النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 346

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 346

    اقلام واراء اسرائيلي 346
    19/5/2013

    في هــــــذا الملف

    اسرائيل دفعت الى معركة المصالح بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الاوسط
    بقلم: عاموس هرئيل ،عن هآرتس

    اوباما والخطوط الحمراء
    بقلم: جيفري غولدبرغ ،عن معاريف

    جواسيس يثيرون السخرية
    بقلم: أورلي أزولاي ،عن يديعوت

    اسرائيل لا تريد سقوط الاسد
    بقلم: سمدار بيري ،عن يديعوت

    السير على حبل دقيق ازاء السوريين
    بقلم: البروفيسور إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم

    عندما يغضب الروس الدب متوتر
    بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت




    اسرائيل دفعت الى معركة المصالح بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الاوسط


    بقلم: عاموس هرئيل ،عن هآرتس
    تتميز الايام الاخيرة في سورية بعلامة صدام مصالح مباشر بين الولايات المتحدة وروسيا، تؤدي به اسرائيل ايضا دورا ثانويا لغير مصلحتها. ففي وقت ما زالت فيه واشنطن مترددة فيما يتعلق بقوة الخطوات المطلوبة لتغيير نظام الاسد، لا تؤمن روسيا بأن اسقاط الطاغية السوري سيفيد شعبه بالضرورة وتتابع التحذير من تولي نظام سني متطرف الحكم في مكانه.
    تريد روسيا من جهة استراتيجية حتى بعد الصور الفظيعة الاخيرة التي تأتي من سورية، والاتهامات الجديدة باستعمال سلاح كيميائي، ان تحرز شيئين وهما الحفاظ أكبر وقت ممكن على النظام الذي ما زال يقوي من اجلها ميناء طرطوس ليكون مرسى خاصا في البحر المتوسط، وتريد الى ذلك ايضا وضع العصي في عجلة التأثير الامريكي في المنطقة.
    في حين ما زالت روسيا تستعد للمؤتمر الدولي الذي يتناول الوضع في سورية والذي تنوي ان تستضيفه في الشهر القادم، يريحها أن تشد عضلاتها بعد الهجمات الجوية الثلاث المنسوبة الى اسرائيل في داخل سورية. وهذا هو سبب التصريحات التي لم تتحقق بعد كما نعلم، بشأن تزويد سورية الآن بمنظومة الدفاع الجوي ‘إس300′. إن فشل جهود رئيس الوزراء نتنياهو في اقناع الروس بوقف الصفقة كان علامة بدء حرب تسريب معلومات جديدة بين واشنطن وموسكو. ففي كل يوم تتلقى وسيلة اتصالات امريكية معلومة عن عمق المساعدة التي تعطيها روسيا لنظام الاسد. فلم توجد منظومة ‘إس300′ فقط، بل طراز مطور ايضا من صاروخ ساحل بحر الدقيق ‘يحونط’ الذي يقلق اسرائيل بصورة خاصة، والى جانب ذلك تعزيز وجود سفن حربية روسية حول طرطوس.
    بيد أنه يُشك في ان تستطيع اسرائيل ان تعمل مباشرة على احباط صفقة روسية سورية. وبازاء افتراض ان تستمر ايران في حث الاسد على مساعدتها على نقل سلاح الى حزب الله قد تكون اسرائيل أطلقت أكثر الرصاصات التي كانت في مشط الرصاص. إن الاغراء العملياتي بالعمل على احباط تهريب السلاح كبير دائما لأن رجال الاستخبارات سيُبينون أنهم يملكون معلومات دقيقة ولا يستطيعون ضمان مستوى مشابه للمعلومات الاستخبارية بعد أن تجتاز منظومات السلاح المتقدم الحدود الى لبنان. وسيكون الضغط على القادة ملحوظا ليُوافقوا على عملية احباط اخرى. ويصعب في المقابل الاعتماد على ان يستمر الشلل الذي أصاب الاسد ازاء اعمال القصف السابقة، الى الأبد.
    رد شخص اسرائيلي رفيع المستوى في صحيفة ‘نيويورك تايمز′ في عيد البواكير على تهديد سورية وحزب الله بالعمل على مواجهة اسرائيل بعد القصف الثالث في نهاية نيسان/ابريل بتهديد مباشر باسقاط نظام الاسد، لكن اسرائيل في واقع الامر ليست معنية بذلك لأن الوضع الحالي هناك بين شتى الامكانات غير المغرية في سورية مع جوانبه المقلقة، يمثل كما يبدو أقل الاحتمالات سوءا. وقد قال رجال استخبارات اسرائيليون في نهاية الاسبوع لصحيفة ‘التايمز′ اللندنية إن ‘الاسد أفضل من المتمردين’، بل إن رئيس الموساد في الماضي افرايم هليفي بالغ ووصف الاسد في مقالة في مجلة ‘فورين أفيرز′ بأنه ‘رجل اسرائيل في دمشق’.

    هدوء الى الآن في الجبهة الايرانية.

    إن الصراع السياسي المركب حول سورية يتصل اتصالا وثيقا بسؤال آخر يبدو أنه نزل شيئا ما عن مقدمة برنامج العمل العام في الشهور الاخيرة وهو برنامج ايران الذري. فلم تعد تُسمع منذ شهور تهديدات صريحة بالهجوم على ايران من قبل اسرائيل. وقد نبع الهدوء في جزء منه من الحالة الجوية في الشتاء التي تعتبر صعبة جدا لامكانية هجوم جوي. وربما كان متصلا ايضا بالتفاهمات التي توصل اليها الرئيس اوباما ورئيس الوزراء نتنياهو في زمن زيارة الرئيس لاسرائيل في آذار/مارس.
    لكن هذا لا يعني ان الشأن الايراني أصبح وراءنا، لأن الحديث في واقع الامر عن تأجيل فقط الى موعد انتخابات الرئاسة في ايران في الشهر القادم. وقد قال الامريكيون للاسرائيليين تعالوا ننتظر الانتخابات، فاذا حاول نظام آيات الله مرة اخرى تزوير النتائج كما حدث في 2009 فقد تنشب في ايران ثورة خضراء اخرى، وقد تكون أشد فعلا هذه المرة بالهام مما يجري في العالم العربي. وحتى لو بقي النظام الايراني كما هو من المعقول ان نفترض، فقد يُقنع الضغط السياسي والاقتصادي آخر الامر الزعيم الروحي علي خامنئي بأن يزن على الأقل تجميدا مؤقتا لتقدم المشروع الذري مقابل تخفيف عبء العقوبات الدولية. واذا لم يحدث شيء فان الامريكيين يشيرون اشارة خفية الى أنهم قد يضطرون الى العمل هم أنفسهم بصورة مباشرة على ايران.
    تشك اسرائيل في صدق الادعاء الامريكي، ولا سيما ازاء التردد المحرج الذي أخذ به البيت الابيض في قضية سورية والاستخذاء الذي أظهره في مواجهة برنامج كوريا الشمالية الذري. وقد دُفعت ادارة اوباما الى سلسلة كوارث على صورتها في بدء ولايته الثانية. ومن المؤكد ان كل ذلك يثير شك نتنياهو الذي بقي وحده مرة اخرى في حل المشكلة الذرية الايرانية.
    ولن يشجع رئيس الوزراء ايضا التقرير الجديد الذي أصدره في الاسبوع الماضي معهد راند. إن هذا المعهد الامريكي القديم الذي يُكثر العمل من اجل الادارة، يتجرأ على اثارة السؤال الذي لا يُتحدث فيه في رفقة نزيهة وهو كيف ستبدو المنطقة بعد ان تصبح ايران ذرية؟ ويقول المعهد إن احراز سلاح ذري سيقوي أهداف الأمن القومي الايرانية وسيردع اسرائيل والولايات المتحدة عن مهاجمة ايران، ويشجع عدم الاستقرار في المنطقة ويزيد في خطر الحرب نتيجة سلسلة عدم تفاهم بين ايران واسرائيل، إما ذريعة وإما نتيجة لذلك.
    إن جميع العوائق امام هجوم اسرائيلي على ايران في العام الماضي ستكون ذات صلة في هذه السنة ايضا: فادارة اوباما تعارض عملا اسرائيليا مستقلا، والمستوى المختص في اسرائيل يتحفظ، وقد أُضيف مؤخرا ايضا عائق سياسي وهو شريك نتنياهو المركزي في الحكومة الجديدة يئير لبيد الذي لا يشمل برنامج عمله المدني الاقتصادي حربا لايران. ومع ذلك أصبح ممكنا أن نُقدر بشيء من اليقين أنه في غضون شهر وبعد ان تتضح نتائج الانتخابات في ايران ستعود المسألة الذرية لآيات الله الى مركز المسرح.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    اوباما والخطوط الحمراء

    بقلم: جيفري غولدبرغ ،عن معاريف
    الطاغية السوري بشار الاسد ليس الزعيم الوحيد الذي يجتاز ‘الخطوط الحمراء’ هذه الايام. الرئيس باراك اوباما هو الاخر اجتاز بعضا من هذه الخطوط، نذكر منها: اجتاز خطا أحمر حين رسم خطا أحمر ولكن بعد ذلك لم يتعاط معه على انه هكذا، فواضح اليوم لحلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك بريطانيا، السعودية واسرائيل بان نظام الاسد استخدم كمية صغيرة من السلاح الكيميائي ضد الثوار. يبدو ان النظام فعل ذلك ايضا كي يفحص كيف سيرد الغرب. حتى الان، الغرب لم يرد. في اللحظة التي أعلن فيها اوباما ان استخدام السلاح الكيميائي (بل حتى تحريكه فقط) هو شيء غير مقبول، وفي اللحظة التي اعلن فيها حلفاؤه ان هناك احتمالا عاليا بان تم بالفعل استخدام لمثل هذا السلاح، كان على الرئيس أن يعمل كي لا يتم اي استخدام اضافي للسلاح الكيميائي، فينظم دعما للمعارضة ويفرض منطقة حظر جوي فوق أجزاء من سورية. في هذه الاثناء نجده يتقدم ببطء في هذا الموضوع، ولا شك أن الاسد يستخلص الاستنتاجات من هذا التردد للرئيس.
    كما أن اوباما اجتاز خطا أحمر في أنه يخيف الحلفاء بسبب تردده، فالولايات المتحدة لا تزال اكبر القوى العظمى في العالم، واصدقاؤها يتوقعون منها ابداء نزعة القيادة. السعودية، الاردن، تركيا، اتحاد الامارات وحتى بريطانيا وغيرها من الدول الاوروبية، ببساطة لا يفهمون امتناع اوباما عن التدخل الاعمق في الازمة في سورية (وملاحظة لمؤيدي العزلة الامريكية: التدخل ليس بالضرورة ارسال قوات برية. شكرا). حلفاء امريكا يضغطون على اوباما منذ أكثر من سنة ونصف السنة كي يزود الثوار بالسلاح ويدرب قوات المعارضة، ولكن البيت الابيض لا يزال يمتنع عن الالتزام. وقد زار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون واشنطن في 13 ايار/مايو كي يتحدث مع اوباما عن سورية، ووجد الضيف نفسه يلعب دور الليبرالي الذي يدعو الى التدخل مقابل اوباما الواقعي شديد الحذر. بيان كاميرون في المؤتمر الصحافي المشترك لمح الى خيبة الامل: ‘تاريخ سوريا يكتب بدم مواطنيها وهذا يحصل في ورديتنا’. وحين قال ‘ورديتنا’ قصد ‘الوردية الامريكية’. كاميرون يعرف ان الولايات المتحدة وحدها لديها القدرة الدبلوماسية والعسكرية لتغيير التاريخ السوري. مذهل في أي عالم متقلب نعيش: فقد احتج حلفاء امريكا على جورج دبليو بوش لانه قال لهم ماذا يفعلون. اما اليوم، فان ذات الدول خائبة الامل لان ادارة اوباما ترفض حتى طرح الاقتراحات.
    لقد اجتاز اوباما خطا أحمر آخر، ثالثا في عدده، في أنه مر مرور الكرام على التدخل الايراني في سورية (وفي لبنان). ايران هي اهم حلفاء الاسد. وقد اتخذ اوباما خطا حازما تجاه ايران، قد يكون الأكثر حزما الذي يتخذه رئيس امريكي منذ الثورة الاسلامية في ايران في 1979. ولكن، عندما كان ممكنا بعد وقت قصير من بداية الثورة في سورية منع التدخل الايراني ودعم القوات التي تقاتل ضد الاسد وكان هذا قبل وقت طويل من قفز الاسلام المتطرف على الفرصة للسيطرة على المعارضة السورية رد اوباما بتردد. يمكن الافتراض بان الايرانيين ايضا يستخلصون الاستنتاجات في كل ما يتعلق باستعداد اوباما للصدام بهم، ويبدو أن هذا ليس هو الاستنتاج الذي كان يريد اوباما أن يستنتجوه.
    والان توجد أمام اوباما عدة امكانيات في سورية، ليس أيا منها جيد. كانت له امكانيات أفضل قبل سنة ونصف السنة. في بداية الثورة كانت للادارة فرصة استثنائية للتدخل في سورية. في مصر، انهاء حكم حسني مبارك لم يخدم المصالح الامنية الامريكية، ولكن سقوطه كان يتطابق مع القيم الامريكية. اما في سورية فكان اسقاط الاسد يخدم المصالح الامريكية ويتطابق ايضا مع قيمها. واليوم ايضا، يمكن لجهود بقيادة امريكية من دون ارسال جنود الى سورية أن يجبي من طهران ثمنا باهظا على دعمها للاسد. ولكن في هذه الاثناء لا يبدو أنهم في البيت الابيض يفهمون هذا.
    والان، بعد أن اجتاز النظام السوري الخط الاحمر للسلاح الكيميائي، وكان مسؤولا عن قتل 80 الف مواطن ولم يدفع الولايات المتحدة الى الرد بعد، يطرح السؤال، ماذا ينبغي للاسد أن يفعله كي يدفع اوباما الى أن يرد بشكل اكثر فاعلية بقليل. لقد قال اوباما للمراسلين ‘في اللحظة التي تحررت فيها عصي الثأر، يكون من الصعب أكثر احلال النظام’. المشكلة في هذا القول هي أن تدخلا امريكيا في مرحلة مبكرة كان يمكنه بالتأكيد ان يمنع تحرر عصي الثأر. اما الان، بعد أن تحررت، فان وقف القتل في سورية هو مهامة شبه متعذرة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    جواسيس يثيرون السخرية

    بقلم: أورلي أزولاي ،عن يديعوت

    ربما كان عامل السفارة الامريكية في موسكو، راين فوغل، جاسوسا حقا، لا نعلم. لكن الشيء المؤكد هو ان الفيلم القصير الذي ظهر فيه ملقى على الارض وعلى رأسه باروكة شقراء من مادة غير عضوية، مقيدا مطروحا في سيارة سوداء، كان يرمي في الأساس الى إهانة الولايات المتحدة وإظهارها بمظهر السخيفة، وعرضها على أنها تستعمل يتم ضبطهم بسهولة متلبسين. إن هذا المشهد لجاسوس مسلح بهاتف لمرة واحدة وقلم يتحول الى سكين ورسالة تجنيد، بعيد جدا عن كتب التوتر المُحكمة لجون لا كارا وهو أكثر تذكيرا بقصص عن اعمال تجسس للمبتدئين.
    تريد موسكو ان تُذل امريكا وهذا جزء من لعبة البلياردو التي تلعبها، بيد ان الاستخبارات الامريكية في هذه اللعبة لم تكن هي الهدف.
    فحينما ضرب الكرملين كرة الجواسيس بالعصا كان القصد الحقيقي منه رسم حدود لواشنطن وأن يُبين لهم: لا تُكثروا من النبش في ساحتنا الخلفية: سورية.
    إن موسكو هي المتضررة الرئيسة من العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة على الاسد الذي يذبح أبناء شعبه: لأنه اذا لم يشتر الطاغية السوري سلاحا منها فلن تحصل على المال الذي هو مدين لها به. ولهذا أعلنت روسيا في نهاية الاسبوع أنها ستنقل الى الاسد صواريخ ‘يحونط’ المضادة للقطع البحرية، والتزم بوتين ايضا بأن تنطلق شحنة ‘إس300′ ـ وهي منظومة الصواريخ الدفاعية التي تخشى منها اسرائيل ـ في طريقها في هذا الوقت الى دمشق. ولا تريد روسيا مع ذلك مالا فقط بل تريد ايضا تأثيرا في منطقة الشرق الاوسط. وهي لم تتخل قط عن طموحها الى العودة لتصبح من القوى العظمى، ولتُعيد توازن الرعب الذي كان محفوظا في الماضي على جانبي المحيط.
    وفي مقابل ذلك، يصعب على اوباما من غير بوتين أن يؤدي الى سقوط الطاغية السوري. واذا وافق الكرملين فقط على هذا الاجراء سيمكن انشاء تحالف دولي لابعاد الاسد عن القصر، ويعرف الرئيس الروسي هذا جيدا. وفي ضوء ذلك، ولاضعاف قدرة اوباما على المساومة يُقلل من قدره أولا. كان الامر يعمل على هذا النحو في اللعبة القديمة في ايام الحرب الباردة حينما كانت الحرب النفسية ذات تأثير كتأثير الصواريخ البعيدة المدة على الأقل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    اسرائيل لا تريد سقوط الاسد

    بقلم: سمدار بيري ،عن يديعوت
    هل يعتقد سيرجيه لافروف وزير الخارجية الروسي أن العالم كله أحمق؟ حين يقول ان مقاتلي حزب الله في سورية، لا يشاركون في حمام الدم ولم يُجندوا ايضا للدفاع عن القصر، بل جاءوا لحراسة الاماكن المقدسة لأبناء الطائفة الشيعية، في الدولة التي تمزقها الحرب الأهلية ـ ويصعب ان نُصدق أنه حتى لافروف يصدق كلامه هو نفسه. إن العلويين من جهة والسنيين من جهة اخرى وحزب الله في دور الحارس. هل حزمتم أمتعتكم وحدكم؟
    يجوز لنا ان نُخمن أنه حتى الأمين العام نصر الله صفق لخيال وزير الخارجية الروسي الخلاق هذا. وماذا عن بشار الاسد؟ خرج لنزهة على قدميه في بنطال جينز وقميص قصير الكمين أسود، وفي ليل يوم الخميس رفعوا الى الشبكة العنكبوتية صورة زوجته أسماء في الشارع ايضا تحتضن أبناءها. لكن من يفحص الصورة بسبع أعين يتبين له ان ألواح تعريف السيارات الفخمة في الحي الاخضر قد طُمس عليها، بحيث لا يمكن معرفة أين بالضبط تتنزه عائلة الرئيس.
    يريدون البرهان على ان الامور مسيطر عليها، فالاسد يستطيع ان يبيح لنفسه أخذ زمن والنزول الى الميدان، وأسماء الحامل للمرة الرابعة لم تفر من سورية (يُصر خبراء على أنها هُربت الى مدينة ملاذ قرب البحر). وماذا عن محاربي حزب الله؟ تقول التقارير إنهم في طريقهم الى الحدود الاردنية لتصفية حسابات.
    ما الذي يعرفونه عندنا عن احتمالات بقاء قادة الجيران؟ وجدت نفسي قبل ثلاث سنوات أمام مسؤول رفيع المستوى (جدا) في المجموعة الاستخبارية أبلغني وأبلغ زميلا من صحيفة اخرى أن مبارك مصاب بمرض عضال تنبئ مصادر شديدة الاطلاع على آخر المستجدات أنه أصيب بسرطان البنكرياس، وأن أجله سينتهي في غضون ثلاثة اشهر الى تسعة. ومرت سنة ونشبت المظاهرات في ميدان التحرير وأصرت شعبة الاستخبارات العسكرية على ان ‘مبارك لن يمضي الى أي مكان’ وأنه ‘سيجتاز ذلك بيقين’.
    وفشلوا عندنا في حالة عبد الله ملك الاردن ايضا. فقد أعدوا في آخر ايام المرحوم الحسين ورقة عمل منظمة تتعلق بولي العهد القديم الأمير حسن وأصدروا توجيهات لتعميق العلاقات معه. وأصر صدّيق واحد فقط في وزارة الخارجية على أن ‘الدم الذي يجري من الأب الى الابن أكثر كثافة’. واحترقت أيدي من لزموا قناة العم الحسن. وحينما جلس عبد الله على الكرسي عدوا ايام حكمه فقال قائد المنطقة إنه ‘الملك الأخير’ وسخروا في الاحاديث المغلقة من ‘الولد’.
    لسنا وحدنا، لأن وكالات الاستخبارات الامريكية ايضا لا تنجح في مواجهة معلومات استخبارية تأتي من ألف عميل وخبير ومصدر يكلفون ملايين.
    هل يُستعمل سلاح كيميائي في سورية؟ الادارة الامريكية تتلعثم. وهل اجتاز الاسد كل الخطوط الحمراء؟ لا يريد اوباما أن يسمع الارقام ـ 80 ألف قتيل، ومئات آلاف الجرحى والمفقودين ومليون لاجئ ما زالوا يهربون. آه، اجل عند الادارة اختراع لمعاقبة القيادة العليا، فهم يوسعون القوائم السوداء ويعلنون مقاطعة اقتصادية ومصادرة حسابات، اذا كانت موجودة أصلا في الولايات المتحدة، لاربعة وزراء كبار في دمشق، ولشركة الطيران الوطنية السورية ولقناة تلفاز بسبب برامج تحريض. لا يريدون عندنا ايضا ان ينصرف الاسد، بل يريدون ان يبقى مجروحا لأن البديل يبدو أكثر خطرا.
    إن الزعزعات في العالم العربي تزعزعنا ايضا. ويستوجب ذلك معلومات استخبارية مختلفة ورأسا مختلفا وتواضعا مهنيا وشجاعة ايضا للقيام والاعتراف بأننا ‘لا نعرف’. فلا يستطيع أحد ان يُخمن الى أين تتجه مصر أو ماذا سيحدث في الخليج أو كيف سيؤثر الشأن السوري في الاردن وفي لبنان، وماذا سيكون وزن وقوة الحركات الاسلامية في الدول المحيطة بنا بعد سنة؟ إن شأنا واحدا سينال الانتباه وهو انه كلما زاد الغليان في الدول المحيطة بنا ستزيد الكراهية لنا. لا يوجد تغيير هنا لأننا كنا دائما الهدف الأسهل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ







    السير على حبل دقيق ازاء السوريين

    بقلم: البروفيسور إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم
    جاء التصعيد في العلاقات بين اسرائيل وسورية في وقت بدأت فيه كفة الميزان في الحرب الأهلية الجارية عند السوريين تميل لصالح بشار الاسد. فقد نجح نظام الرئيس في أن يعيد لنفسه المبادرة في المعركة. وصدت قواته هجمات المتمردين على العاصمة دمشق وعلى حلب، وهي ثاني أكبر مدينة في الدولة، ونجحوا ايضا بمساعدة حليفه ‘حزب الله’ في استعادة السيطرة على سلسلة مواقع رئيسة استراتيجية دارت عليها معركة شديدة لشهور طويلة. يتبين اذا أن التقديرات المدروسة التي تحدثت عن سقوط الاسد القريب كانت سابقة لأوانها، واذا استمر الاتجاه الحالي في سورية فقد يخرج منتصرا.
    لا ينبغي ان تفاجئنا انجازات الاسد في ميدان القتال، اذا أخذنا في الحسبان تجنيد حلفائه ـ روسيا وايران و’حزب الله’ أنفسهم بصورة كاملة الى جانبه. وفي مقابلها تُظهر الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، ترددا وعدم جزم وتكتفي بتصريحات تأييد فارغة من المضمون للمعارضة السورية المنقسمة والمتصارعة.
    لا عجب والحال كذلك ألا يبادر الاسد الى مواجهة اسرائيل، لأن مواجهة كهذه قد تصرفه عن العدو الحقيقي الذي يواجهه، أعني المتمردين السوريين. لكن يجب على اسرائيل ان تأخذ في حسبانها ان قدرة بشار على ضبط النفس وكفها بازاء اعمالها ليست غير محدودة.
    أرادت اسرائيل ان تستغل في الاسابيع الاخيرة ضعف بشار كي تُملي عليه قواعد لعب جديدة أساسها الاعتراض الاسرائيلي على نقل وسائل قتالية متقدمة الى ‘حزب الله’، والى جانب ذلك اعتراض اسرائيلي على تسلح الجيش السوري بوسائل قتالية متقدمة وصواريخ ارض ـ جو من طراز ‘إس300′. وقلنا إن بشار الاسد حافظ على ضبط نفسه ازاء اعمال اسرائيل. لكن الرئيس السوري قد يخلص الى استنتاج ان الاستمرار في ضبط النفس قد يُفسر في سورية بأنه ضعف وبأنه أضر به من حرب شاملة مع جارته الجنوبية.
    سمعت في اسرائيل خلال الاسبوع الاخير تهديدات بأنه اذا رد بشار على العمليات المنسوبة الى اسرائيل فسيُرد عليه ردا اسرائيليا مؤلما يبلغ حد اسقاط نظامه. لكن معنى ذلك حربا شاملة قد يصيب فيها السوريون قبل اسقاط النظام أهدافا في عمق اسرائيل.
    ليس واجبا ان يكون الرد السوري خروجا لحرب شاملة. فقد كررت دمشق في السنتين الاخيرتين تحذيرها من ان النار المشتعلة في سورية قد تنتشر لتصل جاراتها. لم تتحمل دمشق في الحقيقة المسؤولية عن اطلاق القذائف على جبل الشيخ في عيد البواكير، ولا عن العملية الدامية في تركيا قبل نحو من اسبوع، لكن لا عجب من ان الاتراك سارعوا الى تعريف بشار بأنه المشتبه فيه الفوري والرئيس في العملية الارهابية في بلدهم.
    ومهما يكن الامر فقد صعب على اسرائيل منذ اللحظة الاولى لنشوب الثورة في سورية ان تبت في أمرها، أهي معنية ببقاء بشار في الحكم الى جانب حزب الله وايران؟ أم ينتظرها خصوصا انتصار الحركات الاسلامية في المعارضة. وقد تجد اسرائيل نفسها الآن تُجر على غير عمد الى تدخل عميق في الحرب في سورية، مع قدرة على حسم أيكون النصر لبشار أم لأعدائه. وقد لا يكون هناك مفر من السير على شفا الهاوية ازاء النظام السوري، لكن من المناسب ان يتم ذلك مع تفكير قبل ذلك لا عن تدهور غير مخطط له وغير محسوب قبل ذلك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ










    عندما يغضب الروس الدب متوتر

    بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
    قبل اسبوع هددت اسرائيل الاسد على لسان مصدر سياسي مغفل، في صحيفة أمريكية بان حكمه في خطر. وأول امس أعلن مصدر استخباري اسرائيلي، هذه المرة في صحيفة بريطانية بان اسرائيل تفضل بالذات حكم الاسد. فجأة هو أهون الشرور. هكذا تبدو استراتيجية الفزع، التي يديرها هواة، بواسطة تسريبات مغفلة، متضاربة، الى الصحافة الاجنبية. فجأة فهموا عندنا بان الروس غاضبون في المسألة السورية علينا وعلى الامريكيين وفزعوا.
    والروس غاضبون حقا. وعندما يغضبون، فانهم مستعدون لتحطيم الاواني. عندما يعلنون بان في نيتهم ان يبيعوا للسوريين الرادارات الحديثة لصواريخ شاطئ بحر ‘ياخنت’ فهذه ليست مناورة سياسية اخرى هذا عقاب، هذا توتر من الدب الروسي المهان.
    قبل سنتين، عندما بدأت الاتصالات لبيع صواريخ ‘ياخنت’ للسوريين، نجح الغرب في اقناع الروس بعدم ادخال العناصر التكنولوجية الاكثر تطورا، بما فيها الرادارات المتطورة الى الصفقة. وفي كل الاحوال، فان هذه الصواريخ اشكالية جدا: فاذا سقطت في ايدي الايرانيين، فانها تعرض للخطر حاملات الطائرات الامريكية في الخليج الفارسي، واذا سقطت في ايدي حزب الله، فسيكون لديه صاروخ جوال سريع ودقيق يمكنه ان يصبح صاروخا بريا، او يغلق حركة السفن في وجه اسرائيل.
    الروس، قبل سنتين، راعوا طلب الغرب. اما هذا الاسبوع فقد تصرفوا كمن يعلنون: انتم تديرون سياسة مستقلة في سورية، من دون مراعاة مصالحنا، وبالتالي فاننا غير ملتزمين بأي مصلحة لكم. كل التفاهمات التي كانت بيننا في الماضي في الموضوع السوري لاغية وملغية.
    إذن صحيح، ان الرئيس بوتين استقبل نتنياهو على عجل، ولكن يمكن التخمين بان الطلبات التي طرحها عليه رئيس الوزراء بشأن تسليح سورية وخطر تسريب هذا السلاح، استجيبت بنظرة متهكمة وبارادة من العيون الفولاذية لضابط الاستخبارات المتقاعد: من أنتم لتقولوا لنا ما نبيع وما لا نبيع؟ فأنتم من أكبر مصدري السلاح في العالم. هل انتم من ستشرحون لنا عن الخطر الكامن في بيع السلاح؟ لقد سبق للروس أن قالوا لنا ذلك غير مرة في الماضي، وليس تلميحا. معقول الافتراض ان نتنياهو سمع هذا من بوتين الاسبوع الماضي ايضا. من ناحية الروس، صواريخ SA300 هي سلاح دفاعي للدفاعات الامنية، ولا يوجد ما يدعو الى وقف الصفقة. كما ان صواريخ ‘ياخنت’ هي الاخرى يعرضونها كصفقة سلاح دفاعي.
    والروس غاضبون اساس على اسرائيل بسبب التدخل العسكري العلني لها في سورية، الذي يفسر كمساهمة اسرائيلية في اسقاط الاسد. في القصف الثاني في دمشق حسب مصادر أجنبية، بالطبع اجتازت اسرائيل حافة الصبر الروسي. فالروس يعرفون ان الاسد ضائع، ولكنهم لا يعتزمون هجره علنا، مثلما فعل الامريكيون بمبارك في مصر. وعندما تهاجم دولة اسرائيل زبونك وتعمل، على حد فهمهم ضد مصالحهم الاستراتيجية الصرفة فانها ستدفع الثمن. الروس يوظفون استثمارات هائلة منذ أربعين سنة في بناء معقل في البحر المتوسط وفي العالم العربي، وهم لا يعتزمون التخلي عنه بسهولة، مع الاسد وبدونه.
    ولكن اسرائيل وقعت في فخ سياسة امنية خطيرة، في مركزها ‘استغلال الفرص العملياتية’، من دون التفكير بسلم اولوياتها في المنطقة. ان عظمة السياسي هي أن يعرف كيف يضبط نفسه حتى أمام الفرصة المغرية، التي ستجعله ينال التصفيق الداخلي، ولكنها ستصرفه عن المصلحة المركزية: الموضوع الايراني.
    الهجوم الثاني في دمشق (بعد أن كان تسريب امريكي أشار الى اسرائيل كمن نفذت الهجوم الاول) يعود الى مجموعة الاخطاء هذه. وعلى الاخطاء يدفع المرء الثمن. بعد أن سمع نتنياهو شروحات تربوية من بوتين وفهم حجم الغضب الروسي، ركض من ركض ليسرب لـ’التايمز′ اللندنية بان اسرائيل على الاطلاق لا يهمها أن يبقى الاسد. يا له من سلوك سياسي بائس.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 327
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-29, 10:21 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 274
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:25 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 273
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:24 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 272
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:24 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 271
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:23 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •