النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 330

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 330

    اقلام واراء اسرائيلي 330
    1/5/2013

    في هــــــذا الملف

    القضاة يزعجون مرسي
    بقلم: تسفي بارئيل ،عن هآرتس

    أيهما افضل الاسد أم الثوار؟
    بقلم: ايلي بردنشتاين،عن معاريف

    كم يمكن اللعب بهذا الخط الاحمر؟
    بقلم: شالوم يروشالمي،عن معاريف

    البديل اسوأ من الاسد
    بقلم: دان مرغليت ،عن اسرائيل اليوم

    إقصاء الحريديين
    بقلم: يوعز هندل،عن يديعوت

    امريكا تستعد لسيناريو دخول بري الى سوريا
    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس

    ينبغي اولا الاعتراف بشعب فلسطيني
    بقلم: شاؤول اريئيلي ،عن معاريف


    القضاة يزعجون مرسي

    بقلم: تسفي بارئيل ،عن هآرتس

    ‘ايها القضاة، ايها القضاة، أنتم أملنا بعد الله’، هتف الاخوان المسلمون، الفرحون، بعد الانتخابات للبرلمان في 2005 حين اجترفوا 88 مقعدا في البرلمان. ليس الاخوان وحدهم سجلوا انتصارا هائلا، بل قضاة مصر أيضا ممن راقبوا الانتخابات أصبحوا في ذاك الزمن رمزا. فهم الذين يقرروا خلافا لجهود النظام لافشال مرشحي الاخوان بأن من حق الاخوان ان يتنافسوا، وهم الذين اقاموا في وجه النظام سورا واقيا، دمر في 2010. فقد ألغى حسني مبارك في حينه الرقابة القضائية على الانتخابات، وفي اعقابها لم يدخل الى البرلمان حتى ولا مرشح واحد عن الاخوان. بعد ذلك وقعت الثورة، واستولى الاخوان على الحكم.
    وها هم ذات القضاة الذين أمروا بتحرير آلاف السجناء السياسيين، الكثير منهم من رجال الاخوان المسلمين، هم الذين الغوا الحظر على تشكيل الحزب الذي يعتمد على برنامج ديني، وقفوا بصلابة أيضا في وجه المجلس العسكري الاعلى وأقروا تعيين محمد مرسي رئيسا. هم الان ‘اعداء’ النظام الجديد.
    قبل أقل من اسبوعين خرج الاخوان المسلمون والحركات السلفية في مظاهرة جماعية، داعين الى ‘تطهير الجهاز القضائي’. اكثر من مائة شخص اصيبوا في المظاهرة العنيفة، التي اطلقت فيها هتافات تنديد موجهة للقضاة، ولا سيما رئيس نادي القضاة، احمد الزند الذي رفعت بحقه دعوى قضائية بشبهة التحريض ضد النظام. واحتدم التوتر بين القضاة والاخوان المسلمين في الاسابيع الاخيرة لدرجة أن النائب العام، طلعت عبدالله، الذي عينه مرسي ويواصل مهام منصبه رغم أن المحكمة قررت بان النائب العام السابق، عبدالمجيد محمود، اقيل دون مبرر، قرر رفع دعوى اخرى ضد الزند للاشتباه ‘ بخيانة الوطن وطلب المساعدة من دول أجنبية’. وزعم ان الزند دعا الرئيس اوباما الى التدخل لحماية القضاة في مصر واستدعى منظمات حقوق الانسان الدولية للتحقيق في خرق المواثيق التي وقعت عليها مصر بسبب مس النظام بالقضاة.
    نادي القضاة هو اتحاد مستقل وليس حكوميا، وقد تأسس النادي في الثلاثينيات كمركز اجتماعي لقضاة الدولة، حل في عهد ناصر، وعاد الى العمل في عهد أنور السادات. ومنذئذ تطور النادي الذي يضم اكثر من تسعة الاف قاضٍ ليصبح مؤسسة شديدة الاهمية ولمواقف قيادته تأثير هائل على السلوك السياسي للنظام. وهكذا مثلا قرر ‘النادي’ عدم المشاركة في الرقابة على الاستفتاء الشعبي على الدستور، والذي تعارضه المعارضة، وقف على رأس الاحتجاجات الجماهيرية التي أثارتها القرارات الرئاسية التي اتخذها مرسي السنة الماضية، بل وبادر الى تأخير اجراء الانتخابات الجديدة للبرلمان، الى أن تحسم المحكمة الدستورية في مسألة قانون الانتخابات.
    من زاوية وجهة نظر مرسي فان نادي القضاة هو شر يجب هزه وتطهيره. ومع أنه يعلن عن تقديره للنادي ويحذر من المس الجسدي بالقضاة (بعد أن وردت تهديدات هاتفية الى منازل القضاة واطلقت هتافات لحصار منزل الزند)، ولكنه أيضا يبادر الان الى قانون جديد للجهاز القضائي يثير خلافا عميقا. وحسب القانون المقترح، فان سن التقاعد للقضاة سيكون 60. ومعناه هو أن نحو 3 الاف قاضٍ سيضطرون الى الاعتزال. وبدلا منهم يتطلع مرسي الى تعيين قضاة مقربين من الاخوان المسلمين. ‘هذا قانون يستهدف احداث مذبحة للقضاة’، اعلن القاضي فتحي عبدالله، نائب رئيس نادي القضاة.
    وحتى وزير العدل لدى مرسي، أحمد مكي، قرر الاستقالة على خلفية نية تشريع القانون الذي لم يُسأل عن رأيه فيه. وأوضح مكي بعد ذلك بانه سيوافق على سحب استقالته اذا عدل القانون بشكل لا يمس القضاة.
    ليست هذه هي المرة الاولى التي يصطدم بها مكي مع رئيسه. فقد عارض ايضا قرارات مرسي الرئاسية واعتقد بانه يجب الوصول الى حل وسط مع المعارضة في هذه الشأن بل وتعديل بنود الدستور التي تثير الخلاف. وجعلته مواقفه أحيانا ممثلا للمعارضة في الحكومة أو على الاقل من يمنح نظام مرسي طابعا من الاعتدال والمرونة. ولكن يبدو أنه حتى لو تراجع مرسي عن استقالته، فان التغيير الشخصي المرتقب في اوساط الحكومة ستجعله ينضم الى المعارضة.
    ‘تطهير الجهاز القضائي’ ليس ابتكارا مصريا. ففي الدول الغربية، في اسرائيل وفي تركيا ايضا يتطلع الرؤساء ورؤساء الوزراء الى ادخال مقربين وذوي ايديولوجيا مشابهة لايديولوجياتهم الى الجهاز القضائي. فرئيس الوزراء التركي أحدث في العام 2010 تحولا جوهريا في طريقة تعيين القضاة والنواب العامين. وزاد عدد أعضاء مجلس القضاء الاعلى المسؤول عن تعيين القضاة بحيث يضم ممثلين اكاديميين، محامين خاصين وممثلين لا يشتغلون في القضاء، يعينهم الرئيس.
    غير أن في مصر لا يزال لا يوجد برلمان له صلاحيات بتغيير القانون أو الدستور، والتشريع هو في يد مجلس الشورى حيث توجد اغلبية لرجال الاخوان المسلمين. والتخوف الشديد هو ان مرسي قد يستغل عدم وجود البرلمان كي يدمر السور الواقي القضائي وهكذا ينزع الكابح الاهم الذي يقف في وجه العربدة السياسية للاخوان.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    أيهما افضل الاسد أم الثوار؟


    بقلم: ايلي بردنشتاين،عن معاريف

    على خلفية النقاش العلني في مسألة اذا كان تم اجتياز ‘الخط الاحمر’ وأن الرئيس السوري الاسد هاجم الثوار بسلاح كيميائي. يدور خلاف حاد بين محافل الاستخبارات والتقدير في اسرائيل في مسألة ما الذي يخدم على نحو افضل المصالح الامنية لاسرائيل، حكم الاسد في دمشق أم حكم الثوار.
    وكان رئيس الوزراء عقد أمس اجتماعا للمجلس الوزاري السياسي الامني لاول مرة منذ قيام الحكومة الجديدة للبحث في الوضع في سوريا وفي رد اسرائيل على التطورات.
    وتنقسم محافل الاستخبارات في اسرائيل في الرأي حول كيفية العمل بالنسبة لسوريا. أحد الاجهزة يعتقد انه يجب التركيز أساسا على مسألة النووي الايراني، وبالتالي اذا انهار نظام الاسد، فسيتلقى محور ايران سوريا حزب الله ضربة قاضية، ستخدم مسألة معالجة النووي. تقدير محفل استخباري آخر يوجه نظره بالذات الى الحدود بين سوريا واسرائيل، وبقدر أقل نحو التهديد الاستراتيجي الايراني. وحسب التقدير، فان اسقاط الاسد سيؤدي الى فوضى وتفكك الحكم المركزي، وعندها سترابط منظمات الثوار على الحدود السورية الاسرائيلية وتوجه نشاطها كي تنفذ العمليات ضد اسرائيل. وعليه، فبتقدير المحفل الاستخباري هذا، من الافضل ترك الطرفين في سوريا مواصلة استنزاف الواحد للاخر على مدى الزمن دون ازعاج.
    برأي المؤيدين لاسقاط الاسد، فانه مع انهيار النظام سيختفي التهديد الذي شكله الجيش السوري على اسرائيل. حزب الله سيضعف، وستتضرر قدرة ايران على الرد في حالة هجوم اسرائيلي. وحسب التقدير المعارض لرحيل الاسد، فان المعركة بين جيش الاسد والثوار أدت هي ايضا الى ضعف التهديد المحدق باسرائيل من جانب جيش الاسد. وطالما بقي الاسد، فان المنظمات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل ضد الاسد، بما فيها منظمات الارهاب المتماثلة مع القاعدة والجهاد العالمي، ستنشغل بالصراع مع الجيش السوري. وطالما بقي الثوار منشغلين بالصراع مع الاسد، ستبقى الحدود بين اسرائيل وسوريا هادئة.
    موقف رئيس الوزراء نتنياهو ليس واضحا، فهو من جهة يخشى تسليح الثوار على أيدي الدول الغربية، بشكل كفيل بان يحسم المعركة ضد الاسد. كما أن نتنياهو يسعى الى التأكد من ان الجماعات التي ستسلح ستتعاون مع الغرب في خلق حل سياسي. وحسب تقرير نشر أمس في ‘نيويورك تايمز′، فان كل جماعات الثوار تتماثل مع الفكر الاسلامي، ولا تتقاسم بالضرورة القيم مع الغرب. ومع ذلك، ليس واضحا اذا كان نتنياهو يؤيد التدخل العسكري الذي من شأنه أن يشعل حربا أهلية على الحدود الشمالية لاسرائيل وأن يصرف الانتباه عن مشكلة النووي في ايران. مئير دغان، رئيس الموساد السابق، قال امس في مؤتمر جيروزاليم بوست في نيويرك ان سوريا لا تشكل تهديا امنيا على اسرائيل. ‘هم منشغلون بمشاكل داخلية’، قال دغان وادعى بانه لا يلوح من الاسد ومن سوريا تهديد فوري على اسرائيل.

    المكانة الامريكية

    حسب صحيفة ‘صاندي تايمز′ البريطانية، فانه في أثناء زيارة اوباما الى اسرائيل الشهر الماضي عرضت على الرئيس الامريكي معلومات استخبارية تظهر أن النظام السوري يستخدم السلاح الكيميائي. وفي لقاء استغرق نحو خمس ساعات عرضت على اوباما المعطيات التي تبين استخدام السلاح في حلب وحمص ودمشق، من اعداد العميد ايتي بارون، رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات. وحسب ‘التايمز′ فان عرض الامور امام الرئيس يعتبر اختبارا لجديته، فعدم الاستعداد للعمل عندما تجتاز سوريا الخط الاحمر هو اشارة الى اسرائيل انه لا يوجد الكثير خلف الوعد الامريكي للعمل ضد ايران لمنع سلاح نووي عنها.
    وحسب الصحيفة البريطانية فانه عندما فهمت اسرائيل ان واشنطن لا تعتزم العمل، تقرر اخراج المعلومات الى الملأ. ولهذا قال العميد بارون في المؤتمر السنوي لمعهد بحوث الامن القومي إن ‘النظام استخدم سلاحا كيميائيا فتاكا، على ما يبدو سارين، ضد الثوار المسلحين’. وبعد أن قيل ذلك، ولما كانت وكالات الاستخبارات الاسرائيلية والفرنسية والبريطانية توصلت الى ذات الاستنتاج، لم يبقَ لاوباما غير الاعراب عن موقف علني.
    كما افادت ‘الصاندي تايمز′ ن رئيس الاركان البريطاني الجنرال سير دافيد ريتشرتس، حذر من ان التدخل في سوريا قد يؤدي الى حرب شاملة. وحسب التقرير، فقد قالت الضابط الكبير لرئيس الوزراء دافيد كمرون ان ردا عسكريا على استخدام السلاح الكيميائي يجب أن يكون بحجم واسع للغاية كي ينجح. ‘فحتى اقامة منطقة انسانية آمنة ستعتبر حملة عسكرية كبيرة، دون تعاون السوريين’، قال ريتشرتس حسب التقرير لمحافل الامن العليا. وجاء من منظمة الامم المتحدة انه ارسل فريق للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في سوريا وان الفريق بدأ منذ الان يجمع المعلومات عن استخدام مثل هذا السلاح. وفي هذه المرحلة يعمل الفريق في دول مجاورة لسوريا، بسبب رفض النظام السماح له بدخول الدولة.
    وفي البيت الابيض ناشدوا أمس الاسد السماح لمراقبي الامم المتحدة بدخول الدولة لفحص مسألة الاستخدام للسلاح الكيميائي. وذكر مساعدو اوباما حالة العراق حين أدت مادة استخبارية مغلوطة الى الحرب. وفي تلة الكابيتول في واشنطن، لم يكن للديمقراطيين شك بان الخط الاحمر اجتيز: فبزعمهم، مكانة الولايات المتحدة على الكفة. ووصف السناتور الجمهوري جون ماكين جر الارجل في البيت الابيض بانه ‘سخيف’ و ‘غير مفاجىء’. وقال ماكين انه ‘عندما قال الرئيس انه يوجد خط احمر، فسر بشار الاسد هذا وكأنه يوجد خط أخضر. وذبح الناس بصواريخ سكاد. هذا أحد الفصول الاكثر خجلا في التاريخ الامريكي’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    كم يمكن اللعب بهذا الخط الاحمر؟

    بقلم: شالوم يروشالمي،عن معاريف

    من الصعب قليلا التصديق، ولكن في الاسبوع الاخير وجدنا أنفسنا في رقصة نووي كيميائي مجنونة. الجميع يرقص حول هذه الشعلة السامة. كل واحد يضيف لها شيئا الى هذا الاحتفال التقليدي الكبير بالشعلة، في يوم 23 من شهر عومر، كل رئيس وزراء أو لواء سابق يريد أن يري انه يعرف أكثر، ومطلع أكثر، وفعل أكثر. كان نشطا على نحو أفضل.
    من داخل هذه النار تظهر فجأة مظلة خيالية وفي الدخان المتصاعد تختلط تهديدات اسرائيلية، اعصاب امريكية، خطوط حمراء، استفزازات وتخويفات، تقديرات استخبارية منمقة. واحيانا يروق لك أن تصرخ ‘كفوا، خنقتموني’، حتى قبل أن ينزل هنا قليلا ذيل صاروخ شهاب.
    لم يعد ممكنا ملاحقة الاشخاص القافزين، كل بدوره، الى هذا العمل عديم المسؤولية. لم يعد ممكنا البحث عن الدوافع لدى كل واحد منهم. اين تنتهي السياسية واين يبدأ التحليل العسكري البارد؟ اين تبدأ الحسابات الشخصية واين تنتهي مناورة العلاقات العامة؟ من يريد ان يحذر حقا ومن هو معني باثارة الفزع وربما دفع الولايات المتحدة الى المعمعة، حتى لو لم تكن متحمسة ومتحفزة. وبشكل عام، من يدري من يريد ماذا؟ من مع تصفية النووي الايراني فورا، ومن ضد التدخل في سورية؟.
    في الخلفية، كما نجد أنفسنا ملزمين بالاعتراف، يعمل منذ عشرين سنة رئيس الوزراء نتنياهو، الذي لا يكف عن الثرثرة بالنووي الايراني، الامر الذي يظهر لرؤساء وزراء سابقين (شمعون بيريز، ايهود اولمرت) ورؤساء موساد وشاباك سابقين (مئير دغان ويوفال ديسكن) مهووسا للغاية.
    على مدى الفترة سمعنا الكثير من الاشخاص، المطلعين على الموضوع الايراني، ولكن الايام الاخيرة تخرجنا عن طورنا. هذا يبدأ (او يواصل) مع عاموس يدلين، الذي قرب القنبلة النووية الى الصيف القريب القادم. بعد ذلك جاء العميد ايتي بارون، رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات، الذي ورط العالم بالسلاح الكيميائي الذي يستخدمه الاسد في سورية.
    عربد الامريكيون وصفعوا قليلا بارون، وطلب اوباما ادلة قاطعة أكثر، وها هو افيغدور ليبرمان اجرى أمس استعراضا للصحفيين وابلغهم ان لدينا براهين صلبة على أن الاسد يستخدم السلاح الكيميائي. لماذا فعل ليبرمان هذا؟ فهو نفسه يقول ان اسرائيل لا تعرف ما هو الافضل لها: حكم الاسد أم حكم الثوار. افليس من الافضل الصمت؟ أم ربما ليبرمان بشكل عام يريد أن يبث رسالة لقضاته في قضية الغش التي يحاكم عليها اليوم، انه لا يزال هنا، ومن المهم أن يكون هنا.
    وانضم ايهود اولمرت اول أمس الى دائرة الحرب المتسعة وقرر في واشنطن بان المشروع النووي الايراني بشكل عام يتأخر. ما هي مصلحته؟ قبل اسبوع أعلن اولمرت في لندن بانه يريد التنافس مرة اخرى على رئاسة الوزراء، وكأنه لا تحوم فوق رأسه سحابة جنائية خاصة به. والان يروي بان المشروع الايراني تأخر بسببه. يمكن للمرء أن يجن جنونه.
    أمس سمعنا أيضا فؤاد بن اليعيزر، وزير الدفاع الاسبق، الذي وسع منذ الان حدود الجبهة في الشمال وأعلن بان السلاح الكيميائي السوري يتسرب منذ الان الى حزب الله. وفي الوسط تمكن نائب وزير الخارجية زئيف الكين من أن يعطي استعراضه وادعى بان الايرانيين يمكنهم ان يحولوا الخط الاحمر الى خط مرن، اذا لم يعمل أحد ضدهم.

    لبيد وبينيت فقط يسكتان

    بحق الجحيم اذا لم ننتبه الى الرسائل المتضاربة التي نبثها للعالم بالف صوت، الى أن يتمكن كل واحد، بمن فيهم الاعداء، من أن يمتشق ما يريد من بين تصريحات خبرائنا ليستخدمها ضدنا؟.
    أول أمس اجتمع المجلس الوزاري السياسي الامني وبحث على مدى أربع ساعات في الموضوع السوري الحساس. وأمس عقد ليبرمان مؤتمرا صحفيا روى فيه ماذا كان هناك. لا توجد حدود. يخيل أن من يتحدث أقل هما العضوان الجديدان في المجلس الوزاري يئير لبيد ونفتالي بينيت. فهل لدينا طرف خيط لسياسة جديدة اخرى، اكثر جدارة، لا تثرثر حتى الجنون، حتى لو كانت أقل خبرة؟.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    البديل اسوأ من الاسد

    بقلم: دان مرغليت ،عن اسرائيل اليوم

    من ينظر بتمعن الى الربيع العربي علم أنه يحمل فوق أجنحته عاصفة مخيفة. كان حكم حسني مبارك مستعملا للقوة وفاسدا، لكن كم بدا مواطنو الغرب حمقى في نظر أنفسهم وهم الذين توهموا في متظاهري ميدان التحرير حملة روح جيفرسون؟ وهكذا من دولة الى دولة، من الجزائر واليمن ومصر، والآن الى سورية التي طال الصراع العنيف فيها ليصبح كطول الحرب الأهلية في اسبانيا في السنين 1936 1939.
    قيل من قبل في المعركة الدامية في سورية ‘ويل لي من غريزتي وويل لي من خالقي’، وكان هناك من وزراء الحكومة من ذكر بهذا أول أمس قُبيل عقد المجلس الوزاري المصغر السياسي. ليس واضحا في الميزان العام أيهما أفضل، فقد عرفت اسرائيل كيف تواجه الحكام من عائلة الاسد منذ كان اتفاق الفصل بين القوات الذي وقع عليه في أيار 1974.
    أوحى حافظ وابنه بشار الاسد برسالة مضاعفة. فقد حرصا من جهة على وقف اطلاق النار في هضبة الجولان، وكانا من جهة ثانية حاملين للجرثومة السياسية الايرانية، واشتغلا في الأساس بنقل سلاح وذخائر الى حزب الله. وقد تم كسب الهدوء في الجولان بجهد زائد دائم من اسرائيل في جبهة لبنان وبعدم يقين بدرجة عالية لكنها ثابتة. وعرفت اسرائيل طول السنين ان نظام الاسد يطور سلاحا كيميائيا ويراه ‘قنبلة ذرية للفقراء’، تكون ردا على القوة الذرية التي يملكها الجيش الاسرائيلي. وتابعوا في البلاد انتاج السلاح وحركته لكن لم يرتاب أحد في أنه حينما يتعرض النظام لخطر فلن يتردد قادته في استعماله كما حدث حقا في الحرب الأهلية الحالية. وهذا ما حدث وتوجد نتائج سياسية اشكالية للضرر غير الانساني الذي سببه استعمال هذا السلاح لأنه ترك السياسة الامريكية عارية بادية العورة، لأنها التزمت بأن ترد بالقوة على استعمال الجيش السوري للغاز لكنها تجلس في واقع الامر مكتوفة اليدين ولا تفعل شيئا. لكن ما البديل؟ أهو تأييد المتمردين الذين هم اسوأ المتطرفين الاسلاميين؟ وكيف سيبدو حكمهم اذا ما وصلوا الى القصر الرئاسي؟ وماذا عن الـ 14 ألف مخرب من حزب الله الذين جاءوا لمساعدة الاسد؟ إن من سينتصر في نهاية الامر في سورية قد يستعمل السلاح الكيميائي بقدر لا يقل عن بشار الاسد ويقيم علاقة مع طهران تجعل محطة المؤسسة في دمشق لا داعي لها.
    قررت النظرية الاسرائيلية ألا يبيح الجيش الاسرائيلي نقل سلاح كيميائي أو صواريخ ارض جو متقدمة من سورية الى حزب الله في لبنان، لكن اذا تغلب المتمردون على الاسد فسيحوزون هذه الوسائل هم أنفسهم على ارض سورية من غير ان تكون حاجة الى عملية نقل.
    فأيهما أفضل اذا بالنسبة لاسرائيل؟ هل أن تهاجم الاسد وتشجع الامريكيين على فعل ذلك أم تقف جانبا وتأمل ان يطول التعادل في الحرب الأهلية في سورية قدر المستطاع؟ واذا كان هذا هو الامكان الأفضل فلماذا نشتكي من الامريكيين الذين لا يحققون تهديدهم بالرد بالقوة العسكرية على استعمال السلاح الكيميائي؟.
    سيجتمع المجلس الوزاري المصغر السياسي الامني مرة بعد اخرى، ويوما بعد يوم قبل محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوري وبعدها ولن يملك وزراؤه جوابا متفقا عليه عن المعضلات. لا يوجد، لا يوجد ببساطة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    إقصاء الحريديين

    بقلم: يوعز هندل،عن يديعوت

    هم: مديرو شركات في الجهاز الاقتصادي واسرائيليون فخورون. ويعملون لجمع المال لكنهم في الطريق يحاولون صنع صهيونية ايضا. وحينما يأتيهم مرشح في وظيفة مهمة ينظرون في سيرته الذاتية ويسألون قبل كل شيء أين خدم في الخدمة النظامية وأين يقوم بالخدمة الاحتياطية. وحينما يعجبهم الشاب يُربتون على كتفه ويقصون عليه تجارب عاطفية عاصفة من لبنان. وعندهم في يوم الجمعة صباحا بعد التدريب في قاعة الرياضة والعوم في البركة مجلس نيابي من الاصدقاء. إنهم أناس أخيار محبون للبلد ومحبون للعمل. إن قضية الحريديين تقلقهم منذ سنين. فهم يؤيدون التجنيد للجيش أو للخدمة الوطنية وهم يؤيدون إشراكهم في العمل ليعملوا كالآخرين. ولا يمكن بغير خطوات قوية التقدم، يقولون في تصميم.
    شاهدوا في الاسبوع الماضي يئير لبيد، وزير الخارجية الجديد، يقف فوق منبر الكنيست ويعذب الحريديين بالسياط والعقارب، وحينما تلوى الحريديون شاع الابتسام على وجوههم. فقد ابتسموا لأنهم ضاقوا ذرعا ولأنه حان وقت التغيير.
    وهو: مدير كبير في واحدة من الشركات الكبيرة في الجهاز الاقتصادي، وهو شخص عزيز علي، وهو قبل التقاعد بسنين معدودة. وقد استقر رأيه قبل بضعة أشهر على فعل شيء ما آخر بحياته. فبعد سنين من العمل في الاعمال الاقتصادية استقر رأيه على انه حان الوقت لبناء شيء ما للسنوات التالية. كان يحلم منذ حداثته بالتربية وقد قام بفعل قبل شهرين. فقد أخذ يُدرس في ساعات فراغه في مشروع حديث للحريديين وهو تربية كبار السن على الاندماج في سوق العمل. وهم في مرحلة الانطلاق في وسط بني براك في فصل دراسي للحسيديين وقد وجههم الحاخام الى الاتيان للدراسة ولولا الحاخام لما لقوا الرياضيات والانجليزية وعادات السلوك في المجتمع الغربي.
    إنه يعلمهم كيف تكون مقابلة العمل وكيف يكتبون سيرة ذاتية للعمل. وكيف يحصلون على أجرة وما هي الطلبات من عامل في الجهاز الاقتصادي. وهم في نظره اطفال صغار تم أسرهم في خيمة التوراة فدرسوا ودرسوا حتى ما عادوا يرون انه يوجد عالم حولهم. وهو يرحمهم. إن الجدل في المخصصات والعمل أكبر منهم كثيرا فهم لم يُقروا ولم يفعلوا بل ولدوا في هذا الواقع.
    قبل نحو من شهر حاول المعلم ان ينظم لطلابه الحسيديين جولة دراسية في واحد من المصانع الكبيرة في اسرائيل، كي يروا كيف يبدو مكان عمله. ورفضت المعامل لأن الحريديين لا يحسنون اليها. وانتقل المعلم من شركة الى شركة بلا نجاح. وفي نهاية الامر لم يعد اديه مناص، أخذ طلابه من بني براك ليروا مكان عمله مرة اخرى، فهذا أفضل من البقاء في الفصل الدراسي.
    وأنا: أكتب منذ سنين وأحتج على الحماقة التي ينشئها المجتمع الحريدي. وعلى عدم الانتاج وعلى الاحتكار المغضب لليهودية. إنني أرى انه يجب على دولة اسرائيل ان تتحمل مسؤولية عما يجري هناك فلا يمكن تأبيد هذه المشكلة تحت رعاية الهدوء السياسي. فاسرائيل ملزمة لهم ايضا بواجبات مدنية وإشراكا في سوق العمل.
    ونحن: انشأنا لكثرة الغضب مشكلة ايضا. وهي مشكلة بلا معبر عنها وبلا ممثلين رسميين. فالحريديون لا يتحدثون عنها لأن أكثر الحاخامين لا يريدون ان يندمجوا. والعلمانيون لا يتحدثون عنها، لأن الاحتجاج الغاضب أفضل من الاعتراف بعدم الارتياح الى قبولهم للعمل مع كل هذه الملابس. ولا يتلخص الحل بقرار حكومي أو بحصر العناية في مظالم المجتمع الحريدي بل يُحتاج كي يندمجوا الى رغبة من الطرف الآخر ايضا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    امريكا تستعد لسيناريو دخول بري الى سوريا

    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس

    يكمن وراء الجدل الذي نشب في الايام الاخيرة بين الولايات المتحدة ودول اخرى بشأن صورة استعمال نظام الاسد للسلاح الكيميائي، خوف امريكي حقيقي من تدخل في الحرب الأهلية في سوريا. إن ادارة اوباما لا تخشى فقط التأثيرات المحتملة لعملية عسكرية لابطال مخزونات السلاح الكيميائي بل من الصعاب التي تقترن بتنفيذ المهمة نفسها.
    حينما أُثير أول مرة خطر السلاح الكيميائي لنقاش عام في اسرائيل قبل نحو من سنة، تحدث رئيس هيئة الاركان بني غانتس في لجنة الخارجية والأمن عن نوعين ممكنين من العمل: عملية واسعة تحتاج الى استعمال وحدات برية كبيرة في سوريا أو هجوم جوي مُركز على قوافل تحاول تهريب هذا السلاح الى حزب الله مثلا. وأشار غانتس الى أنه سيسعى في حال الضرورة الى نوع العمل الثاني.
    اذا لم تكن اسرائيل معنية بعملية واسعة فكيف تكون الولايات المتحدة التي لا تريد ذلك. إن عملية كبيرة تحتاج الى ‘حذاء عسكري على الارض’ إرسال قوات برية يكلف خسائر وهو بالضبط نفس خطة العمل التي يريد الرئيس براك اوباما الامتناع عنها في وقت ما زالت فيه الولايات المتحدة تلعق فيه جراحها من حربين دبرهما سلفه جورج بوش في افغانستان والعراق.
    في التوجيهات التي قام بها موظفون في الادارة الامريكية مؤخرا لممثلي الاعلام الامريكي سُمع تقدير انه سيُحتاج لعملية شاملة لابطال التهديد الكيميائي في سوريا الى نشاط بري واسع يشارك فيه 75 ألف جندي على الأقل من الولايات المتحدة وبمساعدة دول اخرى كما يبدو.
    والحديث في الأساس عن ناس في وحدات صاعقة منتخبة وقوات استخبارات وخبراء لابطال فعل مواد الحرب الكيميائية. ويقولون في الادارة إن الغرب يعرف عن 18 موقعا على الأقل يحفظ فيها النظام السلاح الكيميائي. وقد أمر الاسد في عدة حالات بنقل مجامع السلاح الكيميائي والبيولوجي من مناطق دار فيها قتال مع المتمردين الى مناطق تعتبر أكثر أمنا للصيانة بقليل.
    ستحتاج هذه العملية الى معلومات استخبارية دقيقة بدرجة لا مثيل لها. ومن المنطق ان نفترض أنها ستكون مقرونة ايضا بمقاومة عسكرية من النظام لحماية المواقع وبقصد عرض الحرب على نحو كان من الصعب على الاسد ان يعرضها عليه منذ أكثر من سنة بأنها مؤامرة مشتركة بين الغرب والقاعدة، اللذين ثارا على النظام المستنير في دمشق لاسقاطه. وخبراء الاستخبارات منقسمون في تقديراتهم في مسألة هل تتدخل في هذه الحالة ايران وحزب الله ايضا. لكن هذا سيكون بدء الصداع الامريكي فقط لأنه سيكون من الواجب تركيز السلاح في ارض وربما يُنقل الى خارج سوريا لابطال فعله ودفنه أو القضاء على المنشآت التي حُفظ في داخلها. وهذه مهمة عظيمة سيطول الاشتغال بها شهورا كثيرة وإن انتهى الجزء الاول من العملية بسهولة أكبر من المتوقع. وكل هذه اسباب جيدة تدعو الادارة الامريكية الى الامتناع عن عملية قدر المستطاع.
    إن عدم حماسة واشنطن لعمل عسكري جديد يلاحظ في سوريا وفي التباحث الطويل مع اسرائيل في سؤال كيف يجب علاج التهديد الذري الايراني. لكن ايران على الأقل تبدو مثل تحدٍ يرى عدد من الخبراء أنه يمكن التغلب عليه بعملية جوية مُركزة قد تطول اياما معدودة. ولا توجد أوهام عند أحد أن عملية تنحصر في السلاح الكيميائي السوري يمكن إنهاؤها بصورة مشابهة. ومع كل ذلك يستعد الامريكيون كعادتهم استعدادا منظما لهذا الامكان العملياتي. وتقول وسائل الاعلام العربية إن قوات صاعقة من الولايات المتحدة والاردن تستعد للمهمة منذ عدة أشهر. وجاء من الاردن مؤخرا تقرير أثار عاصفة سياسية كبيرة في المملكة قال إن الامريكيين أرسلوا الى الاردن قوة متقدمة من 200 شخص، وهم ناس مقر قيادة من فرقة مدرعة استعدادا لتدخل في سوريا في المستقبل. وأثار النبأ مظاهرات احتجاج في عمان.
    هيّج رقصة الأشباح الحالية قول رئيس قسم البحث في شعبة الاستخبارات العسكرية، العميد إيتي بارون، إن اسرائيل تُقدر انه استُعمل غاز الاعصاب السارين في الحرب في سوريا. وبقيت الادارة الامريكية لمدة يومين في انكار واتهام لاسرائيل الى ان اضطرت الى الاعتراف أنها تقبل تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية ايضا. ومنذ ذلك الحين تحاول اسرائيل التقليل من الظهور. وفي الايام الاخيرة طلب ديوان نتنياهو كعادته كل اسبوعين الى الوزراء ألا يصرحوا بشيء يتعلق بالوضع في سوريا. واستمر مسؤولون كبار في واشنطن حتى بعد ان اضطروا للموافقة على الموقف الاسرائيلي، على إظهار تفسيرات مخفِّفة، فقد أُثيرت من جملة ما أُثير احتمالات ان يكون السلاح الكيميائي قد استُعمل بالخطأ وأنه لم تكن هنا عملية قتل متعمد من قبل النظام.
    فسّر العميد بارون في محاضرة في معهد بحوث الأمن القومي الحذر في الغرب بصدمات الاستخبارات من فترة عمليات الحادي عشر من ايلول، والحرب في العراق، حينما حثت معلومات مخطئة عن وجود سلاح إبادة جماعية في الدولة الغزو الامريكي والبريطاني.
    وفيما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة في الحرب الأهلية، توقع بارون استمرار انتقاض عُرى سوريا باحتمال أعلى من صعود نظام بديل قوي بدل نظام الاسد.
    يُضاف تشخيص بارون هذا الى التحليل الامريكي. فعلى حسب تقرير في صحيفة ‘نيويورك تايمز′ في نهاية الاسبوع فانه ليست المعارضة في سوريا منقسمة فقط بل التي تؤثر فيها هي منظمات جهادية متطرفة. وتزعم الصحيفة انه لا توجد اليوم منظمة علمانية ذات شأن تقاتل الاسد وان المجلس العسكري الأعلى وهو الجسم الذي يوحد المنظمات التي تقاتل النظام ‘يكثر فيه قادة يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    ينبغي اولا الاعتراف بشعب فلسطيني

    بقلم: شاؤول اريئيلي ،عن معاريف
    إن رؤساء الادارة الامريكية حائرون في هذه الايام في شأن أهداف القمة الرباعية لتجديد التفاوض بين اسرائيل وفلسطين. اذا كان الهدف النهائي للتفاوض هو انشاء دولة الشعب الفلسطيني الى جانب دولة الشعب اليهودي فمن المناسب قبل ذلك أن يواجهوا خططا وتصريحات من ناس في الحياة العامة الاسرائيلية تتعلق بالشعب الفلسطيني، تشهد على ان كثيرين منا ما زالوا لم يعترفوا بوجود شعب فلسطيني واحد ويعاملونه باعتباره مجموعة جماعات ذات هوية قومية وسياسية مختلفة.
    تتألف المجموعة الاولى من عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة (ج) والذين يمتحن الوزير نفتالي بينيت هويتهم مثلا بحسب علاقة الكلفة والفائدة بين عددهم و’منحة’ على صورة 60 في المئة من مساحة الضفة فُرض عليهم ان يمنحوها لاسرائيل. وتشتمل المجموعة الثانية على الفلسطينيين في غزة الذين يوجد بيننا من يتجاهلونها كالوزير موشيه أرغاس سكانيا وقوميا وسياسيا ويفضلون تسميتها ‘دولة حماس′، لتسويغ ضم الضفة فقط. والثالثة هم الفلسطينيون في الضفة الذين يوجد من يدعون، كعضو الكنيست السابق أريه الداد الى ‘توحيدهم’ مع إخوتهم في الاردن.
    ويُعد في المجموعة الرابعة 350 ألفا من سكان شرقي القدس، ويوجد من يؤمنون بيننا بالنسبة اليهم مثل الوزير لبيد بأنه يجب ‘تعويد’ العالم أن ‘القدس الموحدة’ ستبقى الى الأبد عاصمة اسرائيل وسيصبحون في اطارها مواطنين اسرائيليين دفعة واحدة. والمجموعة الخامسة هي اللاجئون الذين يوجد بيننا من يرفضون حقهم حتى في العودة الى الدولة الفلسطينية التي ستنشأ بحسب خطوط 1967، لأنهم عرب وأصبحوا يعيشون في أوطان عربية. والمجموعة الاخيرة هي الفلسطينيون في اسرائيل الذين يعاملهم كثيرون كعضو الكنيست افيغدور ليبرمان على أنهم ضيوف في دولتهم ووطنهم ولا يهتمون إلا بنسب تكاثرهم.
    إن هذا التصور الذي يرى الفلسطينيين أفرادا بلا هوية جماعية موزعون في مجموعات مختلفة، وليسوا شعبا له حق في تقرير المصير، وهي التي انشأت الصراع في الحقيقة.
    إن معارضة الفلسطينيين لتصريح بلفور وكتاب الانتداب نشأ في الأساس لأنه لم يُعترف بأنهم شعب في البلد الذي كانوا أكثرية مطلقة فيه بل عُرفوا بطريقة السلب أنهم ‘طوائف غير يهودية’.
    احتاج الشعب الفلسطيني الى 25 سنة نضال الى ان اعترفت الحركة الصهيونية في سنة 1947 به وبحقوقه القومية. ‘من المؤكد انه يوجد للسكان العرب في البلاد حق في تقرير المصير والحكم الذاتي، ولم يخطر ببالنا أن نظلمهم هذا الحق أو نقلل منه’، كتب بن غوريون في شباط 1947 الى وزير الخارجية البريطاني، وبعد ذلك بتسعة اشهر استقر رأي الامم المتحدة على انشاء ‘دولة عربية’ مستقلة الى جانب الدولة اليهودية.
    إن الخطأ الاخلاقي والتاريخي والسياسي للفلسطينيين باستقرار رأيهم على رفض خطة التقسيم والغائها بالقوة نفاهم بمرة واحدة عن مكانتهم القومية. إن القرار 194 (الذي جاء بعد ذلك) أصبح حجر الزاوية في الموقف الفلسطيني، رُفض في البداية لأنه عامل الفلسطينيين على أنهم لاجئون أفراد دونما أي ذِكر لحقوق قومية. وكذلك بالنسبة للقرار 242 حيث ظهروا في مادة اللاجئين فقط.
    في 1988، بعد اربعين سنة كفاح مسلح فشل، كان الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود في حدود آمنة معترف بها هو الذي أعاد الى الفلسطينيين الاعتراف بحقهم في دولة مستقلة، لكن احتيج الى 24 سنة كاملة اخرى كي تعترف أكثر الدول الاعضاء في الامم المتحدة بذلك. إن حقيقة ان جزء من قادة الشعب اليهودي الذي كان مفرقا مئات السنين لكنه ظل يرى نفسه في جميع اماكن شتاته شعبا واحدا له حق طبيعي في تعريف المصير ويرفضون الاعتراف بشعب فلسطيني واحد ويفضلون أن يروه مجموعات منفصلة، هي حقيقة محزنة. وعلى ذلك ولكي يكون للقمة المخطط لها احتمال ان تحرز هدفها ينبغي ان يبدأ الامريكيون تجديد الاعتراف المتبادل بين الشعبين.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 311
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:36 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 310
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:35 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 292
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-20, 10:02 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 291
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-20, 10:02 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 282
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:42 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •