النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 330

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 330

    8/5/2013

    مختارات من اعلام حماس

    أقلام وآراء حماس (330)


    • مع الأسرى

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إسراء خضر لافي


    • الرد ولو بصاروخ

    المركز الفلسطيني للإعلا ،،، د. عبد الستار قاسم


    • نكبتهم.. ويأسهم.. وتاريخنا!

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، لمى خاطر


    • الفكر الانفصالي وكيف تسلل إلينا؟

    فلسطين الآن ،،، أحمد أبو رتيمة


    • لو جاءت نانسي لأتوها حبوا

    فلسطين أون لاين ،،، د.عصام شاور




















    مع الأسرى

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إسراء خضر لافي
    حكاية الأسر والأسرى ضفيرة تجمع أنواع الأسى والظلم، تفرض ألمًا جبريًا على الأسير وكل ما ارتبط ويرتبط به؛ أم وزوجة وولد، أو صحب وسلاح وعمل.
    ساعة طويلة تلك التي تشهد محاصرة المنزل، وإيقاظ الأهل، وإفزاع الأطفال، ونزع المستهدَف من بين ذويه، وكأن عقارب الساعة يحلو لها أن تغفوَ في تلك اللحظات فقط!
    في حضرة الحدث ينطلق الدمع ملتهبًا حارًّا، شيء يُنزع من قلوب المحبين، لحظة بين حياة وموت؛ هي لحظة بين التصديق والإنكار!
    وإن كانت اليدان والعينان أول شاهد علني على بدء رحلة الغياب؛ فإن للقلب والعقل شهادة خفية، يسطِّران دقائق الرحلة بكل ما يحيط بها من تفاصيل دقيقة، فالفكر مشغول بهَمِّ الآخرين، والقلب يروي قصة لوعةٍ لا تنضب، تتجدد تفاصيلها خارج جدران السجن الرطبة، وبرتابة يعاين فصول معاناته، وفي كل بارقة أمل ومع كل زيارة يحاول القلب استلال النور لشهود ذاك التجدد؛ ليدرك الحياة التي يفتقد، وليخفق فؤاده معهم وكأنه بينهم.
    وحده هو الأمل كالشمس تشرق على قلوبهم؛ فتدبُّ في أوصالهم حياة تستبشر بغدٍ يعوِّضهم عما لاقوه، فتجد أصحاب الهمم الذين يُعدون العدة ليكونوا على أهبة الاستعداد لما سيحمله لهم عن يقين، مستبشرين بما فتح الله به على نوح وأيوب ويونس وزكريا عليهم السلام الذين قرعوا باب السماء بدعائهم فكانت الإجابة بقوله: "فاستجبنا له".
    السجن ليس مدرسة بل جامعة؛ تجمع أصناف البشر، وأنواع الهمم، وتنوُّع الأفهام والأمزجة والأذواق، وتُذيب الفروق المجتمعية، وتقرب المتباعدين جغرافيًا، فالأسرى فيه درجات؛ منهم عالي الهمة، والفاتر، والمتأرجح بينهما، والمتفائل، والمتشائم، والكسول الخامل أيضًا.
    السجن معركة متواصلة، بين الأسير وآسره، وبين الأسير مع ذاته، فمع السجان هو في معركة صبر وثبات، لا تحتمل معادلة الظفر بها أي جزع أو تنازل مهما بلغ صلفه وغطرسته وإذلاله؛ فهو يبقى عدوًا ومعالم مواجهته واضحة، أما مع النفس فهي أعمق من ذلك، بشرٌ هو ليس بمعدن، يضعف ويبكي، يفتر وينشط، يحزن ويفرح.

    فيه حكاية حياة تصرخ، تتطاول على قضبان السجن، فكل إنجاز في حياة السجن هو معجزة بل مفخرة، فهو حين يتقدم خطوة يجتاز كلاليب كثيرة تحاول ثنيه، وتصد إرادته، وتذكِّره بعجزه وطول أسْره؛ كشيطان يوسوس له؛ فيصرع أخيرًا كل وسوسة ويبرق في سماء الوطن يخط الدرب لمن معه ومَن سيلحق به، فإن الإرادة إذا قويت لا بد أن تنتصر.
    السجن أوله لوعة وفراق؛ وأوسطه صبر وأمل؛ فعمل وثبات، وآخره نصر وحرية، والله ينصر مَن يشاء وهو العزيز الرحيم.















    الرد ولو بصاروخ
    المركز الفلسطيني للإعلا ،،، د. عبد الستار قاسم
    لم يتردد نتن ياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، في السفر إلى الصين وفق ترتيب زيارة مسبق على الرغم من العدوان الصهيوني على سوريا بتاريخ 5/أيار/2013. أدار نتن ياهو ظهره وكأن شيئا لم يكن، تاركا لجموع العرب وبعض حكامهم وأحزابهم وشخصياتهم استنكار وشجب العدوان كيفما يحلو لهم.
    ولم يتردد العديد من العرب على مستوى حكام وقيادات وأحزاب في، إلا من حزب الله، ترديد العبارات الممجوجة والمجترة من شجب واستنكار ولعن لإسرائيل ومن والاها، والتي هي بحد ذاتها رسائل طمأنة لإسرائيل. لقد طمأن العرب إسرائيل بأن أسطوانة الشجب والاستنكار دائما جاهزة، وما عليها هي إلا أن تقتل وتدمر دون أي اعتبار لعواقب وتداعيات.
    مع الإدراك التام بأن العدوان الإسرائيلي لم يكن عدوانا محصورا برؤية إسرائيلية، وإنما جاء ضمن رؤية أمريكية أطلسية عربية ليكون رسالة واضحة لروسيا وإيران وحزب الله، إلا أن تاريخ الأنظمة العربية بعدم الرد على الاعتداءات يشكل الإطار الواضح لجرأة إسرائيل على المهاجمة دون رادع أو تردد. لم يكن للعدوان قيمة استراتيجية من ناحية نوعية الأسلحة والذخائر التي تم تدميرها، لكن قيمته تنبع من زاوية تأكيد الأمريكيين بأن الدول الغربية وإسرائيل ومن حالفهما من العرب لن تسمح أيضا بتقدم الجيش السوري على حساب المعارضة. لكن هذا التأكيد لم يكن ليتم بهذه السهولة لو حسبت إسرائيل أن الرد سيأتي فورا مهما كلف الثمن. وللتوضيح، لا تجرؤ إسرائيل على مهاجمة مواقع حزب الله في لبنان لأنها تدرك تماما أن رد الحزب سيكون فوريا بغض النظر عن النتائج المترتبة.
    اعتادت إسرائيل على جبن النظام، وعلى مقولته التقليدية التي تقول إن الرد سيأتي في الوقت والمكان المناسبين، ولم يجد نتن ياهو مشكلة في مغادرة حصنه دون أن يلتفت إلى الوراء. لو لم تعتد إسرائيل على سلوك عسكري معين من قبل سوريا، لما قامت بالضربات أصلا، ولما استهتر رئيس وزرائها بالعرب فيما لو قرر الضرب.
    مع الإدراك التام لخطورة أي رد سوري على سوريا والمنطقة عموما، إلا أن عدم الرد ينطوي على خطر أكبر متمثل باحتقار العربي لذاته وفقدان معنوياته والجنوح نحو الاستسلام والخنوع. استمعت للعديد من الخبراء العسكريين وعلى رأسهم السيد أمين حطيط والسيد وليد سكرية، لكنني أنظر إلى الأمر من زاوية البناء السياسي وليس القدرة العسكرية. هناك خطر نشوب حرب على مستوى المنطقة فيما إذا ردت سوريا على العدوان، وهو خطر سيصيب الجميع، أما عدم الرد فينطوي على خطر لا يصيب إلا العرب الصامدين في وجه إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
    في الفكر السياسي، هلاك المعنويات والشعور بالذل والهوان أخطر بكثير من خسارة المنشآت والنفوس لما في الهلاك المعنوي من قتل معنوي جماعي للإنسان. وهذا هو أكبر بلاء حل في الأمة العربية إذ استهتر حكامها بكرامتها وعزتها وتذرعوا دائما بالمحافظة على ما يسمونه بالمنجزات المادية، وعلى نفوس الناس من الموت. لقد قتلوا أغلب الناس معنويا، وقادوا الأمة من هزيمة إلى هزيمة، ومن فشل إلى فشل، ومن إحباط إلى إحباط حتى غدت أضحوكة أمام العالم. أولئك الذين لا يرتقون فوق الأحذية لا يصنعون التاريخ، ولا يحققون المجد، ولا يحققون الإنجازات في مختلف ميادين الحياة.
    لا توجد حروب بدون خسائر في النفوس والممتلكات، لكن الذي لا يريد أن يقبل هذه الخسارة إنما يطوع نفسه للهزيمة.
    ومن يرد بناء توازن استراتيجي مع عدو، أو أن يشق طريقه نحو التقدم والبناء والعدالة عليه أن يحرص على بناء الإنسان وإلا ذهبت جهوده هباء. الرد على العدو يشكل رسالة واضحة للعالم، لكن الرسالة الأهم موجهة إلى الشعب ومفادها التأكيد على الحرية والكرامة والاستعداد للتضحية دفاعا عن الحقوق. عندها تتوحد القيادة والشعب، وترتقي قوتهما بتوال هندسي.
    ولهذا من المهم إطلاق رصاصة على العدو أو صاروخ لا يحمل رأسا متفجرا. المطلوب إيصال رسالة لجماهير الأمة أن العرب ليس مجرد جمع من مهرجي الاستنكارات.





    نكبتهم.. ويأسهم.. وتاريخنا!
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، لمى خاطر
    كم تراه يلزم من سنوات إضافية تتكرر فيها ذكرى الخامس عشر من أيار، ليكفّ بعدها الفلسطيني عن اجترار ركام وجعه، وإدامة النظر إلى مفاتيح بيوت أجداده، والتحسّر على شمس (البلاد) وهوائها، وفرادة لون رمل شواطئ عكا ويافا وحيفا، والبحث في وثائق تراثه المعاصر عن رائحة حكايا الجدّات وهنّ ينثرن الأنين مع ذكريات البيت والبيدر وليالي السمر؟
    وكم تراه يلزم من الوقت حتى تتحول الذكرى من مناسبة لتأكيد لائحة حقوقنا في الإياب ونفي شبهة النسيان عن شواهد عقولنا إلى يوم تراكم فيه الأجيال عدّة التحرير وعتاده، وتختبر إقدام عادياتها التي أعدتها ليوم النفير، وصلابة بنادقها، وامتلاء أغماد سيوفها، وسموّ منسوب الثورة في نفوسها؟
    ذاكرة الفلسطيني ليست صندوقاً معتّقاً غير قابل للامتلاء، فقد تزاحمت فيه صور عابرة للأزمان حتى أيقن أن قضيته لم تعد أغنيات حنين على هامش الرحيل، ولا انتظاراً سرمدياً لعودة ما عادت أبجدياتها تحلّق إلا بين طيات الكتب وعلى ألسنة الشعراء، فما عاد مجدياً القول إن العودة حقّ وثابت مقدّس.. فيوم وصل الصاروخ الفلسطيني محليّ الصنع (M 75) إلى أطراف القدس المحتلة؛ بات لزاماً على عيون المقاوم ألا تحبس مدّها خلف حدود الرابع من حزيران، وألا تسرف وقتها الثمين في شرح نظريات سياسية لا تسمن ولا تُغني من جوع لحرية كاملة، وألا تخشى ارتجاف ساعدها إن رماها اليائسون بالعدمية!
    ولأن الإعداد للمعركة أحد أهمّ فصولها، فإن القوام الفلسطيني ما زال محتاجاً كثيراً من العناصر حتى تكتمل فيه خصال الثائر طويل النفس، القادر على إدارة دفّة المعركة، وتغيير إملاءات الواقع، لتتحوّل نكبتنا إلى نكبتهم، وعذاباتنا إلى عذاباتهم، وهواجس الترحيل إلى هواجسهم، ومعاناة اختلال الموازين إلى معاناتهم!
    ونحن نتكئ على تاريخنا الممتد، ويقيننا بأن (إسرائيل) لا بدّ زائلة، ينبغي أن نستحضر كذلك آيات سورة الإسراء، ونحاول تلمّس ذلك الإشعاع الطالع من ثناياها، وهي تقرر المصير وتؤصل للحق وتحدد معالم الطريق نحو استعادته.. وحينها يمكننا مراجعة حساباتنا السياسية كلّها بيسر دون الإسراف في البناء الموهوم عليها!
    من هنا يطلع الصباح الفلسطيني، وفي تلك الساعة يحين موعد الربيع؛ من ناصية اليقين، وفي موعد تبرعم البنادق النابتة من تربة الوطن، لا تلك المستأجرة من عدوّنا أو محدودة المدى وقصيرة النظر وزائفة البريق!
    ولن يستقيم أن تذرف البنادق المستأجرة رصاص احتضارها في ذكرى النكبة، ولا أن تواسي عارها بافتراض أن التحرير مؤجّل إلى مجاهل المستقبل، ولا أن يتهامس حملتها هازئين بحق العودة ومبدأ التحرير، فيما تلوك ألسنتهم أمام مكبرات الصوت كلاماً عن كنس الاحتلال وجلب أحلام المكلومين إلى حواضر دولة مهيضة الجناح!
    لا يحقّ لمن سيحيي ذكرى نكبة هذا العام أو الأعوام التالية أن يتلفّظ باسم يافا أو صفد ويبكي القمر في ليلها إن كان قد قرر مسبقاً أنها أراض منزوعة من جذورها، وأن من ملكها بحدّ الحراب قد حاز شرعية الانتساب إليها.. لأن من ظل غير قادر على التقدم خطوة على طريق التحرير بين كل ذكرى وأخرى للاقتلاع واللجوء يلزمه أن يبقى حبيس دوائره السياسية متناهية الصغر، وأن يدعَ الحديث عن إزالة الاحتلال واقتراب الفجر لمن أنشأ مقدمة قوامها الفعل المقاوم بين يدي حديثه عن الذكرى، وإنكاره حقّ عدوه في تملك شبر من ترابه..!











    الفكر الانفصالي وكيف تسلل إلينا؟
    فلسطين الآن ،،، أحمد أبو رتيمة
    نظرت إلى خارطة الكرة الأرضية فرأيت في المشهد الجغرافي عجباً.. دولة واحدة هي روسيا تحتل مساحتها ما يعادل السبعة عشر ضعفاً من مساحة مصر، ولو توحدت كل البلدان العربية في دولة واحدة لظلت مساحتها أصغر من مساحة روسيا، تداعت إلى ذاكرتي حينها الكيانات الكبرى المؤثرة في السياسة الدولية مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، فعلمت أنه لا مستقبل للكيانات الضعيفة، وأن العالم يتجه نحو مزيد من التكتلات والاتحادات، وأن من يبحث عن دور مؤثر في العالم فإن عليه أن يتجه نحو التوحد والاندماج..
    على النقيض من هذا التوجه العالمي يسود الفكر الانفصالي ثقافتنا العربية والإسلامية، والانفصال يبدأ في العقل ثم يترجم نفسه في حدود جغرافية، في الهند انفصل المسلمون عن الهندوس وأنشؤوا دولة باكستان، والشيشان لا تزال تناضل للانفصال عن روسيا، وجنوب السودان انفصل عن الدولة الأم، وفي مالي وسوريا والعراق وليبيا وربما مصر هناك من يغذي في اتجاه الانفصال، والأسوأ من الانفصال هو تبرير الانفصال وفلسفته، فتجد من يقول إن إقامة دولة مستقلة يحكمها النظام الذي أؤمن به ولو كانت في حيز جغرافي ضيق أحب إلي من دولة كبرى ينافسني فيها الآخرون، كيف تسلل هذا الفكر إلى ثقافتنا، ولماذا نسعى إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ بينما الأمم الأخرى تتجاوز كل تناقضاتها العرقية والدينية وتتوحد في كيانات جامعة، كيف نشأت ثقافة الإمارة في مجتمعاتنا؟؟
    الاستقلال فكرة براقة يغري بها بحث الإنسان عن التمايز، والعيش في مجتمع نقي بلون واحد لا يعكر صفاءه اختلاف، لكن بريق هذه الفكرة يخفي وراءه الكثير من المعضلات، فالنقاء هو فكرة عنصرية تتعارض مع حقيقة الإنسان الذي لا يمكن قولبته وحصره، لذا فإن المجتمع الذي ينفصل مرةً يميل إلى انفصالات متعددة بعد ذلك، إن لم يكن جغرافياً فعلى الصعيد النفسي، لأن الفكر الانفصالي يظل موجوداً وهو أنه لا يطيق أن يعيش مع الآخر المختلف، فالوصول إلى حالة النقاء المتوهمة ليس نهاية المطاف إنما يواصل المجتمع ديناميته فيبرز فيه الاختلاف والتعدد من جديد فيتوهم الحاجة إلى تطهير جديد!!
    إقامة الكيانات المستقلة هو الفخ الذي يقع فيه أصحاب المبادئ فتقتل مبادئهم من حيث يظنون أنها ستقوى وتنتصر، لأن إقامة هذه الكيانات يحصر الدعوة في حدود معلومة ويحول بينها وبين الانتشار الطبيعي بين الناس، ويخلق حول الفكرة شرنقةً عازلةً عن المجتمع، فبدل أن ينتمي إليها الإنسان بسهولة كونها دعوةً روحيةً فإن الانتماء إليها يصير اصطفافاً سياسياً وتدخل الدعوة في حالة استنزاف سياسي ويتلوث نقاؤها الروحي فينفض الناس من حولها..
    في قصة هارون دلالة بالغة، فقد رفض الانسحاب من المجتمع رغم أنهم عبدوا العجل حتى لا يفرق بينهم "إني خشيت أن تقول فرقت بين بني (إسرائيل) ولم ترقب قولي". هنا قدم هارون وحدة الأمة على انحراف العقيدة، لأن ضمان بقاء هذه الوحدة سيسهل دعوتهم بعد ذلك إلى التوحيد، وسيبقي البيئة المناسبة لتحقيق التحول الاجتماعي، أما إن تفرق القوم وتشرذموا فليس من السهل في واقع التفرق أن يستمع أحد إلى نداء العقل والحكمة بل ستسود العصبية والاقتتال..
    إن الدعوة في أجواء الوحدة هي أكثر جدوى من الدعوة في أجواء الانقسام.. ففي أجواء الوحدة تستطيع أن تبث روح الدعوة بسيولة وانسيابية داخل المجتمع حتى يتحول المجتمع تدريجياً إلى الأفكار التي تدعو إليها، أما حين يحدث الانقسام والفرز الطائفي والمذهبي والسياسي فإن حواجز نفسيةً تقام بين الناس فتمنعهم من الإيمان بالحق وتتشوه صورة الدعوة المشرقة، لأنه مهما كانت مبادئها ساميةً فإن الانتماء إليها في أجواء الانقسام والفرز سينظر إليه بأنه عمل سياسي وليس تلبيةً لحاجة روحية..
    يقول مالك بن نبي معلقاً على انفصال باكستان عن الهند بدعم بريطاني:
    "وكان من أثرها عزل الإسلام عن الشعوب الهندية من ناحية، والحيلولة دون قيام اتحاد هندي قوي من ناحية أخرى، ولقد بذل هذا السياسي غاية جهده لتدعيم هذه التفرقة، وتعميق الهوة بين المسلمين والهندوس، تلك الهوة التي انهمرت فيها دماء الضحايا، من أجل هذا التحرر الغريب، فكان الدم أفعل في التمزيق من الحواجز والحدود.




    لو جاءت نانسي لأتوها حبوا
    فلسطين أون لاين ،،، د.عصام شاور
    تعترض أقلية من القيادات والشخصيات الفلسطينية على زيارة الرؤساء والأمراء وأصحاب الهمم والقامات العليا لقطاع غزة، الاعتراض مشروع لو كانت الذرائع واقعية، أما التهجم أو التشهير بالضيوف فأمر مرفوض لأنه يتنافى مع أخلاق الشعب الفلسطيني وأصالته.
    ما زلت أذكر قبل سنوات حينما أغارت طائرات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة فقتلت وجرحت من المواطنين الكثير، خرج علينا المدعو إبراهيم أبراش حينها ليلقي باللائمة على المقاومة الفلسطينية معتبراً ما اقترفته قوات الاحتلال جاء رداً على صواريخ المقاومة. بعد سنوات أصبح إبراهيم أبراش وزيراً يقر "إسرائيل" على احتلالها لغالبية فلسطين، أي أنه يقر بإقامة أكبر قاعدة عسكرية صهيو_أمريكية في العالم، فضلاً عن تنازله عن الوطن والحقوق والثوابت، والآن يخرج علينا الوزير المستقيل أبراش ليبيعنا وطنيات ويزاود على علماء الأمة وأعلامها، ويتهمهم بكل نقيصة كذباً وبهتاناً، بالله عليك يا أبراش: من أحب إلى (إسرائيل)؛ من يبرر لها جرائمها ويتنازل لها عن وطنه، أم عالم أفتى بجواز العلميات الاستشهادية ضدها؟ هذه فقط تكفي لإسكات عاقل، أما من غاب عقله فلا يكفيه لو ملأنا كل هذه الصحيفة أدلة وبراهين.
    بعض المعترضين أو المعتذرين يخشون على مخصصاتهم المالية التي تأتيهم كل آخر شهر، فهم ليسوا أصحاب قرار وإنما أصحاب تبريرات واهية وألسنة طوال، ومنهم "أصحاب كيف" فكيف سيصبرون على مجالسة العلماء والإصغاء إلى ما يطرد شياطينهم ويخرج وساوسهم و"يعكر مزاجهم"، أما لو جاءت نانسي إلى قطاع غزة لأتوها حبوا أو زحفاً على أيديهم وأرجلهم وألسنتهم، ولما اعترضوا أو اعتذروا بل ستجدهم يقرضون الشعر في مدح نانسي وزيارتها وأهميتها في مسيرة النضال والكفاح الوطني الذي يبدأ بالبنطال الساحل وينتهي بـ"كاس" على نغمات نانسي وأطلال الوطن.
    ختاماً أعزائي القراء.. فإنني أستميحكم عذراً للهبوط الاضطراري في مستوى التخاطب، ولكننا أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم، ومقالي هذا موجه إلى أقلية شاذة في فكرها وفي لغتها وتحسب أنها تشكل رأياً في الشارع الفلسطيني، ويجب علينا أن نحاول ردهم إلى جادة الصواب بمنطق أقرب إلى منطقهم وبلغة أشبه بلغتهم دون تجاوز للحدود الأخلاقية والشرعية كما يفعلون.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 310
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:41 AM
  2. اقلام واراء حماس 309
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:41 AM
  3. اقلام واراء حماس 308
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:40 AM
  4. اقلام واراء حماس 288
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-20, 10:05 AM
  5. اقلام واراء حماس 259
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:13 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •