النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 429

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 429

    اقلام واراء اسرائيلي 429
    2/9/2013


    في هــــــذا الملف

    ماذا سيفعل اوباما اذا لم يوافق الكونغرس
    بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت

    الضربة آتية لكن بحسب برنامج العمل الامريكي
    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

    عالم اوباما المعكوس: من أراد حربا فليستعد للسلام
    بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم

    العراق 2
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    ضبط النفس قوة
    بقلم:الوف بن،عن هآرتس

    منطق الهجوم
    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    فزع زائد في اسرائيل
    بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

    ماذا سيفعل اوباما اذا لم يوافق الكونغرس

    بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت

    أعلن الرئيس الامريكي أنه سيهاجم سورية، كما قال حكماؤنا ‘في الزمان والمكان اللذين يختارهما’. يمكن أن نعود الى الحياة المعتادة حتى إشعار جديد. فالهجوم سيُنفذ كما يقولون عندنا بعد الأعياد.
    لا يريد العالم أن يحارب من اجل مواطني سورية، فهذه دولة غير مهمة لا تهم أي أحد. وهذا هو الدرس الذي يجب على اسرائيل أن تحفظه، وهو أنه اذا دُفعنا الى ازمة مع ايران فلن يكون أحد في العالم مستعدا لتحريك طائرة واحدة من أجلنا، بل سنحصل في الأكثر على دعم كلامي.
    على حسب الجدول الزمني الجديد يمكن أن ينفذ الهجوم على سورية بعد تسعة ايام أو عشرة في أدنى الاحتمالات. وسيشارك اوباما بعد غد الى السبت في مؤتمر الدول الصناعية في ستوكهولم. وفي يوم الاثنين التاسع من ايلول/سبتمبر سيجتمع مجلس النواب الامريكي لمباحثات سيتم في نهايتها تصويت تأييد للهجوم أو اعتراض عليه. وقد تستمر المباحثات بضعة ايام أو أكثر من ذلك.
    إن مشكلة الرئيس هي ماذا يفعل اذا لم يوافق مجلس النواب، وكيف يتم الحفاظ على الغضب على سورية لدى الرأي العام وقتا طويلا؟ إن عشرة ايام في الشرق الاوسط هي بحر زمن لتطورات غير متوقعة، توجب على الرئيس أن يؤجل ويؤجل ويؤجل.
    إن الشيء الوحيد الذي أعلنه الرئيس، هو أنه لا يوجد طريق رجعة وأنه يجب على الولايات المتحدة أن تجبي من النظام السوري ثمنا عن استعمال السلاح الكيميائي. وعلى حسب الخطة، وهذا صحيح الى اليوم، يفترض أن يهاجم الجيش الامريكي نحوا من 90 هدفا في سورية في نفس الوقت.
    حدث في اليوم الاخير انطباع أن الولايات المتحدة تغير صورة الهجوم المخطط له: من هجوم على دفعات يطول يوما أو أكثر، الى هجوم مُركز لبضع ساعات على التوالي، مع مُهل قصيرة فقط. إن الفرق بين هجوم مستمر على دفعات طول يوم كامل أو اثنين، وبين هجوم مُركز يدوم بضع ساعات شديد الأهمية بالنسبة إلينا، لأنه كلما طالت العملية زاد خطر أن يفلت زمام السوريين ويطلقوا قذائف صاروخية أو صواريخ على اسرائيل.
    اذا استقر رأي الامريكيين على العمل في مواجهة منظومة صواريخ ارض ارض السورية المتحركة، فليس من المنطق أن تُستعمل صواريخ توما هوك لذلك، بل وسائل طيران (مع طيارين أو بغيرهم) تتعرف على الأهداف وتطلق عليها سلاحا موجها دقيقا من الجو.
    إن تغيير تصور العملية هو نتيجة مباشرة لتأخر تجنيد دعم داخلي للهجوم وانشاء تحالف دولي استعدادا له. وبسبب التسويف تفقد الادارة الامريكية التأثير، ولهذا كلما تأجل القرار أكثر أخذت العملية المخطط لها تتضاءل، من هجوم عقاب قاسٍ مؤلم الى عملية محدودة مع قدر أقل من أخطار التورط السياسي والعسكري.
    إن المادة الاستخبارية الدامغة التي عرضها وزير الخارجية الامريكي جون كيري على العالم ليست مادة امريكية فقط، فقد شارك في هذه المعلومات البريطانيون ايضا، ويجوز لنا أن نفرض أن الامريكيين لن يتخلوا عن تعاون استخباري مع دول مثل تركيا واسرائيل.
    ويتبين أن سورية شفافة جدا للاستخبارات، وهذه بشرى طيبة. فمن المنطقي جدا أن نفرض أن كل محاولة سورية لتوجيه سلاح غير تقليدي أو صواريخ ارض ارض على اسرائيل سيُكشف عنها في وقتها.
    إن الشيء البارز في كشوف كيري هو حقيقة أن ‘المسدس المدخن’ لا يرتبط ارتباطا مباشرا بالرئيس الاسد. فالاستخبارات التي اعترضت مكالمات بين القيادة العليا السورية والوحدات الميدانية قبل المذبحة وبعدها أدانت النظام بتنفيذ المذبحة، لكن الاسد نفسه لا يظهر في هذه المكالمات. من الممكن جدا أنه ظهر في المقاطع الاستخبارية السرية التي لم تُنشر. ومهما يكن الامر فان كيري يسمي الاسد ‘قاتلا’ ويمهد بذلك لتقديم لائحة اتهام ضد الرئيس السوري، بجرائم حرب في المحكمة الدولية في لاهاي.
    قدّمت الاستخبارات البريطانية تقارير عن 14 واقعة استُعمل فيها السلاح الكيميائي في سورية، تمت إحداها بواسطة صاروخ سكاد كان يحمل رأسا كيميائيا أصاب حلب في مطلع السنة. وهذه شهادة اخرى على أن العالم كان يعرف طول الوقت ما يحدث في سورية وصمت. حتى إن العالم يتلعثم الآن وهم يُحركونه بالقوة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الضربة آتية لكن بحسب برنامج العمل الامريكي

    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

    يمكن أن نحب امريكا أو أن نغضب عليها، لكن يجب أن نفهم أن لامريكا ايقاعا يختلف عن ايقاعنا، ومُهلاً تختلف عن مهلنا وطول فتيل يختلف. فهكذا تكون الحال حينما تكون هذه القوة قوة عظمى: إنها تستطيع أن تُبيح لنفسها ذلك.
    في ذروة حرب لبنان الاولى، حينما كانت قوات الجيش الاسرائيلي موجودة في بيروت، وكانت سفن الاسطول السادس راسية هناك، دعا ضباط الاسطول السادس ضباطنا من سلاح البحرية الى لقاء على متن واحدة من سفنهم، وخلال المساء عُرض على الطرفين سؤال وهو: لنفرض أنكم تلقيتم أمرا باحتلال ساحل جونية المقابل، من البحر، فما هو الوقت الذي ستحتاجون اليه؟
    وتشاور الاسرائيليون بينهم وأجابوا آخر الامر: حوالي 36 ساعة؛ وتشاور الامريكيون بينهم وأجابوا: ثلاثة اسابيع على الأقل، ابتسم الاسرائيليون في تفوق قائلين هل تحتاجون الى هذا القدر الكبير من الوقت؟ ‘عندكم ساحل واحد فقط تحتلونه’، أجاب أحد الامريكيين، ‘هل تعلمون كم ساحلا عندنا؟’.
    نشبت المواجهة بين النظام السوري والادارة الامريكية قبل عشرة ايام، حينما ظهرت النتائج القاتلة لاستعمال السلاح الكيميائي بهجوم على مواطنين في ريف دمشق. ومنذ ذلك الحين تتحرك الادارة الامريكية في بطء نحو عملية عسكرية. ويتم التحرك في مسارين متوازيين: ففي الصعيد السياسي تبحث الادارة عن شرعية امريكية داخلية ودولية. وفي الصعيد العسكري تعزز القوات وتتفحص الأهداف.
    وقد لقيت الادارة في الساحة الدولية صعابا لا يُستهان بها، فروسيا والصين تحجزانها في مجلس الامن. واستقرار رأي البرلمان البريطاني على معارضة مشاركة بريطانيا في هجوم يُبعد عنها حلفاءها في حلف شمال الاطلسي، ويؤثر في الرأي العام في الداخل. فاستطلاعات الرأي غير مشجعة.
    ومن السخرية الشديدة أن اوباما يدفع الآن ثمن غزو الرئيس بوش للعراق، وهو غزو كان من بين القليلين الذين عارضوه. وهو يدفع مرتين: مرة لأن البريطانيين الذين كانوا في فترة توني بلير أيدوا الغزو الامريكي فهم يعاقبونه؛ ومرة ثانية لأنه حينما كان سيناتورا دعا الى الاتيان بكل قرار على عملية عسكرية ليصادق عليه مجلس النواب. فما قاله آنذاك يرتد عليه كعصا مرتدة اليوم.
    إن رئيس الولايات المتحدة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. والقوة التي يسيطر عليها بيديه ضخمة، لكنها ليست غير محدودة. فهو مُحتاج الى دعم إن لم يكن من الامم المتحدة فمن حلفائه، وإن لم يكن من حلفائه فمن الكثرة في مجلسي النواب. وهو مُحتاج الى دعم لأن الرأي العام في امريكا مُنقسم، ولأن العملية العسكرية المتحدث عنها الآن لن تحل المشكلة، فهي في أفضل السيناريوهات ستردع وفي اسوئها ستُثبت أن الاسد يتجاوز الهجوم الامريكي ايضا.
    كانت نغمة خطبة اوباما قوية صارمة مهيمنة وزعامية. والكلام الذي قاله عن مسؤولية امريكا في الحفاظ على المعايير الدولية كان صحيحا، وشجع كل من يعتقد أن العالم بغير زعامة امريكا سيكون مكانا العيش فيه أخطر. لكن ليس من المؤكد أنهم في طهران ودمشق وموسكو فهموا الخطبة على هذا النحو. فمن الممكن جدا أن تكون الخطبة قد فُهمت في هذه العواصم على أنها إظهار ضعف وانطواء امريكي ورخصة بالقتل.
    أصبح الوقت الآن لاعبا في المعركة. فهو يستطيع أن يؤثر في النتائج بسبل مختلفة بأن يفتح الباب لتفاوض يُنهي الحرب الأهلية أو يفضي بالامريكيين على العكس الى استقرار الرأي على عملية عسكرية أنجح لا تعاقب فقط، بل تفضي الى نتائج ايضا.
    تشعر حكومات اسرائيل دائما بأن الزمن هو العدو: فهي تخشى من أنه اذا لم يعمل الجيش الاسرائيلي فورا فان الضربة التي وجهها العدو ستختفي من نشرات الاخبار وتُتهم اسرائيل بالتحرش؛ وهي تخشى من أنها اذا لم تُنه سريعا فسيضطرها العالم الى أن تقف في المنتصف. وليس هذان التهديدان موجودين في برنامج العمل الامريكي، فلو أنني كنت مستشار الاسد لما اقترحت عليه أن يسارع الى الاحتفال.
    إن قنوات التلفاز في اسرائيل مليئة في الاسبوع الاخير بخطب حماسية لمحللين يسارعون الى الزناد، لا الزناد الاسرائيلي بالطبع، بل زناد جهة اخرى ومخاطرة جهة اخرى. فالجميع يريدون أن يكونوا كلينت إيستوود؛ والجميع يريدون أن يكونوا رامبو وتشفارتسنيغر، حتى اولئك الذين أنهوا الخدمة في صفوف الجيش الاسرائيلي بصعوبة. فمن حسن الحظ أن الذين يحكمون في امريكا وفي اسرائيل الى الآن ساسة وليسوا صحافيين، فأصابع الصحافيين خفيفة جدا على الزناد.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    عالم اوباما المعكوس: من أراد حربا فليستعد للسلام

    بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم

    إن استعمال الاسد للسلاح الكيميائي على مواطنيه في 21 آب/اغسطس لم يدع لواشنطن خيارا (للمرة الرابعة عشرة منذ كانت خطبة ‘الخط الاحمر’ لاوباما). وقد ذكّر ذلك اوباما، كما اعتقدنا، بأنه لم يرث الرئاسة فقط، بل ورث ايضا تركة امريكية، توجب عليه أن يعمل على مواجهة مستبدين يستعملون سلاحا مُحرما بحسب المواثيق الدولية. وقد فهم اوباما الذي فاز بجائزة نوبل للسلام كما اعتقدنا في سذاجة أن من أراد السلام فليستعد للحرب. لكن الامر عنده قد يكون عكس هذا وهو: من أراد الحرب فليستعد للسلام.
    إن 80 في المئة من الامريكيين بحسب استطلاع للرأي في الولايات المتحدة معنيون بأن يحصل الرئيس على موافقة من مجلس النواب قبل العملية. فماذا يكون اذا سلك مجلس النواب مسلك مجلس النواب البريطاني؟ وربما يكون هذا بالضبط ما يريده اوباما. يوجد ايضا استطلاع للرأي يقول إن 60 في المئة من الامريكيين يؤيدون الهجوم اذا وافق مجلس النواب. اذا قد يوجد هجوم آخر الامر. الى أين تدهورنا. إن دستور الولايات المتحدة في الحقيقة يُفوض الى مجلس النواب الخروج للحرب، بيد أن امريكا منذ كانت الحرب العالمية الثانية وهي ‘شرطية العالم’، عوّدتنا أن رئيس الولايات المتحدة يحتفظ لنفسه بصلاحية الحرب. لا اوباما يبدو أنه لم يأت ليغير العالم، فهو نتاج عالم متغير أصلا.
    بعد بضعة ايام سيشخص اوباما لحضور قمة الـ ‘جي 20′ في سانت بطرسبورغ. فهو يستطيع أن يمنح بوتين هدية رائعة من مجلس النواب مع ‘لا’ لهجوم على سورية، كما تطلب موسكو. بيد أنه يوجد وقت ولا يُحتاج أصلا الى اجتماع طارئ لمجلس النواب. ويمكن الانتظار حتى التاسع من أيلول/سبتمبر. إن بوتين هو المنتصر الأكبر حتى إشعار آخر. وقد أشار عضو مجلس النواب الديمقراطي شارلز رينغل من نيويورك أمس الى مبلغ احتمال أن تسير امريكا في طريق بريطانيا في التصويت، كما حدث في ليبيا بالضبط، في الحرب كما في ‘السلام’.
    لا يجب أن يكون مواطنو سورية فقط قلقين من خطبة اوباما، بل جون كيري ايضا. هل يقول مجلس النواب ‘لا’ بعد كل الكلام الجميل والمُلزم؟ فماذا سيفعل كيري؟ هل يستقيل؟ من حسن الحظ أنه توجد محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين التي توجب عليه البقاء.
    إن كيري، كما اعتقدنا، ألزم اوباما بالعمل. وليس هذا فظيعا لأن مجلس النواب يمكنه أن يُسقط هذا الالزام. يوجد في مجلس النواب مكان واسع لاولئك الذين يُجرون حسابا للرأي العام قبل كل شيء، فصدمة العراق في امريكا أقوى من صدمة السلاح الكيميائي.
    وستسير فرنسا التي تؤيد الهجوم ايضا بخلاف ما كانت عليه قبل عشر سنوات في العراق، على هذا الايقاع في البرلمان. فهناك ايضا تُنشر استطلاعات للرأي. إن 64 في المئة من الفرنسيين يعارضون الهجوم، ويريده فرانسوا هولاند. وسيقول له البرلمان هناك ايضا إنه لا يستطيع.
    ما أشد مأساوية هذا الامر كله: ينبغي أن نتذكر أن المعركة على الاسد هي المعركة على استعمال سلاح مُحرم ايضا. وفي عالم متغير، فان حق العالم – أو ربما واجبه المتنور أن يتدخل في دولة حينما تتم فيها جرائم موجهة على المدنيين، قد يصبح غير معمول به. يا له من درس في الصدق والاخلاق والنزاهة.
    لم يزد البرلمان البريطاني نفسه شرفا ايضا. وهذه بالضبط هي مأساة العالم. إن القرار البريطاني الى جانب ضعف الامم المتحدة، يُذكرنا بالعالم الذي نعيش فيه. فهو عالم يعبر عن فزع من صور اولاد قتلى، لكن معاذ الله أن يضر ذلك بالجعة أو الكرواسوه. ومن المهم أن نذكر أن الهجوم على الاسد يرسل رسائل ايضا الى طهران وبيونغ يانغ. وينبغي أن نفترض أنهم هناك يتابعون في اهتمام التصويت في مجلس النواب الامريكي. ومع هذا الايقاع سيضطرون الى أن يرسلوا الى المنتخبين مئات باقات الازهار.
    حتى إن كندا التي انضمت الى امريكا دائما في المعارك (الحرب العالمية الاولى والثانية والحرب الكورية وافغانستان والعراق) لا تسارع الى الحرب اليوم. تغير العالم ولم تعد الحروب موضة. فالعالم اليوم غير مستعد لقبول ضحايا مدنيين حتى لو كان الحديث عن جنود ايضا. ويعلم اوباما ايضا العالم الذي يعيش فيه. كانت في امريكا في الحقيقة سابقة جونسون في 1964، وهو الذي توجه الى مجلس النواب بمعلومة كاذبة كي يحصل على شيك مفتوح لعملية في فيتنام، لكن الامر مختلف جدا عند اوباما. فهو معني بعملية محدودة تكون ايضا بعد موافقة غير مضمونة أصلا من مجلس النواب.
    يستطيع بشار الاسد في هذه الاثناء أن يخرج من الملجأ تحت الارض. إن المواطنين السوريين هم الذين يجب أن يدخلوا الملاجئ حتى إشعار آخر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    العراق 2

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    إليكم تدريبا على الصدق (والاخلاق المزدوجة): ماذا كان سيحدث لو أن اسرائيل استعملت سلاحا كيميائيا؟ أكانت الولايات المتحدة تهاجمها؟ وماذا كان سيحدث لو أن الولايات المتحدة نفسها فعلت ذلك؟ صحيح أن اسرائيل ما كانت لتستعمل أبدا سلاح الابادة الجماعية، رغم أنه في ترسانتها، إلا في وضع متطرف جدا، لكنها استعملت من قبل سلاحا مُحرما بحسب المواثيق الدولية، وهو الفوسفور الابيض وقذائف الفلاشت على سكان مدنيين في غزة، واستعملت قنابل عنقودية في لبنان ولم يُحرك العالم ساكنا.
    ولا حاجة الى أن نُكثر الكلام عن سلاح الابادة الجماعية الذي استعملته الولايات المتحدة استعمالا وحشيا، وأعني القنبلتين الذريتين على اليابان وقنابل النابالم على فيتنام.
    لكن سورية، بالطبع، مشهد مختلف. فلا يستطيع أحد أن يعتقد في جدية أن الهجوم الامريكي على نظام الاسد نابع من تقديرات اخلاقية. إن 100 ألف قتيل في هذه الدولة البائسة لم يحثوا العالم على العمل، بينما تقرير عن 1400 قتيل بالسلاح الكيميائي لم يثبت نهائيا الى الآن هل استُعمل وهل النظام هو الذي استعمله يحث جيش الخلاص العالمي على العمل. ولا يمكن لأحد أن يشك في كثرة الاسرائيليين الذين يؤيدون الهجوم 67 في المئة بحسب استطلاع ‘اسرائيل اليوم’ وأن ما يُحركهم هو الاهتمام بسلامة مواطني سورية. ففي الدولة الوحيدة في العالم التي يؤيد فيها أكثر الرأي العام الهجوم، المبدأ الموجه غريب تماما وهو: إضربوا العرب، ولا يهم لماذا، بل يهم أن يكون ذلك بأكبر قدر ممكن.
    ولا يستطيع أحد ايضا أن يعتقد في جدية أن الولايات المتحدة هي ‘قوة عظمى اخلاقية’، كما عرّفها هنا آري شبيط (‘هآرتس′، 29/8)، فالدولة المسؤولة عن أكبر قدر من سفك الدماء منذ الحرب العالمية الثانية هناك من أحصوا ثمانية ملايين قتيل من صنع يديها في جنوب شرق آسيا وفي امريكا الجنوبية وفي افغانستان والعراق، لا يمكن أن تُعتبر ‘قوة عظمى اخلاقية’. ولا يمكن أن تُعتبر كذلك ايضا الدولة التي يوجد رُبع عدد سجناء العالم فيها، والتي نسبة سجنائها أعلى من نسبتهم في الصين وروسيا، والتي أُعدم فيها 1342 انسانا منذ 1976، بل إن قول شبيط إن ‘الروح الدولية بعد الحرب العالمية الثانية قالت إنه لا عودة الى سيناريوهات رعب قتل شعب وإماتته بالغاز′ مقطوع عن الواقع. ففي كوريا وفيتنام وكمبوديا وروندا والكونغو وفي سورية ايضا، يمكن أن يبتسموا ابتسامة مُرة فقط بسبب هذا القول الداحض.
    إن الهجوم الذي أخذ يقترب سيكون . إن الولايات المتحدة التي لم تُعاقَب قط على أكاذيب العراق 1 وعلى مئات آلاف القتلى الذين قُتلوا عبثا في تلك الحرب، توشك أن تُنشب حربا مشابهة بلا مسدس مدخن مرة اخرى، بل مع أدلة جزئية فقط وخطوط حمراء حددها باراك اوباما بنفسه، وهو ملزم الآن أن يفي بوعده. تدور في سورية حرب أهلية وحشية يجب أن يحاول العالم أن يضع لها حداً ولن يفعل الهجوم الامريكي ذلك.
    يبدو أن التقارير من سورية منحازة في أكثرها، ولا يعلم أحد ما الذي يحدث فيها بالضبط، ومن الأشرار ومن الأخيار إن وُجد أمثال هؤلاء أصلا. يحسن أن نصغي الى الكلام الصائب للراهبة من سورية إغنوس مريم، التي اشتكت في نهاية الاسبوع على مسامعي في دير في جبال القدس، نزلت فيه ضيفة في طريقها عائدة من ماليزيا الى سورية، من التشويه في وسائل الاعلام العالمية. فقد وصفت إغنوس صورة تختلف عن الصورة الرائجة، فقد تحدثت عن 150 ألف مجاهد أجنبي في سورية هم المسؤولون عن أكثر الاعمال الفظيعة، ونظام الاسد هو الوحيد الذي يمكن أن يصدهم، والشيء الوحيد الذي يجب على العالم أن يفعله هو أن يتوقف عن تسريبهم وتسليحهم. ‘لا أفهم ما الذي يريده العالم؟ هل أن يساعد ‘القاعدة’؟ هل أن يُنشئ دولة جهاد في سورية؟’. إن هذه الراهبة التي يقوم ديرها على أم الطريق بين دمشق وحمص على يقين من أن الهجوم الامريكي سيقوي الجهاديين فقط. ‘أهذا ما يريده العالم؟ أأفغانستان اخرى؟’.
    ربما يعلم العالم ما يريد وربما لا يعلم. لكن شيئا واحدا يبدو واضحا الآن: وهو أن هجوما امريكيا اختياريا آخر قد يتحول الى كارثة اخرى.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    ضبط النفس قوة

    بقلم:الوف بن،عن هآرتس

    اتخذ الرئيس الامريكي باراك اوباما القرار السليم باعلانه ‘عملية مع وقف التنفيذ’ ضد سورية. فقد أوضح ان القوات جاهزة والاهداف محددة، ولكنه كسب وقتا لبلورة مخرج، ليس بالقوة من الازمة. وفي الايام القريبة القادمة، في قمة العشرين الكبار في سانت بطرسبورغ، سيختبر الحائز جائزة نوبل للسلام قدراته كدبلوماسي: فهل سينجح في أن يربط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتسوية تعزز الاستقرار والامن في الشرق الاوسط. اذا حاول اوباما وفشل، فانه سيتمتع بالشرعية لعملية عسكرية.
    لقد كان التأجيل حيويا، لان اوباما يحتاج الى دعم داخلي ودولي بعملية موضع خلاف، أهدافها الإستراتيجية غير واضحة. وستسمح له المهلة الزمنية بالتدقيق في اهداف الحملة العسكرية وتجنيد المؤيدين لها. هذا ما روج له منذ ايامه الاولى في السياسة.
    في اسرائيل يعجبون بمن يسحبون السلاح بسرعة، وقد وصفت ترددات اوباما هنا كتعبير عن الضعف وانعدام الزعامة من جانب ‘القائد الاعلى’. قادة الدولة والجيش الاسرائيلي ومعظم وسائل الاعلام حثوه على ان يضرب الاسد منذ الان والا ينتظر المزيد. والمرة تلو الاخرى اعيد الكليشيه من الفيلم ‘الطيب، الشرير والبشع′ (اذا كان لا بد ان تطلق النار، فتفضل، ولا تعذر)، وفي الغالب باقتباس غير دقيق. خسارة أن المشجعين والمتحمسين اكتفوا بمشهد واحد ولم يروا كل الفيلم، الذي هو من الاعمال الفنية النقدية المناهضة للحروب على نحو اشد في تاريخ السينما. فلو أنهم شاهدوه حتى النهاية، لحصلوا على فكرة او اثنتين عن الغاء وانعدام الجدوى من الحروب، ولعلهم كبحوا قليلا جماح حماستهم..
    ان الحروب الناجحة تستوعب اعدادا سياسيا ودبلوماسيا جذريا، والا فانها تتعقد وتطول عبثا او تنتهي باخفاق. وحتى في اسرائيل، حيث يقدس رد الفعل السريع على كل عملية وتهديد، كان الصبر مجديا دوما للزعماء الذين تبنوه. لقد سخروا من ارييل شارون حين قال: ‘ضبط النفس هو قوة’، ولكن امتناعه عن ردود فعل حادة على العمليات في بداية ولايته سمح له بالانطلاق الى حملة ‘السور الواقي’ في ربيع 2002، والحاق الهزيمة بالانتفاضة الثانية، متمتعا باجماع مطلق في الداخل وبدعم دولي واسع. خليفته ايهود باراك لم يتعلم الدرس، وبعد أربع سنوات من ذلك انطلق الى حرب لبنان الثانية بقرار لحظي. وكانت النتيجة انه جر الى عملية طويلة وفاشلة، فقد التأييد الجماهيري واضطر الى انقاذ امريكي كي يخرج من الوحل.
    الولايات المتحدة العظمى هي الاخرى، التي لا منافس لقدراتها العسكرية، نجحت في حروب استعدت لها (الحربين العالميتين، حرب الخليج) وأخفقت حين عملت من دون حلفاء، وفي ظل خلاف شديد في الداخل (فيتنام، العراق). يتبين انه حتى للقوة العظمى لا تكفي النوايا الطيبة، ولا حتى القوة التكنولوجية والاقتصادية. فالحكمة وتجنيد المؤيدين مهمان بقدر لا غير قليل. اوباما لم يعرض أمس صيغة دبلوماسية للخروج من الازمة السورية. لعله ينتظر مبادرات زملائه في قمة العشرين الكبار، ولعله في ظل الخطابات ذات نزعة القوة تجري قناة دبلوماسية سرية بين البيت الابيض والكرملين، مثلما في ازمة الصواريخ في كوبا في 1962. الصيغة المطلوبة تعتمد على نموذج قرار مجلس الامن 687، الذي أنهى حرب الخليج في 1991: بشار الاسد يبقى في كرسيه، وبالمقابل ينزع مراقبو الامم المتحدة عن سورية السلاح الكيميائي والصواريخ بعيدة المدى. هذا لا يتخذ صورة جيدة، مثل القصف وعواميد الدخان، ولكن التجربة العراقية تدل على أنه لا يوجد طريق افضل لازالة ‘الوسائل الخاصة’ من ايدي ديكتاتور يذبح الجماهير.
    هذه الصيغة يتعين على اوباما ان يبيعها لبوتين. هذا لن يكون بسيطا: فخلافا لصدام حسين في 1991، الاسد لم يضرب في المعركة، وجيشه لم يتفتت. فهل التهديد الحالي باطلاق الصواريخ من البارجات يكفي كي يتخلى عن ذراعه الاستراتيجية؟ واذا رفض، فهل سيستسلم بعد الهجوم الامريكي؟ هذه أسئلة ستشغل بال اوباما في رحلته هذا الاسبوع الى روسيا. اذا نجح في نزع السارين والـ (في إكس) السوري من دون أن يطلق صاروخا واحدا، فانه سيخرج عظيما مثل جون كيندي في الأزمة الكورية. كان محظورا عليه أن يتخلى عن هذه الامكانية، ولهذا فانه لم يستمع الى المتحمسين واختار العملية المؤجلة التي تفسر كانذار للاسد ولبوتين. الكرة الان في ايديهما.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




    منطق الهجوم

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    كلمات محفورة بالصخر أطلقها جون كيري، وزير الخارجية الامريكي في خطاب يرمي الى وضع بنية تحتية أساسية للهجوم على سورية. فقد صرح بان الولايات المتحدة تعرف بيقين مطلق من أصدر الأمر باستخدام السلاح الكيميائي، وهي تعرف من أين اطلقت الصواريخ، وهي تعرف بدقة استثنائية، ان 1429 شخصا، بينهم 426 طفلا قتلوا جراء الهجوم الكيميائي. ‘العالم لن يغفر لنا اذا أشحنا بنظرنا عن استخدام السلاح الكيميائي’، اطلق كيري تحذيرا للشعب الامريكي، وبقدر لا يقل عن ذلك الى باقي دول العالم.
    لا يمكن لنا أن نهز رؤوسنا باتفاق مطلق في ضوء الحقائق الاخلاقية التي عرضها وزير الخارجية الامريكي، ولكن يمكن التساؤل أين كانت الولايات المتحدة عندما قتل الرئيس السوري أكثر من 100 الف نسمة، حين هاجم مدنا واحياء بالسلاح التقليدي. ولماذا على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة، عندما كان يمكن في كل يوم وفي كل شهر انقاذ الاف من بني البشر، اكتفت واشنطن ببيانات الشجب والعقوبات؟ لماذا عندها امتنعت عن المواجهة مع روسيا والصين، بينما هي اليوم مستعدة لان تهاجم حتى عندما يأخذ اصدقاؤها بالانسحاب من الائتلاف الدولي الذي سعت الى اقامته. فهل يهم القتلى بأي سلاح قُتلوا؟
    ولكن ترددات النفس الاخلاقية لا تستوي، كما هو معروف، مع السياسة الواقعية. وهذه المرة ايضا، عندما يكون على الدرب هجوم على سورية، هدفه الاساسي اثبات ان الرئيس الامريكي عند كلمته ووعده، وعندما يكون على الطريق ايضا تدمير قسم من قدرات النظام العسكرية، فهذا سيكون هجوما بلا استراتيجية، بلا خطة يمكنها أن تشير الى المرحلة التالية، وبلا أهداف كفيلة باحداث انعطافة في القدرة القتالية لقوات الثوار ضد النظام. وليس غنيا عن القول أيضا الاشارة الى انعدام اليقين بالنسبة لطبيعة رد سورية وحليفتيها، روسيا وايران.
    اسرائيل ليست منقطعة عن هذه الجبهة، فهي تساهم بنصيبها في التهديدات المعلنة ضد كل محاولة سورية او غيرها لمهاجمتها، ولكنها تحذر، عن حق، من أن تنضم الى ائتلاف قتالي ضد سورية. وكالمعتاد، فان ‘الجيش الاسرائيلي جاهز لكل الامكانيات’، باستثناء امكانية حماية الجبهة الداخلية. فعشية الهجوم على سورية، حين تقدر التحليلات المنمقة احتمالات بقاء نظام الاسد بعد الهجوم وخيارات رده ورد اصدقائه، ثمة منذ الان على الاقل درس مفزع واحد: الجبهة الداخلية الاسرائيلية ليست جاهزة للحرب، والجمهور ليس محميا. وفرحة الحرب لن تغطي على هذا الاخفاق.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    فزع زائد في اسرائيل

    بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

    سيكون أم لن يكون هناك هجوم أمريكي؟ هل سترد سورية باطلاق الصواريخ على اسرائيل؟ هل سيمطرنا الطاغية السوري بسلاح غير تقليدي؟ لماذا لا يوجد ما يكفي من الكمامات؟ هل الجبهة الداخلية محصنة بما فيه الكفاية؟ هل الجيش الاسرائيلي جاهز حقا للتحدي الذي يقف امامه، اذا ما وعندما سيكون مطالبا بالعمل في سورية؟ متى بالضبط سيهاجم الامريكيون؟
    كان يمكننا ان نواصل طرح المزيد، فالمزيد من الاسئلة في اعقاب الشكوك الذي تتوارد سريعا في وسائل الاعلام وبين الجماهير الاسرائيلية، بالنسبة للحرب ضد الاسد. المشكلة هي أنه ليس لاحد جواب حقيقي لكل هذه الاسئلة، وكل تخمين منفلت العقال يصبح مادة اعلامية تدخل الناس في فزع زائد. وحتى رئيس الوزراء وجد من السليم ان يبث رسالة مرئية للجمهور في اسرائيل، كي يهدئ روعه ويعد بان يفعل قادة إسرائيل كل شيء لحماية أمن المواطنين. فهل هدأ روع المواطنين؟ مشكوك في ذلك. الطريق الاكثر أمانا وصحة للتهدئة وتبديد التوترات هو قول الحقيقة للجمهور. ولهذا فسأحاول بشكل عاقل تحليل الواقع ومحاولة استخلاص الاستنتاجات بناء على ذلك.
    حسب مصادر علنية وخبيرة في المجال، قرر اوباما الا مفر من هجوم في سورية، في ضوء استخدام السلاح الكيميائي من قبل الاسد ورجاله. لا يوجد تفسير مبرر لماذا قرر الاسد الان اجتياز الخط الاحمر. قبل اشهر عديدة كانت اسرائيل هي التي اصدرت الاخطار باستخدام السلاح الكيميائي. القرار تم والتراجع عنه غير معقول على نحو ظاهر. خطوة من هذا النوع ستضر بشدة بالمكانة الدولية للولايات المتحدة، التي هي ليست في أفضل الاحوال. مسألة التوقيت، لشدة الدهشة، ليست مهمة بهذا القدر. المهم أن اوباما نجح في أن يخلق ائتلافا كافيا للعمل.
    ومن أجل الحصول على الشرعية، على الولايات المتحدة ان تعمل بشدة في المجال السياسي. قرار البرلمان البريطاني بعدم السماح لرئيس الوزراء بالخروج الى الحرب الى جانب الولايات المتحدة يجسد كم هي كثيرة العوائق. اوباما وحده هو الذي سيقرر متى الهجوم، وأغلب الظن، فانه لن يشرك وسائل الاعلام في تحديد الموعد والساعة الدقيقين.
    لقد أعلنت الولايات المتحدة وشركاؤها (المتبقون) على الملأ بان ليس في نيتهم احتلال سورية. ومعنى هذا التصريح هو أن العملية العسكرية ستتضمن هجوما جويا واطلاق صواريخ من السفن الحربية. والأهداف التي اختيرت ستكون عسكرية فقط، ولا سيما مخزونات السلاح الكيميائي. اما الاهداف المدنية أو رموز السلطة فلن تهاجم، لان اوباما يفهم معنى ذلك. والتلميحات بذلك واضحة للعيان. غير أن الواقع يمكنه أن يتغير بين لحظة واخرى. والخطط العسكرية لم يكن ابدا مآلها النجاحات فقط، بل والإخفاقات ايضا.
    واذا كان كذلك، فان حكم الاسد ليس في خطر فوري، وبالتأكيد ليس في خطر أكبر مما يوجد الان. ومن هناك يطرح السؤال، لماذا يخاطر الاسد بنفسه بفتح جبهة اخرى ضد اسرائيل، التي هي قادرة حقا على تحقيق انهيار لحكمه؟ ان الاسد على علم جيد بان اسرائيل اذا هوجمت بسلاح غير تقليدي او بسلاح يؤدي الى دمار جماهيري ستستخدم كل الوسائل التي تحت تصرفها كي تعاقب سورية. ومن شأن الضربة الاسرائيلية، من ناحية الاسد، ان تكون ضربة قاضية، ولهذا فليس له أي مصلحة بمهاجمة اسرائيل. الاسد قادر على الخروج من الهجوم الامريكي الأوروبي وهو لا يزال الحاكم، ولهذا فان الفزع في إسرائيل زائد. الاعداد الدقيق لسيناريو اقل تفاؤل يستدعيه الواقع. ينبغي الأمل في أن يكون الجيش الاسرائيلي مستعدا للتحديات، اذا ما فرض علينا هجوم مفاجئ.
    وأخيرا، سأتناول باختصار مسألة الكمامات. لم امتنع ابدا عن انتقاد الجيش الاسرائيلي عندما كان هذا مبررا، حسب أفضل فهمي. في موضوع توزيع الكمامات ليس الجيش الاسرائيلي هو المذنب الوحيد. المذنب هو ذات الجمهور غير المبالي والمستهتر الذي يمتنع عن التوجه الى تغيير الكمامات عندما يستدعى لذلك. لا تلوموا الجيش الاسرائيلي بل لوموا قبل كل شيء أنفسكم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 338
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:45 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 337
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:44 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 336
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:43 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 335
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:42 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 328
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-30, 10:03 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •