النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 372

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 372

    اقلام واراء اسرائيلي 372
    21/6/2013

    في هــــــذا الملف

    • العامل السكاني اليهودي في المناطق في ازدياد بعكس ما يُصور الدُعاة من اليهود

    بقلم:غي بخور،عن يديعوت

    • الاشياء التي لن يُحدثكم بيرس عنها

    بقلم:شمعون شيفر،عن يديعوت

    • حكومة ‘ايها العرب اخرجوا’

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    • لاي الاعراق تنتمي يا سيدي؟ اسيدتي عربية؟

    بقلم:غور مغيدو،عن هآرتس

    • كان الاحتفال بيوم ميلاد بيرس التسعين مليئا بالكذب والتضليل والخداع

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    • استعداد الحكم الجديد في طهران للمساومة قد يفتح المجال لصفقة امريكية اوروبية ايرانية

    بقلم:دان الدار،عن هآرتس

    • رحلة الى الحدود التركية ـ السورية

    بقلم:أنشل بابر،عن هآرتس

    موجة كبرى متطرفة تجتاح الدولة من اليمين
    بقلم:شالوم يروشالمي،عن معاريف


    العامل السكاني اليهودي في المناطق في ازدياد بعكس ما يُصور الدُعاة من اليهود
    بقلم:غي بخور،عن يديعوت

    إن الاستيطان اليهودي في ما سُمي ذات مرة ‘المناطق’ مكون في نظر أكثر الجمهور الاسرائيلي وربما العالمي ايضا من عدد من أكواخ الصفيح والكرفانات التي تضربها الريح المتداعية. لكن الحقيقة الحديثة تختلف تماما، لأن عدد السكان اليهود في اراضي 1967 أصبح مساويا لنصف عدد السكان الفلسطينيين هناك، وهو في اتجاه زيادة سكانية من أكبرها في العالم.
    لا يعلم أحد كم من العرب يسكنون المناطق، لأن المعطيات الاحصائية يزيد الفلسطينيون فيها من اجل التضليل ويشملون من هاجروا من هناك قبل عشرين سنة، وسكان شرق القدس الذين يُحصون لذلك مرتين. ومع ذلك تمت في تشرين الاول/اكتوبر 2012 انتخابات محلية للسلطة الفلسطينية من غير غزة والقدس، وكان عدد أصحاب حق الاقتراع 515 ألفا، أي ان هذا هو عدد كبار السن فوق سن الثامنة عشرة. فاذا أضفنا الى هذا عددا مشابها من الشباب، فسنصل الى أكثر من مليون شخص بقليل، ومع زيادة شرق القدس الى 1.4 مليون انسان وهذا هو العدد الحقيقي.
    وما هو عدد اليهود في الارض نفسها؟ انه نحو من 700 ألف، فبحسب معطيات سجل السكان في وزارة الداخلية يعيش اليوم في يهودا والسامرة 385 ألف يهودي، وفي شرق القدس 300 ألف، وهو ما يعني أن السكان اليهود والعرب في شرق القدس أصبحوا متساوين لأول مرة.
    إن الزيادة في المعطيات اليهودية مدهشة، لأن عدد اليهود في يهودا والسامرة وقت الانتفاضة الثانية كان 190 ألفا فقط، أي أنهم ضاعفوا عددهم خلال عقد. وتوجد لهذا آثار أمنية مثل قدرة العرب على التخطيط لاعمال تمرد جديدة في وقت يعيش فيه معهم يهود كثيرون ويعرفون الارض مثلهم تماما.
    لكن اتجاهات المستقبل مدهشة ايضا، فبحسب موقع معلومات الـ’سي.آي.ايه’ يبلغ معدل ولادة العائلة العربية في يهودا والسامرة أقل من 3، أما عند العائلات اليهودية فهو 6، وهو أعلى معدل في العالم الغربي. فما سبب الفرق الضخم؟ إن النساء العربيات أصبحن أكثر ثقافة وأكثر تمدنا ويؤخرن الزواج ويعملن أكثر فانخفض عدد أولادهن. وهكذا هي الحال في الشرق الاوسط كله فقد انخفض في السعودية معدل مواليد العائلة، خلال عشر سنوات من 6 الى 2.2، وفي تركيا وايران ولبنان وشمال افريقيا أصبحت الولادة سلبية ـ أي أقل من 2.1 ولد للعائلة. كان أكثر السكان الفلسطينيين وقت الانتفاضة الاولى قرويين، أما اليوم فان ثلثهم يسكنون المدن الكبيرة. والولادات العربية فردانية أما الولادات اليهودية فهي مثالية.
    ينبغي ان نضيف الى ذلك ايضا الهجرة الى المناطق وخارجها، فقد أصبح آلاف الشباب الفلسطينيين يهاجرون كل سنة من المناطق الى الغرب، مثل مئات آلاف العرب الآخرين من الشرق الاوسط وشمال افريقيا، فقد تقلص العالم واتصلوا بالانترنت وأصبحوا يعلمون ان هذا ممكن، وكلما ارتفع مستوى العيش زاد الاستعداد لهجرة عربية الى الخارج. وفي مقابل هذا أصبحت الهجرة اليهودية الى المناطق حماسية ومستمرة طول الوقت. فمع عدد سكان يزيد على 8 ملايين ساكن في اسرائيل وزيادة مليون ساكن في كل 7 سنوات أصبح كثير من الاسرائيليين يشعرون بالزحام.
    تُحدث هذه المعطيات والاتجاهات انقلابا في ما سُمي ذات مرة ‘المشكلة السكانية’. ‘حذرنا’ بيل كلينتون هذا الاسبوع منها بدون ان يدرك أن علمه ربما يتعلق بالفترة التي كان فيها رئيسا قبل عقدين. فالعامل السكاني اليهودي في ازدياد ومعه الشعب اليهودي كله. وبفضل الزيادة السكانية في ارض اسرائيل، ورغم الضعف السكاني عند يهود الجاليات عاد العدد العام لليهود في العالم للزيادة في سنة 2012 لاول مرة منذ كانت المحرقة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    الاشياء التي لن يُحدثكم بيرس عنها

    بقلم:شمعون شيفر،عن يديعوت

    لا ترمي احتفالات ايام الميلاد الى محاسبة النفس علنا، ولا يشذ شمعون بيرس عن هذه القاعدة ايضا. ومع كل ذلك وبعد ان اتفقنا على المبدأ، كان هناك شيء مقلق يثير عدم الارتياح في مشاهدة الفيلم عن حياة الرئيس وعمله، الذي بُث أول أمس في مباني الأمة في اطار الاخراج الضخم للاحتفال بيوم ميلاده التسعين. إن من لم يقرأ بعض الكتب في التاريخ الاسرائيلي كان سيحدث عنده انطباع انه يوجد لكل المشروع الضخم، مشروع النهضة وصوغ صورة الدولة عنوان واحد موسوم باسم بيرس، وليس الامر كذلك. ولا تقولوا إنني أتعلق بالصغائر: لقد اختار بيرس وأشياعه ان يعرضوا علينا تاريخ حياته ولم يكتفوا بعرضه على انه الاسرائيلي الأكثر إجلالا اليوم في العالم، بل أعادوا كتابة التاريخ.
    لنبدأ بحرب الاستقلال، ففي حين عرّض كل شاب وشابة في دار الاستيطان العبري وكل ناجٍ من المحرقة رسا على سواحل الدولة التي كانت قد وُلدت قريبا، حياتهم للخطر دفاعا عنها، كان بيرس يشارك في جهد شراء وسائل قتالية، فلم يحارب بالفعل ولم يُعرض حياته للخطر في ميدان القتال. ولنتابع الى تشويه آخر صارخ في الفيلم، إن دافيد بن غوريون هو الذي أمر بالحصول على المعدات لانشاء منشأة ذرية، وكان بيرس المنفذ فقط. لكنه كان يمكن بحسب الفيلم التوصل الى استنتاج ان بيرس هو والد القنبلة الذرية. إنه يستحق في الحقيقة كل ثناء على قدرته التنفيذية لكنه لا يستطيع ان ينسب الى نفسه فضلا ليس له.
    اضافة الى ذلك فان بيرس الذي يريد أشياعه منا ان نؤمن بأنه سعى عشرات السنين في احراز السلام بيننا وبين الفلسطينيين هو أحد الموقعين المركزيين على اقامة مشروع الاستيطان في الضفة، وهو اجراء يبدو انه قضى على امكانية التوصل الى تصالح ما في المستقبل. واليكم شيء شخصي، قبل التوقيع على اتفاقات اوسلو في ايلول/سبتمبر 1993 بيوم التقيت أنا وزميلي ناحوم برنياع مع بيرس في بيته في القدس في مقابلة صحافية كان يفترض ان تنشر بعد ذلك ببضعة ايام. وسمع بيرس معنا من المذياع ان وزير الخارجية الامريكي وورن كريستوفر نجح في اقناع اسحق رابين، الذي رفض قبل ذلك السفر الى واشنطن للمشاركة في المراسم.
    واستشاط بيرس غضبا فقد رأى ذلك محاولة من رابين لسلبه المجد. وطُلب الينا ان نخرج من الغرفة وهاتف بيرس غيورا عيني الذي كان اعتاد ان يتوسط بين رابين وبيرس في اوقات شجارات شخصية شديدة. ‘إما أنا وإما رابين وإلا فانني سأبقى في البيت’، قال بيرس للوسيط المندهش. ‘هذا الرجل حطم حياتي. فهو يطاردني منذ 16 سنة’، قال صارخا. ستسألون كيف عرفنا الحديث؟ حينما عدنا الى أسرة التحرير تبين لنا أننا نسينا اغلاق جهاز التسجيل.
    أظهر بيرس بغضا تاما لرابين ولم يغير رابين ايضا رأيه فيه (‘متآمر لا يكل’). وكل ما عدا ذلك اعادة ترميم للتاريخ. أول أمس في الفيلم صرخ النفاق والرياء من كل مقولة لبيرس في رئيس الوزراء الذي قُتل.
    كان يحسن قبل ان يُتم 120 سنة، وهذا ما أتمناه له، أن يتجه بيرس الى الجواب عن بعض الاسئلة عن حياته التي بقيت بلا جواب عنها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    حكومة ‘ايها العرب اخرجوا’

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    عملية كتابة شعارات وتخريب سيارات، التي وقعت أول أمس في ابو غوش ليست في أرض متنازع عليها في الضفة الغربية، بل في قرية قرب القدس يعيش فيها عرب ويهود جاءت استمرارا لعشرات الاعمال المشابهة التي تمت منذ بداية السنة.
    وقد وقعت العملية بعد يومين من قرار الحكومة عدم تعريف أعمال ‘شارة الثمن’ كمنظمة ارهابية، بل الاكتفاء بتعريف أرق يسمى ‘اتحاد غير مسموح به. وكل ذلك خلافا لموقف وزير الامن الداخلي، اسحق اهرنوفيتش الوزير المسؤول عن معالجة المشكلة، وأغلب الظن يعرف عن كثب خطورتها ويعرف بانها تتطلب معالجة اكثر حزما بكثير.
    الحكومة بقرارها هذا وكذا رئيسها، بنيامين نتنياهو، يطلقان رسالة تقول ان اعمال ‘شارة الثمن’ هي مثابة شقاوة شباب غير مستحبة وغير لطيفة، وفي اقصى الاحوال هي أعمال ‘شغب’ او ‘مشينة’. وكأن هذه ليست جريمة ذات طابع عنصري وذات امكانية هدامة لخرق ميزان التعايش الهش بين اليهود والعرب في المنطقة، مثلما قال المفتش العام للشرطة، يوحنان دنينو، بعد العملية في ابو غوش.
    عندما ينضم هذا القرار الى اقرار قانون مثل ‘قانون حقوق المساهمين في الدولة’، الذي اقر في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، ومشاريع قوانين اخرى اهمها تفضيل المواطنين اليهود على المواطنين العرب فان الرسالة التي تنقل الى عموم الجمهور، بمن فيه ايضا ناشطو اليمين المتطرف، هي ان العرب في اسرائيل ‘مساوون اقل’، ولهذا يمكن المس بهم.
    ان التنديدات التلقائية من كل ألوان الطيف السياسي لاعمال ‘شارة الثمن’ ليست سوى ضريبة كلامية عديمة المعنى، طالما تصبح التفرقة بحق العرب سياسة رسمية منصوصا عليها في القانون، والمس بهم حتى ان لم يكن جسديا بات مباحا حسب سياسة مرتبة.
    على الجمهور في اسرائيل، ولا سيما ذاك الذي يرى نفسه مؤيدا للديمقراطية، سلطة القانون ومبادئ الاخلاق الانسانية الاساس، ان يغير هذا الوضع. عليه ليس فقط ان يندد باعمال ‘شارة الثمن’ المنسوبة الى حفنة من الزعران غريبي الاطوار، ومكافحتها على الجمهور ان يكافح ايضا سياسة التمييز واقصاء العرب التي تقودها حكومة نتنياهو. حكومة تسعى بافعالها الى تطبيق الشعار الذي رش على حيطان ابو غوش ايها العرب اخرجوا’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    لاي الاعراق تنتمي يا سيدي؟ اسيدتي عربية؟

    بقلم:غور مغيدو،عن هآرتس

    دُعيت الى الخدمة الاحتياطية مرة اخرى. وحضرنا إرشادا استعدادا للتوجه الى الحاجز 104 وهو حاجز مدخل طولكرم المقام على جدار الفصل جنوب انعطافة نتسانيه عوز.
    وبيّن القائد ان الجيش الاسرائيلي يريد ان يدعم تطوير الاقتصاد الفلسطيني، فقد كان الفرض ان الانسان الذي له مصدر رزق يكون أقل ميلا للمشاركة في اعمال ارهابية. ولهذا يُمكّن الجيش الاسرائيلي من دخول العرب الاسرائيليين الى طولكرم كي ينفقوا شيئا من المال في الجانب الفلسطيني وليطوروا علاقات تجارية ايضا. ومهمتنا أن نقف عند الحاجز وأن نتحقق من ان كل من يدخل طولكرم عربي. ونعرف ذلك ببساطة بحسب الاسم في بطاقة الهوية أو بحسب المظهر الخارجي، ونتمنى لهم سفرا طيبا. أما اذا جاء يهود فنُبين لهم ان الدخول ممنوع ونمنعهم من الدخول.
    حينما وصلنا الى المكان انتبهت الى أنه عُلقت على واحدة من الكتل الاسمنتية في مركز الحاجز لافتة حمراء كبيرة كُتب عليها ‘المنطقة التي أمامك هي منطقة فلسطينية أ، لا دخول للاسرائيليين فدخول هذه المنطقة مخالفة للقانون’. ولم يكتب احد على اللافتة ‘اسرائيليين ما عدا عربا’ بل ‘اسرائيليين’ ببساطة. وأسكت ضميري بذلك بأنه يوجد فرق موضوعي بين اليهود والعرب، فاليهودي الذي يدخل المنطقة أ يخاطر بنفسه، أما العربي فلا يتعرض لخطر. وبقيت متضايقا من أنه طُلب إلي أن أقف تحت الشمس الحارقة مرتديا درعا واقية وأهتم بأدب سائلا: لأي الأعراق تنتمي يا سيدي؟ أسيدتي عربية؟.
    وطُلب إلي بعد ذلك ببضعة ايام ان أساعد على حراسة رجال شرطة عسكرية قاموا بتفتيش سيارات دخلت اسرائيل من حاجز ‘تئنيم’ المقام على الجدار بالقرب من قرية خربة جبارة. وكان الضابط قائد الحاجز يرشد جنديا شابا بقوله: الأمر سهل في هذه السبيل: تأتي السيارة فتقول سلاما، فتسمع أنه ليست لهم لهجة (عبرية) وتفتح الباب. وفكرت في ان هذا ليس لطيفا، لكن ليس فيه جديد فهذا ما يفعله كل حارس عند مدخل مجمع تجاري.
    وانتبهت بعد بضع دقائق الى ان صف التفتيش في المسار الأيمن أطول كثيرا من الصف في المسار الأيسر (وهو المسار الذي وضع الجندي عنده). ولاحظ أحد السائقين في المسار الأيمن هذا ايضا وبدأ يتقدم الى المسار الأيسر. وبدأت شرطية عسكرية تصرخ به: هالو! ماذا تفعل؟ وقالت في لغة خافتة: ‘العرب الى هنا’. وسارع السائق الى تصحيح سيره وعاد الى مسار العرب.
    وتوجهت الى قائد الحاجز قائلا: قل لي أهذا هو الأمر؟ أمسار للعرب ومسار لليهود؟ ‘نعم’، أجاب ببساطة. ‘والعرب الاسرائيليون ايضا؟’، قلت في إصرار. فأجاب لا يوجد ما يدعو الى أن ينتظر يهود لا نفتش سياراتهم في الصف. لكنني قلت متحصنا في موقفي: لكن لا يمكن ان يصدر الجيش الاسرائيلي أمرا كهذا، لو قلت إن الامر العسكري يقضي بأن يوجد صف للمواطنين الاسرائيليين وصف للفلسطينيين لصدقتك. فأجابني: إن الامر العسكري المكتوب يقول إن من يملك ‘سمة ساكن’ يمر في المسار السريع. فقلت: لكن هذا الذي مر في هذه اللحظة لم تكن له سمة، فأجاب قائد الحاجز: صحيح لكنك ترى انه يهودي أليس كذلك؟
    واحتد الجدل ورفضت الاستمرار في المشاركة في حراسة الحاجز وشكاني الضابط بسبب ذلك لقائد سريتي الاحتياطية. وأظهر أودي قائد السرية تفهما لسلوكي، لكنه حاول ان يقنعني بأن الفصل مناسب. وتعلق تفسيره الرئيس بأمن اليهود الذين يمرون من الحاجز، فقد زعم أنه اذا انتظر اليهود في المكان زمنا طويلا فسيكونون هدفا ساكنا لمنفذي العمليات، ولهذا ينبغي تقصير مدة بقائهم هناك بواسطة مسار سريع.
    مع كل الاحترام لهذا التفسير أقول انه يوجد حل أقل ضررا، وهو زيادة القوة العاملة في الحاجز واستعمال مسارات تفتيش اخرى، بحيث يضاءل وقت الانتظار على الحاجز الى الصفر لكل الناس من اليهود والعرب معا.
    أصبح لدي انطباع ان الجيش الاسرائيلي لم يفكر كما ينبغي في الفصل العنصري في هذين الحاجزين، وأن الأوامر صدرت بصورة مرتجلة. ويوجد على ذلك دليلان، الاول انه أُقيمت عند الحاجز 104 لافتات كبيرة بارزة تقول ‘ممنوع دخول الاسرائيليين’. فلو ان الجيش الاسرائيلي كان مقتنعا بحل الامر الذي يميز بين مواطني اسرائيل اليهود ومواطنيها العرب لصيغت اللافتة صياغة مختلفة بيقين (أو لأزيلت اللافتة من مكانها على الأقل).
    والثاني انه يتبين من كلام قائد حاجز ‘تئنيم’ ومن كلام أودي قائد السرية الذي عمل قائد المنطقة، ان الجيش الاسرائيلي يعرض أمرا واحدا في الأوامر العسكرية المكتوبة (الفصل بالاعتماد على ‘سمة ساكن’)، ويطبق في واقع الامر أمرا آخر (الفصل على أساس عرقي).
    اذا كان الجيش الاسرائيلي يرى ان مسارات الانتظار المنفصلة لكل عرق هي أمر مناسب واخلاقي فلماذا لا يفعل ذلك بصورة مكشوفة؟ يؤسفني أنني أعتقد ان اصدار الأمر العسكري شفهيا يرمي الى التمكين من طرح المسؤولية على الضباط الصغار وهذا تكتيك معروف للجيش الاسرائيلي، ففي اليوم الذي سيبحثون فيه عن مذنبين ستُلقى فيه المسؤولية على قائد الحاجز وجنوده الذين لم ينفذوا الأمر المكتوب. ولن يفاجئني ان يكون هذا هو رد الجيش الاسرائيلي على نشر هذا الكلام.
    إن الأمر الأكثر إقلاقا في نظري هو ان أكثر رفاقي في السرية الاحتياطية، وهم اسرائيليون صالحون وذوو اكتراث (وأقول هذا حقا بلا تهكم)، ظلوا غير مبالين بالفصل العنصري. ولم يفهم أكثرهم حقا ما الذي يغضبني. لو أنه وجدت لافتة تقول: اليهود الى اليسار والعرب الى اليمين لربما أثار فيهم ذلك تداعيات غير طيبة وحتى لو لم يتغير رأيهم آنذاك كانت بطونهم ستؤلمهم شيئا ما.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    كان الاحتفال بيوم ميلاد بيرس التسعين مليئا بالكذب والتضليل والخداع

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    كان الاحتفال بيوم ميلاد شمعون بيرس احتفالا غير اخلاقي. فلو أننا تجاهلنا ايضا التظاهر وفجاجة الذوق وعبادة الشخص والابتذال وكانت كلها بمقادير تحرج نيكولاي تشاوتشيسكو لكان ذلك احتفال أكاذيب. إن قنوات التلفاز التي اتحدت لبث عرض التملق كان يجب ان تُحذر المشاهدين على الأقل من أنه غير مخصص للفتيان، لئلا تفسد نفوسهم.
    لم يكن هذا الاحتفال اخلاقيا لأنه كان فيه كل شيء عدا الحقيقة التي كُنست تحت بساط مباني الأمة. كانت أكاذيب أكاذيب وأضاليل أضاليل ملفوفة بسولفان شارون ستون وبيل كلينتون بنصف مليون دولار.
    لنبدأ بعنوان ‘مؤتمر الرئيس′ الذي تم الحفل تحت ردائه: ‘نتجه الى الغد’. إن دولة لا تعلم الى أين تتجه ولا تعرف ماذا سيحدث لها في غضون عقد وماذا تريد وكيف تنوي احراز أهدافها غير الواضحة، تعقد مؤتمر رئيس يتناول الغد. إن غد المؤتمر كغد عروسه، هو غد النانو تكنولوجيا والبقاء وبحوث الدماغ.
    وهذا حسن، لكن يجب قبل التأثر بهذا الحلم البراق بلحظة أن نتذكر المسائل الوجودية التي هي أكثر إقلاقا ولا ذكر لها. هل تريد هذه الدولة ‘المتجهة الى الغد’ أن تكون علمانية أو دينية، وهل تريد ان تكون غربية أو شرق اوسطية، ومحتلة أو عادلة، ويهودية أو ديمقراطية؟ وهل تريد الاستمرار في الاحتلال الى الأبد، وهل تنوي ان تمنح رعاياها حقوق مواطنة؟ لا أحد يعلم. حسبُنا أغنية ‘بيبول’ لبربارة سترايساند وبالتحية المحرجة من ضابطة الجيش الاسرائيلي، وهي حفيدة ناجيين من المحرقة بالطبع كي تُنسيا كل ذلك.
    عُرض عريس الفرح على أنه رجل الرؤية والسلام. وهذا ايضا حسن لكن ماذا عن الحقيقة؟ لكن رجل السلام الذي حضر الاحتفال بيوم ميلاده زعماء المعمورة، وفيهم رئيسا ألبانيا ورواندا لم يحضره سياسي عربي واحد حتى، ولا فلسطيني واحد للطب، ما عدا ولدا لطيفا عولج بنجاح في مستشفى اسرائيلي على أن ذلك تفضل على آلاف الاولاد الفلسطينيين الذين قتلتهم أو جرحتهم دولة اسرائيل وهي دولة بيرس ايضا.
    قال بيرس في خطبته ‘لندعُ الله معا من اجل غد سلام’، وقد أصاب قلب الحقيقة لحظة واحدة لأن إسهامه في السلام تلخص في الحقيقة بالأدعية (والخطب)، بل إنه أنشد أنشودة للسلام في المسيرة التي قُتل فيها اسحق رابين و’أعطوا السلام فرصة’ في الاحتفال بيوم ميلاده. وهو الشخص الذي كان في كل مفترقات القرارات الحاسمة يتحمل مسؤولية ثقيلة عن وضع الدولة اليوم. وأضرت قدرته على التضليل وعرضه للدولة بموهبة فنان على أنها باحثة عن السلام باسرائيل بقدر لا يقل عن مشروع الاستيطان الذي هو مسؤول عن انشائه ايضا.
    كان يجب على من ذكروا طول ايامه واعماله التي لا تُحصى، والذين جعلوا الدولة هو، وهو الدولة كان يجب عليهم ان يحاسبوه على وضعها في سنتها الـ65 ولا يقل الكُره لها عن الكُره لكوريا الشمالية وايران.
    وتكمن هنا ايضا أكذوبة اخرى، فقد كان يُخيل إلينا لمساء واحد ان اسرائيل ليست فقط الأكثر عدلا في المعمورة، بل الأكثر تأييدا لها في المعمورة ايضا. ويكفي عدد من نجوم السينما الامريكيين بالطبع وعدد من زعماء الماضي للطمس على حقيقة أن اسرائيل لها من الذين يقاطعونها اليوم أكثر من كل دولة اخرى تقريبا. وليس هذا التضليل اخلاقيا. وكذلك ايضا من عرض بيرس على أنه حبيب الشعب وأن أكثر الذين يتأثرون الآن بعمره وحكمته لم يصوتوا له قط. فليس من الاخلاقي الكذب في الوقت المستعار.
    في أواخر الألفية الماضية اجتمع اصدقاء لبيرس للاحتفال بيوم ميلاده الخامس والسبعين. وتم الحفل المتواضع في بيت صاحب دار النشر المحب للكتاب أهاد زمورة. ولم تحضر ‘حبيبة حياة’ بيرس سونيا كعادتها، وجلس في مرج في القرية الزراعية نير تسفي آنذاك عدد من المثقفين والأدباء وقليل من الساسة. كان بيرس يُصور آنذاك على أنه سياسي في نهاية طريقه وبقي ذلك المساء لا يُنسى لأنه كان مساء حقيقة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    استعداد الحكم الجديد في طهران للمساومة قد يفتح المجال لصفقة امريكية اوروبية ايرانية

    بقلم:دان الدار،عن هآرتس

    مسألة النووي الايراني قد تتخذ انعطافة سريعة في أعقاب انتخاب حسن روحاني رئيسا للجمهورية الاسلامية الايرانية. ولم تمر سوى بضعة ايام منذ صدور نتائج الانتخابات، وها هو العالم يغرق في جملة من الانباء والتقديرات عن تغيير مرتقب ايجابا في السياسة النووية لطهران. وجاءت البشرى الاخيرة على لسان وزير الخارجية الروسي، الذي أعلن عن استعداد ايران لتقييد تخصيب اليورانيوم في منشآتها. ومن المتوقع الان تقدم مهم في محادثات النووي العرجاء، التي تديرها الجمهورية الاسلامية مع معارضي تعاظمها النووي.
    عشية الانتخابات للرئاسة الامريكية اواخر العام الماضي نشر أمر وجود اتصالات سرية بين الولايات المتحدة وايران في المسألة النووية. وعليه فان بيانا ايرانيا امريكيا عن قرار طهران تجميد برنامجها النووي العسكري واستعدادها لاستبداله ببرنامج مدني تحت رقابة دولية وثيقة، ليس سيناريو عديم الاحتمالية في الظروف السياسية الجديدة المتبلورة في ايران. للولايات المتحدة مصالح واراء سياسية خاصة بها في منطقتنا: وهذه لا تتماثل بالضرورة مع مصالح وآراء اسرائيل، وتطبيقه قد يكون متعارضا ايضا مع سياسة حكومة اسرائيل الحالية.
    ان موافقة ايرانية على هجر تحولها النووي العسكري كفيل في المدى الفوري ان يسهل على القلق الامني الاسرائيلي، ولكنه في نفس الوقت قد يضع اسرائيل امام جبهة دبلوماسية جديدة، معقدة وطويلة في كل ما يتعلق بامكانية الردع النووي المنسوب لها حسب مصادر أجنبية. فالمعركة الدولية التي أدارتها اسرائيل لتعطيل البرنامج النووي الايراني قد تحقق هدفها وتجعل أمرا لا داعي له اتخاذ خطوة عسكرية اسرائيلية ضد ايران، ولكنها ستطرح بكل حدتها مسألة المقابل الامريكي لايران في اطار الاتفاق الذي قد يتبلور بينهما.
    لا ريب أنه ستخف العقوبات الاقتصادية الامريكية والاوروبية على ايران حتى الغاؤها التام، ولكن لا ينبغي أن نستبعد ان تدفع امريكا واوروبا لايران الثمن بعملة اسرائيلية (وليس المقصود بالشيكل) ليكون هو ايضا جزءا من الصفقة بين واشنطن وطهران.
    اذا ما استجاب الحكم الجديد في طهران بالفعل للاغراء الامريكي، وعلى نحو مفاجئ تماما لاسرائيل، فان اسرائيل قد تتعرض لضغط دولي شديد للغاية للموافقة على تجريد الشرق الاوسط من السلاح النووي. وسيلزم هذا الضغط قادة اسرائيل الى مواجهة معضلة الغموض النووي، اي الاعتراف (ام لا) بوجود الردع النووي المنسوب له. ومعقول انه في اطار الضغط السياسي والدبلوماسي على اسرائيل في هذه المسألة ستلعب ايران ومصر دورا مركزيا.
    حلاقة شعر شمشون كان هدفا مركزيا للدبلوماسية المصرية على مدى كل فترة حكم الرئيس مبارك، ومعقول أن يكون النشاط من أجل هذا الهدف برنامجا مشتركا للتقارب بين الدولتين الاسلاميتين. فرغم التوتر بين مصر وايران في المسألة السورية، فان نشاطهما المشترك بموافقة الولايات المتحدة، وتأييد القوة العظمى الوحيدة الى جانب الاتحاد الاوروبي بخطوات تجريد الشرق الاوسط من السلاح النووي قد يدفع في مدى السنوات القريبة بكرة المسألة النووية من الملعب الايراني الى الملعب الاسرائيلي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    رحلة الى الحدود التركية ـ السورية

    بقلم:أنشل بابر،عن هآرتس

    أول ما يلاحظه المرء عند الدخول الى مدينة ديار بكر هو زخم البناء الهائل. أرتال من الجرافات والاليات الضخمة تشق الطرق ومئات أبراج السكن تبنى في أرجاء المدينة الكبرى في الاقليم الكردي جنوب شرق تركيا. وفي نظرة ثانية يرى المرء جموع المدمنين على المخدرات ينبطحون على مدى ساعات النهار في كل حديقة عامة، في زوايا الشوارع وفي بوابات سور المدينة القديمة الهائل. المدمنون على المخدرات هم الدليل الاوضح الذي تبقى من نحو ثلاثة عقود من الحرب المضرجة بالدماء بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني المعروف أكثر بالاحرف الاولية من اسمه الـ’ ب.ك.ك’.
    المدمنون هم في معظمهم لاجئون جاءوا الى ديار بكر من الاف القرى الكردية التي هجرت في سنوات القتال. وهم لم يجدوا عملا في المدينة، ولكن المخدرات الرخيصة كانت وفيرة. واتهم الحكم التركي الـ ‘ب.ك.ك’ في أنه مول اعماله من تجارة المخدرات، وبالمقابل، اتهمت منظمات المعارضة الكردية ضباطا أتراكا كبارا بادارة شبكات تهريب المخدرات. وعلى حد قولهم، كانت للسلطات مصلحة في تخدير الشباب الاكراد. ولكن يبدو أن الطرفين شاركا في التجارة. عمليات استعراضية للشرطة التركية في السنتين الاخيرتين، وضعت فيها اليد على الاف الكيلوغرامات من الهيروين والماراغوانا، لم تغير حقيقة أن ديار بكر هي مركز عالمي لتجارة المخدرات. وقد انتهت حملة الارهاب الكردية والقمع الاجرامي التركي رسميا، ولكن عشرات الاف المخدرين في شوارع المدينة بقوا إرثا للحرب.
    قبل ثلاثة اشهر نشر الزعيم المحبوس لحزب العمال الكردي، عبدالله اوجلان بيانا عن انهاء الكفاح المسلح ضد تركيا. وأعلن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان عن عملية المصالحة، ومئات الاف الاكراد ملأوا شوارع ديار بكر وهتفوا للسلام. وتدفع الحكومة الان مبالغ هائلة نحو تنمية المدينة والمنطقة، واختفت الحواجز العسكرية على الطرق المركزية في الاقليم، ولم يعد الجيش يظهر في الشوارع. بعض من افراد الشرطة لا يزالون يقودون سيارات جيب محصنة، ولكن معظمهم باتوا يسافرون في سيارات دورية عادية.
    مصالح عديدة حركت الطرفين للاتفاق على وقف النار والمواظبة في عملية المصالحة ليس فقط تعب ملايين المواطنين الاكراد من العنف الذي لا يتوقف والرغبة في تنمية المنطقة المهملة. فتركيا توثق علاقاتها مع الحكم المحلي لاقليم كردستان في شمال العراق، وفي الشهر القادم سيدشن انبوب نفط جديد، مليونا برميل نفط ستتدفق فيه كل يوم في غضون بضع سنوات، يفترض بها أن توفر كل احتياجات الطاقة للاقتصاد التركي المزدهر. وتخدم الشراكة التركية في تنمية حقول النفط الهائلة للعراق (مع مستثمرين من الصين) الطرفين إذ تمنح الحكم الكردي الاقليمي درجة من الاستقلالية عن الحكم الشيعي المركزي في بغداد، وتهدئ ايضا الاصوات للاستقلال الكردي داخل تركيا.
    مَن مِن شأنه أن يخرق هذه الحالة المثالية هو الضلع الثالث في الامة الكردية سورية. في الاسابيع الاخيرة اصبح الاقليم الكردي في شمال شرق سورية، الذي حافظ في السنتين الاخيرتين على هدوء نسبي، ساحة صراع عنيفة بين حزب PYD ، الجسم الكردي السياسي المركزي في سورية، والثوار السوريين الاسلاميين. فـ PYD يتهم من بداية الحرب الاهلية في أنه يتعاون مع نظام الاسد ورجاله يسيطرون على مواقع أخلاها الجيش السوري قبل سنة. ويعتبر الـ PYD حليفا لـ ‘ب.ك.ك’ وحزب PUK العراقي، المعارضة المركزية للحكومة الكردية برئاسة مسعود بارزاني.
    وتوسط بارزاني بين الاحزاب الكردية السورية الاخرى كي يخلق المجلس الكردي الوطني الذي سيحاول الدفع الى الامام بسياق من الحكم الذاتي الكردي، ومنع الحرب الاهلية من المس بالمنطقة الكردية. ولكن في هذه الاثناء، بقي هذا الجسم ضعيفا وعديم القوة العسكرية ذات المغزى.

    في محاولة استفزاز لتركيا وبارزاني، رفع رجال PYD اعلان الـ ‘ب.ك.ك’ على مبانٍ عامة تحت سيطرتهم. وأدى الاستفزاز الى تهديد من جانب رئيس الوزراء اردوغان، بانه ‘لن يسمح باقامة شبكة ارهاب’ على حدود تركيا، الامر الذي فسر كتهديد بالهجوم.
    ‘تركيا تحاول التعامل مع الاكراد على أساس فرق تسد’، قال ناشط كردي يتماثل مع ال’ ب.ك.ك’ طلب عدم ذكر اسمه. ‘هم يواصلون سياسة عشرات السنين من قمع الشعب الكردي والان رغم الاحاديث عن السلام، فانهم مستعدون لمقاتلة الاكراد في سورية اذا ما رفعوا الرأس′.
    أكراد كثيرون في تركيا مقتنعون بانهم اذا أعربوا عن تضامنهم مع الاكراد في سورية، فانهم سيتعرضون للاعتداء ليس فقط من قوات الاسد، بل وايضا من الشيعة من لبنان ومن العراق، بدعم الايرانيين. ويقول الناشط ‘مع أن اردوغان بطل كبير ضد الاسد، ولكنه لن يحمينا من حزب الله’. ومن الجهة الاخرى يدعي معارضو الـ ‘ب.ك.ك’ ضدهم بانهم عقدوا حلفا مع الاسد وايران. خليل، لاجئ كردي وصل الى تركيا قبل بضعة اسابيع من مدينة القامشلي في سورية، القريبة من مثلث الحدود سورية تركيا العراق، يدعي انه ‘في المدينة يوجد منذ الان شيعة من العراق وضباط ايرانيون وهم يقاتلون ضد المنظمات الكردية المؤيدة للثوار’.
    لمخاوف اردوغان من انتشار التوتر الكردي الداخلي في الطرف السوري الى تركيا يوجد أساس. فالنظام الشيعي في العراق يحاول السيطرة على مشروع النفط، وسيسر ايران ان تنتقم من تركيا على دعمها للثوار في سورية، وبين الاكراد الاتراك لا يزال هناك كثيرون يشعرون بان تصريحات المصالحة الصادرة عن اردوغان هي من الشفة وخارجا. أحمد قدير، طالب في البلدة الجبلية مردين نحو 30 كم عن الحدود السورية، يدعي ان التمييز ضد الاكراد في تركيا لم ينتهِ’. مردين، التي مثل مدن اخرى في المنطقة كثيرة المباني التاريخية القديمة تشهد الان فترة ازدهار مع وصول الاف السياح وافتتاح الفنادق الجديدة. ولكن قدير يدعي ان ‘من يستفيد من هذا اساسا هم الاتراك من اسطنبول وليس الاكراد المحليين’.
    وينظر الكثير من الاكراد بشك الى الخطط الكبرى لحكومة أنقرة لتنمية المنطقة. مشروع سد اليسو مثلا يفترض ان يسمح بري اراض واسعة في المنطقة، ولكنه يهدد ايضا باغراق مواقع تاريخية في البلدة القديمة حسنكيف. كما تخطط الحكومة لاقامة قاعدة اخرى للجيش التركي في الاقليم. وبالمقابل فان الكثيرين ممن تعبوا من سنوات القتال يدعون ان اغلب الاكراد معنيون الان بالاقتصاد وبالتنمية، وليس باحلام الاستقلال. وعلى حد قولهم، فان الاكراد في معظمهم لم يؤيدوا في اي مرحلة الـ ‘ب.ك.ك’.
    ‘السد سيجلب ازدهارا هائلا للمنطقة’، يقول مدير شركة سياحية في ديار بكر، محمد عريف. ‘خسارة أن هذا سيضر بعدة مواقع تاريخية، ولكن أغلب الناس هنا يريدون ببساطة أن تتقدم المنطقة وتتمتع بالازدهار القائم في باقي تركيا. نحن لا نحب اردوغان، ولكننا لن نقف في طريقه حتى لو قرر ضرب عدة ارهابيين أكراد سوريين يحاولون تدميرنا جميعا’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    موجة كبرى متطرفة تجتاح الدولة من اليمين

    بقلم:شالوم يروشالمي،عن معاريف

    أمور غريبة تحصل في الشؤون السياسية في الاسابيع الاخيرة، فقد بدأ هذا مع نائب وزير الدفاع داني دنون الذي أعلن أن كل المسيرة السياسية هي عمليا خدعة من نتنياهو. واستمر هذا مع الوزير نفتالي بينيت الذي اقترح التعاطي مع الفلسطينيين كشظية. وتواصل مع نائب وزير الخارجية زئيف الكين الذي أعلن بانه يتفق مع بينيت، ولكنه يفترض به، لاسفه، ان يعرض سياسة اخرى. وتواصل مع اللوبي من أجل بلاد اسرائيل الذي اقامه رئيس الائتلاف يريف لفين ونائبة الوزير تسيبي حوتوبيلي، حيث ظهر كل كارهي فكرة الدولتين على اجيالهم.
    حيال هذه الموجة، سواء كانت عكرة أم لا، يكاد لا يكون هناك سياسيون يقفون في وجهها. في الائتلاف يكاد يكون الجميع يفكرون مثل بينيت ودنون. فهم يمقتون المسيرة السلمية بصفتها هذه، ويقلقون من مجرد فكرة المضي قدما في المفاوضات السياسية او اللقاء مع الفلسطينيين في بحث سياسي، او حتى في حديث عادي غير ملزم. هكذا نتنياهو وليبرمان ويعلون ومعظم الوزراء، نواب الوزراء واعضاء الكنيست. فقط لا تقولوا لهم محادثات سياسية، تنازلات، اخلاء مستوطنات، خطوط 67. هذا الخطاب ليس مرغوبا فيه ضارا، يجب التملص منه، سيقولون. ربما فقط الوزيرة تسيبي ليفني والنائب عوفر شيلح يفكران خلاف ذلك.
    للمسيرة السلمية، إذن، لا يوجد زخم لان احدا لا يريد أن يحركها حقا. كما أنه لم يكن ليئير لبيد في اي مرة من المرات دافع سياسي حقيقي، ولهذا فان النواب من حزبه يشاركون في ندوة اللوبي من أجل بلاد اسرائيل، التي هدفها احلال السيادة الاسرائيلية على يهودا والسامرة. كما أن المعارضة الرئيسة، تلك التي تقودها شيلي يحيموفيتش، عديمة الدافعية في الموضوع السياسي وتكرس نفسها لمواضيع الميزانية. اضيفوا الى هذا المصاعب التي يضعها الفلسطينيون وستحصلون على جمود حتى جون كيري لا يمكنه ولن يكون بامكانه اذابته.
    في الوضع (الغريب) الذي نشأ ينهض رجال أمن في الماضي وفي الحاضر كي يحذروا. مئير دغان، رئيس الموساد السابق، استجدى امس في مؤتمر الرئيس بعض المبادرة السياسية التي تنقذ المنطقة من اضطراب عظيم. كل رؤساء المخابرات السابقين انتجوا عمليا فيلم ‘حماة الحمى’ ورووا كيف نحن نبدو وماذا ينتظرنا في المستقبل. وأمس انضم اليهم قائد المنطقة الوسطى، نيتسان الون. بحكم منصبه تحدث بحذر وحذر قائلا: ‘ان ضبط النفس الفلسطيني قد ينتهي قريبا. اذا لم تستأنف المفاوضات سيطرأ تصعيد’.
    الون، كريه نفس المستوطنين، سار على الحافة التي بين السياسي والعسكري. ولهذا السبب توجد أصوات، ولا سيما في اليمين، تدعو الى تنحيته. وأمس هاتفت النائب عمرام متسناع. قبل 25 سنة كان قائد المنطقة الوسطى في زمن الانتفاضة الاولى. وقال متسناع في حينه ذات الامور التي يقولها الون اليوم، وحذر من التصعيد اذا لم يكن هناك تقدم سياسي. فقد ادعى متسناع بان قيادة المنطقة يمكنها أن تخفض درجة الحرارة، ولكن ليس للمشكلة حل عسكري، بل سياسي فقط. واليوم واضح انه كان محقا. متسناع قال ذلك في الحكومة. الوزير ارييل شارون طلب في حينه كم فاه. اما وزير الدفاع اسحق رابين فلم يعقب. رئيس الاركان دان شومرون هدد بالاستقالة بنفسه، اذا ما ذهب متسناع. متسناع غادر في النهاية الجيش وواصل كما كان متوقعا طريقه في احزاب اليسار. معقول الافتراض بان اللواء الون سيجد نفسه في هذا الجناح من الخريطة، مثل معظم رجال الامن قبله.
    السؤال هل ما قاله نيتسان في الاستعراض للمراسلين الاجانب هو في اطار قيود المنصب، منسق مع وزير الدفاع ورئيس الوزراء أم انه جاء هو ايضا ليحذر الدولة مما ينتظرها في اعقاب الجمود الذي يفرضه السياسيون. ليس عنده جواب قاطع على هذا السؤال. اقترح فقط الانتباه لما يقوله الون، قائد سييرت متكال سابقا. فهو يأتي بنية صافية. كما أنه يعرف عما يتحدث. الحكمة السياسية والامنية لا تتجمع ايضا في نطاق عوزي لنداو، دنون والكين.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 320
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:53 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 319
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:52 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 318
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:52 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 253
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-03, 10:56 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 246
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:42 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •