النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 390

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 390

    اقلام واراء اسرائيلي 390
    14/7/2013

    في هــــــذا الملف

    الصوت المسموم من القاهرة
    بقلم:إلداد باك،عن يديعوت

    العقدة الصينية
    ازمة في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة من جهة واسرائيل والصين من جهة اخرى بسبب وجود حسابات بنكية لجهات ارهابية في أكبر بنوك العالم 'بنك الصين'
    بقلم:ناحوم برنياع وشمعون شيفر،عن يديعوت

    حدود جديدة جيش قديم
    الجيش الاسرائيلي يغير مفهومه القتالي في لحظة زمنية تنهار فيها الانظمة العربية وتستبدل الجيوش الكبرى بمنظمات عصابات وتكون فيها الحدود مخترقة
    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

    ايقاع الاحداث يقوى لكن الرد الاسرائيلي محدود
    بقلم:عاموس هرئيل، هآرتس




    الصوت المسموم من القاهرة

    بقلم:إلداد باك،عن يديعوت

    هو رجل وسيم في مستهل الاربعينيات من عمره، دقيق القوام ويحرص على مظهر أنيق وتسريحة شعر أنيقة. وهو من أكثر الصحافيين شعبية وتقديرا في مصر، رغم وربما بفضل صغر عمره. ويعُد برنامج تحليل سياسي نقدي يذيعه واحد من محركات الثورة المصرية الاولى التي أنهت حكم مبارك والثورة الثانية التي أفضت قبل اسبوع الى عزل محمد مرسي. وهو نجم في شبكات تلفاز عربية ونشر مئات المقالات وغير قليل من الكتب التي اصبحت الاكثر مبيعا.
    يسميه مُجلّوه ‘فولتير الثورة المصرية’. قبل نحو من سنة اقترح عليه عدد من كبار المعسكر المدني ان يترشح في الانتخابات الحرة الاولى لرئاسة مصر، فرفض الاقتراح بأدب لأنه ربما قدّر ان هذا ليس هو الوقت المناسب الى الآن. لكن حينما توجه اليه رئيس مصر المؤقت عدلي منصور قبل بضعة ايام باقتراح ان يصبح متحدثه الشخصي، استقر رأيه على انه حان الوقت ليوسخ يديه بالسياسة. لم يصبح احمد مسلماني بتعيينه متحدثا للرئيس صوت مصر الرسمي فقط، بل وجه ‘الثورة الثانية’ المدنية والليبرالية التي استقر رأيها على الاعتماد على قادة ‘جيش الشعب’ للتحرر من الحكم الديني المتطرف للاخوان المسلمين. بيد ان معنى المصطلحين ‘مدني’ و’ليبرالي’ في مصر يختلف جدا عن معناهما في الغرب، وليس كشخصية المسلماني لبيان الفرق العظيم بين الصورة التي تحاول الثورة المصرية ان تمنحها لنفسها منذ ايامها الاولى، وبين ما هي عليه في الحقيقة وهي انها موجة قومية معادية لامريكا ولاسرائيل وللسامية.
    من المهم ان نؤكد ان ليست جميع تيارات الثورة المصرية مشاركة في هذا التصور العام، لكن أكثرها يؤمن به. لم يُعزل مبارك فقط بسبب الفساد والاستبداد اللذين نُسبا الى نظامه، بل لأن الجماهير كانت تراه متعاونا مع اسرائيل ومع الولايات المتحدة. وطُرح مرسي عن كرسي الرئاسة ايضا لأن معارضيه غضبوا لأنه لم يلغ اتفاقات السلام مع اسرائيل، ولم يضع حدا للهيمنة الامريكية على مصر. إن المسلماني الذي يتوقع له كثيرون حياة مهنية لامعة في السياسة المصرية، وهناك من يعتقدون انه سيصبح رئيسا ذات يوم، يؤمن ايمانا خالصا بالطبيعة القومية للثورة المصرية، وكونها وسيلة لتحويل مصر الى قوة عظمى اقليمية ووسيلة لاختفاء اسرائيل المأمول من خريطة الشرق الاوسط.
    كانت حياة المسلماني يمكن ان تفضي به الى اتجاه آخر، فقد ولد في ايلول/سبتمبر 1970 في قرية في دلتا النيل لعائلة فقيرة تقية. وما زال الوالد محمد، وهو رجل دين متواضع، توفي قبل بضع سنوات، مصدر إلهام الى اليوم للصحافي المحبوب، ويفخر المسلماني في جملة ما يفخر بأن قصص القرآن التي كان يسمعها من والده في طفولته علمته كيف يتحدث الى الناس، ويُبين لهم أوضاعا معقدة ببساطة. وكان الوالد نشيطا في حركة ‘الاخوان المسلمين’ في منطقة سكنه. ومال في آخر حياته الى الاعتزال في بيته والابتعاد عن الناس، لكنه ظل يقابل عددا من اصدقائه من صفوف الحركة.
    وترعرع الابن احمد من الفقر الى العظمة. وهذا تحقق للحلم المصري. وكان هذا الفتى صاحب النظر الثاقب والصوت الهادئ، طالبا متميزا وفاز بجوائز كثيرة واختير ليرأس مجالس الطلاب اللوائية والقطرية. وأنهى بتميز دراسته لعلوم السياسة في جامعة القاهرة وقُبل ليعمل مساعد بحث في ‘مركز الاهرام للبحوث الاستراتيجية’. وقد اختص في ما اختص به بقضية الصراع العربي الاسرائيلي وهكذا بدأت حياته الاعلامية العامة.
    نشأ المسلماني في فترة بلا حروب، حينما كان بلده يتمتع بثمار السلام مع اسرائيل ويسير في طريق التطور والنماء. وكان يمكن ان يكون ممثلا لجيل السلام المصري وصوتا سليما يؤيد التغيير والأمل، لكنه أصبح نتاج بيئته التقليدية والمحافظة ونتاج مؤسسات التربية والدين والاعلام والاكاديميا التي عملت على قمع كل بارقة تعايش مع اسرائيل. ولا ينبع نجاحه المهني والشعبي من الجرأة والتمرد والتجديد، بل من التمسك بأفكار قومية قديمة وآراء مسبقة عنصرية ونظريات مؤامرة خيالية. وقد منح المسلماني كل ذلك في برامجه في التلفاز ومقالاته وكتبه رداء جديدا وشابا ومقاتلا واكاديميا في ظاهر الامر.
    قبل بضعة اشهر نشر المسلماني كتابا يحمل الاسم الاشكالي وهو ‘ما بعد اسرائيل’. والحديث في واقع الامر عن صيغة ثانية لكتاب نشره قبل عشر سنوات في ذروة الانتفاضة الثانية، تنبأ فيه بنهاية اسرائيل والصهيونية، وأُضيف الى الصيغة الحالية عدد من الفصول يتناول التطورات التي مر بها الشرق الاوسط في السنوات التي مرت منذ ذلك الحين ولا سيما أحداث ‘الربيع العربي’. وقوي فقط ايمان المسلماني بأن اسرائيل تخطو نحو الفناء. وهو يقول في مقدمة الطبعة الجديدة ان ‘الربيع العربي’ يرمز الى ‘الشتاء الاسرائيلي’.
    إن الكتاب الذي يُعرض في واجهات عرض حوانيت كتب فخمة، ويُباع ايضا على منصات مغبرة في الشوارع، يحظى مثل المتوقع باهتمام كبير. إن مضمونه يمنحنا فرصة ذهبية لرؤية كيف ترى قيادة الثورة المصرية اسرائيل. والاستنتاجات مقلقة، فمتحدث رئيس مصر يعبر عن صدى نظريات معادية للسامية بدائية، وسيتهم اسرائيل بالرغبة في جر مصر الى حرب أهلية للاستيلاء على أجزاء واسعة منها، ويُبين ان الجيش المصري يستعد بكامل الجد لمحاربة اسرائيل. ويتنبأ في الوقت نفسه بانحلال اسرائيل الداخلي. وهذا حشد لا نظام فيه من الفانتازيا المريضة في جزء منها ومقتبسات معادية لاسرائيل لناشطي يسار متطرف من اسرائيل ويهود العالم تمنح أفكار المسلماني تأييدا اخلاقيا واكاديميا في ظاهر الامر. ويفخر مؤلف الكتاب بعلاقاته القريبة من زعيم حماس خالد مشعل ومعرفته لروجيه غارودي مُنكر المحرقة الفرنسي الذي أسلم (ومات قبل نحو من سنة في سن الـ98)، وبالالهام الذي تلقاه من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو لكتابة الطبعة الحالية من كتابه.
    يبدأ الكتاب بأقوال ثناء من مشعل على قيادة الجيش المصري. ‘أنا على صلة دائمة بالاستخبارات المصرية وأعرف قادتها جيدا’، يكشف مشعل في حديث أجراه قبل زمن قصير مع المسلماني. ‘عملت معهم في ايام مبارك وفي زمن الثورة. وهم نفس الاشخاص لكن روحهم تغيرت. فقد عادت اليهم الروح بعد الثورة. ويوجد بازائنا اليوم جهاز استخباري جديد وضباط جدد، رغم ان الحديث عن نفس الاشخاص. إنني أراهم اليوم مصدر فخر’.
    ويزعم المسلماني ان اسرائيل رفضت بشدة الاعتراف باعتدال حماس السياسي واستعدادها المبدئي للموافقة على تسوية على أساس حدود 1967. ‘لا تريد اسرائيل ان تسمع أخبارا طيبة من الجانب الآخر’، يكتب. ‘وهي غير معنية بعلاقات طيبة بأية جهة ما لا الفلسطينيين ولا غيرهم. وتحظى أهم دولة وقعت على اتفاق سلام مع اسرائيل من اسرائيل بعلاقات عدائية. وبدأ يُكشف بالتدريج عن تفاصيل خطط اسرائيلية لضعضعة الاستقرار في مصر، إما بتأييد حرب أهلية داخلية بين المسلمين والمسيحيين، وإما بمساعدة اسرائيل لدول حوض النيل على فرض حصار مائي على مصر’. ويتناول المسلماني في كلامه التوتر المتزايد بين مصر واثيوبيا حول قضية تقاسم ماء النيل وانشاء ‘سد النهضة’ في اثيوبيا، الذي يهدد بالمس بجريان ماء النيل الى مصر وباحداث نقص شديد من الماء. إن متحدث الرئيس المصري مثل كثيرين آخرين من النخب المصرية يرى ان انشاء السد مؤامرة اسرائيلية ترمي الى اضعاف مصر ودفعها الى محاربة اثيوبيا. وهو يقتبس من كلام أحد قادة الاستخبارات المصرية زعم ان ‘الموساد’ يستعد لبناء انابيب تنقل ماء النيل من اثيوبيا الى اسرائيل.
    ويقول الصحافي السريع الكتابة وصاحب الخيال الخصب إن مصر صاغت منذ ان سقط مبارك من جديد موقفا حازما في مواجهة اسرائيل، وان الجيش المصري يشعر في السنوات الاخيرة بأن حربا جديدة مع اسرائيل على الأبواب. ويقول المسلماني إن الثورة التي أفضت الى سقوط مبارك أصابت اسرائيل بمفاجأة مطلقة لا تقل عن مفاجأة حرب يوم الغفران، وهو يرى ان فترة مبارك كانت بالنسبة لاسرائيل ‘نصرا بلا حرب’ وكانت بالنسبة لمصر ‘هزيمة بلا حرب’. ويقول المسلماني إن اسرائيل عملت طول فترة ولاية مبارك على اضعاف مصر لكن الثورة أنهت خطة ‘مصر الصغيرة’.

    خطة التهويد السرية

    إن أحد السيناريوهات المرعبة التي تقض في هذه الايام مضاجع كثير من المصريين، بتشجيع من محللين من أنصار المسلماني، هو خطة اسرائيلية لتشجيع الارهاب في سيناء كي يكون ذلك ذريعة لها لاحتلال شبه الجزيرة من جديد وانشاء دولة بديلة للفلسطينيين. ويزعم أناس المعسكر العلماني ان ‘الاخوان المسلمين’ يساعدون اسرائيل على تحقيق هذه المؤامرة. ويكشف المسلماني في كتابه عن ‘مؤامرة اسرائيلية’ اخرى، وهي تهويد سكان واحة سيوا على مبعدة 800 كم غرب القاهرة وجعلهم ‘أبناء الفلاش مورا المصريين’.
    ويؤكد المسلماني ازاء كل هذه التهديدات الوهمية لأمن بلده وسلامته وضع اسرائيل اليائس، بالاعتماد على قراءة انتقائية للصحافة الاسرائيلية وتحليل نفسي مبتذل للمجتمع الاسرائيلي. فالوضع النفسي للاسرائيليين يتدهور. كما يقرر الخبير المصري بالسلامة النفسية ويضيف، ان اسرائيل هي دولة بلا حدود أمنية طبيعية وبلا موارد اقتصادية طبيعية وبلا محيط طبيعي. فحقيقة وجودها غير طبيعية باختصار. ويريد اسرائيليون كثيرون حياة الكسل والترف، كما يقول المسلماني في جازما، غير ان ذلك غير ممكن. ‘الاسرائيليون شعب ضعيف في دولة قوية، وجُبناء في دولة مغامرة. وقد نجحت الحركة الصهيونية في انشاء دولة لكنها فشلت في انشاء شعب. وفي كل يوم تخسر اسرائيل أكثر مما تربح. وهي دولة صغيرة يحيا الجميع فيها في خوف، ودولة ذات قنابل كثيرة لكنها بلا أمن’.
    ويزعم ان شعور اسرائيل المزور بالقوة يجرها الى تهديد ايران والى البحث عن سقوط الاردن والى احداث توتر مع تركيا ومصر. ‘لكن اسرائيل القوية تخفي وراءها اسرائيل ضعيفة، وقوة الجيش تخفي وراءها تدهور الدولة’، يكتب المسلماني. ‘يتغير التاريخ من جديد، فهناك شروق في مصر وغروب في اسرائيل، وخريف الفساد في القاهرة وربيع الفساد في تل ابيب’.
    ويُبين المسلماني ان اسرائيل من اجل البقاء في هذه الظروف غير الطبيعية تُجري معركة لا على الاسلام والمسلمين فقط بل على الغرب والمسيحيين ايضا. واحدى وسائل هذه المعركة الرئيسة هي نظرية ‘الكبلاه’ المنتشرة جدا ‘بين اشخاص يعانون حالات قلق وتنافس′ ويبحثون عن معنى للحياة. وهكذا يجعل مادونا وديمي مور وبريتني سبيرز ‘عميلات مسيحيات لليهودية في خدمة اسرائيل’.
    وهناك وسيلة اخرى في هذا الصراع كما يرى المسلماني، وهي استغلال مشاعر الغرب بالذنب بسبب المحرقة لتسويغ ‘المحرقة الجديدة’ على الفلسطينيين. ويتوسع في الاتيان باقتباسات من كلام اشخاص، منهم ناشطون يساريون اسرائيليون زعموا ان اسرائيل تعامل الفلسطينيين كما عامل النازيون اليهود، بل ان المسلماني يلاحظ عند الاسرائيليين ‘ميلا نازيا’ ينبع من الشعور بالفشل والضعف الذي بدأ بعد حرب يوم الغفران وقوي بعد التوقيع على اتفاقات كامب ديفيد. ويُدلي بتقرير عن زيادة عدد المهاجرين من اسرائيل ويقتبس خبرا من وكالة الانباء الفرنسية يقول ان 50 ألف اسرائيلي أحرقوا جوازات سفرهم وعادوا الى البلاد التي ولدوا فيها في شرق اوروبا، وأرادوا الهجرة من هناك الى المانيا. فليكن.
    ويولي المسلماني مجموعة ‘المؤرخين الجدد’ أهمية كبيرة ويُكثر الاقتباس من كتب: توم سيغف وآفي شلايم وايلان بابه وشلومو زيند عن وضع اسرائيل اليائس والاسطورة ‘الكاذبة’ التي بُنيت عليها. ومن جهة اخرى يحظى المؤرخ الجليل بني موريس الذي ‘خان’ تصور المؤرخين الجدد من متحدث الرئيس المصري بشتائم شتى، فهو عنصري وبلا أية قدرة على التفكير السامي، وانسان محدود لم يُسهم بشيء مهم في البحث التاريخي، وهو ينشر كتبا كي يثبت فقط انه ما زال قادرا على الكتابة.
    ويُبحر المسلماني ايضا الى الماضي، ويُحدث قراءه عن ان صدمة انهيار مملكة الصليبيين في الشرق الاوسط قبل نحو من ألف سنة أفضت باسرائيل الى ان تنشئ بعد تأسيسها فورا معهدا لبحث تاريخ الصليبيين. وقد وجد العاملون في هذا المعهد ان الصليبيين كانوا شديدي التعلق بمساعدة خارجية، ولهذا بنت اسرائيل قوة مستقلة. وهذا ما يجعل اسرائيل ايضا تحرص على الحفاظ على مبادرة الهجوم ولا تنتظر ان تهاجَم. ويلخص المسلماني قائلا ان ‘اسرائيل في مفترق طرق وكذلك العالم العربي ايضا. قد يتطور المستقبل في اتجاه الفكرة العامة لهذا الكتاب، وهي الشتاء الاسرائيلي والربيع العربي. وقد يتطور الربيع العربي ليصبح شتاء من جديد ويغرق العالم العربي في الفشل مرة اخرى. لكنني من أنصار مدرسة الأمل’. واذا كان شخص مثل المسلماني متفائلا فعندنا سبب جيد لنكون متشائمين.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    العقدة الصينية
    ازمة في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة من جهة واسرائيل والصين من جهة اخرى بسبب وجود حسابات بنكية لجهات ارهابية في أكبر بنوك العالم 'بنك الصين'

    بقلم:ناحوم برنياع وشمعون شيفر،عن يديعوت

    في مطلع أيار/مايو سافر نتنياهو لزيارة الصين، وانضمت زوجته وابناه للزيارة، وكانت الصور ريفية، فقد كانت عائلة نتنياهو تتجول في شنغهاي؛ وكانت عائلة نتنياهو تتسلق سور الصين. ولم تُشر الصور الى شيء من الضغوط التي صاحبت الدعوة للزيارة والازمة التي نشأت بين الدول الثلاث: اسرائيل والصين وامريكا، وهي ازمة سرية بلغت نقطة الغليان في الايام الاخيرة.
    يشارك في هذه القصة الصعبة كبار مستشاري رئيس الوزراء، وأذرع الامن ووزارة القضاء، وحكومة الصين، وبنك ضخم، والقيادة العليا لمجلس النواب في واشنطن، ومحكمة اتحادية في نيويورك، ومكاتب محامين في الولايات المتحدة واسرائيل وطريقة محاربة اسرائيل لتمويل منظمات ارهابية عربية.
    يتهم محامون مشاركون في القضية ديوان رئيس الوزراء بسلسلة اجراءات غير صحيحة، ورطت دولة اسرائيل وأضرت بقيم الدولة ومندوبيها ومصالح واضحة لها. وفي خلفية ذلك القصة المؤثرة في القلب لعائلة من فلوريدا فقدت ابنها في عملية تفجيرية في تل ابيب، وجُندت لخدمة مصالح دولة اسرائيل وتم التخلي عنها بعد ان قامت بعملها.
    في مطلع العقد الماضي استعدت منظمات الاستخبارات في اسرائيل لتثبيط تحويل اموال لها صلة بالمشروع الذري الايراني وبعمليات ارهابية لمنظمات في العالم العربي. وشارك في هذا الجهد مقر محاربة الارهاب و’أمان’. وأُنشئت وحدة كان اسمها ‘غلغال’.
    في مطلع 2005 تم الكشف عن محور لنقل اموال انتقلت من قيادتي حماس والجهاد الاسلامي في سورية الى اقليم كوان جو في جنوب الصين، ومن هناك الى الاذرع الارهابية لحماس والجهاد في غزة. وحصلت مجموعة من رجال اعمال فلسطينيين وأقرباء على اموال من سورية اشتروا بها ملابس وألعابا صنعت في الصين وأرسلوها في حاويات عن طريق اسرائيل الى غزة، من اجل رياض اطفال في الظاهر لكنها كانت في الواقع من اجل ان تُباع بيعا علنيا وفي الحوانيت. وقُسم المال بين المنظمتين، وكان كله مخصصا لأهداف عسكرية.
    وتسمى هذه البدعة بالمصطلحات القانونية ‘تبييضا بواسطة التجارة’. وفي خلال سنتين أو ثلاث نُقل في هذا الطريق نحو من 6 ملايين دولار، وهذا مبلغ كبير حينما يكون الحديث عن ارهاب.
    افتتح 17 حسابا مصرفيا في ‘بنك الصين’ من اجل تحويل اموال الارهاب. وسجلت الحسابات باسمي شابين فلسطينيين، هما سعيد زايد رباح شرفة وهو طالب جامعي في العشرينيات من عمره، وزوجته ابنة الثامنة عشرة. إن بنك الصين واحد من أكبر المصارف في العالم، وهو بنك تجاري كان في تلك الفترة في ملكية كاملة لحكومة الصين (وبيع بعد ذلك 20 أو 30 في المئة من أسهمه في البورصة).
    في 2005 خرج داني أرديتي، رئيس مقر مكافحة الارهاب، في سلسلة لقاءات في بكين. واستقبله الصينيون ومرافقيه في بشاشة. وفي تلك الفترة قُبيل الالعاب الاولمبية في بكين، حينما كان العالم كله يتظاهر على الصينيين، أظهروا حساسية كبيرة لعلاقاتهم الخارجية، وعلى أثر زيارة أرديتي تمت ثماني زيارات أو تسع لمبعوثين اسرائيليين للصين، سلم الاسرائيليون في أثنائها باذن وتفويض سلطات الصين كل المعلومات ذات الصلة، واستمرت البشاشة واستمرت كذلك الحركات في حسابات البنك. وكان الزعم الأساسي للصينيين أن حماس لا تعتبر في نظرهم منظمة ارهابية ولهذا لا ينوون المس بالحسابات.

    بنك الدم

    أدركوا في اسرائيل ان الأمر لن يتم بالحسنى، فكان القرار على تجربة طريقة اخرى، وهي العمل على رفع دعوى قضائية في الولايات المتحدة على بنك الصين، بزعم أنه يعمل قناة لتمويل الارهاب. ويعمل البنك الصيني في العالم بالدولارات. وله بعض فروع في نيويورك وفي شيكاغو ولوس انجلس، يريد أن يتوسع بصفة بنك بالمفرق في مدن اخرى. وكان الافتراض انه اذا رُفعت دعوى في نيويورك فسيرتدع الصينيون ويتوصلون سريعا الى مصالحة مع المدعي والشيء الأساسي أنهم سيغلقون الحسابات.
    وكان لاسرائيل عنوان مريح للتوجه اليه وهو جمعية اسمها ‘شورات هدين’، ترأسها المحامية نتسانا درشان لايتنر. وتحصر الجمعية عملها في رفع دعاوى قضائية لمتضررين بالارهاب الى محاكم خارج البلاد، والدول التي ترفع الدعاوى عليها على نحو عام هي ايران وسورية والسلطة الفلسطينية. وأصبح البنك الصيني هدفا لأول مرة.
    إن للمواطنين الامريكيين الذين كانوا ضحايا الارهاب تفضيلا في محاكم امريكية. ووجدت لايتنر مواطنا امريكيا مناسبا، فقد كان دانيال فولتس ابن الـ16 من بوسطن في فلوريدا في زيارة عائلية لاسرائيل في 2006، وفي 17 نيسان/ابريل قُتل بعملية تفجيرية في مطعم شاورما ‘روش هعير’ في تل ابيب. وكانت الكارثة في انه وقف بالقرب من المخرب المنتحر وتهاوى بين ذراعي والده الذي أصيب اصابة بالغة. وصارع دانيال عن حياته 27 يوما وعاش أبوه. وقد جاء المال لتمويل العملية التفجيرية كما يزعم المتابعون من حساب في بنك الصين.
    إن والدة الضحية، شرول كانتور فولتس هي ابنة عم زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب الامريكي، اريك كانتور السياسي الأبرز في الكتلة المحافظة في مجلسي النواب والشيوخ، وهو يهودي متحمس ومحب لاسرائيل ولكل ما تمثله، وهو صديق مقرب من بنيامين نتنياهو ورون بريمر المستشار السياسي لرئيس الوزراء.
    وفي اتصالات درشان لايتنر بالعاملين في الاذرع الاستخبارية أصرت على ان تحصل على مساعدة مكثفة من الحكومة، وطلبت معلومات مُدينة عن عمليات البنك وتصريحات من ناس ذوي سلطة والتزام ان يُرسل الى المحاكمة شاهد مفوض يتحدث عن ان الصينيين عرفوا حقيقة الحسابات ورفضوا اغلاقها. وأُعطي التفويض شفهيا، وفي 2009 رُفعت الدعوى القضائية الى محكمة اتحادية في نيويورك. وجند الصينيون 30 محاميا من الطراز الاول وقد بحثوا عن حرب لا عن مصالحة وطلبوا قبل كل شيء رفض الدعوى القضائية رفضا باتا. وأُعطي الرد على صورة تصريح وقع عليه شلومو متالون، وهو متقاعد من ديوان رئيس الوزراء. ونظرت القاضية شيرا شايندلن في التصريح واقتنعت بأن الحديث هو عن دعوى حقيقية، واستقر رأيها في الاستمرار في الاجراءات. وكانت هناك نتيجة ايجابية واحدة لرفع الدعوى القضائية، وهي ان الفلسطينيين في كوان جو خافوا وأغلقوا القناة بمبادرة منهم.

    شاهد مسموح به وشاهد محظور

    احتاجت المحامية للاستمرار في المحاكمة الى شاهد، فتوجهت الى عوزي شعياه الذي كان يعمل في الماضي في اذرع الامن. وشعياه مثل كل من عمل في جهاز الامن ممنوع من تسليم معلومات بلغت اليه في اثناء خدمته إلا اذا تمت الموافقة له على ذلك. فتوجه الى المستوى صاحب القرار وأمروه بالرفض. وفي مرحلة ما دُعي شعياه الى ديوان رئيس الوزراء وأمروه هناك بالسفر والشهادة.
    جاء الامر من المستوى السياسي، ويزعم مصدر في ديوان رئيس الوزراء ان العائلة توجهت الى كانتور، وأثر كانتو في بريمر، وغيّر بريمر السياسة بسرعة. ولم يكن هذا آخر تعوج لديوان نتنياهو في هذه القضية.
    في الاول من ابريل 2012 تلقى يكوتئيل فولتس مكالمة هاتفية من مساعدة رون بريمر. وعلى أثر المكالمة أرسل اليها الرسالة الالكترونية التالية: ‘نحن نشكرك جدا على كلامك الذي يقول انه لا توجد أية مشكلة بشأن الموضوع المتحدث عنه، وأنكم تعملون الآن على التفصيلات الاخيرة. نأمل ان نسمع منك في الاسابيع القريبة عن الشهادة المتعلقة بالبنك’.
    وفي 14 أيار/مايو تحدث فولتس بالهاتف الى السفارة في واشنطن وبشروه من السفارة بأن ‘حكومة اسرائيل فوضت الى الجهات المعنية السماح بالتحقيق في القضية’. وفي 20 آذار/مارس من هذه السنة وقع شعياه على رسالة الى المحامين. والتزم في الرسالة بأن يشهد في القضية مع عدة شروط، وهي ان يتم التحقيق في اسرائيل وألا يضطر الى الكشف عن مادة سرية وألا تُنشر صورته وغير ذلك. ووافقت القاضية في نيويورك على الشروط كلها. ولم تعلم انه لا يوجد في اسرائيل قرار نهائي هو نهائي حقا. فالفم الذي منع وسمح هو الفم الذي سيمنع من جديد.
    ونُشرت التفصيلات الرئيسة للقصة في تقريرين صحافيين شاملين أحدهما في صحيفة ‘هآرتس′ بقلم عاموس هرئيل وروتي زوتا، والآخر في ‘وول ستريت جورنال’. لكن الدراما لم تنته فقد زادت تعقيدا.
    قرأ الصينيون رسالة التزام الشاهد الاسرائيلي وتوجهوا الى سفارة اسرائيل في بكين، وهددوا بأنه اذا شهد الشاهد فلن تكون زيارة لرئيس وزراء اسرائيل للصين. لن نُمكنكم من دفن الصين في محكمة في نيويورك.
    إن الصين قوة من القوى العظمى اعتادت ان تُملي على سائر العالم شروطها ولا يحصل أحد منها على تسهيلات. ونقل سفير اسرائيل في بكين، متان فلنائي، التهديد الى رئيس الوزراء في القدس. وأدرك نتنياهو أنه دُفع الى تضارب مصالح. وقد كانت الزيارة من جهة زيارة أرادها نتنياهو جدا بعد ان امتنع الصينيون عن استقباله في الولاية الماضية. وقد آمن بأنه سينجح في ان يُحدث تغيير استراتيجيا في العلاقات مع الصين.
    وكانت من جهة اخرى مكافحة اسرائيل للارهاب والمساعدِين عليه التي بُنيت على تعليلات اخلاقية لا هوادة فيها وحلفها مع اصدقائها في الولايات المتحدة. وكان من جهة ثالثة الالتزام الذي أعطي للمحامين في القضية. وكانت من جهة رابعة عائلة ثكلى وأحد أقرباء العائلة، وهو شخص مهم جدا لاسرائيل في واشنطن.
    واختار نتنياهو الصينيين. فقد أعطي للصينيين قبل الزيارة التزام بألا يسافر الشاهد للشهادة. ولم يُبلغ أحد عائلة فولتس أو محاميها بالالتزام الجديد، وأدركوا في ديوان رئيس الوزراء وفي وزارة القضاء انه نشأ هنا تعقد خطير. فألقى نتنياهو على رئيس مجلس الامن القومي، يعقوب عميدرور، مهمة حل العقدة. وكان عميدرور في الطريق للخروج من ديوان رئيس الوزراء فلم يحل العقدة. وتمت في ديوان رئيس الوزراء وفي وزارة القضاء مباحثات ماراثونية بسرية تامة. وبقي المحامون في الخارج. وحينما ضغطوا على مصادرهم في الحكومة واجهتهم أجوبة حائرة ومتهربة وكذلك كانت حال العائلة. لم تُبلغ اسرائيل في تلك الاثناء المحكمة شيئا، فقد فعل الصينيون ذلك بدل اسرائيل، فقد أبلغوا في خلال شهر حزيران/يونيو القاضية شايندلن ان اسرائيل التزمت بألا يمثل الشاهد.
    فغضبت القاضية غضبا شديدا، وفي الثاني’من تموز/يوليو كتبت رسالة الى غيل ابريئيل، المستشار القانوني لمجلس الامن القومي، وطلبت ان تتحدث هاتفيا مع ابريئيل في التحقيق مع عوزي شعياه. وكتبت تقول: ‘ان محامي البنك يفترضون ان حكومة اسرائيل لن تُمكن الشاهد من الشهادة. وكي نوفر على الجميع سفرا لا حاجة اليه الى اسرائيل أريد أن استوضح منك مصير الشهادة’. وكان ثمة سبب آخر جيد لتكون غاضبة جدا، فقد كان محامو البنك الصيني يرسلون اليها كل خمس سنوات تهديدات برفع دعاوى جنائية ودعاوى تشهير بملايين. وأُرسلت تهديدات ايضا الى مكتب المحاماة بويس شيلر في نيويورك.
    وكانت دعوى عائلة فولتس من وجهة نظر المكتب أمرا اخلاقيا قبل كل شيء وعاما وقيميا. وعُين لعلاج القضية المحامي لي بولوسكي الذي عمل في ادارتي كلينتون وبوش على تعقب تحويل اموال الى منظمات ارهابية. وقد حضر هذا الاسبوع الى البلاد في زيارة اخرى والتقى مسؤولين كبار في حكومة اسرائيل. وقال لهم: ‘ان الموضوع هنا في كفة الميزان والثقة بحكومة اسرائيل. قرروا هل تحاربون الارهاب أم لا تحاربونه’. ولم يكونوا قادرين على اعطائه جوابا ملزما، فهم لم يعرضوا على العائلة شيئا حتى ولا باشارة خفية.
    ان مدعين عامين لا يخشون مواجهة رؤساء ورؤساء حكومات أصيبوا بالبكم، فالخشية من تحمل مسؤولية عن ورطة اخرى دولية أصابتهم بالشلل. واستقر رأي بولوسكي على انتظار جواب في اسرائيل الى ان يقلع من هنا بعد غد.

    بكين في أيدينا

    إن الأجل المسمى الذي سمته القاضية هو 31 آب/اغسطس. ماذا سيحدث اذا لم يمثل الشاهد في الأجل المسمى؟ يُقدر محامو عائلة فولتس ان القاضية ستتخذ خطوات، فاسرائيل موقعة على وثيقة لاهاي التي تلزمها بأن تسلم دولا اخرى معلومات حينما يُحتاج اليها في دعاوى قضائية مدنية، واذا رفضت اسرائيل فسيُثار طلب إبعادها عن الوثيقة. وقد تصدر القاضية استدعاءات لاسرائيليين مشاركين في القضية واذا لم تعمل هي على ذلك فسيعمل المحامون فهم يتحدثون عن حرب. نتنياهو متفائل بمستقبل العلاقات بين اسرائيل والصين، وتزعم بعض المصادر الحكومية انه على أثر احباط الشهادة في هذه القضية فُتحت صفحة جديدة واعدة جدا في العلاقات بين القدس وبكين، ونشأت ثقة بين الجهازين الاستخباريين والجهازين الامنيين، ويوجد استعداد كبير للاستثمارات والتجارة الخارجية«’فقد أصبحت الصين في أيدينا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    حدود جديدة جيش قديم
    الجيش الاسرائيلي يغير مفهومه القتالي في لحظة زمنية تنهار فيها الانظمة العربية وتستبدل الجيوش الكبرى بمنظمات عصابات وتكون فيها الحدود مخترقة

    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

    يتبين أكثر فأكثر ان اسرائيل ستقف في السنوات القريبة القادمة أمام تحديات تختلف جوهريا عن تلك التي اعتادت عليها في العقود السابقة. ففي الوقت الذي تواصل فيه قيادتها التحذير من الخطر المحدق من النووي الايراني، وتلتقط لها الصور في المناورات اللوائية في هضبة الجولان، وكأن صداما على نمط حرب يوم الغفران يوشك أن يندلع هناك قريبا، يبدو أن الخطر الفوري الذي ستواجهه اسرائيل يكمن بقدر اكبر في آثار الهزة في العالم العربي على الوضع على الحدود المختلفة.
    شرف التهديد الايراني محفوظ. فوزير شؤون كل شيء ولا شيء يوفال شتاينتس وصف هذا الاسبوع في خطاب علني المشروع النووي الايراني بانه ‘اكثر خطرا بأربعين ضعفا عن’الخطر الكوري الشمالي’. ولكن احتمال أن تنطلق اسرائيل في هجوم على بؤبؤ عين آيات الله في السنة الحالية يبدو الان متدنيا للغاية، في ضوء موقف الولايات المتحدة والاسرة الدولية وانتخاب حسن روحاني المعتدل نسبيا للرئاسة الايرانية. ويخيل في هذه اللحظة بان الحسم الاسرائيلي سيؤجل الى 2014 وأنه اذا ما تحقق في النهاية حل وسط بين ايران والقوى العظمى الست، مهما كان هذا اشكاليا، فستغصب اسرائيل على قبوله.
    كما أن التهديد العسكري التقليدي هو الاخر اختفى على ما يبدو من الافق في السنوات القريبة القادمة، مثلما ستجسد كل جولة على طول الجدار الحدودي في الجولان. معسكرات الدبابات السورية في الجولان فرغت في معظمها وفوهات المدافع والدبابات وجهت شرقا لقمع التمرد الشعبي ضد حكم بشار الاسد.
    جيش سوري مضروب ومرضوض من الحرب الطويلة ضد الثوار. ستمر سنوات اخرى قبل ان ينجح في أن يعيد بناء قدرة ذات صلة بمواجهة مباشرة مع اسرائيل. تهديد الجبهة الشرقية فرق تعزيز عراقية تـأتي لمساعدة السوريين انتهى قبل عقد مع سقوط نظام صدام حسين وغرق العراق في حرب أهلية خاصة به.
    مصر تمثل خطرا محتملا من نوع آخر. لديها جيش حديث نسبيا، يعتمد على نظريات قتالية وسلاح من الولايات المتحدة (بدلا من العتاد السوفييتي الذي استخدمته في حربها الاخيرة ضد اسرائيل في 1973). ولكن اتفاق السلام على حاله يقف. لا يزال ممكنا رسم سيناريو مستقبلي، متطرف، يكون فيه غياب المخرج من الازمة الداخلية يشجع الحكم المصري (الحالي؟ ذاك الذي يليه؟) على محاولة صرف عداء الشعب عنه نحو اسرائيل. في هذه اللحظة لا يبدو هذا كامكانية واقعية ناهيك عن أن المصريين متعلقون جدا بالمساعدة الامنية الامريكية، التي ستوقف على الفور العداء العملي ضد اسرائيل.
    وعليه فان اساس انشغال الجيش الاسرائيلي موجه الان نحو الوضع على الحدود والخطر في أن تؤدي حادثة موضعية تبادر اليها احدى المنظمات المسلحة العاملة هناك الى تدهور نهايته اشتعال اكثر اتساعا، حتى (في ظروف متطرفة) الى مواجهة اقليمية. المشكلة الفورية تتعلق بالانتشار على الحدود، وعليه فان الجيش الاسرائيلي يغير انتشار قياداته في الجولان، بعد أن اقام منذ الان لواء جديدا على الحدود المصرية. كما أن الجيش ينشر قوات بجودة اعلى، يبني أسيجة جديدة وينصب وسائل لجمع المعلومات. ولكن الجيش الاسرائيلي ملزم بان يفكر ايضا بالمرحلة التالية: كيف نحذر وكيف نحبط اعمال خصم ليس دولة من الجانب الاخر من الحدود. وكيف نستعد لواقع تتعقد فيه مواجهة محلية كهذه فتؤدي في النهاية الى هجوم بالاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية على الجبهة الاسرائيلية الداخلية التي حتى اليوم لم تشهد ضربة بشدة كهذه.
    في الاسبوعين الاخيرين، وفي واقع الامر في كل فترة موازية تقريبا منذ بداية السنة الحالية، توفرت جملة من الامثلة على نشوء الواقع الاقليمي الجديد. ففور الانقلاب العسكري في مصر، بدأ هجوم ارهابي لخلايا اسلامية من القبائل البدوية في سيناء ضد قواعد الجيش ومحطات الشرطة. يوم الخميس الماضي، في ساعات الليل، اطلق ايضا صاروخ من سيناء الى ايلات سقط في أرض مفتوحة قرب المدينة.
    في ذات الليلة وقع هجوم غريب في ميناء اللاذقية في شمال سورية. وادعى موقع على الانترنت مقرب من المعارضة السورية بعد بضعة ايام بان هذه كانت عملية اسرائيلية، دمرت فيها صواريخ ياخونت من انتاج روسي. وهذه صواريخ شاطئ بحر دقيقة، أعلنت اسرائيل علنا بانها ترى في نقلها من سورية الى حزب الله اجتيازا لخط احمر ينبغي لها أن تعمل ضده. وفي اسرائيل امتنعوا عن التعقيب على ما نشر في لبنان.
    وفجر يوم الثلاثاء وقعت سلسلة تفجيرات في دمشق، تبدو أنها من المعارضة السورية. وبعد بضع ساعات كان انفجار آخر، هذه المرة في قلب الضاحية الشيعية من بيروت. عشرات الاشخاص اصيبوا في انفجار لسيارة مفخخة، في هجوم مقصود على مركز منطقة سيطرة حزب الله. هذه الهجوم هو الاخر يعزى لمنظمات سنية، من لبنان وربما من سورية، سعت لضرب المنظمة الشيعية على سبيل الانتقام على دورها في المذبحة التي يرتكبها حكم الاسد ضد معارضيه في سورية. وطوال هذا الوقت يتواصل القتال بين البدو والجيش المصري في سيناء وتجري مظاهرات جماهيرية، ترافقها مواجهات عنف وقتل في القاهرة، في الاسكندرية وفي المدن المصرية الاخرى.
    ظاهرا، علاقة اسرائيل بسلسلة الاحداث الطويلة في المنطقة هامشية. وفي حالة واحدة فقط، الهجوم في اللاذقية، وجه اتهام مباشر اليها، وحتى حولها مرت وسائل الاعلام الدولية مرور الكرام، في ضوء الدراما الكبرى في مصر. ولكن من الافضل لنا الا نكبت الاحتمال الكامن في الخطر: في سيناء، في الجولان وبقدر ما في لبنان ايضا توجد في الطرف الاخر من الحدود دول فاشلة، لا تنجح في فرض النظام على الوضع.
    ويبقي فشلها الساحة لمنظمات غير دول (حزب الله في لبنان، منظمات اسلامية متأثرة بالقاعدة في سيناء وفي الجولان). ومع ان هذه المنظمات تركز الان على الصراعات العربية الداخلية، ولكنها مسلحة حتى الاسنان ومعادية لاسرائيل. والمسافة من حادثة موضعية الى تصعيد واسع ليست كبيرة، حتى ان لم يتم اجتيازها حتى الان. في الجيش الاسرائيلي ذكروا هذا الاسبوع الحادثة في بيروت التي لم يكن لاسرائيل ضلع فيها. ولو أن حزب الله اتهم اسرائيل بتفجير السيارة، فلعل المنظمة كانت ستفكر باطلاق الصواريخ الى الاراضي الاسرائيلية.
    القليل جدا من هذا سجل على ما يبدو في وعي المواطن الاسرائيلي ولعل هذا افضل. هذه السنة يحتدم التشابه بين امكانية التهديد، الاخذة في البناء، وبين الهدوء النسبي الذي وفرته الهدنة الطويلة في الارهاب الفلسطيني. صواريخ فجر من غزة التي سقطت في غوش دان في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي نسيت منذ زمن بعيد والاحداث في الجولان أقل من أن تؤثر على مزاج المواطنين. ويتركز جدول الاعمال على المسائل الاقتصادية والاجتماعية والجيش يجد صعوبة اكبر في ان يشرح ما الذي يحتاجه في ضوء الظروف الجديدة.

    تقليص وبناء

    بعد وقت قصير من اندلاع الاحتجاج الاجتماعي في صيف 2011، فهموا في هيئة الاركان ان التغيير في الاجواء الاجتماعية وفي الساحة السياسية سيؤدي الى فرض تقليصات لازمة على ميزانية الدفاع. والى جانب ذلك استوعبت بالتدريج آثار الهزة العربية. وقد تأجل اقرار الخطط متعددة السنوات في الجيش الاسرائيلي مرتين، على خلفية الاحتجاج وبعد سنة من ذلك بسبب تقديم موعد الانتخابات. وسترفع الخطة الجديدة ‘جرأة’ للمجلس الوزاري والحكومة لاقرارها قريبا.
    يلاحظ الجيش نافذة فرص اقليمية لسنتين حتى ثلاث ستسمح له بالمبادرة الى تغييرات واسعة نسبيا في مبنى القوى وفي شكل عملها. وقد عرضت النقاط الاساس في الخطة هذا الاسبوع في الصحافة وركزت على التقليصات ولكن يخيل أن من المهم التشديد على ما يرغب غانتس في أن يبنيه. فقد تحدث رئيس الاركان عن التغيير في مفهوم الاستخدام للقوة انطلاقا من الاعتماد على المجالات التي حدثت فيها تحسينات كبرى على قدرات الجيش، ولا سيما على العلاقة بينها. وباختصار المقصود هو سلاح الجو، الاستخبارات، منظومة النار ونشاط السايبر. تحسين التغطية الاستخبارية وامكانية نقل معطيات دقيقة بسرعة كبيرة الى سلاح الجو تجعل الهجمات الجوية اكثر نجاعة. ويشرح قائد سلاح الجو بان قلة من الطائرات يمكنها اليوم ان تعالج اهدافا كانت تقوم بها اسراب في حرب لبنان الاولى.
    وتنطوي الخطة ايضا على تقليص الجيش بأربعة حتى خمسة الاف من رجال الخدمة الدائمة، اغلاق وحدات من المدرعات والمدفعية والصيانة وتقليص مئات الدبابات من حجم القوات والغاء سربين من الطائرات وسفينتين في سلاح البحرية.
    اذا كانت الحروب القديمة كثيرة الدبابات قد انتهت فثمة منطق في استعداد هيئة الاركان لاخذ المخاطر. اما السياسيون فاقل حماسة لان يشاركوا في تحمل المسؤولية، حتى أنه شطبت من قرار الحكومة عبارة تقول ان الوزراء يفهمون معاني التقليص على امن الدولة. نقطة ضعف اخرى تتعلق باخذ المخاطرة المحسوبة، توجد اسباب عديدة للفشل النسبي لاسرائيل في حرب لبنان الثانية، ولكن احدها هو الاختطاف الذي بادر اليه حزب الله. في السنتين القريبتين يجري تخطيط لتقليص أوسع في حجم القوات. في 12 تموز/يوليو، الذكرى السنوية السابعة لاندلاع الحرب، يعد هذا ايضا خطرا يجدر بنا ان نتذكره.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    ايقاع الاحداث يقوى لكن الرد الاسرائيلي محدود

    بقلم:عاموس هرئيل، هآرتس

    في ظل الاشتغال العالمي المكثف بالازمة في مصر، يتجدد الهجوم على نظام حكم بشار الاسد في سورية وأنصاره في لبنان. أمس في الوقت الذي كانوا فيه في القاهرة يخشون مواجهة اخرى بين الجيش والاخوان المسلمين، حدثت تفجيرات في مركز دمشق وتفجرت سيارة ملغومة في قلب الضاحية الشيعية في بيروت. وذكّر مسلسل الاحداث بحقيقة ان سورية ما زالت تنزف وأن تأثيرات الحرب الاهلية الفظيعة في الدولة ما زال يُشعر بها في الدول المجاورة ايضا، حتى حينما يحصر الاعلام الدولي عنايته في ما يجري في مصر فقط الآن.
    ليس لاسرائيل كما يبدو صلة حقيقية بأحداث أمس في الجبهة الشمالية. تحدثت شبكة ‘العربية’ أولا عن سلسلة تفجيرات في دمشق في الليلة بين الاثنين والثلاثاء. وبعد ذلك في ساعات الصباح جُرح عشرات المواطنين اللبنانيين بتفجير سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية، بالقرب من مركز مدني موالٍ لحزب الله في قلب الحي الشيعي في جنوب بيروت، وليست صورة التفجيرات في دمشق واضحة. أما في ما يتعلق بلبنان فان طريقة عمل التفجير الجماعي الذي يرمي على نحو عام الى بث الرعب لا تميز العمل الاسرائيلي. ويعبر التفجير في مركز الضاحية عن تطور مهم، فهو تحدٍ معلن لحزب الله ومتابعة مباشرة لاطلاق القذائف الصاروخية على الضاحية قبل أكثر من شهر وعدة حوادث اخرى أُطلقت فيها قذائف صاروخية على قرى شيعية في البقاع اللبناني.
    من المنطق ان نفترض انه تقف وراء سلسلة الهجمات على حزب الله منظمات سنية من لبنان نفسه، وربما بمساعدة من المعارضة السنية للاسد ايضا.
    وليس صدفة ان زعم رئيس هيئة الاركان بني غانتس في الاسبوع الماضي ان ‘النار تشتعل في أطراف عباءة حسن نصر الله’ الامين العام لحزب الله بسبب الحرب الاهلية السورية. وكلما أخذت المنظمة الشيعية تغرق في الصراع الداخلي في سورية عرضت نفسها لهجمات من أعدائها في لبنان نفسه.
    في هذه الاثناء نشر موقع عربي على الانترنت هو ‘الحقيقة’ موال للمعارضة السورية تفصيلات تتعلق بحادثة مهمة اخرى، وهي الهجوم الذي وقع في المدينة الساحلية السورية الشمالية اللاذقية في ليل الخميس الاخير. وينسب الموقع الهجوم الى اسرائيل ويفيد بانه أُصيبت به صواريخ يحونط، وهي صواريخ ساحل بحر متقدمة من انتاج روسيا. ويزعم ان الاهداف أصيبت بنيران من البحر من غواصة ‘دولفين’ اسرائيلية كما يبدو. وهذه أول مرة تنسب فيها وسيلة اعلام عربية الهجوم الى اسرائيل بوضوح.
    قال وزير الدفاع موشيه يعلون أمس وقت زيارته لقاعدة التدريبات تسالم في النقب: ‘توجد تفجيرات كثيرة في المنطقة. إن حدودنا هادئة وليس هذا مفهوما من تلقاء نفسه. إننا نتابع ما يحدث في بيروت. وهو صراع بين الشيعة والسنيين ونحن لا نتدخل’.
    وقال يعلون في جواب عن سؤال عن التفجير في اللاذقية: ‘إننا لا نتدخل منذ فترة طويلة في الحرب الدامية في سورية. عرضنا خطوطا حمراء في سورية. اذا حدث تفجير هناك أو طلعة جوية هنا في الشرق الاوسط فانهم يتهموننا في الأكثر’.
    وفي الوقت نفسه عاد وذكر الخطوط الحمراء التي ستتدخل اسرائيل جراءها في سورية وهي: اعتراض نقل سلاح كيميائي من نظام الاسد الى أيدٍ اخرى، واعتراض نقل سلاح متقدم آخر (صواريخ مضادة للطائرات، أو اليحونط البحري أو صواريخ ارض ارض دقيقة) الى حزب الله أو رد على محاولات اجراء عمليات سورية موجهة على اسرائيل على حدود هضبة الجولان.
    إن مسلسل الوقائع الاخير في سورية الى جانب التوتر الشديد في مصر، يُصور الصعوبة التي تواجه القيادة الاسرائيلية. فليس فقط ايقاع الاحداث متزايد واتجاه التطورات غير متوقع، بل إن الرد الاسرائيلي محدود بطبيعته. إن اسرائيل، كما نبه يعلون، تجهد في ان تكون لاعبة هامشية قدر المستطاع في الدراما العربية. والتردد هو بين تدخل محدود عن نية اعتراض خطر محدد وبين الخوف من الانجرار الى قلب الأحداث.
    إن الجهد الاسرائيلي الرئيس على الحدود المصرية هو منع عمليات منظمات اسلامية من سيناء، الى جانب محاولة الحفاظ على الصلة الامنية الفعالة بالقاهرة رغم الهياج الفظيع الذي يحدث هناك الآن. وتستطيع اسرائيل في واقع الامر في الأساس ان تستعمل ضغطا سياسيا على مصر، إما مباشرة وإما بواسطة الولايات المتحدة لاعادة النظام الى سيناء. لكنها تعلم جيدا ان شبه الجزيرة ليس من أولويات النظام الانتقالي الذي يحاول ان يحتوي غضب الاخوان المسلمين بسبب إقصائهم العنيف عن الحكم. ويستطيع الجيش الاسرائيلي ان يعالج تهديد الارهاب من سيناء اذا وقفت خلايا مسلحة فقط بالقرب من جدار الحدود نفسه.
    يبدو ان اسرائيل ستكون مستعدة لضبط النفس في مواجهة غير قليل من الأخطار بغرض الحفاظ على الكنز الأفضل بالنسبة اليها، وهو اتفاق السلام مع مصر رغم ان ذلك لا يُقال بصوت عالٍ. وهي تُمكن مصر للاسباب نفسها من نقض الملحق الامني بالاتفاق وان تُدخل مصر قوات مسلحة اخرى مدعومة فترات قصيرة بدبابات ومروحيات ايضا بحجة أنها ستواجه بصورة أفضل الخلايا الاسلامية من القبائل البدوية.
    لكن يبدو انه يوجد فرق بين الهدوء الامني غير العادي السائد الآن من وجهة نظر أكثر المواطنين الاسرائيليين وبين الاحتمال المتزايد لسخونة على الحدود في الجولان وسيناء وعلى حدود لبنان ايضا بقدر ما. إن الهدوء يستمر الآن لأن أكبر اهتمام القوات المسلحة في مصر وسورية موجه للصراعات الداخلية. لكن هناك احتمالا معقولا لأن يؤثر العنف الداخلي على مر الوقت في التوتر مع اسرائيل ايضا.
    إن احتشاد عدد أكبر من ناشطي الارهاب المسلحين ممن يؤيدون أفكار اسامة بن لادن، سيفضي بالضرورة تقريبا الى توجيه بعض محاولات التفجير الى داخل اسرائيل. فقد أخذ هذا المسار يحدث بصورة ضعيفة الى الآن على حدود سيناء. وهو متوقع في المستقبل ايضا في هضبة الجولان. وهو أقل إقلاقا من خطر مواجهة عسكرية تقليدية للجيش السوري الذي اختفى كليا تماما تقريبا مع ازدياد شدة الحرب الاهلية هناك وما زال ذا احتمال خطير في ذاته.
    في جنوب الهضبة، بالقرب من تلاقي الحدود بين الاردن واسرائيل وسورية، يوجد موقع لقوة المراقبين من الامم المتحدة هُجر قبل بضعة أشهر حينما اشتدت المعارك بين الجيش السوري والمتمردين السنيين المتطرفين من رجال ‘جبهة النصرة’. فقد هرب المراقبون وتشغل الموقع في المكان مجموعة صغيرة من متطرفين سنيين مسلحين. ويمكن ان نراهم من موقع المراقبة في الجانب الاسرائيلي بلا صعوبة. وفي هذه الاثناء حينما لا يشارك المتمردون في المعارك الدورية مع رجال الاسد يقضون وقتهم يستحمون في البركة الصغيرة التي خلفها المراقبون وراءهم. وقد يبحثون لهم عن متعة اخرى في الجانب الغربي من الجدار إن عاجلا أو آجلا.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 351
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:52 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 310
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:35 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 305
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-03, 09:39 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 304
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-03, 09:38 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 246
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:42 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •