النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 376

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 376

    اقلام واراء اسرائيلي 376
    26/6/2013

    في هــــــذا الملف


    الحرب الاهلية في سورية تنتقل الى غلاف غزة
    بقلم: أساف جبور ،عن معاريف

    خشية من حيلة لابو مازن
    بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    ماذا بعد عشرين سنة على اوسلو؟
    بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت

    الاسلاميون هم الذين يتصدرون اليوم مواقع القوة ويفرضون التطرف
    بقلم: إيزي لبلار،عن اسرائيل اليوم

    تصفية حسابات داخلية بين حماس والجهاد الاسلامي
    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس

    الردع في غزة قائم رغم اطلاق الصواريخ
    بقلم: يوآف ليمور،عن اسرائيل اليوم

    بين ‘شارة الثمن’ وعوفاديا يوسف
    بقلم: عيديت شبيرن ـ غتلمان،عن هآرتس

    يوجد في المجتمع الاسرائيلي عداء كبير للعرب
    بقلم: موشيه آرنس،عن هآرتس


    الحرب الاهلية في سورية تنتقل الى غلاف غزة
    بقلم: أساف جبور ،عن معاريف
    ظاهرا وجهت ستة صواريخ غراد، التي اطلقت ليلة أول من أمس من قطاع غزة نحو بلدات الجنوب. عمليا اشار اطلاق الصواريخ الى واقع جديد آخذ في التجسد في ميزان القوى في الشرق الاوسط. واقع يبدأ في سورية ويمر عبر لبنان ليصل حتى قطاع غزة. بعد سنوات من العيش في ظل حماس، المنظمة الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة، ومولت على مدى السنين من قبل الراعين في دمشق وطهران، وبعد التسليم الاضطراري باتفاقات التهدئة، التي وقعت بين حماس واسرائيل في أعقاب حملة ‘عمود السحاب’ في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ترفع منظمة الجهاد الاسلامي الان الرأس وتسعى الى التنكر لمن اعتبر حتى وقت أخير مضى حكام القطاع.
    العلاقات بين المنظمتين الاسلاميتين السنيتين في غزة شهدت ارتفاعات وانخفاضات. فقد سعت الجهاد منذ البداية الى اتخاذ طريق اكثر عنفا، وعارضت بشكل اساسي التفاهمات التي تمت مع ‘العدو الصهيوني’. ومع ذلك، فهم زعماؤها طالما بقيت حماس تسيطر على غزة، ليس لهم فرصة حقيقية لتغيير السياسة العسكرية تجاه اسرائيل.
    غير أن الواقع المتغير أدى ايضا الى تغيير في موقف الجهاد. فالقرار الاستراتيجي لحماس في الوقوف في وجه الرئيس السوري بشار الاسد مع بداية الحرب الاهلية، بدا في الظاهر منطقيا تماما، فقد كان يفترض بالاسد أن يكون في حينه حجر الدومينو التالي الذي سيسقط، في اللعبة التي اسقطت من قبل زعماء تونس، ليبيا، مصر واليمن. وهكذا فان خيار زعماء حماس الانتقال الى حضن الاخوان المسلمين، الذين استقروا في قصر الرئاسة في القاهرة، كان واضحا.
    ولكن في حماس لم يتوقعوا التجند الايراني لصالح بقاء الطاغية السوري، ولا ايضا قوة الذراع التنفيذية لحزب الله الذي هرع الى انقاذ النظام في دمشق. والنتيجة الحالية هي أن حماس تدفع غاليا الثمن على هجر محور ايران حزب الله سورية. واعترف نائب وزير الخارجية في حكم حماس، غازي حمد، مؤخرا بان الاموال لا تصل من طهران الى غزة مثلما في الماضي.
    الانتقاد الذي وجهته منظمة حماس لنشاط منظمة حزب الله الشيعية في سورية، ولا سيما ضد السكان المحليين السنة، أدى هو ايضا الى ضرر شديد في العلاقات التي نشأت بين نظام آيات الله وقادة حماس. وفي الجهاد الاسلامي استغلوا الفرصة التي وقعت في طريقهم واعلنوا بانهم يواصلون دعم المنظمة اللبنانية. احمد المدلل، المسؤول الكبير في المنظمة صرح قائلا: ‘علاقاتنا مع حزب الله تبقى قوية ونحن نعمل من اجل هدف واحد ابادة العدو الصهيوني’.
    ولشعورهم بالاهانة من محاولات مغازلة منظمة الجهاد الاسلامي في طهران، سعوا في حماس الى فرض النظام في الداخل. موجة اعتقالات عادية في قطاع غزة تعقدت عندما قتل احد ناشطي الجهاد الاسلامي، رائد جندية، برصاصة في رأسه. وفي حماس ادعوا بانه قتل برصاصة انطلقت من مسدسه الخاص، وانه يحتمل أن تكون هذه عملية انتحار.
    اما رجال الجهاد الاسلامي فرفضوا هذه الادعاءات واشاروا الى منافسيهم في حماس كمن يقفون خلف التصفية. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد أول أمس في قطاع غزة قرر خضر حبيب، من قادة الجهاد الاسلامي ان القتل تم على ايدي منظمة حماس واضاف: ‘قررنا وقف الاتصالات مع حماس′.
    ساعات قليلة بعد ذاك المؤتمر الصحافي اطلق وابل من الصواريخ نحو اسرائيل، وسرايا القدس ـ الذراع العسكرية للجهاد الاسلامي، مشتبه فيها باطلاقها. وردا على ذلك طلب رئيس وزراء حماس في غزة، اسماعيل هنية، من الفصائل الفلسطينية البقاء موحدة ضد العدو الحقيقي ـ اسرائيل. وأعرب عن اسفه امام الجهاد الاسلامي على موت الناشط وأضاف: ‘العلاقات بين حماس والجهاد الاسلامي تقوم على اساس مسيرة طويلة مشتركة. كتف بكتف قاتلنا في المقاومة’.
    اضافة الى ذلك، وعد هنية بان تزيد حكومته الاتصال مع قيادة الجهاد وأعلن عن اقامة لجنة تحقيق تدرس ملابسات موت الناشط. وقال هنية: ‘محظور علينا ترك المقاومة للاحتلال وبدء خلاف داخلي’. وفي هذه الاثناء تعطي جهوده للمصالحة ثمارها. خالد البطش، من كبار الجهاد الاسلامي أعلن امس عن لقاء لجان مشتركة بين المنظمتين بهدف منع احتدام الازمة.
    ‘توجد لقاءات مشتركة بين مسؤولي منظمتنا وطواقم من وزارة الداخلية لحماس′، هكذا كشف البطش النقاب واضاف في تهديد حذر يقول: ‘تلقينا تعهدا من هنية بان يعمل حسب قرارات لجنة التحقيق ويطبقها بشكل فوري’. ومع ذلك، حتى لو كان الخلاف الحالي مع حماس سيصل الى حل، واضح للجميع بان هذه منظمة جهادية اكثر تطورا وقوة، ستبقى معارضة غير هادئة لحكم حماس في القطاع.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    خشية من حيلة لابو مازن

    بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
    تُلصق بكل مرحلة تقريبا من التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني الذي كان يجري في مد وجزر منذ أكثر من عشرين سنة، على نحو عام كلمتان لتمييزها. فحينما تنتهي الجولة الى فشل تغرق في هاوية النسيان. أما الجولة الحالية فتجري والى جانبها كلمتا ‘لعبة اتهام’.
    تستعمل مصادر اسرائيلية رفيعة المستوى هاتين الكلمتين لوصف سلوك أبو مازن في الاسابيع الاخيرة. فبعد ‘لا’ بعد ‘لا’ وشرط بعد شرط، بدأ رئيس السلطة الفلسطينية يقول لزواره، إنه يريد ان يلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرة واحدة من دون تخل عن شروطه المسبقة.
    يرى الاسرائيليون أن ليس الحديث عن رغبة في اجراء تفاوض حقيقي، فليس لأبو مازن رغبة في ان يجتمع هو ونتنياهو في خيمة في الطريق الى رام الله، يمكثان فيها قدر المطلوب الى أن ‘ينبعث دخان ابيض’. ولن يدعى أفرقاء عمل للبحث في التفصيلات.
    فهو يريد في الحاصل العام، وهذه هي وجهة النظر الاسرائيلية، أن يزعم أنه التقى مع نتنياهو وان الاسرائيليين غير معنيين بالتفاوض، وان يتجه عند ذلك الى الامم المتحدة ويبتز تنديدات كما فعل هذا الاسبوع في اليونسكو.
    يخشى نتنياهو هذه الامكانية، لكن اسرائيل مسجونة في موقف لا تستطيع فيه ان تقول ‘لا’ للقاء مع أبو مازن، وهو مستمر على التمسك بشروطه لكنه لا يُبرزها.
    لا توجد عند نتنياهو صعوبة في ان يوافق. قدّر نفتالي بينيت، مثل بني بيغن وآخرين في الحكومة السابقة أنه لن ينتج شيء أصلا عن هذه الاتصالات التي ليست هي أكثر من ‘لعبة اتهام’، ولهذا لن يقف في طريق رئيس الوزراء الى الخيمة في رام الله. ولا اليمين في الليكود ايضا الذي جرب اوضاعا مشابهة منذ 2009، هذا الى ان هذه الخطوات ستكون ذريعة سهلة ليئير لبيد وتسيبي ليفني للبقاء في الائتلاف، من دون ان يعتبرا رافضين للتفاوض.
    يمكن آخر الامر ان نرى هذا الامكان على انه جولة اخرى في التصور الذي صاغه موشيه يعلون في كتابه الذي تناول الحاجة الى ادارة ازمات لا يمكن أصلا حلها في المستقبل القريب.
    غير ان اسرائيل تخشى ‘لعبة الاتهام’ تلك التي سيخرج الفلسطينيون منها منتصرين لأنهم سيتمتعون مسبقا بتأييد أوسع في وسائل الاعلام الدولية وعدد من المؤسسات والجامعات في الغرب. ولذلك فان كل شيء الى الآن هو بمنزلة بالونات تجارب.
    لم يسقط جون كيري الى الآن في شبكة اللقاء مع رئيس الوزراء نتنياهو التي بسطها أبو مازن عند قدميه. فقد بيّن للفلسطينيين ان الولايات المتحدة تشك أنهم يقصدون الى ‘لعبة اتهام’ لا الى تفاوض جدي.
    كم سيتمسك كيري بموقفه الانتقادي من الفلسطينيين؟ إن جميع جولات محادثاته في الشرق الاوسط تشبه مسابقة شد حبل، فالقدس في مقابل رام الله والامريكيون هم المنديل المعلق في الوسط.
    ألقاء؟ أتجديد التفاوض؟ كل شيء لم ينضج بعد كما يقول اسرائيليون كبار ولا يوجد الى الآن طعام مطبوخ.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    ماذا بعد عشرين سنة على اوسلو؟


    بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
    ليس العالم كله ضدنا، حتى الآن، لكن اجتمع عدد من الاشخاص المركزيين في المجتمع الدولي في الآونة الاخيرة معا كي يضطروا نتنياهو الى جعل سياسته في الشأن الفلسطيني مرنة. ويعمل وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الذي سيعود الى المنطقة يوم الخميس، على تنسيق كامل مع ممثل الرباعية توني بلير ومع كاثرين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.
    والهدف هو جلب نتنياهو الى طاولة التفاوض، ويكون على رأس جدول العمل مسألة الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية. إن نتنياهو معني ان يؤجل قدر المستطاع التباحث في مسألة الحدود، لأنه لن يجد موافقة في هذه المسألة على مواقفه لا في الادارة الامريكية ولا في اوروبا الغربية.
    يشهد دبلوماسيون أجانب التقوا في الايام الاخيرة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بأن مزاجه ممتاز. فهو يُظهر استعدادا أكبر من استعداده في الماضي لتجديد المحادثات. وهو مستعد لأن يتحمل نقدا من الشارع الفلسطيني على استعداده، وهو على يقين من أنه سيصمد أمامه. وكان الشرط الذي اشترطه ان تعلن اسرائيل مسبقا أنها توافق على ان يتم تحديد الحدود ‘على أساس خطوط 1967′، لكن ينبغي ألا نُخرج من نطاق الامكان ان يكون مستعدا للتنازل عن هذا الشرط ايضا.
    انه لا يؤمن بأن نتنياهو متجه الى اتفاق، أو الى اتفاق يستطيع الفلسطينيون على كل حال التوقيع عليه. فهدفه هو ‘تمزيق القناع′ عن وجهه، وان يكشف على الملأ نوايا نتنياهو الحقيقية التي تتلخص، كما يرى أبو مازن، بالتسويف في التفاوض وبرفض التخلي عن المناطق في واقع الامر.
    اذا تحققت فروض أبو مازن فسيبدأ التفاوض، وسيحاول نتنياهو ان يتهرب من التباحث في مسألة الحدود، وستتفجر المحادثات ويتهم المجتمع الدولي اسرائيل بالتفجير. وستتجه السلطة الفلسطينية الى مؤسسات الامم المتحدة وتعرض اسرائيل على أنها جهة تُخل بالقانون الدولي وستطلب عقوبات. في ايلول/سبتمبر سيكون قد مر عشرون سنة على اتفاق اوسلو الذي كان اتفاقا مرحليا في الحاصل العام. وإن حقيقة أنه مرت عشرون سنة منذ كان الاتفاق ستعطي الدعوى الفلسطينية وزنا زائدا. ينوي أبو مازن ان يهدد ايضا بحل السلطة الفلسطينية، وهو لا يهدد بانتفاضة ثالثة لأنه يؤمن بأنه سيحرز أكثر بلا عنف.
    من اجل اضعاف ريح الدعم الذي حصل عليه أبو مازن مؤخرا أصدر نتنياهو سلسلة تصريحات معتدلة تشير الى استعداده للاجتماع لتفاوض مكثف بلا شروط مسبقة. وهو يتهم في مقابل ذلك أبو مازن بأنه يخطط مسبقا لتفجير المحادثات. ويُعد الطرفان اسلحة دعايتهما استعدادا للصراع على مسألة التهمة، على أي طرف سيلقي المجتمع الدولي المسؤولية عن الفشل.
    لكن قدرة نتنياهو على ان يعرض ارادته في اتفاق، محدودة. جاء أمس الى بركان في السامرة للاحتفال بافتتاح مدرسة موسومة باسم أبيه. إن بركان جزء من الكتل الاستيطانية، لكن الرسالة التي تُظهرها زيارتها هي تأييد رئيس الوزراء الشامل للمستوطنات. إن سيطرة اليمين المتطرف على القيادة العليا لليكود وتصريحات بينيت المعادية للفلسطينيين تصب الزيت على النار.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ











    الاسلاميون هم الذين يتصدرون اليوم مواقع القوة ويفرضون التطرف

    بقلم: إيزي لبلار،عن اسرائيل اليوم
    إن الرد الاعلامي الحماسي على انتخاب روحاني ‘المعتدل’ و’الاصلاحي’ يُذكر كثيرا بالكلام الداحض الذي استقبل ‘الربيع العربي’. ربما كان هناك تسويغ أكبر للتفاؤل الزائد بسقوط زعماء عرب مستبدين أكثر من ذاك الذي جاء بعد انتخاب واحد من مرشحين ثمانية وافق عليهم آية الله خامنئي.
    إن روحاني أكثر حنكة من سلفه منكر المحرقة احمدي نجاد، لكنه بعيد عن ان يكون معتدلا. أراد في الماضي ان يغطي على تطوير المشروع الذري الايراني، وعاد في اثناء الحملة الانتخابية فأعلن التزامه بالمشروع الذري. وقد كان باعتباره عضوا في المجلس الايراني للامن القومي مطلعا على سر الهجمات الارهابية الايرانية في العالم، ومنها العملية في المركز الثقافي اليهودي في بوينس آيريس في 1994، التي قُتل فيها 85 شخصا. وما زال روحاني ينظر الى اسرائيل باستخفاف باعتبارها ‘الشيطان الأصغر’.
    يوجد في واقع الامر أساس لاعتقاد ان روحاني كان المرشح الذي يفضله آية الله، وذلك لأن الايهام بالاعتدال قد يخفف العقوبات الغربية ويقلل تهديد العملية العسكرية. وأصبح زعماء الغرب يسقطون في الفخ: فقد تطرق رئيس فريق عمل البيت الابيض دنيس مكدانا الى ‘اعتدال’ روحاني في ظاهر الامر باعتباره ‘علامة على احتمال ايجابي’. واقترحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون تعيين مفاوضين جدد. ويتوقع ان يستعمل الرئيس اوباما وزعماء غربيون آخرون اعتداله التجميلي ذريعة لتسويغ ‘تفاوض مستمر’ لا نهاية له.
    حذر نتنياهو المجتمع الدولي من ‘الانخداع لأهواء القلب والاغترار واضعاف الضغط على ايران كي توقف هذه برنامجها الذري’. لكن وكما رأينا في اثناء ‘الربيع العربي’ يوجد خط دقيق يفصل بين التفاؤل الساذج والهذيان، وذلك حينما يقنع الغرب نفسه بأنه يمكن علاج التطرف الاسلامي بوسائل دبلوماسية.
    في حين يتلقى الاسرائيليون الآن الطبيعة الحقيقية للتطرف الاسلامي، بقي العالم الغربي كله أو أكثره يُنكر ذلك. يؤمن مسلمون كثيرون في الحقيقة بالسلام، لكن الاسلاميين هم الذين يتصدرون اليوم مواقع القوة وهم الذين يفرضون التطرف.
    من المؤسف جدا ان العالم الغربي عامة والادارة الامريكية خاصة مستمران في رسم سياسة مدمرة لارضاء الاسلاميين. منذ كانت خطبة اوباما في القاهرة وتنحي مبارك ومده يده الى ايران ودول معادية اخرى أخذ كل شيء يتدهور. وما زال باري روبين، وهو مختص بشؤون الشرق الاوسط، يتهم الولايات المتحدة بأنها عقدت حلفا مع حركة الاخوان المسلمين. لكن الليبراليين الامريكيين يدفنون رؤوسهم في الرمل ويصفون الزعماء الاسلاميين المتطرفين بأنهم ‘معتدلون’، ويتجاهلون الأسس المعادية للغرب والمعادية للمسيحية والمعادية للسامية الآثمة التي تقوم عليها نظم الحكم الاسلامية.
    إن منظمة حماس هي ابن مباشر لهذه الشبكة الآثمة، ويقوي الرئيس مرسي سيطرة الاخوان المسلمين على مصر، وأفضى الربيع العربي في تونس الى قمع أكبر، وفي ليبيا ايضا لُذعت الولايات المتحدة بشدة، واليمن وكر خصب لـ’القاعدة’، والولايات المتحدة في افغانستان في تفاوض مباشر مع حركة طالبان القاتلة. إن قصة الحب التي تعلو فوق الاحزاب الطويلة العمر بين الولايات المتحدة والسعودية أفضت الى تصدير عالمي للعقيدة الوهابية، التي أفضت الى نشوء أوكار أصولية اسلامية وارهابيين محليين في أنحاء العالم، وسورية هي الشيء البغيض الذي لا ثاني له: فالبرابرة الاسلاميون ينفذون هناك اعمالا فظيعة رهيبة قُتل في نطاقها 100 ألف مواطن.
    وفي هذه الحال اذا أصبحت ايران قوة ذرية فستسيطر على المنطقة أو ستهيج سباقا مجنونا بين دول اسلامية غير مستقرة، بغرض الحصول على منزلة ذرية. يجب على اسرائيل ان تستمر في الانذار بأن مواجهة ايران والاصولية الاسلامية تحدٍ دولي لا يقل أهمية عن حروب الغرب لمنع سيطرة النازية والشيوعية على العالم. ليس هذا زمن ‘الأمل بالخير’ بل هو زمن مواجهة الواقع.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    تصفية حسابات داخلية بين حماس والجهاد الاسلامي


    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
    اطلاق الصواريخ نحو النقب يبدو في هذه المرحلة بسبب مواجهة داخلية في قطاع غزة، بين حكم حماس والفصيل الثاني في حجمه في القطاع، الجهاد الاسلامي. الرد الاسرائيلي، بما يتناسب مع ذلك، كان محدودا نسبيا وهو يستند الى الفرضية بان وقف النار الذي تحقق بعد حملة ‘عمود السحاب’ في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي بقي مستقرا.

    الحملة اياها، التي في حينه تعرضت للانتقاد بدعوى انه لم تتخذ فيها قبضة حديدية كافية ضد حماس، تتبين في نظرة الى الوراء ناجعة جدا. فقد مرت بالضبط سبعة اشهر منذ نهايتها، وهذه الفترة هي الاكثر هدوءا التي تسجل على حدود القطاع في الـ 13 سنة الاخيرة، اكثر من تلك التي بعد حملة ‘رصاص مصبوب’ في 2009، حين استخدمت اسرائيل قوة اكبر بلا قياس. وسبق اطلاق النار الان 40 يوما لم تطلق فيها الصواريخ ابدا. وقبل نحو اسبوع اطلقت صافرة انذار في منطقة عسقلان، ولكن في حينه شخصت رادارات الجيش الاسرائيلي صاروخا سقط داخل القطاع، كجزء من تجربة اطلاق نار قامت بها احدى المنظمات الفلسطينية.

    وسواء الاستخبارات الاسرائيلية ام وسائل الاعلام الفلسطينية تعزو النار الى الجهاد الاسلامي. وقد جاء أغلب الظن انه تصفية حسابات من جانب المنظمة، بعد حادثة قتل فيها ناشط منها اثناء اعتقاله على ايدي اجهزة أمن حماس في غزة. ولم يصدقوا في الجهاد ادعاء نظام حماس في ان الرجل انتحر او قتل جراء انفلات عيار من سلاحه، واستمرت الجلبة في جنازة الناشط حين دهس رجل آخر من الجهاد بسيارة لحماس واصيب.

    ومثلما حصل غير مرة في الماضي، كان رد الجهاد على الصدام مع حماس في شكل محاولة لتسخين الحدود مع اسرائيل. ولكن اسرائيل تقدر في هذه الاثناء ان ليس لحماس مصلحة في التصعيد، مثلما شهدت أيضا محاولات المنظمة تهدئة الخواطر في القطاع منذ اطلاق النار. وعليه، فقد حصر الرد الاسرائيلي بهجوم من الجو على مخازن سلاح وقيادات للجهاد، الى جانب اغلاق مؤقت لمعابر الحدود الى القطاع والاعلان بان اسرائيل ترى في حماس، المسؤولة عن اعادة الهدوء.
    منذ تحقق وقف النار في نهاية حملة ‘عمود السحاب’ بقيت سياسة حماس على حالها: فرض الهدوء، بدعوى أن المواجهة العسكرية المتجددة مع اسرائيل ستعرض حكم المنظمة في القطاع للخطر وستغضب مصر، التي عادت الى التقرب منها منذ انتصار الاخوان المسلمين في الانتخابات هناك، ولا سيما على خلفية الشرخ بينه وبين ايران وسورية. ولضمان الهدوء، نشرت حماس مؤخرا قوة من 600 رجل أمن في القطاع مهمتهم الاساس هي منع اطلاق النار على اسرائيل. ولكن مصلحة حماس ليست بالضرورة مصلحة الجهاد الاسلامي او الفصائل الاسلامية المتطرفة والصغيرة، لتسخين الجبهة مع اسرائيل. في اليومين الاخيرين غمرت غزة موجة من الحماسة بعد فوز المتنافس الغزي في مسابقة ‘نجم وليد’ في العالم العربي. وكان الحكام وصفوا محمد عساف بانه ‘الصاروخ الغزاوي’، ولكن احداث ليلة امس توفر تذكيرا في أن في غزة لا تزال تطلق صواريخ من نوع آخر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    الردع في غزة قائم رغم اطلاق الصواريخ


    بقلم: يوآف ليمور،عن اسرائيل اليوم

    مهما بدا الامر مُخيبا للآمال، فان اسرائيل اعتبرت أمس اطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة عبثا بلا سبب. كما في الفكاهة المبتذلة عن اولئك الاثنين المتخاصمين اللذين يتجهان الى ضرب الثالث، هذه هي حال فصائل الصقور في القطاع، فقد انزلق صراع محلي بين حماس والجهاد الاسلامي الى اطلاق نار على اسرائيل لنقض التهدئة في الجنوب.
    كان بدء الحادثة مواجهة في شمال القطاع بسبب سياسة التهدئة التي تقودها حماس، وأرادت المنظمة في ذروتها ان تعتقل أحد أفراد الجهاد، وحاول الرجل ان يهرب وقُتل اثناء مطاردته، وهو ما أفضى الى جنازة متوترة جدا في غزة خرج في نهايتها عدد من ناس الجهاد وأطلقوا ست قذائف صاروخية على اسرائيل. وسقطت احدى القذائف في الارض الفلسطينية واعترضت منظومة القبة الحديدية اثنتين منها وسقطت الباقية في مناطق مفتوحة.
    لم يكن واضحا في اسرائيل أمس هل نُفذ اطلاق النار بمبادرة محلية من ناشطين غاضبين، أم بأمر من أعلى باعتبار ذلك جزءا من محاولة قيادة الجهاد في القطاع تحدي سلطة حماس.
    ليس سرا أن زادت القطيعة في الفترة الاخيرة بين المنظمتين عمقا، باعتبار ذلك جزءا من الصراع العقائدي العميق في الشارع العربي: إن حماس والجهاد الاسلامي منظمتان سنيتان في الحقيقة، لكن في حين انفصلت الاولى عن ايران وعن سورية، وهي تعتمد اليوم على مصر وحدها وعلى دول الخليج، ما تزال الثانية تتلقى سلاحا من طهران وتوجيهات من دمشق وتدريبات من لبنان.
    يتوقع ان يزداد هذا الصراع قوة في الاشهر القريبة حول قضيتين مركزيتين، زيادة القوة وسياسة التهدئة.
    تريد حماس ان تحافظ على الهدوء في القطاع كي يُمكنها ذلك من التخلص من الاضرار التي أصابتها في عملية ‘عمود السحاب’، وتخشى ان تُعرض مواجهة عسكرية علاقاتها الاستراتيجية بمصر للخطر. وتوجد في الجهاد في المقابل فصائل معنية بالتصعيد، ولا سيما على خلفية الصلة الوثيقة بمصادر الامداد والدعم الايرانية.
    إن هذا الجدل في هذه الاثناء نظري في أساسه والردع في غزة قوي قائم، رغم أحداث أمس. وتشهد على ذلك المعطيات: فآخر قذيفة صاروخية سقطت في اسرائيل قبل اطلاق القذائف أمس كانت قبل اربعين يوما في 15 أيار/مايو؛ ومنذ كانت ‘عمود السحاب’ سقطت في اسرائيل 22 قذيفة صاروخية أي أقل مما كان قبل العملية بكثير.
    في محاولة للحفاظ على الردع سارع الجيش الاسرائيلي أمس الى مهاجمة غزة وحذر المستوى السياسي بأن النار سيُرد عليها بالنار. ويأملون في اسرائيل ان يكون هذا كافيا لاعادة الهدوء الى الجنوب في الفترة القريبة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    بين ‘شارة الثمن’ وعوفاديا يوسف


    بقلم: عيديت شبيرن ـ غتلمان،عن هآرتس

    برز عنوانان صحافيان يتصلان بالوسط المتدين على اختلاف تياراته في الأخبار هذا الاسبوع. تناول أحدهما أحداث ‘شارة الثمن’ التي ظهرت مرة اخرى بكامل قبحها، وتناول الثاني انتقاد الحاخام عوفاديا يوسف لرئيس حاخامي تساهر، الحاخام دافيد ستاف المرشح لوظيفة الحاخام الرئيس، الذي اشتمل على نعوت: ‘شرير، وغير مناسب، وغير تقيّ’.
    لا تشهد الأحداث على منفذيها فقط، رغم انه لا توجد بينها في ظاهر الامر صلة حقيقية، فان الردود عليها أو لمزيد الدقة عدم الردود من الجمهور المتدين تربط بين الاثنين مع كل ذلك.
    كُتب الكثير من قبل عن التنديد وعدم التنديد بعمليات ‘شارة الثمن’ (متى يمكن ان نسميها ببساطة أحداث ارهاب يهودي؟). يتبرأ ممثلو المؤسسة منها ويستعملون في كل مرة اقوالا مثل ‘ليس هذا طريقنا وسنعمل على اعتقال المسؤولين عن الأمر’، وبهذا ينتهي الأمر. احيانا يُعتقل المسؤولون واحيانا لا يُعتقلون، لكننا لم نسمع الى الآن قولا لا لبس فيه من مُربي وممثلي الجمهور الذي خرج المنفذون منه. وهكذا كان الرد على الأحداث الاخيرة ايضا، فقد ندد بها رئيس الوزراء واعضاء الائتلاف والمعارضة، لكن لا يوجد الى الآن صوت حاخامي واضح يُحرم ببساطة عمليات من هذا النوع.
    قبل سنة تقريبا كتبت هنا كارني إلداد مقالة تساءلت فيها ما الذي يريدونه منها حينما يطلبون إليها ان تندد بعمليات ‘شارة الثمن’، وهل هي قادرة على ان تؤثر في تلك الاعشاب الضارة كي يكفوا عن هذه العمليات الفظيعة. إن العطلة الكبيرة والوقت القليل الذي أبقته لها، كتبت آنذاك، لم يُمكّنها حتى من كتابة تنديد بتلك الاعمال، وعلى كل حال حتى لو كتبت يُشك كثيرا في ان يستطيع ذلك ان يغير شيئا. ربما لم يكن كلام إلداد يستطيع أن يغير، لكنها تعلم ايضا ان من السذاجة التشكيك بالتأثير العظيم للحاخامين المُربين وكلامهم في منفذي العمليات. إن ذلك الفم القادر بعبارة بائسة واحدة على ان يرسل شبابا لينفذوا سلسلة اعمال دنيئة يستطيع ايضا ان يأمر بالكف عنها فورا، ولهذا فان صمتهم الواسع اشكالي ومثير للغضب.
    إن النظرة العامة الى سلسلة تصريحات الحاخام يوسف الموجهة للحاخام ستاف لا تقل عن ذلك إغضابا. صحيح أننا اعتدنا أن نرجع أقوال الزعيم الروحي الجليل الى سنه المتقدمة، وأصبحت على نحو ما موضوعات فكاهة حتى في قنوات الاعلام الأكثر جدية. لكن لا يجوز هنا ايضا ان نخطئ ولا يجوز ان نكون ساذجين: إن الحاخام يوسف بعيد عن أن يكون مهرج البلاط الملكي، وهو بعيد عن ان تكون تصريحاته مادة لبرامج تهكمية لا أكثر. فليست سنه ولا لغته التي يُشك في جديتها تمنعان عشرات آلاف مؤيديه من تنفيذ كلامه في واقع الامر (أنظروا الى عُرس ابنة الحاخام فينتو مثلا، حيث أهان حسيديون فيه الحاخام ستاف ومنعوه من الوصول الى صاحب الفرح). انه ما بقي تأثيره في جمهور ضخم جدا كما هو فمن المناسب تناول كلامه بجدية وتشدد. فهو ليس مجرد كلام عابث، بل هو توجيهات الى عمل. ولذلك في حين يمكن ان نقبل شرعية معارضة موضوعية مهما تكن شديدة لتعيين هذا الحاخام أو ذاك لهذا المنصب أو ذاك، يحسن ان تكون كلمات جد لاذعة توجه لحاخام يتولى عمله منددا بها من الجميع. وليس من الممكن ان يستعمل حاخام في منزلة الحاخام يوسف تعبيرات مهينة جدا لحاخام آخر، وأن يُنتقل عن ذلك الى برنامج العمل العام والدوري في صمت.
    يجب ألا نستخلص من أعماق البدائية مقتل رابين والجو الذي نُفذ فيه، من اجل ان نذكر التأثير الضخم لكلمات حاخامي الشعب في افعال الجمهور. يكفينا ان نقرأ أخبارا مرة في كل اسبوع؛ وأن نجري مقابلات صحافية مع جنود جاءوا من المستوطنات تتناول اخلاء بؤر استيطانية؛ وأن نتحسس في محيط ممثلي شاس اسئلة سياسية أو نجري مجرد تعارف سطحي مع ممثلي اوساط مختلفة. ‘إفعل ما يأمرونك به’، ليس هذا مجرد تعبير فارغ من المضمون عند الانسان المؤمن. فالحديث عن أمر حقيقي باستماع كلام الحكماء. هكذا يجب ان يُتناول وينبغي أن يُتذكر في المرة القادمة أن أمر اولئك الحكماء هو تجاوز حدود أو حينما نسأل أنفسنا ما الذي يمكن ان نفعله في الوقت الذي يُجرم فيه طلابهم في ظل صمتهم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    يوجد في المجتمع الاسرائيلي عداء كبير للعرب


    بقلم: موشيه آرنس،عن هآرتس
    إن عمليات أناس ‘شارة الثمن’ التخريبية الموجهة لسكان أبو غوش تثير القشعريرة. الحديث عن سلوك آثم لاشخاص ذوي تفكير بدائي، وعن تعبير عن كراهية عمياء للمواطنين العرب. ولا يستطيع شيء ان يُسوغ هذه الافعال ولا مغفرة لها. ويسأل المرء نفسه من الذي يقود هذه العصابات ومن أين تستمد إلهامها.
    يوجد في المجتمع الاسرائيلي عداء كبير للعرب يمكن ان يُفهم بعضه على خلفية الصراع الطويل بين اليهود والعرب، لكن هذا التفسير لا يمكن أن يكون تسويغا حينما يوجه ذلك العداء بلا تفريق على المواطنين العرب في اسرائيل. وينبغي ألا نخطئ لأن هذا العداء ليس من نصيب المخربين الشباب وحدهم، بل له مصادر اخرى في المجتمع الاسرائيلي هي مستنبت لهذه الجرائم.
    حينما يدفع افيغدور ليبرمان، وهو زعيم حزب متوسط وكان وزير الخارجية الى وقت قريب، حينما يدفع قدما بفكرة نقل مناطق اسرائيلية آهلة بالعرب الى فلسطينيين، مع سلب سكانها الجنسية الاسرائيلية، يقول في الحقيقة: ‘كلما وُجد في اسرائيل عدد أقل من العرب كان أفضل’. وماذا يكون هذا إن لم يكن تعبيرا عن عداوة عمياء للمواطنين العرب في الدولة؟
    أولا يوجد اسرائيليون كثيرون يميلون الى الموافقة على هذا التصور المريض، وأخطر من ذلك أنه يوجد من يعدون بأنهم سيبذلون قصارى جهدهم كي لا يضاف حتى عربي واحد الى قائمة مواطني اسرائيل. لا حاجة للبحث بعيدا كي نجد اولئك الذين يشعرون بذلك وإن لم يقولوه بصوت جهير. إنهم قد يغطون على ذلك بأقوال تبحث عن الخير عن طموحهم الى السلام وتأييدهم لـ’دولتين للشعبين’ و’دولة يهودية ديمقراطية’، لكننا جميعا نعلم ما الذي يقصدون اليه بالضبط. لا نريد عربا آخرين في دولة اسرائيل، هذا ما يفكرون فيه. ويعلم عرب اسرائيل ذلك.
    إن العداوة والآراء المسبقة في المواطنين العرب يعبر عنها ايضا الاختلاف في قضية المساواة في العبء، التي يميزها تهرب دائم من قضية خدمة العرب العسكرية وفرض أنهم يستطيعون ان يخدموا فقط في اطار خدمة وطنية. إن الذين يتكلمون بصراحة يقولون بوضوح إنه لا يمكن الاعتماد عليهم وتسليمهم سلاحا. ويقوم هذا الادعاء على فرض ان المواطنين العرب أعداء الدولة. ويعبر هذا التعميم الذي هو غير صحيح على نحو سافر عن عداوة لجميع المواطنين العرب. وتُقال هذه التصريحات علنا من دون أي اعتبار لمشاعرهم.
    كيف يمكن ان نعرف مبادرة عدد من اعضاء الكنيست الى الغاء المكانة الرسمية للغة العربية بعد 65 سنة، إن لم يكن ذلك عمل عداء موجها للمواطنين العرب؟ أو الاصرار الفارغ من المضمون الذي يرى ان اسرائيل ليست ولا يجوز لها ان تكون ‘دولة جميع مواطنيها’. هل يحاول من يزعمون ذلك ان يقولوا للمواطنين العرب إن اسرائيل ليست دولتهم؟ وإن الدولة هي لمواطنيها اليهود فقط، لا للدروز والمسيحيين والمسلمين؟ حاولوا ان تقولوا هذا لمواطنين عرب يخدمون في الجيش الاسرائيلي ولعائلات بذل أبناؤها حياتهم من اجل الدفاع عن الدولة. ليس هذا داحضا فقط، إنه مخجل ببساطة.
    من المؤسف جدا ان العداوة للعرب في المجتمع الاسرائيلي تنبسط في مجالين واسعين، فهي ليست محدودة في عصابات ‘شارة الثمن’، وقد تكون هذه العصابات تؤمن بأن كثيرين يؤيدون اعمالها الآثمة سرا. أعلم ان رافعي راية ‘حل الدولتين’ سيثورون غضبا بسبب فكرة وجود صلة ما ولو ضعيفة بين ايديولوجيتهم وعداوة العرب، لكن يحسن ان يصرفوا الى ذلك شيئا من التفكير.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 339
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:46 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 338
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:45 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 337
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:44 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 336
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:43 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 240
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:36 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •