7/5/2013
أقلام وآراء حماس (329)
- حتى لا تتحول مبادرة السلام العربيّة إلى "إسرائيليّة"
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، هاني المصري
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة
- (إسرائيل) تدمر "الفاتح 2"
فلسطين الآن ،،، يوسف رزقة
- عن العدوان الصهيوني على سوريا وما بعده
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
فلسطين الآن ،،، يوسف رزقة
فلسطين الآن ،،، نور رياض عيد
|
حتى لا تتحول مبادرة السلام العربيّة إلى "إسرائيليّة"
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، هاني المصري
عندما تبنت القمة العربيّة في بيروت "مبادرة السلام العربيّة" في العام 2002، قدمت بذلك تنازلًا تاريخيًّا مجانيًّا من جانب واحد، ومن دون أن يملك العرب القوة اللازمة لفرضها، ولا حتى من دون توفر الاستعداد الإسرائيلي لقبولها أو الإرادة الدوليّة والأميركيّة للضغط على إسرائيل لإجبارها على قبولها، ولم تكن هناك مفاوضات ولا رهان كبير على استئنافها بسرعة؛ بل كانت المبادرة رسالة عربيّة جماعيّة للاستعداد للسلام الكامل، بما في ذلك الاعتراف والتطبيع مع إسرائيل، مقابل الانسحاب الكامل إلى حدود 1967، وقبول حل عادل متفق عليه لقضيّة اللاجئين، وكان الجواب الإسرائيلي على المبادرة: وضع التنازل العربي في الجيب الإسرائيلي، وشن عدوان عسكري شامل على الأراضي الفلسطينيّة المحتلة عام 1967، انتهى بمحاصرة مقر الرئيس ياسر عرفات الذي انتهى باغتياله، وبتغيير النظام السياسي الفلسطيني باستحداث منصب رئيس الوزراء.
وكان الرد الأميركي بشن عدوان على العراق في العام 2003 وطرح خارطة الطريق الدوليّة، التي استجابت للكثير من المطالب الإسرائيلية، ومع ذلك لم تقبلها إسرائيل، بل وضعت عليها أربعة عشر تحفظًا حوّلتها إلى "خارطة طريق إسرائيليّة" جاري تطبيقها منذ العام 2003 وحتى الآن، تحت عنوان أن الأمن الإسرائيلي هو المنطلق والغاية، والحلول الانتقاليّة هي الطريق المناسب لتطبيق المخططات الاستعماريّة الاستيطانيّة العنصريّة الإسرائيليّة الرامية إلى استكمال فرض الحقائق على الأرض، لتجعل الحل الإسرائيلي هو الحل الوحيد الممكن والمطروح عمليًا.
إن القواعد التي حكمت المفاوضات العربيّة الفلسطينيّة – الإسرائيليّة منذ البداية وحتى الآن، منذ مؤتمر مدريد في العام 1991، وحتى موافقة "الوفد السباعي" على مبدأ تبادل الأراضي حتى من دون مفاوضات ومن دون أن يقدم الجانب الإسرائيلي شيئًا؛ تتجاوز القواعد المتعارف عليها في أي مفاوضات، ما يجعلها إملاءات وليست مفاوضات.
المفاوضات تحدث عادة عندما يعجز الطرفان المتصارعان عن فرض كل ما يريدانه بالقوة، وتوفر الاستعداد لكليهما للتنازل عن جزء مهم من مطالبه حتى يمكن التوصل إلى مساومة، إلى تسوية مقبولة من الطرفين، وبالتالي تكون مرجعيّة أي مفاوضات واضحة وملزمة، والشكل النهائي للتسوية المحتملة متفق عليه بالخطوط العامة على الأقل، وأن يكون ما يتم الاتفاق عليه تبادليًّا، أي ضرورة التزام الطرفين بتطبيق ما يتم الاتفاق عليه، فإذا أخل طرف بالتزاماته فهذا يُعفي الطرف الآخر من التزاماته، وإذا فشلت جولة المفاوضات وعاد طرف إلى نقطة الصفر، فهذا يجعل الطرف الآخر ملزمًا بالعودة إلى نقطة الصفر.
لا يعقل أن تتجاوز كل حكومة إسرائيليّة جديدة التزامات الحكومات السابقة، وتبدأ المفاوضات دائمًا من الصفر، وتحتفظ القيادة الفلسطينيّة بكل الالتزامات بالرغم من عدم التزام إسرائيل بها، وتبدأ المفاوضات من النقطة التي انتهت إليها المفاوضات السابقة.
لقد اعترفت المنظمة في اتفاق أوسلو بإسرائيل والتزمت بوقف المقاومة واعتماد المفاوضات كأسلوب وحيد لحل الصراع، وفصلت ما بين القضيّة والأرض والشعب، وقسمت كل واحدة منها إلى أقسام، وتحولت الأقسام إلى تفاصيل وشظايا، بما في ذلك الأرض إلى 67 و48، وأراضي 1967 إلى (أ)، و(ب)، و(ج) والقدس، والشعب إلى "داخل" و"خارج" و"شعب 48" و"شعب 67" و"شعب القدس"، والحلول إلى انتقاليّة ونهائيّة، واستمرت في الرهان على المفاوضات، وقدمت المزيد من التنازلات، مثل الموافقة على مبدأ تبادل الأراضي في قمة كامب ديفيد ومباحثات طابا (2000 -2001)، وعادت لتأكيد ذلك في قمة أنابوليس في العام 2007، والمفاوضات مع حكومة أولمرت في العام 2008، مع زيادة نسبة الأراضي التي استعد الجانب الفلسطيني لمبادلتها، ووافقت على أساس هذا المبدأ على تقسيم القدس والضفة وفقًا لمعايير كلينتون، أي أن ما هو "إسرائيلي" في القدس الشرقيّة والضفة تضمه إسرائيل إليها، بما في ذلك الحي اليهودي وحائط البراق، وما هو فلسطيني يكون جزءًا من الدولة الفلسطينيّة العتيدة.
ووافقت المنظمة على حل عادل متفق عليه لقضيّة اللاجئين على أساس القرار 194، وهذا يجعل حق العودة رهينة في يد إسرائيل، وتحت رحمة التفاوض، وليس حقًا يجب التفاوض على تطبيقه وليس تغييره وتصفيته، ومع ذلك لم توافق إسرائيل لأنها لا تريد عبارة "حق عودة" ولا "حل عادل" ولا إشارة للقرار 194؛ حتى تؤدي المفاوضات إلى تصفية كاملة لقضيّة اللاجئين.
في المقابل، تراجعت إسرائيل بسرعة عن أوسلو وتنصلت من التزامها به حتى من قبل اغتيال إسحاق رابين، وأخذت تعمل على فرض الحل الإسرائيلي خطوة خطوة تمهيدًا لفرضه بالكامل عندما ينضج الجانب الفلسطيني لذلك، أو تستمر إسرائيل بفرض حلها من جانب واحد إذا توفرت ظروف عربيّة وإقليميّة ودوليّة ملائمة، ويبدو أن هذه الظروف آخذة في التبلور، أو يمكن أن تتحقق في ظل "الربيع العربي" وتداعياته واحتمالاته المتزايدة لاندلاع حروب ضد الفلسطينين في غزة وسوريا وحزب الله وإيران؛ حتى يمكن رسم خارطة جديدة، مختلفة كليًّا، للمنطقة، تتربع على قيادتها إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة الأميركيّة وبعض دول أوروبا الغربيّة.
في هذا السياق، جاء تنازل الوفد السباعي العربي بالموافقة على تعديل مبادرة السلام العربيّة، بحيث يضاف إليها مبدأ تبادل الأراضي، ليجعل التنازل الفلسطيني المرفوض أصلًا تنازلًا عربيًا كي تتشجع إسرائيل للموافقة على قبول مبدأ الانسحاب إلى حدود 67.
وحتى تكتمل الصورة، لا بد من الإشارة إلى أن التنازل العربي الجديد جاء في زمن "الربيع العربي" وصعود جماعة الإخوان المسلمين، بعد تقديم طلبات أميركيّة عديدة لتعديل المبادرة العربية وتغييرها، بدأت بالظهور في لقاءات صائب عريقات ومحمد شتيّة في واشنطن تحضيرًا لزيارة أوباما، وتلاحقت بجولة كيري إلى عدد من بلدان المنطقة التي مهدت للزيارة، وتكررت أثناء الزيارة وما بعدها، وذلك لتوفير غطاء عربي يساعد على استئناف المفاوضات بعد تنازلات فلسطينية جديدة.
هذه الطلبات لا تقتصر على تعديل واحد، وإنما مطلوب بعد موافقة الوفد السباعي على مبدأ تبادل الأراضي موافقة عربيّة على تعاون إقليمي، أي تطبيع عربي مع إسرائيل قبل السلام، لطمأنتها بعد "الربيع العربي"، واستعدادها لتقسيم القدس الشرقيّة (بدلًا من القدس كما هو سائد حتى الآن)، وتغيير الوارد عن قضيّة اللاجئين، بحيث يحذف حق العودة، والإشارة إلى حل عادل وقرار 194، والتمهيد لقبول إسرائيل كدولة يهوديّة من خلال اعتماد صيغة دولتين لشعبين، وهي صيغة فضفاضة يمكن أن تفسر من كل طرف كما يحلو له.
إن الإدارة الأميركيّة في مرحلة رئاسة أوباما الثانية اختارت الضغط على الفلسطينيين والعرب بعد أن فشلت في بداية مرحلة رئاسته الأولى في الضغط على إسرائيل، ويبدو أن الوضع العربي الحالي يغري بالضغط عليهم، والموافقة على مبدأ تبادل الأراضي يمكن أن يكون - إذا لم يواجه بمعارضة شديدة قادرة على إجهاضه، فـ"أول الرقص حنجلة" - بداية لتنازلات عربيّة، إذا لم تحبط، ستنتهي بتغطية عربية على حل تصفوي انتقالي أو نهائي للقضيّة الفلسطينيّة.
المثير جدًا أن نتنياهو لم يلتفت إلى هذا التنازل العربي، وإنما اعتبر أن أصل الصراع ليس الأرض وإنما ضرورة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، أما ليفني، التي رحب بالتنازل العربي، اعتبرت أن أهميته تكمن في أن المبادرة العربيّة أصبحت مطروحة للتفاوض وليس على صيغة أما أن تقبل أو ترفض، وهذا يجعلها مرحلة جديدة على طريق الاستسلام العربي، وهذا يفتح شهيّة إسرائيل، ويجعلها تطالب بالمزيد من التنازلات، فهي كالمقبرة التي لا تشبع من الموتى، وكلما دفن منهم تقول هل من مزيد!
لا يمكن أن نلوم قطر قبل أن نلوم أنفسنا، لأننا السابقون إلى السير في المفاوضات الثنائيّة المباشرة من دون مرجعيات واضحة وملزمة في توقيع اتفاق أوسلو، والتمسك به حتى بعد أن تخلت عنه إسرائيل، والموافقة على مبدأ تبادل الأراضي، والاستمرار في الرهان على مفاوضات ثنائية برعاية أميركية انفرادية قادت ولن تقود مستقبلًا إلا إلى الكوارث.
يكفي أن نرى الارتباك في الرد الرسمي الفلسطيني بعد تصريحات وزير الخارجيّة القطري: بين من يتحدث عن تعديلات على الحدود؛ وآخر عن تبادل الأراضي، وهناك فرق جوهري بين هذا وذاك؛ وبين مدافع عن قطر وبين من يحملها كل الشرور؛ وبين من يرى أن ما تم طبيعي ولا يوجد فيه جديد، لأن الفلسطينيين وافقوا على تبادل الأراضي منذ زمن بعيد وأن تعديلات الحدود لا يمكن الموافقة عليها إلا بعد موافقة إسرائيل على الانسحاب إلى حدود 1967؛ وبين من اعتبره سلفة وتنازلًا مجانيًا لإسرائيل.
المعارضة للتنازل العربي قويّة فلسطينيًا وعربيًا، ولكنها ليست كافية حتى الآن للتراجع عنه.
سبحان الله الذي جعل من قطر التي طالبت بسحب المبادرة العربيّة قبل عدة أشهر أن تقود تعديلها.
حتى لا تتحول مبادرة السلام العربيّة إلى "مبادرة إسرائيليّة"؛ لا بد من إغلاق مسار المفاوضات الثنائية العبثية، وفتح الطريق أمام مسار جديد.
رد على البارود بارود
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة
المؤامرة على الشعب السوري مؤامرة بحجم الترابط الوثيق بين تألق إسرائيل أو أفول نجمها، إنها مؤامرة تشابكت خيوطها حتى حيرت العقلاء، فهل تواصل الصراع الداخلي يصب في صالح الشعب السوري، أم أنه يشكل فرصة تاريخيه لإسرائيل كي تنعش سياسيتها العدوانية على حساب السوريين، أو تتشفى في حالهم الممزق على أبسط تقدير؟
يقول البعض: إن إسرائيل تخشى من انتصار النظام السوري في حربه الداخلية، والذي سيشكل جبهة قتالية معادية لإسرائيل أكثر مما كان معادٍ لها طوال الفترة السابقة.
ويقول البعض: إن إسرائيل تخشى من انتصار الثوار، ولاسيما جبهة النصرة وحلفاؤها، وما لذلك من تأثير سلبي على الأمن الإسرائيلي الممتد لأكثر من أربعين عاماً.
أصحاب الرأي الأول يقولون: إن الغارات على دمشق تمت بالتنسيق مع المعارضة، وقد جاءت بعد أن حقق النظام انتصارات ميدانية، والعدوان يؤكد تحالف المعارضة وعلى رأسها جبهة النصرة مع العدو الصهيوني.
بينما أصحاب الرأي الثاني يقولون: إن الشعب السوري يتعرض للذبح على يد قوات النظام وطائرات الصهاينة معاً، وإن الغارات على دمشق تمت بالتنسيق مع نظام بشار الأسد، بهدف تلميعه، وإكسابه وجهاً وطنياً، وكتب التاريخ مليئة بالانتصارات العسكرية الوهمية التي قدمها الأعداء لأعدائهم، ليقطفوا بعد ذلك نصراً سياسياً.
أي الطرفين على حق؟ أيهم معادٍ للصهاينة حقاً، ولا هم له إلا تصفية دولة الكيان؟ وأيهم يوظف العداء اللفظي للصهاينة كيف يسيطر على عقول وقلوب السوريين والعرب بشكل عام؟ وكيف يعرف المواطن العربي أيهما على على حق وأيهما على باطل؟
يؤكد العقل الجمعي العربي أن الموقف من إسرائيل هو بوصلة الولاء والعداء لأي طرف من أطراف الصراع داخل سوريا وخارجها، وعليه:
فإن حزب الله قد أثبت بالدليل القاطع عداءه للصهاينة، بل ومارس حرباً شرسة ضدهم، وأعجزهم في كيفية التخلص من قواته التي تهدد وجود الصهاينة على أرض فلسطين، وهو طرف في الصراع الدائر.
والشيء نفسه ينطبق على مواقف الثوار السوريين، ولاسيما جبهة النصرة، وباقي فصائل المقاومة الجهادية التي تؤكد أن أسمى أمانيها تصفية الوجود اليهودي على أرض فلسطين.
طالما كان العداء لإسرائيل هو القاسم المشترك لطرفي الصراع في سوريا، فلماذا لا تترك إسرائيل الفخار العربي الإسلامي يكسر بعضه؟ لماذا تحرف إسرائيل صراعاً داخلياً يصب في صالحها، لتحوله إلى صراع مع طرف خارجي غير مضمون العواقب؟
أزعم أن الذي سيحسم الصراع الداخلي في سوريا لصالحه هو الطرف الذي سيبادر بالهجوم على إسرائيل، ويصر على التصعيد العسكري معها، لأن ما خسرته سوريا من أرواح جراء الاقتتال الداخلي يفوق عشرات المرات ما كانت ستخسره سوريا لو شنت حرباً مدمرة مع إسرائيل، وأن ما تعرضت له المدن السورية من دمار على مدار عامين من الحرب الداخلية يفوق عشرات المرات أي حرب طاحنة ستنشب مع الصهاينة، وأن ما تعرض له الشعب السوري من تشريد وذبح وخراب جراء الاقتتال الداخلي ليفوق عشرات المرات لما سيتعرض له السوريون من دمار لو خاضوا حرب وجود ضد كيان الصهاينة.
وأزعم إن قلب الأمة العربية والإسلامية لا ينبض إلا مع الجهات التي تقاتل الصهاينة فعلاً لا لفظاً، أو التي تبادر إلى قتال الصهاينة، أو التي تتربص بالصهاينة لتنقض عليهم، وما عدا ذلك، فكل من ينحني للصهاينة ولو قليلاً لا يقل عنهم وحشية وعدوانية.
(إسرائيل) تدمر "الفاتح 2"
فلسطين الآن ،،، يوسف رزقة
لا جديد في قصف الطيران الصهيوني لمخازن الصواريخ السورية بعيدة المدى ، "فاتح ٢" إيرانية الصنع . ولا جديد في قصف مركز الأبحاث السورية المتقدمة . لا جديد في القصف لأن ما تم قصفه وتدميره كان على قائمة الأهداف الإسرائيلية المستهدفة في سوريا ، قبل الثورة السورية ، وبعد الثورة السورية .
الحجة المعلنة دفاع إعلامي عن فعل سياسي وعسكري هو جزء من استراتيجية أوسع تتضمن تدمير المستقبل السوري ، لا سيما وأن (إسرائيل) هي أكثر دول العالم معرفة بحتمية سقوط نظام الأسد ، وبحتمية صعود نظام جديد إلى سدة الحكم .
(إسرائيل) تعلم من سيسقط ولكنها لا تعلم من سيحكم غداً ، ولأنها تجهل ذلك ولا تتوقع أن يأتي إلى الحكم في مكان الأسد حليف، فقد قررت بمنطق الاستراتيجية الأمنية ، وبمنطق العمليات الاستباقية تدمير القوة العسكرية السورية ذات التأثير والمغزى ، وهي تستفيد من اتجاه النظام السوري إلى تدمير الدولة السورية .
(تدمير الأسد للدولة هو منطق عليَّ وعلى أعدائي ) ، وهو منطق انتحاري يلجأ إليه اليائس من النصر . (إسرائيل) تشعر بارتياح لتدمير سوريا ( الدولة -و النظام - والمجتمع ) ولكي تستكمل دائرة الارتياح فقد قامت بعملية عسكرية خطيرة . العملية الخطيرة ليست ضد النظام ، وليست مساعدة للثورة ، بل هي ضد سوريا المستقبل . ضد سوريا الإنسان الحر والمجتمع الحر لذا نجد المنطق السليم يقف ضد الهجوم الإسرائيلي ، كما يقف ضد النظام في مسألة تدمير سوريا ، أو ضد ما سميناه (عليَّ و على أعدائي ) ؟!
(إسرائيل) شريك أساسي غير معلن في تدمير سوريا ، وشريك دولي في إطالة عمر الحرب السورية للوصول إلى الغايات المطلوبة والتي تقوم على تدمير الدولة و المستقبل والإنسان ، بحيث يضطر القادم الجديد بعد الأسد إلى الاستسلام والقبول بالإملاءات الدولية والإسرائيلية. لا جديد في القراءة الاستراتيجية في الهجمات الإسرائيلية ، وربما لا جديد في التوقيت حيث تمَ اختياره بعناية ، وربما يكون هناك جديد واحد هو في الامتحان الصعب الذي وضعت فيه (إسرائيل) دولاً إقليمية مساندة لسوريا تدعي استعدادها للدفاع عن النظام ، هذا الامتحان سيكشف عن المفارقة الخطيرة والواسعة بين الموقف السياسي ، والموقف الإعلامي ، بين الحقيقة والخيال . الهجمات التي حدثت لم تكن الأولى ، ولن تكون الأخيرة ، ويجدر بالمتفرجين انتظار ما هو أسوأ لا في سوريا فحسب ، بل وفي المنطقة بشكل عام.
عن العدوان الصهيوني على سوريا وما بعده
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
من الطبيعي أن يحتفل شبيحة بشار بكل ألوانهم الأيديولوجية والطائفية (على طريقتهم الخاصة) بالغارات الإسرائيلية على جمرايا وقاسيون، ولولا بقية من حياء لشكروا نتنياهو عليها، والسبب هو أنها منحتهم دفعة جديدة لاستعادة نظرية "المؤامرة الصهيونية الإمبريالية على نظام المقاومة والممانعة"، ولولا تلك البقية من الحياء، وربما الخوف من الازدراء إذا توخينا الدقة، لكرروا ما قالته قناة الإخبارية لصاحبها رامي مخلوف (ردد ذلك التلفزيون الرسمي) من أن "الكيان الإسرائيلي يستخدم صواريخه لدعم الإرهاب"، وأنه يمارس "إرهاب دولة لتخفيف الضغط عن العصابات المسلحة"، وأن ذلك "مؤشر جديد على أن إسرائيل هي الأصيل والإرهابيون هم الوكلاء"!!
وفي حين بلغت المشاعر بقلة قليلة من السوريين، وربما سواهم حد الاحتفال بالضربات أو السكوت عليها، الأمر الذي يمكن تفهمه بسبب مشاعر الحقد على نظام يقتل الناس بلا حساب، فإن الغالبية الساحقة من الأمة لم تتردد في إدانة ما جرى، ووضعه في إطاره الصحيح كعدوان على مقدرات الدولة السورية، وليس على نظام بشار.
إنه كذلك، ولو كان الكيان الصهيوني قد حسم موقفه في اتجاه إسقاط نظام بشار، لرأينا ترجمة ذلك في مواقف الولايات المتحدة التي تدير الملف الشرق أوسطي على إيقاع الهواجس؛ بل ربما الأوامر الإسرائيلية، وما رأيناه في واقع الحال هو العكس تماما، إذ رأينا توجها صهيونيا واضحا نحو إطالة أمد النزاع من أجل تدمير البلد وإشغاله بنفسه لعقود، مع ميل إلى تفضيل الإبقاء على بشار بعد ذلك "ضعيفا منهكا" على مجيء ثوار "منتصرين وهائجين" بحسب تعبير أحد كبار الصهاينة الأمريكان (دانيال بايبس).
ما ينبغي أن يقال هنا هو أن الغارات الإسرائيلية لا تحتاج إلى محللين وخبراء، فالقوم أعلنوا هدفهم دون مواربة ممثلا في استهداف مواقع تتعلق بأسلحة مهمة، وهي غالبا صواريخ بعيدة المدى كانت ستذهب أو في طريقها إلى حزب الله، وهو ما سيحدث لاحقا مع أية أسلحة يمكن أن تذهب إلى أيدي الثوار في حال اقتراب سقوط النظام، وقد أعلن المسؤولون الإسرائيليون أنهم يراقبون بكل دقة حركة السلاح الكيماوي على مدار الساعة، إلى جانب الأسلحة المتطورة الأخرى، وأنهم سيتعاملون معها وقت الحاجة، هي التي تعتبر اليوم في «أيدٍ أمينة» كما يرددون صباح مساء، بينما لن تكون كذلك في حال سقط النظام، لا هي ولا الصواريخ المضادة للطيران، فضلا عن الصواريخ بعيدة المدى ومنصات إطلاقها.
ولكن لماذا يبادر النظام إلى نقل أسلحته أو جزءا منها إلى حزب الله في لبنان؟ هل يعبر هذا عن مزاج انتصار، أم مزاج يأس؟ إنه مزاج اليأس. وإذا تذكرنا عمليات التطهير العرقي في بانياس وحمص، فإن ما يجري قد يكون جزءا من ترتيبات الدويلة العلوية التي ستمضي إليها إيران من أجل ألا تخسر كل شيء في سوريا، بصرف النظر عن فرض نجاح هذا الخيار، مع أن أملهم بالإبقاء على سيطرتهم على البلد برمته لم يتلاشى بعد.
واللافت هنا أن الطيران الذي ضرب يوم الجمعة وليلة الأحد لم يأت من المريخ، بل حلق في الأجواء اللبنانية، الأمر الذي يثير أسئلة حول موقف حزب الله، ولماذا لا يرد على الخروقات الصهيونية، مع أن سؤالا كهذا يبدو غريبا، لأن من لم يردوا على اغتيال عماد مغنية كما ردت حماس على اغتيال الجعبري، لن يردوا على خروقات الطيران الإسرائيلي.
جدير بالذكر أن الضربات الإسرائيلية في مثل هذه الحالات، غالبا ما تعتمد على معلومات استخبارية دقيقة قادمة من الداخل السوري، والإسرائيليون لا يكشفون كل شيء بطبيعة الحال، وذلك من أجل حماية مصادرهم، فضلا عن الانسجام مع الحسابات السياسية التي تقف خلف الضربة.
لا يعني ذلك الحسم في مسألة الرد التي نحن بصددها، خلافا لكل المرات السابقة حين كنا متأكدين تماما من أن حكاية الرد في الزمان والمكان المناسبين إنما تعني ابتلاع الصفعة ولا شيء غير ذلك. يحدث ذلك لأن الرد هذه المرة هو قرار إيراني أكثر منه سوري، إذ أن إيران هي التي تدير دفة المعركة، وإذا قدرت أن ثمة مصلحة في الرد فستفعل، ربما عبر استهداف بعض المواقع الإسرائيلية بصورايخ بعيدة المدى (من سوريا طبعا)، وذلك من أجل حفظ ماء وجه النظام، لكنهم قد يرون أن ذلك سيعطل مسار المواجهة مع "الإرهابيين" كما يقولون.
ألم يأت الطيران الإسرائيلي لنصرتهم بحسب الإخبارية السورية؟! مع أن السؤال الذي يطرح نفسه هو لما ينشغل بشار بالوكلاء عن العدو الأصيل، ما دامت الهجمات قد أكدت أن الإرهابيين مجرد وكلاء لذلك العدو؟!
في أي حال، وسواءً رد النظام بقرار إيراني أم لم يرد (سيكون الرد محدودا في الغالب)، فإن مسار المعركة بين الشعب والنظام سيمضي ضمن مسار الاستنزاف القائم، وصولا إلى حسم عسكري ينهي النظام، أو حل سياسي يرضى عنه السوريون.
راحة تمنع التقدم
فلسطين الآن ،،، يوسف رزقة
عباس لا يملك العودة إلى غزة، وهو ليس راغبًا فيها، لأنه لا يملك القدرة على التعايش مع أعمال المقاومة التي لن تستأذنه فيما تقرر فعله. غزة مع كتائب القسام، وسرايا القدس، وغيرهما، ومع انتشار السلاح (وجع راس) كبير لعباس، لذا فإن عباس يتخلص من وجع الراس بحسب تسميته باستبقاء الانقسام، وتعليق المصالحة كلما سنحت فرصة لذلك.
عباس يدرك أن غزة خرجت من قبضة التنسيق الأمني، وخرجت من مفهومه للطاعة، وللسلاح الشرعي، وهو يدرك أن (إسرائيل) التي شنت حربين على غزة في ثلاثة أعوام تدرك أن غزة باتت مشكلة لها وللعالم ولا مجال لإخضاع غزة بالحرب، فكل الحروب فشلت في اخضاع غزة وكسر شوكة المقاومة فيها، ولم يعد أمام حكومة الاحتلال إلا أمر من أمرين، إما أن تترك غزة وشأنها مع إدارة حذرة للصراع بحسب تطورات الميدان، وإما أن تدخل في حرب إبادة لغزة وهذا حل لا تستطيعه ، وسيكون ثمنه زوال (إسرائيل) وانهيارها.
عباس يدرك الواقع، ويدرك الوقائع القائمة في غزة، ويدرك أن (إسرائيل) ستتعامل معه كشريك كامل في المفاوضات بدون غزة حين تحب ذلك، لأن غزة مشكلة لهما كطرفين يحلمان بتسوية مقبولة لهما، والتسوية المقبولة للطرفين لن تأتي، لأنه لا تسوية بين الذئب والحمل.
إن ما نقوله عن ارتياح عباس للحال القائمة الآن لا نقصد به الإساءة إليه أو لغيره، ولكن نقصد به وصف الحالة بعد مضي سنوات من المفاوضات الماراثونية حول المصالحة وتوحيد البيت الفلسطيني، وانتهاء الأمر إلى لا شيء، لذا يجدر بالطرفين البحث عن آليات إدارة واقع في ضوء ما طرحه اللواء عمر سليمان يومًا على الطرفين إلى أن تصبح الظروف المناسبة للتوحد على مشروع سياسي واحد يجمع الاطراف، وهذا التوحد قادم لا محالة في وقت قريب لان محمود عباس نفسه سينعى قريبا للشعب العربي مشروع المفاوضات مرغمًا.
لماذا لا تتقدم ملفات المصالحة إلى الأمام؟! الجواب الفصل في هذا يقول لأن محمود عباس مرتاح لحالة الانقسام. وهو في الوقت نفسه يستخدمه لمحاصرة غزة وتشويه حركة "حماس" ومحاصرتها عربيًا وإقليميًا ودوليًا بعد أن فشل في اخضاعها داخليًا. حالة الانقسام مريحة لمحمود عباس ووجه الراحة في ذلك انه لا يملك العودة إلى غزة المسكونة بمقاومة متجذرة في الميادين كافة، وتملك أسلحة متنوعة، ولا يملك هو شرعية قمعها، أو القدرة على التحكم في سلاحها وفي مجنديها.
لقد اعتادت حكومة الاحتلال على تحميل المسؤولية عن الصواريخ وأعمال المقاومة التي تنطلق من غزة إلى من يحكم غزة، فهي تحمل عباس الآن مسؤولية كل صاروخ أو قذيفة هاون، وإذا عاد محمود عباس إلى غزة حاكمًا ومسؤولاً فسيحمل هذه المسؤولية، فكيف له أن يتحمل مسؤولية ما يكره، ويكون في الوقت نفسه شريكًا مفاوضًا. الأمران لا يستقيمان البته، وهو لا يملك حلاً آخر للمقاومة في غزة التي تمردت على الاخضاع وعلى القمع.
فضائية الشيخ الواحد!!
فلسطين الآن ،،، نور رياض عيد
يؤسفني أن الوثنية السياسية التي تعيشها الأمة في ظل الأنظمة القمعية التي تحررنا من بعضها، أن تتكرر على أيدي المشايخ، حتى وإن كانوا يحملون نوايا حسنة.
نعيش في هذه الأيام مع بعض الفضائيات التي لا يغيب عنها وجه شيخ واحد لا غيره، ولا يختفي هذا الوجه إلا في وقت قليل ليظهر وجه أحد تلامذة الشيخ، أو أحد مريديه.
فتارة نرى الشيخ يخطب، وتارة يلقي درسًا في الأستديو، وتارة يلقي درسًا في مسجد، وتارة يتلقى أسئلة المشاهدين، وتارة يحاوره أحد المذيعين، وتارة يصلي بالناس، وتارة يطلب المشاهدون من الشيخ الدعاء، وتارة يطلبون منه أن يرقيهم.. بصورة تشبه بيع صكوك الغفران، والشيخ نفس الشيخ!!
ألم يقرأ المشايخ قول ابن مسعود: "كَانَ النَّبِيُّ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا"... أما المشايخ فلا يخافون من مللنا، فنحن بسطاء، سفهاء، نجيد تقديس الأشخاص؟!
كم يزعجني هذا الأمر!! لقد علمنا المشايخ أن العاقل من كفي بغيره، وأن الصحابة كانوا يفرون من الفتوى، وكلهم يحيل على أخيه ليكفيه هذا الأمر الصعب، أما اليوم فنحن أمام ظاهرة الشيخ الذي لا يسكت، بل يتصدر للحديث، ويتكلم في كل شيء؟
أهكذا هو الدين؟ خطب ودروس فحسب.. ألم نتعلم منذ الصغر أن الإسلام دين حياة، فيه الرياضة، والسياسة والاقتصاد، والترفيه، والتربية... فلماذا تعرض لنا قنوات الشيخ الواحد الدين بصورة خطب ودروس ومشايخ فقط؟!
وتعلمنا أيضًا أن الإسلام دين يحترم التخصصات، أما أن نعرض المشايخ وكأنهم رهبان وقساوسة وأحبار يتكلمون في كل شيء، ويصدرون الأوامر في كل شيء.
الأصل في الشيخ أن يربط الجماهير بالله رب العالمين، ولكن – وللأسف - نرى أن شيخ الفضائية يربط الناس بشخصه، سواء قصد ذلك أو لم يقصد.
في الختام: لا أشكك في نوايا أي أحد، لكني أدعو المشايخ إلى أن يكونوا دعاة وهداة، لا أن يكونوا من عشاق الكاميرا والمايكروفون!!