النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 355

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء محلي 355

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:

    1. زمن "الفيس" يابا

    ج الحياة / وائل البرغوثي

    1. "الريّس" يهجر شاطئه إلى سواه

    ج الايام / توفيق وصفي

    1. آذار قال لي

    PNN/ محمد علي طه

    1. حياتنا - كيري وميتشيل

    ج الحياة / حافظ البرغوثي

    1. يا أُمَّةً ضَحِكَت مِنْ سادتها الأُمَمُ!

    ج الايام / جواد البشيتي

    1. الهجوم الفتحاوي على سلام فياض

    PNN / رشيد شاهين

    1. تغريدة الصباح - ندوة بمذاق مختلف

    جريدة الحياة / محمود شقير

    1. ومضة: لا تقرأ هذا المقال!

    وفا / د. صبري صيدم

    1. هل ندفع ثمن كشف عوراتنا

    PNN / طلعت علـــــوي

    1. أوباما.. ماذا حمل لنا؟

    ج الايام / أشرف العجرمي

    1. قمة الدوحة مواجع وآمال

    ج الحياة / يحيى رباح

    1. طبول حرب في المنطقة تقرع

    جريدة الايام / علي جرادات


















    زمن "الفيس" يابا
    ج الحياة / وائل البرغوثي
    زمان، يعني مش زمان كثير ولا هو المقصود سنة "الثلجة الكبيرة" يمكن بعدها بكم سنة، المهم أيام لما كانت التكنولوجيا - خصوصا في الريف - مقتصرة على لامبة الكهرباء وتلفزيون اسود وأبيض وطبعا بشتغل على اللامبات، بلغة العلم بسموها صمامات، والراديو كمان كان أصغر من التلفزيون شوي وبشتغل على اللامبات، يعني ببساطة الحياة كلها كانت بسيطة واللامبات تجمع الناس الي كانت قلوبهم كمان لامبات.
    لم يكن الناس في ذلك الوقت مثاليين ولا ملائكة وانما يسعون الى رزقهم ورزق عيالهم في الأرض وفق المواسم الزراعية ولذلك كانوا لا يعرفون الدسائس وضرب الأسافيل ضد بعضهم، كانت تجمعهم خطابات جمال عبد الناصر حول الراديو ابو اللامبات.
    اختفت اللامبات من كل الأجهزة واختفى معها الكثير من الفضائل، حل مكان تلك اللامبات وحدات صغيرة مثل "الترانزستور" والشرائح الالكترونية، وبقدر ما صغرت تلك الوحدات صغرت القلوب
    وانتقلنا من زمن الثلجة الكبيرة واللامبة الى زمن "الفيسبوك" وما ادراك ما الفيس.
    في زمن الفيس يكاد أفراد الأسرة الواحدة ان ينسوا وجوه بعضهم لأن لقاءاتهم قليلة ونادرة فالاتصال يتم عبر الفيس والـ"اس ام اس"، يعني لقاءات العائلة اصبحت في العالم الافتراضي والحب اصبح افتراضيا وكذلك الصداقة الافتراضية في الفيسبوك اصبحت تقاس بعدد "اللايكات" و"الكومنتس"، وتلك المصطلحات اصبحت جزءا اصيلا من ثقافتنا في زمن الفيس.
    ربما نفرح اذا قلنا ان الكذب اصبح افتراضيا ايضا، لكنه مثل "الربيع العربي" انتقل الى الواقع حتى اصبح من يبحث عن ربع حقيقة كمن يحاول العثور على ابرة في كومة قش. ولانه زمن الفيس انا حر بدي اخلط الفصحى بالعامية.

    "الريّس" يهجر شاطئه إلى سواه
    ج الايام / توفيق وصفي
    رحل الريّس المخضرم عن شاطئه الشحيح قاصدا أي شاطئ سواه، على متن موجة عاتية من الكرب والقنوط، بإيقاع مضطرب كهارب من الجحيم إلى النعيم، لا يدري في أي أرض سيجد ضالته من الحرية والرزق المجدي.
    ضاقت به غزة كغيره من فقرائها السابقين واللاحقين، فتوسّل إلى ربه في الفروض والنوافل أن يُحرره من عبودية الفقر والأبواب الموصدة، وألا يُضطر إلى العيش على التوقعات براتب مشكوك في انتظامه أو كوبونة تموينية لا تسد أرماق من يتولّى رعايتهم، وأن يكتفي بالدعاء المحمول على يقين الفقير بأن الله لا ينساه، عندما يتحدّاه ابنه الخريج العاطل عن العمل أن يحلّ له عقدته، أو حين تُذكّره ابنته بحلول موعد دفع الرسوم الجامعية، وكل جيوب أهل البيت خاوية!
    من أين له أن يثبت رجولته وأهليّته ليحمل لقب "رب البيت"، ولا صنعة له إلا الصيد، في بحر أشبه ببركة من المياه يُسيّجها الموت، وهو يمقت أن يُنعت بالفقير، بالرغم من يقينه بأننا كلنا فقراء إلى الله في غزة وسواها من البلاد، لكنه يأبى العمل في عمل لا يُتقنه، كسائق للأجرة أو بائع للواردات الصينية الرخيصة على قارعة الطريق، دون أن تكف متطلبات حياته البائسة عن الزَّن على رأسه كسحابة من الدبابير.. السكن ليس ملائما، الأثاث كومة من الكراكيب معظمها صدقات أو "شحدة"، الطعام لا يُسمن ولا يُغني من جوع، الكساء متوارث وقليله بلا رقع، الغاز ضرب من الخيال والوقودُ الحطب، الدواء من الجمعيات الخيرية ووكالة الغوث وثمة وصفات لم تُصرَف، مصاريف الأولاد جحيمٌ من السجال والتنازلات، التعليم "خلّيها في القلب تجرح ولا تطلع تفضح"!
    ماذا يفعل؟ أيعمل في الأنفاق فتُبتر ساقه أو يده وربما عنقه، أو يموت تحت الرمال وبالكاد يُعثَر على جثته بعد أسبوع؟ لماذا يلجأ هو وآلاف غيره يجمعهم الفقر وضيق الحال والبؤس إلى الرحيل أو الموت أو الانكسار، ولا يبقى لهم ولذويهم سوى الشكوى إلى الله والابتهال إليه جلّ وعلا بأن يخسف الأرض بمن كان السبب؟
    في السياق، ثمة من أبناء جلدتنا قد انسلخوا عنا وغيروا جلودهم وارتدوا أقنعة، يمصون دماءنا ويتذرعون لسرق قوت يومنا بالاحتلال، الذي نجح في جعلهم خصومنا الأشقاء، متملصا بشيطانية من جريرة عذابنا.
    شركات ومؤسسات ومنظمات أهلية محلية ودولية وأرباب عمل وتجار وحكومات وفصائل وأحزاب كلهم يتاجرون بنا، لولانا لما ظلوا يحكموننا ويتحكمون فينا، وحين يتقدم خريج أو خريجة من أبنائنا وبناتنا للعمل لديهم يجد ألف عائق وعائق، حتى لو كان متفوقا ومحطما للأرقام، إلا إن كان مقابل خدمة أو مصلحة آنية أو آجلة، دون أن تهتز شعرة في رؤوسهم أو ذقونهم حين يذرف الخائبون دموعهم، ولديهم من اللغة سلاحٌ لدرء أي اتهام بالإقصاء أو المحاباة، وحين يشتد انفعال شاب يائس وهو يطالب بتفسير لرفضه لا يترددون في القول بفجور وهم يداعبون ربطات أعناقهم "عاجبك عاجبك، مش عاجبك اشكي"!
    من حقنا على هؤلاء أن يتفقدوا أهل البلاد ويلتفتوا إليهم من عليائهم، من كانوا رفاق كفاحهم في زمن صعود الثورة وغدوا أسيادا في زمن وهْم الدولة وتعدد الانتماءات، على أجسادنا وعرقنا وشبابنا وطموحاتنا الفردية، ليقال أنهم الأكثر جدارة بحكمنا وأننا الخائبون، وبالبلدي يجوز علينا القول "قصر ذيل يا أزعر".
    أنرحل عن البلاد كي نريحهم ونرتاح، أم "نُطفّش" أبناءنا بذريعة الدراسة أو العمل، هامسين لهم بألا يعودوا قبل حصولهم على جنسيات حيّة ولو تطلب الأمر الزواج بأجنبية، كي لا يكونوا رهائن زيد وعبيد ومن حولهما، ولو حط بهم الرحال في أفريقيا، لتظل البلاد لمن يملكون خيرها، وكأننا لا نشذ عن سلفنا وسلفهم، فثمة أسياد وثمة عبيد، مع فارق أن زمن الإقطاع كان متعدد الخيارات، أما زماننا هذا فلا خيار سوى المقاومة أو الخنوع، والمقاومة لا تتجه إلى المسبب الرئيس لبؤسنا أي الاحتلال وحسب، بل إلى من يكرسون هيمنته بقضم حقنا في الحد الأدنى من الحياة الآدمية، لقمة وحرية، أو الانحناء لهم واستجدائهم من أجل الفتات شرط أن نكف عن التذمر.
    تذكرت في هؤلاء بيت الشِّعر الذي رآه ابن بطوطة مكتوبا على سور مقبرة خراسان وفيها قبور ألف ملك من ملوك خراسان، "وسلاطينهم سل الطين عنهم والرؤوس العظام صارت عظاما"!

    آذار قال لي
    PNN / محمد علي طه
    على هذه الأرض وضعتنا أمهاتنا بالشقاء والمعاناة والألم والفرح، وكحّلنَ عيونَنا بنور الشمس، وفي ترابها وطلّها ومائِها وأعشابها عمّدنا اباؤنا. فكانت الأرض فينا وكنّا فيها. وكان ترابها منا وكنّا منه. هي حوّاؤنا وأمُّ من لا أمّ له منا. هي بداية البدايات. الله والأرضُ وآدم والأمّ والأب يبدؤون جميعاً بحرف البداية حرف الألف. حرف المناغاة الأول للوليد. حرف واهب الحياة وحرف الموهوب.
    منذ جدّي كنعان الذي زرع وغرس وحصد وجنى وعلّم البشرية ما لا تعلم، ومنذ جدّتي عنات التي وهبت الجليل جمالاً، والغور خصوبة، والبطوف خضرة من عينيها، والساحل سحراً من جفنيها، والبحر موجاً من صدرها، منذ كنعان وعنات والأرض تشمّ رائحة عرقي، وتعرف ملمس قدميّ، ودبيب أناملي، تعرف كوفيّة جدّي لا برنيطة الجنرال الأحمق نابليون، وتعرف قمباز أبي لا بذلة بلفور، وتعرف شروال خالي الأسود لا بنطلون برلسكوني، وتعرف فستان أمي الذي طرّزته بالجوريّ والياسمين لا ورقة التوت على عورة بار رفائيلي.
    في آذار تنفض الحياةُ سباتها ويزغرد الجنس في شجر الخوخ ومشمش الصبايا، في عيدان الكرمة وسنديان الشبان. ويعودُ يقومُ ينهضُ الناصريّ ويمسح براحته على الجبال والوديان والسهول فتمتلئ عشباً أخضر وأزهاراً ومحبة. يا بن مريم أورثتنا صليبك الخشبيّ ومنحتنا حبّاً وما زلنا نحمل صليبك راضين بقدرنا.
    في آذار الأول في العام 1976 بوابة التاريخ الفلسطيني إلى الحياة اغتلنا غول الخوف الذي استوطن في صدورنا منذ النكبة، وطردنا الأشباح من وطن المقهورين، ومن حارات الفقراء، ومن أزقَة البلدة التي تعطّرت بأنفاسنا. في آذار الأول قدّمنا آيات الشكر لمغنَي القافلة نوح إبراهيم الذي أنشد "دبّرها يا مستر دل، بلكي على إيدك بتحل" ولو كان بيننا الآن لقال "دبّرها يا مستر أوباما، حاجي تتغابى وتتعامى". وعانقنا أبا الطيّب على تراب الشجرة حاملاً روحه على راحته وزففناه ثانية إلى الحيّ الشرقيّ في الناصرة. في آذار الأول اشتعل شهداؤنا يا غسان في سخنين وعرابة وكفركنا ونور شمس مع شقائق النعمان. شهداؤنا يحترقون ويبخّرون الفضاء بالزعتر البريّ.
    كان الثلاثون من آذار من قبل يعبر في رزنامة الوطن مثل سحابة صيف تمرّ من ميعار إلى دير حنا لا يذكرها عصفورٌ ولا تستظلّ بها فراشة ولكن هؤلاء الستة، وقد خلق الخالق العالم في ستة، جعلوا الثلاثين من آذار يأتي من باطن الأرض فتتفجر ينابيع الحياة وعيون الحبّ، وترتفع الجباه، منتصب القامة مرفوع الهامة، وقبضنا على الدنيا من عنقها بل من أنفها وقلنا لها: نحن سماد الأرض، وبذور الأرض، وصبّار الأرض، وسنديان الأرض، فطلّت خيلنا من الملّ صهيلها يملأ الفضاء ويجرحه، فسمع حمحمة جيادها عائد الميعاريّ الذي زرع في قلبه زعترة، وغنّى لها أبو سعيد الحطينيّ عتابا وميجانا، وأسقاها موعد الصفوريّ من ماء القسطل، وأقسم مصطفى الكناويّ أن يطعمها حب الرمان، وما كان من جميل اليافيّ إلا أن حمّمها بعبير البرتقال.
    طلّت خيلنا الجليلية من الملّ يعدو صهيلها على هضاب فلسطين وجبالها ويدقّ يدقّ أبواب العرب العاربة، والعرب المستعربة، والعرب المتأمركة، والعرب المستعجمة، والعرب المستتركة، والعرب العنّينة، والعرب المخصيّة، والعرب النائمة... نادت خيولنا قصورَ هؤلاء ولا حياة لمن تنادي.
    تسألني ميعار في كل آذار، بحكمة الشيوخ المجربين أحياناً ودلع الصبايا أحياناً: لماذا كلما كتبت عني اختفت الفواصل والنقاط وامّحت علامات الترقيم؟
    نحن يا أماه حجارة الوادي، وادي القرن ووادي القلط ووادي قانا ووادي المجنونة ووادي الصفا ووادي فلاح ووادي الحمام ووادي الشومر لم نأتِ على ظهر سفينة من الغرب يا مستر باراك أوباما، ولم نأتِ على هودج جمل من الشرق يا خواجة بانت، ولا على خرطوم فيل من الجنوب يا جنرال يعلون، ولا في قمرة قطار الشمال يا أدون لبرمان. نحن جئنا من نسغ زيتونة روميّة. من دم سنديانة عرفت جيوش فرعون وجحافل كورش وخيول سنحاريب وحمار بطرس وما اهتزّ لها غصن وما سقطت منها ورقة ولا جفّ لها جذر. جئنا من جذع خرّوبة أكل من ربّها عمرو بن العاص وشرب من دبسها يزيد بن هند وابن صخر أيضاً. جئنا من نبع الماء الذي لا ينضب.
    على صخور هذا الوطن، على صخرة حطين، وعلى صخرة الناقورة، وعلى صخرة الكرمل، وعلى صخرة جرزيم، وعلى صخرة المكبّر، وعلى صخرة النقب قدّمنا القرابين. عرفنا المصائب وعرفنا البلايا وعرفنا النكبات وعرفنا المذابح والمجازر قرناً بعد قرن وما هُنّا، وما خانتنا نساؤنا ولا خاننا زهر اللوز، وما عرف اليأس صدورنا، ولم نقل يوماً ليت الفتى حجر. صمدنا، انغرسنا، بقينا، فرحنا، أنجبنا وغنينا يا ظريف الطول.
    يا جنرالات الحروب والدبابات والطائرات والصواريخ من مارس إله الحرب ذي العين الواحدة حتى فاتحي القرى ومخيمات اللاجئين قد تزوّرون التاريخ ولكن لا تستطيعون أن تزوّروا لون الشجر، قد تسرقون الحقل ولن تقدروا أن تسرقوا رائحة التراب، قد تبنون الجدران والأسوار والسجون ولكن لن تتحكّموا بنور الشمس وضوء القمر ونسيم الفجر، قد تبنون قلاعاً تحت الأرض وقبباً فولاذية فوقها لكنها لن تحميكم من عيون الأطفال ومن لوعة أمهات الشهداء ومن حرقة زوجات الأسرى ومن حبّ شعبي لنسيم الحرية.
    يا أربعين علي بابا خذوا البمبا واتركوا لي العكوب والزعتر. خذوا البسلي واتركوا لي العلت والشومر. خذوا الهمبورغر والباجيت واتركوا لي خبز الطابون والزيت. خذوا الأباتشي واتركوا لي محراث جدي.
    أنا باقٍ باقٍ باقٍ وباطل الأباطيل باطل.
    أيها القتلة من دير ياسين إلى سخنين، من صبرا وشاتيلا إلى الحرم الإبراهيميّ، من مخيم تل الزعتر إلى مخيم جباليا، من كفر قاسم إلى رفح خذوا قلبي وافتحوه، لن تجدوا فيه حقداً، ولن تجدوا فيه علقاً أسودَ، لن تجدوا فيه سوى حبّي لشعبي!
    هل تعي ذلك أيها البروفيسور المجنون بالأعداد وبالأرقام وبإحصاء حيواناتنا المنوية؟
    أرثي لك. تُتعب حاسوبك وتهلك نفسك ولا تنام وتبقى جاهلاً. هذا الوطن الذي تزعم بأنك تعرفه وأنه لك منذ آلاف السنين تعال اختبرك اختباراً بسيطاً فيه:
    هل تعرف الشومر والعكّوب والعلت والخبّيزة والخردلة والمقرة والجعدة والحُلّيمة والبسباس ولسان الثور والمرّار والخرفيش والسنّارية والسميميخة والخافور والدريهمة والمدادة والغوصلان ولفّة سيدي وإبرة ستي في عينك وعين الحسود؟
    هل تعرف شذى الأقحوان والنرجس والصفّير والبرقوق والزقوقيا وعين البقرة وعرف الديك؟
    هل ذقت حلاوة رحيق زهر الصبّار الأصفر؟
    هل تعرف زقزقة عروس التركمان وتغريد الحسون وغناء العندليب؟
    هل تعرف قفزات الحلاج ونطّات الشحرور ورقصات الشحيتي وعدو السمّان ودلع اللامي وحذر الدوريّ النكحيّ؟
    هل تعرف منقار الزرعيّة المبلل بماء زقطة بطيخ ما زالت بغواً؟
    هل شاهدت عرس الزرزور؟
    هل سمعت موسيقى الطزيز الذهبيّ يطير من على وردة ويحطّ على زهرة؟
    هل سمعت ما قالته العصافير للشجرة الغنّاء في الصباح؟
    هل أصغيت لهمسات النحل وهي تلثم الأزهار وتمصّ لعابها؟
    هل فهمت ما وشوشت الفراشاتُ الزهرَ والعشبَ؟
    يا سيدي،
    هذا التراب لي
    بير الصفا لي
    البطّوف والملّ لي
    الزيتونة الروميّة لي
    السنديانة لي
    الصبّارة شوكاً وزهراً وثمراً لي
    الكرمة لي
    عود الزعتر الأخضر لي
    يا سمينة الدار لي
    نعناعة الحاكورة لي
    آذار قال لي:
    هذا الوطن لي
    لي.لي.لي!!!

    حياتنا - كيري وميتشيل
    ج الحياة / حافظ البرغوثي
    سنرى جون كيري وزير الخارجية الاميركية في جولات مكوكية متقاربة في المنطقة. فالرجل يريد استعادة زمام المبادرة السياسية في المنطقة فهو ينتقل من عاصمة الى اخرى بعد التهتك الذي اصاب السياسة الاميركية في المنطقة ربما لاحباط الرئيس الاميركي اوباما وتعنت اسرائيل وربما لأن ما يسمى بالربيع العربي لم يسر كما يتمنى الاميركيون وحلفاؤهم من جماعة الاخوان المسلمين، فلم يستقر الحكم بعد لا في تونس ولا ليبيا ولا مصر وكان الاميركيون بحاجة الى هذا الثالوث الجديد حتى تكتمل حلقاته في سوريا ويشكلون منظومة حليفة كخط دفاع جديد تضاف الى ما تبقى من القديم. منذ البدء بدد الاميركيون الآمال قبل جولة الرئيس اوباما عن امكانية حدوث اختراق فهم لا يريدون خلق توقعات مبكرة بل ربما يفكرون الآن في اعادة ضبط العملية التفاوضية قبل ان تبدأ حتى اذا بدأت أثمرت ولو على المدى البعيد.. وهم يدركون ان اسرائيل تتمترس حول الخطر النووي الايراني باعتبار ان الاولوية له وحتى لو لم يوجد هذا الملف فثمة ما يقال عن تنامي قوة التيار الجهادي السلفي الذي لن يكون حليفا لحكومات الاخوان المحتملة، فاسرائيل لا تقدم وسيلة لخلق حجج لحجب القضية الفلسطينية وفي هذه المرة سيحاول الاميركيون تلبية الرغبة الاسرائيلية تجاه ايران بحشد تحالف اقليمي ضد ايران ينتظم فيه الترك والعرب القدامى والاخوان وسيتم باغراء وحيد وهو ان القضية الفلسطينية في طريقها للحل وان ايران تهدد الجميع في المنطقة وهو المنطق نفسه الذي سارت عليه ادارة بوش الأب في عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت حيث حشدت العرب وراء وعد بحل القضية الفلسطينية ومؤتمر مدريد والنتيجة أمامنا بائنة.
    نحن مطالبون بألا نكون طعماً لأحد.. بل يجب الاصرار على وضع حد لمعاناة شعبنا دون ربطه بأجندات اسرائيلية او اميركية او حتى اقليمية فالقضية الفلسطينية هي بؤرة عدم الاستقرار في المنطقة وبحلها يمكن للمنطقة ان تسترخي وتدخل عالما من السلام والأمن للجميع دون تهديدات ووساوس ومخاوف. فان اراد الاسرائيليون الأمن فهو في انهاء الاحتلال وان اراد الاميركيون استقرارا لمصالحهم فهو في حل القضية الفلسطينية وان ارادت دول المنطقة تخفيض منسوب حمام الدم الجاري في المنطقة فهو في حل القضية الفلسطينية لأن فيها تحقيقا لمصالح شعوب المنطقة.. وما عدا ذلك هو ان الوزير كيري يواصل مهمة المبعوث ميتشيل.. أي جولات عقيمة.

    يا أُمَّةً ضَحِكَت مِنْ سادتها الأُمَمُ!
    ج الايام / جواد البشيتي
    بغداد، أو الحكومة العراقية المركزية برئاسة المالكي، المغضوب عليه شعبياً، ومن أهل الأنبار على وجه الخصوص، غاضبة على كردستان العراقية التي تمادت في "نزعتها القومية الاستقلالية"، حتى أصبح النفط العراقي في هذا الإقليم مشمولاً بها؛ فتجارة النفط تزداد بين كردستان العراقية وتركيا، التي هي الأولى إقليمياً في عدائها للنزعة الاستقلالية القومية للأكراد على المستوى الإقليمي، ولأكرادها هي على وجه الخصوص.
    كردستان العراقية تُصَدِّر الآن، ولو بالشاحنات، وبكميات ضئيلة، النفط الخام إلى تركيا؛ ومن قَبْل، سمحت لشركات نفط عالمية بالتنقيب عن النفط في "مناطق متنازَع عليها" في الإقليم؛ وكأنَّ الغاية الكامنة هي "كَرْدَنة" النفط في شمال العراق، أيْ جعله كردياً خالصاً.
    إنَّه النفط الذي طالما تحدَّثْنا عن "عروبته"، وتَغَنَّيْنا به قائلين في شعارتنا القومية: "نفط العرب للعرب"!
    وقبل "الكَرْدَنَة النفطية"، اكتشفنا مع قيام دولة جنوب السودان، أنَّ النفط العربي في السودان ليس عربياً، فـ "منابعه" تَقَع في إقليم هذه الدولة الجديدة، وإنْ تعذَّر عليها تصديره إلاَّ بوساطة شبكة الأنابيب التي تقع في شمال السودان العربي؛ فهل نُعزِّي أنفسنا قائلين إنَّ الجزء الأعظم من ثروة العرب النفطية ما زال عربياً من الوجهتين الجغرافية والديمغرافية؟
    إذا لم نقوَ قومياً (وديمقراطياً) بما يقينا من شرور احتراب واقتتال بين سنة العرب وشيعتهم فلن يبقى من الجسد القومي العربي ما يسمح بالإبقاء على عروبة النفط؛ فعندئذٍ، نرى كثيراً من هذه الثروة وقد "تَشَيَّع"، بدءاً من جنوب العراق.
    وعندئذٍ، أيضاً، سَنَعْطَش بما يكفي لجَعْلِنا ننسى إلى الأبد "النفط العربي"، و"نفط العرب للعرب"؛ ولن نتذكَّر أهمية وضرورة ما كان ينبغي لنا فعله لدرء المخاطر عن "أمننا القومي المائي" إلاَّ بَعْد فَوْت الآوان.
    ما الذي فَعَلْناه لاتِّقاء شرِّ الاستبداد الأجنبي بمصادِر ومنابع المياه التي تجري في أراضينا كما يجري نفط جنوب السودان في أنابيب شمال السودان؟!
    إنَّنا نَشْرَب ونسقي زَرْعنا من مياه النيل، التي منابعها في أراضٍ غير عربية، ومن مياه دجلة والفرات، التي منابعها في أراضٍ غير عربية، ومن مياه نهر الأردن، الذي تُحْكِم إسرائيل قبضتها على مصادره ومنابعه.
    ما الذي فَعَلْناه للتأسيس لـ "أمن قومي مائي"، ولإحراز شيء من الاستقلال في مياه الشرب والزراعة عن تلك المصادِر والمنابع المائية (النهرية) غير العربية، ونحن الذين اكْتَنَزْنا كثيراً، وكثيراً جدَّاً، من "الذهب الأصفر (أو من نُوابِّه وممثِّليه)" من طريق بيعنا كثيراً، وكثيراً جدَّاً، من "ذهبنا الأسود"؟!
    لقد فَعَلْنا كل ما يجعلنا أُمَّة جديرة بالهلاك، لا تستحق الحياة التي تليق بأُمَم القرن الحادي والعشرين؛ فإنَّ جُلَّ ثرواتنا النقدية (من ذهب ودولار ويورو..) أنْفَقْناه، وننفقه، أيْ استثمرناه، ونستثمره، في خارج أرض العرب، وبما يعود بالضرر، لا النَّفع، على كل جهد كان يمكننا، وينبغي لنا، بذله من أجل التأسيس لاقتصاد قومي عربي حقيقي، أو لسوق عربية مشتركة، فَلَمْ نَعْرف من الدول والحكومات إلاَّ ما له من المصالح الفئوية الضَّيِّقة ما يجعله، فعلاً وعملاً وواقعاً، أشد تطرُّفاً من سايكس وبيكو في عدائهما للوجود القومي العربي؛ فالوطن الكبير جعلوه، بالتعاون مع أعدائنا في الغرب، بقرةً حلوباً، كل جسمها عندنا، إلاَّ ضروعها فكانت في خارج هذا الوطن؛ جُلُّ حليبها لأسيادهم، وقليله لأسيادنا؛ أمَّا نحن فَلَمْ نَكُن إلاَّ الأُمَّة التي كلَّما زادت ثروةً، زادت فَقْراً!
    حتى السِّلاح الغالي الثَّمَن لم نَشْتَرِه منهم إلاَّ بما يجعلنا نزداد ضَعْفاً، عسكرياً وسياسياً، وبما ينفعهم هُمْ (أي الباعة) مالياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وقتالياً!
    لا ذهب أسود لنا، ولا أصفر، ولا أبيض؛ حتى "ذهب أيلول" كادوا يُحرِّمونه علينا؛ لأنَّه من صاحبة صَوْتٍ عَوْرَة!
    وها هي "المأساة ـ المهزلة" تَكْتَمِل بـ "فَصْلِها الغذائي"؛ فلا طعام لدى العرب إلاَّ "المُسْتَوْرَد" جُلُّه من خارج "الوطن الكبير"؛ فالقوَّة الإمبريالية العظمى في العالَم تُرينا، أيضاً، وجهها "الإمبريالي الحُبوبيِّ"؛ فالحبوب التي إليها نحتاج غذائياً، وفي مقدَّمها القمح، ما عاد ممكناً الحصول عليها من أراضينا؛ وغَدَوْنا مضطَّرين إلى شرائها من مصادِر تُحْكِم هي قبضتها الإمبريالية على معظمها وأهمها؛ فكيف للمرء أنْ يكون رأيه من رأسه إذا لم يكن مأكله من فأسه؟!
    أَمْرُنا هذا، والذي هو اجتماع "المأساة" و"المهزلة"، لا يَهُمَّ أبداً أولياء الأمر مِنَّا؛ فلقد أعدُّوا للطوفان سفينةً للنجاة (أيْ لنجاتهم هُم) كسفينة نوح، واكتنزوا واختزنوا في خارج "الوطن الكبير" من القرش الأبيض ما يكفيهم شَرَّ اليوم الأسود؛ فَنِعْم "الربيع العربي"، الذي قبله كانوا "أنصاف آلهة"، على الأقل، فَلَمَّا أتاهم على حين غرة، ولم يبقَ لديهم من خيار إلاَّ النجاة بجلودهم، وبما خَفَّ وزنه، وغلا ثمنه، بانوا على حقيقتهم العارية من الأوهام والزركشة والزخرفة؛ فَهْم لصوص، تدثَّروا بـ "الرئاسة"، وبـ "رجال دولة"، زمناً طويلاً.
    ويا ليتهم اكتفوا بما سرقوا ونهبوا؛ ففي رُبْع الساعة الأخير من حكمهم، وتحكمهم، كانوا "السِّكين العمودية" لسايكس وبيكو؛ فسعوا في تجزئة ما جزَّآه من قَبْل.

    الهجوم الفتحاوي على سلام فياض
    PNN / رشيد شاهين
    يتعرض رئيس الوزراء الفلسطيني د.سلام فياض منذ فترة طويلة إلى هجوم "شرس" من بعض رموز حركة فتح، وقد لوحظ ان هذا الهجوم ازداد شراسة خلال الفترة القريبة الماضية، وكان في مقدمة المهاجمين للرجل مؤخرا اللواء توفيق الطيراوي عضو للجنة التنفيذية لحركة فتح، الذي شن هجوما قاسيا على د.فياض ومستشاريه وقد اتهمه بأنه يريد ان يصل إلى قيادة فلسطين من خلال الوصول إلى الرئاسة.
    قبل يومين، نشرت صحيفة القدس العربي حديثا لعضو المجلس التشريعي د.نجاة أبو بكر حديثا اتسم بالشراسة والاتهامات غير المسبوقة لرئيس الوزراء الفلسطيني وان هنالك "انتفاضة داخل الحركة للإطاحة بفياض وان جميع أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري باتوا مع الانتهاء من الرجل ومن حقبته في أسرع وقت ممكن".
    هذا الهجوم المتجدد يعكس رغبة كثير من الفتحاويين بإخراج فياض من رئاسة الوزراء، هجوم لم يكن كما يُعتقد وليد قرار اتخذه د.فياض بقبول استقالة وزير المالية مما اعتبر خروجا على رغبة وإرادة الرئيس الذي لم يقبل الاستقالة. إنها رغبة قديمة تعود إلى الأيام الأولى من تعيين الرجل في هذا الموقع، وكان من السهولة بمكان الاستماع إلى الكثير من التهديد والوعيد بان فياض لن يبقى في مكانه مهما بلغ الأمر، وها هو الرجل في مكانه منذ حوالي ستة أعوام.
    برغم اختلافنا مع الرجل من ناحية سياسية، إلا أننا لا نعتقد بان الاختلاف يجيز لنا توجيه الاتهامات بهذا الشكل وتغييب ما يشهده العالم له من كفاءة، ولسنا نعتقد بأنه كان من الممكن ان نستمع إلى مثل هذه الانتقادات والاتهامات لو كان الرجل نفسه وليس سواه "فتحاويا" حتى وإن كان أسوا من فياض بعشرات المرات.
    القول بأن الجميع في فتح "نبذ" الرجل ولا أحد يدافع عنه، فيه الكثير من المبالغة، حيث من المعروف ان هنالك في فتح من يدافع عنه ولا يرى انه بكل هذا السوء الذي يحاول البعض تصويره، وقد يكون هؤلاء هم الذين يشكلون "المشكلة" لمن يهاجم د.فياض، على اعتبار انه استطاع استقطابهم وانه أصبحوا "من زلم فياض" برغم ان في ذلك اتهامات ومبالغات غير مفهومة وغير مبررة.
    أما أن يصل الأمر بوصف من يقفون مع فياض من أبناء فتح بأنهم "مرتزقة" ومن انهم "ارتضوا بيع فتح ودمائها وشهدائها وأسراها مقابل ملاليم أعطيت لهم" كما تقول د.أبو بكر، فهذا والله خطاب جديد ولغة جديدة يستخدمها أبناء فتح ضد بعضهم البعض، وهي طريقة بالنسبة لنا مستهجنة ذلك ان بالإمكان الاختلاف دونما حاجة إلى استخدام لغة التجريح، وكنا نتمنى ان يكون الاختلاف بشكل اقل حدة واننا تجاوزنا في الساحة الفلسطينية هذه المرحلة التي كانت في سابقات الأيام حيث وبمجرد الاختلاف يتم اللجوء إلى توجيه القدح والاتهامات والاتهامات المضادة.
    أن يأتي أي كان وبعد سنوات من تقلد السيد فياض منصبه ليقول انه أداة لمشروع أمريكي، فهذا أيضا غير مفهوم خاصة وان المشروع الفلسطيني الموجود هو في الأساس مشروع فتحاوي بامتياز، ولم يكن فياض في صورته أو تفاصيله عندما انطلق في أوسلو قبل عقدين من الزمن،وعليه فمن غير المفهوم محاولات تحميله فشل مشروع لم يكن له ان ينجح أصلا، لأنه أقيم في ظل احتلال استيطاني بغيض وكل محاولات الترويج لنجاحه هي "كالنفخ" في جثة هامدة أو في "قربة مخزوقة".
    لسنا هنا ندافع عن د.فياض، وهذا المقال ليس للدفاع عن الرجل أو سياساته، لكننا نعتقد بان هنالك أجندات خاصة لدى البعض، يحاولون من خلالها رمي كل هذا الفشل "لمشروع أوسلو" على رجل لم يكن له ناقة ولا جمل في هذا الاتفاق، كما ان من يقود مشروعا وطنيا، لا بد أن يكون بإمكانه رفض الشروط أو الشخصيات التي يمكن ان يعينها أو يطلب تعيينها هذا الطرف أو ذاك، وكان من الأجدى أن يتم رفض "تنسيب فياض" لرئاسة الوزراء بغض النظر عمن كان الذي أوصى بذلك؟.
    الجميع مع تنظيف المشروع الوطني من كل "الدرن" والأدوات المشوهة المرتبطة بالأجنبي أو الاحتلال، إلا ان السؤال، ماذا في المشروع "منذ أوسلو" وحتى اللحظة غير مرتبط بكل هذه الجهات، هنالك الكثير الكثير من الأمثلة التي يمكن التطرق إليها في هذا المجال، وكل من هو على هذه الأرض يشهدها ويلاحظها ويعيش مآسيها.
    نعتقد بأن ليس من السهولة بمكان إقالة فياض، ومن تابع أوباما خلال زيارته، كان يمكنه ملاحظة انه وفي كل مرة "يشيد" بالتطور في الأراضي الفلسطينية، يقرن ذلك باسم فياض مع أسم أبو مازن، وليس من المعتقد بان هنالك إمكانية ان تتم إزاحة الرجل في المدى المنظور، أو على الأقل كما يتمنى أو يرغب البعض.
    د. فياض وبحسب اعتقادنا باق، لكن لماذا يكون مدعوما من قبل الغرب وفي المقدمة أمريكا؟، من الذي دفع به إلى تبوأ مثل هذه المنزلة؟ برغم انه لا يمثل حزبا رئيسيا أو حركة جماهيرية أو غير جماهيرية، أو ليست هي الأخطاء وربما الخطايا التي مورست قبل ان يأتي الرجل "بباراشوت" أمريكي؟، لماذا لم ولا تتم محاسبة الذين كانوا سببا في قفز رجل "مقطوع من شجرة" إلى مقدمة المركب وقيادته؟، أين كانت حركة فتح من ذلك وماذا كان دورها؟، أو ليس د. فياض هو امتداد لكل ما ارتكبته الحركة من أخطاء بما في ذلك صعود حركة الإخوان المسلمين"حماس" إلى السلطة ومن ثم هذا الانقسام الذي يعصف "بالوطن". هل سيتم "فتح الدفاتر العتيقة"؟.
    ثم هل يعقل ان يستطيع الرجل وهو " بلا ظهر" ولا سند سياسي ولا فصيل مسلح أو غير مسلح، هل يستطيع وهو الوحيد ان يقوم بهذا الذي يتحدثون عنه في حركة فتح؟، هل الرجل بهذه "السوبرمانية" وبكل هذه القوة بحيث ينهي أو يفشل المشروع الوطني الذي يعمل عليه الشعب بما في ذلك حركة فتح منذ عشرات السنين؟،إذا استطاع وفعل، فهذا يعني ان حركة الشعب الوطنية وثورته ليس سوى حركة هلامية غير متجذرة ولا أصيلة، وعليه فان الشعب الفلسطيني يستحق ما يخطط له الرجل من وضع مقدراتنا في الأيدي الأمريكية والصهيونية.
    هذه الهجمة على د. فياض يمكن أن نفهمها على أساس ان حركة فتح تعتقد بأنها هي الأحق في هذا المنصب، وإنها الحركة الرائدة التي لا يجوز ان يتحكم في قراراتها من هو "غير فتحاوي"، لكن لا يمكن قبولها على أساس ان حركة فتح من لها الحق في تسيد الوطن والتعامل معه بطريقة "الأسد أو نحرق البلد".
    الواقع يقول ان الوطن بشقيه ليس حكرا لأحد بما في ذلك حركتي فتح وحماس، وعلى الذين يعتقدون ان فتح هي فتح السبعينات أو ما بعد أو ما قبل ذلك ان ينظروا حولهم، العالم يتغير، والأوطان ليست ملكا لأحد، وحركة فتح ليست أقوى من الحزب الشيوعي السوفييتي ولا الأحزاب التي حكمت أوروبا الشرقية.
    المشروع الوطني الفلسطيني يلزمه شراكة حقيقية بين جميع القوى بما في ذلك الشخصيات المستقلة، وكل محاولة لتهميش الآخرين سوف لن تأتي إلا بنتائج وخيمة على القضية الفلسطينية، وعلى الجميع ان يخرج من النظرة الفئوية الضيقة من اجل ان يكون الجميع شركاء في الوطن حيث لا سادة ولا عبيد.
    أخيرا، قبل عدة أيام كنا في مناسبة لإحدى الفصائل الفلسطينية، عندما قال احد القادة البارزين في لفتة احتجاجية على تفرد فتح وحماس بالقرار الفلسطيني "نذهب إلى القاهرة من اجل الحوار، ويأتي الاخوة في فتح وحماس ويخبروننا انهم اتفقوا على هذا وعلى ذاك، والمطلوب منا ان نوقع على ما تم الاتفاق عليه" عندها قال احد الحضور، "لماذا توقعون ان كنتم غير راضين أو مشاركين فيما تم الاتفاق عليه".
    سلام فياض ليس سوى شخصية اعتبارية سواء جاءت برغبة أمريكية أو صهيونية، وهو في حسابات المصالح لن يكون أكثر أهمية واستراتيحية من حسني مبارك ولا زين العابدين، ويمكن ان تتخلى عنه الجهات الداعمة كما فعلت مع هؤلاء، المطلوب لإزاحته لا يحتمل كل هذه العنعنات، ودمتم.

    تغريدة الصباح - ندوة بمذاق مختلف
    جريدة الحياة / محمود شقير
    قبل يومين، كانت لنا ندوة ثقافية بدعوة من مركز يبوس الثقافي ودار راية للنشر.
    الندوة كانت مكرسة لتجربتي في الكتابة، ولتوقيع المجلد الذي ضم أربع مجموعات قصصية لي هي: خبز الآخرين، التراب، صورة شاكيرا، وابنة خالتي كوندوليزا.
    تحدّث في الندوة الصديق الأديب يحيى يخلف. تحدّث عن الصداقة التي ربطت بيننا منذ ابتدأنا الكتابة في مجلة «الأفق الجديد» المقدسية أوائل ستينيات القرن العشرين. ولعل من محاسن الصدف، أن الندوة انعقدت على مقربة من المكتب الذي كانت تشغله الأفق. تحدث يحيى يخلف عن المجلة الرائدة وعن زملاء تلك الحقبة الذين جمعهم التوق الجاد للمعرفة ولتحصيل الثقافة بأبعادها الوطنية والإنسانية، وجمعهم كذلك الولاء للكلمة الحرة التي تعزز الكفاح من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة.
    وخلال الندوة، غنت الفنانة المتميزة ريم تلحمي بعضًا من أغانيها، وقرأت مقاطع من قصتي الساخرة «صورة شاكيرا». وكان خالد الغول مدير الأنشطة الثقافية في مركز يبوس قد افتتح الندوة بكلمات لائقة، تلاه الشاعر بشير شلش مدير دار راية للنشر في حيفا، الذي قدم مداخلة حول كتابتي للقصة القصيرة، وتحدث عن التعاون الذي تم بيني وبين الدار لإصدار هذا المجلد القصصي.
    احتشد في الندوة عدد غير قليل من الكاتبات والكتاب ومن الشخصيات الوطنية والثقافية وممثلي المؤسسات الثقافية المقدسية. ولعلّ المذاق المختلف لهذه الندوة كامن في طبيعة الجمهور الذي جاء إليها. فقد اعتدنا في كثير من ندواتنا الثقافية، مشاهدة الأشخاص أنفسهم يتكررون في كل ندوة، مع غياب كامل أو شبه كامل للجمهور الذي تستهدفه ثقافتنا الوطنية، ويُفترض فيها أن تتوجه إليه، وأقصد هنا بالتحديد الشابات والشباب الذين يغيبون عن المشهد، ويظل الحضور مقتصرًا على نخبة مثقفة، لم تعد بحاجة إلى هذا الإصرار على إيلائها وحدها كل اهتمام.
    هذه المرة، حظيت ندوتنا بحضور مميز لجمهور من تلميذات جبل المكبر، والفضل في ذلك يعود لمديرة المدرسة ديمة عليان ومدرسات اللغة العربية اللواتي حضرن الندوة، وتركن للتلميذة زينة مشاهرة مهمة إلقاء كلمة نيابة عن مدرستها وعن زميلاتها التلميذات.
    وحظيت الندوة بحضور مميز لمبادرة شباب البلد، تلك المبادرة الواعدة التي أسسها شباب وشابات من جبل المكبر، ممثلة في الإعلامية والصحافية آية ابراهيم جوهر التي ألقت كلمة المبادرة، وممثلة كذلك في بهاء عليان وحسام عليان اللذين أشرفا على التغطية الإعلامية لوقائع الندوة.
    كما حظيت الندوة بحضور عدد من أعضاء ندوة اليوم السابع التي يقودها الكاتبان جميل السلحوت وابراهيم جوهر، لكن سفر الأول وخضوع الثاني لجراحة في عينه حال دون حضورهما، وناب عنهما وعن اليوم السابع الشاعر رفعت زيتون الذي ألقى كلمة. وحظيت الندوة بحضور «دواة على السور» التي تضم في صفوفها مجموعة من الكاتبات والكتاب الشباب من بينهم مروة السيوري ولؤي زعيتر، ولهم نشاط ثقافي منتظم يشمل القدس وبقية مدن فلسطين. وقد ألقت الأديبة الشابة نسب أديب حسين كلمة في الندوة نيابة عن الدواة. وكنتُ حظيت باهتمام مقهى الكتاب الثقافي ونادي الصحافة ممثلين بالأخوين عماد منى ومحمد زحايكة اللذين قاما بالترويج الإعلامي للندوة، وكذلك باهتمام مسرح سنابل ممثلاً بالفنان المتميز أحمد أبو سلعوم.
    حين جاء دوري في الكلام قدمت عرضًا موجزًا لتجربتي في الكتابة، وابتهجت وأنا أرى عددًا من صديقاتي وأصدقائي على الفيسبوك، ومن تلاميذي الذين درستهم قبل سنوات، ومن أصدقاء النضال، وفي الطليعة منهم المناضل التقدمي نعيم الأشهب، في قاعة يبوس التي اتسع صدرها لحرارة الكلمات ولدفء المشاعر.
    كانت بالفعل ندوة ثقافية بمذاق مختلف، في القدس المحتلة التي يليق بها مثل هذا النشاط.

    ومضة: لا تقرأ هذا المقال!
    وفا / د. صبري صيدم
    الفضول ذاته الذي دفعكم للإصرار على قراءة هذا المقال رغم عنوانه الواضح والغريب هو ذات الفضول الذي يدعو أبناءكم اليوم للالتصاق بالتكنولوجيا الحديثة ووصول البعض إلى حد الإدمان الكبير والمخيف.
    وقبل أن أستطرد في هذا الأمر وددت من خلال هذا المقال أن أنبه لأمر مهم بتنا نعيش تجلياته اليوم ألا وهو استخدام الأطفال المفرط للإنترنت والعالم الرقمي برمته وذلك بغرض حث التفكير المجتمعي للتعامل معه ومع آثاره لا الانتقاص من دور التكنولوجيا المهم في توسيع مدارك المجتمع المعرفية وتسهيل وتسريع وحتى تطوير مشاركتنا النوعية في ثورة التطور المعرفي.
    لهذا فإنني حريص في معالجتي لهذا الأمر أن لا أعلن الحرب على التطور الرقمي وأنا من المتحمسين جداً له، وإنما لألفت الاهتمام مجتمعيا لإساءة استخدام هذا التطور ودخول مجتمعنا في آفة ازدياد الاتصال البشري وغياب التواصل الاجتماعي.
    فكم من مرة بتم ترون أطفالكم محدقين في شاشات التلفاز أو الحواسيب التقليدية أو المحمولة أو اللوحية أو حتى هواتفكم الذكية؟ وبماذا هم محدقون؟ وكم نقضي نحن أمامهم لننهرهم عما نقوم نحن به؟ وما مدى درايتنا بما يشاهده الأبناء على شبكة الإنترنت؟ وهل خدشنا جدار طفولتهم عندما لم نراقب نحن ما نشاهده من إدمان واضح للمجتمع على نشرات الأخبار التي تتنافس اليوم في نقل صور الأشلاء والقصف ومشاهد الدماء والنحيب والقتل؟
    اليوم ما يزيد عن 78% من أطفال فلسطين يستخدمون بنشاط واضح كل مكونات تكنولوجيا الاتصال في تفوق طفيف للذكور على الإناث. ويركز جل هؤلاء على عالم التسلية الذي يتفوق وبكل أسف من حيث الاهتمام وبأشواطٍ كبيرة على الاستفادة المعرفية التعليمية.
    وينتسب 90% من الرواد الأطفال وبصورة تقديرية إلى عالم التواصل الاجتماعي وتحديدا صفحات الفيسبوك رغم منع شروط الشركة انضمام من هم دون سن معين إلى قائمة مشتركيها. وحتى أكون أكثر دقة فإن أطفالاً في فلسطين لا يتجاوز عمرهم ٧ سنوات لديهم حسابات مفتوحة على الفيسبوك ويرتادون بحرية كامل المواقع ويشاهدون كل المتاح من الأفلام.
    أما ما يشاهده هؤلاء ويتعرضون إليه من سلبيات فحدث ولا حرج لطول القائمة التي تشتمل على الجريمة والعنف الجسدي والمخدرات وانتحال الشخصيات والقرصنة الرقمية والتجارة الجنسية وسرقة الأعضاء وعمالة الأطفال والاغتصاب وسرقة البيانات والفيروسات والقتل وتصنيع المتفجرات والشذوذ الجنسي وسخرة الأطفال والتعدي على الأديان ومشاهد مروعة تكاد لا تحصر.
    الغريب في الأمر أن بعض الأهل يعتبرون امتلاك التكنولوجيا في ظل عدم وعيهم بأهمية الإرشاد والتوجيه هو من باب المباهاة والمفاخرة المالية والاجتماعية دون أن يعرفوا سبب بعض الظواهر التي تعتلي أبناؤهم. لتشمل هذه الظواهر ازدياد الحدة في المواقف وعدم التعاون أو التعامل بجدية مع المتطلبات اليومية كالدراسة والأكل والنوم والميول نحو العزلة وغياب التفاعل الاجتماعي وشح الاهتمام بالرياضة أو بذل أي مجهود يذكر وحتى النحو باتجاه تقليد بعض المواقف التي يقوم بها الكبار.
    ويا ليتني أمتلك المساحة الاجتماعية والثقافية التي تسمح لي بالاستطراد في الكتابة عن ما أعرف وأشاهد من أمور محزنة تصل إلى أيدي الكثيرين من الأطفال الذين غابت عنهم المتابعة والإرشاد.
    لقد أثبتت التجربة بأن التطور الرقمي في العالم لا يقابل بقدرة مجتمعية ديناميكية لمواكبته ثقافياً. لذلك فإن ما نشهده ليس حكراً علينا بل تشهده مجتمعات عدة. المهم أن نتسلح بالمعرفة والدراية حرصاً على نسيج مجتمعي بدأ يتعرض لظواهر حساسة وبدأ يشهد ظهور سلوك المراهقة في عمر مبكر جداً قد يصل أحياناً إلى سبع سنوات!
    السلاح الأهم هو التنشئة وليس القمع الفكري والانفتاح الأسري في نقاش الأمر وتوضيحه لا اللجوء إلى البطش والصرامة. ناهيكم عن الحاجة للدراية بالتقانة والتعامل معها لفهم طلاسمها وعدم خجل الأهل من حاجتهم المتأخرة للتعلم. كما أن العلم بالظواهر أمر مهم لعلاجها بهدوء وتأنٍ وحكمة.
    فأنا وعلى خلاف الكثيرين لست مع سياسة البتر والإكراه أو محاولة معالجة الأمر عبر تقنيات مختلفة خاصة وأن كل ما هو ممنوع مرغوب بل إنني من المؤمنين بمعالجة الأمور عبر تعزيز التنشئة ومقومات السلوك القويم والاهتمام بالارتباطات الاجتماعية والترفيهية والثقافية التنشيطية.
    إن مجتمعا يسوده الأطفال والشباب ويحمل هماً وطنياً كبيراً لا يستطيع أن يعيش فريسة لتطور تقني لا يواكبه اجتماعيا وإنما يجب أن يمتلك القدرة على الاستفادة منه لتثبيت هويته وتعزيز إنتاجه المعرفي وخدمة قضاياه العادلة التي ولولا الإنترنت لم تصل إلى العالم البتة.
    المهمة ليست عسيرة ولا مستحيلة لكنها تحتاج لتدخل سريع وكبير قد يصل إلى الوصول إلى كل مدارسنا والمتابعة مع الأهل والمعلمين وتوظيف سبل الإعلام للتحذير من تبعات الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا.
    إن الإنترنت مجرة مترامية من الفائدة لكنها كغيرها من إنتاجات العلم والحياة تحتاج للحكمة في تناول ما تطرحه وتحتاج للدراية والمعرفة بخفايا ما تحمله بصورة تسمح للمجتمع بأن يميز الخيط الفاصل بين السلبي والإيجابي.. فهل وصلت رسالة هذا المقال للذين أصروا مشكورين على قراءته؟
    هل ندفع ثمن كشف عوراتنا
    PNN / طلعت علـــــوي
    ضريبة او رسوم او مبلغ من المال!!! 152 شيكل او 30 دينار او 40 دولار، باي لغة وباي عملة عليك ان تدفع ضريبة المغادرة عند السفر الى الاردن، فهل ندفع ثمن كشف عوراتنا.
    لم يكن معلوما من المستفيد من ضريبة المغادرة وعلى اي اساس يدفعها كل مسافر يزيد عن عامين مع استثناء الرتب العليا!!!. ندفعها في استراحة اريحا ونغادر برعاية الله، ومن ثم تلحق بنا تلك الضريبة داخل حقيبة تسلم الى مندوب حكومة الاحتلال على الجسر (الكرامة)، ودواليك في كل يوم نجبي من جيب المواطن ونرسل الاموال الى حكومة الاحتلال التي لا تتاخر عن كشف عوراتنا عند السفر عبر الجسر.
    بحسب بروتوكول باريس (سيء الصيت) قيمة الضريبة 26 دولار فقط اي 100 شيكل تقريبا. توزع مناصفة بين الطرفين مع زيادة دولار لحكومة الاحتلال. وفي حال زاد عدد المسافرين عن 750 الف سنويا (يصل احيانا الى مليون مسافر سنوياً) فان حصة الحكومة الفلسطينية تصل الى 16 دولار عن كل مسافر بعد العدد 750 الفا. وطبعا حكومة الاحتلال وكالمعتاد غير ملتزمة وتحول مبلغ 40 شيكل فقط!! عن كل مسافر وتحتفظ بباقي المبلغ لتطور اساليب التفتيش والاهانة على الجسر.
    جباية ضريبة المغادرة من جيب المواطن خلال العقدين الماضيين كانت تزداد مرة او اكثر في كل عام. ففي العام 2008 كانت 99 شيكل، وفي العام 2012 وصلت الى 150 شيكل اما اليوم فهي 152 شيكل.
    تلك هي ضريبة المغادرة، تجبى من جيب المواطن دون نص قانوني، وترسل الى حكومة الاحتلال كاملة ومن ثم نتمنى عليهم اعادة ارسالها لنا بحسب مايسمى بالاتفاق!!.
    اليوم ضريبة المغادرة 152 شيكل، وطبعا الحكومة الفلسطينية لا تملك زمام المبادرة ولا تستطيع ان تقدم اي شيء يعود بالمصلحة على المواطن !! والسؤال هنا، حال وصلت الضريبة الى 152 دينار هل سندفع !!!

    أوباما.. ماذا حمل لنا؟
    ج الايام / أشرف العجرمي
    مما لاشك فيه ان زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمنطقة على درجة كبيرة من الأهمية وليس عبثاً ان يختار أوباما زيارة هذه المنطقة كأول منطقة يزورها بعد فوزه في الانتخابات العامة بولاية ثانية. وطبيعة الملفات التي ناقشها مع الزعماء هنا تدلل على انها تحتل أولوية في سياسة الولايات المتحدة وهي على الترتيب : الملف النووي الإيراني والملف السوري وملف الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي.
    في الملف الاول طمأن أوباما قادة اسرائيل بشأن قرار واشنطن منع ايران من امتلاك سلاح نووي، وهي لم تجتز بعد الخطوط الحمراء وبالتالي على اسرائيل ان تنتظر قبل ان تفعل شيئاً، حيث لا يسمح لإسرائيل ان تقوم بفعل اي شيء قبل ان تقرر واشنطن. ويبدو ان اسرائيل بدت مطمئنة اكثر بعد زيارة أوباما وحديثه بهذا الشأن. ولم يعد الخلاف بشأن ضربة إسرائيلية استباقية لإيران على جدول الاعمال.
    وفي المسألة السورية تبادل الطرفان القلق بشأن ما يجري في هذا البلد انعكاس ذلك على الأمن في سورية، وكان التباين في وجهات النظر يتركز في رغبة اسرائيل في ان تقوم الولايات المتحدة او أية قوة دولية بتدمير مخازن الاسلحة الكيماوية الجرثومية السورية بحجة منع وصول الجهات "المتطرفة" ومنها "حزب الله" الى هذه الاسلحة، بينما لا ترى أميركا ان تدخلاً عسكرياً دولياً في هذه المرحلة مفيد حتى مع الاتفاق على وجود مثل هذه المخاطر. فالولايات المتحدة بدأت في التريث في موضوع إسقاط نظام بشار الاسد. ليس فقط بسبب صمود النظام وفشل التقديرات المتفائلة التي تحدثت عن سقوطه الوشيك منذ فترة طويلة، وانما كذلك بسبب القلق من بعض جهات المعارضة السورية وخاصة المجموعات "الجهادية" التي ينتمي بعضها للقاعدة وخاصة "جبهة النصرة" السلفية. وهذه الجهات يمكن ان تبقي البلاد بحالة من الفوضى التي قد تقود الى تهديد الأمن الاسرائيلي.
    اما في الملف الفلسطيني فهناك حقيقتان مهمتان في كلام الرئيس أوباما: الاولى انه كان صهيونيا بامتياز حيث ركز في حديثه امام جموع الشباب الاسرائيلي على اتفاقه التام مع الأيديولوجية الصهيونية بكل رموزها وأفكارها الرئيسية بل ذهب الى أبعد من ذلك عندما شبه الغزوة الصهيونية باكتشاف أميركا وحكم "الرواد" للبلاد وتجاهل حقوق السكان الاصليين. واعتبار قيام دولة اسرائيل كاستعادة لحق تاريخي. وتأييده للمطلب الاسرائيلي بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية وهذا خطاب ذهب بعيداً في مغازلة اسرائيل الصهيونية الى درجة ان اعتبره بعض المحللين الإسرائيليين بأنه تحدث كصهيوني يساري. والحقيقة الثانية هي انه تحدث بواقعية وعقلانية عن اهمية قيام دولة فلسطينية مستقلة الى جانب دولة اسرائيل وتطبيق حل الدولتين هو مصلحة أكيدة لإسرائيل. وخاطب الجمهور الاسرائيلي الواسع عبر تجمع الشباب من خلف ظهر قيادته بعبارات تؤكد الدعم المطلق لإسرائيل من كل الجوانب وخاصة الأمن وضمان توفير الحماية لها. ولكن ذلك من وجهة نظره لا يتناقض مع اهمية التوصل الى تسوية سياسية على اساس حل الدولتين دون الدخول في تفاصيل هذا الحل. ولأول مرة تحدث عن المعاناة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال بما فيها تغاضي اسرائيل عن جرائم المستوطنين
    التي تمر دون عقاب من جانب السلطات الاسرائيلية، وعن الاستيطان باعتباره يعيق التوصل الى حل سياسي. كما اكد ان وزير الخارجية جون كيري سيبقى يعمل في المنطقة من اجل استئناف المفاوضات ولكن بطبيعة الحال دون شروط مسبقة. اي دون الاستجابة للمطلب الفلسطيني القاضي بضرورة وقف الاستيطان قبل اية عودة للمفاوضات.
    في الإطار العام كان حديثه عن العملية السياسية مقبولاً ويمكن البناء عليه على الرغم من عدم خوضه في تفاصيل الحديث عن مرجعيات عملية السلام وخاصة القرارات الدولية و"خارطة الطريق" وبالذات انسحاب اسرائيل الى حدود العام ١٩٦٧. بما فيها القدس المحتلة. ولكن ماذا يمكن ان تفعل الولايات المتحدة عندما لا تملك خطة محددة بجداول زمنية لها بداية ولها نهاية قريبة لا تتجاوز العام من تاريخ بدء العملية السياسية، اذا كتب لها ان تبدأ في وقت قريب؟.
    كما ان الولايات المتحدة ستجد صعوبة في التعامل مع الحكومة الاسرائيلية القائمة فيما لو كانت جادة في دفع العملية السياسية. فالشيء الذي تجمع عليه غالبية الاحزاب والكتل المشكلة لحكومة بنيامين نتنياهو بما في ذلك أحزاب المعارضة من الحركات الدينية وحتى حزب (العمل) هو عدم الرغبة في رؤية عملية سياسية جادة تطرح على الطاولة قضايا الحدود والقدس واللاجئين والاستيطان. بل ان القاسم المشترك لجميع هذه الاحزاب والحركات هو دعم الاستيطان. والخوف هو ان تتلاشى رغبة الولايات المتحدة في احياء عملية السلام عندما تصطدم بالعقبات التي تضعها اسرائيل ويبقى الفلسطينيون مع خطاب صهيوني أميركي - إسرائيلي يقتل فكرة التسوية على اساس التعامل مع الحدود الدنيا من الحقوق الفلسطينية.
    وفي هذا أيضاً لا تعتبر زيارة أوباما فاشلة بل انها تكون حققت توافقاً اسرائيلياً- اميركياً على ملفات في غاية الأهمية بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة وخاصة في موضوعي ايران وسورية، ويمكن تسجيل إنجاز سريع بدفع اسرائيل الى الاعتذار لتركيا في محاولة لكسر الجليد في العلاقة بين الطرفين، تمهيداً لتعاون بين البلدين في معالجة ملف الحرب الدائرة في سورية لاحقاً. وربما في الحرب اللاحقة على ايران فيما لو قررت الولايات المتحدة معالجة الملف النووي الإيراني عن طريق الحرب في حال فشل العقوبات الدولية ضد ايران في ثنيها عن التخلي عن تطوير برنامجها النووي.

    قمة الدوحة مواجع وآمال
    ج الحياة / يحيى رباح
    القمة العربية تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، تنعقد في قلب الاحداث العربية التراجيدية التي بدأت منذ اكثر من سنتين،وهي احداث لا يمكن ان ندعي ان النظام الاقليمي العربي كان له فيها رؤية واحدة متفق عليها، او دور فاعل يمكن الاستناد اليه، ولعل الدور الابرز الذي قدمه النظام الاقليمي العربي هو تقديم الغطاءات المجانية للقوى الدولية وخاصة حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، كما حدث في التجربة الليبية، وكما يحدث في التجربة السورية الآن، وقد التقت الحكمة اليمنية مع الحكمة الخليجية بحيث ينمو المشهد اليمني الى حد ما من العنف التفجيري واعتقد ان الموقف الدولي ولأسباب استراتيجية، وخاصة على صعيد الامن في البحر الاحمر ومداخل المحيط الهندي، كان متوافقا مع هذه الحكمة اليمنية والخليجية.
    ولكن الوضع في المنطقة ما يزال بعيدا جدا عن الاستقرار، وعن تشكيل الملامح النهائية،فما زال الملف النووي الايراني قائما، وما زالت اسرائيل تتنكر لفرص السلام المتاحة التي تجسدها مبادرة السلام العربية !!! وما زال السلاح يتدفق بكميات غير منضبطة الى المنطقة وخاصة في سيناء والبر المصري، وفي سوريا ولبنان، وحين يتدفق السلاح بهذا الشكل المفتوح فان كل المخاطر تستمر قائمة، وما تزال تجربة الاسلام السياسي في الحكم تثير الاسئلة والمخاوف في آن واحد،فقد راهن الاسلام السياسي على الاستجابة للضرورات والاحتياجات الاميركية والإسرائيلية، اكثر من الاستجابة لشركاء الوطن في أي دولة عربية،وقد لا ينجح النظام الاقليمي العربي في الاتفاق مع كل شيء في هذه القمة، ولكننا نأمل الاتفاق على ترتيب الاولويات، ودعم الفرص المتاحة امامنا عربيا، وهذا امر ليس سهلا، ويحتاج الى كثير من الارادة، والرؤية المستقبلية،والإخلاص، لأنه في نهاية المطاف لن يتبرع احد بخدمة قضايانا، والحرص على نجاحنا اكثر منا وبالتالي فان المبادرات يجب ان تنطلق منا نحن عربيا، وهذا ما دفعني الى التأكيد على ضرورة، ترتيب الاولويات.
    وابدأ بموضوع طارئ، ما كان له ان يحدث، وما كان له ان يتوحش الى هذا الحد، وهو الانقسام الفلسطيني، الذي ثبت من البداية انه كان صناعة اسرائيلية واستثمارا اسرائيليا،وأننا لم نجن من ورائه سوى الآلام والخسائر وان وقت الرهان على الاوهام المرتبطة بهذا الانقسام قد انتهى، وتريد الآن ان نتخلص من هذا الانقسام حتى لا يكون مدخلا للطعن في اهليتنا الفلسطينية والعربية.
    وبدون شك، فان الدول العربية لم تبذل الجهد المطلوب في اطفاء هذا الانقسام، حتى الاتفاقات التي وقعناها بشكل رئيسي في القاهرة وفي الدوحة تراجعت امام عمليات احراق الوقت المتعمدة، مرة تحت عنوان الافتعالات التي لا معنى لها، او تحت عنوان الخلافات داخل حركة حماس نفسها، مثلما جرى بعد اعلان الدوحة في شباط فبراير من العام الماضي، او بسبب رهانات وهمية اخرى قادمة من هنا وهناك.
    الآن، والموقف العربي يبدو مبشرا اتجاه القدس حتى وان جاء متأخرا، لدينا امل ان تضغط القمة العربية باتجاه انهاء الانقسام وانجاز المصالحة، اذ كيف يمكن ان نتوحد حول القدس التي توحد العالم كله حولها واعتبرها عاصمة الدولة الفلسطينية في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الاخير، بينما نبقى نحن مزقا في يد الانقسام.
    الارادة العربية هنا مهمة جدا، الارادة الجادة والمتبصرة، التي تؤمن ان اللعب في الملف الفلسطيني من أي طرف عربي هو امر خطير جدا، وان عبقرية القضية الفلسطينية تكمن في صلاحيتها لتكون ارض اللقاء العربي،وقاعدة الابداع العربي، ومحفز النهوض العربي، اما التلاعب بالقضية والخلاف حولها فهو الضرر الفادح الذي يهدد الجميع.
    تأتي قمة الدوحة في الوقت الحاسم وفي قلب الاحتياجات والضرورات العربية، ونأمل وندعو ان تدار بالحكمة والحيوية القطرية المعروفة بما يتناسب وزخم اللحظة التاريخية الراهنة وضروراتها الملحة.

    طبول حرب في المنطقة تقرع
    جريدة الايام / علي جرادات
    مزوِّر أو مضلَّل كل من لا يرى أن ملفات إيران وسورية ولبنان بترابطها، بل بوصفها ملفاً واحداً عملياً، هي ما يستحوذ على مركز اهتمام صناع السياسة الأميركية الإسرائيلية بما لهم من نفوذ وحلفاء وتأثير في المنطقة. وقليل الحنكة والخبرة كل من لا يرى أن هذه السياسة تنحو نحو تصعيد الصراع الدائر حول هذه الملفات. ولا يعرف من السياسة غير اسمها كل من لا يرى أن هذا التصعيد السياسي ينطوي على أن العمل العسكري صار خياراً أميركياً إسرائيلياً وارداً بقوة في حسم هذا الصراع، ذلك بمعزل عن أشكال ترجمة هذا الخيار، وعن متى وأين يبدأ، وعن كيف وإلى أين ينتهي. فكل ما قاله أوباما علناً خلال زيارته للمنطقة وبعدها، عدا الترتيبات التي سبقتها والنتائج المباشرة لها، ناهيك عن غير المعلن مما قاله في الكواليس، توحي بكل ذلك بلا شك أو ريب. فعلى مستوى ما قاله كان لافتاً للانتباه قوله: "إسرائيل في قرارات الدفاع عن نفسها سيدة وغير ملزمة بالعودة إلى حلفائها بمن فيهم الولايات المتحدة". "ممنوع على إيران امتلاك السلاح النووي وكل الخيارات لمنعها من ذلك مطروحة على الطاولة وفرصة العلاج الدبلوماسي غير مفتوحة إلى ما لا نهاية". "إسرائيل أقوى دولة في المنطقة وحليفتها الولايات المتحدة أقوى دولة في العالم". "السلاح الكيميائي السوري خطر على السوريين ودول المنطقة ويجب منع استخدامه أو تحريكه أو وقوعه في يد جهات تهدد أمن إسرائيل". و"حزب الله منظمة إرهابية ويجب أن يسمَّى كذلك". و"علاقة التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أبدية.....إلى الأبد". أما على مستوى الترتيبات والنتائج السريعة والمباشرة يلفت الانتباه وذو مغزى سياسي كبير استباق الزيارة وتزامنها وتمخضها عن:
    *القرار التصعيدي من جامعة الدول العربية بالطلب من "الائتلاف الوطني السوري" المعارض تشكيل هيئة تنفيذية بغرض احتلال مقعد الدولة السورية في الجامعة وإجازة تسليح المعارضة السورية على يد كل دولة عربية تريد ذلك.
    *استباق زيارة أوباما للمنطقة بتصعيد عسكري للصراع في سورية حدَّ عدم تورع بعض أجنحة المعارضة عن إطلاق صاروخ يحمل مواد كيميائية بغرض اتهام النظام باقتراف هذه الجريمة وإظهار أنه غير مسيطر على ما بحوزته من أسلحة كيميائية ونوعية أخرى، علماً أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا قد أعلنتا منذ مدة طويلة عن انهما لن تقفا مكتوفتي الأيدي إزاء مثل هذا التطور.
    *القرار المفاجئ والسريع بإنهاء التوتر الطارئ بين تركيا وإسرائيل كحليفين إقليميين إستراتيجيين تربط كل منهما علاقة تحالف إستراتيجية بالولايات المتحدة من خلال محادثة هاتفية رتبها أوباما بين نتنياهو وأردوغان قدم فيها الأول اعتذاره للثاني عن ضحايا سفينة مرمرة وأبدى استعداد إسرائيل تقديم التعويض اللازم لعائلاتهم، علماً أن قراراً إسرائيلياً بهذا كان متاحاً منذ سنوات، بينما لم يخفِ نتنياهو والأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية حقيقة أن توقيت اتخاذ هذا القرار مرتبط بتطورات الصراع الدائر في سورية وعليها.
    *قرار استقالة رئيس الوزراء اللبناني، ميقاتي، علماً أن الرجل والوزراء اللبنانيين المحسوبين عليه وعلى الرئيس اللبناني كانوا عملياً هم اللاصق الوحيد المتبقي، برضى من الولايات المتحدة وحلفائها، بين طرفي الاستقطاب السياسي اللبناني،( قوى 8 و14 آذار)، والسد الذي حرص الأميركيون والأوروبيون على عدم انهياره حتى بعد حادث اغتيال اللواء وسام الحسن قبل شهور. ما يعني أن قرار الاستقالة لم يكن قراراً لبنانياً داخلياً بل أوحت به وباركته واشنطن رغم كل ما ينطوي عليه من تصعيد للصراع بين طرفي المعادلة اللبنانية المشحونة كما لم تكن من قبل بسبب الأزمة السورية وتداعياتها.
    *الاستعجال في إرسال وزير الخارجية الأميركي إلى العراق للضغط على، وربما تهديد أو إغراء، حكومة المالكي من أجل تغيير موقفها من إيران وما يجري في سورية، عبر إشعارها أن أوان الحسم بات قريباً. وفي السياق ذاته تندرج زيارة أوباما للأردن والتأكيد على أن التحالف الأميركي معه والدعم المالي له أمران ثابتان وأن على النظام أن لا يخشى من تداعيات انضمامه بقوة للموقف الأميركي من الأزمة السورية.
    يحيل ما تقدم إلى زيف القول بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يحتل صدارة اهتمام إدارة أوباما في ولايته الثانية، وإلى حقيقة أن الملف السوري بتشابكه مع ملف إيران وملف المقاومة اللبنانية هو ما يحتل صدارة الاهتمام الأميركي الإسرائيلي، وإلى حقيقة أن ضبابية موقف إدارة أوباما من هذا الملف في فترة الإعداد للانتخابات قد انتهت. أما لماذا؟
    في سياق عربي عام انطلق في سورية قبل عامين حراك شعبي طالب بإجراء إصلاحات ديمقراطية أقر بها، واستعد لتطبيقها، رأس النظام، وإن بعد تلكؤ وشى بسوء تقدير وطرائق حكمٍ أمنية معتادة ورؤية تعكس شبكة مصالح ضيقة. حراك ما لبث أن تحوَّل بسرعة البرق إلى صراعٍ مسلح على سورية الدولة والجيش والدور والمكانة والهوية. صراع استنزافي ترعاه بالسياسة والدبلوماسية وتمده بالمال والسلاح دول أجنبية غربية وإقليمية وعربية تقودها الولايات المتحدة التي تريد، ومعها إسرائيل بالطبع، تحويل سورية الدولة بعد العراق، وإن بسيناريو مختلف تقتضيه خصوصية سورية واختلاف المعطيات الدولية والتداخلات الإقليمية، من لاعب إلى ملعب. صراع رفضت التورط فيه أجنحة المعارضة الوطنية الديمقراطية الأكثر أصالة وجدية في إحداث تحولات ديمقراطية تعزز الاستقلال والسيادة الوطنيين، بينما انخرطت في هذا الصراع التدميري، لأسباب سلطوية محضة، وبلا أي رادع وطني أو أخلاقي، جماعة "الإخوان المسلمين" وقوىً سياسية ليبرالية تابعة وأجنحة سياسية وعسكرية ثأرية خرجت من عباءة النظام وجماعات سلفية تكفيرية جاهلة متطرفة متعددة الألوان والولاء تدفقت على سورية من جميع أرجاء المعمورة.
    بهذا تعقدت لوحة الصراع الجهنمي الدائر في سورية وعليها وصار من السذاجة السياسية وفي غير مصلحة الشعب السوري الانسياق دون تدقيق خلف "الائتلاف الوطني السوري" المعارض الذي تسيطر عليه، بدعم أجنبي، أميركي جوهراً، وعربي، خليجي أساساً، جماعة "الإخوان المسلمين" التي قبلت، بل استخدمت، (بحنكة سياسية براغماتية لا تضاهى)، رئاسة أحمد معاذ الخطيب، الشخصية الوطنية الدينية المعتدلة، لهذا الائتلاف، تماماً كما قبلت واستخدمت رئاسة برهان غليون وجورج صبرا وعبد الباسط سيدا كشخصيات ليبرالية لـ"المجلس الوطني السوري"، بينما تسيطر الجماعة عليه تكويناً وقراراً. بل، وأكثر، ففي محاولة للاستفادة مما تنفذه الجماعات التكفيرية، و"جبهة النصرة" منها بالذات، من أعمال إجرامية موصوفة، لم تقبل قيادة جماعة "الإخوان المسلمين" التصنيف الأميركي لهذه الجماعات كمجموعات إرهابية، بل، واحتجت عليه بذريعة أن في ذلك مساواة للضحية بالجلاد. إنها ذريعة من يرى في إسقاط النظام، إنما دون إعلان، مقدمة لإسقاط الدولة "الكافرة" كما تصفها، صراحة وعلناً، "جبهة النصرة" وأخواتها بمسمياتها، وما أكثرها. في سالف القول ثمة حقائق لا يجوز التهيب من قولها خشية الاتهام بالوقوف ضد الشعب السوري ومطالبه في الديمقراطية والحرية. فالتهيب من قول مثل هذه الحقائق هو ما قاد إلى انطلاء اللعبة الأميركية الإسرائيلية على بعض من أقحاح الوطنيين والقوميين الديمقراطيين والتقدميين، بل، وإلى مساهمة هذا البعض عن جهالة في ضرب العراق واحتلاله وتدميره كدولة وجيش ونسيج وطني، وإلى وقوع الشعب العراقي في ما يعيشه منذ عشر سنوات وحتى اليوم من فتن دينية وطائفية ومذهبية...الخ مصير يبدو أن سورية الدولة بمحيطها الشامي بعامة، واللبناني بخاصة، تسير صوبه. يشير إلى ذلك ما تمخض عن زيارة أوباما وتزامن معها من تصعيد سياسي تلقفته حكومة المستوطنين الجديدة في إسرائيل بكل ترحاب وفرح. ما يعني أن ثمة طبول حرب في المنطقة تقرع لصياغة شروط التسويات السياسية مع إسرائيل.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 298
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:20 AM
  2. اقلام واراء محلي 297
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:19 AM
  3. اقلام واراء محلي 296
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:18 AM
  4. اقلام واراء محلي 295
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:17 AM
  5. اقلام واراء محلي 280
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:43 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •