[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
- مغزى الاعتذار الاسرائيلي لتركيا
بقلم: د. سفيان ابو زايدة - معا
- قمة الدوحة؛ كأننا يا بدر رحنا.. وجينا؟
بقلم: حسن البطل - الايام
- حق للوطن يضيع، وحق يتم اغتصابه
بقلم: طلال عوكل - الايام
- أوباما : انتهى العرض
بقلم: د.عاطف ابو سيف - الايام
- الاعتراف بيهودية أوباما
بقلم: فؤاد أبو حجل - الحياة
- مبادرة السلام العربية هل جاء أوانها؟
بقلم: يحيى رباح - الحياة
مغزى الاعتذار الاسرائيلي لتركيا
بقلم: د. سفيان ابو زايدة - معا
احدى النتائج المباشرة لزيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما للمنطقة هو اعتذار نتنياهو تلفونيا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ، سيما انه حدث خلال وجود الرئيس الامريكي بجانب نتنياهو، حيث شكل شارة البدء لعودة العلاقات الاسرائيلية التركية التي تدهورت بعد حادث السفينة " مرمرة" و العدوان الاسرائيلي على غزة اواخر عام 2008.
هذا الاعتذار لم يكن وليد اللحظة بل كان نتيجة لجهد امريكي متواصل على مدار السنوات الماضية من اجل التوصل الى صيغة ترضي الاتراك من ناحية و تحافظ على ماء وجه الاسرائيليين من ناحية اخرى. على ما يبدوا اراد الامريكان ان يكلل هذا الجهد بالنجاح خلال زيارة الرئيس اوباما بحيث يتم التعامل معه كحدى النتائج المباشرة للزيارة.
ليس هناك شك ان المصلحة الامريكية العليا هي في انهاء هذه الازمة على اعتبار ان الدور التركي في المنطقة، خاصة في هذه الحقبة التاريخية الحساسة و المتقلبة، هو دور اساسي في الحسابات الامريكية، و ان استئناف التعاون، خاصة الامني و العسكري بين اسرائيل و تركيا هو احدى مرتكزات الاستراتيجية الامريكية في المنطقة ، هذا بطبيعة الحال لا يختلف عن الحسابات الاسرائيلية التي تضررت كثيرا من توتر العلاقات مع تركيا خاصة في كل ما يتعلق بالتعاون العسكري و الامني، على الرغم ان العلاقات الاقتصادية و التجارية بين البلدين تقريبا لم تتأثر سوى في قطاع السياحة حيث توقف الاسرائيليون من الذهاب الى تركيا .
السؤال الذي يحتاج الى اجابه هو ما الذي تغير بحيث جعل الطرفين الاسرائيلي و التركي قبول هذه الصيغة من الاعتذار على الرغم من رفضها في الماضي، و السؤال الاخر هو ما هي تداعيات هذا التقارب اقليميا و فلسطينينا؟
التفسيرات و التحليلات الاسرائيلية كثيرة و متعددة حول قبول تركيا للاعتذار الاسرائيلي تلفونيا على الرغم ان شرطهم كان في السابق هو ضرورة الاعتذار العلني و الخطي للشعب التركي، احدى هذه التفسيرات هو تورط رئيس الوزراء التركي بتصريحاته النارية ضد الصهيونية و التي تراجع عنها تحت الضغط الامريكي عندما قال انه تم تفسيرها او فهمها بشكل مغلوط، اما التفسير الاكثر منطقية هو ما قاله نتنياهو في تبريرة الاعتذار لتركيا حيث قال ان ما يحث في سوريا من تطورات هو الذي جعله يعتذر لتركيا حيث الوضع هناك خطير و التعاون بين الاطراف ذات المصلحة المشتركة هو امر ضروري.
في كل لاحوال ، و بغض النظر عن الاسباب التي دفعت كلا الطرفين، و خاصة الجانب التركي، بالنزول عن الشجرة سيكون لهذا التقارب من جديد تاثيرات و انعكاسات مباشرة على العديد من القضايا و الملفات و التي اهمها:
اولا: ان ما اقلق اسرائيل و اصابها في مقتل من قطع العلاقات مع تركيا هو وقف التعاون العسكري و بالتحديد تحليق الطيران الاسرائيلي و التدريبات التي كان يجريها في الفضاء التركي و حرمان اسرائيل من المشاركة في مناورات حلف النيتو نتيجة الفيتو التركي، اضافة الى التعاون الاستخباراتي التي كانت تستفيد منه اسرائيل اقليميا. عودة العلاقات بين الدولتين قد لا يعني في البداية على الاقل ان تعود الى ما كانت عليه في السابق بشكل كلي و لكن بالتأكيد ستعود بشكل يلبي المتطلبات العسكرية و الامنية و الاستراتيجية لكلا الطرفين، و لكن بلا شك المستفيد الاكبر هو اسرائيل.
ثانيا: الدافع المباشر و المعلن و الضرورة الملحة لكلا الطرفين هو الموضوع السوري حيث يعتبر القاسم المشترك لتركيا و اسرائيل لما له من تداعيات على الدولتين بشكل خاص و الوضع الاقليمي بشكل عام. التقدير الاسرائيلي و التركي هو ان سوريا لن تعود كما كانت عليه و ان النظام السوري في النهاية لن يصمد الى الابد، و بالتالي التعاون الاسرائيلي و التركي و بمساعدة اطراف اقليمية اخرى هو مهم للتعاطي مع سوريا في مرحلة ما بعد الاسد. ايران و حزب الله و التنظيمات السلفية المتطرفة و الاسلحة الكيميائية و الاستراتيجية، جميع هذه الملفات تشكل قاسم مشترك و تنعكس بشكل مباشر على الوضع الامني و العسكري و الاستراتيجي لكلا الطرفين.
التقارب التركي الاسرائيلي سيكون له تأثير كبير على القرارات التي قد يتخذها المجتمع الدولي في الشأن السوري سيما في كل ما يتعلق بالاسلحة الكيمياوية و الاهم من ذلك هو محاولة التأثير على التطورات في مرحلة ما بعد الاسد.
ثالثا: التوتر بين تركيا و اسرائيل حدث بسبب الموضوع الفلسطيني و الحصار المفروض على غزة و على حركة حماس بشكل خاص، التقارب بين الطرفين سيكون له انعكاسات مباشرة و غير مباشرة سواء على العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية او حتى العلاقات الفلسطينية الفلسطينية.
اسرائيل من الان فصاعدا لن تقدم على اي عمل ضد غزة دون ان يكون هناك مبرر قوي لذلك، في نفس الوقت ستضطر الى تقديم المزيد من التسهيلات و التخفيف من الحصار طالما هناك التزام بالتهدئة. تركيا من الان فصاعدا ربما ستشغل الفراغ ، حتى وان كان بشكل مؤقت الذي تتركه مصر بسبب الانشغال في وضعها الداخلي بكل ما يتعلق بتشكيل حلقة الوصل بين حماس و اسرائيل.
تركيا ايضا و بحكم علاقاتها الطيبة مع حماس و مع الرئيس عباس، مع غزة و مع رام الله، ستساعد كثيرا في تقريب وجهات النظر حيث يدركون ان ليس بالامكان الذهاب بعيدا في مساعدة حماس في غزة دون ان يكون هناك رضى او موافقة من السلطة الوطنية في رام الله.
لذلك، ليس من المستبعد ان تستبدل تركيا الدور المصري بشكل تدريجي و ان كان بشكل مؤقت ايضا في لعب دور الوسيط بين الفلسطينيين المنقسمين على انفسهم. هذا لا يعني الغاء الدور المصري حيث لا مصلحة فلسطينية، سواء كانت فتحاوية او محساوية بذلك. لكن الظروف التي تمر بها مصر تجعلها غير متفرغة لمشاكل الفلسطينيين و مناكفاتهم لبعظهم البعض.
قمة الدوحة؛ كأننا يا بدر رحنا.. وجينا؟
بقلم: حسن البطل - الايام
ستكون نكتة خارقة (أو بايخة) لو استمعوا في الدوحة إلى نشيد الكورال العربي: "وطني حبيبي الوطن الأكبر". لا وطن عربي، ولا حتى عالم عربي، بل "بلداننا العربية" في كلمة وزير خارجية قطر، الدولة الرئيسة لقمة الدوحة 2013، وكلمة أمين عام جامعة الدول العربية.
كم تغير العالم العربي بين قمتي الدوحة 2009 و2013، هذا إن تذكرتم تهريج العقيد القذافي في المؤتمر الأول ومشاحنته مع عاهل العربية السعودية عبد الله، علماً أن الغائب القذافي عن الدوحة 2013 كان قد "تنبّأ" في قمة دمشق 2009 بنهاية الزعماء العرب!.. وربما يغيب أسد سورية عن قمة آذارية تعقد بعد قمة الدوحة الآذارية!
يعنينا لفلسطين من قمة تعقد في قطر بالذات، بعد جولة الرئيس أوباما، كيف يعقد أمير قطر الأميركاني قراناً بين مشروع السلام العربي الصادر عن قمة بيروت 2002 والتعديلات الأميركية المقترحة عليه.
قمة بغداد 2012 منحت فلسطين شبكة ضمان مالية عربية لم يتم الالتزام بها، وهي مساعدة بمبلغ 100 مليون دولار في حالة حجز إسرائيل أموال المقاصة، كعقوبة بعد تصويت الجمعية العامة على مشروع قرار يرفع فلسطين إلى دولة ـ مراقبة.
أميركا رفعت عقوباتها المالية بعد زيارة أوباما، وهي تنتظر من قمة الدوحة أن تمنح الفلسطينيين "تفويضاً" بالتفاوض على تعديل مبادرة بيروت: شبكة ضمان مالية وسياسية؟
عشية مؤتمر وزراء الخارجية العرب تمهيداً للقمة، عقد الوزير الأميركي جون كيري اجتماعين مع الرئيس عباس في عمّان ورئيس الوزراء نتنياهو في القدس الغربية لوضع آلية جديدة للعودة إلى المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، على قاعدة قبول أميركا مبادرة بيروت معدّلة؛ وقبول إسرائيل التفاوض على المبادرة المعدّلة.
المبادرة السعودية، أو مبادرة الملك عبد الله، أو المبادرة السلامية العربية المقرّة في قمة بيروت، تقول بقبول سلام عربي ـ إسلامي مع دولة إسرائيل شرط الانسحاب التام إلى خطوط 1967 في الجولان وفلسطين، وإقامة دولة فلسطينية؛ الجولان مؤجلة؛ وفلسطين حاضرة!
الأميركيون، كما يقترح كيري، يريدون مفاوضات جديدة على قاعدة جديدة، وهي ترسيم حدود دولة إسرائيل، وبالتالي دولة فلسطين، قبل أي بحث في تجميد الاستيطان رسمياً، وعلى قاعدة حدود جديدة ذات تعديلات جديدة متبادلة وخاضعة للتفاوض.
الفلسطينيون قبلوا مبدأ التعديلات المتكافئة كمّاً ونوعاً، على أن تكون في أصغر نطاق ممكن، ولكنهم يحتاجون تفويضاً عربياً، والأميركيون يريدون ما يشبه "شبكة ضمان سياسي" عربي للفلسطينيين للتفاوض مربوطة بخطوات تطبيع عربية مع إسرائيل تبدأ بالسماح للطيران المدني الإسرائيلي بالتحليق في السماء العربية (السعودية مثلاً) كما هو الحال بين الأردن وإسرائيل.. وتنتهي بتبادل السفراء بعد إقامة دولة فلسطين.
صحيح، أن "الوطن العربي" و"العالم العربي" و"دولنا العربية" تغيّروا منذ أول قمة عربية عقدت 1964 بعد قمة تأسيس الجامعة، والفلسطينيون تغيروا منذ قمة الرباط 1974 بالاعتراف العربي بالمنظمة، لكن التفويض العربي بقيت له مكانة في السياسة الفلسطينية قبل الرباط وبعدها، وقبل أوسلو وبعدها..!
مثلاً، في قمة فاس 1982 لم تقبل القمة "مشروع الأمير فهد" للحل العربي ـ الإسرائيلي، فقال عرفات: ذاهبون الى حرب اجتياح إسرائيلية للبنان.. وهذا تحقَّق، ثم قبلت قمة فاس الثانية 1983 المشروع.. وكانت المنظمة خارج لبنان.
قمة بيروت كانت مهزلة على رغم أهمية مشروعها للسلام، فقد تمّ استبعاد عرفات عنها في ذروة الانتفاضة الثانية بتعطيل مخاطبته القمة من مكتبه المحاصر في رام الله، تحت ضغط سورية وإذعان لبنان.
قمة الدوحة 2013 لن يحضرها الأسد، ولا بالطبع العقيد الليبي، وستخلو من الشعارات الخطابية السورية والتهريج الليبي، والسؤال هو: هل يستجيب القادة العرب إلى الطلب الأميركي بإدخال تعديلين على مبادرة بيروت، خاصة بعد نجاح أميركا في إصلاح العلاقات التركية ـ الإسرائيلية!
نعم، الظل السوري الكالح يُخيّم على المنطقة وعلى قمة الدوحة، وكذلك الشبح النووي الإيراني، ولكن أي إشارة قبول عربية للتعديلات الأميركية على المبادرة العربية ستكون مهمة، أيضاً.
حق للوطن يضيع، وحق يتم اغتصابه
بقلم: طلال عوكل - الايام
لم ينقص المواطن الفلسطيني إرباكات حتى يقع في إرباك شديد سببه تأخير صرف الرواتب لموظفي القطاع العام، وما تخلّلها من استقطاعات متفاوتة ومرهقة بعضها وصل إلى مئات الشواقل، بذريعة تحصيل استحقاقات التيار الكهربائي. في غزة فوجئ عشرات آلاف الموظفين بالخصومات الكبيرة التي تم استقطاعها من رواتبهم بدون سابق إنذار وبالإضافة إلى أن الحكومة الفلسطينية في رام الله فعلياً تستقطع منذ آب 2010، من الموظفين مئة وسبعين شيقلاً شهرياً لتسديد فواتير الكهرباء.
وكما العادة، ما على الموظف يدفعه عنوة، وفوراً وما له يحتاج إلى أشهر وربما سنوات حتى يحصل عليه، فبعض الموظفين، له استحقاقات مالية على السلطة، وفق ميزان المدفوعات، والمصروفات التي تتعلق بفاتورة الكهرباء، لكنهم لا يعرفون سبيلاً لاسترجاعها.
التأخير في صرف الرواتب أمر مفهوم، وهو ليس متعمداً من قبل السلطة، ذلك أنه مرتبط بالأزمة المالية التي تعانيها السلطة بسبب الضغوط السياسية والمالية التي تقع عليها. الموظف مستعد لتحمّل تبعات مثل هذا التأخير المتكرر رغم أن البنوك لا ترحم، فالمعروف أن كل تأخير يكلف المقترضين رسوماً إضافية، وفي بعض الأحيان تلجأ البنوك أو بعضها إلى إعادة جدولة القروض بما يحمل المقترضين أعباء إضافية كبيرة وعلى الرغم أيضاً من أن المواطن يشكو من طبيعة الخدمات، وطريقة التعامل التي تدير بها البنوك عملياتها وتقدم من خلالها خدماتها للزبائن.
لا أرغب في هذا المقال أن أتقدم ببلاغ وأن أسرد الشكاوى الحقيقية التي يتكبد نتائجها الزبائن جراء التعامل المجحف من قبل البنوك العاملة في قطاع غزة، والتي ربما يحيلها مدراء البنوك إلى الحصار الإسرائيلي وآثاره على حركة النقد باتجاه القطاع.
عدا عن الإرباك الذي يترتب به تأخير صرف الرواتب، ومفاجأة الاستقطاعات المتفاوتة غير المفهومة، ثمة إرباك آخر ربما يكون محموداً هذه المرة، ويتصل بوقف صرف الرواتب بالوكالة. نفهم أن هذا الإجراء هدفه التأكد من وجود المستفيد الأول من الراتب، في قطاع غزة، حتى لو لم يكن لديه عمل يقوم به بسبب ما نجم عن الانقسام، ولكن هذا الإرباك يفتح على قضية أخرى، تنطوي على أهمية وتستدعي من الحكومة في رام الله، بذل جهد حقيقي إزاء مئات وربما آلاف الموظفين العموميين، الذين غادروا قطاع غزة إما بذريعة الوضع الذي نشأ عن الانقسام، وإما بذرائع الاستفادة من الوقت الضائع، للقيام بأعمال ذات مردود مالي في بلدان أخرى.
نعلم أن الحكومة قد فعلت ذلك سابقاً، ونقصد وقف وترقين قيود المئات إما لأسباب سياسية، أو لأسباب ترك مواقع العمل ولكن هذه العملية لم تستكمل بعد وثمة آلاف الموظفين من مدنيين وعسكريين غادروا قطاع غزة، منذ سنوات، إلى بلدان أخرى، للعمل، وبعضهم يحصل على مداخيل عالية، لا يحتاجون معها راتب السلطة الذي يتراكم في البنوك، أو يجري سحبه كل بضعة أشهر من خلال زيارة سريعة، أو من خلال التوكيلات التي تسمح بسحب هذه الرواتب وهي في الغالب طريقة للتحايل على السلطة. والحقيقة ما إن وصل خبر إلغاء التوكيلات في البنوك، حتى ضج معبر رفح بالعائدين لكي يجدوا طريقة، لتجاوز المعضلة، وضمان استمرار صرف الرواتب.
ثمة ظاهرة فوق ما تتركه من قلق وطني، فإنها تنطوي على شكل من أشكال الفساد والإفساد. بعد أن وقع الانقسام في حزيران 2007، هاجر آلاف من المواطنين وأكثرهم مع عائلاتهم، بذريعة أن الأوضاع في القطاع لم تعد تطاق وأن الانقسام الفلسطيني الذي ألحق أضراراً بليغة بالكثيرين، يخلق ظروفاً تسمح بانتهاك الحريات الإنسانية، وبملاحقة المعارضين الأمر الذي كان تسهل معه، قبول دخولهم إلى بلدان المهاجر الاسكندنافية. نفهم أن يبادر بعض الشباب إلى الهجرة بحثاً عن فرصة عمل في ظل ارتفاع نسب البطالة والفقر، وحتى في ضوء النتائج الكارثية للانقسام والحصار، ولكن من غير المفهوم إطلاقاً ولأي سبب من الأسباب أن تهاجر عائلات بكاملها، ومن موظفي السلطة الذين لا يخضعون للملاحقة من أي طرف، سواء كان هؤلاء متقاعدين أو ما زالوا مسجلين على قوائم الخدمة العامة.
ونلاحظ أن الكثير من هؤلاء من ذوي المرتّبات العالية، وهم إما مهاجر نعلم كيف تتكفل بهم الدول المضيفة، ويبحثون عن جنسية أخرى وعن استقرار، وعمل آخر، وإما غادروا للإقامة في بلدان عربية حيث تكفيهم مرتباتهم للعيش بمستوى جيد، أو غادروا إلى بعض هذه البلدان بحثاً عن العمل، فتتراكم مرتباتهم واستحقاقاتهم في البنوك بينما هم يتدبرون أمورهم بما يحصلون عليه من مداخيل نتيجة أعمالهم. والأنكى من ذلك أن بعض هؤلاء ناضلوا طويلاً حتى يعودوا إلى الوطن، فإذا بهم لا يطيقونه، ويرون أنه لا يتسع لهم، وبعضهم أيضاً مسجل على الوظيفة العامة، ويحصل على رواتب هو وزوجته وربما بعض أبنائه.
إن هؤلاء المتحايلين على القانون والفسدة، يدعون أن لهم استحقاقات على الوطن، وبأنهم آباء الوطنية الفلسطينية، لكنهم غير مستعدين لتحمل الحد الأدنى من أعباء الانتماء الوطني. ما يصرف لهؤلاء أموال مهدورة تستحقها مئات بل ربما آلاف العائلات المسجلة على قوائم الحالات الاجتماعية الصعبة، ولذلك على السلطة أن لا تكتفي بالإجراءات الأولية التي اتخذتها، بل إن عليها التدقيق بأكثر من طريقة وعبر السفارات، لوقف رواتب من لا يستحقونها وهم بالآلاف. في هذا الإطار نرى بأن ثمن الراتب إن لم يكن عملاً يقوم به الموظف العمومي، فعلى الأقل، بما تقتضيه حالة قطاع غزة، أن يصمد الموظف في وطنه طالما أن قضية الأرض والتمسك بها والصمود عليها هو أول الواجبات الوطنية، وأقلها استحقاقا على من يدعون الوطنية، فإن لم يفعل الموظف ذلك فإن الراتب ليس مكافأة على ما مضى من تواريخ وتجارب نضالية، إلاّ بالنسبة للشهداء والجرحى والأسرى.
أما بشأن قطع استحقاقات الكهرباء فإننا نستغرب في الأصل تدخل الحكومة في هذا الشأن لتحصيل استحقاقات شركة خاصة، لقد تغاضى الموظفون عن استقطاع مئة وسبعين شيكلاً، ولكن أن ترتفع المبالغ المستقطعة أكثر من ذلك فإن القانون ذاته سيصرخ لشدة الانتهاكات التي تلحق به.
أوباما : انتهى العرض
بقلم: د.عاطف ابو سيف - الايام
انتهت زيارة الرئيس الاميركي اوباما للمنطقة وأصبحت شيئاً من الماضي بعد عاصفة النقاش الكبيرة التي دارت حولها وعنها ومعها. والزيارة غير الطموحة من البداية شهدت كلمات ترحيبية تخللتها المواقف السياسية التي لم تعكس مواقف يمكن الاعتداد بها أكثر من الرغبات. ربما كان النقاش الكبير الذي دار حول الزيارة زائداً حيث أخذت الزيارة اكبر من حجمها الحقيقي. لكن في ظل ان هذه أول زيارة للرجل للمنطقة منذ انتخابه في ولايته الاولى وفي ظل حالة الركود العظيم الذي تشهده عملية السلام في المنطقة فإن هذا الحجر الصغير يبدو قنطاراً، وتصير هذه الزيارة فرصة للحديث عن السلام وليس لصناعته او العمل على تحقيقه.
ارتبط النقاش المحلي حول الزيارة بمغالطتين تعودان إلى سوء تقدير السياسة الاميركية او سوء فهم عقلية الرئيس الاميركي. ترتبط الاولى بالمقولة الخاطئة حول "الولاية الثانية" او ما يمكن تسميته خرافة الولاية الثانية. فثمة نوع من الفنتازيا في عقول المراقبين حول الولاية الثانية للرئيس الاميركي التي يكون خلالها أكثر تحللاً وحرية واكثر مقدرة على اتخاذ القرارات التي قد لا تروق لإسرائيل حيث إنه لا يعود طامعاً بولاية أخرى يكون للناخب واللوبي الصهيوني وحلفائه دور كبير في تقرير مصيره فيها. لا تتوافر الكثير من الشواهد التي تدلل على صحة هذه المقولة. وربما إذا أحب احد أن يستعيد فترة ولاية كلينتون الثانية فعليه أيضاً أن يستعيد فترة ولاية بوش الابن الثانية التي لم يحدث فيها شيء. ما أقصده هنا أن الامر يتعلق لا بالولاية الاولى والثانية بل بشخصية الرئيس الاميركي نفسه.
وهذا يقود إلى النقطة الثانية في سوء التقدير هذا. فرغم إعلان البيت الابيض الصريح أن الرجل جاء ليستكشف الآراء حول عملية السلام إلا أن البعض حاول تحميل الزيارة أكثر من طاقتها. وخرجت اهمية الزيارة عن ما قصد من ورائها. وبالطبع عمل النقيض من حيث قيام البعض بتتفيه الزيارة. يبدو باراك اوباما أقل طموحاً في ولايته الثانية منه في ولايته الاولى. تذكروا كيف وقف مثل الفلاسفة خلف منبر جامعة القاهرة وفي اسطنبول في بداية ولايته الاولى وتحدث بعمق وتأمل حول الديمقراطية وحول اميركا الجديدة صديقة الشعوب. يبدو ان السنوات الاربع علمت اوباما الكثير، علمته ان الأفكار لا تنفع وحدها فثمة مؤسسة لها أحكام ونظم وأنه ترس في ماكينة كبيرة. قد يبدو مختلفاً وقد يرغب ان يكون كذلك لكن لا يستطيع ان يغير الماكينة. أوباما يبدو أكثر تواضعاً ولم يقم بتقديم الكثير من الوعود ولا النصائح ولا الاحلام.
في رام الله كما امام القادة الإسرائيليين قال اوباما لكل مضيف ما يريد أن يسمعه. واكل الحمص وشاهد عرض الدبكة في البيرة وقابل ملكة جمال إسرائيل السوداء وضحك، وزار مهد المسيح وعاد إلى بيته. يبدو هذا مثل جدول لزيارة سياحية من الدرجة الاولى. في نهاية المطاف ودعه الجميع والابتسامة على وجوههم. تحدث للإسرائيليين عن التاريخ وعن الفكرة الصهيونية ببلاغة معهودة عنه دون ان ينسى تذكيرهم بالسلام. وربما كان همس لنتنياهو بشيء ولبيريس بشيء آخر. اما للفلسطينيين فقد اسمعهم ما يريدونه: حديثاً عن الدولة الفلسطينية والسلام المنشود وإشارات للاستيطان. وبذلك لم يثر غضب أحد ولم يبتدع إشكالية ما. اما الحديث الجدي عن السلام والمشاريع والمقترحات فسيتم بعد مغادرته. أما أي نوع من المبادرة التي سيخرج بها من باحة البيض الابيض بعد ذلك فستظل رهن المستقبل ورهن التقديرات. لكن المؤكد أن اوباما لن يكون مندفعاً في طرح فكرته او خطته التي أشارت لها بعض وسائل الإعلام ولن يكون طموحاً بشكل كبير. فحقل الألغام يتطلب حذراً.
ربما كانت تلك الزيارة اكبر هدية يتلقاها نتنياهو بعد فوزه في الانتخابات والمخاض العسير لولادة حكومته الثالثة. شهدت العلاقة بين الرجلين توتراً خلال الانتخابات بعد مراهنة نتنياهو على خسارة اوباما وتبادل النقد اللاذع بين الرجلين لم يأبه نتنياهو لعواقبه حتى بعد فوز اوباما. الكاسب الاكبر من الزيارة سيكون نتنياهو الذي لم يتنازل حتى على صعيد الكلمات والمجاملات ولم يقل في حضوره أي شيء يخالف إجماعه الحزبي. والاهم انه ظهر بمظهر المحب للسلام بعد ان ترسخت صورته بوصفه معادياً رافضاً للسلام. وهو بذلك يفي بالتزامه بشكليات عملية السلام ليرضي يائير لابيد، والاهم انه يعيد تحسين صورة إسرائيل في العالم. والاعتذار لتركيا عن واقعة اسطول الحرية جزء من هذه المحاولة فنتنياهو بمساعدة أوباما يريد أن يغير من الصورة النمطية التي رسمت لإسرائيل خلال السنوات الثلاث الماضية.
فلسطينياً، من المرعب كيف نبرع، نحن الفلسطيينين، في تحويل كل شيء إلى ترس من تروس الانقسام. كأننا نملك ماكينة سحرية ندخل الشيء فيها فيتحول إلى موضوع من موضوعات الانقسام ومادة له. خرج الناطقون الرسميون وبدأ السب والشتم ليس على أوباما بل على ابو مازن وعلى السلطة وخرجت المظاهرات في شوارع غزة منددة. وكأننا لا نعرف ان اوباما صديق إسرائيل وانه أقرب للرواية الإسرائيلية من قربه لروايتنا، وكأننا لا نعرف أن الزيارة لن تتمخض عن شيء. تخيلوا لو أن اوباما قال لـ"حماس": أريد أن ألقاكم، لصار قديساً وصار كاسراً للحصار وربما تم تذكيرنا بأن العرق دساس، فجده مسلم أيضاً. بدلاً من التفكير المشترك كيف نواجه السياسات العالمية وكيف نعمل من اجل تثوير المواقف الدولية لصالحنا نبرع كيف نجعل من كل حدث عالمي او زيارة حتى لو كانت بلا اهمية معولاً في هدم الخطاب الوحدوي.
لقد اخذت الزيارة مساحة كبيرة وانتهت واعادت التذكير بأن هناك مشروعاً ميتاً للسلام لكنها لم تقل إن إسرائيل هي من قضت عليه، كما انها ذكرتنا بأننا نبحث عن أي ذريعة لتعميق الانقسام وان خطابنا مازال منخفضاً ومازلنا بحاجة لبحث مشترك عن لغة أقل تواضعاً سواء في التفاؤل أو في التشاؤم.
الاعتراف بيهودية أوباما
بقلم: فؤاد أبو حجل - الحياة
لو كنت من أصدقاء اميركا لأحرجتني كثيرا زيارة باراك حسين أوباما الى المنطقة وتصريحاته المستفزة وانحناؤه المخزي أمام العصابة الحاكمة في تل أبيب.
تحت شعار الواقعية السياسية كان مطلوبا منا في زمن التسويات وماراثون المفاوضات أن نمكث في المجال الاميركي وأن ننخرط في المشروع التسووي الذي دشنه العرب أقبل أوسلو بسنوات طويلة، وكان مطلوبا منا أن نتعاطى بايجابية مع جيمي كارتر الذي اعترف بحقنا في الحرية بعد خروجه من البيت الأبيض، ثم صرنا مطالبين بأن نتفاعل مع جورج بوش الأب الذي أغدق عليه بعض العرب في الهدايا وفي الثناء على "حكمته"، ثم صرنا مطالبين بأن نحب بيل كلينتون الذي أظهر تفهما غير مسبوق في واشنطن لحقنا في الدولة واحتفظ بتفهمه لنفسه بعيدا عن وزارة خارجيته وبعيدا عن وزارة حربه، وطالبنا بعض العرب بعد ذلك بالرهان على جورج بوش الابن الذي قالوا لنا إنه الرئيس المخلص والقادر على كبح جماح اسرائيل، وأخيرا طالبنا العرب حكومات وجمهورا بالمشاركة في أعراس الترحيب بباراك حسين أوباما الذي يجيد الخطابة ويحتفظ بسواد وجهه وقلبه في تعامله مع قضايا الحرية.
منذ البداية لم أكن معجبا بهذا الرئيس ولا مصدقا لهرائه حول الحرية والديمقراطية وحق الشعوب في الاستقلال، فهو في النهاية مثل غيره من رؤساء اميركا الذين تصنعهم السي آي ايه وتجيرهم لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة.
كان الرهان العربي والاسلامي على أوباما ينطلق من حقيقة كونه من أصل افريقي وحقيقة أن والده مسلم، وقد قيل لنا إن أوباما غير دينه من الاسلام الى المسيحية لكي يستطيع الانخراط في الولايات المتحدة، ولم يكن يعنينا إن كان هذا الرئيس مسلما أم مسيحيا في الأصل لأننا نعرف أنه في النهاية يهودي في الهوى وفي القرار.
في زيارته الأخيرة لبلادنا المحتلة طالبنا أوباما بالاعتراف بيهودية اسرائيل، وبعد هذه الزيارة يحق لنا أن نطالب أصدقاء اميركا في المنطقة الاعتراف بيهودية باراك حسين أوباما.
مبادرة السلام العربية هل جاء أوانها؟
بقلم: يحيى رباح - الحياة
مهما تشاءم المتشائمون، ومهما تجاهل المتجاهلون، فان زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المنطقة في بداية فترته الرئاسية الثانية، وهي الزيارة التي اقتصرت على فلسطين وإسرائيل والأردن هي بوابة واسعة لحراك سياسي جديد في المنطقة، وانطلاق هذا الحراك السياسي الاميركي من هذه الدول الثلاث، انما هو تأكيد انه ها هنا تكمن العقدة الصعبة، وانه من هنا ينفجر الصراع او ينطلق السلام بغض النظر عن امتداداته البعيدة وأطرافه المتعددة.
وفي هذه الزيارة انفتح الاهتمام من جديد وبتركيز اقوى، على جوهر المشكلة في هذه المنطقة وهي القضية الفلسطينية، حيث اعيد التركيز على الحلول ذات الاعماق المختلفة، وأبرزها حل الدولتين الذي يعني قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ومبادرة السلام العربية المنبثقة من هذا الحل والمرتبطة به، وإعادة (ركلجة) العلاقات بين اللاعبين الرئيسين حيث كانت اول الثمار المصالحة بين تركيا وإسرائيل بجهد اميركي واضح والتركيز على الوضع السوري المتفاقم بحيث ذهب وزير الخارجية جون كيري الى العراق ليطلب اغلاق الاجواء امام ما يقال عنه انه امداد بشحنات السلاح والأفراد التي تصل الى سوريا، وتحضير القمة العربية في الدوحة التي تنعقد خلال يومين لإعادة التأكيد على مشروع السلام العربي الذي عنوانه مبادرة السلام العربية التي اقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002، وأصرت القمم العربية اللاحقة على الابقاء عليها واستمرار طرحها رغم التعامل السلبي من قبل اسرائيل، وتجاهلها بالمطلق.
ولكن منذ ذلك الوقت جرت مياه كثيرة في النهر ولم يعد أي شيء كما كان !!! ويبدو ان المبادرة التي طرحت في العام 2002 لم يكن اوانها قد حان في ذلك الوقت، ولذلك رأينا اسرائيل ترد عليها باستفزاز شديد، ولكن المجموعة العربية لم تقم بردة فعل سلبية ولم تسحب المبادرة ولعل السبب وراء الاستفزاز الاسرائيلي منذ العام 2002، هو ان التيار المعادي للسلام في اسرائيل ? وهو التيار الاقوى ? كان يفضل ألا يكون هناك مشروع عربي للسلام !!! ولذلك فان هذا التيار المعادي للسلام في اسرائيل تعامل مع المبادرة منذ لحظات اعلانها شكل استفزازي يشجع على ردود افعال سلبية جدا !!! بل ان مبادرة السلام العربية في ذلك الوقت لم تشفع للرئيس عرفات الذي هو المحور الاساسي فيها الذي بقي محاصرا في المقاطعة في رام الله حتى لحظة اغتياله كما اعترف الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس قبل ايام قليلة، ان الخلاص من عرفات قد اضاع كل الفرص الي كانت متاحة في ذلك الوقت.
الآن نحن في زمن آخر:
وقائعه اليومية اكثر غموضا، وآفاقه المرئية اكثر خطرا، وكل من له تأثير سياسي حقيقي، مثل الولايات المتحدة لا بد ان يعيد الحسابات ويضع كل العوامل الجديدة في الحسبان !!!واعتقد ان هذه الزيارة التي بدأها الرئيس اوباما من بوابة الدول الثلاث هي تأكيد لهذه الحسابات الجديدة، اذ لا يمكن البقاء عند نقطة السفر، ولا يمكن الاطلال على بقية القضايا بالمنطقة ابتداء من الملف النووي الايراني والأوضاع في سوريا والمنطقة وإعادة ترتيب التحالفات، بعيدا عن الملف الاول والمشكلة الأولى، والقضية الأم وهي القضية الفلسطينية، والآفاق المرئية لحل هذه القضية ومن بينها مبادرة السلام العربية التي تعرضت خلال السنوات الماضية الى نقد شديد، وتجاهل اسرائيلي مستفز، ولكن الحكمة ورجاحة العقل ابقت على هذه المبادرة مطروحة على الطاولة، اقله ان العالم يرى ان المطالب الفلسطينية العادلة مدعومة بمشروع سلام عربي، بينما اليمين الاسرائيلي ما زال يتخبط ويركض وراء الاوهام.
لقد جرت احداث كثيرة وانفجرت حروب كثيرة منذ طرحت مبادرة السلام العربية فهل وجدت اسرائيل نفسها آمنة ومضمونة؟؟؟
ان الاجابة الحاسمة بالنفي على هذا السؤال تؤكد ان مبادرة السلام العربية هي أثمن ما طرح من آفاق سياسية في السنوات العشر الاخيرة.


رد مع اقتباس