النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 382

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء عربي 382

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]
    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG]

    • في هــــــــــذا الملف:
    • فلسطين دولة واحدة والضفة لن تكون غزة الثانية
    • درويش عبدالنبي(عضو الامانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين) عن السياسة الكويتية
    • الفلسطينيون هل أصبحوا شعوباً؟
    • د. صبري صيدم( كاتب فلسطيني) عن القدس العربي
    • ‘غاندي فلسطين’
    • معن بشور(رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن 2 الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي) عن القدس العربي
    • الأمعاء الخاوية تنتصر على الجلاد
    • رشيد حسن عن الدستور الأردنية
    • العيساوي معجزة الملح
    • أمجد عرار عن دار الخليج
    • . .وكُسر القيد
    • محمد عبيد عن دار الخليج
    • عكا لا تخشى هدير البحر
    • صالح القلاب الرأي الأردنية
    • فلسطين والفراق العربي
    • حسان خريسات عن الدستور الأردنية
    • إسرائيل 2025 وإسرائيل 2068 الافتراضيتان
    • مأمون كيوان( كاتب سوري) عن الحياة اللندنية
    • إسرائيل قلقة: هل «الخط الأحمر» الأميركي مرن؟
    • حلمي موسى عن السفير
    • إسرائيل: لا للأميركيين العرب
    • جيمس زغبي عن السفير
    • واشنطن تغرق إسرائيل بالمساعدات العسكرية لإقناعها بعدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية
    • رندى حيدر عن النهار اللبنانية
    • لن تسقط دمشق
    • صالح عوض(كاتب فلسطيني) عن الشروق الجزائرية
    • إن ربك لبالمرصاد
    • ثروت الخرباوي عن المصري اليوم
    • لا للرغيف الإخوانى .. لا لاحتمالات النجاح
    • وائل قنديل عن الشروق المصرية





    فلسطين دولة واحدة والضفة لن تكون غزة الثانية
    درويش عبدالنبي(عضو الامانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين) عن السياسة الكويتية
    كل فكر او طموح يأتي في حدود الممكن يكون أقرب الى الواقعية من الاحتمالات وكل فكر أو طموح خرج عن حدود الممكن كان أكثر ميلا للخيال والوهم والغرور, واكثر بعدا عن المنطق والقبول واشد تعرضا لعواقب الفشل, وصدمات الاخفاق هذه المعادلة توضح المساحة الشاسعة بين اتجاهين متناقضين في الساحة الفلسطينية, تجاه براغماتي يؤمن بالمرحلية على ضوء الممكن على ان تكون كل مرحلة تمهيدا لما تليها, مستقلة في ستراتيجيتها في اطار ستراتيجية عامة شاملة ترتكز فيها نتائج كل مرحلة منها على نتائج المرحلة السابقة لها وصولا الى الهدف الرئيسي او النهائي وهو تحرير فلسطين واعلان الاستقلال والحصول على الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية كاملة العضوية على كل الاراضي المحتلة عام 1967 بما في ذلك مدينة القدس عاصمة ابدية لها واصحاب هذا الاتجاه لا يرون في التكتيك الذي يمكن اللجوء اليه جزءا من الستراتيجية المرحلية أو النهائية وانما وسيلة داعمة لتحقيق اهدافها ولذلك فهم يملكون القدرة على التمييز بين الستراتيجية والتكتيك وبين الهدف المرحلي والهدف العام ولهم خطتهم المدروسة في كل مرحلة بل وفي كل خطوة ويرون مصلحتهم الحزبية او الفصائلية من خلال المصلحة العامة وتحقيق الهدف العام في اطار دولة واحدة تتحقق فيها وحدة الشعب والارض معا من دون تجزئة او فواصل في ظل سلطة واحدة وسيادة كاملة لا تقاسم فيها, وتحت سيادة قانون واحد تحت شعار فلسطين للجميع, ولكل مواطن حقه في الحياة الكريمة وحرية الرأي والتعبير وحقه في الأمن والأمان والاستقرار, ولذلك فان ذوي هذا الاتجاه هم الأكثر حرصا على انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية واللجوء الى الانتخابات كحل ديمقراطي وحيد للخلافات القائمة وبخاصة بعد فشل الحوار في الوصول الى وفاق وطني لاكثر من مرة بل والتراجع عن اي اتفاق يتم التوصل اليه بوساطات عربية لاكثر من مرة ايضا.
    وعلى الطرف الآخر من هذه المعادلة وعلى مساحة التناقضات الشاسعة يأتي على النقيض من الاتجاه البرغماتي اتجاه مكيافيلي خرج عن حدود آداب واخلاقيات الوسيلة وصولا لاهدافه او غاياته التزاما بنظرية الغاية تبرر الوسيلة فتميز بالتردد, والتقدم والتراجع معا في آن واحد, خطوة للامام وخطوة للخلف بين حرب وسلام ومقاومة وهدنة طويلة الامد ورفض للتسوية وسعي الى الالتحاق بها ورفض للمفاوضات وسعي الى مفاوضات سرية واخرى عبر الوسائط المتعددة, مع انهاء الانقسام والتمسك بمكاسب الانقسام مع الوحدة الوطنية على قاعدة تقاسم النفوذ والسلطات مع اقصاء الفصائل الاخرى مع الشدة في تطبيق احكام القانون لدرجة اطلاق النار ولكن على غير المنتمين لهذا الاتجاه .
    الحرية والعدالة مكفولة فقط لابناء الفصيل وعلى باقي افراد الشعب الولاء والطاعة والقبول على قاعدة الظلم العام عدل . وتوزيع الثروة على المراتب العليا من قادة هذا الاتجاه مع وضع عامة الناس تحت طائلة الجوع عدل اجتماعي على قاعدة جوع العامة عدل, لذلك رأيت من الانسب ان نسمي اصحاب هذا الاتجاه الاتجاه المكيافيلي حرصا على تأكيد براءة الاسلام من سلوكيات بعيدة كل البعد عن تعاليم الاسلام وعدل عمر, والتزاما بالتوصيف الصحيح لاصحاب هذا الاتجاه الذي يرى في العنف والتجويع والحرمان والحكم بالحديد والنار وسيلة ناجحة لتحقيق غاية اسمى وهي خضوع الناس للحكم تحت شعار الحفاظ على الامن ضرورة تعني الاستقرار, فهل يستمر هذا الوضع على هذه الحال أم أن ثورة الجياع على اساليب القهر والظلم ستكون أقوى من غطرسة القوة واقدر على تصحيح مسار الوحدة الوطنية ووحدة الارض والشعب ورفع راية الدولة الفلسطينية الواحدة تحت سلطة شرعية واحدة لاخلاف عليها لان الشعب الفسلطيني قد اكد مرارا رفضه للشرذمة, والانقسام وهو يعلم ان حلم اقامة دولة غزة قتل لمشروعه الوطني, وطموح اعرج لا يرقى الى حدود الممكن حتى لو تم فتح كل البوابات بين مصر وقطاع غزة لان العالم لن يسمح باقامة دولتين فلسطينيين في آن واحد في حين تواصل اسرائيل مساعيها لافشال مشروع اقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل إلا اذا كان اصحاب المذهب المكيافيلي لا يمانعون في الاعتراف بالدولة اليهودية مقابل دولة اسلامية في غزة, تطبيقا لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة فهل يدرك المتحاورون في القاهرة مسؤوليتهم التاريخية ومغبة عنادهم وخطورة مايرمون اليه من مصالح حزبية لن تتحقق فالضفة لن تكون غزة الثانية.


    الفلسطينيون هل أصبحوا شعوباً؟
    د. صبري صيدم( كاتب فلسطيني) عن القدس العربي
    قبل أيام وفي لقاء طيب ضم العديد من فعاليات المجتمع الفلسطيني في عكا سأل أحد الحضور ما إذا كنا ـ نحن الفلسطينيين ـ قد أصبحنا شعوباً أم ما زلنا شعباً واحداً، خاصة في ضوء السياسات الاحتلالية التي قسمت الوطن الواحد جغرافياً، وحاولت وتحاول أن تغتال الهوية الفلسطينية؟
    وبعيداً عن فلسفة التعريفات الكثيرة لمفهومي الشعب والسيادة فإن إسرائيل وفي محاولتها فصل الفلسطينيين فعلياً حاولت إشغالهم بقضاياهم ومتاهات حياتهم المختلفة، بحيث يصبح السعي للبقاء والعيش أكبر وقعاً من المحاولات المستمرة للحفاظ على تواصل الشعب الواحد، مما يعطي الانطباع بأننا قد أصبحنا قسراً شعوباً لا شعباً واحداً.
    الفلسطينيون داخل الوطن التاريخي يختلفون في أولوياتهم وهمومهم الحياتية عن الفلسطينيين في القدس، والفلسطينيين في باقي الضفة والفلسطينيين في غزة والفلسطينيين في الشتات.
    وفي هذا الاختلاف بين أبناء المساحات الجغرافية الخمس، تحاول إسرائيل تغليب ظروف حياتية مختلفة، بحيث تبقى معركة البقاء والاستمرار الشغل الشاغل الذي تريده إسرائيل أن يتفوق على التفات الفلسطينيين إلى قضايا الهوية الواحدة، فيصبح الالتهاء بالواقع المعاش والتشتيت في الرؤية والجهد عاملين مهيمنين.
    يضاف إلى هذا المسعى محاولات إسرائيلية محمومة ومستمرة لتعطيل التواصل الآدمي والارتباط الجغرافي، وحتى القدرة على حرية الحـــــركة والتنقل، بحيث يبقى كلٌ على حاله من حيث الانشغال بقضاياه الحياتية ومعركة البقاء.
    ولا شك أن خلافاتنا الداخلية قد عززت حجم التشتيت في التركيز على الأولويات، مما ساهم في تولد شعورٍ يؤدي إلى عنوان هذا المقال.
    شعب واحد أم عدة شعوب؟ الجواب الأقصر أننا وفي معركة الحفاظ على الهوية، حافظنا على هويتنا كشعب واحد لكننا بتنا نعيش ضمن ظروف قسرية احتلالية في جزرٍ انعزالية كبيرة، إضافة إلى وقوعنا أحياناً في محطات زمنية معنوية الانعزال ومنقوصة التواصل.
    لقد آن الأوان لضمان التفاعل المباشر باستخدام سبل التواصل الحديثة ليس لعدم الرغبة في التواصل الجغرافي الفعلي المستمر، بل بسبب استمرار السياسة الاحتلالية في محاولة ترسيخ الثقافة الكولنيالية القائمة على نظرية فرق تسد بعد فشل المحاولة الصهيونية القائمة على مبدأ: الكبار سيموتون والصغار سينسون.







    ‘غاندي فلسطين’
    معن بشور(رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن 2 الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي) عن القدس العربي
    قد يرى البعض أن اطلاق اسم على الأسير البطل سامر العيساوي، ابن القـــدس المحرّر ثلاث مرات، فيه بعض المبالغة لجهة الفارق بين المهاتما غاندي، الذي حرّر بلاده، وبين العيساوي الذي حرّر نفسه وبالكاد بقي حياً،
    بل إن مجرّد طول فترة الإضراب عن الطعام في السجن، حتى لو حطّم رقماً قياسياً، كما في حالة سامر الفلسطيني، ليس كافياً لعقد مقارنة بين هذا المناضل الشاب ومن سمي يوماً ‘بأبو الهند’..
    لكن التدقيق في حالة سامر ومقارنتها بحالة غاندي يظهر بالمقابل أوجه شبه كثيرة بينهما.. فمـــــوهانداس كرمشاند غاندي الذي أطلق عليه اســـم ‘المهاتما’ أي ‘روح الهند’ يشترك مع سامر العيساوي في أن المــــناضل الفلسطيني سامر العيساوي وكل زملائه الشهداء والأسرى يمثلــــون ‘روح فلسطين’، بل انهم بقدر ما يقتربون من التضحية بأرواحهم من أجل حرّية بلدهم، إنما يطلقون في شعبهم وأمتهم روحاً جديدة نستعين بها لمواجهة حالات اليأس والإحباط والتفتت التي يحاول كثيرون زرعها في النفوس والعقول.
    غاندي بنضاله المستمر ضد الاحتلال البريطاني، والمتنقل من جنوب القارة الافريقية، إلى قلب القارة الهندية، إنما جسّد على الدوام وحدة الهند في وجه المستعمر، تماماً كما وحّدت وقفة سامر شعبه وأمّته حول قضيته وسائر الأسرى والمعتقلين، رغم كل أجواء الانقسام والتشرذم المحيطة والمحبطة.
    غاندي انتزع استقلال بلاده بعد نضال طويل شمل محطات عدّة، بدءاً من الاعتصام إلى الأضراب عن الطعام، إلى مسيرة ملح داندي قاد فيها غاندي إخوانه أكثر من 400 كلم، احتجاجاً على فرض المستعمر البريطاني ضريبة على الملح، واليوم نرى سامر العيساوي وقبله رفاقه ورفيقاته في الحركة الأسيرة، سواء من استشهد منهم كاللواء ميسرة أبو حمدية، وعرفات أبو جرادات، ومعهم أكثر من 200 مناضل قضوا في السجن، أو من كسر منهم قرار الاعتقال الإداري كخضر عدنان وهناء الشلبي، وأيمن الشراونة وثائر حلاحلة ومحمد التاج وثائر جعفر وغيرهم، وهم يرسمون محطات جديدة لشعبهم على طريق الحرية والاستقلال، بل يثبتون كم هو هشّ هذا الكيان، وكم هو ممكن كسر إرادته إذا توفرت لدينا العزيمة والتصميم على المواجهة.
    غاندي فتح للمقاومة ضدّ الاستعمار آفاقاً جديدة، وهي آفاق المقاومة السلمية التي لم تلغ بالطبع الأوجه المتعدّدة للمقاومة، خصوصاً المقاومة المسلّحة، وها هم أبطالنا الأسرى في سجون الاحتلال يتكاملون في مقاومتهم السلمية، عبر الاعتصامات ومعارك الأمعاء الخاوية، مع المقاومة المسلّحة، والانتفاضة الشعبية.
    وكل ما يبدعه الشعب الفلسطيني من أشكال النضال، كما نرى في مسيرات هدم الجدار في الضفة، أو مبادرات كسر الحصار على غزّة، أو وقفات أطفال كأحمد العربي، حيث ينكشف للعالم كله إرهاب العدو وعنصريته وجرائمه المتواصلة ضدّ الإنسانية.
    وحين اتخذ غاندي وإخوانه في حزب المؤتمر قرارهم بتحدي الجبروت البريطاني والعنصري في جنوب افريقيا، ثم في الهند خصوصاً، لم يقيموا وزناً لسطوة تلك الإمبراطورية التي ‘لا تغرب عنها الشمس′ حينها، ومثله يفعل اليوم سامر العيساوي وغيره من أبطال المقاومة الأسيرة الذين صنعوا معادلة جديدة للقوى، حيث الإرادة تتفوق على السلاح، وحيث العزم يتغلب على ترسانات مكدّسة بالسلاح النووي وغير النووي.
    غاندي أدخل في مواطنيه المهاجرين الهنود في جنوب افريقيا، ثمّ في مواطنيه المقيمين في بلادهم، جرعات من الثقة بالنفس كانت تتعاظم مع كل معركة ينتصرون فيها، تماماً كما يدخل العيساوي ومعه كل مقاوم فلسطيني أو عربي الثقة بالنصر في قلب شعبه وأمّته وفي عقلهما، مع كل معركة يخوضونها.
    لا بل أن تمسك العيساوي بالعودة إلى مسقط رأسه في العيساوية في القدس، ورفضه أي مقايضة أو تسوية تقضي بإبعاده إلى غزّة أو رام الله أو إلى الخارج، وإجباره القاضية الإسرائيلية على أن تأتي إليه في المستشفى، بعد أن رفض المثول أمام محكمة الاحتلال، إنما قدّم نموذجاً عن معنى تمسك الفلسطيني بحقوقه، كما ببيته وبمدينته، فكيف إذا كانت هذه المدينة هي القدس، والبيت هو ركن في محلّة مقدسية تشكّل ساحة يومية للمجابهة بين سكانها الأصليين والوافدين المستعمرين العنصريين الإرهابيين.
    لقد وحّد البطل العيساوي قضية الأسرى مع قضية القدس، باعتبارهما ابرز عناوين القضية الفلسطينية، بل أكّد بإصراره على العودة إلى بيته التمسك بحق العودة، وهو جوهر تلك القضية.
    كذلك أعاد العيساوي الاعتبار لاتفاقات تبادل الأسرى، التي يخرقها دائماً الكيان الصهيوني الغاصب غير الآبه لا بالجهة التي عقدها معها، ولا بالجهة التي تمّت تحت رعايتها، حتى لو كانت دولة بحجم مصر المدعوة حكومتها اليوم، إلى إجراءات حاسمة لحماية تعهداتها.
    وقفة العيساوي البطولية لم تكن صدفة، أو ردّ فعل عاطفي عفوي، وهو الداخل إلى السجون والخارج منها، بل هي تأكيد على أنه ابن فكر ملتزم، بل ابن التزام فكري عميق يثبت أن فلسطين تحتاج إلى كل التيارات والتوجهات والأفكار والتنظيمات، بل أثبت سامر أن اليسار الفلسطيني، ممثلاً بتنظيمه الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومنظمات مشابهة، هو رافد أساسي من روافد حركة النضال التاريخية لشعب فلسطين.


    الأمعاء الخاوية تنتصر على الجلاد
    رشيد حسن عن الدستور الأردنية
    انتصر الاسير سامر العيساوي عى الجلادين الصهاينة، انتصرت ارادته الصلبة ، وصبره الاسطوري على بطشهم واساليبهم اللااخلاقية في التعذيب النفسي والجسدي، وأكد الجسد الهزيل أنه أقوى من هذا الكيان المدجج بالسلاح ، والحقد والعنصرية؛ لأنه يتسلح بحق شعبه المقدس في الحرية، والحياة الكريمة، وهم يتسلحون بالباطل القائم على القتل والابادة والتهجير.

    اكتشف ابتزاز العدو، فرفض الإبعاد عن وطنه، عن القدس ، وأصر إما الشهادة

    وإما العودة مرفوع الرأس الى العيسوية “احدى ضواحي القدس”.. مسقط رأسه، وكان له ما اراد.

    العيساوي دخل موسوعة جينيس باضرابه عن الطعام لمدة “8” أشهر، وهو أطول اضراب في التاريخ حتى الان ، وكشف بهذا الاضراب البطولي، مأساة الاسرى الفلسطينيين في سجون وأقبية وزنازين العدو، وما يتعرضون له من تعذيب لا أخلاقي ، خاصة حقنهم بادوية ممنوعة، تؤدي الى الاصابة بالسرطانات، وهو ما ادى حتى الان الى اصابة أكثر من “25” أسيرا بهذا المرض الخطير ،استشهد بعضهم في السجن، آخرهم “الشهيد أبو حمدية”.. وآخرون بعد خروجهم من المعتقلات.

    كشف العيساوي زيف الديمقراطية الاسرائيلية وهشاشتها، وهي تمارس التمييز العنصري بأحط صوره ، وبشكل يفوق “الابرتهايد” في جنوب أفريقيا .

    وصل صوت العيساوي الى كافة ارجاء المعمورة، رغم محاولات العدو اطفاء هذه الشعلة، وبددت ظلمات السجون ، لتزيح الستار عن مأساة الاسرى الفلسطينيين والعرب، كما بددت الصمت المريب والمتواطئ مع العدو الصهيوني ، وأشرت بكل وضوح على معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من اربعة عقود ونيف، ورفض العدو الاعتراف بحقوق هذا الشعب ، وبحقه في الحرية والاستقلال اسوة بباقي شعوب الارض.

    العيساوي بصبره الاسطوري كشف الظلم الذي يقع على الاسرى، في سجون العدو، والمتمثل في رفض العدو الاعتراف بهم كاسرى حرب ، ومقاومين للاحتلال، ومعاملتهم معاملة اللصوص و”الحرامية” ومرتكبي الجنايات..!! وهو ما يشكل مخالفة صريحة للقانون الدولي وشرعة الامم المتحدة التي انزلت المقاومين للاحتلال منزلة رفيعة، في تاريخ بلادهم ، وفي سجل حركات التحررالعالمية، فلولا قيادة ديغول للمقاومة الفرنسية ضد النازية ، لما احتل هذه المكانة الرفيعة في بلاده وفي العالم، ولما احتل هذ الشرف الرفيع والمجد الباذخ جيفارا وكاسترو واحرار الجزائر ومفجرو الثورة الفلسطينية وهوشي منه في فيتنام، وسيمون بوليفار في اميركا الجنوبية.

    باختصار....الامعاء الخاوية انتصرت على الجلاد، وأكدت من جديد أن الدم ينتصر على السيف، والسجين على السجان، وهي رسالة الى العدو بان الشعب الفلسطيني الذي انجب العيساوي وغيره من المناضلين، قادر على الانتصار .. وسينتصر


    العيساوي معجزة الملح
    أمجد عرار عن دار الخليج
    أخيراً ركعت “إسرائيل” أمام أسير أعزل إلا من سلاح من طراز إرادة . سامر العيساوي اسم دخل التاريخ من بوابة معركة الجوع الأطول في التاريخ . مئتان وسبعة وسبعون يوماً تناول فيها المباح فقط من القانون الدولي، الماء والملح وبعض الحبوب المقوية، رغم أن القانون الدولي يفرض على السجانين إعطاء الحليب للأسير المضرب عن الطعام . ركع الكيان الذي وصفه نيكولا ساروزي بمعجزة القرن العشرين لمعجزة الماء والملح . انتصر سامر بعد أطول حرب يخوضها طرف عربي ضد “إسرائيل” . نجح في ما فشلوا فيه مستخدماً سلاح الأمعاء الخاوية أمام عدو مدجّج بكل وسائل القهر خلف القضبان . سامر رفض الإبعاد إلى غزة رغم أنها جزء من الوطن الفلسطيني الواحد، رفض لأنه ضد مبدأ الإبعاد . لم يقبل “حلاً” يقضي بالمثول أمام لجنة “إسرائيلية” تدينه بموافقته ثم يحصل على “عفو” من جزار قانا شمعون بيريز .

    سامر كان محكوماً بالسجن ثلاثين سنة في سجون الاحتلال، وخرج بعد أن أمضى عشر سنوات في “صفقة شاليت” . لكن الاحتلال الذي لا يحترم اتفاقات أو التزامات، أعاد اعتقاله بقرار يقضي بأن يكمل مدة اعتقاله . وعندما خاض سامر إضرابه الأسطوري وبدأت حالته الصحية تتدهور باتجاه الموت، وهو أمر محرج لكيان يزعم زوراً وبهتاناً أنه واحة ديمقراطية وسط غابة من الاستبداد، حاول الاحتلال مساومته على حياته، وعرض عليه الإبعاد إلى غزة أو أوروبا مقابل فك الإضراب عن الطعام .

    كل المحاولات التي قام بها الاحتلال لتطويع سامر ودفعه لإنهاء إضرابه، فشلت فشلاً ذريعاً، وكل أساليب المراوغة والخداع والالتفاف على مطالب سامر المحقّة، تبخرت على صخرة صمود سامر . لم يكن أمام “إسرائيل” سوى أحد خيارين: إما تركه يموت فيشعل انتفاضة فلسطينية عارمة لا تريدها “إسرائيل” حتى لا تؤثّر في ما يجري في المنطقة ضد مصالحها، وإما أن توافق على حل ليس لها فيه سوى بعض ماء الوجه، لم تأخذ من الاتفاق سوى تأجيل إطلاق سراح سامر ثمانية أشهر يخرج سامر بعدها إلى منزله في قدس الأقداس، زهرة المدائن، وليس إلى أي مكان آخر .


    كان يمكن أن تكون معركة الجوع التي خاضها سامر، وما زال يخوضها عدد من رفاقه، أقصر من هذه الفترة المميتة، لو كان هناك موقف عربي رسمي وشعبي يشعر الاحتلال أن سامراً ليس وحيداً . كان يمكن أن تكون المعركة مختلفة لو لم تكن حركتا “فتح” و”حماس” مختلفتين على كل شيء باستثناء الانقسام . لم نر ذلك الموقف من النظام الرسمي العربي، ولم نسمع هتافاً واحداً للأسرى من حناجر “ثوار الربيع”، ولم نشهد حداً أدنى من التحرك من جانب مؤسسات حقوق الإنسان التي تتباكى ليلاً ونهاراً على حقوق القطط في دول خارج السرب الأمريكي .

    وعلى أية حال، المعركة لم تنته بعد . هناك أسرى آخرون ما زالوا مضربين عن الطعام، وهناك أسرى قد يلتحقون بالإضراب في أية لحظة . هناك أسرى مرضى، بعضهم يعاني أمراضاً خطرة جداً . ما زال الوقت ملائماً لكل الجهات والقوى التي تركت سامراً يواجه بأمعائه وبكفّه العزلاء مخرز الاحتلال . معركة الأسرى ما زالت محتدمة، والأمتان العربية والإسلامية، بالأساس، مطالبتان بموقف ضميري ينتشلهما من قاع التقصير والتواطؤ . أما إذا أصرت الأمتان على معاركهما الداخلية المتخلفة، فإن الأسرى يعرفون وسائلهم، وسيسيرون على طريق سامر العيساوي، معجزة الماء والملح .


    . .وكُسر القيد
    محمد عبيد عن دار الخليج
    قيد سامر العيساوي كُسر ليلف معاصم سجانيه ومن خلفهم جيش الاحتلال ودولة الإرهاب المنظم، ويكبّل الغارقين في عنجهيتهم وصلفهم في الكيان الغاصب، وعلّق أسير الحرب الفلسطيني البطل إضرابه الأسطوري المفتوح عن الطعام بعد أكثر من 270 يوماً، بعدما أرغم محاكم الاحتلال على الرضوخ لإرادته، برفضه الالتفات لعروض الإبعاد والاقتلاع، وإصراره على العودة إلى العيساوية في أكناف بيت المقدس .

    الإرادة الفلسطينية تنتصر مجدداً، حتى إن كانت الحالة فردية أو خاصة أو متعلقة بالأسر والأسير، لكن الواقع يؤكد أن الحالة العامة مشابهة وقريبة جداً من هذا النموذج، وإن حاول الاحتلال إغراق الشعب الفلسطيني في الحصار والفقر والجوع، وسلب المزيد من أرضهم، ومصادرة حقوقهم .

    انتصار العيساوي على صلف السجّان يضع المعايير ويؤكد معادلة الصراع التاريخي، ومفادها التحدي ومقاومة المحتل، وخوض حرب الإرادات القوية، ومواصلة درب النضال التحرري، ويفنّد في المقابل نظريات أخرى، من قبيل التفوق العسكري والدبلوماسي والسياسي للكيان، فأي سلاح قادر على كسر إرادة حرة؟ وأي قيد يصلح لتكبيل الحرية والحق؟

    سؤال موجه إلى وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل، على هامش هذا النصر المدوّي، كيف يمكن أيها الوزير أن تضمن أنت ومن خلفك إدارة رئيسك باراك أوباما تفوق “إسرائيل” على سلاح الإرادة الفلسطيني؟ وأي مصنع لديك يمتهن صناعة الموت والاتجار به يمكنه اختراع سلاح يهزم في الفلسطينيين إرادة الحياة؟ أي آلة يمكنكم في الولايات المتحدة تصنيعها لغسل أدمغة الفلسطينيين أو محو ذاكرتهم الجمعية؟ وأي مصل تستطيعون إنتاجه لمنح الكيان الغاصب “أكسير” الحياة؟

    في هذه المعركة الوجودية التاريخية، لا مكان لسلاح تقليدي لإنهاء وجود الشعب الفلسطيني، وهذا ما أثبتته عقود من الزمان، ولا إمكانية لهزيمة الشعب الفلسطيني بسياسات التهويد وتثبيت الوقائع على الأرض، والأيام شهدت وتشهد، والأحداث أثبتت، وما تبقى لن يكون أكثر مما انقضى .

    لقد كسرت قيدك وحدك، وانتصرت وحدك، بعدما خضت المعركة وحدك، وشعبك يا سامر طالما عرف البقاء متروكاً وحيداً في معركته الضارية، وما زالت أمامه معارك أخرى، طالما استمر الاحتلال، وطالما بقي أخ لك أو رفيق رازحاً خلف قضبان المعتقل .

    هذا الأسير المقدسي كسر الاحتلال قبل القيد، بإصراره على العودة إلى حواري المدينة المقدسة التي نشأ فيها، ورفضه عروض النفي والاقتلاع، كسر الاحتلال عندما أرغمه على الإقرار بحقه بالعودة إلى منزله في العيساوية مرة، وكسره مرة أخرى عندما أجبره على عقد صفقة الإفراج عنه، ومن ثم كسر القيد عندما جعل منه حلية تلف معصمه الهزيل مع طول الإضراب القاتل عن الطعام .

    إنها بشرى لأسرى الحرب الباقين، وتذكير لهم بأن إرادتهم أقوى وأمضى من ليل الزنازين وعنف السجانين، وهي ناقوس إنذار يدق في فلسطين المحتلة والعالم، مطالباً بإنهاء هذا الاحتلال ووقفه عند حده، وإشارة واضحة على أن إرادة ونضال الشعب الفلسطيني لا ينفدان ولا يتوقفان عند حد، فهل من سامعين؟


    عكا لا تخشى هدير البحر
    صالح القلاب الرأي الأردنية
    ضروريٌّ أنْ نكون حذرين لكنَّ أكبر خطأ نرتكبه أنْ نصاب بالهلع فهذه التهديدات التي نسمعها تدل على أنَّ صاحبها أصبح حاله كحال الغريق الذي لإنقاذ نفسه لا يجد ما يفعله سوى التمسك بزبد البحر وسوى إطلاق صرخات تخويف من يجلسون على شاطئ الأمان ولعل وعسى أن يتقافزوا نحوه ويلقون بحبال النجاة إليه.
    وبصراحة نقولها إنَّ من وضعه هو هذا الوضع الذي غدا يغرق فيه بشار الأسد لا يمكن أنْ تخيف تهديداته بلداً كالأردن شعبه متماسك وعلى قلب رجل واحد، وذلك مع أنَّ هناك بعض من يغردون خارج السرب إما لدوافع شخصية او لأجندات سياسية ثبت أنها ساقطة وسخيفة وأنها في واد والشعب الأردني في وادٍ آخر، بلداً علاقاته الدولية متينة وبالإمكان الإتكاء عليها في أوقات المحن والملمات وجيشه يشكل مفخرة الجيوش حتى على مستوى العالم ويتحلى بعقيدة لا تتوفر لبعض جيوش المنطقة وهي الدفاع عن الوطن وبشجاعة الأبطال حتى آخر نقطة دم وهي حماية الشعب الأردني من أيِّ تهديدات سواء كانت خارجية أم داخلية.
    هناك جيوش في هذه المنطقة لُقِّنت «عقيدة» عنوانها حماية الأنظمة من شعوبها وهذا هو ما بقي يحصل في سوريا منذ أن أغرقت الإنقلابات العسكرية المتلاحقة، منْ انقلاب حسني الزعيم في عام 1949 وحتى إنقلاب حافظ الأسد في عام 1970 الذي يعتبر هذا النظام المتأرجح الآن امتداداً له، الجيش العربي السوري في الصراعات السياسية والتكتلات الطائفية وجعلت مهمته ذبْح شعبه كما حدث في حماه عام 1982 وكما يحدث الآن وأيضاً ذبْح شعوب بعض الدول المجاورة كما حصل في لبنان منذ منتصف سبعينات القرن الماضي وحتى العام 2005.
    إنه علينا أنْ نكون حذرين وأنْ نحسب لأي إحتمالٍ، من الإحتمالات المتداولة، حساباته الدقيقة لكن علينا ألاَّ نصاب بالهلع ونستبدل تكاتفنا وتعاضدنا بتبادل السباب والشتائم والإتهامات وتبادل شدِّ الشعور فهذا هو ما يريده من أطلق هذه التهديدات التي سمعناها والتي كان الأولى بصاحبها أن يدرك قبل إطلاقها أنَّه أصبح في وضع لا يحسد عليه وأنَّ إضطراره للإستنجاد بحزب الله على أساس طائفي يدلّ على كم أنَّ معنوياته باتت منهارة وكم أنه قد فقد الأمل ببقاء نظامه.
    إنَّ هذا البلد أقوى كثيراً من أنْ تخيفه هذه التهديدات، التي لابد من أخذها بعين الإعتبار لكن بدون هلع ولا إرتعاد فرائص، فالأردن ولأسباب وعوامل كثيرة هو إحدى الحلقات القوية والصلبة في معادلة هذه المنطقة والدليل على هذا أنه تمكن من استيعاب عواصف «الربيع العربي» وتحويلها من سلبيات إلى إيجابيات لا تنكرها إلا الفئة الضالة التي تصر على تغطية عين الشمس بغربال والتي لإفلاسها غدت تتصيَّد المناسبات الإقليمية والدولية للإعلان عن وجودها بإصدار بيانات الإستنكار وعلى غرار ما كانت تفعله بعض التنظيمات «اليسارية» عندما كان المد القومي في ذروته.
    ولهذا مرة أخرى فإنه علينا أن نكون حذرين ولكن علينا في الوقت نفسه ألاَّ نصاب أو يصاب بعضنا لا بالهلع ولا بالإرتباك فالمثل يقول :»عكا لا تخشى هدير البحر».. ويقيناً أنَّ الأردن أقوى كثيراً مما يظن أصحاب هذه التهديدات التي سمعناها وأيضاً مما يظن بعضنا وهنا فإنه لابد من أنْ نتخلص من كل هذه المشاجرات والمشاحنات التي تستنزف معنويات شعبنا سواءً داخل البرلمان أو في الجامعات أو في الشوراع والساحات العامة هذه المشاجرات والمشاحنات التي تشجع الذين يستهدفون بلدنا على التمادي في تهديدهم ووعيدهم وذلك مع أنهم غارقون في مشاكلهم المستفحلة حتى أعناقهم!!.


    فلسطين والفراق العربي
    حسان خريسات عن الدستور الأردنية
    الممسكون بزمام الحركة الفاعلة على مسرح القضية الفلسطينية لا يزالون بعيدين عن إرادة التحرك صوب إعادة الحقوق لأصحابها الطبيعيين ، فالمتحدثون في السلام وعنه لم يضعوا يدهم على مصدر هذا الصراع السياسي المستمر دون أي نتيجة وليس لديهم نية حقيقية لذلك .

    عمليات قضم الأراضي الفلسطينية والتهام ماتبقى منها يجري على قدم وساق ، والعرب ملتهون في قضايا ربيعهم الذي عزز من انقسامهم ، فلم يشهد الكيان الغاصب في سرعة بناء واقامة المستوطنات وسلب اراضي الضفة الغربية كالسرعة الحاصلة اليوم ، ولم تكن أيضًا بهذه الطريقة العلنية أمام صمت الدول التي نصبت نفسها مدافعة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وذلك في استهانة مفضوحة لحقوق الشعب الفلسطيني المغلوب على امره واستباحة لمقدراته ، وانتهاكاً لممتلكاته.

    فعندما تكتفي الدول الكبرى بأفعال التمني والرجاء بدلاً من أفعال الأمر والوجوب للتعبير عن موقف بلادها، في سرد لكلام مكرر يوحي بتأييد الاحتلال وتشجيعه على الاستيطان ، فإن ذلك إيذاناً لبدء مرحلة جديدة من بناء المزيد من المستوطنات ونهب ما تبقى من اراض الفلسطينيين ، وحث هذا الكيان على استمراء النهب والاعتداءات التي هي في الأساس طبع تأصل فيه وقام عليه وبه ويجد لذته فيه، وبالتالي لا يستطيع أن ينفك عنه، فاستمراريته وبقائه يتوقفان على ما يتقنه من فنون الكذب والخداع والغش، ونهب مقدرات شعب أعزل عانى الويلات تحت احتلاله ، ولذلك لا عجب أن تبقى هذه الدولة تغذي الحقد والكراهية بين الدول العربية ، وتدفع من يرمي بينها سهام العداء الذي أصاب عدداً منها بحجج الحرية والديمقراطية لتسمح اسرائيل لنفسها بالاستمرار في التهام المزيد من الأرض وتقيم عليها المستوطنات وتُضّيق على الفلسطينيين حياتهم .

    إن تعزيز حالة الشقاق والفراق في علاقة الدول العربية بعضها البعض بعد ما سمي بالربيع العربي والسير باتجاه ضرب كل بارقة أمل من شأنها ترميم هذه العلاقة الهشة من جهة ، واستمرار القطيعة والخلافات بين الفصائل الفلسطينية الكبرى من جهة آخرى ، عوامل تصب في مصلحة اسرائيل في الابقاء على سياسة الاستيطان ونهب ما تبقى من اراضي الفلسطينيين وتحد من آمال هذا الشعب باقامة دولته الحقيقية على ترابه الوطني .

    إسرائيل 2025 وإسرائيل 2068 الافتراضيتان
    مأمون كيوان( كاتب سوري) عن الحياة اللندنية
    احتفل الإسرائيليون أخيراً بالذكرى الـ65 لإنشاء إسرائيل. وشكلت الذكرى مناسبة لإجراء جردة حساب شاملة لدى كثير من المفكرين وكتاب الأعمدة الذين حاولوا أو قدموا إجابات عن أسئلة من الطراز الآتي: هل ستكون إسرائيل ديموقراطية بعد عشر سنين؟ وهل يستطيع أحد أن يضمن هذا؟ وهل ستكون دولة علمانية أم دولة شريعة يهودية؟ وهل تكون دولة رفاه أم دولة رأسمالية؟
    واختار الكاتب عاموس جلبوع أن يكون عنوان مقاله في «معاريف» (14/4/2013) الآتي: «حتى 120 سنة»، الذي يعيد إلى الأذهان قول الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن أمام أعضاء الكنيست، خلال زيارته الثانية إسرائيل في فترة ولايته الثانية: «أتوقع أن تحتفل إسرائيل بعيد استقلالها المئة والعشرين وقد أصبحت من أعظم النظم الديموقراطية في العالم، وطن قومي آمن ومزدهر للشعب اليهودي».
    وفضل جلبوع نبذ التغني بالإنجازات والحماسة، وتوقع أن تتمكن إسرائيل في ذكرى ميلادها الـ120 أي في 2068، من مواجهة تهديدات وأخطار خارجية، لخصها بـ «حرب الإبادة المستمرة ضد إسرائيل والنابعة من الجذور العميقة للنزاع العربي – اليهودي الإسرائيلي – الاسلامي»، وداخلية تتمثل في: «فقدان الثقة بعدالة الطريق الصهيوني: على ماذا نُقتل وعلى ماذا نُكافح، الكراهية العابثة المتحمسة والكراهية الذاتية المدمرة، عبادة الأصنام، السجود الأعمى لأرض بلاد إسرائيل من جهة والإيمان المسيحي بالسلام الحقيقي السريع لقاء أي ثمن».
    وكان البروفيسور يائير هرشفيلد توقع في دراسة مستقبلية أنه في 2025 ووفق كل الاعتبارات ستكون إسرائيل مؤلفة من 40 إلى 45 في المئة من سكان غير يهود أكثريتهم من العرب والعمال الأجانب يليهم المهاجرون الروس والإثيوبيون.
    وحيال هذا الوضع هناك سيناريوات كثيرة أهمها:
    1- استئثار حزب يهودي يميني بالسلطة يتمسك بـالرموز الـيهودية ويحرم العرب وغير اليهود حقـــوقهم كـــافة، ما يـــجعل إسرائيل دولة أبارتهــايــد أو إســبارطة الشــرق الأوسط الجديد.
    2- أن يصبح في 2025 رئيس الدولة العبرية ورئيس الكنيست من العرب بعد أن يكون قد تم التنازل عن الرموز اليهودية من قبل الجميع. لكنْ، على رغم الاعتراف بوزنهم الديموغرافي لن يتعاطوا في شؤون الدفاع والخارجية الإسرائيلية، إنما سيسهرون على نيل حقوقهم، وبهذا تنحصر المنازعة بين العرب واليهود في رموز الدولة لا غير، كالنشيد الوطني والعلم الوطني واللغة والسيرة التاريخية. ويشترط هذا السيناريو تحول إسرائيل في البداية إلى دولة مزدوجة القومية. ويبدو أن القاسم المشترك بين هذين السيناريوين أنهما افتراضيان شأنهما في ذلك شأن محاولة زمرة من الهاكرز محو إسرائيل من الفضاء السيبيري/ الإلكتروني.
    أي أنها سيناروهات متخيلة بوصلتها رغبة ذاتية طوباوية لا تمت بأي صلة إلى عالم السياسة ومقتضيات المصالح الاستراتيجية والجيوبوليتيك.

    إسرائيل قلقة: هل «الخط الأحمر» الأميركي مرن؟
    حلمي موسى عن السفير
    أصاب الحرج والإرباك الإدارة الأميركية بعدما أعلن قائدان عسكريان إسرائيليان أن هناك من اجتاز «الخط الأحمر»، وأن واشنطن لم تحرك ساكناً. وليس صدفة أن التصريحين صدرا في اليوم ذاته، وعلى منصة «مركز دراسات الأمن القومي» الإسرائيلي في جامعة تل أبيب، الذي يُعتبر الأشهر بين مراكز الأبحاث الإسرائيلية. فقد أعلن رئيس لواء الأبحاث في الاستخبارات العسكرية العميد إيتي بارون أن سوريا اجتازت «الخط الأحمر» الأميركي باستخدامها سلاحاً كيميائياً، هو غاز السارين ضد معارضيها. كما أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، ورئيس المركز، الجنرال عاموس يادلين شدد على أنه إذا لم تكن إيران قد اجتازت حتى اليوم «الخط الأحمر» النووي، فإنها ستجتازه قبل حلول الصيف المقبل.
    وكما هو معروف، بادر وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى الإعلان بأنه اتصل برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي لم يؤكد تماماً ما ذهب إليه الجنرال بارون. وجاء هذا الإعلان السريع من جانب كيري لينفي أن سوريا اجتازت «الخط الأحمر» الكيميائي، الأمر الذي لا يقتضي اتخاذ أي إجراءات عاجلة. وكانت أميركا وروسيا أيضاً قد أعلنتا أن استخدام السلاح الكيميائي «خط أحمر». ولكن الموقف الأميركي يختلف عن الموقف الروسي على الأقل في المعسكر الذي يقفان فيه: أحدهما داعم للنظام، والثاني داعم للمعارضة. وفي كل الأحوال وضعت الإدارة الأميركية هذا الاتهام في موضع الادّعاء الذي يحتاج إلى إثبات، بالرغم من إعلان كل من بريطانيا وفرنسا أن لديهما الأدلة اللازمة.
    وعاد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ليشدد على أن الإدارة الأميركية تستند حالياً إلى تقديراتها، ولا تدخل في «التخمينات». وأوضح «نحن نشارك بوسائل اخرى في الرقابة على نقل السلاح الكيميائي في سوريا. ولكن لا يمكنني أن أدخل في تفاصيل اخرى. نحن نبحث عن دليل قاطع، اذا كان مثل هذا الدليل قائماً».
    وكان الجنرال بارون قد أعلن في معرض تقييمه للوضع في سوريا أنه «بتقديرنا، يستخدم النظام في سوريا سلاحاً كيميائياً، أغلب الظن غاز سارين». وأضاف «في سوريا توجد ترسانة هائلة من السلاح الكيميائي، مجرد استخدامه من دون رد مناسب من جانب العالم يمكن أن يؤشر بأنه شرعي».
    وكشف المراسل السياسي لصحيفة «يديعوت» شمعون شيفر النقاب عن أن إسرائيل عرضت على الرئيس الأميركي باراك اوباما، عند زيارته الى إسرائيل الشهر الماضي، أدلة مختلفة تعزز الادّعاء بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية. كما عرضت على وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل، لدى زيارته الأخيرة منذ أيام، أدلة مشابهة أيضاً. وكتب شيفر «غير أن ادارة اوباما، التي حددت استخدام (الرئيس السوري بشار) الأسد للسلاح الكيميائي خطاً أحمر، ترفض الاقتناع. فالأميركيون غير مستعدين لأن تقرر إسرائيل لهم متى سيرسل جنود أميركيون إلى سوريا». واعتبر أن الأميركيين لا يبحثون عن أدلة، ويفضلون ان يقرروا بأنفسهم متى تنضج الظروف للتدخل. وهم يقولون لنظرائهم إنهم لا يزالون يبحثون عن أدلة ذاتية من الميدان، أو بتعبير آخر: «لا تشوشوا لنا العقل. نحن نقرر متى نتدخل».
    عموماً اعتبرت صحف إسرائيلية أن رد نتنياهو على كيري يظهر عدم وجود تنسيق بين رئاسة الحكومة والجيش الإسرائيلي. ورأى المعلق العسكري في «معاريف» عمير ربابورات أن أقوال الجنرال بارون «يمكن أن تجعل الإدارة تبدو كقوة واهنة لا تتعاطى بجدية مع الخطوط الحمراء التي تطرحها». وشدد على أن بارون لم يزلّ لسانه، وأنه قال ما قال بوعي وعن ثقة بمعلوماته، ولذلك استخدم عبارة «ضيق في حدقة العين وزبد يخرج من فم» الضحايا كمؤشرات على ذلك. وتساءل ربابورات «هل قيل ما قيل عن قصد لممارسة ضغط على الأميركيين للعمل ضد السوريين أو لإحراجهم؟».
    ورأى ربابورات أن الحديث يدور عن تقدير مهني، باحتمالية عالية جداً، تشارك فيه أيضاً أجهزة استخبارات أخرى في الغرب (في بريطانيا مثلاً). ويحبذ الأميركيون، لأسباب محفوظة لديهم، التشديد على أنه لا يوجد برهان كهذا. والأمر يجسد أن «الخط الأحمر»، وفي واقع الأمر كل «خط احمر»، يمكن أن يكون مرناً.
    أما «الخط الأحمر» الآخر الذي اجتيز، فهو الخط الذي وضعته اسرائيل لإيران في كل ما يتعلق ببرنامجها النووي، بحسب يادلين. والحقيقة أن يادلين خالف بموقفه بارون نفسه، وهو الذي قال إن إيران ليست قريبة خلال عام من «زمن الاختراق». لكن يادلين، كما نشر أمس في «السفير» يشدد على أن «زمن الاختراق» محدود بشهرين هما موعد الانتخابات الإيرانية. وأشار إلى أن لدى إيران قدرة تخصيب يورانيوم، ولديها المادة الخام، وهي حذرة من اجتياز «الخط الأحمر» الإسرائيلي، و«خلال أسبوع يمكن لهذه المادة أن تتحول إلى مادة للقنبلة النووية».
    ولاحظ ربابورات في «معاريف» أن «الخط الأحمر» الإسرائيلي النووي تجاه إيران مرن بقدر لا يقل عن مرونة «الخط الأحمر» الكيميائي الأميركي تجاه سوريا.
    أما دان مرغليت في «إسرائيل اليوم»، المقربة من حكومة نتنياهو، فكتب رابطاً بين تصريحي بارون ويادلين أنه «توجد علاقة بين الواقعتين. اذا لم تكن أميركا صادقة في تحذيرها وتهديدها لدمشق، فمن يضمن للعالم الحر أن تكون أكثر حزماً وتصميماً على مواجهة طهران التي تتجاهل تهديدات اوباما؟ إن هذا الوضع يُثقل على الحوار الديبلوماسي الذي يرمي الى منع إيران من الحصول على السلاح الذري. إن اوباما في الماضي ووزير دفاعه الذي زار تل أبيب تشاك هايغل، يريان انسحاق خطوطهما الحمراء في سوريا وفي إيران أيضاً كما يبدو، ويفضلان أن يسلكا سلوك مصابين بعمى ألوان، فهما لا يريان ولا يعترفان، لكن مَن في العالم لا يفهم صورة الوضع؟».
    عموماً، يرى شيفر أنه «ومثلما تبدو الامور من هنا، فإن لدى اسرائيل سبباً وجيها للقلق. من طبيعة الخطوط الحمراء، كما يتبين، أنها تتمدد حتى درجة التغيير الإستراتيجي للواقع. اوباما سيسمح للطرف الاسرائيلي بالمحاولة وبالإقناع، ولكن القرارات ستتخذ في نهاية المطاف في الغرفة البيضاوية لا في تل أبيب».


    إسرائيل: لا للأميركيين العرب
    جيمس زغبي عن السفير
    هناك في الوقت الراهن تشريعات عدة يجري النظر فيها في الكونغرس، تتعلق بضم إسرائيل للبرنامج المعروف بـ«برنامج الإعفاء من التأشيرات»، وهو ما سيعني السماح للمواطنين الإسرائيليين بالدخول إلى الولايات المتحدة من دون تأشيرة دخول. وقد أعلن أعضاء عدة في الكونغرس بالفعل عن موافقتهم على التبني المشترك للبرنامج. ونظراً لأن الدول التي تسعى للتأهل للحصول على تنازل عن شروط تأشيرات الدخول لأراضيها يجب أن تقدم «مزايا مساوية لمواطني الولايات المتحدة والحاصلين على جنسيتها» فإنني أنصح أعضاء الكونغرس الذين يؤيدون حالياً، أو الذين يفكرون مستقبلاً في تأييد مثل تلك البرامج، بأخذ نظرة متمعنة وفاحصة لما يعرف بـ«الدليل الإرشادي للسفر لإسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة» الذي تصدره وزارة الخارجية الأميركية.
    ووفقاً لهذا الدليل الإرشادي، يُنصح مواطنو الولايات المتحدة بأن يأخذوا علماً بأن: «جميع الأشخاص الذين يتقدمون للحصول على أذون دخول إسرائيل، والضفة الغربية، وقطاع غزة، يمكن أن يحرموا من الحصول على أذون الدخول ـ والخروج - تلك، من دون إبداء الأسباب»! وبشكل محدد ينص ذلك الدليل الإرشادي على أن: «مواطني الولايات المتحدة، الذين تشك السلطات الإسرائيلية في كونهم عرباً، أو شرق أوسطيين، أو متحدرين من أصول إسلامية... يمكن أن يواجهوا أسئلة فاحصة إضافية، تستغرق وقتاً طويلاً، من قبل سلطات الهجرة والحدود، بل وربما يحرمون من الدخول».
    والأكثر إزعاجاً من ذلك نوعية المعاملة المحددة للأميركيين من أصول فلسطينية، حيث يقول الدليل الإرشادي: «من حق السلطات الإسرائيلية اعتبار الشخص فلسطينياً، إذا ما كان حاصلاً على رقم هوية فلسطيني، أو كان من مواليد الضفة الغربية، أو قطاع غزة، أو من مواليد الولايات المتحدة، ولكن يتحدر من أبوين، أو أجداد عاشوا في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأي مواطن أميركي ينطبق عليه ذلك، قد تطلب منه حكومة إسرائيل قبل السفر إليها أن يتم هذا السفر بواسطة وثيقة سفر صادرة من السلطة الفلسطينية (حتى إذا لم يكن هؤلاء المواطنون الأميركيون راغبين في الحصول عليها)، وإلا سيتم حرمانهم من الدخول إلى إسرائيل، بل وقد يواجهون احتمال التأخير لمدد طويلة عند نقاط الدخول لأراضيها.
    ولما يزيد على 35 عاماً اليوم ظللنا نوثق هذه المعاملة التمييزية ضد الفلسطينيين من قبل السلطات الإسرائيلية. وقدمنا لوزارة الخارجية الأميركية وللجهة المشرفة على الدليل الإرشادي المشار إليه، المئات من الشكاوى المقدمة من الأميركيين المتحدرين من أصول عربية، حول المعاملة التي تعرضوا لها عند دخول إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
    ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قمنا عبر السنين بتقديم شكاوى لعدد من وزراء الخارجية الأميركيين مفادها أن إسرائيل من خلال قيامها باستثناء العرب والمسلمين الأميركيين تخالف التزاماتها بموجب المعاهدة الموقعة مع الولايات المتحدة عام 1951، والمعروفة باسم «معاهدة الصداقة والتجارة والملاحة» التي يرد فيها نص تتعهد إسرائيل بالسماح بموجبه للمواطنين الأميركيين بالسفر إليها بحرية، والإقامة في الأماكن التي يختارونها فيها، والتمتع بحرية الضمير، كما تضمن لهم الحماية والأمن المستمرين».
    وفي الحقيقة إن بعض المسؤولين الأميركيين كانوا مستجيبين للشكاوى المقدمة من قبلنا: فالرئيس كلينتون على سبيل المثال وفر لي شخصياً الفرصة لمناقشة الموضوع مباشرة مع أحد رؤساء الوزراء الإسرائيليين الزائرين، كما أن وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت قامت بشكل متكرر بالاعتراض على هذا السلوك أمام نظرائها الإسرائيليين الزائرين للولايات المتحدة، كما أصدرت الوزيرة السابقة كوندوليزا رايس بيانا قويا يشجب المعاملة الإسرائيلية التمييزية وأكدت علنا أن «أي مواطن أميركي يجب أن يعامل على أنه مواطن أميركي»، ولكن الإسرائيليين، لم يتجاوبوا مع تلك الاحتجاجات والمواقف.
    وإذا ما أخذنا هذا السجال في الحسبان، فسندرك أنه من الأمور المحيرة والدافعة للعجب، أن نرى أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ وبعض أعضاء الكونغرس يريدون الآن أن يضفوا الشرعية على الرفض الإسرائيلي للاعتراف بأن العرب الأميركيين، وعلى وجه الخصوص الأميركيين الفلسطينيين، يجب أن يمنحوا حقوقهم كاملة كمواطنين أميركيين.
    وتلزم الإشارة هنا إلى أن جزأين من أجزاء التشريع الخاص بالتنازل عن شرط تأشيرة الدخول للولايات المتحدة للإسرائيليين، يتم النظر فيهما حاليا، يعطيان إسرائيل - تحديدا - إعفاءً من التزامها بضرورة ضمان مبدأ المعاملة بالمثل لجميع المواطنين الأميركيين. وإذا ما قام أعضاء الكونغرس بتمرير تلك التشريعات، فإنهم لن يكونوا متساهلين فحسب مع سلوك إسرائيل المفتقر للضمير، وإنما أيضاً مقصرين في الوفاء بالتزاماتهم بحماية حقوق مواطنيهم الأميركيين والدفاع عنها.


    واشنطن تغرق إسرائيل بالمساعدات العسكرية لإقناعها بعدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية
    رندى حيدر عن النهار اللبنانية
    على رغم الاهتمام الأميركي الكبير بتوطيد التعاون مع إسرائيل مع بدء الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما، سواء عبر الزيارات الرسمية لكبار المسؤولين الأميركيين بدءاً من الرئيس الأميركي قبل اكثر من شهر، مروراً بوزير الخارجية جون كيري قبل اسبوع وانتهاء بوزير الدفاع تشاك هيغل، وعلى رغم المساعدات العسكرية الضخمة التي قدمها الأميركيون والثناء والمديح اللذين كالوهما للزعماء الإسرائيليين، فإن شعوراَ بالتحفظ الإسرائيلي وعدم الرضا يرافقان هذا العرض الأميركي لعلاقتهم الوطيدة مع إسرائيل، برز خصوصا في تعليقات الصحافيين الإسرائيليين بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية.
    ففي رأي أكثر من معلق إسرائيلي أن هدف اغداق الأميركيين كرمهم على إسرائيل ليس الدفاع عن أمن إسرائيل في وجه التحديات والمخاطر الجديدة فحسب، بقدر ما هو تحقيق غرضين اساسيين:
    الأول، منع إسرائيل من المبادرة الى شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية بصورة مستقلة وجعلها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتنسيق المسبق معها.
    أما الثاني فهو الحؤول دون عرقلة إسرائيل بفعل نفوذها في مجلس النواب الأميركي صفقات السلاح الضخمة التي تنوي الولايات المتحدة عقدها مع السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.
    ويبدو من القليل الذي تسربه الصحف الإسرائيلية عن مضمون محادثات التنسيق التي يجريها الأميركيون مع المسؤولين الإسرائيليين، التركيز الكبير على مسألة إيران، والتشديد على عدم قيام إسرائيل بأي خطوة عسكرية منفردة ضدها، ويذهب بعض المعلقين الى حد القول إن أوباما ربما اقنع نتنياهو بتأجيل أي قرار يتعلق بإيران الى نهاية السنة الجارية.
    والواقع أنه على رغم كل الكلام الجميل عن التحالف التاريخي بين إسرائيل والولايات المتحدة، فإن الخلاف الإسرائيلي - الأميركي على سبل معالجة الخطر النووي الإيراني لا يزال قائما، ولا يزال الإسرائيليون يختلفون في وجهة نظرهم مع الأميركيين ويرون استحالة التوصل الى حل للمشكلة النووية الإيرانية من طريق المفاوضات، وأن إيران تستخدم المفاوضات معها لكسب الوقت والمضي في برنامجها النووي، وان هامش الوقت بدأ يضيق.
    ويتساءل الإسرائيليون لماذا لم تقدم الولايات المتحدة في اطار صفقة السلاح الاخيرة التي اشتملت على أنواع مهمة من العتاد المتطور، القنابل الضخمة التي طالبت بها إسرائيل و هي الوحيدة القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض في منطقة فوردو؟

    ومع ذلك يبدو واضحاً اليوم ان الظروف الراهنة في المنطقة تحتم على الإسرائيليين الاستجابة للرغبات الأميركية والتنسيق الكامل، على رغم اختلافهم مع الأميركيين، في سبل معالجة خطر إيران النووية. ذلك أن الواقع الاقليمي الجديد بات يحتم على إسرائيل عدم معاندة الإدارة الأميركية نظراً الى حاجتها الماسة اليها في كثير من المواضيع الاخرى وخصوصا التهديدات التي مصدرها سوريا والمخاطر المترتبة على سيطرة الإسلام الراديكالي على الحكم هناك، وانعكاسات ذلك على أمن الحدود مع سوريا ولبنان، وأهمية التعاون مع الولايات المتحدة ودورها في رعاية تحالف اقليمي يضمها والدول المجاورة لمواجهة تطورات الوضع في
    سوريا.
    والراهن اليوم ان إسرائيل مضطرة خلال ولاية حكومة بنيامين نتنياهو الثالثة الى اظهار تعاون أوسع وأقوى مع إدارة أوباما خلافاً لما حدث خلال ولاية الحكومة السابقة؛ أما إدارة الرئيس أوباما الثانية فيبدو انها اختارت تكتيكاً مختلفاً عن سياستها خلال الولاية السابقة يقوم على المسايرة والاطراء واغداق الهدايا على حليفتها في مقابل تعهد واضح من الحكومة الإسرائيلية لعدم توريط الولايات المتحدة في عمل عسكري ضد إيران تكون له عواقب وخيمة.
    لن تسقط دمشق
    صالح عوض(كاتب فلسطيني) عن الشروق الجزائرية
    عجيب أمر هؤلاء الذين اختاروا مهمّة الوشاية بالأمة، وارتضوا حياة العبيد تمتطي ظهورهم دبابات أمريكا وسياساتها.. ويدلّون العدو على مكامن الضعف في جسد الأمة وهم ألد أعدائها.. أي جبلّة صنع منها هؤلاء الفاسدون المفسدون لتاريخ الأمة وحاضرها..

    بأي حق يقوم هذا الفرد "أبورغال" المنتفخ الأوداج والمصدّر للهزيمة بالحديث عن سورية الحضارة والتاريخ والمقاومة، ويفيض في الشرح أمام المعلّم أوباما، عن ضرورة تطبيق الديمقراطية في سورية.. ألا يخجلون؟ ويوصي بأن يزوّد الأمريكان المجموعات المسلحة بمزيد من السلاح لحسم المعركة.

    بأي حق يقوم السلطان العثماني بالتدخل السافر والرديء في الملف السوري، ويصبح ممرا للمقاتلين الشيشان والأفغان والمنوعين وسواهم يخربون بلدا عربيا من أعظم بلاد العرب أصلا وفصلا وحضارة وتاريخا؟ بأي حق يشعل حدود سوريا نارا؟

    بأي حق تسمح الأردن لنزول آلاف الجنود الأمريكان مزودين بالتكنولوجيا وطائرات التجسس وأسلحة متطورة في محاذاة الحدود السورية، تمهيدا للقيام بعمليات انتقائية ضد أهداف حيوية في سورية؟

    بأي حق تطرد جامعة الدول العربية سورية من عضويتها؟ من هو الأولى بالطرد؟؟ إن الأولى بالطرد هم أصدقاء إسرائيل وأحباب الإدارة الأمريكية؟ الأولى بالطرد هم من يبيعون القدس والمقدسات ويمعنون بالتغطية على سرقة ثروات العرب.

    بأي حق يحتشد النظام الدولي كله، لدعم مجموعات محدودة من عصابات القتل والجريمة المنظمة لاسقاط دولة تلتزم بكل المعاهدات الدولية، وتتحرك بروح المسؤولية تجاه المنطقة والعالم.

    برغم كل هذا لن تسقط دمشق.. ذلك لأن سقوطها يعني سقوط العرب وضياع فلسطين وهذا مالا يمكن أن يحدث قط.. لن تسقط دمشق وهي تواصل موقفها الداعم لقضية فلسطين وللمقاومة البنانية والرافض للمؤامرات الغربية في المنطقة.

    إن الوقوف الشعبي العربي والإسلامي مع الشعب السوري العظيم ومع الدولة السورية، يعني بوضوح وقوفا مع الذات لأن انتصار الشعب السوري على الهجمة الأطلسية والخيانة يعني أننا سنبدأ نعد الساعات نحو تحرير مقدساتنا.. ولا يمكن أن نفهم أن الخيانة والاستقواء بالأجنبي العدو سبيلا لمستقبلنا العربي.. لا يمكن أن نفهم أن اغراء الأمريكان بالقدوم للمنطقة وتوطئة الأجواء لهم إلا على اعتبار أنه خيانة وجريمة، ستبقي عارا في جبين من يقوم بها وجبين كل من سكت عن افعاله المشينة.

    لن تسقط دمشق.. بصدورنا العارية وبدمائنا الحرّى وبأرواحنا اليقظة سنتصدى للمؤامرة، ومهما اشتدت لحظات الأزمة على الشعب السوري والبلد السوري والدولة السورية، إلا أن انفراجا قريبا سيفتح الباب أمام انتصارات على مخططات الأعداء..

    لن تسقط دمشق في أيدي الأمريكان والفرنسيين.. وستظل قلعة للعروبة والإسلام.


    إن ربك لبالمرصاد
    ثروت الخرباوي عن المصري اليوم
    انظر حولك مرة ثم انظر فى داخلك مرتين ستجد مستبدا صغيرا جالسا فى أعماقك ينتظر لحظة سانحة يظهر فيها كى يمارس استبداده، وانظر حولك مرة ثم انظر فى داخلك مرتين ستجد عادلا صغيرا جالسا فى أعماقك ينتظر من يحرك عدله ليكون العدل هو منهج حياتك، وبين عدلك واستبدادك يضطرم صراع أبدى سيظل قائما إلى أن يشاء الله.

    كنت قد قرأت فى فترة مبكرة من حياتى كتابا رائدا فى موضوعه، متميزا فى تصنيفه هو كتاب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» لعبدالرحمن الكواكبى، وقد استعرض الكواكبى، رحمه الله، فى كتابه شرحا وافيا لطبائع الاستبداد وطبع المستبد، وأوضح أن المستبد جُبل على الخوف والجبن.. ذلك أن خوف المستبد من المحكومين وحرصه على ذاته يدفعه قدما نحو الاستبداد، ومن خلال ذلك أفاض الكواكبى فى شرح تفصيلى عمن هم أعوان المستبد، وهل يمكن أن يتحمل المحكوم المغلوب على أمره ذلك الاستبداد؟ وإلى أى مدى يكون هذا التحمل؟.

    وقد شخّص الدكتور كمال أبوالمجد عندما تحدث عن «ظاهرة المستبد الكبير والمستبدين الصغار»، هذه الآفة التى تُنبت دائما رأياً واحداً للأمور، ويكون هذا الرأى هو وجهة نظر المستبد الأكبر التى فكر فيها وحده، ورأى أنها تحقق غاياته وترضى غروره، ويستشرف المستبدون الصغار من أتباعه– أو قل حوارييه– وجهة نظره فيتكالبون على ما يراه، ويستحسنون ما يفعله، ويتحول لديهم إلى معصوم، فيصبحون فى معيته هم بدورهم معصومين، ويكون من نتيجة ذلك أن يجمد الفكر ويتحول إلى «قوالب جاهزة» أو «أفكار معلبة».

    فى تلك البيئة الاستبدادية يتكاثر المنافقون من أتباع المستبد الأكبر حتى إنهم يسدون من كثرتهم عين الشمس، ويتحولون إلى صور ممسوخة مشوهة لا تبحث عن حق ولا تستشرف عدالة، أما الأبشع من المستبد المنفرد فهو ذلك المستبد الذى له جماعة ترفع شعارات الدين، إذ يصبح تصور مراجعة القرارات والمناهج والأفكار لدى هذا المستبد تصوراً غريباً وممقوتاً، ويصبح من يدعو إليها مارقاً مهرطقا لا هوادة فى مواجهته، فالمستبد هو الحق فى عيون أتباعه فأنـَّى لنا أن نراجعه، لذلك عندما قال فرعون لقومه «أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون» إذا بالأمر يتطور معه إلى أن يصبح رأيه هو الحق الذى ليس من حق غيره، وكلامه هو الرشاد الذى ليس من رشاد سواه، حينئذ «قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد» فكانت العاقبة أن انهار مجتمع هذا الفرعون المستبد وتهاوى أتباعه من المنافقين الذين كانوا لا يرون إلا ما يرى، ولا يفكرون إلا عندما يفكر ويلقى إليهم بالتوجيهات، من أجل ذلك كانت: كلمة حق عند سلطان جائر هى أفضل الجهاد عند الله.

    ومن بعدها صار فرعون مثلا للاستبداد والمستبدين، وعنوانا لهم، وأصبح كل حاكم مستبد إذا ما أراد أن يحث الخطى إلى أعماق الاستبداد فإنه يقول لشعبه: أنا أعرف ما لا تعرف وأرى ما لا ترى، وأبحث عن المصلحة والحق والرشاد! دون أن يفصح لشعبه عن هذا الذى يعرفه، أو هذا الذى يراه.

    ورغم أن المظاهر قد تبدو أمام الناظرين وكأن المستبد سيظل بطغيانه، جاثما على أنفاس من يحكمهم أو يقودهم، إلا أن انهيار هذا الطاغية المستبد وانهيار حكمه هو أمر حتمى بل هو من نواميس الكون، ولن يستطيع طاغية أبدا مهما طال به العمر أن يخلد فى حكمه، لأن استبداده سيقضى عليه حتما، وقد قضى الاستبداد على القياصرة والأباطرة والفراعين المستبدين، فها هم قوم عاد قد أشار الله لنا عليهم ودعانا إلى أن نتفكر فى مصارعهم فقال فى كتابه الكريم (ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التى لم يخلق مثلها فى البلاد) أما فرعون المستبد وجماعته (الذين طغوا فى البلاد * فأكثروا فيها الفساد) فكانت عاقبتهم (فصب عليهم ربك سوط عذاب) وما ذلك إلا لأن (إن ربك لبالمرصاد).


    لا للرغيف الإخوانى .. لا لاحتمالات النجاح
    وائل قنديل عن الشروق المصرية
    الذين طالبوا بالإطاحة بالوزراء السياديين وخصوا بالذكر وزيرى التموين والتجارة، فاتهم أو ربما لم يصل إلى علمهم بعد أنه عندما تُذكرُ الوزارات السيادية يقفز اسم وزير الدفاع على الفور، والسؤال هنا: لماذا امتلكوا الجرأة على ذكر اسم وزير التموين الشاب صاحب الأداء المعجز، ووزير التجارة الذى بشرنا بأرقام غير مسبوقة فى تاريخ إنتاج القمح، بينما ارتعشت ذاكرتهم فلم تقوَ على ذكر اسم وزير الدفاع؟

    لماذا لابد وحتما وفورا إطلاق الرصاص على باسم عودة وزير التموين، باعتباره سياديا فى وزارة سيادية، بينما وزير الدفاع يتم إخراجه من دائرة السيادة؟

    إن هذه الأسئلة وغيرها يرددها الناس وهم يضربون كفا بكف من هذه الرغبة الجامحة فى إطفاء كل ما هو مضىء وناجح فى التشكيلة الحكومية الحالية، بدعوة ضمان الحيادية.. ثم ماذا تعنى عبارة «حكومة محايدة»؟

    هل صار الحياد مرادفا للفشل والتكلس والبلادة، بينما الانحياز هو النجاح والتفوق والفاعلية؟

    إن كان ذلك كذلك فتبا لهذا الحياد الذى يكون على حساب مصالح الناس وأحقيتهم فى حياة معيشية آدمية يتوافر فيها رغيف محترم، وأن يتنفسوا بعضا من الإحساس بالكرامة وهم يستيقظون على خبر الاقتراب الوشيك من الاكتفاء ذاتيا من القمح.

    أما إذا كان الشعار الآن هو نموت ونجوع وتحيى هذه الجبهة أو تلك» فإن حياة كريمة للمصريين أهم وأغلى وأولى من حصة الألعاب السياسية والانتخابية المضحكة التى يتلهى بها الهاربون من المرايا، المرتعدون من مواجهة الذات والمجتمع، الرافضون لمجرد الرفض، الذين حولوا المعارضة من عمل سياسى جاد ورزين ومحترم إلى اسكيتشات ضاحكة وكاريكاتيرات مفرطة فى الإسفاف، وأكروبات تليفزيونية، تستدعى الرثاء والأسى على المستوى الذى هبطت إليه نخب سياسية، شاخت وبعضها لم يصل عمره السياسى إلى ثلاث سنوات بعد.

    لقد انحدر بعضهم بمعارضته إلى ما تحت مستوى «العكشنة» التى باتت تبدو شيئا رصينا إذا ما وضعت أمام حالة «زنددة» مؤسفة وحدت مواقيت الصياح بين زنود القضاء وزنود الصحافة وزنود التغيير المعتزلين، فجعلتهم يرددون الخطاب ذاته بالأداء ذاته وفى تواقت عجيب ودال للغاية فى مواعيد المؤتمرات وترتيبها.

    ويدهشك، بل يصيبك بالغم والنكد، أن قضية استقلال القضاء اختزلت فى شخص واحد يضع نفسه فوق العدالة وفوق القانون، بينما بلاغات ومحاضر اتهامه بالتربح والفساد مكدسة فى الأدراج دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منها.

    وعلى سيرة هذه المناحة المنصوبة ضد دعوات إصلاح القضاء وتطهير ثوبه من ثقوب وتشوهات، ضارة بالقضاء قبل أن تكون ضارة بأحد آخر، أذكر أنه فى ١٦ مارس من العام الماضى وبعد فاجعة الإفراج عن الأمريكيين المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى انطلقت دعوة لمليونية ترفع شعارات تحرير وإصلاح واستقلال القضاء، تبناها مجموعة من الثوار، ومن بينهم قضاة محترمون، طلبوا من كاتب هذه السطور المساعدة فى صياغة بيان وتصميم «ستيكر» لهذه الجمعة الحاشدة.

    وأتذكر جيدا أن قاضيا شهيرا من قضاة الميدان فى ذلك الوقت على الرغم من إعارته بالخارج قرر مشكورا أن يتولى هو صياغة البيان.. والمفارقة أن هذا القاضى نفسه يبدو الأكثر حمية واستشراسا فى رفض دعوات إصلاح منظومة القضاء الآن، فليسمح لى أن أذكره ببعض عبارات فى بيانه القشيب للدعوة لتلك المليونية فى قبل أكثر من سنة، حيث كتب يقول «العدل مفقود فى مصر منذ أكثر من نصف قرن، هذه هى الحقيقة، إن كل المؤسسات التى تحملت بأمانة حفظ حقوق أفراد الشعب مصابة بالعجز دون استثناء والقضاء المصرى ليس استثناء من العجز»

    ثم ختم بيانه بالقول «إنى أدعو شعب مصر للوقوف بالمرصاد لمجلس الشعب وعلى أبوابه لإصدار قانون السلطة القضائية».

    ما الذى تغير لكى يصبح اقتراح مشروع للسلطة القضائية جريمة ضد القضاء؟

    لقد رفع مشروع القانون المقترح الغطاء عن المسكوت عنه فى هذه «الدولة» لكنه منح الفرصة لمن أكل عليهم الفساد وشرب لكى يطلوا فى هيئة الأبطال والشهداء، وسيحسن الذين قدموا المشروع صنعا لو سحبوه ليرينا القائمون على أمر هذه السلطة كيف ستطهر نفسها بنفسها.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 305
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:51 PM
  2. اقلام واراء عربي 304
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:50 PM
  3. اقلام واراء عربي 303
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:50 PM
  4. اقلام واراء عربي 299
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:04 PM
  5. اقلام واراء عربي 296
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:02 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •