النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 420

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء عربي 420

    اقلام واراء عربي 420
    10/6/2013

    في هذا الملــــف:
    رأي البيان: سنوات الانقسام الفلسطيني
    بقلم: أسرة التحرير عن البيان الاماراتية

    «أصدقاء صامتون» لإسرائيل
    بقلم: عماد الدين رائف عن السفير البيروتية

    نتانياهو يواصل العبث والتضليل
    بقلم: علي الطعيمات عن الوطن القطرية

    العقم الفكري و«سوفت وير» الإخوان
    بقلك: مأمون فندي عن الشرق الأوسط

    «إسرائيل» تصلي لمتظاهري تقسيم
    بقلم: فهمي هويدي عن الشروق المصرية

    بعد تنوّع الثورات.. أتى تنوّع الإسلام
    بقلم: تركي عبدالله السديري عن الرياض السعودية

    بلا جدال.. معركة القصير هزيمة لأميركا وإسرائيل
    بقلم: د.صياح عزام عن الوطن السوري


    رأي البيان: سنوات الانقسام الفلسطيني
    بقلم: أسرة التحرير عن البيان الاماراتية
    تمر هذه الأيام الذكرى السادسة لانفراط عقد الوحدة الوطنية الفلسطينية وانفصال غزة عن الضفة، وإذا كانت العوامل الإقليمية التي ساعدت على ذلك الانفصال بين حكومة حماس في غزة ورئاسة السلطة في رام الله قد تبدلت إلى حد كبير، مع انشغال القوى الإقليمية المؤثرة على حركة حماس بقضاياها الداخلية، إلا أن المصالحة الفلسطينية التي كان يفترض أن تعلن منذ عام أو أكثر، لا تزال تراوح مكانها دون تحديد أسباب مقنعة لذلك، طالما يؤكد المسؤولون من كلا الجانبين أن جميع القضايا الخلافية ذللت وجرى الاتفاق عليها.
    وإن تأملنا الخسارة الفلسطينية التي رافقت السنوات الست العجاف، فسنجد أنها أكبر بكثير من أي توقع. فرقعة الاستيطان الإسرائيلي توسعت مترافقة مع صمت دولي غير مسبوق، وإجراءات تهويد القدس تجري على قدم وساق، لا تردعها احتجاجات ولا استنكارات المنظمات الأممية ولا تصريحات الناطقين باسم وزارات الخارجية. ولم تعد الدول تخفي أن مصداقية السلطة الفلسطينية قد تراجعت في المحافل الدولية بسبب هذا الانقسام، على الرغم من الخطوة المهمة بالحصول على مقعد في الأمم المتحدة، وتثبيت اسم دولة فلسطين على ذلك المقعد.
    ولعل أكثر الأمور خطورة هو سعي بعض القوى العالمية والإقليمية لتكريس هذا الانقسام، والتعامل معه باعتباره أمراً واقعاً وليس وضعاً استثنائياً ينبغي تجاوزه بأقصى قدر من السرعة، والعودة إلى الوضع السابق، حيث كانت السلطة الفلسطينية تفرض قوانينها وولايتها القانونية على الضفة وغزة.
    ولكن المهم من كل هذا وذاك، هو موقف الشعب الفلسطيني الذي مل من هذا الوضع، وبات يشعر بأن المرحلة تحتاج إلى ذهنية مختلفة في التعامل مع التطورات، تتجاوز العقل الفصائلي والمصالح الحزبية التي اتضح أنها تتعارض مع المصالح الوطنية الفلسطينية.
    ست سنوات من الانقسام كافية لإعادة النظر في السياسات والبرامج الحزبية الضيقة، التي ساهمت في إطالة أمد هذا الوضع الشاذ، ولا ينبغي تبرير الانقسام الفلسطيني تحت أي مبرر كان، لأن إعادة اللحمة هي التي ستعيد للقضية الفلسطينية، ألقها وبريقها في المحافل العربية والدولية.

    «أصدقاء صامتون» لإسرائيل
    بقلم: عماد الدين رائف عن السفير البيروتية
    شهد العام الماضي ويشهد الحالي، الاحتفاليات العشرين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين الكيان الإسرائيلي ودول آسيا الوسطى (كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان). ففي 21 شباط 1992، أقيمت «احتفالية تبادل الملاحظات لإقامة العلاقات بين إسرائيل وجمهورية أوزبكستان على مستوى السفارتين»، وكان ذلك أول تحرك عبري رسمي تجاه المنطقة، بعدما كانت إسرائيل «محرومة» من العلاقات الديبلوماسية مع الاتحاد السوفياتي السابق. وكرّت السبحة ليشهد العاشر من نيسان من العام نفسه احتفالية مماثلة في العاصمة الكازاخستانية السابقة آلما آتا. وانتهت تلك العملية في تركمانستان أواخر العام 1993. عقدان من الزمن استطاعت إسرائيل خلالهما أن «تجتاح» الإرادة السياسية الخارجية لتلك البلدان، وضمنت تماهي البلدان السبعة في المحافل الدولية إلى حد كبير، (على الرغم من الخلافات الداخلية والحدودية في ما بينها) مع الخيارات الإسرائيلية، بغض النظر عن القرار الدولي المطروح للبحث.
    في بداية التسعينيات، وخلال سنتين فقط، استطاع كيان العدو أن يخترق الجسم الإسلامي لآسيا السوفياتية السابقة. ولم يكن يحلم صانعو القرار في الدولة العبرية آنذاك بذلك «الفتح الديبلوماسي». فعلى الرغم من زرع كيانهم في الجسم العربي لأكثر من أربعين عاما، فإن علاقاتهم لم تكن قد امتدت سوى إلى دولتين إسلاميتين فحسب (مصر وتركيا). وسرعان ما بدأت تظهر ثمار تلك العلاقات في حقول مختلفة، على رأسها التبادل التجاري والثقافة والصحة والعلوم والتعليم. وهي في نمو مضطرد إلى اليوم.
    مؤشرات التفاعل الإسرائيلي مع المنطقة خلال العقد الأخير، تدل على ديناميات إيجابية مختلفة، تقوم على المنفعة المتبادلة بين أنظمة تلك البلاد وكيان العدو. ووصل حجم التبادل التجاري بين إسرائيل وكازاخستان (كبرى دول المنطقة)، في العام 2010، إلى مليار و376 ألف دولار، متجاوزاً بنسبة 10 في المئة العام الذي سبقه. وتجاوز في العام الماضي عتبة 1,5 مليار دولار، محافظاً على نسبة الزيادة سنوياً. أما في البلدان الأصغر، كأوزبكستان مثلاً، فتفيد مصادر إسرائيلية أن نسبة التبادل التجاري معها نمت من نحو 25 مليون دولار في العام 2008، لتتجاوز الـ 50 مليونا في العام الماضي، أي بنسبة تجاوزت المئة في المئة.
    في المقابل، تهافت دول آسيا الوسطى على إقامة علاقات مع إسرائيل، كانت له أسبابه الموجبة في بداية التسعينيات، وفق المحللين، إذ إن الاتحاد السوفياتي في العقود التي سبقت انهياره، «كان يجاهر ديبلوماسيا بنصرة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية». خارجياً لم تجد تلك البلدان ما يجمعها مع الطرح السوفياتي السابق فور حصولها على الاستقلال. أما داخلياً فقد ناءت تلك البلدان تحت عبء سوء توزيع الثروات في تلك العقود، ودفعت ثمناً باهظاً لمركزية الدولة في موسكو.
    لم تلق العلاقات الفتية بين تلك البلدان وإسرائيل معارضات كبيرة من المواطنين، في ظل عدم استقرار سياسي، ونزاعات أهلية وإثنية، واختلافات كبيرة بين عدد من تلك الدول، وانعدام الأمن في بعضها لسنوات. إلا أن مراقبين يرون أن إسرائيل كانت تعد العدة، وتلعب على وتر تلك العلاقات المتشنجة بين بلدان آسيا الوسطى، فانفردت في علاقتها مع كل منها على حدة، وتعاملت وفق ما يخدم مصالحها.
    وباتت لتلك الدول «رؤية متشابهة مع إسرائيل حول العديد من القضايا الدولية، بعد تطوير الحوار السياسي». ومن المثير للاهتمام مراقبة نتائج التصويت في الأمم المتحدة خلال العقدين الماضيين، وكذلك في الوكالات المتخصصة التابعة للمنظمة الدولية، في ما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني والاستيطان وتصرفات إسرائيل العدوانية تجاه لبنان وسوريا.
    لعلّ الجريمة البشعة التي اقترفتها الدولة العبرية، تجاه «أسطول الحرية» في أيار 2010، من الشواهد على مدى تنامي العلاقات بين إسرائيل ودول آسيا الوسطى. فالجريمة استولدت ردود فعل قوية على الساحتين العربية والإسلامية، ولدى المنظمات المعنية بحقوق الإنسان. إلا أن رد فعل كازاخستان على الجريمة كان خجولاً، فعبرت عن أسفها ولم تدن إسرائيل، بينما أملت أوزبكستان في «إيجاد حل سريع للوضع». ودعت إلى «التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة». ورأت أن «استخدام العنف قد يكون له عواقب غير مقصودة». بينما اكتفت كل من طاجيكستان وتركمانستان بالقول إن ما جرى «يتعارض مع القانون الدولي في ما يتعلق بالسفن التي تحمل إمدادات إنسانية». وقد أتت ردود فعل تلك الدول بما «لا يشبه الإدانة» لإسرائيل، التي ضمنت ما يشبه الحياد منها. وقد تكرر على مدى السنوات الماضية «الصمت»، أو «عدم التصويت» في المحافل الدولية من تلك الدول تجاه ما ترتكبه إسرائيل من تجاوزات للقوانين الدولية على الساحة الفلسطينية.
    ولا تخفي إسرائيل أنه «على الرغم من التعاون المثمر والمتنوع للغاية بين إسرائيل ودول آسيا الوسطى، فمن الصعب أن نتوقع دعمهم التام (...) للسياسة الخارجية». ويرجع الخبراء الإسرائيليون ذلك إلى «تعقيدات في تحديد مواقع بلدان آسيا الوسطى في الفضاء الجغرافي السياسي العالمي، وإلى مكانة خاصة من إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، ومشكلة حوارها مع غالبية دول العالم الإسلامي». ولذلك تضمن الدولة العبرية إلى جانبها «أصدقاء صامتين»، إلى أن يتحولوا إلى «أصدقاء فاعلين»، مع تنامي عملية «الحوار السياسي البناء».

    نتانياهو يواصل العبث والتضليل
    بقلم: علي الطعيمات عن الوطن القطرية
    لمح رئيس وزراء دولة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى استعداده لبحث «مبادرة السلام العربية» التي طرحت عام 2002 وجرى تخفيفها في الآونة الأخيرة لتتضمن إمكانية «مبادلة أراض» ، وهي المبادرة التي طرحت في قمة بيروت العربية قبل نحو 11 عاما . ودولة الاحتلال كعادتها اجهضت الفرصة مع ولادة «المبادرة» ، رغم ان الدول العربية قدمت مجتمعة عرضا لم يكن يحلم به الاسرائيليون يوما ما ، وهو«التطبيع العربي» مع الدولة العبرية ، وطي «صفحة الحروب والعداء» الى الابد «حسب المبادرة» مقابل الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة في الخامس من يونيو عام 1967 .
    ولكن هذا التلميح الذي ارفقه بالقول «نحن مستعدون لبحث مبادرات على أن تكون مقترحات لا إملاءات». خلال نقاش في الكنيست الاسرائيلي ، ودعوته رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله محمود عباس الذي قدم كل ما لديه من مساحات للتنازل ، للعودة الى «المفاوضات» مستخدما عبارته الدائمة والخادعة «دون شروط مسبقة» ودعوته عباس لاتخاذ ما اسماه بـ «قرارات صعبة» من اجل ما اسماه بـ «السلام» ، يكشف عن عبثية نتانياهو ومواصلة محاولاته التضليلية الخادعة ، وإيهام العالم بأن الفلسطينيين ،يتحملون «وزر» اضاعة الفرص التي تتهيأ لاقامة السلام والاستقرار في هذه المنطقة من العالم ، وتحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية فشل جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
    وللسلام متطلباته، اولها الاعلان الصريح والواضح من نتانياهو وعصابته عن قبوله لمبدأ «حل الدولتين» على حدود الرابع من يونيو 1967 ، وتفكيك المستوطنات بالكامل ، والافراج عن كافة الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ، ومبدأ «حق العودة» المتربع داخل القرار الاممي رقم 194 ، عندها فقط يمكن للسلام ان يتنفس في المنطقة ، ودون ذلك لن يكون هناك اي نوع من السلام او الاستقرار .


    العقم الفكري و«سوفت وير» الإخوان
    بقلك: مأمون فندي عن الشرق الأوسط
    نعرف عن الإقصاء الفكري، ولكن ماذا يعني الإخصاء الفكري؟ الإخصاء الفكري باختصار هو أنك تمارس عملية التفكير، وربما تستمتع بها ولكن من دون إنجاب، أي أن نتيجة هذه الممارسة الفكرية هي مزيد مما يهيئ لنا أنها أفكار، ولكنها أفكار غير مفيدة وغير بناءة. هي مجرد تفكير للتفكير، ولكن نتيجة هذا التفكير شبه معدومة. هذا ما يحدث في مصر في ظل حكم «الإخوان المسلمين»، حيث انتهى «الإخوان» من عملية الإقصاء ودخلوا على مرحلة الإخصاء.
    بدأ مشروع «الإخوان» في مصر بمحاولة تفكيك الثقافة القائمة وتحويلها إلى ثقافة إخوانية، عن طريق إقصاء كل من هو ليس من «الإخوان» في وزارات التعليم والثقافة والإعلام، أي في الوزارات التي تشكل العقل الثقافي المصري. كما هو واضح في حالة الاعتصام الذي يقوم به المثقفون في مصر في مكتب وزير الثقافة الإخواني الجديد، والرافض لممارساته التي تقصي العديد من كبار المثقفين في مصر.
    الإقصاء في وزارات التعليم أيضا يسير على قدم وساق. حيث يجري ليس فقط عملية إحلال وتجديد لقيادات وزارة التعليم، بل إحلال رجال «الإخوان» بدلا من القيادات التعليمية القائمة، ومعه أيضا تجديد المناهج ليحل الكتاب الإخواني بدلا من الكتاب السابق، أي أن يدخل سيد قطب وحسن البنا وزينب الغزالي مقررات التاريخ والمطالعة في المدارس الابتدائية حتى الثانوية. ممارسات كلها تصب فيما يمكن تسميته بتغيير «السوفت وير»، أو البرامج المحملة في عقول المصريين، إلى سوفت وير الإخوان.
    سوفت وير الإخوان الذي تركبه المدارس ووسائل الإعلام الحكومية في عقول المصريين هو ما يمكن تسميته بالإخصاء الفكري، أي الترويج لأفكار غير قادرة على الإنجاب، بمعنى أن يستمتع الفرد بما يظنه تفكيرا أو أفكارا ولكن المحصلة صفر كبير في النهاية. سوفت وير الإخوان تدشنه أيضا وزارة الثقافة التي يعتصم كبار المثقفين ضد وزيرها لليوم السادس حتى الآن.
    سوفت وير الإخوان أو البرنامج المراد تركيبه في عقول المصريين من خلال المدرسة والتلفزيون والصحيفة ووزارة الثقافة هو المرحلة الثانية بعد الإقصاء الجسدي للعاملين بالوزارات التي تنتج أو تعلم التفكير، وتحويلها إلى مجرد أدوات لترديد مقولات «الإخوان»، حفظا وتلقينا يؤدي في النهاية إلى الإخصاء الفكري أو الإحساس بأن الشعب يفكر، ولكنها أفكار لا تنجب أفكارا أخرى؛ لأنها عقيمة أو أفكار خصي.
    السائد في مصر الآن هو تحبير وتسويد للأوراق من خلال مقالات تقرأها للوهلة الأولى فتجد فيها كل عناصر التشويق والرغبة، ومتى ما انتهيت من قراءتها وسألت نفسك ماذا قرأت؟ تكتشف أنك لا تذكر شيئا من المقال؛ لأنه مقال خصي لأفكار خصي لا يتوالد ولا يولد عندك ردة فعل. مقال يشبه المقال ولكن لا فكرة فيه.
    ما ينطبق على الكتابة ينطبق على برامج التلفزيون، حيث تستمع لأكثر من ساعة لحوارات «التوك شو»، وقد تستمتع بعبارة هناك أو مناوشة كلامية هناك، وما إن تمضي الساعة وتسأل نفسك عما سمعت وماذا تتذكر مما قيل طوال كل هذا الوقت تكتشف أنه لم يعلق شيء في رأسك؛ لأن «التوك شو» هو من النوع الخصي، كلام متراص إلى جوار بعضه لا ينجب ولا يولد ردة فعل لديك. أما الزبد فيذهب جفاء، ولا شيء هناك يمكث لا في الأرض، ولا في الذهن من كل هذا التكرار السقيم لكليشيهات تلوكها الألسنة كل يوم.
    عملية الإخصاء الفكري حدثت سريعا في مصر لأن فيها مقايضة قاسية قد تمت ما بين الإقصاء والإخصاء. فمثلا لو أن إنسانا نام يوم 25 يناير (كانون الثاني) 2011، ثم استيقظ الآن ونظر إلى الشاشات المصرية لما عرف أن ثورة قد قامت. فالوجوه على الشاشات من المذيعين ومقدمي برامج «التوك شو» هم ذات الوجوه ونفس الأشخاص ممن كانوا يظهرون على تلفزيونات النظام القديم، واليوم يظهرون على تلفزيونات الحكومة والتلفزيونات الخاصة أو الفضائيات الخاصة. والفضائيات تبدو وكأنها مأخوذة ليس من معنى الفضاء، وإنما من معنى «الكلام الفاضي» أو الكلام الخصي.
    الوجوه نفسهاعقدت صفقة من أجل البقاء أساسها «نقبل بالإخصاء الفكري من أجل استمرار وجوهنا على الشاشات». إذن بالنسبة للرجل الذي نام يوم 25 يناير وصحا اليوم لا شيء تغير في مصر المحروسة: الوجوه على الشاشات هي الوجوه ذاتها والأقلام في الصحف هي ذات الأقلام، ولكن بأفكار خصي ومقالات خصي تمنحك الإحساس بالتفكير وبنشوة الكتابة، ولكنها وجوه ومقالات غير قادرة على الإنجاب.

    «إسرائيل» تصلي لمتظاهري تقسيم
    بقلم: فهمي هويدي عن الشروق المصرية
    لي عدة ملاحظات على الأحداث الجارية في تركيا، بعضها يتعلق بالشكل والبعض الآخر يتعلق بالموضوع. فيما خصّ الشكل استوقفني ما يلي:
    - بثّت الإذاعة العبرية في 5/6 تصريحا لموشيه فايغلين رئيس الكنيسيت، قال فيه: «إنّنا نصلي من أجل أن تتواصل المظاهرات في تركيا حتى يسقط أردوغان. فهو معاد للسامية وسيء لإسرائيل، كما أنّه يتبنّى مواقف معادية لنا، رغم الشوط الذي قطعناه في التصالح معه والذي انتهى بتقديم اعتذار رسمي».
    - رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيسيت افيغدور ليبرمان صرّح للتليفزيون الإسرائيلي مساء 7/6، قائلا: «إنّنا لسنا معنيين بالتدخل في الشأن التركي، إلاّ أننّي لا أستطيع أن أخفي سعادتي بما يحدث هناك».
    - في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي مساء اليوم ذاته، قال وزير البني التحتية سيلفان شالوم: «إنّ إسرائيل يهمّها تحسين العلاقات مع تركيا، لكننا في الوقت ذاته نرحّب بأيّ تطور يخلّصها من حكم العثمانيين الجدد».
    في زاويته اليومية بصحيفة الحياة اللندنية رصد الأستاذ جهاد الخازن يوم 8/6 بعض التعليقات التي نشرتها الصحف الغربية عن أحداث تركيا، كان منها ما ذكرته مجلة كومنتري الليكودية التي أكّدت أنّ السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني سيفشل لأنها (المجلة) وليكود «إسرائيل» يتمنيان ذلك. وقد أشارت المجلة إلى أنّ من الأسباب التي أثارت التظاهرات في استنبول وبعض المدن أنّ حكومة حزب العدالة قررت بناء مسجد في ميدان تقسيم (وهذا خطأ لأنها بصدد بناء دار للأوربرا) ثم أنّها أصدرت قانونا يبعد بيع الخمور عن المساجد بمساحة مئة متر، ولم تذكر أنّ القانون يقضي بذلك أيضا بالنسبة للمدارس ثم إنّ ذلك أمر معمول به في العديد من الدول الأوروبية.
    تحدّثت المجلة أيضا بتعاطف عن مقارنة استقرار حسني مبارك في مصر بالتظاهرات التي خرجت ضد أردوغان في تركيا، وعلّق الكاتب على ذلك بقوله: «إنّ مبارك تجاوز الثمانين وكان مريضا يعمل نصف ساعة فقط في اليوم. أمّا تركيا تحت قيادة أردوغان فإنّ اقتصادها زاد بنسبة 100 بالمئة خلال عشر سنوات، ثم إنّ دخل الفرد ارتفع من ثلاثة آلاف دولار في السنة إلى 11 ألفا».
    أضاف الأستاذ الخازن أنّ أحد رموز ليكود أمريكا دانيال بايبس كتب مقالا حقيرا، الوصف له، هلل فيه لما حدث فى استنبول ونشره تحت عنوان «أخبار طيبة من تركيا». أشار أيضا إلى موقع إلكتروني ليكودي تحدّث عن صيف تركي ساخن واتّهم أردوغان بأسلمة تركيا، الأمر الذي جعله يواجه انفجار بركان غضب الشعب ضده، كما تحدّث عن عنوان في جريدة الديلي تلجراف البريطانية، كان كالتالي: «تركيا تتهم بفاشية إسلامية في التعامل مع بيع الخمور»، وحين قرأ الكاتب الخبر وجده منسوبا إلى مالك متجر لبيع الخمور، وعلّق على ذلك بقوله إنّ صاحب خمارة أصبح مرجعا في الفاشستية الإسلامية المزعومة.
    رغم انتقاده للتعليقات السلبية التي صدرت عن الأطراف الصهيونية ورحّبت بما اعتبرته اضطرابات تهدد النظام التركي، فإنّ الكاتب الذي امتدح دور أردوغان انتقد فيه فرديته وعدم ترحيبه بالنقد من جانب الأصوات المعارضة، وتمنّى أن ترده التظاهرات إلى أرض الواقع، لكي يرى منه شيئا من التواضع في المستقبل.
    في عدد جريدة الحياة الذي صدر أمس الأحد 9/6 وصف مراسلها في استنبول الزميل يوسف الشريف المشهد في ميدان تقسيم بقوله: «إنّ ساحة الميدان ازدحمت بالخيام التي نصبها المحتجون من مختلف الاتجاهات، (فخيمة العلويين تجاورها خيمة الأكراد من أنصار حزب العمال الكردستاني وقربهم الشيوعيون يتبعهم اليساريون». وفي مقابلهم خيمة القوميين وآخرون، كما يزور الميدان ناشطون من جماعة الإسلاميين الثوريين الذين يعادون الإمبريالية الأمريكية والرأسمالية. في الوقت ذاته ملأت الأفق صور مصطفى كمال أتاتورك وناظم حكمت ودنيز غيزميش وتشي جيفارا، كما غطّت الصور مركز اتاتورك الثقافي الذي يمتد على أحد أضلاع الميدان والذي أعلن رجب طيب أردوغان نيّته هدمه لتشييد مبنى للأوبرا).
    تابعت الإعلام السوري الشامت ودفاعه الحماسي عن الحرية والديمقراطية في تركيا. وشاهدت قناة العالم الإيراني وهي تواصل الشماتة وتصفية حسابات طهران مع أنقرة جراء مساندتها للجيش السوري الحر، وعلمت أنّها ضغطت على مراسلها في أنقرة لكي يتحدث عن ثورة الأتراك وهبوب رياح الربيع على ضفاف البوسفور، الأمر الذي رفضه واضطره للاستقالة من عمله. وحدثني أصدقاء عن رفض إحدى القنوات الفرنسية نقل الصورة المحايدة للحاصل في ميدان تقسيم وترحيبها باستضافة خصوم أردوغان دون غيرهم. وحين وجدت بعض منابر وقنوات الإعلام المصري تحاول تصفية حساباتها مع الإخوان من خلال الانضمام إلى مواكب الشامتين والمهللين حتى إذا كانوا إسرائيليين، أدركت أنّ اللدد في الخصومة لا حدود له، لا أخلاقية ولا وطنية.

    بعد تنوّع الثورات.. أتى تنوّع الإسلام
    بقلم: تركي عبدالله السديري عن الرياض السعودية
    العالم العربي موهوب بتعدّد الصراعات؛ حيث تمر به في تاريخه أحداث الخلافات التي قد تكون دموية، وذلك لا يتمثل بتناقض وجهات النظر في معتقد واحد، وإنما فواصل هذه النزاعات.. وهي ليست اختلاف وجهات نظر وإنما تبديل ما هو قائم عندما تتراجع أهميته بما يفتعله من جديد يفتقد هو الآخر أي أهمياته..
    عد إلى ما قبل ستين عاماً، ثم بعده توالي الأعوام اللاحقة، لتجد أن أنظمة جمهورية أكدت في البداية أنها تتجه إلى عالم عربي واحد، ولكن بعد سنوات قليلة أصبح هناك على الأقل ثلاث فئات شغلت مواطنيها بما نشأ لها من خصومات..
    بعد ادعاء القومية العربية التي قيل إنها «من المحيط الهادر.. إلى الخليج الثائر» وجد البروز البعثي الذي لم يكتف بسوريا، وإنما برز عنفه داخل العراق، مع أن البداية كانت في سوريا التي تمكن من سيادتها فيما بعد النظام العلوي الذي لوحظ أنه طوال تاريخه لم يحدث له أي تصادم مع إسرائيل، وهنا علامة استفهام؟!
    ولأن تلك المرحلة عربياً لم تمر بالحصول على أي منجزات أو توسع، بل حدث توالي منطلقات العزلة والهبوط، فكان أن سقطت تلك التحولات ونشأ مؤخراً منذ سنوات ليست بالطويلة وجود التعدد الإسلامي الذي فتحوا به مجالات التوسع بالخصومات.. وبهذا عرفنا أن إيران مارست هذا الانتماء أولاً لاستعادة وجود الدولة الفارسية من ناحية، وثانياً التوغّل داخل العالم العربي تغريراً بأهداف سياسية قادمة.. وهو ما لن يحدث..
    ويدرك القارئ - وبالذات المواطن السعودي - الذي لم يمر بمراحل هذه التحولات، بل هو في واقع العكس مع ما هم فيه، حيث بدأ بوجود الملك عبدالعزيز ممارسة مهمات تحويل أنماط الحياة شبه البدائية والمتعددة الخصومات القبلية إلى مجتمع واحد انطلق في بناء ذاته بتطوير قدراته الخاصة به والتزامه بمفهومية الدين الصحيحة التي تقوم على مبدأ «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، وليس على مبدأ التضخيم بصفات أصحاب القيادات بين من هو آية الله وبين من هو حزب الله.. وواضح هنا استخدام الإسلام كوسيلة سياسية غير منطقية.. حيث لم يمر التاريخ الإسلامي المعروف بهذا الابتداع المضحك، لأن العبادة تقوم بين الشخص والرب، وليس عبر زرع الخصومات وخلفها أهداف التطويح بأي قدرات وجود عربية نجدها متمثلة في أكثر من وطن عربي، وفي الوقت نفسه يجد مواطننا ذاته في مسالك وضوح عجز غيره أن يصل إليها.

    بلا جدال.. معركة القصير هزيمة لأميركا وإسرائيل
    بقلم: د.صياح عزام عن الوطن السورية
    إن أي متابع للأحداث وتطوراتها يدرك أن ما جرى في القصير مؤخراً شكل هزيمة للولايات المتحدة وإسرائيل وأذنابهما في المنطقة، بدءاً من تركيا، وانتهاء بقطر والسعودية وأدواتهما من المجموعات الإرهابية والتكفيرية، ولاسيما فيما يتعلق بالمخطط الرامي إلى إسقاط النظام الممانع في سورية، ثم الالتفاف على المقاومة الوطنية اللبنانية لابتلاعها والتخلص منها بشكل نهائي.
    ثغرة خطيرة
    ويشبه العديد من الخبراء والمحللين العسكريين والسياسيين سيطرة المجموعات المسلحة على القصير وتحويلها إلى ترسانة كبيرة من الأسلحة وتحضيرها لتكون قاعدة حربية حقيقية للانطلاق منها لتنفيذ المخطط المشار إليه قبل قليل أي (ضرب النظام في سورية ولاحقاً تطويق المقاومة في لبنان والقضاء عليها)، يشبهون ذلك بثغرة الدفرسوار التي حدثت على قناة السويس في حرب تشرين عام 1973 بقيادة شارون، وبتواطئ الرئيس السادات معه حول هذا الأمر، كما أكد ذلك الفريق الشاذلي في مذكراته، الأمر الذي أدى إلى وقف تقدم الجيش المصري والسوري، وعجل ببدء المفاوضات بين مصر وإسرائيل وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد لاحقاً، وإخراج مصر من الصف العربي، بما أراح إسرائيل وهيأ لها الفرصة لغزو لبنان عام 1982، وطرد المقاومة الفلسطينية منها.
    إن تركيز أصحاب المخطط التآمري على القصير كان يهدف إلى إتمام عملية فصل الجيش السوري عن المقاومة في لبنان، ووضعها بين فكي كماشة إسرائيل في الجنوب والمجموعات المسلحة والتكفيريين من أدوات أميركا في الشمال، ومن ثم الانقضاض عليها لابتلاعها، ومما يدل على ذلك، ردة الفعل الأميركية والإسرائيلية والغربية التي كانت أقرب إلى حالة من الهستيريا والارتباك والتخبط من اتصال الرئيس أوباما شخصياً بالرئيس اللبناني وتصريحاته العدوانية ضد حزب الله إلى الاجتماع الطارئ للحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة لمرتين متتاليتين، إلى اجتماع جامعة حمد القطري العاجل، إلى إعلان فرنسا وبريطانيا عن عزمهما على تسليح المعارضة السورية.
    كل هذا يشير إلى الأهمية الاستراتيجية الكبيرة لعملية سقوط القصير بأيدي القوات السورية في زمن قياسي.
    أهمية خاصة
    إن الوقائع تشير إلى أن محافظة حمص ومنطقة القصير تحديداً، كانت هي المنطقة الأكثر أهمية للمشروع الأميركي الإسرائيلي لعدة أسباب أهمها:
    - إن السيطرة عليها تؤمن فصل دمشق عن منطقة الساحل السوري من جهة ومحاصرة منطقتي البقاع والهرمل اللبنانيتين من جهة أخرى، وقد اتضح من خلال المعارك الميدانية أن البنى التحتية والأنفاق العابرة للحدود والتحضيرات في القصير كانت مُعدةً قبل بدء الأحداث السورية ببضعة أعوام، وأن المجموعات المسلحة التي كانت ترابط في المنطقة هي نسخة متطورة لجيش لبنان الحُر على ضفتي الحدود بين سورية ولبنان، أسوة بجيش (أنطوان لحد) على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
    - إن قيادة العمليات المركزية المؤلفة من ضباط وخبراء أجانب وعرب في كل من حمص ودمشق والساحل السوري كانت تتمركز في القصير، وتستفيد من مطار الضبعة العسكري والساحل السوري كمنافذ للكوماندوس الإسرائيلي والدعم الخارجي للمجموعات المسلحة.
    - إن منطقة القصير الواقعة على ضفاف العاصي شمالاً، كانت تشكل منفذاً هاماً للتدخل الإسرائيلي لضرب المقاومة، وبالتالي فإن استعادتها من قبل الجيش السوري فوَّتت الفرصة على المخطط الإسرائيلي الرامي إلى الوصول إلى المقاومة، ومنع التقدم الإسرائيلي المخطط له باتجاه العاصي، وبالتالي، بقيت منطقة ما بين النهرين /الليطاني والعاصي/ خارج سيطرة إسرائيل وعملاء وأذناب المشروع الأميركي سياسياً وعسكرياً، وفي ذلك، تتحقق عملية حماية لبنان، ومنع تصفية قضية فلسطين.
    - لقد أفشلت معركة القصير خطة إسرائيل العسكرية المُسماة بـ«تقطيع الأوصال»، من خلال فصل سورية عن المقاومة، وقطع طرق الإمداد البرية والجوية، والانقضاض على مخزون الصواريخ الإستراتيجي في البقاع والهرمل، والبدء بالحرب الثالثة هذه المرة من الخلف، /أي الشمال والشرق/، وليس من الحدود الجنوبية، للإطباق على المقاومة من الخلف والداخل عبر المجموعات التكفيرية وأنصارها (الأسير وجند الشام وجبهة النصرة وبعض النازحين السوريين وبعض المجموعات الفلسطينية المتحالفة من هؤلاء). ومن الدلائل على ذلك، الصواريخ التي أطلقت على الضاحية الجنوبية وإعدام بعض العسكريين في عرسال. وبالتالي، فإن تدخل المقاومة في القصير جاء لإسقاط الغزو الأميركي الخارجي لسورية عن طريق هذه المجموعات المتعددة الجنسيات بالتحالف مع قطر وإسرائيل، وركائز مشروع الشرق الأوسط الجديد وأدواته.
    خلاصة
    وهكذا يمكن القول إن معركة القصير شكلت عملية إسقاط حقيقية «لدفرسوار أميركي إسرائيلي» أعُد له بإحكام، وإسقاطاً لخطة تقسيم سورية بعد فشل خطة إسقاط النظام فيها، وأفشلت مشروع تطويق المقاومة اللبنانية وضربها، ومن المتوقع بعد هذا انتقال محور الشر الأميركي- الإسرائيلي- التركي- القطري إلى التركيز على تفجير وتصعيد الأحداث في لبنان والعراق كونهما يشكلان العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة.
    إن المعركة اليوم هي بين محور المقاومة وأصدقائه من جهة، وبين أميركا وإسرائيل وعملائهما على الساحتين الإقليمية والعربية وأذنابهما من جهة أخرى، ولا مجال لأي موقف رمادي آخر بعد أن اتضحت الأمور إلى هذا الحد الكبير والواضح جداً.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 385
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-30, 10:27 AM
  2. اقلام واراء عربي 339
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:34 AM
  3. اقلام واراء عربي 338
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:33 AM
  4. اقلام واراء عربي 337
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:32 AM
  5. اقلام واراء عربي 279
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:21 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •