مرحلياً فيما يتعلق بتطوير العلاقات السياسية، وهناك أيضاً الساحة السورية المضطربة، خاصةً مع تنامى التيار الإسلامى المتشدد ضمن المعارضة.
    وستظل الولايات المتحدة منحازة لإسرائيل، وإنما أعتقد أن أوباما مقتنع بعدالة الموقف الفلسطينى وضرورة حل النزاع على أساس دولتين، وإنما تراودنى شكوك كثيرة عن استعداده لتحمل الثمن السياسى الضرورى لممارسة الضغط اللازم على إسرائيل لتحقيق نتيجة، وقد أعرب جون كيرى خلال زيارته الأخيرة عن قناعته بأهمية الانتقال من الممارسات العقيمة السابقة التى انتهت إلى مفاوضات بدون هدف وحركة بدون مضمون، إلى محاولة لحل النزاع وفقاً لمفهوم المبادرة العربية، مع التوضيح والتنقيح، مع تأكيد كيرى فى نفس الوقت أن الرئيس الأمريكى لن يكون طرفاً رئيسياً فى هذا الجهد، إلا إذا ظهرت بوادر حقيقية لنجاح جهوده.
    وسيسعى أوباما لطمأنة الرأى العام الإسرائيلى والأمريكى بأنه لن يسمح بالمساس بأمن إسرائيل، لحث إسرائيل على عدم التسرع فى التعامل العنيف مع الربيع العربى أو مع إيران، لذا يقوم أوباما بزيارة بطارية نظام القبة الحديدية المستخدمة ضد الصواريخ خلال اليوم الأول للزيارة.
    وستحظى قضية إيران بموقع مميز فى المحادثات، حيث تفضل الولايات المتحدة التعامل معها من خلال المفاوضات، وقد استبق الرئيس أوباما جولته بتصريح « أنه لا يزال أمام إيران أكثر من عام للحصول على القدرة النووية العسكرية» فى محاولة لتأجيل الحديث عن ضرب إيران.
    واتصالا بمستجدات التغيير فى العالم العربى، وبالنزاع العربى الإسرائيلى سيقوم أوباما بزيارة الأراضى الفلسطينية المحتلة لتأكيد تأييده للسلام على أساس دولتين، ولإقناع الرئيس الفلسطينى بالتمسك بالتعامل السلمى مع النزاع الفلسطينى الإسرائيلى، والاستمرار فى بناء المؤسسات الفلسطينية، ورهن المصالحة مع حماس بالتزامهم بالمبادرة العربية، وسيحاول دفع أبو مازن ومن بعده الأردن إلى العمل على إقناع العالم العربى لتفعيل المبادرة، فضلاً عن انه سيهتم مع كليهما بتقييم الموقف على الساحة السورية وتداعيات السيناريوهات المختلفة خاصةً خلال محادثاته مع الأردن.
    وأتوقع أن يستقبل نتنياهو هذا التوجه بمواقف تقليدية، بتأكيد استمرار استعداد إسرائيل للتفاوض، بوضع تسيفى ليفنى فى وجهة التفاوض، دون إعطائها مساندة حقيقية، خاصةً مع تشكيل الائتلاف الحكومى الإسرائيلى الجديد، والذى يشمل أحزابا تؤيد التوسع الاستيطانى لإسرائيل فى الأراضى العربية المحتلة، وأتوقع أن يرهن نتنياهو عدم تفعيل تهديده بالاعتداء على إيران بضرورة تنازل أوباما عن السعى لتحريك عملية السلام العربية الإسرائيلية وفرض ضغوط جديدة على إسرائيل لتمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم على الأراضى المحتلة، طارحاً حجة جديدة، وهى اضطراب الأوضاع فى العالم العربى، مما يمنع إسرائيل من اتخاذ خطوات جديدة نحو السلام.
    •••
    لا أتوقع الكثير من الرئيس أوباما خلال ولايته الثانية، وإن كنت آمل أن يتبع هذه الزيارة عهد دبلوماسى أمريكى مختلف عما مضى، أكثر توازناً وعدالة وحسما. وفى جميع الأحوال إذا كانت الولايات المتحدة فى مرحلة إعادة تقدير لمواقفها تجاه الشرق الأوسط، فمن الأولى أن تقوم الدول العربية بتقويم علاقاتها فى المنطقة وخارجها، ليس بغرض تغيير كل ما مضى، وإنما وضعه فى إطار رؤية واقعية للمنطقة مستقبلاً، وعلاقة متوازنة بين الأهداف القصيرة التى تُبنى على المصالح، والطويلة الأجل التى يجب أن تُقام على توافق مجتمعى حول المبادئ التى يجب أن نشكل بها سياساتنا ومواقفنا الداخلية والخارجية، وأفضل ما يمكن أن نضيفه فى سياستنا الخارجية هو إظهار قدرتنا على إدارة شئوننا الداخلية برشد، والتى لابد أن تشهد تغييراً فى مختلف الدول العربية، كما على العرب أن يتبنوا مواقف تعكس رغبة فى التفاعل والتعاون مع الغير، داخل المنطقة وعلى حدودها وعلى المستوى الدولى، مع التمسك باحترام الغير أيضاً للمصالح العربية، التى تتسق مع قواعد القانون والنظام الدولى فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والأمنية، إذا ما أقمنا ذلك، أتوقع أن نشهد علاقات عربية أقوى مع مختلف دول العالم على المدى المتوسط، بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، بعد فترة من الاضطرابات القائمة نتيجة للوضع فى سوريا وفلسطين والعراق وما يرتبط بعدم التوازن العسكرى بين العرب وغيرهم فى الشرق الأوسط، وبعد أن تستقر تقلبات الربيع العربى وتُقام أسس الدولة العربية الحديثة.
    أوباما سيطّلع على ما يجري في لبنان مع بدء جولته غدا من اسرائيل
    خليل فليحان عن النهار اللبنانية
    يبدأ الرئيس الاميركي باراك أوباما اول جولة له في منطقة الشرق الاوسط غدا الاربعاء بعد تجديد ولاية رئاسية ثانية له، ولبنان في غليان امني قابل لمزيد من الاشتعال والانفجارفي أكثر من منطقة، سواء لجهة القصف الجوي السوري لأهداف عسكرية للمرة الاولى تنفيذا للمذكرة –الانذار التي كانت تسلمتها وزارة الخارجية والمغتربين من نظيرتها السورية الاسبوع الماضي، والغريب ان أي خبر رسمي لم يصدر، فيما وزارة الخارجية الاميركية دانت الامر، أو لجهة اشتعال جبهة الشمال بين باب التبانة وجبل محسن. وتبلغّ أوباما تقريرا من السفارة في عوكر عن خطورة الحادثتين اللتين سجلتا، وهما ذات صبغة مذهبية سنية – شيعية ليل الاحد الماضي، بعد الاعتداء بالضرب على مشايخ ينتمون الى دارالفتوى. إلا أن سرعة المعالجة الرسمية أدت الى وأد الفتنة قبل تفاقمها. غير ان الشحن السياسي والاعلامي استمرّ.
    ولا يمكن ان ينسى متتبع الحوادث في لبنان الاجواء الضاغطة في صيدا ومحيطها القريب.
    وأكد مصدر ديبلوماسي لبناني لـ "النهار" ان جدول محادثات أوباما في كل من تل أبيب ،الضفة الغربية والاردن سيتناول عملية السلام، في محاولة منه لتحريك الجمود الذي تسبب به رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو منذ تسلمه مهمات رئاسة الحكومة. وأعاد الى الاذهان ان علاقات الرجلين ليست على ما يرام، وان الاخير خاض معركة ضد الاول خلال خوضه المعركة الانتخابية التي حملته الى سدة الرئاسة في ولاية ثانية.
    وتوقع ان يتطرق أوباما ونتنياهو الى الوضع اللبناني من زاوية الحدود في الجنوب التي تشهد هدوءا ملحوظا باستثناء الخرق الجوي اليومي للطيران الاسرائيلي بين البلدين والخرق الكبير الذي يتمثل في ضم 870 كيلومترا من مساحة لبنان في "المنطقة الاقتصادية الخالصة"، واستمرار احتلال منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
    وأشار الى ان البند المركزي في محادثاته مع نتنياهو هوالملف الايراني النووي وتبادل المعلومات عما آلت اليه المفاوضات البعيدة عن الاضواء بين الفريقين، مع التذكير بأن واشنطن ضد أي هجوم عسكري اسرائيلي يطمح اليه نتنياهو متكلا على الدعم الاميركي غير آخذ في الاعتبار ردة الفعل الايرانية على المصالح الاميركية في الخليج، ولطالما هدّدت بقصف القواعد العسكرية ومقار الشركات. ويؤيد أوباما في موقفه فرض المزيد من العقوبات على المنشآت الايرانية لانه الطريق الانجع لمنع التوصل الى النووي العسكري .
    وتطرّق الى الجزء الاخر من محادثاته، وهو الوضع في سوريا وما اذا كانت الامتدادات ستصل الى لبنان.
    ولفت الى ان المحطة الثانية من جولته الثلاثية ستكون الضفة الغربية ومحادثات منتظرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للوقوف على موقفه وكيفية التفاوض. والترويج الاسرائيلي سيكون ان أوباما لن يغير موقفه من المطالبة بتجميد الاستيطان واطلاق 123 أسيرا من حركة "فتح".
    وأبلغت مصادرفلسطينية "النهار" ان أوباما سينقل الى نتنياهو ما سمعه من الرئيس الفلسطيني. وفي المعلومات ان أوباما لن يغير موقفه في الوقت الحاضر، وليس في وضع يستطيع اعطاء المزيد من التنازلات. ووفقا لوصف ديبلوماسي غربي في بيروت، فإن سيد البيت الابيض سيكون مستمعا وليس مبادرا.


    المواطنة .. والوطن البديل .. الهوية .. لماذا الآن؟
    د. مولود رقيبات عن الرأي الأردنية
    تتسع اليوم اكثر من اي وقت مضى وتيرة الحديث عن المواطنة والتوطين وتقفز الى الواجهة السياسية قضايا الوطن البديل والهوية الاردنية ومواضيع الجنسية ، وتمادت بعض التصريحات لتذهب الى ضرورة نسف دائرة سيادية من مؤسسات الدولة الاردنية « المتابعة والتفتيش» التابعة لوزارة الداخلية الاردنية بالديناميت واتهامها بسحب ارقام وطنية وجنسيات لاردنيين من اصول فلسطينية . وكذلك العديد والكثير مما يكتب يوميا ويقال ولعل اكثرها استهجانا تصريحات نائب رئيس مجلس النواب الهجومية على من اسماهم الموتورين «مؤسسات وافراد « والطلب من رئيس الحكومة بعدم توزير اردنيين من اصول فلسطينية وان تذهب المواقع والوظائف الى الجحيم متناسيا انه عضو في البرلمان الاردني وهي وظيفة رسمية في الدولة الاردنية عليها واجبات نحو الوطن والمواطن ولعل على رأسها التشريع والمراقبة وتصويب القوانين ومراجعتها لما فيه مصلحة الاردن والاردنيين بغض النظر عن مكان ولادتهم او اصولهم ، فهل يرمي هذا البرلماني بوظيفته الى الجحيم؟ وهل يعتقد انه يمون على كل الاردنيين من اصول فلسطينية بان يرموا وظائفهم وحقائبهم في الجحيم ويديرون ظهورهم للوطن الذي حضنهم وحضن ابائهم واجدادهم ؟ لا ندري لماذا هذا الحملات المشبوهة والتصريحات الاستفزازية، التي لا تعبر الا عن راي اصحابها الشخصي ، فالاردن لا يستجدي احدا لوزارة او موقع او وظيفة ولم يسجل التاريخ الاردني يوما وقوفه الى جانب المحاصصة في المواقع ولا العمل ، والجميع يعرف جيدا ان القيادة الاردنية ما ميزت ولم تميز يوما بين شرقي وغربي ، شمالي وجنوبي ، فلاح وبدوي ، حجازي ويمني واكبر دليل ان الحكومات الاردنية منذ بدايات الدولة كانت في غالبها من العرب ، معظم شعوب العرب، وجيشنا ما زال يرفع شعار الجيش العربي لا الاردني في اشارة على استمرار القيادة في نهجها القومي وارتكازها على مبادىء الثورة العربية الكبرى التي قادها الهاشميون من اجل التحرر والاستقلال ، لا تفريق فيها بين سوري وفلسطيني واردني وحجازي وغيرهم ما دام ارتضوا الاردن وطنا من اوطان العرب لهم.قفزت مؤخرا هذه التصنيفات الى واجهة الصالونات السياسية خاصة بعد انتخاب المجلس السابع عشر ودخول البعض ربما من المهووسين بالشهرة حتى ولو على حساب الوطن والشعب من اجل اثبات ما هو غير قابل للاثبات وهو المواطنة ،ورغبة البعض في اشغال الشارع والحكومة بقضايا جانبية لا تشكل الاساس في هذه المرحلة الخطيرة من حياة المنطقة كلها ، مستثمرين الاوضاع الراهنة خاصة تدفق المليون لاجىء سوري معظمهم من المخيمات الفلسطينية والدعوات الى ضرورة ضبطهم في مخيمات وعدم دمجهم بالمجتمع الاردني لما يشكله ذلك من خطر ان على العامل الديمغرافي السكاني ام على الوضع الاقتصادي والامني في الاردن وتعالي بعض الاصوات التي تحذر من ترانسفير فلسطيني من سوريا ولبنان تمهيدا للوطن البديل وحل القضية الفلسطينية على حساب الاردن ، هذه العوامل والتخوفات مجتمعة ربما كانت وراء هذا التوتر البرلماني والشعبي وما شهدته مدينة اربد مساء السبت الفائت لدليل على تخوف الاردنيين من فقدان فرص العمل امام الهجرة التي اصبحت « منظمة» من الجانب السوري وما تشكله من تهديد للامن الوظيفي والعمالة وما رافقها من ارتفاع اسعار العقارات واضمحلال فرص الحصول على بيت للسكن في محافظات اربد والمفرق. نعم نؤيد الاصوات الداعية الى ضبط العملية وحصر اللاجئين في مخيمات خاصة بهم على غرار بقية الدول التي استقبلت لاجئين حفاظا على امن واستقرار الاردن ما دام لهؤلاء اللاجئين جهات دولية وعربية ترعاهم ، وبدورنا قدمنا ما علينا من واجب تجاههم باحتضانهم الى حين الفرج. ونحن مع فك الارتباط وقوننته لان في ذلك اعتراف بشرعية الدولة الفلسطينية وحق الفلسطينيين بالعودة والا لماذا يتمسك الاخوة الفلسطينيون ومنهم القاطنون والمتمتعون بالجنسية الاردنية بحق العودة والتباهي بالهوية الفلسطينية ونحن نؤيدهم بذلك ؟ فك الارتباط جاء بقرار عربي بالاجماع في مؤتمر عربي في الرباط عام 1974 وحاولت القيادة الاردنية ولسنوات التمسك بالقضية كقضية عربية وليست مجرد فلسطينية الا ان محاولاتها لم تفلح ووجدت نفسها مضطرة لفك الارتباط اداريا دون التخلي عن الشعب الفلسطيني المقيم على ارض الاردن فمنحت البطاقات الصفراء والخضراء والتي ما زالت تثير بعض الجدل حولها خاصة بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية مما يستدعي قوننة هذا القرار وتحديد الهوية الاردنية والمواطنة بصياغة قانون جديد ينص بوضوح على طبيعة المواطن وحقوق المواطنين ومن هم المواطنون الاردنيون ؟،وهو الاجدر بمجلس النواب وهذه الاصوات في المجلس ان توليه الاهتمام لا ان تلهث وراء حقائب ووظائف لان الوطن والمواطنة ابقى من حقيبة مهترئة وآنية مدتها محدودة ، والانتماء والمواطنة ليس وظيفة تخضع للتقاعد ؟؟؟.بعد ان اتسعت دائرة الجدل وارتفعت الاصوات المطالبة «بالحقوق المنقوصة» في ظل ظروف موضوعية كلنا ندركها الا من طبع الله على قلوبهم وعيونهم غشاوة لا اظني قائلا الا ان كان هذا البعض بيننا وما زال يطالب بالغاء المتابعة وغيرها ولا يعترف ولا يريد ان يعترف بفك الارتباط فماذا يسمي اذا الاعتراف الاممي بدولة فلسطين او السلطة القائمة على اراضي الضفة الغربية كدولة عضو مراقب في الامم المتحدة و الجهود حثيثة للاعتراف بها دولة كاملة العضوية في المجتمع الدولي؟؟ ، وهل يمكن للعالم ان يعترف بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وحدود 1967 وهي جزء من المملكة الاردنية الهاشمية ؟ هل هذا المطلوب؟ ان قرار الامم المتحدة بالاعتراف بفلسطين ما هو الا شهادة دولية على ان الاردن هو الاردن والضفة الغربية هي فلسطين والمستقبل امامهما في تحديد العلاقات بينهما ولكن لا داعي بعد اليوم للقول بانها جزء من الاردن وهو ما يرفضه الاردنيون شرقيون كانوا ام غربيون ، ومتسائلا لماذا الآن ترتفع هذه الاصوات ؟ هل لاستغلال الاوضاع والتوهم بان الحالة الاردنية اليوم ضعيفة والفرصة مهيأة للانقضاض وتحقيق المكاسب والغايات الملعونة المرفوضة فلسطينيا واقصد هنا المكون الفلسطيني الاردني ؟ . واخيرا اقول بان الاردن اليوم قوي بما يكفيه لمواجهة التحدي والمضي قدما حتى يتحقق الحلم العربي باقامة الدولة الفلسطينية ولعل الايام القادمة وما تحمله زيارة اوباما للمنطقة ستفضي عن مشروع نهضوي يحقق الاهداف وتتلاشى غيوم التشكيك والخوف وتذهب المصالح الخاصة ومعها الاجندة المدعومة من الخارج الى الجحيم ليبقى الاردن منيعا على المؤامرات وتبقى الوحدة الوطنية بين مكونات المجتمع الاردني صلبة متينة ترعاها قيادة هاشمية حكيمة على رأسها الملك عبدالله الثاني ابن الحسين .




    حكومة «الاستيطان أولاً .. الاستيطان أخيراً»
    عريب الرنتاوي عن الدستور
    حكومة بينيامين نتنياهو الثالثة (الثالثة والثلاثين في تاريخ إسرائيل)، لا تحمل للفلسطينيين سوى ما حملته لهم، حكومتاه الأولى والثانية: توسع في عمليات الاستيطان والعدوان ومصادرة الأرض والحقوق والمقدسات..هذه المرة، ولأول مرة في تاريخ الحكومات الإسرائيلية، يجلس المستوطنون أنفسهم على مقاعد الحكومة والكنيست، بعد أن ارتضوا البقاء لسنوات وعقود في الخنادق والمتاريس والشوارع.
    حتى بالنسبة لأكثر الإسرائيليين تفاؤلاً، فإن هذه الحكومة تحمل في طياتها بذور هجمة استيطانية زاحفةٍ جديدة..وزير الدفاع موشيه يعلون المعروف بمواقفه المُشجعة للاستيطان والرافضة لاتخاذ أية “مبادرات حسن نية” مع الفلسطينيين، يقف إلى جانب نفتالي بينيت رئيس حزب المستوطنين “البيت اليهودي”، في صدارة النافخين في “الأبواق” لحث المجتمع الإسرائيلي على “تسمين” المستوطنات و”احتلال التلال” و”تشريع البؤر الاستيطانية”، تدعمهما كتلة وازنة في الحكومة والكنيست بلجانه ذات الصلة.
    وتأسيساً على برامج الحملات الانتخابية التي خلت من ذكر “الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي” و”حل الدولتين، جاء الاتفاق الائتلافي للأحزاب الخمسة الرئيسة المشاركة في تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد (68 مقعدا من أصل 120 مقعداً)، خلواً من أية إشارات ذات مغزى عن الموضوع، حيث اكتفى المؤتلفون بإيران عبارة فضفاضة غامضة، ومن باب “رفع العتب والتبعة” تعد بأن “إسرائيل ستسعى الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين بهدف الوصول الى اتفاق سياسي معهم ينهي النزاع. اذا ما تحقق اتفاق سياسي فانه سيطرح لاقراره على الحكومة، الكنيست، واذا كانت حاجة – فعلى استفتاء شعبي” أما تفاصيل الاتفاقات المُفردة التي وقعتها كتلة (الليكود – بيتنا 31 مقعدا) مع شركائها، فلا تقل سوءاً عن البيان الائتلافي..إذ باستثناء الاتفاق مع تسيبي ليفني (حزب الحركة 6 مقاعد)، جاءت الاتفاقات الائتلافية مع الأحزاب الأخرى خلواً من أي ذكر للمسألة الفلسطينية (حزب البيت اليهودي 12 مقعداً) ، أو مكتفيةً بذكرها في أسفل قائمة البنود المتفق عليها (حزب هناك مستقبل 19 مقعداً)، وبعبارات فضفاضة، تعكس النيّة بمنع التقدم على طريق “حل الدولتين” بدل أن تعكس الاستعداد الحقيقي لذلك.
    وسيعهد نتنياهو إلى ليفني، وزيرة العدل، كبيرة المفاوضين الإسرائيليين، بنفس الأدوار التي سبق لسلفه اسحق شامير أن عهدها إلى شمعون بيريز زمن حكومات “التناوب” و”الوحدة الوطنية”: على الأرض تواصل الحكومة شن حروبها على الأرض والحقوق وأصحاب البلاد الأصليين، وفي الفضاء، يواصل “حمائم” إسرائيل كفاحهم من أجل تجميل صورة إسرائيل ومنع وقوعها في براثن الإدانة والعزلة الدولية..لا أكثر ولا أقل، لكأن التاريخ يصر على إعادة انتاج ذاته، بنفس الصورة والشاكلة، ومن دون أن يجد على الضفة الأخرى من الصراع، من يتعلم دروسه أو يتعظ بعبره.
    أكثر رموز الحكومة الحالية تأثيراً (بعد نتنياهو) هو يائير لبيد، أشكنازي – علماني، محسوب على تيار “المركز”، يقاوم فكرة تقسيم القدس باعتبارها “العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل”، ويؤيد بحماس ضم الكتل الاستيطانية ومعها مستوطنة أريئيل، ولا يمانع في تقديم “التسهيلات” للوبي الاستيطان وحزبه (البيت اليهودي) الذي أظهر تجانساً معه في المفاوضات الائتلافية المديدة والمريرة لتشكيل الحكومة.
    أما نفتالي بينيت، فهو وإن بدا مطمئناً لإمساكه بوزارة الإسكان (المولجة ملف الاستيطان)، إلا أنه حرص على الزج برجاله في لجان الكنيست ذات الصلة (اللجنة المالية)، وحجز لحزبه مقعدين في اللجنة الوزارية الخاصة بالاستيطان، ووضع نفسه في موضع “المرشد الأعلى” للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف عملية السلام، محتفظاً لنفسه بحق “الفيتو” على الحكومة والائتلاف، في حال انتقلت هذه اللجنة من دائرة الأقوال إلى دائرة الأفعال.
    وسيلاحظ القارئ الكريم أننا لم نأت على ذكر (سيىء الذكر) أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا (11 مقعدا)، وعذرنا في ذلك، أن الرجل لم يعد يمثل أقصى ألوان الطيف السياسي والحزبي تشدداً وعنصرية، بعد أن حل بينيت محله، وهو احتفظ لنفسه بحقيبة الخارجية، على أن يحتفظ بها نتنياهو كوديعة إلى حين انتهائه من المحاكمات الخاصة بملفات فساده.
    والحقيقة أن الحكومة بمقاعدها الـ22، لم تستطع لاعتبارات سياسية داخلية وتنافسية حزبية، استيعاب “فائض” التطرف الديني والقومي في إسرائيل، فقد ظل خارجها في صفوف المعارضة، ممثلون آخرون لتيارات يمنية وحريديه، حالت دون وجودهم في الحكومة، حسابات أنانية وخلافات لا صلة لها بالقضية الفلسطينية وعملية السلام..هؤلاء سيكونون ذخراً و”شبكة أمان” للحكومة في مواجهة أية ضغوط (غير منظورة على أية حال) لدفعها للتقدم على طريق “حل الدولتين”.
    حكومة أشكيناز علمانية بنسبة 80 بالمائة، بلا حريديم ولا عرب حتى في مرتبة نائب وزير، ولو من باب “ذر الرماد في العيون”..حكومة استيطان بامتياز، ستجعل حياة الفلسطينيين، خصوصاً في القدس، أشد صعوبة مما هي عليه..حكومة قتل وتدمير “حل الدولتين”..حكومة الحسم في بعض الملفات الإسرائيلية الداخلية، التي لا تعنينا على أهميتها، لا من قريب ولا من بعيد.


    أين المصالحة الفلسطينية؟؟
    عبدالله محمد القاق عن الدستور
    استبشر الكثيرون منذ حوالي ستة شهور او ينوف عن ذلك خيرا بان المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس والفصائل الاخرى كانت «قاب قوسين او ادنى» من ذلك الا ان كل الدلائل تشير الى توقف هذه الجهود في المرحلة الراهنة والتي اوضح اسبابها السيد رمضان شلح زعيم الجهاد الاسلامي عندما قال «ان كلمة واحدة ادت الى وقف «جهود المصالحة وهي «المفاوضات» وهذا يعني ان الرئاسة الفلسطينية ما زالت تراهن على ان المفاوضات مع اسرائيل هي الطريق الاسلم لحل الدولتين ووقف الاستيطان في حين ان اسرائيل ترغب في اجراء المفاوضات مع الاستمرار في بناء الاستيطان والتغاضي عن قضية اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف بالدولة اليهودية.
    ولعل اقدام اسرائيل على اعتقال قادة حماس في الضفة الغربية وتوتير الاجواء في بعض المناطق ومنها نابلس والخليل وجنين وغيرها يدل بصورة قاطعة على انها تريد افساد المساعي التي بذلها الرئيس المصري محمد مرسي لانهاء الخلاف بين الفلسطينيين وبدء مصالحة ناجزة كما وان تنصل اسرائيل من اتفاق عقده الرئيس المصري مع الجانب الاسرائيلي في شأن اطلاق سراح مجموعة اخرى من الاسرى مقابل اطلاق سراح شاليط الذي اسره الحمساويون منذ فترة اسهم هذا النكوث بالوعود الاسرائيلية على قضايا عديدة منها مسألة المصالحة فضلا عن استمرار حملات الاعتقالات الاسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين وهدم منازلهم ومصادرة ممتلكاتهم وتجريف الاراضي واعتقال مجموعة من الاطفال مؤخرا بحجة رشقهم قوات الاحتلال بالحجارة.
    لقد تفاءلنا خيرا عندما اعلن الرئيس الفلسطيني عن انتهاء الاستعدادات في الضفة والقطاع لبدء عملية تسجيل وتحديث سجل الناخبين الفلسطينيين وتوفير كل وسائل الدعم لهذه العملية غير ان مشكلات عديدة حالت دون ذلك منها تقول حركة حماس «اقدام اسرائيل على اعتقال حوالي عشرين قياديا من حماس من الضفة الغربية بغية ايجاد حالة من الارباك والفوضى وخلط الاوراق في الساحة الفلسطينية وتخريب جهود المصالحة الامر الذي يتطلب من السلطة العمل على اعادة تفعيل المجلس التشريعي المتوقفة اعماله منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007.
    والواقع ان زيارة الرئيس الامريكي اوباما الى كل من اسرائيل والسلطة الفلسطينية سوف تكون استطلاعية ولن يتسنى للرئيس الخوض بحديث مستفيض حول قضايا جوهرية تتعلق بحل الدولتين لكن كما ذكرت الانباء الواردة من واشنطن ان الادارة الامريكية ستوجه تنبيهات الى السلطة بعدم اشراك حماس في اية حكومة فلسطينية مقبلة حتى لا تخسر المساعدات التي تقدم اليها سنويا والبالغة حوالي 800 مليون دولار.
    ان سعي الولايات المتحدة لوضع العراقيل امام اية مصالحة هو من اجل تحقيق اهداف اسرائيل بتوسع وقضم الاراضي واستمرار نهج الاحتلال الرامي الى مزيد من الاعتقالات لقيادات الشعب الفلسطيني عبر كوادره المختلفة... ونتساءل: اذا كانت امريكا توافق على حكومة اسرائيل جديدة تضم ليبرمان الفاشي والمتغطرس وغيره من احزاب اليمين في حكومة نتنياهو الجديدة فكيف ترفض حكومة فلسطينية تكون احد مكوناتها «حماس» الحركة الكبيرة لدى الشعب الفلسطيني؟ فلماذا تكيل الولايات المتحدة الامريكية بمكيالين؟ ام انها تريد ابداء حسن النوايا لاسرائيل عن طريق استمرار الاعلان عن دعمها لها وتوجهاتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني او العربي؟!!
    الاتحاد الاوروبي مطالب بممارسة الضغط على حكومة الاحتلال الجديدة لارغامها على عدم التدخل في الشأن الفلسطيني لتنفيذ عملية المصالحة وكذلك مطالبتها بوقف عدوانها التوسعي الاستيطاني الاستعماري على الاراضي الفلسطينية والسطو والقرصنة على المقدرات الوطنية للشعب الفلسطيني باحتجاز الرسوم والضرائب المستحقة لها.. فضلا عن وضع نهاية لمواقف اسرائيل المتغطرسة تجاه الفلسطينيين خاصة بعد الانتصار الذي حققته القيادة الفلسطينية من نصر سياسي في الامم المتحدة ونيل والاعتراف بدولة فلسطين، آخذين في الاعتبار حجم المخاطر التي تواجهها القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني في ضوء هذا الانقسام والذي يجب العمل على انهائه بغية انجاز ملف المصالحة ووضع نهاية لهذا الوضع الفلسطيني تلبية للمصالح العربية والقومية بدرجة رئيسية ولتفويت الفرصة وقطع الطريق امام مشاريع الاحتلال الصهيوني الهادفة الى تقويض مشروع قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
    فالمطلوب بالمرحلة الحالية من السلطة الفلسطينية والفصائل المختلفة الاسراع في ارساء اسس وملامح استراتيجية المواجهة والصراع مع الاحتلال وقطع الطريق على مخططات التهويد والاستيطان التي تحاول تهويد القدس وابتلاع ما تبقى من الارض، وابداء قدر اكبر من التعاون لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي تبخرت اخبارها في المرحلة الاخيرة وبدأت وسائل الاعلام في اطلاق الاتهامات حول اسباب وفشل هذا التأخر في تحقيق هذا الانجاز الفلسطيني .
    المطلوب في المرحلة الراهنة والتي تسعى اسرائيل والولايات المتحدة الى تفشيل المصالح باعتقالها ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة في ظل صمت عربي وتواطؤ اوروبي وامريكي حيث يعتبرون ان لا اهمية لحياة الانساني الفلسطيني وحريته وأمنه واستقراره وان حريته ملك للعنصري الاسرائيلي.
    الامل كبير في قمة الدوحة لكي تكون اجتماعاتها فاعلة بغية تجسيد جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية في اقرب وقت ممكن لمواجهة كل التحديات الراهنة.


    الوحدة والتنافر في موضوع المصالحة الفلسطينية
    يوسف مكي عن دار الخليج
    منذ احتدم الصراع الفلسطيني، بين حركتي فتح وحماس، وبلغ ذروته، بإقدام رئيس السلطة الفلسطينية، على إقالة حكومة إسماعيل هنية، وانفصال قطاع غزة، عن الضفة الغربية، والحديث يجري بين فينة وأخرى، عن تحقيق المصالحة، ووحدة الشطرين . ومؤخراً ارتفعت وتيرة الحديث عن مصالحة فلسطينية، برعاية مصرية . والسؤال الذي نحاول الإجابة عنه في هذا الحديث: هل نحن أمام مصالحة فلسطينية حقاً، أو أن ما يجري، هذه المرة، لا يختلف عن محاولات سابقة انتهت بفشل مرير؟
    ليس من شك، في أن وحدة منظمات المقاومة، واتفاقها على برنامج سياسي، هي الطريق الأقصر، إلى تحرير فلسطين . وقد دفع الفلسطينيون أثماناً باهظة من جراء حالة الانقسام، كانت نتيجتها دماً وقهراً وذلاً . لقد أهدرت جهود كبيرة، لترتيب البيت الفلسطيني، كان الأجدر أن توجه نحو هدف تحرير الأرض، وتحقيق الاستقلال .
    الحديث عن المصالحة هذه المرة، يأتي في ظروف مغايرة، قد تسهم في تصليب موقفي فتح وحماس من موضوع المصالحة . وقراءة هذه المتغيرات بعمق، لا تشجع على التفاؤل، بإمكان حدوث مصالحة فلسطينية، في هذه الحقبة بالذات، رغم جو التفاؤل، باقتراب نهاية حالة الانقسام، نتيجة للقاء الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن مع رئيس حركة حماس، خالد مشعل، بالعاصمة المصرية .
    وتكرر أيضاً، أن أطراف الصراع، ستتوصل إلى اتفاق على جدول زمني لبحث مسألة إقرار انتخابات المجلس الوطني، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي تآكل دوره السياسي، منذ قيام السلطة الفلسطينية، إثر اتفاق أوسلو ،1993 وفي سياق مناخات التفاؤل أيضاً، ذكر أن فتح وحماس، ستتفقان على حكومة وحدة فلسطينية، وأن تشكيلها سيعلن عنه مع بداية شهر مارس/آذار، الذي انقضى نصفه الأول من دون تباشير بالحل . جرى الحديث أيضاً عن تفعيل لجنة الحريات والمصالحة، وانتهى اجتماع مشعل وأبو مازن دون حسم أي مسألة مما هو مدرج على جدول أعماله، وتبخرت الآمال التي راودت المتفائلين .
    والمثير للاستغراب ما ورد عن انتخابات المجلس الوطني، الذي لا علاقة لحماس به، كونها لم تنضم تاريخياً، ومنذ تأسيسها إلى عضوية منظمة التحرير، وبالتالي لا علاقة لها بالمجلس الوطني، المظلة التي تنضوي تحت سقفها حركات المقاومة الفلسطينية الأخرى .
    والأغرب هو استحضار هذا المجلس، بعد أن اختفى عن الواجهة خلال العقدين الأخيرين، ولم يكن له دور سوى التصديق على قرارات التنازل، التي تبرمها السلطة مع الكيان الغاصب، وتسجيل الناخبين، عند كل دورة انتخابية .
    في هذا السياق يربط المتشائمون إمكان التوصل إلى حل سياسي ينهي الانقسام الفلسطيني بين مصطلحي “عملية التسوية” و”عملية المصالحة” . فالأول، يتعلق بالتوصل إلى حل سياسي بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” . ومضت على إطلاقه قرابة أربعة عقود، منذ قرار منظمة التحرير، التخلي عن الكفاح المسلح واعتماد الحل السياسي، سبيلاً إلى قيام الدولة المستقلة . والمعنى المضمر هو التخلي عن 80% من الأراضي الفلسطينية، وقد تآكلت ال 20% المتبقية، بفعل استمرار بناء المستوطنات الصهيونية، والمعابر والجدران العازلة . أما الثاني: مصطلح “عملية المصالحة”، فانتهى إلى ما انتهت إليه “عملية التسوية”، من حيث إن المفاوضات، التي استمرت برعاية مصرية في عهد النظام السابق، بإشراف اللواء عمر سليمان لم تفض إلى تقدم يستحق الذكر .
    والنتيجة المنطقية، أن الانقسام الفلسطيني، سوف يتواصل ما لم تتغير موازين القوة الإقليمية والمحلية بشكل دراماتيكي، بما يفرض على المتصارعين التنازل لمصلحة الوحدة .
    موازين القوة في هذه اللحظة بين حركتي فتح وحماس، لا تشير إلى تغير يستحق الذكر في مصلحة أحدهما على حساب الآخر . فالرئيس الفلسطيني أبو مازن، يملك ورقة الاعتراف الأممي بعضوية دولة فلسطين غير المكتملة بهيئة الأمم المتحدة . وهو إنجاز يعني اعتراف العالم، بدولة فلسطينية مستقلة، وإن لم تنل اعتراف المحتل الصهيوني . ويملك أيضاً، أنه الرئيس المعترف بمشروعية موقعه على الساحة الدولية . وهو أيضاً الرئيس الذي يحظى موقفه بتأييد معظم الأنظمة العربية . وخطه السياسي، الذي يعتمد على التسوية السلمية، هو ما يتسق مع ما أصبح متعارفاً عليه بالشرعية الدولية . وهو الرئيس المنتخب زعيماً لحركة فتح ولمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيساً للسلطة .
    أما حركة حماس، فإن أوراقها القوية، تتمثل في انتصارها العسكري الأخير، على العدو الإسرائيلي . وتتمثل أيضاً في العمق الاستراتيجي الذي حصلت عليه، بوصول الإخوان المسلمين، وهي التي تشكل أحد فروعه، إلى السلطة في مصر، إثر فوزهم برئاسة الجمهورية، ومن قبل ذلك بأغلبية الأصوات في المجلس النيابي المنحل . لكن أوراق الطرفين، تحمّلهما أعباء إضافية، تنال من حصة كل منهما .
    وقوة هذه الأوراق، تبدو محدودة جداً، وقابلة للنقصان، أكثر من قابليتها للزيادة . فاعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية منقوصة السيادة، سيكون من غير معنى، إن لم تتوقف عملية بناء المستوطنات، ومصادرة الأراضي من قبل الصهاينة . ولن يكون لهذا الاعتراف أي ثقل مادي إذا ما تآكلت مساحة الأرض التي يفترض إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عليها . أما الثقل الاعتباري لحماس، نتيجة وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر، فقد ارتد بالسلب عليها، بسبب اتهامها من قبل المعارضة المصرية، بالتورط في أنشطة مشبوهة لدعم حكم الإخوان، بل وبالتسبب في قتل عدد من الجنود المصريين في سيناء .
    إن الاتفاق على حل عملي لأزمة الانقسام، شرطه اللازم الاتفاق على برنامج سياسي مرحلي يقبل به الجميع، برنامج يؤمن تحقيق الحد الأدنى من الحقوق الوطنية . وبرنامج كهذا، ينبغي ألا يستبعد من أجنداته، مختلف السبل التي تؤدي إلى إنجاز حق الفلسطينيين في التحرر، بما في ذلك حق المقاومة المسلحة الذي كفلته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية .
    الحديث مجدداً عن تفعيل دور منظمة التحرير، سيبقى عدمياً، إن لم يتم على قاعدة الاتفاق على برنامج سياسي وكفاحي . وذلك ما لا يلوح في الأفق، بل إنه لم يطرح جدياً على طاولة الاجتماعات . لكل هذه الأسباب، تبدو احتمالات الحل بعيدة المنال، في ظل المناخات الإقليمية والمحلية الراهنة .

    مأساة في مأساة
    رأي البيان الإماراتية (عن سياسة إبعاد الأسرى)
    تصر إسرائيل في كل يوم على إثبات الحقيقة الراسخة، بأنها كيان قائم على انتهاك القوانين الإنسانية الدولية.
    فبالأمس قدمت اقتراحاً غريباً بإبعاد الأسيرين المضربين عن الطعام أيمن الشراونة وسامر العيساوي إلى خارج الأراضي الفلسطينية أو إلى قطاع غزة، وهو اقتراح لم يلقَ قبولاً من أحد، نظراً لما ينطوي عليه من ابتزاز سياسي نتيجة تدهور وضعهما الصحي بشكل خطير، فكان هذا الاقتراح مساومة رخيصة على آلامهم وحقوقهم غير القابلة للانتقاص، باعتبارهم أسرى حرب لهم حقوق محددة باتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، وبالإضافة إلى ذك فهم أسرى أعيد اعتقالهم بعد أن أفرجت إسرائيل عنهم في وقت سابق باتفاق شاليط، الذي رعاه الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الإقليمية، ولذلك فإن إعادة اعتقالهم من جديد يشكل نكوصاً عن التعهدات وتراجعاً عن اتفاق مبرم.
    وبصرف النظر عن موافقة الأسرى أو عدم موافقتهم على مثل هذا العرض فإنه في مطلق الأحوال عرض مناف للقانون الدولي الإنساني، كونه يخالف اتفاقية جنيف وفقاً للمادة الثامنة التي تقول إنه لا يجوز للأشخاص المحميين التنازل في أي حال من الأحوال جزئياً أو كلياً عن الحقوق الممنوحة لهم بمقتضى هذه الاتفاقية.
    وهنا فلابد من استعادة مأساة مبعدي كنيسة المهد المستمرة حتى الآن منذ أحد عشر عاماً، فمأساة هؤلاء تتفاقم كل يوم سواء منهم الذين أبعدوا إلى غزة أو إلى أوروبا.
    لقد فقد الكثير من المبعدين آباءهم وأمهاتهم دون أن يستطيعوا أن يلقوا عليهم نظرة الوداع الأخيرة بالإضافة إلى تشتت العائلات ونشوء الأبناء بعيداً عن آبائهم.
    ولا نبالغ إذا قلنا إن مرارة الإبعاد لا تقل مأساوية وألماً عن مرارة الاعتقال، بل ربما هي أقسى منها، ولنا الدليل في قصة المبعد إلى أوروبا عبد الله داوود، الذي عاد إلى مسقط رأسه في مخيم بلاطة بنابلس قبل عامين بعد أن فارق الحياة.
    يريد الأسرى المضربون عن الطعام العودة إلى بيوتهم وأولادهم وعائلاتهم، ولا يريدون مقايضة حريتهم بسجن معنوي كبير يحطم أرواحهم وأرواح عائلاتهم، فكأنهم يستبدلون السجن الأصغر بالسجن الأكبر.

    الى سامر ورفاقه.. لا أملك لكم سوى الدموع والدعوات
    عزة عزالدين(كاتبة من فلسطين) عن القدس العربي
    غدوت مستكينة الملامح، أحمل عبئا يقضُّ كرامتي، أشعر أنّ الخبز وموائد الطعام تحولا إلى غصة تمزقاني حتى النخاع الذي يُرسل أوامر إلى قلبي بالبكاء إثما على تناولي الوجبات الثلاث. لا أستطيع محاربة 'وذافة' أمعائي فأستكين لجوعي. أشعر بالإثم مجددا لحرب أمعاء سامر الخاوية ورفاقه، فأتقيأ ما أكلته،علني أقلّل من شعور الذنب والإثم داخلي. غدوت في دوامة مفرغة : أبتلع الطعام وأتقيأه. أزفر بغصة حارقة لضعفي الذي لا أستطيع سحقه، كأن أمنح لسامر ورفاقه رشفة حرّية تساوي ماء كبريائنا المراق، الذين كلما غدو معلقين أكثر بين موت وحياة، اقتربنا أكثر لموت محتّم لكل قيمنا وشعاراتنا الرنانة التي نطبّل ونصفّق لها ليلا ونهارا.
    قديما، كان الجوع كافرا، واليوم أصبح الجوع ثائرا، وناقما على شهوة الملذات دون مقبّلات الكرامة والحرية الإنسانية. قديما كان الجوع مُذلا لصاحبه واليوم هو قاهر لأعدائه، فاللهاث الإنساني الساعي وراء حقوقه المسلوبة، قادر على تغيير كل القواميس اللغوية وقلب ركودها. تغيّر هذا الوشم الفكري، وأصبح للقاعدة استثناءات، وتعددت الحروب وضروبها، فكيف ستحفل القواميس وموسوعة الأرقام العالمية بمعدات الأمعاء البشرية 'الحربية' التي إن 'صوصوت' لن تخور بل تثور.
    أقفُ على هضاب زفرتي الأخيرة، حين أرى العيساوي يشمُخ أكثر فأكثر، لتتقزّم قامتي أكثر فأكثر وتتوارى كلما شمخ. أُسلّم مفاتيح ضعفي وخنوعي وأزفر أكثر كلما تذكرت زفرة أبي عبد لله الصغير، آخر ملوك الأندلس وهو يقف على هضبة ليزفر 'زفرة العربي الأخيرة' والتي سميت تباعا بذلك، عندما سلم مفاتيح غرناطة. هل هضبته مازالت تعترض طرقاتنا، فلم نجسر بعد على تخطيها لكنه زفر حزنا وألما،عبد لله بكى يومها بحرقة، عزّ عليه الحجر والبشر وكل شيء. هو خسر ملكا، لكنّ زفرته التي دوّنها التاريخ، تومئ بأنه لم يخسر حياء الروح، وشعور الإنسان بالمصيبة، وهذا ما نفتقره نحن.
    المآسي والمشاهد المؤلمة التي يمارسها الاحتلال، تتحول مع الأيام إلى روتين نطوي به يومنا. أصبحنا نشرب قهوتنا ونحن نشاهد أخبار المجزرة، أو نقلّب بين القنوات بكل سهولة وذلك ببساطة لأن كثرة المساس تميت الإحساس. قد يتساءل أحدهم عن عدم خشوع الحراس في الحرم المكي، صحيح أنّ وظيفتهم تستدعي اليقظة، لكنّ ارتياد المكان يولّد نوعا من الرتابة والبلادة، ليتحول الخشوع إلى عادة قديمة لن يتقنوها بعد اليوم، كما يتقنها زائر يزور المكان المقدس للوهلة الأولى لنرى عينيه تبتهل بالدموع والدعوات.
    ارتياد الأخبار لمجرد تعبئة مواقع التواصل الاجتماعي ب 'ستيتوس' أو حالة عابرة، إضافة إلى وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، جعلتنا نعتاد على الخيبة والتبلُّد ولا نهتز لأي شيء. اعتدنا الخبر، فأصبح عابرا بل وقضايانا الجوهرية أصبحت كذلك مجرد 'ستيتوس' عابر يتغير كتغير خلفيات الكمبيوتر. بتُّ أشعر بحرقة كبيرة وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي مع الاعتراف بفضلها علينا كثيرا، لكنها 'مشكورة' حيث أنها أضافت على شجبنا واستنكارنا طينا أقصد لايكا وإشعارا نستخدمه لقلة الحيلة، وكنوع من الرضى النفسي وكوجه آخر لاستنكارنا وشجبنا، فمن لم يستطيع دعم الأسرى بيديه وفمه ولسانه، فليفعل ذلك ب 'بلايك' وذلك أضعف الإيمان.تغيرُ 'الستيتوس' بسهولة بمجرد حصول شيء عرضي يؤدي إلى تمييع قضايانا ويراهن على ذاكرتنا القصيرة الأمد واللحظية التي لا تتعاطى مع الخبر إلا في لحظته، كقضية سامر العيساوي التي لا تُتابع إلا في حال في وجود تطور جديد وخطير فقط.
    لا أملك سوى أن أضع يدي على قلبي المتسارع النبضات، كلما سمعت تردي حالة العيساوي، أبتلع ريقي بغصّة وأتناول بعض الماء، أقرأ الرسائل اليومية التي ترد من محاميه، ألتقط أنفاسي حين أسمع استقرارا في حالته. اصمد يا عيساوي لأجلنا، كيف سنغسل أيدينا من عجزنا وعارنا وتقصيرنا إن رحلت لتحيا؟! ماذا بوسعي أن أُجيب رفيقك الأسير قعدان، حين كتب لأسرته رسالة يقول فيها: أُهديكم جوعي وبعضا من دموعي.
    لا أحمل لكم في جعبتي سوى الدعوات، بعضا من أمنيات واستنكارات زدتُ حشدها بمزيد من اللايكات والإشعارات على الفيس بوك. غدت المواقع الاجتماعية تشعرني ببؤس الواقع أكثر، تزعجني طريقة بعض 'الفيسبوكيون' الذين يتعاملون مع بعض القضايا الإنسانية والجوهرية كمجرد 'ستيتوس' لا غير لاستدرار العطف طعما لجمع اللايكات، فأتمنى أن أركل أحدهم ركلة بلوك 'تجيب آخره'، ذلك الذي يضع صورة لأسير لمجرد أن يحشد عليها 'لايكات' ويقول: إذا بتحبوا الأسير الفلاني، أو الرسول عليه السلام،ووو.. 'لايك بليز' للصورة، كما تسولت عدة قنوات عربية مساعدات باسم دماء الشهداء، ولم يصل شيئا منها لأسر الشهداء.
    أتساءل عن العديد من مواقع التواصل الاجتماعي التي شاركتُ فيها، وكانت تحت مسمى دعم الأسرى أين ذهبت وتبخّرت؟!..هكذا نبقى نؤجل أو ننسى قضايانا نظرا لذاكرتنا 'الكنتاكية' والقصيرة المدى. فقضية العيساوي لم تحظى بهذا التفاعل والزخم سوى لحظيا، ونبقى ننتظر ونؤجل سواعدنا 'ليوم الله بيعين الله'، حتى أضحى الأسير بين الحياة والموت. فالنصائح والعبر لا نأخذها ولا نبتُّ فيها سوى بعد حدوث المصائب، مع أنّ النصيحة بعد المصيبة مثل صرف الدواء لشخص متوفي. لكنّ العتب على ذاكرتنا القصيرة الأمد ونظرتنا الآنية التي غدت عقليتها 'فيسبوكية' تماما. لذلك يقال للأسف بأن الألم الذي لا نتعلم منه نستحقه مجددا، وهذا ما يحدث في كل مرة.
    الفيس بوك، والذي كان له الفضل في تفجير ثورات الربيع العربي، كان يمكن لو استخدمناه استخداما مدروسا أن يساهم في تفكيك بعض من قيد الأسرى أو على الأقل أن يُلقي الضوء على حالتهم بشكل يُولّد حشدا ليس شعبيا فقط بل وعالميا لو تم دعم المواقع ومتابعتها إعلاميا بلغات عدة، فنحن غدونا في قرية صغيرة كل منا يسمع 'عطسة' الآخر.
    حالتي لهذا اليوم : 'أكرهك عزيزي الفيس بوك، لإنك تعزّز لي واقعي وتأسس لقناعة داخلي بأن التطور في أشكال التواصل لن يغير في أنفسنا شيئا، ما لم نتغير من الداخل..حضرتك، أصبحت أرضية أخرى لتعزيز انقسامنا، ودكتاتوريتنا في التعاطي مع الآخر، وبلوك فوري لمن أخالفه الرأي فقط حتى من قبل بعض المثقفين 'المعروفين'. الحمد لله، 'البلوك' أهون من البوكس على أرض الواقع، عدا عن لايكات واشعارات إضافية كنوع من بهارات هندية لشجبنا واستنكارنا وكإنو مش ناقصنا استنكار لمجرد الاستنكار.
    كيف نطلب العون من الخارج ونحن لا نعين أنفسنا؟! ما لم تكن فينا الرحمة فكيف ننتظرها من الخارج؟ في رسالة موجعة بعثها الأسير المقدسي حسام زهدي شاهين إلى الأديب الفلسطيني محمود شقير، يطالب حسام بحقه بأن يمارس نداء الطبيعة بأن يبول...هذا الحق الذي يمتهن المحتل به كرامته كثيرا، تمنى حسام أن يبول من عينيه، اعتراف مؤلم يجعلنا نصغر أكثر أمام أنفسنا. قرأت رسالته بحرقه، ضغطت بطريقة خجولة على لايك وهربت خجلة من ضعفي.
    أمارس عجزي مجددا لتقصيري وقلة حيلتي تجاه الأسرى...بت أخجل من كل شيء حتى من الكتابة التي أشعر أنها تُبرّد قلبي قليلا أحيانا ، أو أنها تُبقي الجرح مفتوحا وحيا دون أي سعي لتضميده. بتُّ أهرب من مصافحة الفيس أو التويتر وحتى التلفاز لكي لا أشعر بعجزي أكثر، ولكي لا أصاب بصداع وأنا أقرا النشرة الفيسبوكية لبعض الأصدقاء، منهم من هو مشغول بجوعه العاطفي فقط لا غير دون التفاعل مع قضايا أخرى، وآخر منهمك بجوعه الجنسي الذي يلبسه رداء الأدب، فيحلو للأدب ما يحلو لغيره من كلمات مبتذلة وصور 'عارية' -إنها من الفن وتعبّر عن عري الروح أيتها 'المعقدة'، لماذا تقيّدين روح الإبداع؟!.
    اطمئني، سامر ورفاقه مازالوا بخير، هم يسألوننا إن كنا بخير!!! أتفاءل وأخبر من حولي أني بخير طالما هم كذلك، أمارس بعضا من الخيال كي لا أشعر بالفظاظة التي تفرضها علي الأشياء. أرجوكم تمسكوا بالحياة، أخجل أن أقول لكم 'عيشوا لأجلنا'، لكي نحافظ على احترام أنفسنا وهيبة كرامتنا. سامر ورفاقه.. أرجوكم اصمدوا لأجل إخوانكم الأسرى إن لم يكن لأجلنا، فحياتك يا سامر تساوي حياة الأسرى، إن نجح صمودك سيكون هذا باب أمل للأسرى الذين يستطيعون تحرير أنفسهم ليس بأسنانهم أو أيديهم بل بحرب أمعائهم الخاوية الضروس، إذن هي حرب إرادة ومصير قضية مستقبلية وتحدى كبير يؤرق الاحتلال.
    أما نحن فأصبحنا نتفنن في امتلاك أنصاف الأشياء: نصف حياة، نصف موت، نصف حل، نصف حلم، نصف أمل، نصف عمل، نصف تصريحات، نصف دعم في التعاطي مع قضايانا الجوهرية. لكن، هل نصف شربة تروي ظمأنا، أو نصف طريق لدعم الأسرى يوصلنا إلى شيء؟ النصف هو فشلنا، وعجزنا الذي يساوي نصف حياة لا أكثر.
    فليسامحني الأسير قعدان... لا أملك للرد على رسالته سوى الدموع، الدعوات، وللأسف 'اللايكات والإشعارات'والمجد.

    فصل في محنة الفلسطينيين بمصر
    فهمي هويدي غت السفير(يشكك في الإتهامات بحق حماس حول الإضرار بأمن مصر)
    لا يمكن أن يكون الذي يحدث في مصر للفلسطينيين مجرد مصادفات، ولا يمكن أن يتم بحسن نية، وإنما هو في أحسن فروضه من مخلفات مرحلة رفضها وثار عليها شعب مصر.
    (1)
    يوم الخميس الماضي 14/3 نشرت صحيفة «الشروق» على الصفحة الأولى خبراً خلاصته كما يلي: تم اعتقال خلية فلسطينية من سبعة أفراد قدموا من دمشق، وكانوا قد قضوا في إيران بعض الوقت، ثم دخلوا إلى سوريا بدون تأشيرة. وقد اشتبه فيهم ضابط الجوازات، فاستدعى فرقة التأمين. وأثناء تفتيش حقائبهم اكتشف رجال الأمن وجود رسم «كروكي» لمنشآت مصرية سيادية. فتم نقلهم إلى جهاز الأمن الوطني، حيث عثر بحوزة أحدهم على ملف ورقي به بعض صور لمؤسسات حيوية وعسكرية في مصر، بجانب حيازته أوراقاً مدونة بخط اليد عن كيفية تصنيع المتفجرات والتدريبات العسكرية، إضافة إلى مخططات إرهابية تستهدف تفجير بعض المنشآت في مصر. وقد اعترفوا في التحقيق معهم بأنهم كانوا يعتزمون القيام بعمليات تخريبية رداً على هدم الجيش للأنفاق «السرية» في غزة، وقد تم إطلاق سراح أولئك الأشخاص «بدون إبداء الأسباب». في اليوم نفسه كانت القصة هي الخبر الرئيسي على الصفحة الأولى لجريدة «الوطن» تحت العنوان التالي: الرئاسة تضغط للإفراج عن 7 فلسطينيين بعد ضبطهم وبحوزتهم خرائط لمواقع سيادية. وجاء في الخبر ما يلي: كشفت مصادر سيادية رفيعة المستوى أن مؤسسة الرئاسة مارست ضغوطاً شديدة على المخابرات الحربية لمنع تسرب أي معلومات بشأن القبض على 7 فلسطينيين في مطار القاهرة تبين أن بحوزتهم صوراً ورسومات لأماكن حيوية تخص القوات المسلحة. وأضافت تلك المصادر أن ضغوط الرئاسة استهدفت الإفراج عن المتهمين وترحيلهم إلى غزة عبر معبر رفح. وأشارت إلى أن السبعة دخلوا إلى مصر عبر الأنفاق أكثر من مرة وتلقوا تدريبات في «كتائب القسام» قبل أن يتلقوا تدريبات أخرى على القتال في إيران بواسطة المخابرات والحرس الثوري.
    أهم إضافة لجريدة «الوطن» أنها نسبت الكلام إلى «مصادر سيادية» ولم توجه الاتهام بالتخريب إلى الفلسطينيين السبعة فحسب، وإنما وجهته أيضاً إلى الرئيس محمد مرسي الذي وجه بتدخل الرئاسة وممارسة ضغوطها الشديدة للإفراج عنهم وإعادتهم إلى غزة.
    (2)
    في يوم الخميس ذاته نشرت صحيفة «المصري اليوم» الخبر على صفحة داخلية بصيغة أخرى، فذكرت أن سلطات مطار القاهرة قررت إطلاق سراح الفلسطينيين السبعة، الذين ألقي القبض عليهم بعدما عثر معهم على خرائط وصور لمنشآت، بعد التأكد من سلامة موقفهم عقب التحقيق معهم.
    وأوضح مصدر أمني بالمطار أن الفلسطينيين لم يحصلوا على تأشيرة خروج من السلطات السورية، وهو ما دفع رجال الأمن إلى فحص أوراقهم بدقة.
    واكتشفوا مع الأوراق صوراً ومصحفاً إيرانياً (!) وشكوا في أن الصور تخص منشآت مصرية. وحين أبلغ جهاز الأمن الوطني بالواقعة وتم فحص المتعلقات تبين أن الصور تخص بعض المنشآت في غزة وإيران، وأنهم غير ضالعين في أي أعمال تخريبية بمصر.
    ما ذكرته «المصري اليوم» ردده في الوقت ذاته بيان لمركز «أمد» الإعلامي الفلسطيني، الذي ذكر أن سلطات الأمن الوطني بمطار القاهرة أفرجت عن الفلسطينيين السبعة ونفت مصادرها ما نشرته بعض المواقع الإخبارية عن ضبط هؤلاء الأشخاص وبحوزتهم خرائط وصور لبعض المنشآت الحيوية والسيادية بمصر، مؤكداً أنه لم يعثر معهم على أي مستندات يمكن أن تضر بالمصالح المصرية، وإنما كل ما حملوه من أوراق وصور كان خاصاً بهم. كما لم يثبت تورطهم في أي أعمال إرهابية أو تخريبية داخل البلاد.
    (3)
    بعد يومين من هذه الفرقعة التي لا تحـتاج إلى تعلـيق. نشرت مجلة «الأهرام العربي» يوم السبت 16/3 ما اعتبرته انفراداً مثـيراً، ادّعت فـيه أنـها كشفت فيه عن أسماء ثلاثة فلسطينيين من قيادات حركة «حماس» وغزة، واعتبرتهم مسؤولين عن مذبحة رفح الشهيرة التي قتل فيها 16 ضابـطاً وجنـدياً في شهر رمضان من العام الماضي (2012) ـ وذكرت أن الثلاثة هم أيمن نوفل القيادي بـ«كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» ـ محمد إبراهيم أبوشمالة وشهرته أبوخليل، وهو من قياديي الـصف الأول بالحركة ـ رائد العطار مهندس ومخطط ومنفذ عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلـعاد شاليط، (وصفته المجلة على غلافها بأنه رأس الأفـعى الحمساوية (!).
    في التقرير نقطتان، أولاهما أن حركة «حماس» هي التي قامت بالعملية، انتقاماً من الجيش المصري بسبب قيامه بهدم الأنفاق الموصلة إلى غزة، والثانية أن رئيس تحرير المجلة ذكر أنه اتصل بمسؤولي المخابرات العامة المصرية وجهاز الأمن القومي، وتأكد من صحة المعلومات المنشورة.
    حين وقعت على هذا الكلام اتصلت هاتفياً بالدكتور موسى أبومرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، فقال إنه كلام مكذوب بالكامل، وإنه على اتصال مستمر مع مسؤولي الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، ولم يسمع من أي منهم أية إشارة من هذا القبيل، وأضاف إن «حماس» كانت أول من أدان العملية واستهجنها، وأنها أبدت استعداداً للتعاون مع الجهات المصرية المعنية في كل ما تطلبه منها خاصاً بسير التحقيق.
    من جانبي أجريت اتصالات بهذا الخصوص مع بعض المسؤولين المعنيين بالموضوع، وقيل لي صراحة أن لا علاقة لهم ولا علم لهم بالكلام المنشور ولم يرجع إليهم أحد في صدده.
    وفي الوقت الذي جرى فيه الترويج لهذه القصة، أتيح لي الإطلاع على وثيقتين مزورتين على مشاركة حركة «حماس» في الدفاع عن الرئيس مرسي و«حركة الإخوان» في مصر. الأولى مكتوبة بسذاجة وركاكة، وهي عبارة رسالة «سري وعاجل جداً» موجهة من قائد كتائب القسام في غزة تاريخها 12/1/2013. موجهة إلى الإخوة المجاهدين في قطاع غزة. وموضوعها هو: «إعداد كشف بعدد 500 مجاهد من قبل الإخوة المعنيين»، وفى النص توجيه من قائد الكتائب لقادة الألوية بالقطاع يقول فيه: نرجو منكم إعداد كشوفات بأسماء عدد الإخوة المجاهدين لديكم، مع الأخذ بعين الاعتبار عنصر السرية. وذلك لما تتطلبه المرحلة الراهنة من تحديات تجاه إخواننا في مصر الشقيقة. وبناءً عليه تقرر تكليفكم بتحضير أسماء عدد من المجاهدين، بحيث يلتزم جميعكم فقط بـ500 مجاهد من كل لواء في قطاع غزة، وذلك للضرورة لمساندة الإخوة في مصر الشقيقة في ظل المحنة التي يعيشونها ومحاولات فلول العهد البائد للعودة إلى الحكم، ونتمنى منكم، كما تعودنا عليكم، أن يبقى هذا العمل في سرية تامة للمصلحة العليا، وانتظار اجتماع عاجل لتسهيل سفر الأشخاص المرشحين من قبلكم، وآليات إبلاغهم بالتعاون من دون لفت الأنظار. وبارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم ـ أدامكم الله لخدمة المشروع الإسلامي واستمرار نهج الجهاد والمقاومة.
    الوثيقة الثانية عبارة عن تقرير تحدث عن خلاصة اجتماع عقد بالقاهرة في 11/1/2013 بين نائب مرشد «الإخوان» خيرت الشاطر وقائد كتائب «القسام» في غزة مروان عيسى، واستهدف ترتيب استقدام عشرة آلاف عنصر من القسام للتحسب لأي طارئ في مصر، مع حلول ذكرى «25 يناير». ذكر التقرير أنه في يوم الخميس 24 «يناير» دخل إلى مصر سبعة من قادة حركة «حماس» من خلال معبر رفح، وفى الوقت نفسه دخل عبر الأنفاق 500 عنصر وكميات كبيرة من السلاح أغلبها معدة للقنص، وفى يوم الجمعة 25/1 قام مروان عيسى قائد القسام بتجهيز ثلاثة آلاف دخلوا عبر الأنفاق إلى مصر قبل صلاة فجر السبت 26/1 ـ وفي مساء اليوم ذاته ادخل إلى مصر سلاح «آر بى جيه» بسيارات وباصات تحمل أرقاماً ديبلوماسية ـ وفي اليوم نفسه تم إدخال كميات كبيرة من السيارات والسلاح من ليبيا إلى الأراضي المصرية. وقد تم تزويد عناصر القسام بزي خاص قريب من زي الجيش المصري، وتلك العناصر التي زودت بسيارات رباعية الدفع أغلبها ادخل من ليبيا والسودان وتمركزت في أغلب محافظات مصر، وبخاصة في السويس والقاهرة والإسماعيلية. وقد أنشأت «كتائب القسام» غرفة عمليات مركزية في رفح المصرية وفى سيناء من أجل إمداد العناصر المشاركة في الأحداث بالذخيرة.
    وتضمن التقرير قائمة طويلة بأسماء الفلسطينيين الذين قيل إنهم اشتركوا في حملة «قنص المصريين».
    في التعليق على الوثيقتين قال الدكتور أبو مرزوق إنه لا هدف لها سوى الوقيعة بين مصر و«حماس» في غزة. إنه لم يثبت حتى الآن أن فلسطينياً كان له دور في الاضطرابات التي حدثت في مصر، وكل ما قيل في هذا الصدد لا يخرج عن كونه ادّعاءات روج لها الإعلام ولم تثبت صحتها.
    (4)
    حين يطالع المرء هذه المعلومات لا بد أن يستحضر حقيقة أن ثقافة المرحلتين الساداتية والمباركية تبنت موقف العداء للفلسطينيين عامة والخصومة لحركة «حماس» بوجه أخص. وفى ظل ذلك العداء اعتبر الفلسطينيون «أجانب» وتم إلغاء كل مظاهر الدعم الذي قدم إليهم في المرحلة الناصرية في العمل والإقامة والتعليم (كانوا يعاملون معاملة المصريين في مراحل التعليم المختلفة). ورغم أن الفلسطينيين يشكلون أقل الفئات العربية المقيمة في مصر (عددهم في حدود 100 ألف، في حين أن السودانيين خمـسة ملايين)، فإن حـظهم هو الأسوأ في المعاملة، فهم ممنوعون من التملك والتجارة (إلا للمتزوج من مصرية منذ 5 سنوات)، كما أن وثيقة السفر المصرية التي تمنح لهم لا تسمح لهـم بدخول البلد من دون تأشيرة. بل إن الفلسطيني المقيم حامل رخصة قيادة السيارة لا يسمح له بتجديد الرخصة إلا بعد المرور على الأمن، وبعد مضي شهر من تقديم الطلب. أما العنت والمهانة التي يعاني منها الفلسطينيون الراغبون في الذهاب إلى غزة فحدث فيها ولا حرج.
    في عهد عبدالناصر كانت مصر «الشقيقة الكبرى» عوناً وسنداً للفلسطينيين كافة. وحين تصالح السادات مع إسرائيل انقلب عليهم وأصبح الفلسطيني متهماً وغير مرغوب فيه. ولما صار مبارك «كنزاً استراتيجياً» لإسرائيل استحكمت خصومته لفصائل المقاومة، وفى مقدمتها حركتا «حماس» و«الجهاد». وخلال هذين العهدين تشكلت طبقة سميكة من البيروقراطيين والسياسيين والإعلاميين عبرت عن السياسات المتبعة. وهؤلاء لم يختفوا بعد الثورة. ولكنهم لا يزالون على مواقفهم ويمارسون ضغوطهم، وفي أجوائهم تلك نشط جهاز الأمن الوقائي في السلطة الفلسطينية الذي لم يكف عن محاولة الإيقاع بين «حماس» وبين السلطة المصرية الراهنة، تصفية لحسابات قديمة وخشية انحياز «الإخوان» لها، مما يؤدي إلى تغيير موقف القاهرة الذي كان دائم الدعم لها في ظل العهد السابق، وقد قيل لي إن وثيقة تسفير رجال إلى مصر لدعم «الإخوان» تسربت أصلا من وثائق الأمن الوقائي في رام الله.
    هذه الخلفية تسوغ لنا أن نقول بأن الذين يسـعون إلى شيطنة الفلسطينيين وإيغار الصدور ضد «حماس» لا يعبرون عن مصر الحقيقية «الشقيقة الكبرى»، ومن ثم فإنهم لا ينطقون باسمنا، ولكنهم جزء من «الفلول» الذين تآمروا على شعب مصر ولا يزالون عبئاً على ثورته.


    فلسطينيو 1948: خطة فاشلة لاجتثاث الشعب والأرض
    اوكتافيا نصر عن النهار اللبنانية
    وُجِدت الجليل قبل النصوص القديمة وكل الكتب المقدّسة. تأخذنا القيادة عبر الطرق المتعرّجة في قرى الجليل ومدنها في رحلةٍ عبر تاريخ أرض وشعبها. وقد انفتحت عيناي على الواقع عندما زرتها أخيراً في رفقة المؤرّخ الفلسطيني جوني منصور الذي لفت انتباهي طوال رحلتنا إلى الأدلة الوافرة على ما يسمّيه هو وباحثون آخرون، الخطة الصهيونية القديمة لـ"تهويد" مختلف جوانب الحياة الفلسطينية بإزالة أكبر قدر ممكن من رموز فلسطين العربية واستبدالها بالوجه الجديد لإسرائيل وسكّانها اليهود الأوروبيين في معظمهم الذين هاجروا إليها بعد عام 1948. يقول منصور "إنها ممارسة خطرة ومدروسة جيداً". فإلى جانب طرد العرب أو حشرهم في مناطق وأحياء معيّنة، تقوم هذه الخطة على تغيير أسماء الأماكن من العربية إلى العبرية، واقتلاع أشجار الزيتون، واستبدالها بأنواع الأشجار الأضخم والأكثر اخضراراً التي "تحاكي أجواء الوطن الأم بالنسبة إلى الأعداد الكبيرة من اليهود الأوروبيين الذين هاجروا إلى إسرائيل". ويوضح منصور ان هذا كله بدأ بعد إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 وهو يستمرّ حتى يومنا هذا.
    والنتيجة هي خيانة للطبيعة في ذاتها. إنها تولّد إرباكاً من حيث ما كان موجوداً من قبل، وما اقتُلِع من المكان، وما زُرِع بدلاً منه. لا شك في أن الطبيعة أصبحت أكثر غنى واخضراراً، لكن هويّتها الحقيقية ضاعت في السياسة اذ يتنازع الافرقاء على من كان هنا أولاً ومن هم السكّان الأصليون الحقيقيون. يعلّمنا التاريخ الحقيقة الآتية: لا يهم من كان هنا أولاً أو من غزا الأرض ومتى. الأهم، في الجانب الأكثر براغماتية، هو الحاضر ومن ينتمي فعلاً إلى الأرض ومن هو متجذّر فيها في مقابل من زُرِع فيها. في حين أن التاريخ يُعيد نفسه، يعلّمنا أيضاً أن الأمور تتغيّر باستمرار، ولا شيء يبقى هو نفسه إلى الأبد.
    يشكّل العرب اليوم نحو خمسين في المئة من السكّان في شمال إسرائيل. كما أنهم يمثّلون عشرين في المئة من مجموع السكان. تشير كل البحوث إلى أن أنهم يتّجهون نحو التساوي في العدد مع اليهود، وقد يتفوّقون عليهم في المستقبل، الأمر الذي يسبّب قلقاً كبيراً لإسرائيل. المستوطنات في الجليل واقعٌ، لكنها لا تتمتّع بالنفوذ نفسه الذي لتلك القائمة في الضفة الغربية أو القدس. فهذه المستوطنات محاطة بقرى ومدن عربية ناجحة ومزدهرة لا تزال تنمو بوتيرة مطّردة. ينشط عدد كبير من الفلسطينيين في بناء المنازل في قراهم وبلداتهم، حتى إن بعضهم يختار العيش هناك ويتنقل إلى المدينة ذهاباً وإياباً بداعي العمل. من جهة أخرى، لم يعد لدى إسرائيل عدد كافٍ من المستوطنين كي تُسكنهم في الجليل. تكثر اللافتات التي تشير إلى مختلف أنواع الحسومات والعروض، وتكاد تتوسّل الناس لشراء منازل في المستوطنات الجديدة. من الواضح أن إسرائيل بلغت الحد الأقصى من حيث اعداد اليهود الذين تستطيع إغراءهم للعودة إلى إسرائيل والسكن في هذه المستوطنات. والجليل خير مثال على ذلك: أراضٍ شاسعة تكفي جميع الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم، لكنها خالية في الوقت الحالي بانتظار تسوية ما، وقد يطول الانتظار...
    علمّني عرب 1948 درساً: أذعن أسلافهم للسيطرة الإسرائيلية على أرضهم. أصبحوا مواطنين إسرائيليين ليس بخيار منهم، في حين تحوّل معظم الفلسطينيين الآخرين لاجئين في البلدان المجاورة. ناضلوا من طريق البقاء في أرضهم وحمايتها. قاوموا من خلال الحفاظ على لغتهم العربية وهويتهم الفلسطينية على رغم كل المحاولات لطمسهما. إنهم يتسلّحون بصبرهم وعزمهم.
    لعلّ وجودهم في الداخل منحهم الصفاء الذهني اللازم للتفكير والتصرّف بطريقة مختلفة. لا يقلقون في شأن "العودة" لأنهم لم يغادروا أرضهم قط. والجنسية الإسرائيلية هي ورقة رابحة في أيديهم، لأنها تتيح لهم العمل من داخل المنظومة، ويكفي أنهم موجودون وأنهم ينمون ويزدادون عدداً، بما يجعلهم يتحوّلون تهديداً لا يستهان به إلى جانب التهديدات الكثيرة التي تطرحها المقاومة العسكرية أو السياسية.
    لا تفرض إسرائيل الخدمة العسكرية الإلزامية على سكّانها العرب، وهذا أكبر مؤشّر لعنصرية الدولة الإسرائيلية حيالهم. كما أن معظم العرب لا يخدمون في الجيش الإسرائيلي، وهذا مؤشّر واضح لكون الغالبية الكبرى من العرب في إسرائيل لم تخسر هويتها الفلسطينية الحقيقية. حتى أنني قد أقول إنهم لا يزالون الأكثر أصالة وتركيزاً على الهدف بين جميع الفلسطينيين، لأنهم مكثوا في أرضهم فيما يخوض الآخرون نضالاً للعودة منذ أكثر من ستين عاماً.
    في الظاهر، أو بالنسبة إلى الناظر من الخارج، قد تبدو الحياة كأنها تسير كالمعتاد، ولكن لا يزال العرب الإسرائيليون، في أعماقهم، يرون أن إسرائيل هي المحتل، ولا تزال إسرائيل تعاملهم على أنهم خاضعون للاحتلال.


    اليهودى الغامض بسلامته
    باسم يوسف عن الشروق المصرية
    إنت عارف أنا بتكلم عن مين. عن اليهودى الكاره للإسلام الحاقد على الدين الذى يكيد لنا طوال الأسبوع ويسبك لنا المؤامرات فى الويك إند واحنا بسلامة نية وسذاجة وعبط، بنقع فى كل المخططات الخبيثة بتاعته. فكل مشاكل العالم الإسلامى سببها هذا اليهودى الذى يلعب بمقدراتنا ومصائرنا زى البلاى ستيشن بالضبط.
    الموضوع ليس قاصرا على بحر المؤامرات اليومية الذى أغرقنا فيه أنفسنا واستكنا فيه إلى نظرية المؤامرة من أول بروتوكولات حكماء صهيون، إلى ضياع فلسطين، إلى طابور الصباح اليومى الذى يتجمع فيه أعداء الإسلام ليقرروا «هاه! حنعمل إيه النهارده عشان نعكنن على المسلمين؟». فالموضوع منتشر ومتشعب فى تاريخنا الإسلامى. حتى إذا أردت أن تناقش حكم أحد الخلفاء وخاصة فى أوائل عصر الخلافة من منظور موضوعى وحاولت أن تنتقده كسياسى بدون الانتقاص من قدره كصحابى جليل للرسول الكريم فإنك تواجه بنفس التبريرات من عينة إنها فتنة أو أن هناك يهوديا واقفا فى آخر الشارع هو السبب فى كل ده.
    لذلك تجدهم يتجنبون الكلام عن سيرة الصحابة والمسلمين الأوائل فيما يخص حياتهم كبشر لهم أخطاؤهم كباقى البشر. فمثلا هناك تعمد لعدم الكلام عن الفتنة الكبرى أو مناقشتها. فهذا يضع الإسلاميين فى حرج عظيم. إذ كيف تقاتل أصحاب الرسول وحملة القرآن ووضعوا المصاحف على أسنة الرماح واستخدموا الدين لخداع بعضهم البعض بل وقتلوا اهل بيت رسول الله؟ كل هذا فعله من عاصروا النبى الكريم ولكنهم لأنهم بشر غير معصومين من الخطأ فقد أساءوا استخدام الدين فى السياسة.. فما بالك بمن يتشدق بالمشروع الإسلامى الآن، هل هم أحسن من صحابة الرسول؟
    إن تاريخ الخلافة الإسلامية ملىء بالأخطاء والتجاوزات لأن من قام بها بشر ومن اقترفها بشر. لذلك حين نناقش هذه الأخطاء فنحن نهدف إلى التعلم منها وعدم تكرارها. ولكن المتأسلمين لا يريدون ذلك. بل يفضلون ان يكفوا على الخبر ماجور حتى يصدروا لك هذه اليوتوبيا المسماة بالخلافة. أليس هذا هو الكارت الانتخابى الفائز دائما؟
    لذلك فيجب الاحتفاظ بقدسية زائفة وغض الطرف عن الأخطاء، لأنهم لن يستطيعوا أن يتاجروا بالدين ويوعزوا إلى الناس أن حامل كتاب الله المتدين هو الحل، لأن هناك من كانوا أفضل منهم وتسببوا فى فتنة وقتل وتقسيم الناس إلى سنة وشيعة.
    طب نحل الموضوع ده ازاى؟
    الحل هو إلقاء كل اللوم على اليهودى اياه. هناك دائما هذا اليهودى الموجود فى كل قصص تراثنا المتسبب فى كل المصايب، كأنه كتب على أمتنا أن تساق على هوى الآخرين، وكأن أصحاب رسول الله الذين فتحوا مشارق الأرض ومغاربها، لم يتمتعوا بالفطنة والذكاء والدهاء الكافى الذى يحميهم من مؤامرة أى يهودى معدى فى السكة. هذا اليهودى مازال موجودا إلى اليوم. قاعد فى اوضة ضلمة، بيخطط عشان يوقعنا فى بعض واحنا طيبين وسذج وعلى نياتنا. هو نفس اليهودى اللى بيتحداك تلم مليون واحد بيصلوا الفجر على صفحتك على الفيس بوك، هو اليهودى الذى بيتآمر علينا لتقسيم الوطن وإثارة النزاعات والحروب الطائفية واحنا كويسين وطيبين وعدانا العيب. فإلقاء اللوم على هذا اليهودى وتصوير المسلمين ككائنات سلبية يسهل التلاعب بعواطفهم وعقولهم أفضل من الاعتراف بأخطائنا. أسهل من الاعتراف انه ليس بالضرورة ان كل من يتكلم باسم الدين يملك الحق المطلق.
    انا لا أنكر وجود أيديوليجيات وأفكار ومخططات تحكم مصالح الدول. ولكن إلقاء اللوم دائما على هذه المخططات كأننا ولا احنا هنا، هو إهانة لنا ولتاريخنا ولعقليات جميع العرب والمسلمين الذين فى يوم ما حكموا جزءا لا بأس به من العالم. ولكن مع انحطاط الأمم يركن الناس إلى الاستكانة إلى نظرية المؤامرة ليشعروا بالرضا عن أنفسهم. بل وليس عندهم مانع ان يعيدوا صياغة التاريخ لخدمة هذا الفكر المنهزم.
    تابع تطور قصة اليهودى فى تاريخنا القديم والحديث، فإن لم تجد اليهودى فهناك المخطط الصهيوانجلوتوراتى (والله العظيم بيقولوا كده). وأكيد أكيد خصومك السياسيين اللى من جنسيتك ودينك موالسين معاه. ما أحلاها من شماعة ترمى عليها فشلك. الإعلام، المعارضة، جبهة الإنقاذ، الثورة المضادة، الفلول (اللى كانوا معانا امبارح). كل هؤلاء صور عصرية لتطور اليهودى السوبر الذى يكيد لديننا وأمتنا.
    فاذا سألك الناس: فين يا عم الوعود والأحلام والإنجازات المزعومة؟ فالحل جاهز والتبرير جاهز.
    حسك عينك تقول المشروع الإسلامى فشل (مع إن ماكانش فيه مشروع إسلامى أصلا) إياك تقول إن تطبيق الشريعة ماينفعش (مع أنك متضارب ومتخبط فى معانى ووسائل تطبيق الشريعة) فهناك دائما المسئول عن فشلك الذى يمكن أن تصدره للناس بدلا من الاعتراف بالخطأ وكشف وهم يوتوبيا الخلافة التى لم تكن أبدا موجودة، ولكنها كانت تجربة انسانية غير مقدسة تحتمل الصواب والخطأ.
    اليهودى موجود، ارمى عليه.. وريح نفسك.
    ويقال ان اليهودى ده عضو مؤسس فى جبهة الإنقاذ وهو السبب فى كل اللى بيحصل فى البلد.
    منكم لله خربتوا البلد.

    نضال قانونى لإنهاء الاحتلال الصهيبى
    عزت القمحاوي عن المصري اليوم
    بسبب غياب أى تكذيب رسمى لما نشر عن لقاء محمد مرسى بضباط الأمن المركزى، سأضطر إلى اعتبار ما نقل عنه حقيقة، عندما اعتبر أن الشرطة كانت فى القلب من العبور الثانى فى ثورة 25 يناير لأن الثورة قامت يوم عيد الشرطة!
    لا يوجد سبب يجعلنا نعتقد أنه كان يمزح أو يسخر من الشرطة، فالمزاح ليس من شيم الإخوان ولا السخرية من الشرطة فى مصلحتهم. السخرية ابنة الوعى وهى سلاح الشباب الذى اختار الموعد للاحتجاج على الشرطة فى يوم عيدها، ولكى يوضح المسافة بين الشرطة الوطنية التى قاومت الإنجليز والشرطة التى تقتل وتعتقل وتدبر مؤامرات، ولكى يقول إن بطولة الأجداد لا تمسح جرائم الأبناء والأحفاد إن أجرموا.
    الاحتمالات الأخرى للقول العجيب أفضلها أن الرجل وجماعته لم يعرفوا شيئاً عن الثورة، لأنهم لم يكونوا ضمن حراكها، ولم يكن لديهم الوقت لاستيعابها بعد تنحى مبارك، لأنهم انشغلوا بمصادرة الغنيمة. ولابد من القول كذلك إنهم استفادوا من لطف القوى المدنية التى تقبلتهم قبولاً حسناً وثبتتهم فى سجل الثورة فإذا بهم يخلعون الجميع.
    كثيرون رفعوا ثورتنا فوق الثورة الفرنسية، وهذا سيكون صحيحاً إذا نجحت ثورتنا فى تحقيق مبادئها، لأن الفرنسية قامت على مبادئ زرعها مفكرو التنوير، وقامت ثورتنا على غضب الشباب وعدد من نظيفى القلم فى الصحافة، بينما كان الفكر فى المؤتمرات التافهة! وقامت الثورة الفرنسية على سلطة الملكية المطلقة بعد قرون من انتصار أوروبا على استبداد الكنيسة، بينما قامت الثورة المصرية وربيع العرب ضد السلطتين معاً، وانهزمت السلطة الدنيوية سريعاً بينما التفت جماعات الإسلام السياسى لتسلم الحكم، على الرغم من أن الإسلام لا يعرف الكهانة لكن المتأسلمين زرعوها.
    ولابد أن تتدارك القوى المدنية خطأها وتعود إلى مبدئية الفكر بدلاً من البناء فوق هذا الأساس المغشوش. وقد صار واضحاً من كل ما مرت به مصر تحت حكم الإخوان، حتى موقعة المقطم يوم السبت الماضى، أننا بصدد جماعة استلهمت الكهانة من الكنيسة من أجل إذلال البلاد والعباد. وإذا كانت فكرة العدل قابلة للمماحكة، فالقانون واضح والجماعة غير قانونية، وقد سقط ادعاء منعها، فهى التى تحكم الآن وليس هناك ما يحول دون تحولها إلى جماعة قانونية مراقبة من الدولة.
    وإذا لم يصر المدنيون على هذا الشرط المحورى يكون التفاوض على التفاصيل خيانة للثورة وخيانة للدولة المصرية التى تزعزع كيانها فى أشهر قليلة. وإن لم ترتكب الجماعة جناية أو جنحة جديدة بين كتابة هذه السطور ونشرها فإن الجريمة التى ارتكبت بحق الصحفيين والمتظاهرين والمارة أمام مكتب الإرشاد يوم السبت لم تكن الاعتداء الوحيد على القانون والدولة، فما كان يجرى بالداخل من مفاوضات مع خالد مشعل هو من صميم عمل الدولة، لأن الجماعة بلا صفة سياسية لكى تبحث المصالحة الفلسطينية. وصهيب، حارس الشاطر الذى توثق عدوانه على المواطنين أمام لجنة الاستفتاء على الدستور المخطوف، وثقت الكاميرات والشهادات والبلاغات عدوانه على السيدات وتهديداته الدموية لهن يوم السبت، وينبغى أن يحاسب. لم نعرف من قبل مصرياً اسمه صهيب، لكن الأهم من مصرية الاسم، لابد أن نسأل عن قانونية الممارسة: ما موقع صهيب والحرس الشخصى والميليشيات مصرية أو أجنبية من الديمقراطية؟ وما موقع رجال أعمال الجماعة من الاقتصاد المصرى وأين سجلاتهم الضريبية؟ وما الحدود بين أموالهم وأموال الجماعة؟
    لا معنى لأى تفاصيل قبل إنهاء حادث الاختطاف، وهذا يتطلب نضالاً قانونياً داخلياً وخارجياً. ومرة أخرى أذكر هنا بنضال مصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول ضد الاحتلال الإنجليزى، وقد أقاموه على الأساس الذى لا يمكن رفضه: عدم قانونية الاحتلال.
    ومن الواضح أن الدعم الأمريكى الجهول لاحتلال صهيب يستدعى طرح «المسألة المصرية» قانونياً على الأوساط الفكرية والسياسية فى أوروبا، فالقارة العجوز هى الأقرب منا، وهى التى يمكن أن تتفهم خطورة هذا الوضع الشاذ، فهى التى تصاب بالزكام عندما نعطس.

    الأمن الوطنى ويهود مصر
    سمير فريد عن المصري اليوم
    أعلن عن بدء عرض الفيلم التسجيلى المصرى الطويل «يهود مصر» إخراج أمير رمسيس فى دور العرض يوم الأربعاء الماضى، وكان الإعلان يعنى أن كل الإجراءات القانونية للعرض العام قد انتهت بما فى ذلك موافقة الرقابة فى وزارة الثقافة، ولكن الرقابة فى آخر لحظة أوقفت العرض، وقال مدير الرقابة إن الفيلم لابد أن يعرض على جهاز الأمن الوطنى، وأن يوافق على عرضه.
    المشكلة هنا مزدوجة، فهى من ناحية مشكلة ألا يكون تصريح الرقابة كافياً، بينما هى جهة سيادية تملك حق الضبطية القضائية بحكم القانون، ولا ينص قانونها على تدخل أى جهة أخرى فى عملها، ومن ناحية أخرى لماذا تأخر قرار مدير الرقابة بعرض الفيلم على الأمن الوطنى حتى آخر لحظة، وبعد الإعلان عن موعد بدء العرض فى دور السينما؟
    لماذا وكيف لم يدرك مدير الرقابة أن سحب الترخيص بالعرض العام بعد منحه يعنى حق شركة التوزيع فى رفع دعوى قضائية ضد الرقابة ووزارة الثقافة، وهو ما حدث بالفعل. ولماذا وكيف لم يدرك أن منح الترخيص ثم سحبه بخصوص فيلم عن يهود مصر يتحول إلى «خبر» دولى بامتياز، ويعنى عملياً منع الفيلم من العرض، ووضع الحكومة المصرية فى مأزق جديد وسط المآزق العديدة التى تواجهها.
    لم أشاهد الفيلم حتى الآن، ولكنى أتحدث من حيث المبدأ. ولا أدرى كيف يعتبر فيلم عن يهود مصر، بغض النظر عن مضمونه، من قضايا الأمن الوطنى فى مصر، وماذا لو كان الفيلم عن الجالية المصرية فى إسرائيل، والمكونة من عشرات الآلاف من المسلمين والمسيحيين؟ وماذا لو كان الفيلم عن يهود مصر الذين هاجروا إلى إسرائيل، أو عن اليهود العرب فى إسرائيل بصفة عامة. وإن لم تتناول الأفلام، خاصة التسجيلية مثل هذه الموضوعات المسماة «شائكة»، فهل تظل مقصورة على تلك الأفلام التى لا يشاهدها أحد!
    لقد فرحت وكل نقاد السينما فى مصر بأن تعرض الأفلام التسجيلية عروضاً عامة فى دور العرض بتذاكر مثل الأفلام الروائية والأفلام التشكيلية «التحريك»، وكما يحدث فى كل الدول المتحضرة، وكان أول فيلم تسجيلى مصرى طويل عرض عرضاً عاماً «التحرير 2011» العام الماضى. ثم هل مازال من الممكن منع أى فيلم من العرض حقاً فى عالم الأقمار الصناعية والفضائيات!

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 343
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:37 AM
  2. اقلام واراء عربي 328
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:34 AM
  3. اقلام واراء عربي 327
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:33 AM
  4. اقلام واراء عربي 288
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:53 AM
  5. اقلام واراء عربي 287
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •