النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 411

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 411

    اقلام واراء اسرائيلي 411
    10/8/2013

    في هــــــذا الملف


    من اراد القصف فليصنع سلاما
    بقلم: ألون بن دافيد،عن هآرتس

    نعمة الغاز قد تصبح نقمة
    بقلم: يردين غازيت،عن هآرتس

    شرق اوسط ضعيف
    بقلم: نتان ليفسون،عن ذي ماركر

    الخلاف بين اشكنازي وباراك حول المسألة الايرانية
    بقلم: أدام راز،عن معاريف

    حينما تطلق اسرائيل النار على رِجلِها
    بقلم: افرايم هليفي ،عن يديعوت

    مطلوب زعيم مخيف لحزب العمل
    بقلم: ابراهام تيروش،عن معاريف

    يا ليفني تخلي عن وزارة القضاء واحصري عنايتك في التفاوض
    بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم


    من اراد القصف فليصنع سلاما
    بقلم: ألون بن دافيد،عن هآرتس

    سيبدو هذا لكثيرين داحضا، لكن يمكن ان نقول بحذر انه لأول مرة منذ عقدين يوجد احتمال جيد لتسوية بين اسرائيل والفلسطينيين. وليس ذلك بسبب رغبة الزعيمين الاسرائيلي والفلسطيني، بل بسبب ضعفهما مع تصميم لم يسبق له مثيل من الادارة الامريكية والبرنامج الزمني للبرنامج الذري الايراني.
    يحرص رئيس الوزراء منذ كانت جولة المحادثات التي بدأت في واشنطن على أن يشيع حوله استخفافا مطلقا باحتمالات نجاح العملية، ويشيع الفلسطينيون التشاؤم ايضا. كلا، لن يتغير نتنياهو، ولم يبدأ بخلاف عدد من التوقعات الحديث ايضا مع وزير التاريخ، تمهيدا لما يبدو انه ولايته الاخيرة. لكن بنيامين نتنياهو ـ’من دون شروط مسبقة’ ـ خضع للضغط الامريكي ودخل التفاوض مع قبول شرط مسبق وهو الافراج عن 104 سجناء، فيهم اسوأ القتلة ايضا من دون الوعد بأي مقابل. وكانت تلك نتيجة مباشرة لوزير خارجية امريكي مصمم على عدم الدخول الى القائمة المجيدة لأسلافه الذين فشلوا في جهود المصالحة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ومن ورائه رئيس امريكي في ولاية أخيرة لا يقل عنه تصميما.
    تقول الرسالة الامريكية الى نتنياهو، وإن لم تُصغ على هذا النحو بصورة مباشرة: انه في وقت ما في صيف 2014 ستبدأ ايران باستعمال مفاعل الماء الثقيل في أراك، وهو مفاعل ذري يستطيع أن يمدها بالبلوتونيوم لقنبلة ذرية. ولن يمكن منذ لحظة استعمال المفاعل الذري ان يهاجَم من دون التعرض لخطر كارثة بيئية مثل تشرنوبل. فاذا كنتم أيها الاسرائيليون تريدون دعم هجوم على ايران في صيف 2014 فيجب عليكم ان تُزيلوا الموضوع الفلسطيني عن الطاولة، أو ان تبقوا وحدكم في مواجهة ايران.
    لم يعد يوجد فجأة وقت لانتظار موت اللص ولا الكلب ايضا. فقد بقي للص ثلاث سنوات ولاية، وأصبح الكلب قريبا جدا من احراز قدرة ذرية لا يستطيع أحد سلبه إياها. إن استعمال المفاعل في أراك الذي سيؤخر في شبه يقين عدة اشهر عن الموعد المخطط له في آذار/مارس 2014، سيُقر وضعا لا رجعة عنه يكون فيه لايران قدرة ذرية.
    إن نتنياهو الذي يرى إزالة التهديد الذري الايراني مهمة حياته التاريخية، يقترب سريعا من خط نهايته. وعند مدخل خط النهاية يقف وزير خارجية ورئيس امريكيان هما أقرب للرواية الفلسطينية من قربهما من الموقف الاسرائيلي. لكن كيري واوباما لن يحجما عن التلويح بعصا المساعدة أمام محمود عباس ايضا الذي يجد نفسه معزولا في العالم العربي أكثر مما كان في اي وقت مضى.
    ليس من المؤكد ان يكون عباس مهيأ حتى ذلك الحين للتوقيع على انهاء الصراع. ومن المؤكد ان نتنياهو لن يكون مهيأ لتنازلات مطلوبة لاحراز هذا التوقيع. لكن الخيار الذي سيكون أمام نتنياهو قاسيا: فاما التخلي عن اراض من اراضي اسرائيل الغالية، وإما البقاء وحده في مواجهة ما يراه تهديد فناء. إن المفاعل في أراك مثل مصانع تخصيب اليورانيوم في نتناز وقُم تشبه في نظره غرف اوشفيتس. وقد عرض على أكثر من شخص السؤال التالي: ‘هل تتخيل أن نرى غرف أوشفيتس تُبنى وننتظر الى أن يُدخلوا الناس فيها كي نهاجم؟’. وسيوقفه الامريكيون أمام لحظة الحقيقة، فلا كلام بعد الآن فاما الهجوم وإما الكف.
    ولن تساعده هنا القيادة العسكرية العليا، وسيصعب عليه أن يحثهم على عملية من طرف واحد موجهة على ايران بلا دعم امريكي وبلا شرعية دولية لدولة ستُرى رافضة للسلام. وقد تبدو هذه صفقة القرن لاسرائيليين كثيرين، أعني تسوية مع الفلسطينيين وإزالة التهديد الايراني في رزمة واحدة. وستكون صعبة على نتنياهو كاختيار صوفي صعبة الى غير ممكنة. وسيتلوى ويتمرد ويحاول ان يعض ايضا، لكن الضاحك عند ننتياهو هو من يضحك أخيراً.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ









    نعمة الغاز قد تصبح نقمة

    بقلم: يردين غازيت،عن هآرتس


    تبحث محكمة العدل العليا هذه الايام في التماسات رفعت في قضية قرار الحكومة السماح بتصدير الغاز الطبيعي. يبدو أن الجميع الوزراء والمحتجين ضد القرار على حد سواء يعتقدون ان اكتشافات الغاز هي ‘نعمة’ او على الاقل بركة للاقتصاد الاسرائيلي، وأن الخلاف هو فقط حول الطريق الافضل لاستغلال الوفرة. ولكن التجربة في دول اخرى تفيد بان هذه الوفرة قد تتكشف بالذات كنقمة.
    الاقتصادي حازم الببلاوي كان حتى وقت قريب مضى شخصية مجهولة بالنسبة للكثيرين الى أن عين رئيسا للحكومة الانتقالية في مصر، ولكن هذه الشخصية معروفة للباحثين في دوائر الاقتصاد والعلوم السياسية. الببلاوي هو أحد الخبراء المتصدرين في كل ما يتعلق بالدول الناقلة أي الدول التي معظم مداخيلها تأتي من بيع المقدرات الطبيعية وليس من ضرائب المواطنين.
    كان بودنا أن نعتقد بانه في الديمقراطية نمنح قوة للحكومة إذ ننتخبها في انتخابات مرة كل أربع سنوات، ولكن القوة الحقيقية نمنحها للحكومة من خلال الضرائب التي ندفعها لها كل يوم. فالسياسيون لا يحتاجون فقط الى اصواتنا، بل يحتاجون ايضا الى مالنا، بدونه وان كانوا سيبقون منتخبي الشعب، ولكنهم سيكونون عديمي القوة الحقيقية.
    أظهر الببلاوي في بحوثه ان الحكومات التي اساس مداخيلها يأتي من بيع المقدرات الطبيعية تميل لان تكون اقل انصاتا لاحتياجات المواطنين. فالسياسيون في هذه الدول يعرفون انه يمكنهم ان يمولوا اجهزتهم بواسطة النقل والبيع وهم لا يحتاجون الى سكان متعلمين ومعافين، الى قطاع خاص محدث ومنتج، استثمارات او مجتمع مدني متطور. وحين لا يكون مطلب تمويل الحكومة من خلال الضرائب، لا يميل المواطنون الى الاحتجاج ضد الحكومة.
    عندما يثور احتجاج مدني، يرد السياسيون عليه بتعميق الدعم الحكومي وجعل المواطنين متعلقين باموال الحكومة. وكنتيجة لذلك تميل هذه الدول ليس فقط لان تكون فاسدة وضعيفة اقتصاديا بل وايضا اقل ديمقراطية وأكثر طغيانا.
    ‘نقمة المقدرات’ ساهمت في تشكل أنظمة مطلقة ومناهضة للديمقراطية ليس فقط في مصر بل ايضا في فنزويلا، روسيا، ايران، السعودية ودول اخرى. النموذج النرويجي الذي يكثر من الانشغال فيه هو أغلب الظن استثنائي. ومع ان لاسرائيل اساسات ديمقراطية اكثر متانة من دول نامية، ولكن فيها ايضا قد تضرب ‘نقمة المقدرات’. في اعادة صياغة للشعار المعروف للثورة الامريكية ‘لا ضرائب بلا تمثيل’، تفيد التجربة بان ‘لا تمثيل بلا ضرائب’.
    بحوث مثل بحث البروفيسور دانييل ممان من جامعة بن غوريون أظهرت بان في اسرائيل ايضا الاعتماد على المساعدة الخارجية من الولايات المتحدة ودفعات التعويض من المانيا، والتي شكلت مثابة دولة نقل وبيع في أنها قلصت الحاجة الى جباية الضرائب من المواطنين ساهمت في نشوء اقتصاد مركزي في الستينيات والسبعينيات. الاقتصاد الاسرائيلي لا يزال يعاني من هذه المركزية التي لم تفكك حتى اليوم.
    كيف بالتالي ينبغي مواجهة هذا التحدي؟ لا يكفي اقامة صندوق ثراء وطني يستثمر اموال الغاز في خارج البلاد. من الافضل ايضا تقليص نصيب الحكومة في المداخيل من الغاز وابقاء معظمها لدى القطاع الخاص. هكذا تبقى الحكومة متعلقة باموال الضرائب التي ندفعها وليس بالاسعار الذي تتحرك في سوق الطاقة العالمية. اضافة الى ذلك، ينبغي اتخاذ خطوات لرفع النمو: ازالة حواجز الاستيراد، مكافحة الاحتكارات والاصلاحات في الخدمة العامة. عندها سيكون الغاز عنصرا آخر في اقتصاد نامٍ يخدم مجتمعا معافى وليس دولة نقل وبيع للسياسيين.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ







    شرق اوسط ضعيف
    بقلم: نتان ليفسون،عن ذي ماركر

    محمد البوعزيزي حاول بيأس ان يجد لنفسه عملا. معدل البطالة في البلدة التي يسكن فيها، سيدي بوزيد في تونس كان نحو 30 في المئة بحيث أن فرصه هزيلة. حاول الدخول الى الجيش فرفض، وهكذا كان ايضا في أماكن عمل اخرى. في صباح 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 انفجر الاحباط الذي تراكم لديه على مدى السنين، فأحرق نفسه ومات.
    البوعزيزي لم يعرف بان فعله اليائس سيحرك موجة احتجاج غير مسبوقة ستسمى لاحقا ‘الربيع العربي’. ففي غضون شهر أدت المظاهرات الجماهيرية الى سقوط حاكم تونس زين العابدين بن علي، ولاحقا أدت الى الاطاحة بحاكمي ليبيا ومصر واهتزاز كثيرين آخرين. في اليمن، في البحرين وفي الاردن اندلعت اضطرابات كبيرة، وعمليا لم تكن دولة واحدة في المجال الاقليمي العربي، من موريتانيا غربا وحتى العراق شرقا، لم يصل الربيع العربي اليها.
    في ضوء هذه التطورات فان كل من تربى على رواية الدولة الصغيرة المحوطة بالاعداء ملزم بان يسأل نفسه ما هو تأثير هذا على اسرائيل، على مكانها في المنطقة وعلى التهديدات التي تقف أمامها. هل يحتمل أن يكون التهديد من جانب الدول المجاورة الصغيرة مثلما كان في الماضي بل وربما اكبر بكثير؟
    منذ قيام الدولة يتمتع الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن بسيطرة هائلة على النقاش الجماهيري في هذا الموضوع سواء بسبب سريته أم لان الجيش حدد نفسه بصفته الجسم الوحيد الذي يغذي اصحاب القرار في الحكومة بالمعطيات وبالتحليلات حول التهديدات الامنية على اسرائيل. اذا قرر الجيش بانه توجد تهديدات وأنها تتسع، لا يتبقى امام وزارة المالية، الحكومة والكنيست والجمهور غير التكيف مع الخط الرسمي بقدر ما يتعلق الامر بالاجهزة السرية التي ارتفعت ميزانياتها منذ 2006 من 4.3 مليار شيكل الى 6 مليارات شيكل، لا يجري نقاش جماهيري على الاطلاق. ولكن اذا كان الجيش موجودا كي يدافع عن اسرائيل، فان مدى التهديد يجب أن يشكل عاملا مركزيا في اعتبارات الميزانية. واذا كان هكذا، فلا مفر من أن يدرج في اطار الاعتبارات ايضا الوضع الاقتصادي للدول العربية.

    عشرات ملايين البوعزيزيين

    لم يكن جعل البوعزيزي رمز حركة الربيع العربي ومصدر الهامه صدفة. فمنذ سنوات عديدة و’عقب أخيل’ العديد من الدول العربية هو الاعداد المتزايدة من الشباب الذين لا يتمكنون من دخول دائرة العمل، ويصطدمون بحواجز المنظومة الاقتصادية المشوهة، التدخل العميق من جانب الحكم ومقربيه في الاعمال التجارية، الفساد السلطوي والتعسف. في كل الدول العربية ينتشر عشرات ملايين البوعزيزيين الاخرين محبطين وغاضبين، وكل سنة، بسبب النمو الطبيعي في عدد السكان، ينضم اليهم المزيد من الشباب بلا مستقبل. ولم تكن هذه على ما يبدو سوى مسألة وقت الى أن يخرجوا الى الشوارع ويطالبون بتغييرات كبيرة.
    فحص اقتصاد كل الدول المحيطة باسرائيل مصر، الاردن، سورية، لبنان، السلطة الفلسطينية وغزة وكذا العراق وايران يشهد على عمق المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها هذه الدول.
    منذ العام 1965، السنة الاولى التي توجد حولها معطيات مقارنة لدى البنك الدولي، كان الناتج المحلي الخام للفرد في الدول العربية أدنى منه في اسرائيل: ففي الاردن كان في تلك السنة نحو 37 في المئة منه في اسرائيل، وفي سورية كان نحو 19 في المئة منه في اسرائيل. وبعد نحو 44 سنة، في 2009، كانت الفجوة أوسع بكثير. في سورية كان الناتج للفرد نحو 10 في المئة من الناتج الاسرائيلي وفي مصر كان نحو 15 في المئة.
    ليس مثلما في اسرائيل التي منذ منتصف السبعينيات انتقلت الى نمو يميل الى التصدير المتواصل، الى هذا الحد او ذاك، حتى اليوم، في الدول العربية حصل هذا متأخرا بين منتصف الثمانينيات وبداية التسعينيات. كما أن تركيبة النشاط الاقتصادي والتصدير الاسرائيلي ساهمت في التقدم السريع لاقتصادها مقارنة بجيرانها. بينما في اسرائيل قسم هام من القيمة المضافة الاقتصادية تنبع من الرأسمال البشري، ففي معظم الاقتصادات العربية تعتمد فروع النشاط الاكبر على المقدرات الطبيعية ولا سيما الطاقة او على القوة البشرية الرخيصة.
    كما أن أسواق المقصد للتصدير للدول العربية ليست متنوعة. ففي سورية، في الاردن وفي لبنان هذه هي الدول المجاورة اليها، الامر الذي يدل على ما يبدو على قيمة مضافة منخفضة كلفة النقل الى المقاصد البعيدة اكبر منها. اسواق المقصد لمصر، العراق وايران اكثر تنوعا، ولكنها تصدر اساسا النفط، الغاز او مواد التنقيب المنتجات التي قيمتها المضافة ذات حراك وتتقرر في الاسواق الدولية.
    ان التعلق بمقدرات الطاقة لغرض التصدير يكشف ضعفا آخر للاقتصادات العربية: فكلما يجد العالم مصادر طاقة بديلة أكثر، هكذا يصبح تعلق هذه الدول بالنفط اكثر اشكالية. كما أن الدول العربية التي لا تنتج النفط بنفسها، وتعتمد على دعم الدول الغنية بالنفط، من شأنها أن تتضرر من الانخفاض في الطلب على النفط ومصادر الدعم لها ستقل.
    ان المفتاح للقفزة الاقتصادية يوجد في التعليم. ففي اسرائيل، معدل المواصلين الى التعليم العالي بعد انهاء المدرسة الثانوية عالٍ جدا، نحو الثلثين. في مصر المعدل اقل بنحو النصف. وفي سورية أدنى من ذلك. الدولة الوحيدة التي يوجد فيها معدل استمرار للتعليم عالٍ يقترب منه في اسرائيل هي لبنان، مع نحو 58 في المئة من خريجي المدارس الثانوية. كلما واصلت اقتصادات الدول العربية الاستناد الى كلفة عمل متدنية وأهملت التعليم العالي، هكذا تكون امكانية النمو الكامنة فيها أدنى. كما أنه كلما اعتمدت على المقدرات الطبيعية هكذا سيعاني انتاجها من الحراك.
    صعوبة اخرى في الدول العربية تكمن في الدور الهائل لكبار المسؤولين في الحكم ومقربيهم في النشاط الاقتصادي وفي الانقسام الواضح الذي لا يسمح بخلق اقتصاد واحد. هكذا مثلا، في ايران يحوز الحرس الثوري القوة العسكرية التابعة مباشرة للحكومة الاسلامية بنحو ثلث النشاط الاقتصادي. سلسلة من منظمات الرفاه، التابعة هي ايضا الى الحكم، تحوز بنحو خُمس آخر. وحسب أحد التقديرات، ففي مصر نصيب الجيش في الاقتصاد هو نحو 40 في المئة. في دول مثل العراق ولبنان، الممزقة بين القوميات والاديان المختلفة التي تقاتل الواحدة الاخرى، توجد احيانا فوارق اقتصادية هائلة بين المناطق المختلفة.

    اقتصادات في حالة اختناق

    ولكن أم كل المشاكل في الدول العربية هي البطالة. في اسرائيل ارتفع معدل البطالة من نحو 5.5 في المئة في2011 الى نحو 7 في المئة الان معدل يطابق الركود الذي يعيشه الاقتصاد. في أوساط الشباب ابناء 15 24، معدل البطالة في اوساط الرجال والنساء مشابه، ويتراوح بين 11 12 في المئة. وبالمقابل، في الدول العربية الوضع مختلف جوهريا. بينما معدلات البطالة العامة عالية ولكن لا يمكن اعتبارها شاذة، البطالة في اوساط الشباب عالية جدا. فالنساء الشابات يعانين من ذلك على نحو خاص: حسب معطيات من 2010، في مصر نحو 54 في المئة منهن بلا عمل، وفي الاردن وفي سورية هو 47 و 40 في المئة، على التوالي. وفي اوساط الرجال كان معدل البطالة في الاردن نحو 24 في المئة في 2010، وفي سورية وفي مصر نحو 15 في المئة. معنى الامر هو أنه في العديد من الدول العربية يكاد يكون كل شاب رابع عاطل عن العمل، والكثيرون منهم عاطلون عن العمل على نحو عضال. هذه قنبلة اجتماعية موقوتة هي الاخطر. في بعض الدول انفجرت منذ الان، وفي مصر حصل هذا مرتين.
    ويضاف الى المشاكل الاقتصادية القاسية في البلدان العربية في السنتين الاخيرتين الاضطرابات التي وقعت وجبت ثمنا باهظا. فعدم الاستقرار الداخلي في الدول العربية يحطم الثقة الاساس الحيوية لوجود اقتصادات نامية، يقلص التصدير والاستيراد ويبعد المستثمرين الاجانب. وحتى لو تمت اعادة بناء هذه الثقة، فسيتطلب الامر وقتا طويلا لاصلاح الدمار، وستمر سنوات عديدة الى أن تنجح الدول العربية، ربما، في العودة الى المسار السليم.

    جهاز الامن الاسرائيلي ناضج

    شيء واحد يبدو مؤكدا هو أن الدول العربية لا ترى في اسرائيل تهديدا. فحسب معطيات المعهد الدولي لبحوث السلام في ستوكهولم (SIPRI)، فان الانفاق العسكري لاسرائيل بالنسبة للناتج المحلي الخام اعلى بكثير من المعطى الموازي في الدول العربية. ففي العام 2012 أنفقت اسرائيل نحو 6.2 في المئة من الناتج المحلي الخام على الامن. ومن بين الدول العربية كان الاردن هو الذي كرس المعدل الاكبر من الناتج المحلي الخام لنفقات الامن (4.6 في المئة)، اما مصر فقد وجهت لهذا المجال المعدل الادنى من ناتجها المحلي الخام (1.7 في المئة).
    باعداد مطلقة، الفوارق تتأكد أكثر فأكثر: فحسب معطيات SIPRIانفقت اسرائيل في 2012 نحو 15.5 مليار دولار على الامن، اما مصر فأنفقت نحو 4.2 مليار دولار وسورية انفقت 2.5 مليار دولار. ايران، التي ليس لها حدود مع اسرائيل، أنفقت مبلغا اكبر بكثير نحو 10 مليارات دولار ولكن لا يزال نحو الثلث أقل من اسرائيل.
    وفضلا عن ذلك: كونه منذ الان تضطر دول عربية كثيرة وعلى رأسها مصر وسورية ان تقطع في معدل الانفاق العسكري بسبب وضعها الاقتصادي، فمن المتوقع للفجوة بينها وبين اسرائيل أن تتسع أكثر فأكثر. يحتمل حتى انه في 2013 سيكون معدل الانفاق في اسرائيل ضعف انفاق الدول العربية.
    هذه المعطيات عن نفقات الامن لدى الدول العربية المحاذية لاسرائيل لا توفر اسبابا للافتراض بانها تستعد لحرب تقليدية. فوضعها الاقتصادي الحالي يبعد مثل هذه الامكانية أكثر فأكثر، والوضع الداخلي للدولتين الاكبر فيها، مصر وسورية، بالتأكيد لا يسمح لها بالخروج الى مثل هذه الحرب. حرب الصواريخ بعيدة المدى لا يزال خيارا قائما، كما أظهر في الماضي الرئيس العراقي صدام حسين وزعيم حزب الله حسن نصرالله، ولكن أي منهم لم يجرب على اي حال لم ينجح في تحقيق الحسم حيال اسرائيل. في غياب قوات برية ذات مغزى، نصرالله لا يمكنه على الاطلاق أن يحقق مثل هذا الحسم، وبالتأكيد ليس في ضوء قوة الجيش الاسرائيلي ومن دون دعم سوري.
    ومع أن الهجوم الصاروخي يمكنه أن يلحق ضررا معنويا مهما باسرائيل ويشوش الحياة المدنية، الا ان قدرته على ان يوجه ضربة مهمة لاقتصادها متدنية، وبالتأكيد في ضوء الرد المتوقع من الجيش الاسرائيلي. هكذا حصل في حرب لبنان الثانية، حيث كان لهجوم حزب الله ولـ34 يوما من القتال جاء بعده تأثير قليل فقط على اقتصاد اسرائيل.
    حتى الدول الفقيرة يمكنها أن تشكل خطرا على السلام العالمي. كوريا الشمالية وباكستان مثلا اختارتا حل الدول الفقيرة: نيل سلاح استراتيجي غير تقليدي، وبتعبير آخر، سلاح نووي. هذا حل مناسب للدول الفقيرة لانه يسمح لها بتحقيق ردع مهم لزمن طويل والحاجة الى تجديده أقل من الحاجة الى تجديد السلاح التقليدي. ومع ذلك، فان احتمال ان تختار الدول العربية التزويد بسلاح نووي ليس عاليا، وذلك لان شراء سلاح كهذا يكاد يكون متعذرا.
    لم يسبق أن كان اقتصاد الدول العربية جزءا من النقاش الامني الجماهيري في اسرائيل. وبدلا من ذلك يتركز النقاش اساسا على تصريحات كفاحية من كل الاطراف وعلى احصاء متبادل للجنود، الدبابات والطائرات. ولكن الشيك الذي يفترض أن يصرف كل هذا هو شيك اقتصادي، ومدى التهديد الذي ضده على اسرائيل أن تسلح وتدرب جيشها يستخلص مباشرة من القدرة الاقتصادية للدول التي توجد في مواجهة معها.
    هذه القوة ضعفت جدا في السنوات الاخيرة. فمصر على شفا الافلاس؛ الحرب الاهلية في سورية تدفع اقتصادها الى الوراء بعقد من الزمان على الاقل. الاردن، يتدحرج من أزمة الى أزمة؛ العراق منشغل اساسا بالانتعاش وممزق بين الكتل المتخاصمة. وايران؟ مع أنها لم تتخل عن برنامجها النووي، ولكن اقتصادها يختنق تحت عبء العقوبات، وانتخاب الرئيس الجديد روحاني كفيل بان يبشر بتغييرات ايجابية في علاقاتها مع الغرب.
    في كل الاحوال، ايران ليست فقط مشكلة لاسرائيل. فهي توجد في مكان عالٍ جدا في اجندة أمم العالم، وعلى رأسه الدول الغربية. هذه الميول يجب أن تؤخذ بالحسبان كعامل مركزي في اعتبارات الميزانية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    الخلاف بين اشكنازي وباراك حول المسألة الايرانية

    بقلم: أدام راز،عن معاريف


    قبل زمن ما، عندما دخل المواطن غابي اشكنازي الى القاعة قبل بدء العرض، هتف الجمهور. اشكنازي هو كالمقلاة التي لا يلتصق فيها الطعام، أفعاله لا تلتصق به. وهو يحظى بعناق هائل من وسائل الاعلام، والرئيس شمعون بيرس حرص على أن يتوجه كأحد افضل رؤساء الاركان الذين شهدتهم الدولة، بل ان بيرس سار بعيدا وقضى بانه يجب التنازل لاشكنازي عن قانون التبريد، كي لا تفوته السياسة الاسرائيلية. بكلمات اخرى، بيرس يريد اشكنازي في حزب العمل، ينبغي التساؤل في ذلك.
    القرار بالشروع الان في تحقيق جنائي ضد اشكنازي كان يمكن أن يتخذ قبل سنتين. فحسب المنشورات، هذه ليست شهادات جديدة اكتشفت، وخلف جر الارجل في الساحة القضائية كانت محافل سياسية لم ترغب في اجراء التحقيق ضد الفارس اشكنازي، الذي قاتل ضد ايهود باراك. سبب ذلك لا ينبغي البحث عنه في محاولات الحفاظ على طهارة مؤسسة رئاسة الاركان، كما طرح البعض الامر. ينبغي الافتراض بان الضغط الذي مارسه النائب العسكري العام داني عفروني لفتح تحقيق جنائي هو مجرد طرف الجبل الجليدي الذي عرض للجمهور. فقرار المستشار القانوني يهودا فينشتاين يدل على أنه رغم أن باراك ليس في الحكومة، توجد ضغوط سياسية للكشف عن الحقيقة، او عن بعضها على الاقل.
    سيعنى التحقيق الجنائي بعلاقات اشكنازي مع القيادة السياسية المسؤولة عنه. وفضلا عن الصياغات القانونية، يمكن القول منذ الان ان ‘وثيقة غالنت’، التي أصبحت ‘وثيقة هيرباز′ هي عمليا ‘وثيقة اشكنازي’. قلة من الصحافيين كانوا مستعدين للسباحة ضد التيار وكشف الحقيقة، كان يكفي مشاهدة تقارير آييلا حسون قبل نحو سنتين لمعرفة أن القصة ليست سائغة.
    غير أنه ليست جودة العلاقات الشخصية بين رئيس الاركان اشكنازي والوزير باراك هي الموضوع المركزي هنا، بل الخلاف الاستراتيجي بين الاثنين. عمليا، قبل اشهر عديدة علم أن مراقب الدولة تلقى مادة كثيرة عن علاقة القضية بالموضوع الايراني، ولكنه قرر عدم التطرق الى ذلك في التقرير السميك الذي نشره. لماذا اتخذ هذا القرار الذي يخفي عن الجمهور الجوانب العسكرية والسياسية للقضية؟
    فضلا عن سلوك اشكنازي، الذي قد يؤدي الى رفع لائحة اتهام ضده، ينبغي التساؤل: لماذا عمل ضد باراك؟ لماذا عارض تعيين يوآف غالنت؟ هل توجد صلة بين معارضته للشخصين الاخيرين وحقيقة انه عندما غادر منصبه قال لرئيس الاركان الامريكي ان ‘الاقوال عن الخيار العسكري عديمة المعنى وتشكل مجرد تبجحات’؟ وهل توجد صلة بين القضية ومواقف اشكنازي في مواضيع استراتيجية؟
    لعلنا يمكن أن نتعلم قليلا من التاريخ، فبعد وقت قصير من استقالة موشيه دايان من منصبه كوزير في حكومة ليفي اشكول قال ان له خلافا مع رئيس الوزراء، رجل حزبه، حول الشكل الذي ينبغي لدولة اسرائيل أن تنخرط فيه في الشرق الاوسط، ولكن يوجد بينهما توافق على عدم كشف الخلاف في ساحة السوق. الانشغال القانوني (او الصحافي) في علاقات الامرة بين رئيس الاركان والوزير المسؤول عنه تستخدم كورقة تين تخفي الخلافات الحقيقية بين الرجلين في كل ما يتعلق باستخدام القوة العسكرية ضد ايران والمحيط.
    لقد عملت دوائر اشكنازي من دون هوادة كي تشرح للجمهور ان باراك هو رجل عديم المسؤولية، وهي معنية بغالنت كرئيس للاركان ينفذ أوامره.
    وكان في ذلك اكثر من تلميح على ان تلك الدوائر تعارض غالنت لاسباب ملموسة مثل موقفه في المسألة الايرانية. مثال واحد على الخلاف يمكن أن نجده في أن باراك قال ان المسدس ضد ايران يجب أن يبقى مشحونا، بينما اقوال اشكنازي عن ‘تبجحات’ الاخير استقبلت كما ينبغي التقدير- بتنفس للصعداء في طهران.
    ينبغي الامل في أن يكشف مراقب الدولة المواد التي منعها عن الجمهور، ذلك ان تحقيقات الشرطة لن تفعل ذلك. سيكون في هذا درس مفيد ‘خلف الكواليس′ السياسية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    حينما تطلق اسرائيل النار على رِجلِها
    بقلم: افرايم هليفي ،عن يديعوت

    لوحظت مع تولي حسن روحاني منصبه فروق أولى بين توجهي الولايات المتحدة واسرائيل نحوه. ففي حين يستقبل متحدثون رسميون في واشنطن رئيس ايران الجديد بتهنئة حذرة، يزعم متحدثون اسرائيليون وفي مقدمتهم رئيس الوزراء أن الحديث عن ‘ذئب في جلد نعجة’، ويتمسكون بمقتبسات من كلامه عن اسرائيل تم انكار بعضها رسميا للبرهنة على ان ايران ما زالت مصممة على القضاء علينا.
    قبل ان نُرى ونحن ننزلق في منزلق دحض، يحسن أن نصرف التفكير الى معنى النهج الذي ننتهجه.
    إن توجه اسرائيل الأساسي هو أنه لا توجد أية أهمية لهوية رئيس ايران، لأن جميع الصلاحيات في الدولة مُركزة في يد الزعيم الروحي خامنئي، ولن يُفوض أحد سواه ولا هو قادر على الانحراف عن سياسته الذرية. إن هذا الرد الذي أُسمع في اليوم التالي للانتخابات التي فاز فيها روحاني بصورة مفاجئة بأكثر من 50 في المئة من اصوات الناخبين، سيراه جموع المصوتين الايرانيين ولا سيما الشباب والنساء وطبقة المثقفين المستنيرين، لطمة اسرائيلية لهم ولفخرهم.
    فهذه مقولة تعني انه لا قيمة للفعل الذي فعلوه، وأنه لا أمل في ان يتحسن وضعهم وان اسرائيل مصممة على استقبال انتخابهم بسلبه شرعيته. ويتميز هذا التوجه ايضا بتناقض داخلي، لأنه اذا كان روحاني بلا أهمية في نظرنا فلماذا نبذل جهدا في الإساءة لسمعته؟ سارع روحاني الى تشكيل حكومة وفيها شخصيات كثيرة معروفة للدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة. فاذا استمرت اسرائيل في سلب الادارة الايرانية الجديدة شرعيتها قبل ان تتم اتصالات معلنة ما بين الولايات المتحدة وطهران فقد يعتقد فريق من الامريكيين ان نيتها كلها هي ان تُفشل احتمال التفاوض مع ايران.
    عقد روحاني أمس مؤتمرا صحافيا أول وقال انه يريد ان يبدأ تفاوضا جديا وجوهريا في برنامج بلده الذري. وكرر السياسة الايرانية المعلنة التي ترى ان من حقها تخصيب اليورانيوم. لكن الأحمق فقط كان يتوقع ان يتخلى الرئيس الايراني عن موقفه الأساسي حتى قبل ان يدخل التفاوض.
    سيوجد من يزعم أن حملة تبسم روحاني للولايات المتحدة ليست سوى خداع، وان دعوته الى حوار عادل حيلة غايتها كلها كسب الوقت لاستكمال مسار الحصول على القدرة الذرية. ومن المؤكد ان هذا ممكن. لكن ينبغي لتقصير هذا المسار ان نشجع تعجيل بدء حوار لا أن نجعل مجرد اجرائه صعبا.
    لست أعتقد ان روحاني كان سينشئ حكومته الجديدة على صورتها المعتدلة، لولا أنه فحص فحصا أول بصورة سرية، هل توجد رغبة امريكية حقيقية في محادثته. فاذا كان ما نراه الآن الخطوات التمهيدية الاولى للتفاوض فاننا كلما ألغينا قيمة كل تفاوض مع ايران اقتطعنا من قدرتنا على التأثير في سيره.
    يواجه روحاني ضرورة مُلحة وهي تخفيف الازمة الاقتصادية القاسية على أكثر أبناء شعبه. وهو يعلم انه لن يحرز تخفيفا للعقوبات بلا خطوة مهمة من جهته في الشأن الذري. والولايات المتحدة مصممة على التوجه الى تفاوض على أساس دعوة روحاني، فاذا بدأنا معركة اسرائيلية جديدة على الولايات المتحدة في هذه الظروف فستتضرر علاقاتنا بها ضررا شديدا ونخدم مصلحة ايران.
    قال مسؤول رفيع المستوى في القدس أمس ان سلوك الولايات المتحدة في الشأن السوري يضائل ثقة اسرائيل برغبتها الحقيقية في التصرف كما ينبغي في الشأن الايراني. فما الداعي الى ان نشير لايران بأنه أخذ ينشأ فرق بيننا وبين الولايات المتحدة حتى قبل بدء التفاوض في الشأن الذري؟ ولماذا نُشكك في قدرات الامريكيين على اجراء تفاوض ذكي وواعٍ ومسؤول؟ وهل غطى أداؤنا في التفاوض على أداء واشنطن مع الروس ومع الصينيين ومع اوروبا؟
    أقترح على اسرائيل ان تعلن رسميا بأنها تستقبل بالمباركة كل تفاوض بين الولايات المتحدة وايران يرمي الى ازالة التهديد الذري الايراني من خريطة العالم، وأنها ستفحص عن نتائجه بحسب هذه الغاية فقط. وستُبقي اسرائيل يدها على الزناد ما لم يُحرز هذا الهدف.
    واذا أضافت اسرائيل الى تصريحها كلمة تقدير للشعب في ايران الذي عرف كيف يعبر في انتخابات الرئاسة عن رغبته في حياة رفاه وحرية باعتبارها الهدف المركزي لدولته، فربما نبدأ السير في الطريق الطويل لتطوير تحادث بشوش مع الجمهور الايراني. وباعتبارنا أمة حساسة جدا بكرامتها القومية فمن المناسب ان نظهر نفس الحساسية بكرامة الجموع في طهران.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    مطلوب زعيم مخيف لحزب العمل

    بقلم: ابراهام تيروش،عن معاريف
    حزب العمل هو حزب يأكل رؤساءه، وهو يحرص على الابقاء على هذه التقاليد بتزمت اصولي حقيقي. فهل ستكون جولة اخرى من مثل هذا الاكل في انتخاباته الداخلية في 21 تشرين الثاني/نوفمبر؟ حسب الاستطلاعات، وضع يحيموفيتش جيد. في استطلاع ‘هآرتس′ ومعهد ‘ديالوغ’ الاخير في اوساط مصوتي حزب العمل (ليس اعضاء الحزب)، حصلت يحيموفيتش على 48 في المئة تأييد، ضعف ما حصل عليه اسحق (بوجي) هيرتسوغ الذي يأتي بعدها. في مؤتمر الحزب في نهاية الاسبوع الماضي تمكنت من الحصول على أغلبية، ومنع مطلب خصومها المركزيين، هيرتسوغ، ايتان كابل وارال مرغليت بتأجيل الانتخابات لرئاسة العمل الى كانون الثاني/يناير، وفتح سجل الناخبين امام منتسبين جدد، ولكن الاغلبية الطفيفة التي فازت بها في المؤتمر يمكنها أن تثير مخاوف معينة في معسكرها. احيانا تكون الاستطلاعات في جهة والواقع في جهة اخرى.
    نجحت يحيموفيتش نجاحا كبيرا كنائبة عادية، وقد اشترت اسمها ومكانتها في التشريع في المجال الاجتماعي ـ الاقتصادي. خطأها كان في أنها حتى عندما انتخبت لرئاسة الحزب، الذي يرى نفسه متنافسا على الحكم، واصلت حصر نفسها في هذا المجال وتعففت عن الانشغال في المجال السياسي ـ الامني، الذي هي فيه غر، ولكنه هو الذي يقف في رأس جدول الاعمال الوطني في اسرائيل. في حملة الانتخابات بدت غير ناضجة وغير مناسبة لرئاسة الوزراء. وعندما استيقطت كان الاوان قد فات. نجم تلفزيوني، مناسب حتى اقل منها، تركها خلفه، مع مقعدين فقط أكثر مما كان لحزبها برئاسة ايهود باراك في الكنيست السابقة.
    عدم انضمامها الى حكومة نتنياهو كان خطأ آخر. فدخول الحكومة في مفاوضات مع الفلسطينيين يجعلها اكثر حدة فقط، وتعهداتها المتكررة بدعم الحكومة في كل خطواتها السياسية يؤكد حدة السؤال، لماذا إذن في واقع الحال أنت لستِ في الداخل. ومن جهة اخرى فان ‘حلفها’ مع نتنياهو، الذي يستعد بسعادة لادخال العمل الى الائتلاف بدلا من البيت اليهودي، يغيظ بعضا من مصوتي العمل التقليديين.
    السطر الاخير هو أن يحيموفيتش، مع كل اقدميتها في الكنيست وفي رئاسة حزبها ومع كل نشاطها في المجال الاقتصادي ـ الاجتماعي، لا تزال لا تعتبر مناسبة للحلول محل نتنياهو. ففي الاستطلاع آنف الذكر، في مسألة مدى ملاءمتها لرئاسة الوزراء كانت النتيجة نتنياهو 56 في المئة ويحيموفيتش 15 في المئة. ويمكنها فقط أن تواسي نفسها في نتيجة اخرى في الاستطلاع. لبيد حصل على 7 في المئة فقط، ولكن هذه فرحة فقراء. في كل الاحوال العمل هو حزب مع تقاليد سلطوية ومع زعماء تولوا رئاسة الوزراء على مدى اكثر من 30 سنة، بينما يوجد مستقبل هو حزب ملابسات طارئة.
    ولكن مشكلة حزب العمل اصعب، اكثر من شيلي. كما أسلفنا العمل هو بطبيعته وحسب تقاليده هو حزب سلطة. وحتى عندما يتقلص في المقاعد فالى هناك يتطلع. في المعارضة يجد صعوبة في أن يجد نفسه. غير أنه ليس فقط يحيموفيتش، بل وايضا اي واحد ممن يتنافسون معها لا يتخذ صورة الملائم لرئاسة الوزراء، وبالتأكيد ليس في المنافسة مع بنيامين نتنياهو. الخلفاء المحتملون الذين يخيفون ويعرضون نتنياهو للخطر في نظره كما ينبغي التشديد ـ موجودون في احزاب اخرى: في الليكود، في اسرائيل بيتنا (اذا خرج ليبرمان نظيفا من محاكمته)، في يوجد مستقبل (اذا لم تصف لبيد ولايته كوزير للمالية سياسيا)، وحتى في البيت اليهودي (بينيت يتطلع عاليا، قيادة حزب قطاعي صغيرة عليه). مع القيادة الحالية، حزب العمل لا يخيف حتى خوافا وشكاكا كنتنياهو. لحزب العمل مطلوب زعيم مخيف.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

    يا ليفني تخلي عن وزارة القضاء واحصري عنايتك في التفاوض

    بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
    أعترف بأنني أفضل تسيبي ليفني وزيرة للقضاء على أكثر من سبقوها في السنوات الاخيرة، وعلى من يبدو أنهم من سيحلون محلها، ورغم ذلك فانني على يقين من ان عملها رئيسة لفريق التفاوض مع الفلسطينيين أهم كثيرا.
    ليس الحديث في هذه المرة عن رحلات سياسية قصيرة كل بضعة أشهر الى واشنطن أو الى رام الله، بل الحديث عن محادثات يفترض ان تكون مكثفة جدا وان تستمر في الاشهر التسعة القريبة على الأقل، إن لم تكن أكثر من ذلك. ولا يحق لوزير ذي مسؤولية وليفني كذلك أن تُنحي جانبا شؤون وزارتها وأن تصرف نفسها الى شأن مختلف تماما. إن موضوعا مثل اضراب العاملات الطابعات في المحاكم الذي قد لا يكون له شأن كبير يقتضي العلاج المكثف للوزير، لأنه يشل عمل المحاكم. ولا يجوز ان تشغلها هذه الامور في المستقبل القريب.
    إن اجتماعات كثيرة حُددت مواعيدها، أُلغيت أو اضطرت الى ان تنتهي في وقت أبكر مما خطط له بسبب برامج زمنية لقادة شاركوا فيها. وأفترض أن ‘هذه الالتزامات المسبقة’ في أكثر الحالات كانت أقل أهمية من التفاوض حتى في نظر القادة أنفسهم، لكن الالتزام هو الالتزام. والحديث في حال ليفني عن التزام وزاري ذي مسؤولية كبيرة تتحملها على عاتقها مسبقا، وقد تضر بقدرتها على الوفاء بما انضمت الى الحكومة من اجله وهو ادارة التفاوض.
    يُجري التفاوض السياسي المفصل على نحو عام موظفون كبار لا وزراء. ويوجد من فوقهم فريق وزراء مطلع على خبايا الامور ويوجه المفاوضين، ويبقى لرئيس الوزراء حق الاعتراض. في الوضع الحالي (كما حدث في سابقة التفاوض الذي بدأ على أثر مؤتمر أنابوليس)، استقر رأي نتنياهو على منح وزير الادارة مهمة التفاوض. لم يكن واضحا قبل بضعة أشهر هل يجري هذا التفاوض أصلا، وكان من المهم لليفني ان تحصل على حقيبة وزارة القضاء بعد ان لم تُمكنها نتائج الانتخابات من طلب حقيبة الخارجية. وهي تحاول في هذا المنصب ان تُقر قوانين غير دستورية قدر استطاعتها (والحديث عن تفويض محدود لفعل ذلك) وأن تدفع الى الأمام بشؤون قريبة من قلبها. لكن منذ اللحظة التي بدأ فيها تفاوض حقيقي، بل وضُرب له أجل مسمى، يتغير ترتيب الأولويات.
    لن تغفر ليفني لنفسها اذا تم تأخير اجتماع سياسي لأنه يجب عليها ان ترأس لجنة تعيين قضاة في ذلك اليوم حقا، أو اذا اضطرت بدل ان تقرأ مواد سياسية ومقترحات مسودة من محادثيها أو زملائها، الى ان تقرأ ملفات ثخينة لطالبي عفو واتخاذ قرارات في هذه الشؤون. انها في مفترق حاسم لمستقبل الدولة ولنفسها ايضا. وإن وزارة القضاء أهم من ان تصبح شيئا عفناً، والتفاوض أهم من ان تؤخره موضوعات اخرى. فيجب على ليفني قبل ان يُلغى منصب الوزير بلا حقيبة وزارية أن تصبح وزيرة بلا حقيبة وزارية في وقت أوكل فيه اليها في الحقيقة أهم الملفات.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 365
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:31 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 364
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:30 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 363
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:29 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 362
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:28 PM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 321
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:54 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •