النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 402

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 402

    اقلام واراء اسرائيلي 402
    29/7/2013

    في هــــــذا الملف

    لولا المستوطنات لانتهى الاحتلال
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    حق الشعبين في الاستقلال
    بقلم:الكسندر يعقوبسون،عن هآرتس

    رخصة عمل للاذى
    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    جماهير يهودية كثيرة في اسرائيل تكره اليسار بسبب إلحاده
    بقلم:عوزي برعام،عن هآرتس

    اختار نتنياهو الافراج عن السجناء الفلسطينيين لأنه اخف الضرر
    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    يجب احتساب الخطر لا شدة الأمر
    بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

    ارهابي مرة ـ ارهابي دائما
    بقلم:نداف شرغاي،عن اسرائيل اليوم

    ومن الافضل ان نقود من أن نكون مقودين بلا هدى
    بقلم:جلعاد شارون،عن يديعوت

    العائق في طريق السلام
    بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف






    لولا المستوطنات لانتهى الاحتلال

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    هل يُستحسن كل هذا حقا؟ منذ زمن؛ ولولا الاحتلال لكان وضع اسرائيل أفضل كثيرا. يمكن بالطبع الخلاف عن هذين الفرضين، ولا سيما الثاني ـ فالأول لم يعد يحتاج الى برهان ـ لكنه يجب على من يقبلهما ان يحاسب نفسه الحساب الحقيقي.
    إن كثيرا مما يحدث لاسرائيل، إن خيرا وإن شرا في الأساس، في الساحة الدولية وفي الساحة الداخلية ايضا، ولصورة الدولة والتصور عنها ـ مشتق من المستوطنات، فهي التي حكمت عليها بهذا المصير. فالعزلة والتنديد والقطيعة القريبة ودولة الفصل العنصري التي أصبحت موجودة هنا منذ زمن ـ كلها بسببها؛ وكذلك ايضا بعض مشكلاتها الاقتصادية، والدم الذي سُفك بالطبع. إن الكثير سببه تلك الارض النائية التي يبتعد أكثر الاسرائيليين عنها، ولم يزرها الجزء الأكبر منهم قط ولا يهتم كثيرون آخرون بمصير سكانها. وفي هذه الارض تسكن جماعة يتحدث فريق منها على الأقل، وهم النواة الصلبة للمستوطنين، بلغة مختلفة، وعقائدهم وثقافتهم مختلفة وكذلك قوانينهم وطرق عيشهم. وبين حياة يتسهار وحياة رمات أفيف خط مشترك مطموس جدا اذا وُجد أصلا؛ والحياة في عوفرة تختلف تماما عن الحياة في حيفا، ومثلها ايضا الموضوعات التي تشغل سكانهما. والعلاقات بين المجموعتين، أعني الأكثرية العلمانية في دولة اسرائيل والأقلية المسيحانية في ارض المستوطنات، ضعيفة جدا. من في تل ابيب له صديق في ايتمار؟ ومن في كريات أربع له معرفة من المعارف في كريات شمونة؟ ومن المآسي ان كل هذا يحدث لنا في جماعة الأكثرية بسبب هذه الأقلية المنطوية على نفسها، فهل يُستحسن كل ذلك؟ يجب ان نسأل هذا.
    ويجب ان نسأل هل استمرار بقاء مجموعة الأقلية المسيحانية في مكان سكنها الحالي، الذي تقيم سيطرتها عليه على أوامر إلهية ومن الكتاب المقدس غريبة على جزء كبير من الجمهور الاسرائيلي، هل هو مهم وله صلة كبيرة بمجموعة الأكثرية العلمانية الى درجة استعدادها للاستمرار في حملها على كتفيها الضعيفين، ولتدفع عن ذلك الثمن الباهظ الذي يُطلب اليها ان تدفعه. وهل نقل مكان سكن مجموعة الأقلية، وهي أقل من عُشر سكان الدولة والعودة الى داخلها كارثة كبيرة جدا في نظر الأكثرية تُسوغ في نظرها بقاء الوضع الراهن، أو يُنذرها استمرار وجودها هناك خاصة بالكارثة. إن قليلين فقط ما زالوا يعتقدون بجدية ان اريئيل تحمي كرمئيل، وان معاليه أدوميم تحمي معاليه هحميشه، وأن عطيرت تحمي مفسيرت. وإن فريقا من الاسرائيليين على الأقل أصبحوا يدركون ان العكس هو الصحيح، فالمستوطنات خطر أكثر من أن تكون حماسة.
    يمكن بالطبع ان نشعر بعطف على سكانها، فهناك اقتلاع وطرد واجلاء ليهود، لكن يجب على من يشعرون بذلك ايضا ان يسألوا أنفسهم بصدق: ألم يعلم كل المستوطنين منذ البداية ان مستقبل مشروعهم يلفه الضباب وهو الذي يُشك في شرعيته فضلا عن اخلاقيته، وان ارضهم رخيصة لأنها مسروقة فقط؟ إن الذين مضوا الى هناك عن ايمان وقّاد أو تقدير اقتصادي بارد فعلوا ذلك عالمين بأنهم يضعون مستقبلهم في مهب الريح. ويجب على من يشعرون بعطف عليهم ان يتذكروا افعالهم ايضا: العنف الآثم لقلة منهم من مُحرقي الكروم وسارقي القطعان، واستيطانهم جميعا ارضا ليست لهم برعاية الدولة أو بغيرها، وهي التي لا تقل عنفا عنهم. وحينما نقرأ عن مئات ملايين الشواقل التي لم تدفعها المستوطنات بمقتضى القانون عن استئجار اراضيها من الدولة؛ وحينما نسمع كم منها أُنشئ على اراض خاصة سُرقت؛ وحينما نعلم كيف يعامل بعض سكانها جيرانهم يجب ان نسأل: أعطف عليهم؟ هل أنتم متأكدون؟
    مع اقتراب ساعة الحقيقة اذا كانت تقترب حقا، يجب ان تبدأ هذه الاسئلة تشغل عددا أكبر من الاسرائيليين. وحينما تصبح تهديدات القطيعة حقيقية وتُذكر اسرائيل مع أشد الدول إقصاءً في نفس الوقت، يجب على كل اسرائيلي سليم العقل ان يسأل نفسه: هل يُستحسن كل هذا حقا؟ أومن أجل المستوطنات والمستوطنين؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    حق الشعبين في الاستقلال

    بقلم:الكسندر يعقوبسون،عن هآرتس

    في سبعينيات القرن الماضي حينما التحقت بنادٍ لدراسة العبرية في القدس جاء ذات يوم الى فصلنا الدراسي أخ وأخت من سورية ـ في الثالثة عشرة والخامسة عشرة من عمريهما، وكان الأخ أطول وأكبر سنا. وقال بعضهم ان الموساد هربهما عن طريق لبنان. وكان فيهما شيء عجيب: فهما لم يفترقا قط ولم يبتسما قط. وكانا معا وبلا ابتسام طول اشهر الدراسة، وكان ذلك غريبا جدا. كان أكثر الطلاب في الفصل الدراسي مثلي، فتيانا من الاتحاد السوفييتي، وقد جئنا مع آبائنا من نظام قمع ومن دولة معادية للسامية، وقد عرفت معاداة السامية الروسية جيدا من قريب. لكن لا أحد منا بدا مثل هذين اليهوديين السوريين.
    بعد بضعة أشهر من إنهاء الدراسة في النادي لقيت الفتى في مكان آخر وكان وحده بلا أخته فابتسم إلي وقال ‘مرحبا اليكس كيف حالك’. وكانت الكلمات عادية لكن شعوري لم يكن عاديا، إنني لم أرهما منذ ذلك الحين لكنني لم أنسهما.
    وتذكرتهما على مر السنين حينما حج اعضاء كنيست عرب الى دمشق وأثنوا كثيرا على الرئيسين الاسد الأب والابن. وقد برز عزمي بشارة بذلك لكنه لم يكن الوحيد. فقد قال عضو الكنيست عبد الوهاب دراوشة ذات مرة بعد عودته من دمشق: ‘ليت وضع العرب في اسرائيل مثل وضع اليهود في سورية’. واعتقدت انه يمكن ان نجد مؤيدين غير قليلين من الجمهور اليهودي لهذا الاقتراح خاصة.
    شاركت قبل بضع سنوات في لقاء اسرائيلي فلسطيني، وذكر الشباب الفلسطينيون الذين شاركوا فيه الدعوى المعروفة التالية، وهي ان الشعب الفلسطيني يدفع ثمن معاداة السامية الاوروبية. وذكرت ان نصف السكان اليهود في اسرائيل جاءوا من الشرق الاوسط لا من اوروبا. وبدأ الجدل التاريخي والعقائدي المعتاد، وقلت في النهاية: أريد أن أروي لكم حكاية شخصية ورويت قصة الأخ والأخت من سورية مع الابتسامة و’كيف حالك’ في نهايتها، وساد الصمت الغرفة. ولم يشك أحد من الحاضرين بصدق الرواية. وفي النهاية تنهد أحد الشباب الفلسطينيين وقال: ‘حسن، إننا نعلم كيف يعاملوننا نحن الفلسطينيين في الدول العربية فلماذا تُفاجئنا معاملتهم لليهود؟’. وفي استراحة القهوة تقدم مني شاب فلسطيني آخر وسأل أتعلم ما الذي حدث بعد ذلك لذلك الفتى؟ فأجبت: لا أعلم فقد فقدت الصلة به؛ وأفترض ان كل شيء على ما يرام وانه أصبح اسرائيليا ببساطة. وكانت تلك لحظة سريالية بالمعنى الطيب، فقد لاحظت ان الشاب الفلسطيني كان سعيدا لأنه سمع ان اليهودي السوري أصبح اسرائيليا.
    يتألم عودة بشارات ألم اخوته اللاجئين الفلسطينيين المتروكين في غابة الدول العربية وهي غابة تحترق أجزاء منها وفي مقدمتها سورية الآن (‘ماذا عن اخوتنا الذين علقوا في الغابة’، ‘هآرتس′، 14/7/2013) وهو على حق: إن المقولة المحبوبة الى اسرائيليين كثيرين وهي ‘لهم 22 دولة’ هي مقولة بليدة الحس وجوفاء حينما يكون الحديث عن الفلسطينيين. فلا توجد أية دولة ترى نفسها وطنا قوميا أو ملجأ وقت الحاجة لأبناء الشعب الفلسطيني. ومن المناسب جدا ان توجد دولة كهذه. ومن المناسب ايضا ان يكون للشعب اليهودي دولة كهذه وان يستمر وجودها. إن الذي يؤمن بالمساواة بين البشر والشعوب لا بقانون الغاب، ويعلم ايضا أين يعيش، يجب عليه ان يؤيد . ويجب عليه ان يؤيد حق الشعب الفلسطيني في دولة دون ان يوهم نفسه بأن حق الشعب اليهودي في دولة مضمون ومفهوم من تلقاء نفسه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    رخصة عمل للاذى

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    السياسة الجديدة لبلدية تل أبيب القاضية بعدم السماح لطالبي اللجوء من ارتيريا الحصول على رخصة عمل تجاري، حتى إن كان في حوزتهم تأشيرة عمل في اسرائيل، تنضم الى الخطوات التي تنتهك الواجبات القانونية والاخلاقية لاسرائيل تجاه هذه الفئة السكانية.
    على خلفية حقيقة ان مواطني ارتيريا مطالبون بتجديد تأشيرة عملهم كل أربعة اشهر، رفضت البلدية منحهم رخصة عمل تجاري، بدعوى أن مثل هذه الرخصة سارية المفعول لمدة سنة، مما يجعل استخداما ساخرا للقانون بهدف الاضرار بطالبي اللجوء.
    وينضم هذا القرار الى السياسة المزدوجة الاخلاق التي تديرها حكومة اسرائيل تجاه طالبي اللجوء: فمن جهة، اسرائيل لا تطردهم لان الامر يشكل انتهاكا فظا للغاية لميثاق اللاجئين؛ ومن جهة اخرى وخلافا لميثاق اللاجئين، تسعى الى تنغيص حياتهم، تصعب عليهم نيل الرزق، تحبسهم لفترة غير محدودة الزمن، بل وتبتز منهم ‘موافقة’ على مغادرة اسرائيل.
    كما أن الازدواجية موجودة ايضا في حقيقة الشكوى من أن طالبي اللجوء متورطون في اعمال السرقة والجريمة، رغم أن المعطيات تفيد بخلاف ذلك، وعندها تستخدم هذه الحجة العابثة لمنعهم من نيل الرزق بكرامة ودفعهم نحو مغادرة الدولة.
    لقد أشارت بلدية تل أبيب في تعقيبها بانها أكدت الانظمة الادارية المتعلقة بمنح تراخيص العمل التجاري في أعقاب قرار المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين، الذي قضى بان الرعية الاجنبي من دون إذن عمل لا يمكنه أن يتقدم بطلب للحصول على مثل هذه الرخصة.
    غير ان البلدية تشددت حتى اكثر مما يتطلبه قرار فينشتاين، لانه اذا كان للرعية الاجنبي رخصة عمل في نقطة زمنية معينة، فان اعطاء رخصة تجارية لا يتعارض وموقف المستشار القانوني. وبدلا من القول انه حين ينفد مفعول رخصة العمل يصار الى البحث في قضية الرعية الاجنبي من جديد، قرروا في تل أبيب تفسير الاجراء الاداري بشكل يبقي عمليا الارتيريين من دون امكانية عملية لفتح مصلحة تجارية في المدينة.
    وبدلا من التعلق بـ’تأكيد الانظمة الادارية’ للمستشار القانوني لقمع المهاجرين من افريقيا، يجدر برئيس بلدية تل ابيب رون خولدائي ان يعمل على الغاء السياسة الجديدة والمميزة التي تعتزم مدينته اخراجها الى حيز التنفيذ. تل أبيب، كمدينة ترمز الى الليبرالية، الانفتاح وقبول الاخر، ملزمة بان تقود نهجا جديدا تجاه الاجانب، وبالتأكيد عدم منع امكانية الرزق والعيش بكرامة عنهم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    جماهير يهودية كثيرة في اسرائيل تكره اليسار بسبب إلحاده

    بقلم:عوزي برعام،عن هآرتس

    أتذكر نفسي إذ كنت ولدا صغيرا، وطالبا في المدرسة الابتدائية، أمضي مع والدي في صباح يوم السبت الى حي زخرون يوسف في القدس، ألا وهو ‘حي الأكراد’. ليس أبي انسانا عاديا، ولا سيما في القدس في ذلك الوقت، فهو موشيه برعام رئيس الهستدروت في القدس، ووجد من قالوا انه ‘الرجل الأقوى في المدينة’.
    جئنا الى الحي في اطار الانتخابات المحلية التي أُجريت آنذاك. وقد عامل المارة والدي باحترام شديد، لكنني حينما قلت له إن ‘الحزب قوي في الحي’، أجابني هامسا: ‘ليتنا نحصل هنا على 25 في المئة’. وكان ذلك عشية قيام الدولة، قبل أمواج الهجرة وقبل ان ينشأ الجيل الثاني من سكان العشوائيات، ليُدير ظهره في غضب للمؤسسة التي استوعبت آباءه. كان اولئك ناس عمل من العمال. في الحقيقة ظل الصراع بين قيادة الاستيطان العبري والايتسل، لكن الخلافات الكبيرة كمسألة المناطق لم تكن قد نشبت آنذاك. ومع ذلك كان الميل الطبيعي الى احزاب قومية ذات توجه ديني وتراثي.
    نُشرت في الاسبوع الماضي في ملحق ‘ذي ماركر’ معطيات عن اساليب التصويت في البلاد. وتبين مثلا ان احزاب الوسط واليسار تحصل على أكثر من 80 في المئة من الاصوات في أحياء تكون الأجور فيها أعلى من 10 آلاف شيكل في الشهر. سيزعم من يريد ان يقرأ الامور بحرفية أن الاشكنازيين من أصحاب المدخولات التي هي أعلى من المتوسط والاكاديميين يميلون الى الوسط اليسار وأن الآخرين جميعا يتجهون الى الليكود والى الاحزاب الحريدية والى اليمين المتدين القومي. ويتم تقبل هذه البديهية باعتبارها واقعا لا اعتراض عليه لكن يمكن ان نفكر فيها.
    تقول ‘ذي ماركر’ إن ‘النتائج تُبين ان اليسار أهمل الاطراف وأنها من جهتها أدارت ظهرها له’. وقد كان هذا هو الفرض من وراء الاعتذار الذي وجهه ايهود باراك في 1997 الى أبناء الطوائف الشرقية بقوله: ‘أعتذر باسم حزب العمل ومباي على اختلاف أجيالهما’. وعبر عن أمل ‘أن يُمكن التعبير عن الاعتذار من تجديد الحوار بين حزب العمل وسكان بلدات التطوير’.
    لكن طلب المعذرة لم يساعد. إن حزب العمل بقيادة يسارية اجتماعية مثل شيلي يحيموفيتش لا ينشئ الحوار المأمول الذي تمناه باراك. ولماذا؟ ولماذا لم يأت ران كوهين الذي كان مؤيدا من أعماق قلبه للنضال الاجتماعي، حزبه بمكسب انتخابي؟
    لم تنجح كل محاولات الطمس على الصورة ورسم الخريطة بصورة مختلفة، لا لأن مناهج الفحص مخطئة، بل لأن المشكلة الحقيقية تحظى بتجاهل ظاهر تقريبا.
    حينما اسأل نفسي ما المشترك بين عائلة برشي من زخرون يوسف قبل قيام الدولة وبين أمزجة عامة في أحياء وبلدات تطوير بعد أمواج الهجرة، أتخيل عزرا برشي عامل البناء يحيي والدي وتحت إبطه كتاب صلاته. وألاقى كثيرين من معارفي وأبناء عائلتي، ومنهم شباب يبدون علمانيين لكنهم لا يتخلون عن تقبيل عضادة الباب والقداس في البيت وعادات صلاة لا تنبع فقط من عادة، بل من ايمان بقدرة خالق الكون.
    توجد جماهير متدينة أخذت تقوى وكل تفكير ليبرالي غريب عليها. وليس الحريديون وحدهم يُقصون النساء، بل يُقلدهم المتدينون القوميون بنجاح. ونضيف الى ذلك المركب القومي ويكون الاستنتاج ان طلب المعذرة لن يجدي لأن الحديث عن منظومات قيم مختلفة: فالجمهور المؤمن لا يستطيع ان يقبل القيم الليبرالية والعكس ولهذا فان الحلف بين لبيد وبينيت لن يستطيع الثبات وقتا طويلا بعد.
    يجب على الجمهور الليبرالي المفكر ان يدرك انه يوجد جمهور واسع جدا لا يقيم الفرائض بالضرورة، وهو مُطلع على ثقافة الانترنت لكنه مع كل ذلك يشعر بالقرب من الدين ولهذا فانه لا يستطيع ان يتصل بما يمثله يئير لبيد ويحيموفيتش وتسيبي ليفني وزهافا غلئون لا بسبب مواقفهم الاجتماعية والسياسية، بل بسبب الالحاد الذي يوحون به. والكاتب ملحد كبير يرى صورة الوضع أمام ناظريه ويصعب عليه ان يسترها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    اختار نتنياهو الافراج عن السجناء الفلسطينيين لأنه اخف الضرر

    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    كيف ارتفع عدد المخربين الذين سيُفرج عنهم من 82 الى 104؟ تم حسم ذلك فجر يوم الخميس في الثالثة صباحا. فقد ضغط الامريكيون لتحسين القائمة، وهدد الفلسطينيون كعادتهم بعد أن تم احراز تفاهم بألا يأتوا الى المحادثات في واشنطن، وأوقف بنيامين نتنياهو مطلبهم ازاء الخوف من تأجيل المحادثات ووافق على قبول بعض الطلبات.
    وقبل ذلك قال نتنياهو في لقاء وزراء يشتغلون بقضايا سياسية، ان عدد المفرج عنهم سيكون 82 فقط وليس 104، عرضيا ايضا لأنه اذا ضُم الى الـ82 مخربا، السجناء الجنائيون القدماء فسيصبح عددهم 104. لكن السلطة الفلسطينية لم تهدد بافشال بدء المحادثات للافراج عن مجرد قتلة. وعلى ذلك فان الزيادة هي من مخربين هم عرب من مواطني اسرائيل. ان اعلان ان يقرر ذلك فريق الوزراء الذي يشمل نتنياهو وموشيه يعلون وتسيبي ليفني واسحق اهارونوفيتش، كان يرمي ان يؤخر قليلا سوء القضاء، لأن موافقة كهذه تعترف بالسلطة الفلسطينية أنها ممثلة شرعية لعرب اسرائيليين.
    وقد ذُكر في النقاش الداخلي بين الوزراء ان مناحيم بيغن واسحق شامير واسحق رابين وارييل شارون أفرجوا عن مخربين. لكن أُثيرت دعوى مضادة وهي أنهم فعلوا ذلك لفداء أسرى لا دفعا عن اجراء سياسي.
    توجد أصداء لهذه الحقائق الثلاث عن المباحثات وعن التغييرات في موقف اسرائيل، في رسالة أرسلها نتنياهو أمس الى مواطني الدولة. إن القرار الحاسم صعب عليه ايضا؛ وهو يتولى عملا يضطره الى ان يحسم الامر احيانا، مخالفا رأي أكثر المواطنين، وينتج عن ذلك في الأساس ان تجديد المحادثات مهم جدا لاسرائيل (أو لاصلاح صورتها على الأقل في الساحة الدولية) بحيث اختار نتنياهو أخف الضرر.
    هذا هو رأيي منذ أعلن جون كيري تجديد المحادثات، إن التسويغ الرئيس لتبنى قرار الافراج عن مخربين قتلة هو ان نتنياهو لم يقبل مطالب الفلسطينيين الجوهرية. فقد أجاب بـ’لا’ عن تجديد التفاوض على أساس نية انشاء دولة فلسطينية في حدود الخط الاخضر، وبـ’لا’ عن تجديد المحادثات من النقطة التي توقفت عندها في ايام ايهود اولمرت المتنازل، وبـ’لا’ عن اعلان اعتراف صريح بوقف البناء في المستوطنات في اشهر التفاوض.
    وبقيت هذه النقطة الاخيرة غامضة. وقد نشر باراك ربيد أول أمس في صحيفة ‘هآرتس′ أن نتنياهو وعد الامريكيين بأن يبني في اثناء التفاوض ألف شقة فقط. وحافظ ديوان رئيس الوزراء على صمت اعلامي. ولم يحصل أوري اريئيل على اعلان تقييدي كهذا، لكن الواقع سيملي سقف الألف شقة، وهي قليلة لكن التباطؤ المؤقت معقول ويتساوق مع رفض اسرائيل الالتزام بوقف البناء عامة.
    سيُجيز نتنياهو في النقاش اليوم في الحكومة قانون استفتاء الشعب بسهولة، لكن الافراج عن المخربين القتلة لقي معارضة. أمس في ساعة مبكرة من الليل كان لرئيس الوزراء 10 اصوات من 22 صوتا، فاذا منح افيغدور ليبرمان وزراء اسرائيل بيتنا حرية التصويت فقد ينضم اليه اسحق اهارونوفيتش وصوفا لندبار. وحينما يصبح معه 12 صوتا سيكون هناك طوفان يزيد الأكثرية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    يجب احتساب الخطر لا شدة الأمر

    بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

    إن الافراج عن قتلة قبل الأوان أمر يثير الغضب، وقد واجهت حكومات الماضي كلها هذه المشكلة، وكانت كلها مصممة على الامتناع عن ذلك، ووجدت كلها نفسها تعمل مخالفة نيتها الاولى، لا لأنها كذبت في البداية بل لأنها واجهت واقعا ألزمها بأن تفرج عن سجناء امنيين كي تخلص أسرى اسرائيليين، أو لأن ذلك كان جزءً من مسيرة سياسية أرادتها.
    وقد ثبت على نحو عام ان قرارات الافراج كانت صحيحة، وقد عاد جزء صغير فقط من المفرج عنهم الى الاشتغال بالارهاب. وتمت اخطاء شديدة في بعض الحالات كان أحدها الافراج عن سجناء امنيين مقابل جثث جنود اسرائيليين.
    جلست في لجان غير قليلة فحصت عن أسماء السجناء الذين يفترض الافراج عنهم. وبدأنا دائما بمعايير متشددة ووجدنا أنفسنا دائما نفرج عن اولئك الذين لم نشأ جدا الافراج عنهم. وكانت مواجهة عائلات المقتولين تمزق القلوب، وشجعنا قليل منها فقط على الافراج، وقالت إن قتل أعزائها يجب ألا يمنع التقدم السياسي.
    إن الاستنتاج الذي تخلص اليه لجان الافراج بعد مشاورة ‘الشاباك’ هو انه يمكن الافراج عمن لا يكون تقدير مستوى خطره عاليا، في حين يجب الحذر من الافراج عن اشخاص يكون التقدير أنهم سيعودون في أسرع وقت الى دائرة الارهاب (دونما اية صلة بالورقة التي سيوقعون عليها قبل الافراج عنهم). ان المرشحين للافراج عنهم في هذا الوقت هم فلسطينيون جنوا جنايات قبل اتفاق اوسلو، وليس الحديث بطبيعة الامر عن اشخاص صغار السن كثيرا، وليس مستوى الخطر المنسوب اليهم عاليا بطبيعة الأمر.
    ويفترض ان يُسهل هذا على الحكومة ان تقرر. لن يدخل محمود عباس المحادثات مع اسرائيل قبل ان يعلم ان الحكومة استقر رأيها على الافراج عن سجناء (على مراحل). واذا كانت حكومة نتنياهو تريد حقا بدء محادثات جدية فستضطر الى الافراج عنهم. ولن تكون المعايير هي ‘الدم على الأيدي’ ولا مكان السكن بل مستوى الخطر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    ارهابي مرة ـ ارهابي دائما

    بقلم:نداف شرغاي،عن اسرائيل اليوم

    اذا تجاوزنا عدم الاخلاقية الشديد الذي يصيب اجراء الافراج عن ارهابيين قتلة من السجون ـ لا مقابل جندي حي أو ميت، بل في اطار اتفاق سلام، كي يُحادثنا الفلسطينيون فقط في غرفة واحدة؛ واذا تجاوزنا ‘الاستخفاف’ بالقانون وبقرارات المحكمة والشعور بالمرارة، والخجل والاهانة المنقوشة في نفوس العائلات الثكلى التي يوشك قاتلو أعزائها على التحرر بتفضل من حكومة اسرائيل فانه توجد حقيقة واحدة يجب ان ترجح كفة الميزان حتى عند من لا تقنعه كل الاسباب الجيدة الاخرى، وهي ان المخربين المفرج عنهم يعودون الى القتل والى المس بنا. كان هذا ويكون وسيكون كما يبدو.
    إن التاريخ البعيد معروف: ان كثيرين من مُحدثي ومن قاتلي الانتفاضتين والعمليات الارهابية الكثيرة التي كانت مبثوثة بينهما وبعدهما كانوا مخربين أُفرج عنهم في اطار صفقات وتفضلات، أما التاريخ القريب فمعروف بقدر أقل وهو ان عشرات من المفرج عنهم في الصفقة الأخيرة، صفقة شليط، عادوا ويعودون الى الاشتغال بالارهاب وقد اعتقل عدد منهم.
    إن أحد البارزين منهم هو ناشط حماس أيمن الشراونة الذي حُكم عليه في سنة 2002 بـ38 سنة سجن لمشاركته في عملية جُرح فيها 20 شخصا في بئر السبع. وأُفرج عنه في تشرين الاول/اكتوبر 2011، ووقع على التزام ترك الارهاب لكنه عاد الى ما كان عليه واعتقل مرة اخرى في بداية سنة 2012، وقد بدأ في السجن اضرابا عن الطعام ومكّنته اسرائيل من الخروج الى غزة. وقد تحدث مؤخرا هو نفسه لقناة تلفزيونية لبنانية عن انه عاد الى نشاط عسكري في اطار كتائب عز الدين القسام.
    إن أيمن ‘الكبير السن’ ذو صلة بموضوعنا لأن عمره كأعمار كثيرين من القتلة ‘الكبار السن’ الذين سيُطلب الى الحكومة هذا الصباح، بضغط من الولايات المتحدة ان توافق على الافراج عنهم. وإن عددا من رجال خلايا حماس من نابلس والخليل الذين اعتقلهم ‘الشاباك’ في الاشهر الاخيرة هم ممن أُفرج عنهم في صفقة شاليط، وقد خططت هذه الخلايا لسلسلة عمليات شديدة واختطافات.
    إن المنطقة الفلسطينية لا تتلقى ‘الافراج عن السجناء’ باعتباره عمل مصالحة وتنازلا وضبطا للنفس واحتواء كما يوهم بعضنا انفسهم. فالحديث من وجهة نظرهم عن انتصارهم وهزيمتنا. والرسالة التي تتغلغل اليهم هي ان الارهاب ذو مردود وانه يمكن استعماله بحسب الحاجة باعتباره عملا داعما ومتمما، قبل أو بعد تفاوض بمنزلة يحصد ويزرع أو يزرع ويحصد.
    يعلمنا التاريخ بخلاف الفرض الرائج ان المسيرة السياسية والمحادثات تشجع الارهاب خاصة. وسيكون معارضو السلام كالقتلة الذين تحررهم اسرائيل أول من يعملون لمقاومة المسيرة السياسية ويعودون الى مزاولة الارهاب لأن هذا هو ما كان في الماضي وهو ما سيكون الآن ايضا. ان الافراج عن القتلة سيجري وقودا آخر في عروقهم ودما في شوارعنا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    ومن الافضل ان نقود من أن نكون مقودين بلا هدى

    بقلم:جلعاد شارون،عن يديعوت

    مسألة الاستفتاء الشعبي لن تطرح على الاطلاق على جدول الاعمال اذا جرت المحاولة للوصول مع الفلسطينيين الى اتفاق دائم نهائي ومطلق. لن يكون هناك ما يُسأل فيه الشعب، إذ لن يكون اتفاق. ابو مازن لن يوافق على اقل مما اقترحه باراك واولمرت، ونتنياهو لا يمكنه ان يتقدم بمثل هذا العرض، وعن حق. وسرعان ما ستنتهي المفاوضات وتبدأ الفوضى: ضغط دولي، اضطرابات وجدال داخلي حاد ومقسم.
    ينبغي السير في طريق آخر، التأكيد للفلسطينيين وللعالم ما نحن مستعدون لعمله. ينبغي لنا أن نكون مبادرين، ايجابيين، وعدم الانجرار وراء الاحداث، وعدم الوصول بلا خيار الى اماكن لا نريد أن نكون فيها، الى زوايا لا مخرج منها.
    لا ينبغي لنا أن نطلب من الفلسطينيين الان الاعلان عن نهاية النزاع، لا نطلب الان ان يعترفوا باسرائيل كدولة يهودية. من ناحيتنا، فليواصلوا الكفاح في سبيل العودة، في سبيل الحرم والبلدة القديمة، في سبيل حيفا ويافا، في سبيل الشيخ مؤنس بما فيها اللونا بارك (وخذوا ميدان مواقع منا هدية).
    يمكننا أن نوافق على ان يقيموا دولة على ارض ضيقة منذ الان، وعلى الباقي نتحدث لاحقا. قرابة 100 في المئة من الفلسطينيين من سكان الضفة سيعيشون في اراضي دولتهم وسيديرون حياتهم. يمكن الحرص على الطرق التي تخلق تواصلا للدولة الفلسطينية والعالم سيسره ان يهرع الى مساعدتها. نحن سنكون أول من يعترف بها، وهذا مجدٍ لنا. قد لا تكون هذه هي الدولة التي يتطلعون اليها، ولكن هذه بداية طيبة ومضمونة.
    الامور التي يمكننها أن نعرضها عليهم هي انجازات ذات مغزى بالنسبة للفلسطينيين وهي ما ينبغي أن تتحقق. ماذا سيخرج لنا من هذا؟ اذا وافقوا، فستكون له دولة في مناطق أ زائد، والنزاع سيصبح جدالا اقليميا بين دولتين. توجد نزاعات عديدة كهذه في العالم. الاتهامات بشأن الاحتلال، القمع وما شابه ستشطب عن جدول الاعمال، وهذه اساس مشكلتنا حيال العالم. الزمن الذي سيمر سيسهل علينا وعليهم الاتفاق على الحدود الدائمة وعلى باقي المواضيع.
    واذا لم يوافق الفلسطينيون على هذه العروض، فليتفضلوا ليشرحوا هم للعالم رفضهم قبول دولة بشكل فوري مضاف اليها الحق بعدم التنازل عن اي مطلب من مطالبهم الاخرى.
    لا معنى للسير مع الرأس الى الحائط، لا يمكن الموافقة الان على كل ما هو مختلف عليه والوصول الى اتفاق دائم. من غير المجدي السير في طريق يؤدي بيقين الى الفشل. الفلسطينيون سيقولون: ما الذي يجعلنا نوافق على اقل مما سبق أن عرض علينا؟ العالم سيقبل الحجة وهذا سيجلب ضغط شديدا على اسرائيل للتنازل. وعندها إما أن تتراجع الحكومة أو تتعرض لهزيمة في الساحة الدولية. هناك حاجة لنهج مختلف، ابداء المرونة اينما كان ممكنا، والفهم باننا اذا كنا نريد حقا الوصول الى مصالحة، فهذا سيستغرق وقتا – ستمر سنوات لا يحصل فيها اي من الطرفين على كل ما يريد بل ولن يضطر الى التنازل عن احلامه.
    لا توجد امكانية لتجاهل المشكلة وكأنها غير قائمة، العالم لن يتركنا التصرف هكذا. العالم مزدوج الاخلاق ومصاب باللاسامية، ولكن حاليا لا توجد طريقة لاستبداله. مع هذا العالم ينبغي أن نتدبر. ومن الافضل أن نقود من أن نكون مقودين بلا هدى كما حصل لنا طوال السنين في طريق لا يؤدي الى اي مكان.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    العائق في طريق السلام

    بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

    المعسكران متحفزان لبدء المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. لم تمر دقائق قليل حتى بدأت المناوشات السياسية. هؤلاء يؤيدون، اولئك يشهرون، هؤلاء يدقون العصي في العجلات حتى قبل ان تبدأ بالحركة. معمعان تام. لقد توصل نتنياهو الى فهم انه من دون التقدم والوصول الى تسوية ما، ستكون هنا دولة ثنائية القومية، وبين البحر والنهر سيكون اليهود أقلية. هذا استنتاج صحيح شريطة أن يكون نتنياهو قادرا على ان يقود خطوة تاريخية.
    من الجهة الاخرى، ابو مازن، مشكوك أن يكون رئيس الفلسطينيين عمليا، مشكوك أن يكون مستعدا لحل وسط ذي مغزى، مشكوك أن يكون قادرا على فرض اي قرار على غزة. حجرا رحى معلقان حول رقبة نتنياهو وابو مازن في الطريق الى التسوية: الاول هو موضوع حق العودة. ليس في اسرائيل حتى ولا حزب صهيوني واحد مستعد للموافقة على عودة اللاجئين الفلسطينيين منذ 1948 وحتى اليوم الى حدود دولة اسرائيل. صحيح أنه يجري الحديث عن بادرات طيبة من بضع مئات الاف الفلسطينيين ممن لن يغيروا شيئا من الطابع اليهودي لاسرائيل، ولكن خلاف ذلك، لن يوافق احد. من الجهة الاخرى لا يوجد زعيم فلسطيني مستعد للتخلي عن حق العودة، او على الاقل تحديد مبدأ نظري لحق عودة من دون تحقيقه عمليا. اسرائيل لن توافق على ذلك وصحيح تفعل، إذ أن لتحديد مبادئ نظرية قد يكون معنى محملا بالمصائر بعد عدة سنوات. وعليه، فان موضوع العودة الفلسطينية لن يمر، لا هنا ولا هناك.
    ولكن الحجر الثاني هو الاصولية الدينية الايديولوجية. جماعات الضغط الاقوى، سواء في اسرائيل أو في اوساط الفلسطينيين، التي تعارض الحل الوسط الاقليمي، هي جماعات يحركها ايمان ديني غير قابل للتغيير. لا توجد نية لمد خط تشبيه بين حماس وكل المنظمات الاسلامية الفلسطينية وبين المنظمات اليهودية الدينية. كل ما هو مشترك بين هذه وتلك هو الفكر الديني، من حيث رأيهم لما يعود لهم. نتنياهو وكل الآخرين يعرفون أنه بدون حل وسط في يهودا والسامرة يسمح باقامة دولة فلسطينية لا أمل في الوصول الى سلام. المعارضون الاكبر لنتنياهو ولخطوة من هذا النوع سيكونون المستوطنين والاحزاب الدينية الصهيونية الذين لا ترشدهم الا ايديولوجيا دينية. وعندما تكون كل قطعة ارض وعدا الهيا، عندما يكون حق الاستيطان في كل بلاد اسرائيل هو حق مكتسب في التوراة التي يؤمن بها، من دون تحفظ، المستوطنون والاحزاب الدينية، فلا أمل في اي حل وسط، لان الحل الوسط سيعتبر كفرا بالدين وبالوعد الالهي. من يفهم ما هو معنى الشرخ الديني العمق (انظروا مثلا ما حصل في فك الارتباط) يفهم بان كل خطوة تنازل عن مناطق، حسب المستوطنين، هي مثابة تدنيس اسم الرب.
    وبالمقابل، حماس، حزب الله، الثوار في سورية والاخوان المسلمون في مصر في كل دول العالم الاسلامي مسيرة ترسيخ الاصولية الدينية هي مسيرة سريعة جدا. عندما تحمل النزاعات السياسية، الاقليمية او الثقافية طابعا دينيا فلا أمل في حلول وسط، لان معناها هو ‘التوبة’. والخطاب الديني مغروس في كل جدال، في كل خطوة وفي كل قطعة ارض. الحرم، المبكى، الحوض المقدس، الحرم الابراهيمي، قبر راحيل وما شابه، هي كلها في قلب النزاع. كل واحد يدعي الملكية، كل واحد يعرض كوشان دينيا ولا شيء آخر. هذا حوار طرشان ليس فيه الا اماني دينية صرفة. من ناحية عقلانية واضح ما هو الحل الواحد والوحيد: دولتان للشعبين. اما عمليا، فانه بالذات الحل الحقيقي الاكثر منطقية آخذ في الابتعاد كلما تعززت الاصولية الدينية. وحتى اولئك الذين لا يعتبرون متدينين بل قوميين واضحين، علمانيين في جوهرهم، هم ايضا يجندون حججا ‘تاريخية’ او دينية لتبرير افشال تحقيق الحل الافضل. كل المشاكل الاخرى قابلة للحل، شريطة أن يزاح البعد الديني عن الطاولة، هل ممكن؟ بحسن رأيي، لا.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 373
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:24 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 372
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:23 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 371
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:22 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 345
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:45 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 307
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-08, 10:07 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •