النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 380

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء محلي 380

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]

    • [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
    • حياتنا - الحقبة الفياضية
    • ج الحياة / حافظ البرغوثي
    • سامر ينتصر على الجلاد
    • ج الحياة / عادل عبد الرحمن
    • العيساوي قلبٌ ينبض حرية.. ينتصر
    • ج الحياة/ بهاء رحال
    • اختزال الصراع في سوريا: ثنائية الدين والعلمانية
    • ج الحياة / عادل صدقي
    • الهروب إلى الحافة الأخرى!
    • ج الحياة / يحيى رباح
    • تغريدة الصباح - القدس مرة أخرى
    • ج الحياة / محمود شقير
    • تركيا .. أي دور في "المصالحة"!!
    • جريدة الايام / هاني حبيب
    • عن التنسيق الأمني وندية مرسي
    • ج الايام / علي جرادات
    • افتحوا أسواق العمل العربية لأبنائنا!
    • ج الايام / توفيق وصفي
    • دور تركيا الجديد: حدود المصالح مع أميركا وإسرائيل
    • ج الايام / أشرف العجرمي
    • ونصري الحجاج يردّ على حسن البطل
    • جريدة الايام / حسن البطل
    • حياتنا - الحقبة الفياضية


    ج الحياة / حافظ البرغوثي

    قرأت مقالا في صحيفة هآرتس الاسرائيلية للكاتب الاسرائيلي عاموس غلبوع انتقد فيه عبادة الاصنام في اسرائيل بتحويل الجندي الاسير جلعاد شاليط الى صنم وبطل بينما كان بوسعه ان يقاتل بدل الاستسلام في معركة اسره وقال الكاتب ان تحويل شاليط الى صنم ينم عن مرض اجتماعي خطير في المجتمع الاسرائيلي.
    في المقابل هناك مرض اجتماعي في المجتمع الفلسطيني لا يقل خطورة عن المرض الاسرائيلي وهو تقزيم رجالاتنا وشخصياتنا العاملة والفاعلة وحتى المناضلة. فليس هناك احترام لكثير من شخصياتنا الاكاديمية والاقتصادية والوطنية لأننا لا نقيم هذه الشخصيات بمقاييس موضوعية وانما بمقاييس مزاجية وشخصية او فئوية بحتة. ولنا في حالة الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء المستقيل احدث انموذج فالرجل اتهم بكل الاوصاف وصفق البعض لاستقالته كأنما تخلص من كابوس ولم يحاول أحد منا ان يضع الرجل في ميزان العدل وتعريضه لمقاييس النقد من حيث الأداء والعمل لانصاف الحقيقة سلباً أو ايجاباً. وآخر بدعة ان سلام فياض صناعة اميركية ويريده الاميركيون ان يبقى ولو كان الأمر كذلك لما احتاج الرئيس اوباما لاقناعه بالبقاء بل كان سيأمره اصغر موظف اميركي بذلك، وما احتاج الأمر لوزير الخارجية كيري ان يلتقيه ويتصل به ايضا. فالرجل ابن بلد وابن قرية وليس طارئا على الساحة الفلسطينية حتى ينهشه البعض دون وجه حق. فلا يجوز ان نبخس الرجل حقه في عجالة تقديم اوراق اعتماد للعبث فهو قدم خدمات كبيرة لشعبه.. ولعلي تابعته منذ بداية عمله في وزارة المالية وطلب دعم قلمي شخصيا في معركة تحويل الرواتب العسكرية الى البنوك لتوحيد حسابات السلطة وصولا الى الشفافية المطلوبة دولياً من المانحين.. وهو ذرع المدن والمخيمات والقرى ومنطقة سي وغيرها دون كلل وافتتح طرقا ومشاريع شتى فيما غيره لم يفتح علبة سردين وينتقده وأقام هياكل حكومية ما زالت صامدة وحاول وضع المواطن امام واجباته طالما يطالب بحقوقه وهو ما أثار غضب من اعتادوا على الأخذ دون عطاء. ولعل انجازه المهم هو انقاذ فتح نفسها بفرض الأمن ودعم أجهزة الأمن المشكلة اصلا من عناصر فتح. وحتى عندما اتهمه خصومه بأنه يحاول ان يمارس السياسة فهل هو كائن غير سياسي حتى يحرم عليه ممارسة السياسة؟ فكل انسان له الحق في العمل السياسي. لكن فياض لم يقم امبراطورية سياسية له ولم يسخر منصبه لانشاء مركز قوى، ولهذا لم نجد اصواتا ترفع عقيرتها بالهتاف له.. لكننا نعلم ان شريحة واسعة من العقلاء والمثقفين والبسطاء يعترفون أنه طوال سني عمله الرسمي ترك بصمات بارزة في التاريخ الفلسطيني لا يمكن نفيها بتصريح او كلمات عشوائية. علينا ان نقول للرجل الفلسطيني القروي شكرا لقد ابدعت وقاسيت وتحملت لأنك ابن بلد وسامحت من تطاول عليك دون وجه حق من موضع الأصالة القروية والاقتدار.. اما مرضى النرجسية والأنانية فهؤلاء لا علاج لهم إلا إذا نظروا الى داخلهم.






    سامر ينتصر على الجلاد
    ج الحياة / عادل عبد الرحمن

    أوقف سامر العيساوي إضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال الاسرائيلي بعد 277 يوما مع وصوله لمساومة مشرفة مع سلطات السجون، اقرت فيها تلك السلطات بالافراج عن البطل سامر بعد ثمانية اشهر، والعودة الى بيته ومسقط رأسه واهله في القدس.
    المناضل الاسطورة سامر، لم يحصل على حريته فورا، ولكنه رسخ نهجاً نضالياً شكل اضافة نوعية لكفاح الحركة الاسيرة، حيث واجه جلاديه بقوة وثبات وقناعات وطنية متأصلة في سلوكه ورؤيته، ورفض كل المساومات، التي حاول جلادو الاحتلال فرضها عليه، ومنها الابعاد الى محافظات الجنوب او الابعاد الى إحدى دول الاتحاد الاوروبي، لكنه أبى إلا ان يعود الى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية الابدية، ومسقط رأسه.

    معركة الامعاء الخاوية الخارقة، التي خاضها ابن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، التي تفوق حدود الوصف من حيث ان البطل العيساوي، لم يبق منه سوى هيكل عظمي مغطى بالجلد، ورأس به دماغ لم يفقد للحظة ذاكرته وهويته وانتماءه واهداف معركته، حتى انه فاجأ قضاة المحكمة امس الاول حينما كشف عن هيكله العظمي، وقال لهم: ان وضعي يشبه بالضبط ما فعله النازيون الالمان باليهود زمن المحرقة!! بمعنى: ألا تخجلون أيها الطغاة مما ما زلتم تتغنون به حتى الآن لاسترداد عطف العالم وابتزاز الالمان خصوصا والاوروبيين عموما لدفع مئات الملايين من الدولارات.

    معركة الامعاء الخاوية، التي خاضها أسرى الحرية وخاصة سامر العيساوي، الذي شكل علامة فارقة في سجل البطولة الوطنية والانسانية وموسوعة غينس العالمية، مثلت أحد روافع الكفاح الوطني في اللحظة السياسية الراهنة، وتعتبر رافدا مهما للنضال التحرري، كونها فضحت وعرت وجه الاحتلال الاسرائيلي البشع والفاشي، الذي فاق حدود المحرقة الهتلرية النازية في اصقاع الدنيا كلها، وأحرجت معركة أسرى الحرب الفلسطينيين كل الاقطاب والدول الغربية، التي تدعي مناصرتها ووقوفها الى جانب حقوق الانسان وحق تقرير المصير للشعوب المناضلة من اجل انعتاقها من ربقة الاحتلال الاجنبي.

    جنبا الى جانب كانت معركة سامر ومحمد التاج، الذي افرج عنه قبل ايام قليلة بعد ان وصلت سلطات السجون الاسرائيلية الى قناعة بعد اخذ قزعة من النخاع الشوكي بان حياة محمد في خطر حقيقي، وليس رحمة ولا شفاعة بالمناضل محمد، وانما خشية ردود الفعل الوطنية والعربية والدولية في حال حصل له شيء لا سمح الله، وهو داخل زنازين السجون الاسرائيلية، معركة سامر ومحمد وكل الذين خاضوا معركة الامعاء الخاوية، الى جانب معارك الكفاح الشعبي ضد الاستيطان الاستعماري وجدار الفصل العنصري والتهويد ومصادرة الاراضي في القدس الشرقية وعموم الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بالتوازي مع معارك الكفاح السياسي والديبلوماسي والاقتصادي والثقافي والاكاديمي والقانوني، تشكل جبهات متراصة لاعلاء صوت الحق والاهداف الوطنية، وتعمق حشر دولة الاحتلال والارهاب المنظم الاسرائيلية في الزاوية لتعميق عزلتها في اوساط الرأي العام العالمي، وتضاعف من قوة الضغط على كل الاقطاب والدول في الرباعية الدولية واصقاع العالم الاخرى وخاصة على الولايات المتحدة الاميركية، الحليف الاستراتيجي لدولة الابرتهايد الاسرائيلية.

    سامر العيساوي، ابن العائلة المكافحة وابن الشعب العربي الفلسطيني، انتصر على جلاديه. وانتزع منهم رغما عنهم ما حصل عليه من انجاز ليس له فحسب، بل للحركة الاسيرة برمتها. ليدون بأحرف من نار ونور بأن الشعب إذا يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر. وارادة سامر العيساوي، هي ارادة كل الشعب وقواه الحية، الامر الذي يفرض على القيادات السياسية برمتها، ان تتعلم من تجربة العيساوي ومحمد التاج وغيرهما من ابطال الحركة الاسيرة في مواجهة سياسات وجرائم وانتهاكات دولة التطهير العرقي الاسرائيلية.


    العيساوي قلبٌ ينبض حرية.. ينتصر

    ج الحياة/ بهاء رحال
    انتصر سامر، صاحت أمه والدمع ينهمر من عينيها فرحاً هذه المرة عند سماع اول الاخبار التي وردت على لسان محامي سامر العيساوي والتي اعلن بها انتصاره على سجانه وقبول اجهزة الامن والاستخبارات الاسرائيلية بالشروط التي وضعها البطل فحطم سجنه وكسر قيده وعانق وجه الحرية بعد أن صنع من الجوع معجزة للتحدي وصاغ من امعائه الخاوية انتصاراً جديداً له وللحركة الاسيرة التي طالما طبعت بحروف من المجد بطولاتها على صفحات التاريخ المشرف منذ محمد جمجوم وحجازي وعطا وحتى ميسرة ابو حمدية مروراً بمئات بل الآلاف من الابطال الذين قهروا السجن والسجان وكانوا ولا يزالون يقدمون بطولاتهم على مذبح الحرية والاستقلال، وها هو سامر الفلسطيني يقدم اسطورة جديدة من الصمود المتواصل بالإضراب المفتوح عن الطعام والذي استمر تسعة اشهر متتالية تحدى فيها الجوع والمرض وقسوة السجن والتعب وجبروت السجان وفاشيته حتى انتصر بإرادته التي قهرت كل وسائل وأساليب دولة الاحتلال وأجهزتها الامنية والقمعية فكان له أن ينتصر وكان لأعدائه ان يموتوا بغيظهم وقهرهم وبؤسهم حين عجزوا عن فهم تلك الارادة المحبة للحياة العصية على تقديم الطاعة والانحناء، هي ارادة البطل سامر العيساوي المؤمن بالحرية والمتشبث بالقدس، بيته وأرضه ومملكته التي ينحدر منها وعائلته وهو يثبت ان ما رفعه ليس شعاراً عفوياً وليس كلاماً في الهواء بل انها العقيدة التي يحملها في قلبه والتي جعلته يصبر على الجوع والتعب والمرض وها هو ينتصر بإرادته وعزيمته التي اذهلت العالم وسيعود للقدس كما أحب وكما أراد وكما علا صوته وصدح في فضاء المعمورة رافضاً خيارات الابعاد حتى الى جوار القدس ولم يقبل المساومة على مطلبه العادل والشرعي والإنساني والأخلاقي وهو الحرية الى بيته ورفض الوقوع في فخ خديعة الاحتلال الذي حاول بكل وسائله وأساليبه وبكل ادوات الضغط والإكراه التي هزمتها ارادة سامر، وقد أصرّ على الحرية الى بيته، ففي بيته المقدسي فقط تكون حرية سامر وكانت كذلك، فلك القدس يا أمير القدس ولك المجد والحرية والسلام.


    اختزال الصراع في سوريا: ثنائية الدين والعلمانية
    ج الحياة / عادل صدقي

    شعب سوريا الشقيق، ينزف ويئن ويموت ويتعذب. لكن انخفاض منسوب الأحاسيس، سمح لزَبد الآراء الظالمة، بأن يطفو على السطح، لكي يُقال إن الحرب تندلع أولاً وأساساً، بين علمانيين قوميين حضاريين، وأصوليين متخلفين إقصائيين وإرهابيين. فقد ارتسم هذا الاختزال الشائن، بعد أن أوصلت جرائم الحكم المستبد، مشهد الصراع، الى الحال الراهن المروّع، ليختلط الحابل الشعبي بالنابل الأصولي والتكفيري القادم دون سواه، لـ "نُصرة" الضحايا، بمنطلقاته ولغته. ذلك علماً بأن السلفية الجهادية، لم تكن حاضرة، عندما كانت تُقصف التظاهرات السلمية وتُقلّع أظافر الأطفال، ثم يُذبحون، وتُغتصب النساء، وتُقصف جنائز تشييع الشهداء.

    ففي سياق التدليس الذي لا يبالي بدم الناس، يُصار الى توصيف أو تحويل "فكري" للجزء المستجد، لينسحب على الكل السوري الشعبي والوطني والديمقراطي. أما الأصوليون الطائفيون، القادمون كالجراد، من لبنان والعراق وباكستان، فهؤلاء لا يُرى قُبحهم ولا تُرى عفونتهم ولا أصوليتهم. كأنهم عاشقون للتحضر وللديمقراطية وللعروبة. وبات عديمو الإحساس، المنكرون لفظاعة ما يجري، يتحدثون عن الصراع وكأنه حرب العلمنة ضد التدين الأصولي المتشدد. ولا يَسمع هؤلاء الذين يتعاطفون مع القاتل ضد ضحاياه؛ رسالة هذا القاتل المحملة بمفردات دينية، ولا يلتفتون لتوظيفه للنوع المناصر له من رجال الإفتاء والمشيخة العفنة الفاسدة، فضلاً عن إعلائه لشأن العامل الطائفي، وطلب الإغاثة من مرجعيات أصولية شيعية. وهذا منحى نقيض للعلمانية والعلمنة. ثم إن السُذج الذين ينسحب في لغتهم الجزء الأصولي على الكل الوطني السوري، ويعتبرون النظام علمانياً، لا يعرفون معنى العلمانية، التي لا تفصل بين مقابر الموتى، حسب طوائفهم، ولا يكون الفقه الإسلامي في دستور دولتها، هو مصدر رئيسي للتشريع، كما في دستور الأسد الأب، في بداية حكمه وخداعه وحقبته السوداء.

    إن ما يُقرأ من جانب النظام، في سياق الصراع، ينم عن خوف أقلّي من الأكثرية. جوهر هذا الخوف الأقلي، ليس علمانياً ولا ديمقراطياً ولا وطنياً. إنه أصولي طائفي وفاجر بامتياز. وكان العلمانيون السوريون والملحدون، المنتمون الى طوائف الأقلية، كالشاعر أدونيس، قد اختزلوا معنى الصراع، مستندين الى حسابات طائفية، لا الى ما عاشوا حياتهم يثرثرون عنه من القيم، كالديمقراطية والعدالة. وقفوا ضد ثورة الحرية في سوريا منذ البداية، لمجرد كونها اعتمدت تظاهرات الجُمع، وانطلقت من المساجد. وكأن القحط السياسي، أبقى للسوريين منابر غير بيوت الله التي انحصر التعبير السياسي، خلسة، في زواياها. وقد أرعبهم ظهور اللون السُني، في التظاهرات الأولى، متناسين أن هذا هو لون الأكثرية المضطهدة، وأن هذه الأكثرية لم تعد تطيق الاستمرار في الصمت على استبعادها المطرد والمديد، عن مراكز النفوذ السياسي والاجتماعي، في الدولة وفي وطنها!

    حتى جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا، فإن لها وضعاً خاصاً ومظلومية فريدة، جعلت السوريين يشعرون أن العرب والعالم تخلوا عنها، عندما ذُبح السوريون في حماة، من دون تمييز، في محاولة اجتثاثها جسدياً، ثم تبع ذلك تضمين الدستور، عقوبة الموت على من ينتسب اليها أو يُشتبه في انتسابه اليها، وذلك بخلاف الحال في أقطار أخرى، في ربع القرن الأخير، من حيث شراسة العداء والإقصاء!

    غاية القصد، إن اختزال الصراع الدائر في سوريا، بملمح وجود السلفية الجهادية في قلب المعركة؛ مُغرض وظالم وغير واقعي. فالجزء لا ولن يتحول الى كُل. أما ثنائية الدين والعلمنة، فإنها ضرب من الخداع الإعلامي، ثم إن الكُل السوري، في طبيعة تدينه، لا يقر التطرف ولا الإقصاء، ولديه مراس طويل، في التجاور والتعايش الأهلي السلمي مع مكونات المجتمع. ولعل الاختزال في هذه الثنائية، هو إحدى وسائل التقرب واستدرار عطف الغرب والأميركيين تحديداً، في الوقت الذي تُرمى فيه المعارضة، بالعمالة لهذا الغرب!

    الهروب إلى الحافة الأخرى!
    ج الحياة / يحيى رباح
    الانقسام الفلسطيني الذي وقع على يد حماس منذ قرابة ست سنوات، هو في حقيقة الأمر هروب من السياق الفلسطيني إلى الحافة الأخرى، لأن حماس وقتها كانت تقود حكومة الوحدة الوطنية التي أنتجها اتفاق مكة، ولكن حماس رغم الاتفاق الذي وقعت عليه، ورغم مشاركة حركة فتح معها في حكومة الوحدة الوطنية، لم تقبل واعتقد أنها لم تستطع الاستمرار في اللعبة بقواعدها المعروفة، فقررت أن تهرب إلى الحافة، أي أن تلعب على طريقتها، فهي لم تستطع أن تواصل التقدم في العمل السياسي لتكون جزءاً من منظمة التحرير «البيت الفلسطيني الشرعي» ولم تستطع أن تتقارب مع المشروع الوطني الذي هو المشروع السياسي للكل الفلسطيني الذي تمثله منظمة التحرير التي يتعامل معها العالم بمؤسساته العلنية الشرعية فكان أن هربت إلى الحافة, أي الانقسام.
    عدم القدرة وعدم الرغبة ناجم عن اغراءات ينتمي الكثير منها إلى الأوهام، من بينها وعود البعض في المنطقة لحماس بأن تنفصل، ليس فقط فصائل الإسلام السياسي التي أعطت تلك الوعود، بل سكوت إسرائيل عن فعل الانقسام إلى أن حدث فبدأت إسرائيل باستثماره على طريقتها الخاصة المتمثلة في محاولة إضعاف الشرعية الفلسطينية، دون ان يعني ذلك بالضرورة تقوية حماس!!! فكان أول شيء فعلته إسرائيل فرض الحصار على قطاع غزة!!! وهنا ثارت المخاوف عند الآخرين بأن إسرائيل تحاول من خلال انقسام حماس أن تفجر المشكلة في وجوههم، وهذا هو الموقف المصري في ظل نظام الرئيس حسني مبارك، وفي ظل نظام الرئيس محمد مرسي، لأن ضرورات الدولة المصرية، وضرورات الأمن القومي المصري لا تسمح لأحد باللعب والمقامرة. ولكن كيف كانت حركة حماس ترد على فشل رهاناتها؟؟؟
    إنها لم تقم مرة واحدة بانتقاد تلك الرهانات، ولم تتعظ مرة واحدة بأنها كانت متسرعة في قراءتها للأوضاع، بل كانت تسرع فوراً إلى الهروب نحو الحافة الأخرى!!!
    أي تتهم الآخرين وراء ذلك الفشل، وأسهل اتهام كانت توجهه للرئيس أبو مازن بأنه هو الذي يقف وراء ذلك الفشل الذي منيت به، مرة بادعاء أنه هو الذي يضغط على مصر حتى لا تفتح الحدود على مصراعيها مع قطاع غزة!!! وقد حدث عندما جاء الرئيس محمد مرسي إلى مقعد الرئاسة المصرية تصاعدت رهانات حماس من جديد إلى حد ان صور الرجل ارتفعت فوق مئات اليافطات في قطاع غزة، ولكن حين بدأ التنفيذ، اكتشفت حماس أن الرئيس محمد مرسي لا يستطيع أن يلعب خارج القواعد الراسخة لضرورات الدولة المصرية ومن بينها ضرورات الأمن القومي المصري، بل إنه حتى لو أراد ذلك فإن بقية أطراف الدولة المصرية لا يمكن أن تستجيب له!!! وقتها رأينا حماس كعادتها تهرب إلى الحافة الأخرى، فتختفي صور الرئيس محمد مرسي وترتفع صور الأمير القطري!!! واتهمت على الفور الرئيس أبو مازن بأنه هو الذي ضغط على الرئيس محمد مرسي حتى لا يفتح معبر رفح بالطريقة التي تريدها!!! وكان هناك مثال صارخ أكثر دلالة على هذا الهروب المستمر، وذلك عندما وقعت الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة في الأيام الأخيرة من عام 2008 والأيام الأولى من عام 2009، فقد بلغ الهروب ذروته المجنونة حين اتهمت حماس الرئيس أبو مازن بأنه هو الذي طلب من إسرائيل شن الحرب على قطاع غزة! أحببت أن أسرد كل هذه المقدمة الطويلة، لكي أصل إلى توصيف ما يجري الآن، وخاصة بعد الزيارة المهمة والمقررة سابقاً التي قام الرئيس أبو مازن بها إلى أنقرة ولقائه مع رئيس الوزراء أردوغان وبقية أركان القيادة التركية، فقد رأينا هروب حماس إلى الحافة الأخرى يتجلى بأبشع صوره، حين خرج علينا الناطقون باسم حماس بالادعاء بأن الرئيس أبو مازن لا يريد رفع الحصار عن غزة!!! ولذلك فهو يضغط باتجاه عدم قيام أردوغان بزيارة غزة!
    كلام لا يصدقه حتى المجانين! ولا ينخدع به حتى الأطفال، ويضر إلى حد الكارثة بسمعة قائليه، لماذا؟ لأن رفع الحصار عن قطاع غزة لا يمكن أن ينتهي بهذه الطريقة الهزلية، فقد استطاعت إسرائيل نتيجة أخطاء حماس وممارساتها أن ترسم لقطاع غزة صورة مشوهة جداً وظالمة جداً عن تهريب بالاتجاهين، وتحرك مجموعات إرهابية، وعلاقة حماس فيما يجري في سيناء.... الخ
    وعلى خلفية هذه الصورة المشوهة المبالغ فيها وما تبعها من ضغوط دولية، وما عززها من أحداث في مصر، تقوم الشقيقة مصر هذه الأيام بمواصلة تدمير الانفاق على حدودها مع قطاع غزة!
    وتتوالى الاتهامات الخطيرة على المستوى الأمني من قبل الرأي العام المصري ضد حماس وقطاع غزة، بل لقد نجحت إسرائيل أن تدخل بند مراقبة قطاع غزة في قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعاها إلى الانسحاب في بداية العام 2009! فهل هناك أحد في العالم لا يعرف هذه الحقائق؟ وعلى مستوى الزيارات فإنها لا تؤدي ميكانيكياً إلى رفع الحصار، لأن الزيارات إلى قطاع غزة سواءً الشعبية او الرسمية، بدأت في أعقاب الانقسام والحصار مباشرة وتحولت مع مرور الوقت إلى تجارة سياسية للقائمين بها، فهناك من يجمع بعض المال، وهناك من يريد بناء سمعة ودعاية سياسية!
    و قد حضر إلى القطاع نشطاء وقادة وشخصيات من كل الألوان والأوزان، ابتداء من البرلماني البريطاني السابق جورج غالاوي، والرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وصولاً إلى الأمين العام لأمم المتحدة ناهيك عن مئات من ضباط الأمن من جنسيات مختلفة! ثم وصل الأمر إلى زيارات أكثر أهمية مثل زيارة أمير دولة قطر، وزيارة رئيس وزراء مصر، وزيارة رئيس وزراء ماليزيا، وغيرهم وغيرهم، فهل انتهى الحصار؟
    من جهة أخرى، فإن الجميع يعلمون أن الشقيقة مصر ولأسباب كثيرة، هي المكلفة بقرارات عربية ودولية برعاية المصالحة الفلسطينية، وأن كل الذين حاولوا اختطاف هذا الدور المصري اصيبوا على نحو ما بخيبة الأمل، وأكثر من يعرف هذه الحقيقة اردوغان بصفته قائدا سياسيا من الطراز الأول، فلماذا تعتقد حماس أن الأمور تجري بهذه البساطة! ولماذا حين يثبت ان هذا الرهان من قبل حماس مبالغ فيه، لا تنتقد نفسها، بل سرعان ما تهرب إلى الحافة الأخرى؟
    مثل الادعاء أن الرئيس أبو مازن هو الذي يضغط على اردوغان حتى لا يقوم بهذه الزيارة!!! هل هذا عناد أم أنه نوع من الادمان على خداع النفس، أو نوع من العجز عن الاعتراف بالحقائق؟
    هناك باب قوي وواسع لرفع الحصار عن قطاع غزة، وهذا الباب يتلخص في أن يعود القطاع جزءاً عضوياً منسجماً تحت لواء الشرعية الفلسطينية، والطريق إلى ذلك هي المصالحة التي تم الاتفاق عليها بشكل نهائي في الرابع من مايو 2011 وفي إعلان الدوحة 2012، فلماذا حماس تهرب من هذه المصالحة إلى الحافة الأخرى؟ لماذا لا تريد الانتخابات التي هي العمود الثاني لخيمة المصالحة؟ حكومة وحدة وطنية من المستقلين يرأسها الرئيس أبو مازن وانتخابات خلال ثلاثة شهور! لماذا الهروب من هذا الممكن الوطني والذهاب على المستحيل الوهمي.

    تغريدة الصباح - القدس مرة أخرى
    ج الحياة / محمود شقير

    أوائل هذا الشهر، تم في قصر الثقافة برام الله إطلاق الاحتفال بالقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية. وبالطبع، كانت أمنية المثقفين والفنانين المقدسيين أن يكون الاحتفال بالقدس أساسًا في القدس. لكن، وكما يعرف الجميع، وانطلاقًا من تجربة الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية في العام 2009، فإن هذا الأمر لم يكن ممكنًا بسبب ظروف القدس التي يتحكم بمصيرها الاحتلال إلى أمد نرجو ألا يطول.
    مع ذلك، كان الإعلان ضروريًا لكي تنطلق فعاليات ثقافية مؤيدة للقدس في شتى العواصم العربية، وبالذات في بغداد التي هي عاصمة الثقافة العربية للعام 2013، والتي ستشهد طوال هذا العام أنشطة ثقافية خاصة بالقدس، وتضامنًا معها ومع الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل الحرية والاستقلال.
    ولعلنا لا نضيف جديدًا إذا قلنا إنه ومنذ انطلاقة «القدس عاصمة للثقافة العربية» في العام 2009 والقدس على كل لسان في فلسطين وفي بلدان الوطن العربي، وكذلك في بعض الدول الإسلامية. فقد استجابت هيئات رسمية وشعبية، واستجاب كتاب وفنانون ومثقفون وسياسيون لما تعنيه هذه المناسبة، وأصدرت صحف عدّة في فلسطين وفي بعض العواصم العربية ملاحق ثقافية خاصة بالقدس، وعقدت مؤتمرات وندوات ثقافية وسياسية، كانت مكرسة للقدس ولما تعانيه من حصار يستهدف عزلها عن محيطها، ومن تهويد يستهدف تغيير طابعها العربي وتفريغها من مواطنيها الفلسطينيين.
    كما انطلقت في مدن شتى وفي مرافق إعلامية وثقافية عدّة، فعاليات مختلفة، كان من بينها مسلسلات تلفزيونية تتحدث عن القدس، وعروض مسرحية وأغنيات وقصائد وقصص وروايات وكتب وتقارير ودراسات، وقامت وزارة الثقافة باعتماد شخصيات ثقافية للمدن الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس التي اختير الكاتب جميل السلحوت شخصيتها الثقافية للعام 2012، واختيرت الكاتبة ديمة السمان شخصيتها الثقافية للعام 2013. وبادرت اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية بإطلاق جائزة القدس الثقافية، ومنحتها في العام الماضي لكل من الممثل المسرحي المقدسي أحمد أبو سلعوم، والشاعر والروائي ابراهيم نصر الله والفنانة جولييت عواد.
    غير أن ما تحقق حتى الآن لا يعتبر إلا بداية بالنظر إلى فداحة الخطر الذي يتهدد القدس، وبالنظر إلى ما يبذله المحتلون الإسرائيليون من جهود متنوعة ومن وفرة في المشروعات الثقافية والعمرانية والاقتصادية والإعلامية لتغيير معالم المدينة، ولإيهام أوساط واسعة في العالم بأن القدس مدينة يهودية منذ آلاف السنين وحتى الآن.
    وبصراحة، فنحن ما زلنا بحاجة إلى استراتيجية مدروسة للتحرّك على كل صعيد لحماية المدينة من خطر التهويد، وإلى بذل كثير من الجهود الثقافية وغير الثقافية للحفاظ على عروبة المدينة. وما زلنا بحاجة إلى جهود إعلامية وثقافية ملموسة لتوضيح الحقيقة للرأي العام العالمي حول القدس التي هي مدينة الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين دون أدنى ارتياب.
    وما زلنا بحاجة إلى خطط قابلة للتنفيذ لحماية التعليم في مدارس القدس من الانهيار، ولحماية جيل الشباب من التأثيرات السلبية لهيمنة سلطات الاحتلال على المدينة، وللحفاظ على الطابع العمراني للمدينة عبر مشروعات الترميم وصيانة معالمها الأثرية وتراثها الحضاري، ولتعميم الثقافة الوطنية فيها وفي كل فلسطين، وإيصالها للقطاعات العريضة من المواطنين، عبر دعم المؤسسات الثقافية الأهلية الناشطة في القدس وفي غيرها من المدن الفلسطينية، وعبر الاهتمام الفعلي بأوضاع الكتاب والفنانين الفلسطينيين، وبأوضاع دور النشر والمراكز الثقافية والفنية، لكي تصبح الثقافة، فعلاً لا قولاً، مكونًا أصيلاً من مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية القادرة على تعزيز مواجهة شعبنا للاحتلال الإسرائيلي، للتحرر منه وللعيش في وطننا بكرامة واطمئنان.



    تركيا .. أي دور في "المصالحة"!!
    جريدة الايام / هاني حبيب
    تلقت هيبة الولايات المتحدة اكثر من صفعة خلال الأيام الاخيرة، يعود ذلك الى الغباء اكثر منه تقصيرا او عدم قدرة، فادارة اوباما الثانية، لم تتوان عن اغراق النصائح على شكل اوامر وتعليمات، وتتدخل حيث لا يجب، هذه الادارة نصحت فياض بالتراجع عن تقديم استقالته، كما نصحت ابو مازن بعدم قبولها، وما حدث ان هذه النصيحة اكدت لفياض ضرورة الاصرار على استقالته، ورغم هذه الضربة الموجعة لهيبة واشنطن، الا انها بعد ايام قليلة، نصحت اردوغان بتأجيل زيارته المقررة الى غزة، الا أنه اكد بالامس أنه مصر على ان يقوم بهذه الزيارة في موعدها رغم نصائح وزير الخارجية الاميركي الذي كان يقوم بزيارة لتركيا بضرورة تأجيلها الى وقت مناسب!!
    المعيب في هذه النصائح، ان واشنطن الواثقة في قدراتها ودورها اكثر من اللازم تتعمد الاعلان الاعلامي عن هذه النصائح، ربما يحرج اطراف النصيحة وربما الى ثقة في النفس تبين انها مبالغ فيها، ودون ادراك لحساسية الدور الاميركي والاحراج الذي تدفع به الى اطراف النصيحة، وكان يمكن لمثل هذه النصائح، لو بقيت "تحت الطاولة" ومن وراء كواليس الاجتماعات، ان يؤخذ بها ولو جزئياً، غير ان واشنطن ذهبت بعيدا في تقدير حجم تأثيرها، وفي ظل هذه المبالغة في التقدير، تجاهلت حساسية الاطراف ازاء تدخلاتها ونصائحها.
    وربما تعود هذه المغالاة في الدور والتأثير الى ما احرزته السياسة الاميركية مؤخراً، في المنطقة وهي تحاول اعادة صياغة خريطتها السياسية من خلال جملة من التحالفات والتقاطعات، فقد نجحت هذه السياسة حقا، عندما انجزت تطبيعا بين تركيا واسرائيل، واجرت مصالحة ناجحة بين الجانبين، وبحيث تنازل كل طرف عن احد شروطه للتطبيع واعادة العلاقات الى ما قبل حادث "مرمرة" فاسرائيل تراجعت عن رفضها التقدم باعتذار لتركيا عن هذه الحادثة المأساوية، بينما تجاهلت انقرة شرطها الاساسي بانهاء الحصار على قطاع غزة، فكانت التسوية التي تحققت باعادة العلاقات الطيبة بين الجانبين، الامر الذي سيهيئ لأنقرة العودة للعب دور جوهري في العملية السياسية على الملف الفلسطيني - الاسرائيلي، بينما ستشكل تركيا، كقطب اقليمي دائما بشكل او بآخر، للجبهة المناوئة لايران في المنطقة والعالم، اضافة الى الدور التركي المؤثر على الوضع المتفاقم والمتأزم في سورية، الامر الذي يشكل هاجسا اسرائيليا دائماً.
    والواقع ان نجاح الدور التركي، المؤازر للدور المصري في توقيع الهدنة بين اسرائيل وحركة حماس اثر العدوان الاسرائيلي الثاني على قطاع غزة، هو ما لفت الانظار الى اهمية هذا الدور وضرورة استعادته ليشكل تأثيرا اكبر على جملة التحولات في المنطقة، خاصة وان حالة "الخصام" بين انقرة وتل ابيب، لم تتعد في معظم الاحيان الخطاب المعلن، فقد استمرت اللقاءات ذات الطابع الامني والعسكري بين الجانبين، كما زاد التبادل التجاري بينهما بشكل واضح، فقد كان حجم التجارة بين انقرة وتل ابيب عام ٢٠١٠ - العام احداث سفينة مرمرة - مليارين ونصف مليار دولار، زاد العام ٢٠١٢ ليصل الى اربعة مليارات دولار، رغم الخلاف العلني المتداول بين الجانبين، الامر الذي سهل لواشنطن وصل ما انقطع بينهما.
    لكن النصيحة الاميركية لاردوغان بتأجيل زيارته الى قطاع غزة، كانت فرصة ذهبية لانقرة، حتى تبدو وكأنها اكثر استقلالا من ان تستجيب للادارة الاميركية، وهي منحة اميركية اكثر منها نصيحة على ضوء هذا الفهم وهذا السياق، رغم ان بعض المؤشرات تؤكد على ان الرئيس اوباما، سيكرر نصيحته لاردوغان عندما يزور هذا الاخير واشنطن بعد ايام قليلة.
    واذا ما زار اردوغان غزة فعلا في الموعد المحدد، فإن ذلك سيؤثر سلباً على الدور التركي المرتقب على عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية، ويجعل انقرة منحازة الى طرف دون آخر، ويؤثر تأييراً مباشرا على وحدانية التمثيل الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويدفع حركة حماس الى التصلب اكثر في سياق عملية المصالحة، على ضوء رفض القيادة الفلسطينية لهذه الزيارة في الظروف الحالية.
    واحد تبريرات هذه الزيارة، انها ستعمل على انهاء الحصار على قطاع غزة، ولو كان ذلك صحيحا لما تراجعت انقرة بانهاء هذا الحصار كشرط اساسي لعودة العلاقات الطبيعية مع تل ابيب، ولما تجاهلت هذا الشرط في ظل حصار جديد، تمثل بالمزامنة مع التراجع التركي، بتقليص اسرائيل للمسافة التي سمح لصيادي قطاع غزة الصيد فيها، من ستة اميال بحرية الى ثلاثة فقط، ومع وقف شامل لايام متتالية لمعبر كرم ابو سالم، المعبر الوحيد العامل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة، هذا الموقف الذي ما زال مستمرا بشكل جزئي حتى هذه الايام.
    من هنا يتبين ان الحديث عن دور تركي بديل للدور المصري، هذا الحديث الذي تجدد مع زيارة ابو مازن الاخيرة الى تركيا، لا قيمة له واقعياً، نظرا لان الدور المناط بأي وسيط في هذه المعادلة، يتطلب توازنا ونزاهة وعلاقات طيبة مع الجانبين، ولا شك ان زيارة اردوغان لقطاع غزة تنسف هذا الدور، حتى لو كان حقيقيا مع انه ليس كذلك، اذ لا بديل عن الدور المصري في كل الاحوال والظروف.
    دور تركيا الجديد: حدود المصالح مع أميركا وإسرائيل
    ج الايام / أشرف العجرمي
    لا خلاف على أهمية دور وموقع تركيا في السياسة الاقليمية والدولية، وبسبب الموقع الجغرافي لتركيا كانت على الدوام في صلب اهتمامات ومصالح الولايات المتحدة الاميركية الإستراتيجية التي تحرك السياسة الدولية لواشنطن، ويمكن القول إنه منذ انضمام تركيا إلى حلف الناتو في العام 1952، وتركيا تلعب دوراً مهماً في الاستراتيجية الاميركية في زمن الحرب الباردة وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي تحول دورها إلى المساهمة في احتواء القوى الإقليمية الأخرى وخاصة إيران والعراق، وخلق توازن لدفع العملية السياسية في المنطقة. وفي زمن الحراك الشعبي والفوضى في العالم العربي تعاظم دور تركيا القوة الاقليمية الثانية بعد إسرائيل في المنطقة واللاعب والمشارك الرئيس في كل الترتيبات التي تقودها واشنطن، والتي لها دور آخر كعراب للحركات الإسلامية المعتدلة التي دخلت في تفاهمات مع واشنطن في زمن الانفجار العربي. ولكن السؤال الذي لا يبدو مفهموماً لدى الكثيرين في العالم العربي هو هل لتركيا سياسة مستقلة أو مختلفة عن سياسة الولايات المتحدة أو أنها خاضعة تماماً لها أو ان الذي يجمعهما توافق في المصالح قد لا يطول لفترة طويلة؟
    من الواضح أن الإدارة الأميركية الحالية تولي الدور التركي أهمية كبرى وخاصة على ضوء السيطرة الاميركية المطلقة في المنطقة التي باتت خاضعة لقطب واحد وحيد هو أميركا، ومع توسع سيطرة أميركا أصبحت بحاجة أكبر إلى الشركاء والمقاولين الثانويين. ويبدو أن تركيا بقيادة رجب طيب اردوغان أصبحت تكيف نفسها مع هذا الدور حتى انها تخلت عن دبلوماسيتها المسماة "صفر مشاكل" والتي على ضوئها عملت انقرة على تحسين علاقاتها مع كل دول الجوار بما فيها سورية وإيران وحتى أرمينيا. واليوم تتجه تركيا لأن تكون رأس حربة وطرفا في كل الصراعات مع الدول الإقليمية التي على خلاف مع واشنطن. ففي سورية برز الدور التركي كفاعل ومؤثر في دعم المعارضة والتلويح باستخدام القوة وحض الدول الكبرى على اللجوء لاستخدامها بما يعني ذلك من دخول تركيا مباشرة في المواجهة مع النظام السوري. لكن حسابات السياسة الدولية أكبر من حسابات تركيا التي ترى نفسها في ظل حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي خليفة الدولة العثمانية ولكن بثوب جديد عليه ألوان الناتو الزرقاء. ولعل الهزيمة التي لحقت بالسياسة التركية في المؤتمر الأخير لأصدقاء سورية الذي رفض تسليح المعارضة واعتماد القوة العسكرية خياراً في اسقاط النظام السوري وحسم المعركة في سورية واتخذ بدلاً من ذلك خياراً بديلاً بدعم خطة كوفي انان التي تقول إن الحل في سورية هو سياسي ويجب أن يقوم به السوريون وليس الاطراف الخارجية. كما فشلت تركيا في اقناع الدول الكبرى بالسماح لها باقامة منطقة عازلة في سورية.
    لقد تلقت تركية ضربة قاسية في سياستها التي تضعها طرفاً في الحرب السورية عندما أقرت الاطراف الدولية المختلفة بطريقة غير مباشرة أن الأزمة السورية تحل في إطار توازن المصالح الدولية باعتبارها خرجت عن نطاق كونها حربا أهلية أو داخلية سورية محضة، وتحولت إلى صراع مصالح اقليمي ودولي. ولكن هذا لن يلغي الدور والتدخل التركي في سورية فلا تزال ترى انقرة أن الصراع في سورية هو في ملعبها الخلفي.
    وهناك توتر بين تركيا وإيران بسبب موقف تركيا من الأزمة السورية وأيضاً موقفها من السلاح النووي الإيراني، فعلى الرغم من أن تركيا احتضنت المباحثات بين إيران والدول الكبرى إلا أن تركيا ستكون قاعدة الانطلاق لضرب إيران إذا ما قررت واشنطن توجيه ضربة عسكرية لطهران، وهذه حقيقة يعلمها الإيرانيون على الرغم من وجود علاقات طبيعية بين البلدين وعلى الرغم من الدعوة التي قيل إن تركيا وجهتها إلى الشيخ حسن نصر الله الأمين العام لمنظمة حزب الله.
    والحقيقة التي لا يريد الكثيرون رؤيتها بسبب حساسية النظر لتركيا لكون أنها دولة إسلامية هي علاقات التحالف بينها وبين إسرائيل على اعتبار أنه تربطهما مصالح مشتركة وهما طرفان مركزيان في الإستراتيجية الأميركية في المنطقة. وحادثة مرمرة والتوتر بين تركيا وإسرائيل كانا عابرين ويتعلقان بشعور تركيا بالإهانة كدولة إقليمية كبرى تتعرض لمعاملة مسيئة من قبل إسرائيل. المصالح أكبر بكثير من شعور عابر يخفف منه الاعتذار والتعويض. بطبيعة الحال لا تريد تركيا الابتعاد عن الملف الفلسطيني الذي يكسبها شعبية في العالمين العربي والإسلامي وأيضاً لأن التفكير في دور إقليمي يجب أن يأخذ في الحسبان دوراً في الملف الفلسطيني كذلك. وتركيا تصر على لعب مثل هذا الدور حتى لو كانت زيارة اردوغان المرتقبة لغزة تثير حساسية إسرائيل وأميركا، ولكن يبدو أن الدور المطلوب من تركيا فيما يخص حركة "حماس" هو اقناعها بتعديل مواقفها من شروط الرباعية الدولية وادخالها في نادي المعتدلين المقبولين كحلفاء لواشنطن على درب "الإخوان المسلمين" الحركة الأم في مصر. كما أن تركيا تطمح لأخذ دور مصر في رعاية المصالحة الفلسطينية. وقد حصلت على ضوء أخضر فلسطيني للتدخل بالرغم من إعلان الفرقاء التمسك بالدور المصري الذي يبدو أنه يتراجع بسبب الأزمة الداخلية في مصر.
    وتركيا تحاول اللعب مع الرابحين والأقوياء علها تحصل على حصة كبيرة من الغنائم وتعزز موقفها وموقعها في النظام الإقليمي والعالمي الجديد. ولهذا ستكون جنباً إلى جنب مع إسرائيل في اي تدخل عسكري في سورية أو إيران، إلى جانب تدخلها السافر في الشأن الداخلي العراقي والذي ضاق العراقيون به ذرعاً. وربما تحاول تركيا أن تجمع بين مصالحها وطموحاتها بأن تصبح دولة عظمى ليس فقط على المستوى الإقليمي بل الدولي أيضاً بعد أن فشلت في الدخول في الاتحاد الأوروبي، وبعد أن اتجهت شرقاً نحو العالم العربي والإسلامي، ولكن لا يبدو أن لها فرصة في أن تنتهج سياسة مستقلة أو تخرج عن طوع واشنطن التي يتقرب لها الجميع كآلهة الارض التي تمنح الخير وتملك حق معاقبة العاقين والمتمردين.

    افتحوا أسواق العمل العربية لأبنائنا!
    ج الايام / توفيق وصفي
    أبواب الرزق في الوطن مسدودة، فلا وظائف في مؤسسات السلطة بقسميها، لأنها متضخمة بمن يَسوى ومَن لا يسوى، إلا لمَن يُعتَبر استثنائيا محفوفا بدعاء والديه، ولا في الشركات والمؤسسات الكبرى، لأنها تنطلق من توجهات ربحية إلى تخفيف العمالة كشطارة وحسن تدبير، ولا في المؤسسات الأهلية المحلية ولا الدولية، لأنها دوائر ضيقة لا تُحبذ التوسع، ويبقى العاطل عن العمل سواء كان مخضرما من عمال الأمس (في إسرائيل) أو خريجي اليوم عاجزا عن التفكير في مخارج وبدائل وحلول، تحت وطأة ضغط المحيطين به من أهل وجيران وزملاء، لا يجدون سوى حثه على الدوام بالعبارة المقدسة "اسعى يا عبدي .."!
    ويسمع أولادنا عن أسواق عمل عربية واعدة، بعد حدوث تغييرات وتوقع أخرى في بلاد العرب، كليبيا واليمن والخليج، وربما يسمعون بعد حين عن دول أخرى، دون أن يتجاوز الأمر حدود الأماني التي تحلق في خيال العاطلين وذويهم، حتى لو اكتنفت رحلة البحث عن الرزق مخاطر الطريق وتداعيات الثورات العربية الدامية.
    الناس حائرون في لجة فقرهم وتعاظم أزماتهم الأسرية بعد أن كبر الصغار وكبر همهم، وأمسى آباؤهم يندبون حظهم العاثر في دنيا، ختامُها همومُ الأبناء والإفلاس والمرض، وفوق ذلك احتمال أن "يطفش" الأبناء لضيق باب الرزق في بلدهم.
    الكل يتنصل من المسؤولية مكتفيا بلوم الاحتلال وصرف بعض المساعدات بين حين وآخر، فلا الحكومات معنية بوضع خطط ووسائل لتفكيك مشكلة تضخم البطالة، ولا المؤسسات التجارية الكبرى قادرة على الخروج من دائرة "اللهم نفسي"، وبالطبع لا عتب على منظمات العمل الأهلي لأنها بالكاد تصرف على نفسها، وإن مَنحت فرصا للعمل فهي مؤقتة وبرواتب مقطوعة، لا تؤهل الفرد لأكثر من كساء نفسه وتحسين طعامه وربما شراء هدية لأمه في عيد الأم، وإن "حوّش" مهرا متواضعا لعروس متواضعة فوجئ بالاستغناء عنه، وربما "تفركش" زواجه.
    جيلٌ منكسر لم يعد يكترث برضا أو سخط أحد عليه، بين رفض النظام المفروض عليه في التربية والتعليم والعمل والزواج، والاستسلام لسطوة النظام نفسه، الذي لا يملك الإرادة لمواجهته كونه أعزل إلا من شهادة يملك مثلها وأحسن منها آلاف غيره، ويخشى في الوقت نفسه إن عاند وتمرد أن يخسر الفتات، فلا يجد معنى لحياته البائسة فيختار الانتحار!

    عن التنسيق الأمني وندية مرسي
    ج الايام / علي جرادات
    في مقابلة له مع فضائية "الجزيرة" دافع الرئيس المصري، مرسي، عن التعاون والتنسيق الأمني مع إسرائيل. وعلل ذلك – جوهراً وأساساً - بالقول: هذه ليست سياسة مصرية جديدة، بل هي قائمة منذ ثلاثين عاماً. ومن الطبيعي أن نستمر فيها كما بين أي "دولتين متجاورتين" تريدان استقرار الحدود بينهما تلبية لمصالح وأمن كل منهما. واستدرك: (لكننا اليوم نمارس هذه السياسة من موقع الندية وليس من موقع الرضوخ لأحد - يقصد إسرائيل - أو بناء على طلب من أحد - يقصد الولايات المتحدة).
    إن ما له معنى سياسي في حديث مرسي هو ما قيل قبل الاستدراك. أما الاستدراك نفسه فكلام زائد بلا قيمة سياسية، ذلك أنه يدعي التميز عن سلفه بلا رصيد واقعي، ومن باب الشعور أن الحجة الأساس غير مقنعة، خاصة وأنها تصدر عن رئيس أكبر دولة عربية صعد إلى السلطة على كتف انتفاضة شعبية كان بين مطالبها تحرير الإرادة الوطنية المصرية من الخضوع والتبعية السياسية والاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة وإسرائيل، فضلاً عن أنه تولاها، (السلطة)، ممثلاً لجماعةٍ طالما دعت إلى "تدمير الكيان الصهيوني" من موقع الرافض لمعاهدة كامب ديفيد والتزاماتها وقيودها المذلة، وطالما استعملت تبعية النظام السابق وخضوعه الاقتصادي والسياسي والأمني ورقة لكسب الشعبية وبلوغ السلطة. ناهيك عن أن مرسي يعرف - قبل وأكثر من غيره - أن رفض الشعب المصري وقواه الوطنية لسياسة السادات ومبارك تجاه إسرائيل لم يكن بسبب التفاصيل بل بسبب ابرامهما لمعاهدة كامب ديفيد المذلة التي فرضت على مصر التخلي عن واجبها القومي تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، وجوهره القضية الفلسطينية، وبسبب اعتبارهما إسرائيل "دولة مجاورة" فيما لا تزال تحتل فلسطين وتتنكر لحقوق شعبها الشرعية والمشروعة وتمارس كل أشكال التوسع والعدوان وجرائم الحرب الموصوفة ضده، بل ولا تزال تشن الاعتداءات والحروب وتمارس عمليات التخريب والتجسس وانتهاك السيادة ليس فقط ضد "دول الطوق" بما فيها مصر، إنما أيضاً ضد الدول العربية كافة، وضد بعض دول الغلاف الشرق أوسطي والأفريقي للوطن العربي.
    عبر ادعاء الندية في التعاون والتنسيق الأمني مع إسرائيل يروم الرئيس مرسي إقناع المواطن المصري والفلسطيني، والعربي، عموماً، بأن هنالك ما هو جديد في سياسة السلطة المصرية "الجديدة" تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، وجوهره القضية الفلسطينية. وللحق فإن ثمة جديداً على هذا الصعيد. لكن السؤال هو عن مضمون هذا الجديد. بلا مبالغة ودون تجنٍ على أحد، فإن الرئيس مرسي جاء بما هو أسوأ من سلفه. أما لماذا؟ لأنه، (وهو القادم إلى السلطة باسم ثورة شعبية وممثلاً لجماعة ترفض معاهدة كامب ديفيد)، لم يجرؤ على مراجعة هذه المعاهدة لا كمبدأ ولا حتى كملاحق أمنية تمس بنودها العلنية والسرية بأمن مصر واستقلالها وسيادتها وتواجد جيشها وحركته، بشكل عام، وفي سيناء، بشكل خاص، أو على اتخاذ خطوات سياسية سيادية تنهي الحصار المفروض على قطاع غزة. ناهيك عن أنه لم يكتفِ بمواصلة لعب دور الوسيط الأمني حيال ما ترتكبه إسرائيل، بدعم أميركي، من اعتداءات عسكرية ضد غزة واستباحة شاملة للفلسطينيين، عموماً، وفي الضفة والقدس، خصوصاً، بل أضاف توريط نفسه ومعه مصر في لعب دور الضامن السياسي لمنع تهريب السلاح إلى غزة، ولمنع فصائل المقاومة فيها من الدفاع عن شعبها، بحسبان أن مقاومتها صارت في عداد "العمليات العدائية"، حسب أحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في القاهرة برعاية وإشراف وضمان الرئيس مرسي ووزيرة الخارجية الأميركية بعد العدوان الإسرائيلي البربري الأخير على غزة. وفي هذا يكمن الأساس السياسي لتصعيد الجيش المصري سياسة هدم الأنفاق وإغلاقها وإغراقها بالمياه العادمة بصورة تفوق ما كان يفعله النظام السابق.
    مع كل هذا "الجديد" في سياسة الرئيس مرسي وممارساته على صعيد التعاون والتنسيق الأمني مع إسرائيل، ومع راعيها الأميركي، كيف لمواطن، مصرياً كان أو فلسطينياً أو عربياً، أن يقتنع بحديث مرسي عن "الندية"؟! وأكثر من ذلك، وقبل ذلك:
    *كيف لمن يعرف ألف باء السياسة أن يأخذ حديث مرسي عن الندية على محمل الجد بعد أن وصف إسرائيل، (على طريقة سلفه، مبارك، ومن قبله، السادات)، بـ"الدولة المجاورة"، محرراً إياها بذلك من صفات "العدو التوسعي العدواني الغاصب لحقوق العرب والمسلمين" و"الكيان اليهودي" و"أداة الغرب الكافر" في أرض فلسطين، قلب بلاد الأمة الإسلامية"، حسب خطاب "جماعة" مرسي قبل الوصول إلى السلطة؟!
    *كيف لعاقل أن يصدق حديث مرسي عن الندية بينما لم يبدِ الارادة أو الاستعداد لشق سياسة اقتصادية جديدة مختلفة عن سياسة سلفه، مبارك، القائمة على الاقتراض والاستدانة والمعونات والمساعدات المالية الأجنبية، ومن الدول والمؤسسات ذاتها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والبنك وصندوق النقد الدوليان، أداتا التحكم الأميركي الأساسيتان في سياسات دول "المحيط" التابعة وانتهاك سيادتها وحريتها واستقلالها وفي إجهاض نهوضها الاقتصادي وشل قدرتها على التعامل بندية في السياسة والأمن والاجتماع؟!
    *كيف لمن يحترم عقله أن ينساق وراء كلام مرسي الإنشائي عن بناء سياسة خارجية ندية تحتاج - أول وأكثر ما تحتاج - إلى شرط توحيد الصف الوطني المشروط بتوافر الديمقراطية السياسية والاجتماعية التي لم يُبنَ أي مستوى لها في التاريخ دون توافر الاعتراف بمبدأ المساواة بين البشر بوصفهم مواطنين بمعزل عن دينهم وطائفتهم ومذهبهم وجنسهم و.....الخ وهو المبدأ الذي يتنافى- على طول الخط - ويتناقض- بالمطلق - مع أنظمة التمييز بين أتباع الأديان والطوائف والمذاهب المختلفة، ومنها – مثلاً- نظام الملة العثماني الذي يبدو أن الجناح المتشدد في قيادة جماعة "الإخوان المسلمين" ما زال يعتقد بإمكان إحيائه في مصر من خلال ممثلها في رئاسة الدولة. ونحيل كل من لا يصدق هذا الاستنتاج أو يتهمنا بالمبالغة في استخلاصه إلى ما أورده القائد "الإخواني" السابق، ثروت الخرباوي، في كتابين يستحقان القراءة والتمعن في ما جاء فيهما من استنتاجات مدعمة بمعطيات مذهلة ومرعبة، هما: كتاب تحت عنوان "قلب الإخوان" وآخر تحت عنوان "سر المعبد". علماً أن الرجل ترك جماعة "الإخوان المسلمين" حديثاً، (في العام 2002)، بعد أن أمضى فيها - ناشطاً وعضواً وقيادياً - مدة ثلاثة عقود. ناهيك عما كتبه أو يقوله آخرون من قادة سابقين في الجماعة، منهم - مثلاً - الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام السابق للجماعة، وكمال الهلباوي، المسؤول السابق عن الفرع الأوروبي في التنظيم الدولي للجماعة. بقي القول: إن الندية التي تحدث عنها مرسي هي محض دعاية، بل مجرد موسيقى تصويرية للتغطية على ما يتنافى معها ويناقضها على صعيد الممارسة منذ تولى الرجل السلطة وحتى يوم الناس هذا.


    ونصري الحجاج يردّ على حسن البطل
    جريدة الايام / حسن البطل
    بالأمس، نشرت ردّ ماجد كيالي، وهنا ردّ الصديق نصري الحجاج على عمودي المنشور الأحد و١ نيسان بعنوان "السلطة ومخيمات سورية" .. وسأهمل الردود الايجابية.
    تنويه: ورد في عمود أمس اسم ماري عيلبوني - تونس، بدلاً من شقيقتها نادية عيلبوني - النمسا .. السبب أن الزميلة والصديقة ماري هي الأكثر حضوراً في البال .. فأعتذر!
    * * *
    عزيزي حسن البطل
    ما كتبته هو بالضبط ما يجعل الفلسطينيين في سورية ولبنان والشتات ينتقدون السلطة والمنظمة والفصائل، لأن الإحساس بالترك والهجر هو ما أثارته مقالتك من بدايتها والى نهايتها، التي تصف فيها من يريدون الرد عليك بهواة المواقف، وكأن المسألة هي مجرد هواية لدينا او لدى هؤلاء الذين قدموا الدم الغالي كي تعود جحافل منظمة التحرير الفلسطينية الى .. غزة والضفة لأنه لولا هذا الدم الذي أريق في لبنان لما استطاعت منظمة التحرير الفلسطينية ان تنتزع شرعيتها بتمثيل الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم.
    لا اريد ان اخوض معك بحديث الأقلية والأغلبية (..) ما تراه أغلبية داعمة للنظام لا تتعدى الفصائل المتواجدة هناك، والتي تتمعش على الأموال الإيرانية (..) اما جبهة احمد جبريل فهي لقيطة النظام السوري منذ وجدت.
    وأما جيش التحرير الفلسطيني، فأنت أول العارفين أن صراع ياسر عرفات التاريخي مع حافظ الأسد كان بسبب رغبة عرفات ان يكون هذا الجيش تحت إمرته.. هذا الجيش الذي وضعه حافظ الأسد في بوز المدفع في معاركه ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني، ووضعه في مقدمة الذبح في حرب تشرين.
    اما حرب المخيمات بين ٨٥ و٨٧ فإنني والله أصبت بصدمة موجعة من تعبيرك الذي تقول فيه: "كان للمنظمة موقف مؤازر لسكان المخيمات" وكأن هذه الحرب لم تكن حرب النظام السوري لبسط سيطرته وسيطرة حلفائه في لبنان على المخيمات بعد الانسحاب الإسرائيلي من بعض جنوب لبنان العام ١٩٨٥.
    موقف مؤازر! ألم تكن المعركة ضد ياسر عرفات؟ ودور منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح والتي كانت استمرارا للحرب التي خاضها جيش حافظ الاسد وفصائل العار من قيادة عامة وجبهة سمير غوشة وفتح - الانتفاضة، وبصمت مريب من الشعبية والديمقراطية قبل ذلك بعامين في البداوي ونهر البارد، حيث تم ترحيل ياسر عرفات وأبو جهاد على ظهر سفينة فرنسية من ميناء طرابلس.
    لم تكن قوات حركة "امل" واللواء السادس في الجيش اللبناني التابع لحركة امل هي التي تخوض حرب المخيمات، بل كان النظام السوري الذي دفع ياسر عرفات الى المجهول لسنوات الى ان قامت الانتفاضة الأولى.
    اما فلسطينيو العراق، فإن المنظمة كان بمقدورها ان تفعل شيئاً لهم لو كان هناك قرار سياسي بذلك، فأنا اذكر بعد سقوط بغداد بأسبوع أرسلت رسالة من تونس الى الرئيس عرفات احذر من كارثة وشيكة ستحل بفلسطينيي العراق، بعد أن قرأت مقابلة لشخص عراقي اسمه نبيل الموسوي يعمل نائبا لأحمد الجلبي مع "الجيروزاليم بوست" يتهدد الفلسطينيين في العراق ووصفهم بطابور خامس وعملاء لصدام حسين.
    اما بالنسبة لفلسطينيي الكويت والموقف الذي وصفته بالمسايرة للموقف الشعبي العام من تأييد الفلسطينيين لصدام، فأنت تعرف وأنا أعرف ان عرفات لا يساير أحداً في المواقف السياسية، وموقفه من حرب صدام في الكويت كان مفاوضات عنيفة مع واشنطن التي وضعت عليه ضغوطا لأخذ موقف إلى جانب سياستها في الكويت (..).
    ما الذي يمكن ان تفعله السلطة الفلسطينية ورعاياها لنجدة شعبهم في مخيمات سورية تتساءل يا حسن البطل؟ هناك الكثير ما يمكن ان تفعله السلطة ولدينا في لبنان حوالي (٥٠٠٠٠) خمسين ألف فلسطيني شردوا من سورية، وطبعاً انا لا أتحدث عن زيارات يقوم بها مسؤولو السلطة الى سورية ولا يدخلون مخيماتها (..).
    (..) مقالتك تؤكد حالة الشقاق التي يعيشها الفلسطينيون اليوم، والمنظمة لم تعد تمثل الا فئة معينة من الفلسطينيين، وليس كما كان يجب ان تكون ممثلة للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
    وكأني احس انك تتحدث عن سلطة او منظمة متضامنة مع الشعب الفلسطيني وليست ممثلة له.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 346
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-20, 10:11 AM
  2. اقلام واراء محلي 345
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-20, 10:10 AM
  3. اقلام واراء محلي 343
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-17, 10:57 AM
  4. اقلام واراء محلي 339
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:28 AM
  5. اقلام واراء محلي 331
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-27, 10:54 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •