النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 408

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء محلي 408

    اقلام واراء محلي 408

    في هذا الملـــــف:

    • هل ستشعل صواريخ س 300 حربا اسرائيلية ؟

    بقلم: واصف عريقات - معا

    • حياتنا – استراتيجية للصمود

    بقلم: حافظ البرغوثي - الحياة

    • تغريدة الصباح - ربيعنا الشتوي

    بقلم: أحمد دحبور - الحياة

    • مطلوب رئيس وزراء!

    بقلم: د. صبري صيدم - الحياة

    • في انتظار الموعد

    بقلم: يحيى رباح - الحياة

    • قادة «الأنا» والطابون النووي

    بقلم: موفق مطر - الحياة

    • هل هي الفرصة الاخيرة للسلام؟

    بقلم: حديث القدس – القدس

    • المنتصر المهزوم!

    بقلم: خيري منصور – القدس

    • الربيع العربي والسلام الإسرائيلي؟


    بقلم: عماد الدين أديب – القدس

    • جيد لإسرائيل.. مع أو بدون "الأسد"!!

    بقلم: هاني حبيب - الايام

    • مبادرة الدولة الديمقراطية الواحدة

    بقلم : حمادة فراعنة - الايام

    • تنميط غزة ..!

    بقلم: أكرم عطا الله - الايام


    ستشعل صواريخ س 300 حربا اسرائيلية ؟
    بقلم: واصف عريقات - معا
    اعلان قائد سلاح الجو الاسرائيلي عمير ايشيل في الذكرى الأربعين لحرب رمضان العربية الإسرائيلة أمام اجتماع الأمن القومي في معهد فيشر للدراسات الاستراتيجية للفضاء والجو قرب تل ابيب بان صواريخ ارض جو اس 300 روسية الصنع في طريقها الى سوريا وتحذيره من اندلاع حرب مفاجئة على الحدود مع سوريا وقوله ان جيشه على اهبة الاستعداد لهذا السيناريو، يجب أن يؤخذ على محمل الجد بغض النظر عن تفسيراته حين قال "ان الدولة السورية تتفكك بسرعة ما قد يعني ان اسطول السلاح السوري قد ينقلب ضد اسرائيل في اية لحظة, وعلى الاسرائيليين الاستعداد لصراع طويل ومؤلم اذا دخلت قواتهم معركة مع حزب الله او ايران التي تدعمه.

    ما يجب التوقف عنده أيضا مما قاله ايشيل بأن الحرب المباغتة لا تزال ممكنة وهو ما يعني بأن قيادات اسرائيل ما زالوا يفكرون بذات العقلية القديمة التي تعتمد انماط الحروب الخاطفة والسريعة والعزل والتطويق والوصول للقلب بالخرق السريع بعد استخدام سياسة الأرض المحروقة، حيث توعد وقال:"في اية حرب قادمة ان تستخدم اسرائيل كل قوتها وان تعمل 100% ضد خصومها وليس مثل حرب لبنان الثانية"، ندرك جيدا ان الدافع الأساسي لتحذير ايشيل هو خشيته على فقدان التفوق الجوي الإسرائيلي الذي يتحمل هو مسؤوليته، حيث قال ان امتلاك اسرائيل للتفوق في سلاح الجو هو الذي يدفع السوريين للبحث عن سلاح دفاعي صاروخي، وما يعزز التحليل قول قائد سلاح الجو الاسرائيلي" ان نظام الاسد حاول كل جهده لامتلاك سلاح الدفاعات الجوية الافضل في العالم وان هذه الدفاعات لا تشكل تهديدا جديا فحسب وانما يعطي سوريا الثقة بالنفس للقيام باعمال لم تكن من قبل تفكر في عملها"، وحينما اشار الى ان انظمة الصواريخ التي تريد سوريا امتلاكها ليست من انواع الاسلحة التي يمكن ان تتصورها وانما هي من جيل جديد ومختلف كليا. وحين قال" بكل ذعر ان هذه الصواريخ لا رادع لها ولا شيء يوقفها وان الاخرين يمكن ان يسألوا انفسهم ما هي اضرارها فقط وليس اكثر"، وهنا نتذكر ما سمي بعملية سلامة الجليل وكان من أسبابها المعلنة تعاظم نفوذ وقوات م.ت.ف بشكل عام ومدفعيتها وصواريخها بشكل خاص.

    تحذير ايشيل حمال اوجه لتفسيرات متعددة استنادا للتناقض الذي جاء فيه ففي البداية تحدث ايشيل عن الحدود مع سوريا لكنه خصص الحرب تجاه حزب الله وايران، واضاف معترفا بان اسرائيل تعيش ظرفا مختلفا عن حرب 1973 (مصر وسوريا) ويمكن تفسير قصده من تكملة حديثه حين قال سنخوض حربا مختلفة وعلينا الاستعداد لها بقدرات مختلفة، في اشارة ضمنية لحرب اقليمية، كما ناقض نفسه حين تحدث عن حرب المباغتة واستخدام كامل الطاقة العسكرية وما تعنيه من عقيدتهم والحرب الخاطفة في نفس الوقت تحدث عن صراع يطول، وفي تناقض آخر بدأ الحديث عن موضوع كبير واستراتيجي خطير بالنسبة لإسرائيل وهو الصواريخ روسية الصنع التي ستحدث الخلل الإستراتيجي في ميزان القوى حيث ستؤثر بشكل مباشر على امكانية التفوق الجوي الاسرائيلي، وختم بالقول بأن التراكمات الصغيرة قد تؤدي الى تدهور سريع على الحدود، في اشارة ضمنية لما جرى من قصف سوري وتدمير آلية عسكرية تجاوزت الحدود في الجولان، لم يفصح قائد سلاح الجو عن توقيتات الحرب لكنه قال" لست ادري ان كان هناك وقت للإستعداد للحرب ام لا"؟ هذه التناقضات تعكس حالة القلق والإرتباك التي تمر بها القيادات الإسرائيلية، وهي سببا كافيا لاتخاذ قرارات مغامرة لا تنتظر فيها المصادقة من الحلفاء بل تريد توريطهم، خاصة بعد زيارة نتنياهو الأخيرة لموسكو التي قيل عنها انها فاشلة لعدم قدرة نتنياهو على اقناع الرئيس الروسي بوتين بما حمله من أفكار ومطالب من جانب، ومن جانب آخر عدم التوافق الإسرائيلي الأمريكي حول ضرب المشروع النووي الإيراني.

    وفي استعراضنا لدوافع الحروب الأخيرة على جنوب لبنان عام 2006 وقطاع غزة عام 2008 و2012 وما تتحدث عنه اسرائيل اليوم نجدها لاتختلف كثيرا من وجهة نظرهم وتعتبرها قيادات اسرائيل اسبابا كافية للتوجه للحرب، لا سيما وان هناك تصريحات اخرى تصب في ذات السياق ومنها حديث رئيس اركان جيش الإحتلال بيني غانتس في تخريج احدى دورات جيش الإحتلال حيث قال ان جيشه امام سيناريو توتر متعدد الجبهات وليس على جبهة واحدة، وأن عدم الإستقرار الراهن في المنطقة يضع اسرائيل امام مواجهة عدة جبهات وان في الأجواء مشهد جديد سيغير وجه المنطقه، كما قال" نحن يجب ان نعمل بايجابية ونفاذ وتنسيق متكامل ومتعدد من اجل ضمان النصر على التحديات المستقبلية ومن اجل الحسم السريع لكل مواجهة تنشأ.

    نائب وزير الخارجية الاسرائيلي زئيف الكاين كان الأكثر وضوحا حين قال ان اسرائيل لن توافق على تغيير قواعد اللعبة في هضبة الجولان.
    تعودنا على سماع مثل هذه التحذيرات والتهديدات من القيادات الاسرائيلية السياسية والعسكرية وهي ليست جديدة، لكن الجديد في هذه التصريحات واعتبارها اسبابا كافية للتوجه للحرب خمسة :الأول المشهد الجديد الذي سيغير وجه المنطقة والثاني عدم الإستقرار والثالث المجهول الذي تريد اسرائيل تحويله لمعلوم، وقد تحدث عنهم رئيس الاركان الإسرائيلي، والسبب الرابع الخلل في ميزان القوى بامتلاك سوريا صواريخ اس 300 الذي تحدث عنه قائد سلاح الجو والخامس عدم سماح اسرائيل بتغيير قواعد اللعبة، وقد تحدث عنه نائب وزير الخارجية الاسرائيلي مما يعني تدخلهم بشكل مباشر.

    هناك دوافع وأسباب عديدة تشعل الحروب في العالم، وإن لم تتوفر هذه الدوافع فإن اسرائيل تتقن فن صناعتها ، فهل ستكون صواريخ س 300 احداها هذه المرة؟

    حياتنا – استراتيجية للصمود
    بقلم: حافظ البرغوثي - الحياة
    بعد شهور من الصمت عاد بنيامين نتنياهو للعزف على اسطوانة المشروع النووي الايراني معتبرا ان هذا المشروع هو الاخطر على العالم مثلما قال بحضور جون ماكين مرشد الثورات العربية في مصر وليبيا وتونس, واضاف نتنياهو ان المشروع الايراني هو الاخطر وليس المشروع الاستيطاني في القدس فالاسرائيليون يستخدمون الموضوع الايراني كغطاء على مشروعهم الاستيطاني ويستثمرون ما يسمى بالثورات العربية والانتباه الدولي كساتر اضافي يغطون به ممارساتهم ضد الشعب الفلسطيني.
    بل ان الحصار العربي والاسرائيلي المالي على السلطة الوطنية هو نتاج توافق مصلحي بأمر امريكي لخنق المشروع الوطني الفلسطيني وتقزيمه لدرجة يتحول فيها الى ما وصفه نتنياهو مشروع حكم ذاتي او دولة ذات حدود مؤقتة.
    لقد جنح شعبنا حتى الان الى السلم والنضال السلمي اللاعنفي في مواجهة العنف الاستيطاني وهو يامل ان يتفهم المجتمع الدولى حقيقة الاحتلال وعدم رغبته في السلام العادل وليس عيبا ان ننحني في حالة ضعف وخذلان عربي محيط ولكن العيب الا نتوحد والا نضع استراتيجية فلسطينية بعيدة المدى لمواجهة التحديات تستنفر الطاقات الشعبية وتوفر سبل الصمود والثبات على الارض بالامكانيات الذاتية بعد سقوط الرهان على الدعم الخارجي عربيا واسلاميا, فالقدس وما يحل بها من تغييرات ديموغرافية وجغرافية لم تخرج مظاهرة واحدة في اي مدينة عربية او اسلامية وكأن القدس غير مقدسة والعياذ بالله.
    فطالما ان التعدي على المقدسات لم يعد يثير حمية اي احد من المسلمين والعرب فإن رهاننا فقط على شعبنا وهو المكلف ربانيا بالرباط والثبات وحماية مقدساته وليس غيره ولعل مسيرة النضال الفلسطيني على مدى قرن توضح ان شعبنا لم يخذل ارضه ومقدساته بل دافع ويدافع عنها وفق الظروف وبوسائل واساليب نضالية ابدعها وحده دون فضل من احد.
    ان استراتيجيتنا هي الصمود والثبات على الارض والدفاع عن كل شبر بما أوتينا من قوة وهذا لا يأتي سبهللة بل ضمن عمل شعبي منظم جاد وحقيقي وشامل وليس بنضالات رمزية اعلامية فقط.
    و لعل تكثيف النضالات واستمراريتها والتوجه بخطاب واقعي الى المجتمع الاسرائيلي هو ما نستطيعه الان في غياب اي دعم عربي او اسلامي وفي ظل الحماية الوحشية للادارة الاميركية لممارسات اليمين الاسرائيلي.
    ولعل بوادر الردة على الثورات المعلبة اميركيا في كثير من البلدان وظهور الحركات المناوئة للسياسة الاميركية الاسرائيلية هي ما ستقنع الجمهور الاسرائيلي بأن مستقبلهم في السلام وليس في الاستيطان لأن المحيط العربي لن يستسلم لأزلام واحزاب مبرمجة على الغدر حتى لو تقنعت بالدين.

    تغريدة الصباح - ربيعنا الشتوي
    بقلم: أحمد دحبور - الحياة
    خلافا لدورة الفصول التقليدية، يمكن للربيع في الحياة السياسية أن يحل في الربيع، كما يمكن لهذا الربيع أن يجيء في الصيف، وعلى هذا القياس لم لا يأتي الربيع في الخريف؟
    ودعونا نفتح أعيننا جيدا حتى نرى كيف أن الربيع الآن يتألق في فصل الشتاء البارد.
    ففي الذاكرة القريبة كان الحراك الشعبي فاعلا في ليبيا والأردن، وها هو الآن يتحول إلى ما يشبه الانتفاضة في مصر، فضلا عن أنه قد تحول إلى انتفاضة فعلية في العراق، أما سوريا فقد أصبح ربيع شعبها الباسل شغل العالم ومحط اهتمامه.
    إن هذا المسلسل المتصل يتم الآن على مرأى من سكان كوكب الأرض جميعا، ولو كره أصدقاؤنا السابقون من الروس، بل ولو أفتى آية الله لا أدري من بأن الحراك في سوريا هو تدبير صهيوني؟؟ ولن أضحك - مع عدم المؤاخذة - من هذا الهذر المضحك، فالدم في الشوارع يتكفل بالجواب..
    ولكن ما هي كلمة السر التي تجمع بين حالات الحراك العربية هذه في وقت واحد؟ قد يكون الجواب التلقائي، هو أن المنطقة بكاملها تشهد حالة من النهوض، وإذا كان هذا صحيحا، وهو صحيح بلا أدنى شك، فإن النهوض يرتبط بمفتاح جوهري، مفتاح قادر على معالجة الأبواب العربية مجتمعة، ذلكم هو الشرط الديمقراطي..
    فانفجار الأرض العربية بالغضب الشعبي، هو التعبير العفوي عن حاجة الشعب إلى أن يحكم نفسه بنفسه، وإذا كنا لا ننكر أن بعض البلدان العربية قد شرعت اجرائيا في سلوك نهج ديمقراطي، واتباع مبدأ الانتخابات، كما حدث في مصر مثلا، فإن علينا أن نتذكر أن الانتخابات ليست إلا مقدمة للديمقراطية، وليست هي الديمقراطية كلها، فليس ما جرى في أرض الكنانة إلا عبور نصف الطريق، بدلالة هذا التعثر المؤلم في المسار الديمقراطي، بل إن من يحفرون بعض الطريق من غير أن يواصلوا الرحلة، إنما هم يحفرون قبورهم، حسب تعبير المفكر الفرنسي جورست.. وأما من اكتفوا بالصراخ السياسي فلهم أن «يقاوموا» أو «يمانعوا» أو يرقصوا في العتمة متوهمين أن العالم يشهد لهم بما يريدون له أن يشهد.. ويبقى أن للشعب رأيا آخر، وما يحدث الآن، في غير مكان من وطننا العربي الكبير هو بعض رأي الشعب، والبقية تأتي..
    في الربيع العربي الشتوي هذا، من حق فلسطين أن تحتفل بربيعها على طريقتها، من أمعاء سامر العيساوي الخاوية ورفاقه الأسرى، إلى وتد الخيمة المنصوبة وفوقها العلم الفلسطيني في عمق مستعمرة أليعازر، إلى الابداعات الشعبية للمقاومة في بيت لحم وجنين وغزة ومختلف المدن والقرى الفلسطينية، وإذا كانت هذه الموجة من الاختلاجات والتحركات الفلسطينية تأتي في وجه الاحتلال أساسا، فإن هذه لا تنفي أنها جزء أصيل من النهوض الشعبي العربي العام، بمعنى أنها احدى علامات ديمقراطية الربيع، حتى وهي تتم الآن في عز الشتاء، فمرحبا بالربيع في موعده وفي كل موعد..
    على أن فريق الظلام، سواء أكان حاكما جائرا، أم كان محتلا متسلطا، لا يقف مكتوف الأيدي، فهو يقتل ويعتقل ويمنع من السفر ويسمم الحياة، وله مع كل حالة أسلوب خاص، فيما لا نملك نحن الشعوب إلا ما لا قدرة للظلام على احتوائه، الغضب والفعل وتراكم الانتفاضات وتكامل الانفجارات الشعبية، أو كما قال شاعرنا سميح القاسم: منكم العنف ومنا العنفوان..
    ولسوف يتصاعد العنفوان الشعبي، حتى يعم الربيع وجه الأرض، ويأخذ شعبنا المظلوم حصته من الحرية التي هي حق البشر جميعا منذ ولدتهم أمهاتهم أحرارا.

    مطلوب رئيس وزراء!
    بقلم: د. صبري صيدم - الحياة
    لم يتصل احد هاتفيا لتهنئه نتنياهو بفوزه الانتخابي الهزيل وربما لن يتصل أحد أبدا حتى بعد التكليف الرسمي بتشكيل الحكومة من قبل رئيس دولة الاحتلال خاصة بعد خطاب الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي أمام العشاء اليهودي السنوي قبل أيام.
    إسرائيل تتجه نحو العزلة وعليها التفكير خارج أسوار المدينة التي صنفها كتاب التوراة بالعصية- أريحا..هكذا وبتجرد وبشكل صادم خرج الرئيس الفرنسي السابق عن صمته أمام مضيفيه لينتقم للعالم الذي ضاق ذرعا بالاحتلال ولينتقم لشخصه من نتنياهو الذي قال فيه إنه قد سبق وأن أساء إليه وأثر سلبا على حملته الانتخابية.
    وماذا يا ترى عن أوباما أيضاً وحملته الانتخابية؟ ومن الذي أشقاه في مسعاه للعودة للبيت الأبيض فحرض عليه وآزر خصمه وحارب مع أنصاره ليقف في وجه ترشيح الرئيس الأميركي لوزراء الخارجية والدفاع الجدد ففاض كيل أوباما وخرج عن صمته ليقول في نتنياهو ما لم يقله جورج واشنطن وبنجامين فرانكلين وبوش الأب ذات يوم متململا من عدم معرفة حكومة إسرائيل كما قال بمصلحتها.
    وفي خضم التيه الذي تعيشه إسرائيل خاصة بعد نتيجة انتخاباتها الأخيرة التي لم تفرز فائزا مقنعا بل أفرزت حديثاً عن انتخابات جديدة، عادت إسرائيل للبحث في مكانتها العلمية عن رئيس وزراء مقنع أكثر جدارة في قدراته على المراوغة والمناورة والابتزاز ودرء مخاطر عزلة إسرائيل، فربما تكون إسرائيل لم تجد سوى شارون!
    فتداعى العلماء الإسرائيليون في مشهد اقرب الى الطرفة لبحث سبل تنشيط الخلايا الدماغية الحية للميت الحي شارون من خلال تقنية تمكنهم وحسب الاعلام الاسرائيلي من تحديد الخلايا الدماغية الحية وتشجيع تلك الخلايا على النشاط والتكاثر بصورة يجري الاستعاضة بها عن الخلايا الميتة فيعود دماغ شارون المعطوب للعمل.
    إذا إسرائيل تفتش عن رئيس وزراء فبدأت تحارب إرادة الخالق وتستخدم مصطلح «إحياء شارون» وهو ذات المصطلح الذي نشره الإعلام الإسرائيلي هذا الأسبوع. فهل تبحث دولة الاحتلال عن رئيس وزراء معاد تدويره لعدم قناعتها بلبيد ويحيموفيتش وموفاز وليفني ونفتالي بينيت والمأزوم ليبرمان ولكون نتنياهو سيصبح بعنجهيته جسرا يوصل دولة الاحتلال للعزلة؟
    على العموم إذا لم ينجح علماء إسرائيل في إنعاش شارون فربما سنرى إعلانا في الصحف العبرية عنوانه: مطلوب رئيس وزراء!

    في انتظار الموعد
    بقلم: يحيى رباح - الحياة
    مازلنا في انتظار الموعد، والموعد يحل يوم غد الأربعاء الموافق في الثلاثين من هذا الشهر، وهو الموعد الذي كان قد تحدد في السابع عشر من هذا الشهر عندما اجتمع وفدان من حركتي فتح وحماس في القاهرة على طريق الإعداد لتنفيذ بنود المصالحة التي جرى الاتفاق عليها ابتداء من الرابع من مايو 2011 والحوارات التي جرت بعد ذلك، وما نتج عنها من لجان وصولا إلى اتفاق الدوحة في السادس من فبراير شباط السنة الماضية «إعلان الدوحة» الذي جرى فيه التفاهم على أن يتولى الرئيس أبو مازن رئاسة حكومة الوحدة الوطنية من كفاءات وطنية مستقلة.
    موعد الأمس: مرهون بحراك جدي لعمل اللجان وعلى رأسها لجنة الانتخابات المركزية، بحيث تكون قد قامت بحراك ملفاتها، استعدادا لانطلاقة قوية في الثلاثين من هذا الشهر، أي يوم غد الأربعاء.
    اجتمعت اللجان مثل لجنة المصالحة المجتمعية، ولجنة الحقوق والحريات العامة، وجرى الإفراج عن الصحفيين الذين اعتقلتهم حكومة حماس المقالة في غزة، ولكن لجنة الانتخابات المركزية لم تعمل، لم تصل إلى غزة، لم تفتح مقرها الرئيس ولا مقراتها الفرعية، مع أن عمل هذه اللجنة مهم جدا، ومحوري جدا، ولا غنى عنه، لأن عمل هذه اللجنة هو الذي سيعطي الإشارة بجاهزية الذهاب إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية، وهذه الانتخابات هي التي ستلق صياغة نظامنا السياسي بما يجعله مؤهلا أكثر لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
    لا نريد تراكم جديد من الإحباط، بل نريد دفعة جديدة إلى الأمام، والبعض يرى أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هي البداية الفعلية للمصالحة، لأن الحكومة التي سيكون الرئيس نفسه على رأسها، هي التي ستحل المشاكل المفتعلة، فهي ستقرر وستنفذ، وهي التي ستحشد الامكانيات وهي التي ستزيل العقبات، وهي التي ستقوم باستثمار الفوز. أي ترجمة العلاقات الوطنية الإيجابية بما فيها تفاهمات وتراكمات إيجابية إلى حقائق على الأرض، وكلما كان ذلك أسرع يكون أفضل، حتى لا تذوي هذه التراكمات الإيجابية، وحتى لا تتراكم بدلا منها تراكمات سلبية، وخاصة بالنسبة لساحتنا الفلسطينية التي من السهل أن تحدث فيها السلبيات بسبب سلوك اللاعبين الإقليمين والدوليين، ويكفي إسرائيل وحدها التي لا تتوقف عن فعل كل ما هو سلبي واستفزازي وتدميري.
    لا أعرف إن كان الوقت المتبقي سيسمح للجنة الانتخابات المركزية أن تأتي إلى غزة والقيام بواجباتها، وأقله فتح مقراتها الرئيسية والفرعية، هل الوقت سيسمح دعونا نرى.
    ولكن كل نجاح في ثغرة من ثغرات جدول المواعيد سيقود إلى نجاح جديد، فمثلا إذا تحقق موعد الثلاثين من هذا الشهر أي غدا، فسوف يكون ذلك مدعاة لنجاح موعد التاسع من الشهر المقبل حين يجتمع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الذي يضم أعضاء اللجنة التنفيذية مع الأمناء العامين لكل الفصائل الوطنية والإسلامية، وهذا يدور يقود إلى فضاء أوسع، وهكذا دواليك.
    واجبنا أن نتمسك بالأمل، واجبنا أن نفتح النوافذ للشمس، معاناتنا في الداخل، وتحدياتنا في الخارج مع الاحتلال تفرض علينا أن ننجح في رهان المصالحة، فلا يمكن أن تكون الأوضاع جديدة في ظل الانقسام، ولا يمكن أن نأمل من الأخرين شيئا إيجابيا إذا بقي الانقسام هو سيد الموقف، وشعبنا يعرف هذه الحقيقة أكثر من غيره، وهو يريد أن تظل الأبواب مفتوحة، فالانقسام أتعبنا كثيرا، وظلمنا كثيرا، وشوه صورتنا، وجعل الكثيرين يتطاولون علينا، لذلك فإنه لا بد من التضحية من اجل إنهاء هذا الانقسام، والوقت ليس متاحا بلا نهاية، والرهان على الإرادة الفلسطينية أن تصعد بنا إلى مرحلة جديدة.
    قادة «الأنا» والطابون النووي
    بقلم: موفق مطر - الحياة
    أيها المتمترسون في مواقع القرار، ايها المسؤولون عن رفاهيتنا ونكباتنا، لا إعفاء من المسؤولية إلا للمجانين والقاصرين، فاختاروا، اما اعفاء وتسريح بسلام، او اعتراف والبدء بالتطهر من الخطايا، سنحسن الظن، ونقول: سنشهد سباقا للانضمام إلى قافلة المعترفين، فانها على ما فيها من شقاء تظل أهون من تهمة الجنون، فهل نفتح باب التنسيب؟!
    ساحت أدمغة فقراء ومساكين من حرارة التفكير ومحاولة فهم ما حصل.. لكن هل تعلمون أن آخرون قد اتجهوا بارادتهم لتجريب نعمة الجنون، فخرجوا من حلبة النطاح والمناطحة والمباطحة والمصارعة الخارقة لكل قوانين الألعاب السياسية والأخلاقية أيضا وتركوها لكم «سياحة مداحة»!!.
    أجيبونا باختصار على أسئلة الضمير التالية: بأي مستقبل ستواجهون محكمة الإنسانية إن تفحمت ألباب اطفالنا واجيالنا، وهل ينفع الإنسان بقلب صناعي مستورد، متى ستتطهرون من دماء الانتقام الفاسدة، انها تفور وتغلي في بطينات قلوبكم، فكم من رقاب ستدقون، قبل ان تدق ساعة الحقيقة، وتخلص المساكين منكم؟
    لا تقولوا لنا: «ستجدوننا عند حسن ظنكم عندما تدق ساعة الحقيقة» لأنكم إذا بقيتم هكذا لا تدركون مسؤولياتكم فانا ونطويكم في حقيبة الزمان الأغبر، ونلقي بكم في مدار حيث لا ثقل ولا جاذبية ولا حياة، حيث ولا وطن الحقيبة ولا حظوة لكم مع روح محمود درويش. لانملك وقتا لتجادلونا، ارجعوا عن أخطائكم واعترفوا، فانتم تعرفون الصراط نحو العدالة والفضيلة، فليس بقوة السلاح تسود القيم.
    إنهم عاجزون، يرون ألسنة الحريق، تلتهم الأبرياء، لايفكرون، لايحسون، ينشؤون لأنفسهم مواقع ومناصب وكراسي رفيعة، أما الموانع المضادة لألسنة الحريق الزاحفة، فانهم أجهل واضعف من مجرد التفكير برفعها لحماية المساكين.
    يحترق الفلسطيني أمام عيونهم حتى اصبح رمادا، ويتنفس الأحياء دخان الفلسطيني الضحية أما العاجزون برتبة «قادة» فانهم مازالوا يتفرجون.
    لا تكونوا كالذي يشعل الحريق ببيته وأهله وينتحر حتى يستر عورته ويدفن خطيئته تحت الرماد او الركام!! كلنا مسؤولون، لكنكم اول من وجب عليه الاعتراف، فأنتم في مقام العقل للجسد.
    يفقع أهل البلد من الضحك على ما يسمعون وما يشاهدون صبح ومساء كل يوم، أوردة رقاب القادة منتفخة، نراهم على شاشات الفضائيات وقد طيرونا حماسة وهم يخطبون عن الشرعية والقانون والمقاومة والاضطرار والانقلاب والأمن والحرب والسلام والعدالة والنذالة والانتهاكات وحقوق الانسان، فيما الشعب المسكين (المتفرج ) على صناع القرار يحترق بلهيب الغلاء ونار البلهاء الذين اصبحوا بقدرة قادر غير رب السماء (قادة ) يظنهم السامع أنهم قادرون على تدوير جلود الفيلة إلى ورق سوليفان، وتحويل عطسات الخرفان إلى قذائف، وافران الطابون في ضواحينا إلى مفاعلات نووية!! لكنهم غير قادرين على تأمين رغيف الخبز البديل إذا ما قرر «الخواجا موشيه» سد المعبر بالجدران الإسمنتية، أومنع عنا الطحين.
    شرعن هؤلاء الانقلاب على القانون «والموت البطيء المجاني لأهلنا على المعابر وفي بيوتهم وعلى أراضيهم، وفي رواية أخرى يقولون أنه شرعنة للموت السريع، فالعالم قد مل صراعاتنا، وبات يتخوف من نمو الإرهاب في حاراتنا».
    أخيرا.. متى سيبرأ «قادة» هنا وقادة هناك من هذا المرض الذي اسمه «الأنا».

    هل هي الفرصة الاخيرة للسلام؟
    بقلم: حديث القدس – القدس
    المعروف عن الرئيس ابو مازن انه ميال للتفاؤل بصورة عامة ولهذا فانه لا يمل الحديث عن وجود فرصة لتحقيق السلام واقامة الدولة الفلسطينية في حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. وهذا ما كرره بالامس امام المنتدى الاقتصادي الدولي المنعقد في الاردن بحضور حشد من القادة والمسؤولين ورجال الاعمال من الدول العربية والافريقية ومعظم انحاء العالم.
    قال ابو مازن ما تزال هناك فرصة رغم تشاؤم الكثيرين بمن فيهم وزير الخارجية البريطانية الذي أشار الى ان فرص الحل على أساس الدولتين بدأت تتلاشى بسبب الاستيطان الذي افقد اسرائيل الكثير من الدعم الدولي. ولان وزير الخارجية الاميركية جون كيري يقوم بزيارة للمنطقة ويشارك باعمال المؤتمر. فقد اشاد بدوره الرئيس ابو مازن وقال انه اجرى محادثات بناءة ومفيدة. وفي هذا السياق فان من المقرر ان يلتقي ابو مازن والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بحضور كيري والملك عبد الله في عمان اليوم في خطوة أخرى للبحث عن وسيلة واقعية لاستئناف المفاوضات.
    وقد قيل ان الوزير الاميركي لديه مبادرة جديدة سيعرضها على الاطراف المعنية للتشاور وبلورة الموقف بشكل يرضى به الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي. والموقف الفلسطيني واضح وهو وقف الاستيطان او تجميده وهذا ما اكد عليه الملك عبد الله ايضا في خطابه امام المنتدى وذلك كخطوة لا بد منها اسرائيليا لاستئناف عملية التفاوض، لكن اسرائيل ترفض ذلك عملا وقولا، ويتواصل الاستيطان بقوة ويؤكد قادة اسرائيل انه لن يتوقف ابدا، وهذه هي المعضلة التي على الوسيط الاميركي ان يجد لها حلا.
    ان فرصة السلام التي لا تزال ممكنة، كما يقول الرئيس ابو مازن، قد تكون الاخيرة فعلا، ولهذا لا بد من بذل كل الجهود والضغوط أيضا لزحزحة الموقف الاسرائيلي الذي يعرقل كل الاحتمالات ويغلق كل الابواب ويتمسك بالتوسع وتهويد القدس وتغيير طابعها وتزييف تاريخها ولا يستجيب لاية مساع او وساطات.
    لقد قدمنا نحن كفلسطينيين كل ما هو مطلوب وما نزال نتمسك بالتفاوض وسيلة للحل بشرط الا يكون الامر اضاعة للوقت وتبريرا للممارسات الاسرائيلية وغطا لها. كما ان لجنة المبادرة العربية اقترحت تعديلات قوية لتشجيع عملية السلام ولكن احدا في اسرائيل لم يلتفت الى ذلك.
    ان السلام هدف سام، وعدم تحقيقه سيؤدي بالتأكيد طال الزمان او قصر، الى مزيد من العنف والتطرف والعداء والكراهية وليس في هذا مصلحة لاحد الا الذين يعميهم الاستيطان والتوسع والغطرسة عن رؤية الحقائق والتعامل معها بجدية وواقعية.
    لا بد اخيرا من الاشارة الى دعوة الرئيس ابو مازن في كلمته امام المؤتمر، الى الاستثمار في فلسطين حيث تتوفر فرص كبيرة لذلك، وهي دعوة نحن في اشد الحاجة الى من ينفذها فعلا، وفي المقدمة فان رجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال، من الفلسطينيين هم الذين يجب ان يكونوا الرواد في هذا.

    المنتصر المهزوم!
    بقلم: خيري منصور – القدس
    نادراً ما يكون النصر والهزيمة دائرتين متطابقتين لهما المركز ذاته وكذلك المحيط . يحدث ذلك في حرب الإخوة الأعداء . أو في النزاع بين التوائم داخل القومية نفسها، وللعرب تجارب مريرة في هذا السياق لأنها تقطرت من الدم وليس من أي شيء آخر .

    والنموذج الآن هو حيان متقابلان في مدينة طرابلس اللبنانية هما حي التبانة وجبل محسن، وهذه الثنائية مجرد طبعة جديدة من تلك المتوالية الانتحارية سواء حملت اسم قيس ويمن أو الأوس والخزرج، أو الغساسنة والمناذرة، هذان الحيان هما اختزال لما يحدث خارجهما . ويتم التوقيت في تصعيد الاحتراب على إيقاع الأخبار الوافدة من دمشق .

    وفي ظهيرة سوداء واحدة قتل ستة وجرح ستون من الجانبين اللذين لا يفصل بينهما غير مسافة لا تزيد على طول السيف أو البندقية . والكوميديا الحمراء لا السوداء أو الرمادية هذه المرة أن هناك من يعد نفسه منتصراً إذا كان عدد قتلاه وجرحاه أقل من عدد القتلى والجرحى عند الطرف الآخر الذي هو في نهاية المطاف توأم لدود أو أخ عدو .

    هذه ليست الجولة الأولى، أو القطفة المرة الأولى، فقد سبق لبيروت ذاتها ان انشطرت كالتفاحة إلى نصفين، لكن الذاكرة الوطنية منذ الاستقلال وأغنيات فيروز بقيت القاسم المشترك العصي على الساطور والسكين والدبابة .

    يُراد لتبانة طرابلس ومحسنها أن تُعمم فتقسم كل مدينة أو قرية عربية إلى طرفين متحاربين، حيث كل شيء مؤجل بدءاً من التعليم والزراعة والتمدن حتى حقوق الأطفال في العيش داخل روضات تحف بها الاشجار والموسيقا لا الخنادق وأصوات الرشاشات وعويل الأمهات ونشيج الآباء ممن يفقدون يومياً فلذات أكبادهم حتى باتوا بلا أكباد . ومن لا كبد له قد ينجو من “أكلة الكبود” .

    وأبسط إحصائية عن عدد العرب الذين قتلوا بأيدي ذوي القربي تقول ان هذا العدد يعادل خمسمئة ضعف مما قتل الأعداء من العرب، لهذا نقدم من حيث لا نعلم هدية أخرى للاستشراق الذي طالما كتبنا ضده وافتضحنا أهدافه، لأنه يختزلنا في صورة بالغة القبح والقسوة .

    نموذج التبانة ومحسن سواء كانت هذه الثنائية تعبيراً عن الجبل والوادي أو عن الكيدية الطائفية ولد من رحم تاريخ طالما تورط بالانتحار الأهلي . ولم يعد لدينا من الحكماء أمثال زهير بن أبي سلمى ليقول لعبس وذبيان إنهما أفنى أحدهما الآخر والاثنان استنفدا عطر منشم وهي سيدة الموت القومي بلا منازع .

    ولا ندري من أين يأتي الإخوة الأعداء بكل هذه الأوهام ليقول كل طرف إنه حقق نصراً، فالهزيمة موزعة بالعدل بين الأخوين . حالة واحدة يكون فيها المهزوم منتصراً وظافراً هي تصديه لعدو يستبيح ماله ووطنه وهويته وعرضه ولا يجد الوقت ليسأل عن توازن القوى، وقد يكون هذا هو التعريف الدقيق للتراجيديا لأن من يفتدي وطناً بكل من فيه لا يهزم حتى لو سُحِقَ .
    لكن حروب الإخوة الأعداء من طراز آخر محروم من التراجيديا . وكذلك من أي انتصار .

    الربيع العربي والسلام الإسرائيلي؟

    بقلم: عماد الدين أديب – القدس
    طرحت «بي بي سي» العربية سؤالا على مشاهديها: هل الثورات العربية التي جاءت عقب الربيع العربي جعلت السلام مع إسرائيل أكثر إلحاحا؟
    وجاءت الإجابات متفاوتة للغاية ما بين الرفض الكامل للتعامل بأي شكل من الأشكال مع الجانب الإسرائيلي. أما الرأي الآخر فهو أن السلام «حلو» و«جميل» و«مفيد» ولا مانع إطلاقا من السعي بكل قوة إليه. أما فكرة أن السلام أصبح أكثر إلحاحا فإن الخطر الأكبر لدى إسرائيل هو مدى ثقة الطرف الإسرائيلي في مصداقية الطرف العربي الذي سيتم توجيه السلام التعاقدي معه.
    لا يمكن أن يكون هناك تنظيم قاعدة وسلام مع إسرائيل في آن واحد!
    يجب ألا يكون السلام هو «منتهى الأمل» وبأي ثمن كما حذر السياسي العظيم ونستون تشرشل في مذكراته. هذا السلام لا يمكن أن يتم في ظل ثورة غير مستقرة ليس لها توجه نهائي وليس لها قيادة واضحة. البعض يراهن على أن وجود تيارات الإسلام السياسي في الحكم على رأس دول الربيع العربي هو قمة الضمانة للسلام، على أساس أن القوى الإسلامية قادرة من خلال إمكانياتها في الحشد والتعبئة والفوز بكل الانتخابات والاستفتاءات العربية على تأمين أي اتفاق مع إسرائيل.
    من هنا نحن أمام مدرستين من التفكير؛ مدرسة ترى أن الربيع العربي يخدم إسرائيل، والمدرسة الأخرى ترى أنه يهددها ويصيبها بالذعر والقلق. هنا تأتي الإجابة عندما نغوص في التفاصيل وأهمها نوعية تيار الإسلام السياسي الذي يحكم.. هل هو «إسلامي عملي براغماتي» أم هو «إسلامي جهادي تصادمي»؟
    إذا كان من بناء جماعة الإخوان وفكرها فنحن أمام مدرسة عملية براغماتية قابلة للدخول في اتفاق سلام تعاقدي وضمانته وحمايته مثلما قامت.. قامت «الإخوان» برعاية اتفاق الهدنة العسكرية بين حماس وإسرائيل عقب أحداث غزة منذ 6 أشهر.
    أما إذا كان تيار الحكم الآتي تيارا جهاديا سلفيا متصلا بجماعة «القاعدة» مثل تلك التيارات الموجودة في سيناء، وجنوب تونس، ومالي، والجزائر، وجبهة النصرة في سوريا وتيارات التعمير في الأنبار بالعراق، فنحن نتحدث عن صدامات دموية مستمرة لن تتوقف أبدا.
    فكرة الإسلام تبدأ أولا بالسلام مع النفس واحترام الآخر الشقيق..
    جيد لإسرائيل.. مع أو بدون "الأسد"!!
    بقلم: هاني حبيب - الايام
    تبقى سورية سؤالاً كبيراً، لا يقوى أحد على التجرُؤ لاستشراف مستقبلها ومعها مستقبل المنطقة برمتها، وإذا كان الواقع الحالي المعاش، عصياً على التفسير أو الوضوح، فما البال إذا الأمر تعلّق بالمستقبل؟! سؤال سورية الحائر ينتقل عَبر دهاليز السياسة والمؤامرات والمؤتمرات، ويجول في العواصم والطوائف والمذاهب والمصالح المتقاطعة والمتنافرة، دون أن يكون هناك جواب، أو شبه جواب، جيرانها، لا ينتظرون، بل يفعلون، وهم الذين تحدثوا وخطبوا وصرّحوا وصرخوا وأدانوا، عندما تعلّق الأمر بفلسطين، هبُّوا على العمل أفراداً وجماعات ودولا عندما تعلّق الأمر بمستقبل سورية، بل بمستقبلهم ومستقبل المنطقة كلها، لم يعد العرب "هبّة الكلام والخطاب" بل باتوا الأكثر قدرة على تحويل الكلمات إلى أفعال، فقط في سورية.. وهي إحدى النتائج المفاجئة غير المتوقعة الناتجة عن الحرب في سورية؟!
    إسرائيل ذاتها في محنة الإجابة على السؤال المحيّر: هل بقاء الأسد أفضل لنا أم أسوأ؟ ويتبارى المحلّلون والقادة في الإجابة على هذا السؤال، صحيفة "التايمز" البريطانية نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن إسرائيل تفضل بقاء الأسد في السلطة إذا كان البديل وصول الجماعات الإسلامية المسلحة إلى سدّة الحكم، لكن رئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين، انبرى لتفنيد هذه الرؤية، ونقلت عنه صحيفة "الجيروزاليم بوست" الإسرائيلية قوله، إن الأسد يشكل خطورة كبيرة على إسرائيل عن أي نظام آخر سيتبعه، حجة يادلين أن الأسد يسمح لإيران بتهريب الأسلحة والصواريخ إلى "حزب الله" في لبنان.. لكن الجواب ظل عالقاً وغامضاً ومحيّراً.
    ترجمة الحيرة الإسرائيلية في الإجابة عن هذا السؤال، حيرة إسرائيلية "حول ما العمل"؟ هل تنجرّ إلى حرب في سورية إذا ما دُفعت إلى ذلك،أم تتريث وتنتظر وتتحمّل بانتظار مستقبل لصالحها، وقد يغيب السؤال عن ثمن هذه الحرب إسرائيلياً، لو تمكنت قيادتها من الحصول على رؤية شافية لمستقبل الأوضاع مع أو بدون الأسد، لذلك كله، فإن إشارات على تصعيد إسرائيلي في شمالها، يقابله تهدئة وتقليل من المخاطر على لسان بعض قادتها، إجراءات يبدو معها الأمر وكأن الحرب اليوم وليس غداً، ومواقف تعبر عن اطمئنان بأن الأمور لن تصل إلى حدّ الحرب، وقد تغيب الإجابة الوافية والجريئة، ان إسرائيل بخير مع أو بدون الأسد!! وإذا ما اضطرت إسرائيل لهذه الحرب، أو إذا تحمّلت وتجرّأت على عدم الاندفاع إليها، ففي كل الأحوال، فإن أيا من الخيارين، يهدف إلى تحسين الأوضاع الإسرائيلية مستقبلاً، بشكل أكثر ثباتاً وديمومة، وتظل إسرائيل في وضع أفضل في كلتا الحالتين، مع فوارق نسبية لا تغير من جوهر هذه المعادلة.
    على الرغم من أن إسرائيل، لم تعلن رسمياً عن استهدافها لقوافل أسلحة من سورية إلى "حزب الله" قبل أسابيع قليلة، إلاّ أنه من الملاحظ، أن هذا الاستهداف، لم يترك آثاره العملياتية على مسرح الأحداث، وثم نسيانه وتجاهله بشكل يغيظ، لكن هذا الاستهداف تمكن من إلقاء الضوء على الرؤية الغامضة والمحيّرة للموقف الإسرائيلي إزاء نظام الأسد، لكن الهجمات الإسرائيلية على هذه القوافل أدت إضافة إلى عوامل إضافية، إلى مزيد من تعميق الاشتباك بين الطائفتين السنية والشيعية في كل من لبنان وسورية، ولعل المعارك التي لا تزال محتدمة في "القصير" تشير بشكل ولا أوضح إلى ما أدت هذه الهجمات الإسرائيلية من نتائج قد تبدو للوهلة الأولى غير مرتبطة بالاستهداف الإسرائيلي، المحدود والمؤقت، فإسرائيل تنتظر وتراقب، وتعمل في العلن والخفاء، ولكن بدون استعجال، ذلك أن استمرار الاحتراب بين كل أعدائها، مع بعضهم البعض، هو هدف ساقه تطور الأحداث مجانياً لصالحها، وإذ كانت إسرائيل غير مستعجلة على الإطاحة بالأسد، مع إدراكها أن هذا الأمر لن يطول كثيراً، فلأن الوقت الإضافي لهذه الإطاحة، ما هو إلاّ من حساب دماء أعدائها.
    لكن إسرائيل موقنة، أيضاً، وبصرف النظر عمن يحكم سورية بعد الأسد، أن المنطقة كلها قد تغيرت، والأهم من ذلك، أن مرحلة طويلة من عدم الاستقرار، وتعب المقاتلين، والمراحل الانتقالية، وتدهور أوضاع المجتمعات، كلها تشير إلى أن إسرائيل ستظل لوقت ليس بالقصير بمنأى عن أي اندفاعات من قبل الآخرين، فهي ستظل خارج التهديد الفعلي لسنوات طويلة، وحتى في حال وصول المتشددين الدينيين إلى الحكم، فإنها تعلم تماماً، ووفقاً للتجربة، ان التعامل مع هذه الفئة سيكون صعباً من الناحية الشكلية، لكنهم سيبدون تفهماً أكبر من كل المستبدين السابقين واللاحقين، فهم أكثر قدرة على عملية "مراجعة" تتناسب مع "المستجدات" وان المرحلة هي لعلاج أوجاع الحرب الاجتماعية والاقتصادية ومواجهة تحديات التنمية، خاصة وأن التركة ثقيلة، ولا وقت لمدّ البصر إلى خارج الحدود، مع وعد بتحقيق الآمال والأهداف، لكن ذلك يتطلب مالاً ووقتاً، وإسرائيل لن ترحل الآن، وهناك فرصة لا تزال باقية، لإعلان الحرب عليها في المستقبل!!

    مبادرة الدولة الديمقراطية الواحدة
    بقلم : حمادة فراعنة - الايام
    أثارت مبادرة الهيئة التأسيسية للحركة الشعبية للدولة الديمقراطية الواحدة على كامل أرض فلسطين التاريخية، العديد من التساؤلات، أكثر من قدرتها على تقديم إجابة مطمئنة قادرة، عبر العمل والنضال، على إزالة الظلم والعنصرية والاحتلال والتشرد، عن الشعب العربي الفلسطيني، عبر إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بوسائل حضارية مدنية ديمقراطية سلمية، وبهدف إقامة الدولة الديمقراطية الواحدة المشتركة للشعبين، ثنائية القومية، متعددة الديانات وتحتكم لنتائج صناديق الاقتراع.
    مبادرة الهيئة التأسيسية، وإشهار وجودها في رام الله، وتشكلها من عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية، يوم 15 أيار 2013، كمشروع سياسي يهدف إلى إقامة الدولة الديمقراطية الواحدة على كامل أرض فلسطين، أفهمه كمشروع مشترك للشعبين، يشكل 1- نقيضاً للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي (الصهيوني) الذي سبّب الصراع الدامي بين الطرفين، وفرض العنصرية في مناطق 48 والاحتلال في مناطق 67 والتشرد للاجئين ، و2- بديلاً لحل الدولتين، الذي فشل، للآن، بسبب انسداد الأفق السياسي وتعثر المفاوضات، رغم القبول الفلسطيني بمشروع حل الدولتين غير المنصف جغرافياً ( 78 بالمئة لإسرائيل و 22 بالمئة لفلسطين )، إلا أن إسرائيل أفشلت هذا الخيار على الأرض وأصبح من غير الممكن تطبيقه وتحقيقه كما خلص إلى القول أصحاب البيان المتضمن مبادرتهم السياسية وهيئتهم التأسيسية لإقامة الدولة الديمقراطية الواحدة.
    تساؤلات عديدة، تفرض نفسها للمتابع والمهتم، وأنا واحد منهم، على أصحاب المبادرة القيمة والشجاعة كي يقدموا إجابات تسمح بوضع قطارهم على السكة الصحيحة الموصلة إلى الهدف المرجو، وكي تكون مبادرتهم، رافعة معنوية وسياسة، وأداة واقعية للشعب الفلسطيني، ليرفع من طموحاته وتطلعاته، من مستوى دولة متواضعة تقوم على 22 بالمئة من خارطة فلسطين، إلى مستوى دولة على كامل أرض فلسطين، يكون شريكاً بها على قاعدة الند والمساواة وتكافؤ الفرص بين الشعبين.
    فإذا كان خيار حل الدولتين، الذي حظي بالقبول الفلسطيني، قد أفشلته إسرائيل على الأرض بالتوسع والاستيطان والضم، وأصبح من غير الممكن تطبيقه، فهل ستسمح إسرائيل بنجاح خطوات الوصول إلى الدولة الديمقراطية الواحدة للشعبين ؟؟ .
    وإذا أخفقت الحركة الوطنية الفلسطينية، للآن، على تحقيق الانتصار على إسرائيل بفرض حل الدولتين وتطبيقه، فهل تستطيع الحركة الوطنية الفلسطينية، إذا استجابت لمنطق مبادرة الدولة الواحدة، هزيمة المشروع الصهيوني الإسرائيلي الاستعماري العنصري، وتحقيق الانتصار، بفرض حل الدولة الديمقراطية الواحدة، ثنائية القومية، متعددة الديانات ؟؟ .
    أسئلة مشروعة، كمقدمة، ليست نهائية، أطرحها برسم الإجابة على الأخ راضي الجراعي، وأعضاء الهيئة التأسيسية، من قبلي، وأنا مؤمن بالحل الديمقراطي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولدي انحياز لخيار الدولة الديمقراطية الواحدة، ثنائية القومية، متعددة الديانات، ولذلك فالمنطلق للتعامل مع مشروع الحركة، منطلق إيجابي، باعتبارها محاولة في البحث عن ملاذ يوفر الإمكانية لإزالة الظلم والاحتلال والعنصرية والتشرد عن شعبنا الفلسطيني، ومبادرة شجاعة تستحق التوقف، مثلما تستحق التقدير.
    ولكن على الرغم من المحاولة التي أفترض أنها جادة، من قبل الهيئة التأسيسية، إلا أنها تفتقد إلى الحد الأدنى من الإجابات الواقعية، لتشكل المبادرة وبرنامجها وهيئتها التأسيسية بديلاً فلسطينياً وإسرائيلياً مشتركاً، لما هو قائم لدى الشعبين، ولدى حركتيهما السياسيتين.
    فالحركة تشي بأنها تنظيم فلسطيني من خلال مكوناتها، وإذا كانت كذلك طالما أن الذي بادر إليها وشكلها هم فقط من الكوادر الفلسطينية، ولا تضم، وربما لم تستطع أن تضم لصفوفها للآن أي إسرائيلي، فما هي الإضافة النوعية التي تقدمها الحركة للشعب الفلسطيني، خاصة وأن هناك ثلاثة فصائل رئيسية فلسطينية هي فتح والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية تؤمن بالحل المرحلي (حل الدولتين) على طريق الحل النهائي والإستراتيجي المتمثل بحل الدولة الديمقراطية الواحدة ؟؟.
    وإذا لم تكن كذلك، أي أنها ليست فصيلا فلسطينيا جديدا، فهل هي ائتلاف سياسي جديد بديل للائتلاف الوطني الذي يقود منظمة التحرير باعتبارها ممثلا الحل المرحلي وأداته لإقامة الدولة الفلسطينية على قاعدة حل الدولتين، أقول ذلك بسبب ما أورده أصحاب المبادرة بقولهم إن أعضاءه ينتمون لعدة فصائل فلسطينية، أي أنهم لم يتركوا فصائلهم رغم خلافاتهم معها حول الحل، حيث أن الفصائل ما زالت متمسكة بالحل المرحلي، حل الدولتين، وهؤلاء الذين ينتمون لعدة فصائل يرجحون حل الدولة الواحدة بعد فشل سياسة وبرنامج وفصائل حل الدولتين ؟؟ .
    ويؤكد الأخ الجراعي أن هذه الحركة تتواصل مع مجموعات " يهود ضد الصهيونية " في عدة مدن من مناطق الاحتلال الأولى العام 1948، فلماذا لا يكون هؤلاء شركاء علناً وبوضوح، منذ اليوم الأول، ومنذ الخطوة الأولى في الحركة، لتكون الحركة حقاً، ولأول مرة فصيلا فلسطينيا إسرائيليا واحدا على جانبي المتاريس وخارقا للجدار، وقافزاً عن الكراهية المتبادلة، يمثل الشعبين وبرنامجهما المشترك المعلن لرفض المشروع الاستعماري التوسعي الصهيوني العنصري، والانحياز للمشروع الديمقراطي الفلسطيني الإسرائيلي المشترك، وحل الصراع بأدوات من التفاهم والحوار على أساس الندية والتكافؤ والمساواة، بعد أن تحولت فلسطين إلى وطن للشعبين، وبات من المتعذر ومن غير المقبول، تصفية أحدهما للآخر وفشل كل منهما في إنهاء وجود الآخر ؟؟ .
    ومثلما تحتاج الحركة الشعبية للدولة الديمقراطية الواحدة، لشركاء إسرائيليين حتى تملك مصداقيتها وتمثيلها، وتعكس مصالح وتطلعات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، أستغرب أن تتحدث الحركة على أنها تتواصل مع مجموعات يهودية في دول أوروبا، للعمل على انتشارها، فلماذا هذا التواصل ؟؟ وماذا يعني ذلك ؟؟ ولماذا اليهود في أوروبا وأميركا ؟؟ إن هذا التواصل يعني أن إسرائيل هي دولة يهود العالم مع أن هؤلاء اليهود وإن كان قطاع واسع منهم يدعم إسرائيل، ولكنهم لم يتجاوبوا مع الصهيونية ولم يرحلوا إلى فلسطين، ولذلك على أصحاب المبادرة عدم الهروب من واقعهم الفلسطيني على الأرض بضرورة وجود شريك إسرائيلي معهم، وعدم التطلع لتوسيع حجم طموحهم نحو يهود العالم لأن "الذي يكبر حجره لا يصيب هدفه"، ولذلك ليبقى الجهد والعمل والاهتمام منصباً على فلسطين، وداخل فلسطين، والعمل على اختراق جدارات العزلة والأحادية التي فرضها الصراع على الشعبين ومكوناتهما، والعمل على كسب انحيازات إسرائيلية، ترفض المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وتشارك مع الفلسطينيين عدالة قضيتهم وتطلعاتهم نحو المستقبل المشترك للشعبين على الأرض الواحدة، كما يفعل الحزب الشيوعي الإسرائيلي بوضوح وشجاعة نادرة.
    على أرض فلسطين، الصراع، وأدواته الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، وهما أصحاب الحل ولمصلحتهما الحل، أما العوامل الخارجية العربية والإسلامية والمسيحية واليهودية والأوروبية والأميركية، فهي عوامل مساندة لهذا الطرف أو ذاك، من طرفي الصراع على الأرض والمواجهان لبعضهما البعض.
    مبادرة الحركة الشعبية للدولة الديمقراطية الواحدة، بدون شراكة إسرائيلية معلنة وواضحة في صفوفها، في الهيئة والبرنامج وفي المبادرة والتطلعات كما هو أوري ديفز في المجلس الثوري لحركة فتح، وكما هي الشراكة من قبل الشعبين داخل صفوف الحزب الشيوعي الإسرائيلي، بدون ذلك، بدون هذه الشراكة الفلسطينية الإسرائيلية تكون المبادرة ناقصة ومستعجلة، ومثل العريس الذي قطع نصف الشوط نحو الوصول إلى مشروع الزواج، فقد أقنع نفسه وأهله بمشروعه، ولكنه ينتظر موافقة العروس وأهلها على مشروعه بالشراكة والزواج.
    الجملة المفيدة في مشروع الهيئة التأسيسية للدولة الديمقراطية الواحدة، تتمثل بتوجه الحركة للجمهور الإسرائيلي لإقناعه أن هذا الحل هو الكفيل بإنهاء الصراع وتوفير حياة كريمة وديمقراطية للطرفين المتصارعين، للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء، وهي الجملة التي تحتاج لبرنامج ومبادرة وأدوات للعمل كي تفلح في اختراق المجتمع الإسرائيلي وكسب انحيازات من بين صفوفه لصالح مشروع الدولة الديمقراطية الواحدة.

    تنميط غزة ..!
    بقلم: أكرم عطا الله - الايام
    لست من المعجبين بالفضائيات العربية التي تحترف مد أيديها في جيوب المواطنين واستغفالهم ببرامج سطحية استثمارية على نمط "أرب أيدول"، لكن نجاح فلسطيني بالوصول للتصفيات النهائية يجعل من تفاعل الفلسطينيين مع ابنهم مسألة لها علاقة بالانتماء الوطني ببراءته وطهرانيته فهم يحلمون برفع اسم فلسطين دوماً ويشعرون بالفخر حين يتردد اسم وطنهم في أشهر برنامج يتابعه الملايين في الوطن العربي.
    لهذا تبدو فكرة مهاجمة المتسابق محمد عساف خارجة عن السياق العام فيما تبدو عليه شوارع غزة من خلو أثناء بث البرنامج، والغريب أن ينشغل بعض خطباء المساجد بالتحريض على ضرورة إسقاط عساف "كضرورة دينية" وكأن نجاح ذلك الشاب الصاعد سيؤخر تحرير فلسطين، ولو كان هناك عقلاء وقرؤوا حركة الشوارع لسارعوا إلى إنقاذ الدين بإبعاده عن تلك المسألة لأن الناس ببساطة اختارت متابعة ودعم ابنهم "المحبوب"، فهي تضع الدين في موقف التضاد مع حركة وعواطف الشارع.
    لكن المسألة ليست بهذا التسطيح، فمشروع النجم الصاعد هو مشروع ثقافي مضاد لمشروع حركة حماس والتي تسعى بكل السبل لتنميط غزة "أي جعلها على نمطها"، وبالتالي فهي تكافح ضد كل ما هو مختلف عنها وهو ما درجت عليه منذ سيطرتها على القطاع واشتدت الحملة في الفترة الأخيرة سواء من يريد أن يحدد للناس كيف يسرحون شعرهم وآخر يحدد لهم شكل السروال الذي يلبسونه بمعنى أن يكون الفرد في قطاع غزة حتى بالشكل الخارجي مشابهاً للنموذج الذي تتخيله حركة حماس.
    ليس بعيداً عن ذلك قيام جهاز الأمن الداخلي بقطاع غزة باستدعاء الدكتور إبراهيم أبراش ومراجعته حول بعض آرائه التي تشكل مصدر إزعاج للحكومة منها ما كتبه عن قطر وزيارة القرضاوي لغزة، ويصل الأمر أن يطلب من كاتب كبير أن يكتب مقالاً يتحول فيه إلى ببغاء يردد فيه موقف حركة حماس وحكومتها وتلك تمثل ذروة إسقاط الكاتب، ولكن هذه تشبه القضية الأولى عملية تنميط سياسية طالما أن الحكومة ذهبت باتجاه قطر علينا جميعاً أن نسبح بمحمد حمد وإذا كانت الحكومة وقيادتها تبجل القرضاوي علينا جميعاً أن نصطف طوابير في استقباله ونردد ما يأتي في بيانات الحكومة بالرغم من أن الرجل مختلف عليه في كل الوطن العربي وليس مصدر إجماع، لكن في غزة ليس مسموحاً أن يقول الناس رأياً مختلفاً.
    إنها أسوأ عملية تنميط بل وأفشلها لمن يراقب مزاج الرأي العام في قطاع غزة، ولكن الحكومة لا تريد أن تتوقف أمام أكثر من مؤشر كان يدعوها لمراجعة هذه العملية ومنها المهرجان الذي أقيم بذكرى انطلاقة "فتح" الخصم اللدود لحركة حماس وتدافع مئات الآلاف ليس حباً في حضور الانطلاقة بقدر ما حمل رسالة احتجاج كبيرة لـ"حماس" على حكمها وسياساتها وإدارتها لقطاع غزة، وتكفي جولة لأي من مسؤولي الحزب الحاكم بقطاع غزة مساء الجمعة ليدرك أيضاً أن حملة التحريض التي شنتها حركة حماس ضد محمد عساف في واد والناس في واد آخر بعيد عن الحركة وموقفها.
    من حق الحزب الحاكم أن ينظر لمشروعه الثقافي، ولكن ليس من حقه استعمال القوة في ذلك وإذا ما قام باستعمال القوة فهذا يعني قصوراً في فهمه لطبيعة السلطة ويحتاج إلى عملية تثقيف بالدور الذي يلعبه، فالسلطة بمفهومها هي خادمة الشعب وليست حاكمته ورجال السلطة هم خدم وموظفون وليسوا سادة، هم ينفذون رغبات الناس وليس رغباتهم، يحافظون على إرث وهوية وثقافة المجتمع لا أن يستبدلوها بثقافتهم الخاصة، وهي محاولة بالتأكيد فاشلة لمن يقرأ التاريخ، ألم يحاول هتلر وصدام حسين وحركة طالبان والقذافي آخرهم تنميط مجتمعاتهم على أنماط اختاروها هم؟ فما النتيجة ؟ ذهبوا جميعهم وبقيت المجتمعات محافظة على هويتها الأصلية بتعدديتها التي فرضتها ظروف التاريخ والجغرافيا والمناخ والتجارب الشخصية الخاصة التي طبعت هوية كل شخصية أو كل جماعة وميزتها على الجماعات الأخرى.
    غزة بالذات كانت عصية على التطويع، تلك المنطقة الفقيرة الصغيرة المتمردة والمشاكسة تميزت بالتعدد منذ فجر التاريخ لم تتحول إلى مصرية حين حكمتها مصر ولم تتأسرل حين احتلتها إسرائيل بل قاتلت وقاومت ورفضت أن تكون طيعة للاحتلال، وعاقبت السلطة في الانتخابات حين شعرت أن السلطة لم تحكم كما تريد الناس، لم تكن خادمة بالمفهوم الحقيقي بل سلطة سيدة فأقالتها، والآن يبدو أن حركة حماس فهمت التفويض خطأ، انتخبت لتكون خادمة لا سيدة لتحمي وتصون ثقافة التعدد لا أن تقمع التعدد، تحمي أجهزتها الناس لا أن تصبح مصدر إزعاج وقلق وأداة خوف بالنسبة لهم وللتشكيك برجولتهم وكأن حارس الرجولة هنا وزارة داخلية تشكلت منذ سنوات قليلة ولم تنضج تجربتها بعد، فالناس تحرس رجولتها ولا تنتظر سلطة تقوم بهذا الدور، ففي سنوات الاحتلال سجل الفلسطينيون أساطير في المواقف والرجولة ولم تكن داخلية حركة حماس موجودة.
    لكن الرجولة لها مفهوم مختلف هنا هو الشكل الظاهر للشخصية النمطية الحمساوية أو كما تتصورها حركة حماس المهتمة كثيراً بالشكل الخارجي وقشور الشخصية. وللسياسة وكتابها مفهوم مختلف لدى حركة حماس هو أن يكتبوا كما تريد وللوطنية أيضاً مفهوم مختلف وهو الاقتراب أكثر من الحزب الحاكم .. هذه حالة غزة وسادتها وهي حالة تشبه الحالة العربية في مفهومها لممارسة الحكم وحتى لا نقسو كثيراً فالاستدعاءات في غزة لا تختلف كثيراً عن الاعتقالات السياسية في الضفة والتي تدق خلالها أجهزة الأمن مع نظيرتها بغزة أجراس الإنذار لتقول إن الأمور تذهب باتجاه مزيد من الدكتاتورية إذا لم يتوقف الأمر هنا وهناك، لكن الفرق بين سلطتي الضفة وغزة هو الفارق بين أنظمة الحكم الوطنية وأنظمة الحكم الإسلامية في المنطقة الأولى تصادر الحريات العامة والثانية تصادر العامة والخاصة.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 379
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-24, 09:34 AM
  2. اقلام واراء محلي 369
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:51 AM
  3. اقلام واراء محلي 368
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:50 AM
  4. اقلام واراء محلي 367
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:49 AM
  5. اقلام واراء محلي 366
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:48 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •