النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 387

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 387

    اقلام واراء اسرائيلي 387
    9/7/2013

    في هــــــذا الملف



    الفشل الامريكي في مصر
    بقلم: سمدار بيري ،عن يديعوت

    الولايات المتحدة: رحلة في نفق الاوهام
    بقلم: ابراهام بن تسفي ،عن اسرائيل اليوم

    الكعكة الصفراء’ والغموض الذري
    بقلم: رؤوبين بدهتسور ،عن هآرتس

    درس من مصر
    بقلم: حاييم آس ،عن معاريف

    المتظاهر من القاهرة والفيلسوف من رحافيا
    بقلم: باروخ لشيم ،عن يديعوت

    فرح وقلق ازاء الثورة المصرية
    بقلم: دانيال فايبس ،عن اسرائيل اليوم

    شعار ‘الاسلام هو الحل’ الذي لوحت به الحركات الاسلامية فشل
    بقلم: افرايم سنيه ،عن يديعوت




    الفشل الامريكي في مصر
    بقلم: سمدار بيري ،عن يديعوت
    رغم أن الامبراطورية الوحشية من الخبراء، المستشارين، المستشرقين، وكالتي الاستخبارات، السفارة المضخمة في القاهرة والوشاة المحليين، لا تزال الادارة في واشنطن لا تجد ايديها وأقدامها في الصورة المعقدة لمصر.
    وهاكم بقشيشا من عندنا: كي تفهم ما يحصل وما سيحصل في العالم العربي فانك تحتاج الى حاسة حادة، اقدام على الارض وبطن حساسة، ليس فقط اوراقا وشيفرات. المصري المجرب يعرف انهم يتنصتون على كل كلمة. المصري الحذر يفهم ان واشنطن لا تنجح في حل اللغز.
    الرئيس اوباما لا يكف عن الخطأ: هو الذي دفع نحو الاطاحة بمبارك باسم الديمقراطية، وهو الذي عين مبعوثين خاصين لفتح قناة مع الاخوان المسلمين، ولم يصر على ان ينتزع منهم ضمانات بالديمقراطية. وسافر ‘الاخوان’ في السنة الماضية جيئة وذهابا من والى واشنطن. وفجأة هم في قسم رجال الاعمال في الطائرات، فجأة في فنادق خمسة نجوم، يكتشفون امريكا. وفي البيت الابيض لم يكفوا عن التأثر بمذهبهم الفكري ‘المعتدل’.
    لقد تجاهلت الادارة الامريكية التحذيرات عما يطبخ في مكاتب ‘المرشد’. وملأت شاشة ‘الجزيرة’ بالوجوه المهددة الذين صعدوا من الحياة السرية. ودفعة واحدة باتت لهم قائمة مطالب. وبذر اوباما عشرات (وربما مئات) ملايين الدولارات على تقويمات للوضع منقطعة عن الواقع. والان هو عالق في مشكلة غير بسيطة: كيف يبيع للكونغرس الانقلاب العسكري في مصر، من دون أن يلغي المساعدة المالية السنوية التي تحتاجها مصر كالهواء للتنفس.
    هذا ليس انقلابا عسكريا، ايها الرئيس اوباما. هذا تعديل للمسار الذي أنت مسؤول عنه بقدر لا بأس به. أنت دفعت مبارك الى الخارج ولم تدرس السلوك السري ‘للاخوان’. لا تحاول معاقبة 30 مليون مصري خرجوا للتظاهر ضد غرور الدكتاتور الذي انفعلت منه. مرسي صرخ بهستيريا: ‘انا الرئيس الشرعي’ 59 مرة على نحو متواصل، كي يورطك.
    مرسي وعصبته شقوا مصر الى معسكرين، من دون أن يرف لواشنطن جفن حتى ولا مرة واحدة. شباب حركة تمرد خرجوا لاصلاح الثورة التي سرقت منهم بمناورة داهية من ‘الاخوان’ الذين امسكوا اللحظة، اختطفوا الميكروفونات وعزو النصر لانفسهم. وقد ارسل مرسي ليعد بان يكون رئيس ‘الجميع′، وتهدئة واشنطن، وأسياده في ‘الاخوان’ عملوا على اقتسام الغنيمة. بدهائهم نجحوا في تنويم خبراء اوباما، وايقاع جيش الخبراء في السفارة الامريكية المغمضة في القاهرة في فخ مطلي بالعسل.
    صحيح أن وزير الدفاع السيسي، وليس المتظاهرين في التحرير، هو الذي عزل مرسي. كل يوم يجلب معه تفاصيل جديدة عن الدراما الكبيرة. خلف الكواليس دارت معركة جنرالات: السيسي جند النجوم الكبار لحركات المعارضة لاقامة حكم جديد. مرسي طبخ خطة، فقد وجد خليفة للسيسي، قائد الجيش الثاني، اللواء ابراهيم وصفي. استدعوه الى القصر لنزع القبعة العسكرية عن السيسي ووضعها على رأس الجنرال، في اللحظة الاخيرة الخليفة لم يأتِ، والسيسي أوصى مرسي بالانصراف من مصر وعدم تكرار خطأ مبارك.
    ‘الاخوان’ لن يتنازلوا، بعد خمسة أيام من ضبط النفس توجد مواجهات عنيفة، ميادين مشتعلة، قتلى ومئات الجرحى. عندنا يتابعون ويسكتون. الحقيقة هي أن النقاش على علاقاتنا مع مصر الى أين؟ هو نقاش زائد لا داعي له. دعوهم يقيمون الحكم الجديد ويعيدون الامن الى الشوارع. يوجد الكثير مما يمكن الحديث فيه، يوجد القليل جدا مما سيعدوننا به. السلام البارد لا يسارع الى اي مكان.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ










    الولايات المتحدة: رحلة في نفق الاوهام

    بقلم: ابراهام بن تسفي ،عن اسرائيل اليوم
    اذا كان يُحتاج الى شهادة اخرى على حقيقة ان سلوك القوة العظمى الامريكية في المجال الدولي يوحي بالضعف والاحجام، فقد برهنت الاحداث في مصر على ان استراتيجية ‘القيادة من الخلف’ التي ابتدعها باراك اوباما ليست سوى تغطية على سياسة ضعيفة ليس فيها أدنى قدر من التساوق، تُجر وراء سلسلة الاحداث ولا تحاول التأثير في مسارها واتجاهها. ليس فقط أن واشنطن استوعبت متأخرة جدا حقيقة أن نظام محمد مرسي أصبح غير شرعي في نظر قطاعات واسعة من المجتمع المصري، بل رد كبار مسؤوليها بعدم اكتراث ظاهر تقريبا، على الدراما العنيفة التي حدثت في القاهرة. في الحقيقة ان كل ازمة تنشب في ذروة ايام العطلة وتُدخل رجّات مُضايِقة الى مسار الغولف أو القارب هي بمنزلة ضيف غير مدعو. ولهذا يمكن ان نتفهم ما يفكر فيه اوباما ووزير خارجيته جون كيري، اللذان تناولا في نهاية الاسبوع الزعزعة التي أصابت مصر على أنها مُضايقة لحظية يمكن اسقاطها من برنامج العمل العام دفعة واحدة.
    ليست هذه أول مرة تتم فيها أحداث دراماتية في ساحة الشرق الاوسط في ايام الصيف الساخنة خاصة، وهكذا تُعرض ‘كل العاملين مع الرئيس′ للتحدي الصعب، وهو قطع عطلتهم المقدسة وهي في أوجها. في تموز/يوليو 1990 دعا حاكم العراق صدام حسين اليه سفيرة الولايات المتحدة في بغداد إبريل غلاسبي وأنذرها، في واقع الامر، إنذارا مسبقا بنية غزوه للكويت. ومنحت السفيرة، التي لم تنجح في تلقي توجيهات من المسؤولين عنها في العاصمة الامريكية (كان وزير الدفاع ديك تشيني يقضي وقته في رحلة صيد في جبال روكي، ولم يكن من الممكن الوصول اليه)، صدام حسين ‘الضوء الاخضر’ لغزو الكويت، من دون ان يخشى ردا عسكريا امريكيا، وكل ما عدا ذلك كُتب في كتب التاريخ بالطبع.
    من وجهة نظر أوسع يثور لدينا انطباع ان ادارة اوباما لم تستخلص الدروس المطلوبة من فشل سابقاتها في مواجهة الحراك الثوري في ساحة الشرق الاوسط عامة، وفي السياق المصري خاصة. فعلى سبيل المثال آمن الرئيس جون كنيدي من أعماق قلبه قبل خمسة عقود بأنه يمكن تسيير نظام جمال عبد الناصر الثوري في مسار الحداثة والتعدد والاعتدال، وذلك بواسطة جزرة المساعدة الاقتصادية السخية (التي كانت تُمنح لمصر في عهده سنويا).
    ورغم الحوافز والاغراءات والتفضلات التي أمطرها كنيدي على رأس عبد الناصر، تبين ان هذا النهج السياسي المصالِح لم يُضعف قيد أنملة التوجه الثوري للنظام، ولم يؤثر تأثيرا كافيا مُعدلا في نهج سلوكه. وبعد أقل من سنتين من دخول كنيدي الى البيت الابيض وافتتاحه استراتيجية ‘العقوبات الايجابية’، لصديقه الجديد عبد الناصر، غرقت جميع الآمال في فيافي اليمن. فلم تسارع مصر باعتبار الامر مشتقا من توجهها الثوري على العهد الناصري، الى التدخل في الحرب القبلية التي نشبت في اليمن في 1962 (الى جانب المعسكر الجمهوري) فقط، بل استعملت في اثناء المعارك السلاح الكيميائي وأفضت بذلك الى النهاية المبكرة لشهر العسل بين واشنطن والقاهرة.
    ويثور الآن انطباع ان رئيسا ليبراليا آخر هو اوباما بقي جامدا في نفق الزمن. فرغم انه كان يمكن في السنة الاخيرة الاشارة الى طائفة كبيرة من الاشارات المسبقة التي تشهد على الطبيعة الاستبدادية غير المتسامحة لنظام الاخوان المسلمين في مصر، امتنع البيت الابيض عن أن يشفع جزرة المساعدة الواسعة (ومقدارها 1.3 مليار دولار كل سنة) بعصا أو حتى بعصا صغيرة لمطالب أو تحذيرات. وكانت نتيجة هذا السلوك، كما كانت الحال في عهد كنيدي، أن حظي مرسي بكفالة سخية ودعم سياسي غير مشروط في العاصمة الامريكية، رغم طبيعة حكمه القمعي والاستبدادي السافرة.
    إن تمسك اوباما المستمر بالتصور الذي يرى ان الانتخابات ذات العلامات الديمقراطية هي في حد ذاتها ضمان مطلق لاقامة جهاز ديمقراطي وتعددي أضر به وجاء انتباهه من هذا الوهم متأخرا جدا. يمكن ان نأمل ان يصحو العم سام هذه المرة من عالم الأوهام ويعترف آخر الامر بالفرق الكبير بين نموذج الديمقراطية الغربية وطبيعة الواقع في الشرق الاوسط.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    الكعكة الصفراء’ والغموض الذري

    بقلم: رؤوبين بدهتسور ،عن هآرتس

    جاء إسهام آخر في الطريق الى النهاية المحتومة لوهم الغموض الذري على صورة مقالة في مجلة ‘فورين بوليسي’، تكشف عن ان اسرائيل اشترت من الارجنتين في ستينيات القرن الماضي ما بين 80 الى 100 طن من ‘الكعكة الصفراء’ ـ وهي مركب حيوي لتشغيل مفاعل ذري، ويمكن بواسطتها ايضا انتاج بلوتونيوم. ويمكن ان يُستعمل مسار فصل البلوتونيوم لانتاج سلاح ذري، ولهذا يوجد في هذه الصفقة اذا كانت الأنباء التي نشرت صحيحة حقا، ما يشهد على نوايا اسرائيل الذرية.
    تعتمد المقالة على 42 وثيقة سمح بنشرها ‘أرشيف الأمن القومي’ الامريكي. ويتبين منها أنه في تموز/يوليو 1964 توجهت وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية الامريكية الى سفارتي الولايات المتحدة في تل ابيب وبوينس آيريس وطلبتا منهما أن تستوضحا هل وافقت الارجنتين حقا على بيع اسرائيل اليورانيوم. وكان الجواب بـ’نعم’. وكان ذلك بعد وقت قصير من أمر رئيس فرنسا شارل ديغول المؤسسة الذرية الفرنسية بالكف عن التعاون الذري مع اسرائيل، وهو ما اضطرها الى ان تبحث عن مصادر جديدة لليورانيوم المطلوب لتشغيل المفاعل الذري في ديمونة.
    وتُظهر الوثائق ايضا أنه في آذار/مارس 1964 أعد رجل استخبارات كندي تقريرا سريا تناول خطة اسرائيل الذرية. وعلم البريطانيون بالتقرير وقال دبلوماسي بريطاني قرأه انه يُبين ان اسرائيل تستطيع ان تفصل ما يكفي من البلوتونيوم لانتاج سلاح ذري في غضون 18 20 شهرا بعد بدء 1964.
    ويتبين ان اسرائيل نجحت على مر السنين في ان تجد مصادر اخرى لـ’الكعكة الصفراء’، بعد ان تبين ان محاولاتها استخراج اليورانيوم من مخزونات الفوسفات باهظة الكلفة جدا. وزعمت المقالة ايضا أنه في منتصف 1968 اشترت اسرائيل 200 طن من الكعكة الصفراء من بلجيكا بعملية سرية معقدة، شاركت فيها شركة وهمية انشأها الموساد في ايطاليا.
    وتضاف كشوفات مجلة ‘فورين بوليسي’ الى قضية اخرى هي شراء كعكة صفراء من جنوب افريقيا. وقد عُلم بتلك الصفقة بالصدفة، حينما نُشر قرار حكم لمحاكمة تمت في جنوب افريقيا في 1988 كانت فحواها ادعاء مدنيا على البريغادير جون فيليب ديرك بلاو. وسبب الادعاء الذي قدمته الدولة على بلاو هو محاولة ابتزاز وفساد ومخالفة لقوانين لجنة الطاقة الذرية في جنوب افريقيا. وفي اثناء المحاكمة التي بُريء الضابط في نهايتها كُشف عن تفصيلات صفقات ذرية كان بلاو مشاركا فيها تمت بين اسرائيل وجنوب افريقيا، وبيعت اسرائيل في اطارها نحوا من 500 طن من الكعكة الصفراء.
    قد يكون وقت نشر الوثائق الامريكية صدفة حقا، وأنه جزء من مسار أرشيفي راتب. لكن قد يكون فيه ايضا شيء من ارسال اشارة امريكية خفية الى اسرائيل. منذ 1969 حينما تم التوقيع على اتفاق بين غولدا مئير وريتشارد نيكسون، كانت سياسة كل الادارات في واشنطن تسليما صامتا بمكانة اسرائيل الذرية، وأصبح يُرى منذ نحو من ثلاث سنوات ان الرئيس باراك اوباما استقر رأيه على تجاوز قواعد اللعب التي كان أسلافه قد قبلوها، لكن رئيس الولايات المتحدة لم يستعمل في نهاية الامر ضغطا على اسرائيل، بل لم يُصر على عقد مؤتمر دولي لتجريد الشرق الاوسط من السلاح الذري كان يفترض ان يُعقد في نهاية السنة الماضية.
    هل يرمي نشر الوثائق التي تشهد على نوايا اسرائيل الذرية الى الاشارة الخفية لاسرائيل بأنه حان الوقت للتخلي عن الوهم وانهاء عصر الغموض؟.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ








    درس من مصر

    بقلم: حاييم آس ،عن معاريف
    من حظنا ان لنا جارا يسمى مصر. ثمة ممن يمكن التعلم منه. أخيرا السياسة تملأني ببعض الفرح بدلا من احساس النفور من السياسة الاسرائيلية المثيرة للتثاؤب. ان نرى الجيش يطيح باسم الديمقراطية والشرعية باسلامي حاول سرقة مصر، من دون أن يفهم جوهر الثورة التي بفضلها حصل على الرئاسة. هذا الجمهور المصري المذهل يفهم ما لم يفهمه مرسي. لقد انتهت السياسة القديمة، والجيش المصري ايضا يفهم هذا.
    مرسي والاخوان المسلمون لم يفهموا ان هذه ثورة جماهير من الكادحين تشتعل الحماسة الثورية فيهم، جراء مستويات عالية من الاغتراب تدفقت في دمائهم. لم يفهموا ان مستويات الاغتراب هذه لم تهدأ، لقد ارتكب مرسي الخطأ الدارج بين السياسيين المنقطعين عن الواقع، على نحو يشبه ما يحصل في اسرائيل ـ فقط ركز على السيطرة على مراكز القوى السياسية والعامة، بدلا من أن يعالج مستويات الاغتراب في الشعب. نسي ما سبق أن اثبته الجمهور المصري مرة واحدة قبل سنة ـ في أنه يعرف كيف يصل الى الميدان، ويقف هناك عشرات الساعات انتظارا لسقوط الرئيس مصر.
    كل ما طُلب من هذا الجمهور المصري المذهل هو الوقوف في الميدان. ليس أكثر، لا أن يفكر، لا ان يكتب بيانا ثوريا، لا أن يطلق النار ولا ان يختبئ. أن يقف هذا يكفي. ولكن لزمن طويل والاهم الكل معا. ليس بسيطا، والدليل ان الاسرائيليين قاموا بالاحتجاجات فقط برفقة المغنين الكبار، وحتى هذا صمد لساعتين بالكاد.
    الممارسة الثورية هي جوهر الطبيعة الانسانية، قال كارل ماركس في شبابه. مفهوم أن ايا من الاخوان المسلمين لا يفهم هذا، لا يريد أن يفهم هذا، وعليه فانهم يعملون بشكل منقطع عن روح الجمهور المصري. لقد تعرف المواطن المصري على الاغتراب الذي يشعر به، وقد نفض عنه منذ الان الاعجاب الاعمى بالزعماء الذين يقبعون فوق رأسه. وقد تعلم بان هؤلاء هم اناس مثله، وليسوا آلهة.
    المصري اليوم لا يحتاج الى خمسين سنة قمع اخرى كي يفهم هذا. لقد فهم هذا قبل سنتين، ولكن مرسي لم يفهمه، هو وأخوانه كمنوا للفرصة السياسية كي يسيطروا على مصر، واعتقدوا أنهم سرقوا الصندوق. لو كانوا يفهمون قبل سنة اي ثورة كانت في مصر، لما كانوا ارتكبوا هذا الخطأ الخطأ الذي صفى الاخوان المسلمين كحركة تؤثر على مصر.
    لعل مدرسة الثورات التي نشهدها في مصر يمكنها أن تشكل مرآة للاحتجاج الهزيل الذي مر باسرائيل قبل سنتين. مئات الاف الاسرائيليين وصلوا الى الميدان، سمعوا موسيقى من افضل عازفينا وذهبوا الى بيوتهم. لم يبقوا في الميدان، بل ان اثنين من قادة الاحتجاج انضموا الى السياسة القديمة كما ان مذيعا تلفزيونيا محليا أخذ المقاعد التي ارتبطت بالاحتجاج. هو ايضا، مثل مرسي، لا يفهم ما كان هنا، لعله محق. يحتمل أن يكون الاحتجاج الاسرائيلي يقوم على أساس طبقة البرجوازيين وليس على أساس طبقة الفقراء اولئك الذين كل ما تبقى لهم هو فقط الوقوف معا في الميدان الى أن تنتهي القصة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ













    المتظاهر من القاهرة والفيلسوف من رحافيا

    بقلم: باروخ لشيم ،عن يديعوت
    أوضح أحد المتظاهرين في ميدان التحرير، لماذا يعارض حكم مرسي والاخوان المسلمين قائلا، ‘أنا مسلم، لكن لا يمكن ادارة دولة تقوم على الدين فهذا يسبب ضررا بالاسلام’. وقال البروفيسور إشعياء ليفوفيتش الراحل، وهو متدين ارثوذكسي، هو ايضا قبل سنين كثيرة إن عدم الفصل بين الدين والدولة يضر بالدين خاصة، فقد أفضت مشاركة الاحزاب الكبيرة في الجهاز السياسي، كما قال، الى مصالحات أضرت بالصورة الفلسفية للدين اليهودي.
    قد تكون هذه هي الرسالة المركزية من الثورة في مصر، وهي الفصل بين الدين والدولة لمصلحة الدين. إن التي قادت في اسرائيل سنين طويلة النضال من اجل هذا الفصل، احزاب كانت تُرى معادية للدين، وهي مبام وميرتس وشينوي. وزعمت الاحزاب الدينية ردا على ذلك ان الحديث عن كارهي اسرائيل الذين يريدون الاضرار بهوى قلوب الشعب اليهودي. وهنا يتحد في المواقف المتظاهر من ميدان التحرير في القاهرة والفيلسوف الذي كان يسكن حي رحافيا في القدس، ويحكمان بعكس ذلك بالضبط.
    كان الشرط المركزي للاحزاب الدينية لمشاركتها في الحكومة الابقاء على الوضع الراهن، وكل تجاوز له أفضى الى ازمات سياسية والى اسقاط الحكومة احيانا، وحدث ذلك في حكومة رابين في كانون الاول/ديسمبر 1976، فان أول شحنة مرسلة من طائرات اف 15 كانت ستصل في يوم الجمعة الى قاعدة سلاح الجو في الجنوب. وجاء وزراء الحكومة الى ذلك المكان للمشاركة في مراسم احتفالية تمت احتفاء بالحدث. وبسبب تأخر في الجدول الزمني هبطت الطائرات بعد دخول السبت. فصوت حزب المفدال العضو في الائتلاف الحكومي معترضا على الحكومة حاجبا الثقة عنها في الكنيست، فأقال رابين وزراء هذا الحزب واتجه الى انتخابات.
    ما الذي بقي من قانون السبت في الحقيقة؟ إن وجود يوم عطلة في الاسبوع ذو قيمة اجتماعية في العالم كله وفي اسرائيل ايضا. ولا يعترض أحد على اختيار يوم السبت في البلاد لتحقيق يوم الراحة. ومع ذلك فان أكثر مواد هذا القانون لا تنفذ بالفعل. إن الحافلات فقط تُعطل في نهاية الاسبوع، في حين يعمل النقل العام من سيارات الأجرة. وإن قانون تفويض البلديات يُجيز لها استعمال نوادي ترفيه ويعمل عدد من المطاعم في يوم السبت ايضا، أي ان قانون السبت غير مُنفذ في الجزء الأكبر منه، والمتضررون الرئيسون هم الجماعات الضعيفة التي لا تستطيع ان تسافر في ذلك اليوم.
    كان عدم تجنيد شباب المعاهد الدينية للجيش ايضا من شروط مشاركة الاحزاب الحريدية في الحكومة. وكانت الفكرة الأساسية تمكين مجموعة من الممتازين فيها 400 شخص من الاشتغال طول حياتهم بدراسة التوراة. ويفعل هذا اليوم مئات الآلاف. وكانت الدولة حتى من غير هذا القانون ستضمن دراسة التوراة لكل من يرغب في ذلك، كما تشجع الدراسة الاكاديمية. وكان الشباب الحريديون رأس جسر لعرض الديانة اليهودية بطريقة ايجابية على الجنود العلمانيين وعلى الجمهور الاسرائيلي كله بواسطتهم.
    إن الاجبار الديني في اسرائيل بواسطة التشريع ربما يُهيئ وظائف لناشطي الاحزاب الدينية، لكنه أضر بوضع الوسط الحريدي وأضر ايضا بالطبيعة الفلسفية للدين اليهودي، كما قال البروفيسور ليفوفيتش. فقد تحولت من دين استطاع ان يشمل منذ القدم قيما اخلاقية واجتماعية من الطراز الاول، تحولت في نظر كثيرين الى تصور عام ظلامي يملي على جمهور علماني صور حياة لا يرغب فيها. وقد فهم هذا ايضا المتظاهر المصري في ميدان التحرير الذي دعا الى تحرير الاسلام من الحزب الاسلامي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ











    فرح وقلق ازاء الثورة المصرية

    بقلم: دانيال فايبس ،عن اسرائيل اليوم

    إن عزل محمد مرسي عن رئاسة مصر يُفرح ويثير القلق معا. ويسهل ان نفسر الفرح، فان ما بدا أنه أكبر تظاهرة سياسية في التاريخ اجتث من الجذور الاسلاميين المغرورين في مصر، الذين عملوا في الأساس لصالح تعزيز قوتهم. إن الحركة اليوتوبية المتطرفة الوحيدة في العالم التي ما زالت حية تُرزق قد جربت إنكارا لم يسبق له مثيل من ملايين المصريين الذين أظهروا روحا مليئة بالالهام.
    ولماذا القلق؟ أخشى أن يُطهر العزل العسكري السريع لادارة الاخوان المسلمين سمعة الاسلاميين آخر الامر.
    من الصحيح الآن ان العلاقات بين الجهات المؤيدة للاخوان المسلمين وتلك التي تعارضهم أصبحت عنيفة تهدد بالتدهور. فالأقباط والشيعة يُقتلون بسبب هويتهم فقط. وشبه جزيرة سيناء في فوضى. والقيادة العسكرية العديمة القدرة والطماعة التي حكمت مصر بقسوة من وراء الستار بين 1952 و2012 تحكم مرة اخرى. إن المشكلات الأشد هي اقتصادية، فقد مُنعت ارساليات عمال اجانب منذ كان التحول في ليبيا الجارة. وأوقفت اعمال تخريب للأنبوب الذي ينقل الغاز الطبيعي الى اسرائيل والاردن، مصدر الدخل، وانهارت السياحة بالطبع. وسيطر عدم النجاعة بحيث لم يعد في هذه الدولة المنتجة للفحم ما يكفي من الوقود لاستعمال الجرارات استعمالا كاملا. وهبطت نوعية السلع التي كانت تنتجها المصانع منذ الفترة الاشتراكية هبوطا ملحوظا.
    تستورد مصر نحوا من 70 في المئة من الطعام، واحتياطي العملات المستقرة الذي تستطيع به الدفع تنفد، وهو ما يحد من قدرتها على شراء القمح وزيوت الطعام ومنتوجات اخرى. فاذا لم تحصل مصر على مساعدة تبلغ مليارات الدولارات كل سنة من حكومات اجنبية في المستقبل القريب، وهو شيء غير محتمل، فسيكون الجوع محتوما. وقد أصبحت الآن عائلة من كل سبع عائلات فقيرة تضطر الى تقليص استهلاكها من الطعام. والى ذلك استغلت حكومة اثيوبيا ضعف مصر قبل بضعة اسابيع وبدأت تبني سدا على النيل الازرق، يمكن ان يفضي الى خفض إمداد مصر بالماء على نحو يؤثر تأثيرا حادا في الحياة في الدولة المعروفة باسم ‘هدية النيل’.
    إن الفترة القصيرة من حكم الاسلاميين على يد مرسي وشركائه الذين ‘أسهموا’ كثيرا في جعل هذه المشكلات اسوأ، قد تُنسى بيقين ويرث من يرث الحكم الذنب ايضا. أو بعبارة اخرى، قد يصبح الألم الموجود في مصر عبثا بيقين. ومن يعلم ربما يتجهون في يأسهم مرة اخرى الى الاسلاميين ليُخلصوهم من مشكلاتهم في المستقبل. وعلى نحو مشابه فان حكم الاخوان المسلمين القصير يقول إن شعوبا مسلمة اخرى لن تتعلم من تجربة المصريين المرة رغم أنها يجب ان تفعل.
    وفي شأن آخر: يُقدر لي سميث من معهد هدسون ان حكام مصر الجدد سيرون ان حربا قصيرة لاسرائيل هي الطريق الوحيد ‘لتوحيد الدولة وكسب مال من المجتمع الدولي المتحمس للاتيان بالسلام’ و’لاعادة مصر الى مكانها السابق البارز′ في الشرق الاوسط. يبدو ان هذه الحرب لن تحرز شيئا من هذه الاهداف، فمن المنطق ان نفترض ان تُهزم القوات المصرية في حين تترك مصر أفقر وأضعف، لكن لا يمكن ان نُبطل هذا الامكان لأن قادة مصر العسكريين تصرفوا تصرفا أحمق في مواجهة اسرائيل مرات كثيرة في الماضي.




    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    شعار ‘الاسلام هو الحل’ الذي لوحت به الحركات الاسلامية فشل

    بقلم: افرايم سنيه ،عن يديعوت
    ليست ‘مؤامرة صهيونية’ ولا مؤامرة منظمات استخبارات اجنبية هي التي أفضت الى سقوط حكم الاخوان المسلمين، بل الشعب المصري بجموعه. إن الاسلام السياسي المتطرف ، الذي حركة الاخوان المسلمين هي المنظمة الرئيسة التي تمثله، ليس مهيأ لحكم ديمقراطي، فهو لا يعرف تقاسم السلطة ولا يريد تقاسم السلطة، بل يريد حكما مطلقا. وقد كُشف عن الأساس الاستبدادي وسلوكه السياسي عاجلا، كما في مصر أو آجلا كما في تركيا. وغزة تحت حكم حماس ايضا هي مثال على ذلك. فالديمقراطية والاسلام السياسي المتطرف لا يمكن ان يسكنا تحت قبة واحدة.
    إن موجة السيطرة الاسلامية التي أغرقت العالم العربي تم وقفها. وسقوط الاخوان المسلمين في أكبر الدول العربية علامة واضحة على ذلك. لا يعني ذلك ان هذه الموجة زالت. فان جزءا كبيرا من المعارضة في سورية على الأقل معدود من الاخوان المسلمين، بل من منظمات أكثر تطرفا منهم لها صلة بـ’القاعدة’. لكن في ميدان التحرير تم وقف الزخم الذي كان يبدو أن لا شيء سيقف في طريقه.
    إن شعار ‘الاسلام هو الحل’، الذي لوحت به الحركات الاسلامية على اختلافها فشل، فلا يستطيع الاسلام باعتباره عقيدة دينية ان يحل المشكلات الاجتماعية الأساسية للعالمين العربي والاسلامي. فقد فشلت الثورة الاسلامية في ايران، وكذلك حكم الاخوان المسلمين لمصر مدة سنة. وفي تركيا ايضا حيث أفضى الحكم الاسلامي الى نماء اقتصادي، أفضى الاستبداد والقهر الديني الى موجة احتجاج عظيمة في الشهر الماضي. لقد بدأ تهاوي حكم اردوغان.
    في العالم العربي قوة جماهيرية كبيرة من الباحثين عن الديمقراطية والتقدم، تحاول التغلب على كونها غير منظمة وغير ذات تجربة. ولم تقل هذه القوة الى الآن كلمتها الأخيرة.
    الى هذه الدروس والعبر يوجد لسقوط مرسي تأثيرات اقليمية اخرى، فقد قوي الملك عبد الله في الاردن ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن نتيجة فشل الاخوان المسلمين في مصر. وخسرت المعارضة لهما ركيزة عظيمة الأهمية، فلم تعد جزءا من قوة لا تُقهر.
    ينبغي ان نأمل في ان تكون الادارة الامريكية التي اتكلت على حكم مرسي، وكانت لها علاقات وثيقة كما يبدو ايضا بالاخوان المسلمين في الاردن، قد تنبهت من الوهم الساذج الذي يرى ان الاسلاميين قد يصبحون حليفا ديمقراطيا. فاذا ساعدت الادارة الامريكية في نهاية الامر المعارضة السورية مساعدة حقيقية فيجب عليها ان تفحص جيدا أنها لا تساعد مرسي سورياً أو اسوأ من ذلك لا تساعد منظمات سلفية.
    إن الاحداث في مصر تقدم لاسرائيل ايضا مادة للتفكير. إن استراتيجية حكومة اسرائيل الحقيقية، وإن يكن قليلون فقط من متحدثيها سيقولون هذا بصراحة، لا تؤيد مد يد لمعسكر الديمقراطية والتقدم في العالم العربي، وترى هذه الاستراتيجية انه يجب ‘تسوية الامور’ مع المتطرفين وعدم مساعدة المعتدلين. فالفكرة هي إحداث توازن ردع مع الجهات المتطرفة، يقوم على تفوق اسرائيل العسكري واحراز فترات هدوء أمني قصيرة بواسطته، كما هي الحال مع حزب الله في لبنان ومع حماس في غزة. وليس غريبا ان امتنعت اسرائيل عن اسقاط حكم حماس، بل إنها أوحت علنا بتسليم بوجوده. وقد قوّت الحكومة حماس بصفقة شليط على حساب أبو مازن على عمد.
    يوجد ثمن لصلة استراتيجية اقليمية بأعداء الاسلام المتطرف من القاهرة الى أبو ظبي. والثمن هو التوصل الى حل الصراع مع الفلسطينيين بتقسيم الارض، والحكومة غير مستعدة لدفع هذا الثمن. ولذلك لن تستطيع اسرائيل ان تستخرج الطاقة الايجابية العظيمة من سقوط الاخوان المسلمين في مصر.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 348
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:49 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 347
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:48 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 346
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:47 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 345
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:45 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 338
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:45 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •