أقــلام وآراء إسرائيلي (308) الجمعة- 5/04/2013 م
|
في هــــــذا الملف
- خالد مشعل يبحث عن وجهة
- بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
- سوريا ميدان لعب القوى العظمى
- بقلم: غي بخور،عن يديعوت
- يهود امريكا يدعون نتنياهو للتنازل من أجل السلام
- بقلم: حامي شيلو،عن هآرتس
- وثيقة ترسم خريطة الثوار ضد الاسد
- بقلم : جاكي خوري ،عن هآرتس
- فساد لا حرية تعبير
- بقلم : درور إدار،عن اسرائيل اليوم
- حظ اسرائيلي
- بقلم: آري شبيط،عن هآرتس
|
خالد مشعل يبحث عن وجهة
بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
ترأس خالد مشعل في السنوات الاخيرة منظمة حماس (كان يرأس رسميا المكتب السياسي للمنظمة)، ناظرا فيما يحدث في غزة من مستقره في دمشق الى ان بدأت دمشق تحترق وتخلى هو عن مضيفه بشار الاسد، وأخرج منها مقر المنظمة.
'لقيته' قبل سنة في قطر حينما كنت أنزل في فندق 'الفصول الاربعة'. ولاحظت زمن نزولي هناك ان شخصا ما دخل الفندق يصاحبه حراس شخصيون. وعرفته وعرفني واتجهنا نحن الاثنان وجهتين مختلفتين كي لا يكون 'اللقاء' لقاء. وكان ذلك بعد ان أعلن انه لا ينوي ان يرشح نفسه مرة اخرى لرئاسة الحركة واعتُبر ان مستقبله أصبح خلفه. بيد انه اتصل اثناء اجراء الانتخابات في المنظمة ولم يكن أحد من المرشحين الآخرين بمنزلة 'مرشح طبيعي'، وأيده عدد من الدول العربية وانتُخب مشعل، كما نشر هذا الاسبوع، ليقود الحركة لولاية اخرى.
لمشعل وجهان، فحينما يجري لقاءات صحفية مع الـ 'سي.ان.ان' مع كريستيان أمنفور يكون حذرا وبراغماتيا. وحينما يظهر في حشد في غزة يكون متطرفا ومُحرضا. وحينما يلاقي أبو مازن يكون ودودا ويتحدث باعتدال عن تسوية مع اسرائيل ستحترمها حماس اذا حظيت بتأييد الشعب الفلسطيني. وحينما يلاقي ملك الاردن عبد الله الثاني يتحدث عن دولة فلسطينية في حدود 1967، ويفهم الملك من ذلك ان مشعل يؤيد حل الدولتين.
إن حماس اليوم في موقع مختلف تماما عما كانت فيه قبل سبع سنوات حينما كانت حركة مقاومة دينية تستعمل الارهاب وتريد الاضرار باسرائيل وبالمؤسسة الفلسطينية الفاسدة من وجهة نظرها. وفازت حماس في انتخابات 2006 وفاجأها هذا الفوز وبدل ان تفي بالشروط التي عرضتها عليها الرباعية وهي التخلي عن العنف والاعتراف باتفاقات سابقة واستعداد لمفاوضة اسرائيل، فضلت ان تسيطر عسكريا على قطاع غزة وتجعل فتح تهرب من هناك. وفضلت المنظمة في الحرب الأهلية في سوريا معارضة الاسد ووجدت نفسها خارج الدولة. إن المحادثة بين حماس وفتح تجري منذ بضع سنين مثل عناق قنفذين في حين لا يبدو انه يوجد لطرف من الطرفين اهتمام كبير جدا بالانضمام الى رفيقه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
سوريا ميدان لعب القوى العظمى
بقلم: غي بخور،عن يديعوت
يميز السنة الثالثة للحرب في سوريا وضع جديد وهو ان الحرب المحلية قد أصبحت حربا دولية من اجل التأثير والأنصبة، ويحارب النظام المتمردين عليه على اختلاف مجموعاتهم. لكنه يتحارب هناك في واقع الامر قوى من القوى العظمى العالمية والاقليمية على ما بقي من ارض سوريا وتريد جميعها ان تؤثر في اليوم التالي.
فمن جهة تقاتل روسيا وايران والعراق، ومن الجهة الثانية دول مثل الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر وبريطانيا وفرنسا وغيرها. ولما لم تكن أية جهة دولية مستعدة لتعريض جنودها للخطر فان هذه الدول تحارب بواسطة 'سورييها' وكل طرف وسوريوه. وطريقة التأثير الرئيسة هي نقل السلاح.
تُدخل هذه الجهات الدولية مقادير ضخمة من السلاح والذخيرة والمواد المتفجرة الى سوريا آلاف الأطنان من وسائل القتال كي ينتصر 'سوريوها' وتحفظ بذلك مصالحها. فالسوريون يقتلون السوريين من اجل مصالح دولية لأن التأثير في سوريا في اليوم التالي يُغري كثيرين.
هكذا تنشئ ايران الآن عصابة مسلحة شيعية جديدة في سوريا في حين يشتغل الامريكيون والاتراك بتسليح العصابات المسلحة السنية. وما لا يقدمه الامريكيون تقدمه السعودية وقطر مثل صواريخ مضادة للطائرات. ويقاتل السوريون عن حياتهم لكنهم في واقع الأمر دُمى أسرى للمصالح الاجنبية.
إن من يدرك ان الحرب هناك قد أصبحت دولية يمكنه ان يستنتج من ذلك أنه يتوقع ان تستمر سنين طويلة بعد، دونما أية صلة ببشار الاسد، فحتى لو نُحي النظام الحالي ولم نبلغ هذه المرحلة فان العلويين والشيعة والاكراد والسنيين وغيرهم لن يمضوا الى أي مكان. وهذا ما يجعل عدد القتلى في سوريا يزداد من شهر الى آخر، وقد بلغ الى عشرات آلاف القتلى.
كلما زادت شهوة القوى العظمى لافتراس قطع من سوريا أرسلت الى هناك قدرا أكبر من السلاح. وهذه لعبة هزل تُذكرنا بأن الضعيف في الشرق الاوسط يصبح فريسة للجميع والضعف يشجع الضعف. بل انه قد تزداد بعد سقوط النظام في سوريا حدة الحرب بين المصالح الاجنبية لأن الشهوة الدولية ستزداد فقط.
بازاء الحديث عن التدخل الاجنبي يبرز موقف اسرائيل كما صاغه وزير الدفاع موشيه يعلون وهو ان اسرائيل لن تتدخل إلا اذا هاجموها. وليس لاسرائيل عصابات مسلحة سورية وهي لا تسلح هناك أحدا ولا تنوي التدخل في الألعاب الداخلية والدولية.
إن مقدار عدم التدخل هذا يوجب علينا ان نكف عن أية صلة بسوريا حتى لو كانت الأكثر هامشية ومن ذلك القرار الغريب على إدخال جرحى للعلاج الطبي وهو شيء يُترجم في سوريا بأنه تأييد للمتمردين.
ويجب ان يبقى المستشفى الميداني الذي ينوون اقامته مطويا وينبغي اقامة الجدار مع سوريا بلا أبواب كما تم في الحدود الجنوبية. هذه أول مرة في تاريخنا تخرج فيها الحقيقة خارجا وهي ان الصراعات الحقيقية في الشرق الاوسط بعامة لا تتصل باسرائيل بل بالعكس وهو أننا كنا الى ما قبل السنتين الاخيرتين ذريعة إخفاء الصراعات الحقيقية. ويجب الحفاظ على هذا الكنز وعلى الحقيقة أتم حفاظ. وهو غير متصل ألبتة بسوريا بل يتصل بوضعنا في الشرق الاوسط الحقيقي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
يهود امريكا يدعون نتنياهو للتنازل من أجل السلام
بقلم: حامي شيلو،عن هآرتس
عشية عودة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى القدس، أرسل نحو من 100 يهودي امريكي بارز أول أمس (الثلاثاء) رسالة الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وألحوا عليه ان يتعاون. وقد دعوا نتنياهو في الرسالة الى العمل مع كيري في صوغ 'مبادرات براغماتية تعرض استعداد اسرائيل للتنازل وتقديم تضحيات مناطقية مؤلمة من اجل السلام'.
وقد سُلمت الرسالة التي كتبتها منظمة 'اسرائيل بوليسي فورم'، أمس الى ديوان رئيس الوزراء في القدس والى سفارة اسرائيل في واشنطن. وألح منظمو الرسالة على رئيس الوزراء ان يستغل نجاح زيارة الرئيس اوباما لاسرائيل 'وأن يخطو خطوات بناء ثقة محددة تكون رمزا لالتزام اسرائيل بحل دولتين للشعبين'.
ليس في الرسالة أي انتقاد لسياسة حكومة اسرائيل الحالية، بل إن كاتبيها يُثنون على 'الزعامة' التي أظهرها نتنياهو باحراز مصالحة مع تركيا. ودعا كُتاب الرسالة الى زعامة مشابهة من قبل نتنياهو 'تتحدى القادة الفلسطينيين ليخطو خطوات بناءة مشابهة تشتمل على عودة سريعة الى طاولة التفاوض'.
يُعد بين كُتاب الرسالة عدد من الشخصيات البارزة من يهود امريكا في الحاضر والماضي يؤيد أكثرهم معسكر الوسط أو اليسار. وينبغي ان نذكر منهم نائب وزير الدفاع في الماضي دوف زيكهايم؛ والمتبرعين تشارلز برونفمان وداني أبرامز؛ والمدير العام للايباك في الماضي توم ديان؛ وزعيم الحركة الاصلاحية ريك جيكوبز؛ والباحثة في المحرقة الاستاذة الجامعية دبورة ليبستيد؛ ورئيس الوكالة في الماضي ريتشارد بيرلستون وكثيرين آخرين من عظماء عالم الاعمال والمنظمات اليهودية في امريكا.
أفاد جيكوبز أمس أنه وقع على الرسالة بسبب 'الصورة التاريخية' لزيارة اوباما والحاجة الى وجود 'سبل جديدة' لخرق الطريق المسدود بين اسرائيل والفلسطينيين 'ولا سيما والمنطقة في عدم يقين كبير كهذا'.
أُسست منظمة 'اسرائيل بوليسي فورم' (آي.بي.إف) عقب اتفاقات اوسلو في سنة 1993 وحظيت بنجاح وسمعة حسنة بلغا الذروة في سنة 2001 حينما عرض الرئيس السابق بيل كلينتون في مناسبة ما للمنظمة 'معاييره' لاحراز اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين. وتدهورت منزلة المنظمة وفخامة شأنها بعد أحداث الحادي عشر من ايلول والانتفاضة الثانية، لكنه في السنة الاخيرة يبذل رئيس المنظمة بيتر جوزيفس والمدير العام ديفيد هالبرن، جهودا لاعادة المنظمة الى مركز المسرح.
نجحت المنظمة التي تصف نفسها بأنها 'براغماتية ومركزية' في جمع 'مجموعة مميزة من القادة البارزين' لتأييد جهود احراز 'تسوية سلام مع الأمن لاسرائيل'، قال هالبرن أمس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
وثيقة ترسم خريطة الثوار ضد الاسد
بقلم : جاكي خوري ،عن هآرتس
وثيقة شاملة للجيش السوري الحر تفصل جماعات الثوار الاساسية التي تقاتل اليوم ضد نظام الاسد المتفكك. وحسب الوثيقة، التي نقلت الى البنتاغون وتسربت هذا الاسبوع الى 'الواشنطن بوست'، ففي الاراضي السورية تعمل خمس مجموعات مقاتلة، تختلف الواحدة عن الاخرى من حيث الايديولوجيا وهوية الممولين لها.
ظهور ميليشيات اسلامية متطرفة في سوريا يثير القلق في أوساط المواطنين في الدولة وزعماء الدول العربية بشأن العصر ما بعد نظام الاسد. في منظمات المعارضة وبالاساس المعارضة السياسية التي في معظمها تتجمع في الائتلاف الوطني السوري، يجتهدون لعرض سيناريو متفائل بموجبه في سوريا يوجد من هو جدير بان يقف على رأس الهرم السياسي والعسكري ويمكنه أن يقود الدولة بعد فترة تكيف قصيرة. ثمة من يذكر في هذا السياق مشروع مارشل لاعادة بناء اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ويتحدث عن الحاجة الى مشروع مشابه في سوري.
بالمقابل، هناك من يعتقد أن النموذج العراقي بعد اسقاط نظام صدام حسين وتفكيك الجيش والذي أدى الى الفوضى والعمليات الفتاكة، سيكون جنة مقابل ما قد يحصل في سوريا. وفي أحاديث مع مسؤولين كبار في المعارضة السورية لا ينفون ولا يخفون مخاوفهم من هذا السيناريو. ويتحدث معارضو الاسد عن الحاجة الى اعداد بنية تحتية لجيش وطني علماني وحديث يقوم على أساس كل العناصر التي يتشكل منها السكان في الدولة ليحل محل الجيش النظامي الذي سيتفكك بعد اسقاط النظام. ومقابل هؤلاء، فان مؤيدي الحوار مع النظام يتحدثون عن استخلاص العبر من النموذج العراقي ويرفضون بشدة كل فكرة لتفكيك الجيش واعادة بنائه كما حاول الامريكيون عمله في الدولة المجاورة. وتقترح هذه الاصوات الوصول الى تسوية يحافظ فيها على الجيش كقوة اساسية وتنضم اليه قوات وميليشيات من أوساط الثوار.
عمليا، الوضع في سوريا آخذ في التعقد وكلما استمرت المعارك يظهر المزيد فالمزيد من الميليشيات المسلحة التي لا تتلقى الاوامر من قيادة الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني السوري. ويعمل معظمها حسب ايديولوجيا اسلامية متطرفة تؤمن باقامة دولة حسب مبادىء الشريعة الاسلامية. ولا تخفي هذه الميليشيات عداءها للغرب ونمط الحياة العلمانية والحديثة التي يكثر ممثلو المعارضة خارج سوريا في الحديث عنها.
وأدت هذه الحقيقة الى تغيير في موقف عدة دول في المنطقة ايدت في بداية الطريق الثورة ولكن كلما تعقدت الامور سعت الى اعادة الحساب في موقفها. وعلى رأس هذه الدول يمكن أن نحصي الاردن الذي كان أول من حذر من الفوضى وسيطرة المنظمات المتماثلة مع القاعدة في سوريا. وحذرت أجهزة الامن والاستخبارات الاردنية، التي تصدت بعد سقوط صدام حسين للارهاب الاسلامي المتطرف، الولايات المتحدة والغرب من سيطرة تلك الجماعات على سوريا.
في محاولة لفهم من هي القوى العاملة اليوم في سوريا يمكن الاستناد الى عدة تقارير، بعضها اخذت من الميدان وبعضها من منشورات المنظمات نفسها في مواقع الانترنت، الى جانب مواد ووثائق تسربت الى الصحافة.
الجيش السوري الحر: يعد نحو 50 الف جندي ومتطوع، في معظمه مبني على جنود وضباط فروا من الجيش النظامي الى جانب متطوعين من كل الطوائف في سوريا. والمنظمة قوية أساسا في شمال الدولة وتسيطر على اراض واسعة. ويأمل الغرب في أن تشكل المنظمة بديلا عن الجيش النظامي بعد سقوط النظام، كونه يوجد لقادته تأهيل عسكري وجنوده سيكونون منضبطين للضباط وللمراتبية العسكرية. وحسب تقارير في وسائل الاعلام العالمية، فانه اذا تقرر منح سلاح متطور، وعلى رأسه صواريخ مضادة للطائرات، فان هذا السلاح سيعطى الى هذه المنظمة.
جبهة التحرير السورية الاسلامية: تعد نحو 37 الف مقاتل. في بيان تأسس المنظمة جاء أن هدفها الاساسي هو اسقاط نظام الاسد والدفاع عن كل مواطني سوريا واملاكهم، الى ان يحسم مواطنو سوريا موضوع مستقبلهم. وحسب البيان، تحت مظلة المنظمة، يوجد نحو 20 مجموعة مسلحة من كل أرجاء سوريا.
وحسب تقارير غربية، فان هذه المجموعات التي تحظى بتمويل سعودي، لا تحمل ايديولوجيا اسلامية متطرفة، ولكنها اكثر تزمتا من الائتلاف الوطني السوري، المنظمة السياسية الاكبر لمعارضي الاسد بقيادة معاذ الخطيب، والذي مثل سوريا الاسبوع الماضي في اجتماع الجامعة العربية.
الجبهة الاسلامية لتحرير سوريا: منظمة ثوار اخرى يسيطر عليها مسلمون سلفيون متطرفون. مصادر في قوات الثوار يحصون 11 كتيبة مختلفة من أرجاء سوريا تجمعت في هذه المنظمة. مصادر تمويلها هم مواطنون اغنياء من السعودية، الكويت وباقي امارات الخليج.
ويقدر الثوار بان 13 ألف مقاتل سلفي يتماثلون مع هذه المنظمة.
أحفاد النبي محمد: مجموعة ثوار ثالثة، تعد نحو 15 الف مقاتل، تمولها قطر وهي ايضا تحركها ايديولوجيا سلفية جهادية. في هذه المجموعة يمكن احصاء كتائب ومجموعات أصغر من عدة عشرات أو مئات المقاتلين في كل كتيبة.
جبهة النصرة: المنظمة الاكثر خطورة في نظر الامريكيين، ترتبط بمنظمة القاعدة في العراق. وحسب احد التقديرات، تضم المنظمة 6 الاف مقاتل وهي تعمل في مناطق واسعة في أرياف دمشق وفي شمال وشرق الدولة. وعلم في الاشهر الاخيرة بان رجال المنظمة يحاولون املاء نمط حياة حسب الشريعة الاسلامية في المناطق التي تحت سيطرتهم، وأثاروا غير قليل من الغضب في اوساط محافل علمانية وليبرالية وكذا في أوساط الطائفة المسيحية التي تعد بضع ملايين في سوريا. وكانت المنظمة ورجالها في ملاحقة دائمة من أسرة الاستخبارات في العالم العربي وبالاساس في الاردن بعد سقوط نظام صدام حسين.
وحسب التقديرات، ففي بداية القتال كان الجيش السوري يعد 320 الف ضابط وجندي. وفي السنتين الاخيرتين فر من صفوفه الاف عديدة من المقاتلين.
في نظام الاسد يبرزون حقيقة أن معظم الميليشيات تسيطر عليها قوى متطرفة، بمن فيهم مسلحون جاءوا من 40 دولة بما في ذلك من اوروبا، ولكن حسب التقارير في الغرب، فان المقاتلين غير السوريين المتواجدين على الاراضي السورية يشكلون نحو 10 في المائة فقط من قوات الثوار.
وقال مسؤول كبير في المعارضة السورية في حديث مع 'هآرتس' انه لن يكون في سوريا سيناريو فقدان سيطرة وخضوع الدولة للميليشيات المتطرفة: 'يجدر بالذكر ان سوريا لا توجد فيها بنية ايديولوجية خصبة لتلك المنظمات وعليه فمن السهل نسبيا مواجهتها عندما تتفق عناصر المعارضة على صيغة ودستور جديدين يؤديا بسوريا الى الفترة الانتقالية'.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
فساد لا حرية تعبير
بقلم : درور إدار،عن اسرائيل اليوم
منذ اسابيع تناضل ايدل بيتون الصغيرة عن حياتها بسبب 'الحق في رشق الحجارة' الذي منحته عميره هاس برعاية صحيفة 'هآرتس' لمحاولي الاغتيال الذين رشقوا سيارة والدها بالحجارة. انه 'حق' أصلا وتقول هاس في جزم انه 'واجب'. هكذا 'يُقاوم النظام' و'الاحتلال'.
هل تسمعون أيها الارهابيون الأعزاء، من الواجب عليكم ان ترموا الحجارة وان تقتلوا اليهود وإلا فانكم لستم مقاومين حقيقيين لـ 'السلطة الاجنبية'. قولوا هذا لـ آشر بلمار ولابنه يونتان ابن الاشهر الثمانية. إن كثيرات من كارهات شعبهن جئن بالعجب العجاب وتفوقت هاس عليهن جميعا.
إن هاس تفسر للقاتلين أعمالهم بقولها 'في الانشاء الداخلي لعلاقات الحاكم الاجنبي بالمحكوم، فان رشق الحجارة هو نعت الموضوع: 'ضقنا بكم ذرعا أيها المحتلون'. لكن هذا فقط في الانشاء الداخلي لكارهي شعبهم مثل هاس أو في انشاء محرري 'الارض ليست لنا'. أما الانشاء الحقيقي فظاهر للجميع منذ أكثر من 100 سنة وهو ان الرشق بالحجارة طريقة اخرى لقتل اليهود. كلا، ليس اليهود محتلين في ارضهم.
ويتصل الجنون. فهاس تشكو السلطة الفلسطينية، فهي معتدلة جدا ولذلك 'ينبغي التعلم وتطوير صور الصمود والمقاومة وقواعدهما وقيودهما'. وتفسر بقولها: 'من القيود مثلا التفريق بين المدنيين وحاملي السلاح، وبين الاولاد ولابسي البزات العسكرية'.
هل أنا فقط أفهم من هنا ان هاس تُربي القاتلين من فتح وحماس على ترك سكاكينهم وبنادقهم وشحناتهم الناسفة والاحزمة الناسفة للجنود 'فقط'؟ أيتها الأمهات العزيزات إن الأخت الرحيمة هاس تشجع حلفاءها على المس 'فقط' بأبنائكم وبناتكم الذين يخدمون في الجيش الاسرائيلي، وقد كُتب كل هذا في صحيفة ناطقة بالعبرية عشية يومي المحرقة والذكرى.
اذا كان يوجد مدعي عام للدولة فليظهر من فضله، فقد حان الوقت لأن ينزع المستشار القانوني للحكومة قفازيه ويعالج هذا الفساد الخياني. ليست هذه مسألة حرية التعبير لأن الليبراليين المتحمسين جدا ايضا لا يسمحون بأن تفضي حرية التعبير الى إضرار قاتل بآخرين. أوليس هذا معنى كلام هاس. إن مقالتها ستوجد منذ الآن في كل حزام ناسف وتُغلف بحب حجارة تُرشق بسبب 'الحق والواجب' في كلماتها.
إن تسمية كلامها 'تحريضا' سخرية كبيرة، فشعبها ليس شعبنا. وكل صلة لهذه المرأة بدولة اليهود عرضية. إن هذه المقالة قد قطعتها عن جمهور اسرائيل، فلتسكن بين ظهراني قتلة حماس وفتح ولتنتشي بعدالة 'الحق والواجب' للمس باليهود.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حظ اسرائيلي
بقلم: آري شبيط،عن هآرتس
نحن آخر الامر شعب ذو حظ. صحيح ان موسى قادنا اربعين سنة في الصحراء ليأتي بنا الى بلد من البلدان الوحيدة في المنطقة ليس فيه نفط. وصحيح أنه حينما أخرج هرتسل عددا منا من اوروبا أتى بنا الى أكثر المناطق تطرفا وصراعا وعنفا في العالم. وصحيح أن قيادتنا الوطنية ليست شيئا ذا بال، وان جهازنا السياسي ليس شيئا ذا بال وأن طبقتنا الوسطى غير مطوية على ذاتها. لكن حينما ننظر الى الوراء، الى السنين الـ 65 التي سنحتفل بها بعد عشرة ايام، لا يمكن ألا نلاحظ أننا ذوو حظ مع كل ذلك. فقد كان حظنا حسنا مرة بعد اخرى وأحسنت الينا مرة بعد اخرى يد خفية لقضاء مؤيد. وطوال سنواتنا كلها حينما كان يُخيل إلينا أن جدران التاريخ تحاصرنا، كانت تقع حادثة ما غير متوقعة تُخرجنا الى الفضاء.
في منتصف خمسينيات القرن الماضي دُفعت اسرائيل الى ازمة استراتيجية صعبة، فقد هدد مستقبلها التعاون بين الاتحاد السوفييتي والقومية العربية الحديثة. وجاء الحلف المفاجئ مع فرنسا ومنحنا طائرات ألمستير وميراج ومفاعل ديمونة وجعلنا قوة صغيرة من القوى العظمى. وفي منتصف ستينيات القرن الماضي أدارت فرنسا ظهرها لاسرائيل وتركتها وحيدة بصورة خطيرة فجاء الحلف المفاجيء مع الولايات المتحدة ومنحنا طائرات سكاي هوك وفانتوم والقطار الجوي ومكّننا من الصمود في حرب الاستنزاف وفي حرب يوم الغفران. وفي أواخر سبعينيات القرن الماضي كان السلام المفاجيء مع مصر هو الذي خلّصنا من اكتئاب ما بعد صدمة الاخفاق. وفي أواخر ثمانينيات القرن الماضي كانت الهجرة المفاجئة من الاتحاد السوفييتي السابق هي التي حررتنا وقتا ما من الكابوس السكاني. وفي تسعينيات القرن الماضي كانت مفاجأة الهاي تيك الكبيرة هي التي جعلتنا أمة مشروعات ابتدائية مليئة بالطاقة، وهي التي مكّنتنا من مواجهة الازمة السياسية لانكسار اوسلو.
في كل عقد وقعت هنا حادثة لم يكن من الممكن التنبؤ بها مسبقا، أحدثت تحولا حادا ايجابيا في وضع دولة اليهود. ومكّن الحظ اسرائيل من ان تفعل عددا من الافعال التي حررتها من قيود واقع ثقيل هدد باغراقها.
لا يوجد أي شك في أن حادثة الحظ الأكبر في العقد الحالي هي الكشف عن حقول الغاز الطبيعي في الحوض الشرقي للبحر المتوسط. إن الغاز الاسرائيلي في هذه السنة سيضائل نفقات الصناعة الاسرائيلية ويُحسن أرباحها. وفي غضون زمن قصير سيمنح اسرائيل استقلال طاقة يجعل النمو كبيرا. والى نهاية العقد سيُدخل تصدير الغاز الاسرائيلي الى خزانة الدولة العامة أرباحا تُمكّنها من النفقة على الأمن الاسرائيلي والتربية الاسرائيلية والعدالة الاجتماعية الاسرائيلية.
لكن المعنى الدراماتي لحقلي 'تمار' و'لفيتان' ليس اقتصاديا فقط. لأن أنبوب الغاز الاسرائيلي التركي قد يُقر العلاقات اللطيفة بين القوتين الاقليميتين غير العربيتين اللتين تصالحتا من قريب. وأنبوب الغاز الاسرائيلي الاردني قد يُثبت العلاقات الحيوية بين المملكة الهاشمية والحركة الصهيونية. وأنبوب الغاز الاسرائيلي الفلسطيني قد يخفف قليلا الصراع مع جيراننا ويضائل خطر تدهور عنيف في الضفة الغربية. والتعاون الاسرائيلي المصري في مجال الغاز قد يكون قاعدة اقتصادية صلبة للسلام الهش مع مصر. وهكذا تصبح هدية حظ الغاز الاسرائيلي بازاء التحولات الاقليمية، كنزا استراتيجيا لا تقل قيمته السياسية عن قيمته الاقتصادية.
إنه حظ، إنه حظ حقا. إن العصر الجديد في الشرق الاوسط مشحون بالأخطار، واحتمال التوصل الى ذلك السلام الذي كنا نحلم به في تسعينيات القرن الماضي قد ضاع تقريبا. لكن استعمالا خلاقا للفيتان الأمل الذي ظهر فجأة قريبا من سواحلنا قد يساعد اسرائيل على مجابهة الواقع الاستراتيجي المتحدي. واذا تصرفنا بحكمة فسيُمكّننا الغاز الاسرائيلي من ان نقوم بأعظم عمل في العقد الحالي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ