اقلام واراء اسرائيلي 455
8/10/2013
في هــــــذا الملف
كيف أنقذ نتنياهو خالد مشعل؟
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
كيف نتكيف مع ايران الذرية؟
بقلم: رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس
روحاني التركي: صفر مشكلات مع الجيران
بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
ثلث الكيمياوي السوري خارج سيطرة الدولة
بقلم: ايلي بردنشتاين'،عن معاريف
الخط الامني بين اسرائيل والخليج
بقلم: رونين اسحق،عن اسرائيل اليوم
تراجع الديمقراطية وتصاعد التطرف في اسرائيل
بقلم: يونتان ليس،عن هارتس
كيف أنقذ نتنياهو خالد مشعل؟
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
أُذيع في ليلة السبت في القناة الثانية تقرير شاي غال عن العملية الفاشلة لاغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس في تشرين الاول 1997. ولم تكن الذكرى السنوية احتفالية لأن 16 سنة’ تعتبر متأخرة جدا قياسا بـ 15 ومبكرة قياسا بـ 20 ، لكن التقرير الصحافي كان آسرا.
تحدث فيه كثيرون من المشاركين من مشعل نفسه والعاملين معه الذين أُجريت معهم لقاءات في ‘الجزيرة’، وعلي شكري رئيس ديوان الملك حسين وعدد من الاسرائيليين بينهم رئيس الموساد آنذاك داني يتوم ووزير الدفاع آنذاك اسحق مردخاي وافرايم هليفي الذي استُدعي على عجل من بروكسل لمصالحة الملك، ويوسف شحنوبر الذي ترأس لجنة التحقيق، ويوسي سريد عضو لجنة التحقيق البرلمانية، ومشكا بن ـ دافيد مسؤول الموساد الرفيع المستوى الذي كان مشاركا مشاركة عميقة في الاعداد والتنفيذ.
قال عدد من الاسرائيليين الحقيقة وغير آخرون الروايات وكذب عدد منهم بلا حياء إما آنذاك في وقت الحدث وإما الآن. وقد بيّنت مشاهدة التقرير لماذا لا تموت القضايا ما بقي المشاركون فيها أحياء: فالشهود يصوغون في كل مرة شهاداتهم من جديد على حسب الظروف المتغيرة، ومكانتهم وعلاقاتهم الشخصية بغيرهم، فشهاداتهم تكون بأثر رجعي.
نفذت حماس سلسلة عمليات ارهابية في صيف ـ خريف 1997. وأمر نتنياهو، وكان رئيس الوزراء في ولايته الاولى، أمر الموساد باعداد عملية تصفية. وكانت الخطة اصابة هدف في دولة اخرى، لكن صدر خلال شهر أيلول أمر بتنفيذ العملية ضد خالد مشعل الذي كان موجودا في الاردن.
وكان مشعل آنذاك شخصا شبه مجهول في الشعبة السياسية من حماس في الخارج ولم تكن له صلة حقيقية بالعمليات في اسرائيل.
وتشوشت العملية، فقد اعتقلت شرطة الاردن فريق المغتالين واضطرت حكومة اسرائيل الى أن تدفع أثمانا لم تكن دفعتها حتى ذلك الحين وهي الاعتراف بمسؤوليتها واعطاء الاردنيين مضاد السُم الذي أنقذ حياة مشعل والافراج عن الشيخ ياسين ـ أبو الارهاب الحماسي، والقيام بسلسلة اعمال اخرى يائسة لمصالحة الملك حسين. ولم يبق رئيس الموساد داني يتوم في عمليه إلا بصعوبة، لكنه اضطر الى الاستقالة بعد ذلك بخمسة أشهر على أثر خلل آخر في تنفيذ عملية في سويسرا.
وقد تقصيت في وقت الحدث عددا من الجوانب المركزية للقضية والتقيت مع عدد من المشاركين. وقد كان الاهتمام محصورا آنذاك بطبيعة الامر في الفشل العملياتي. إن هذه القضية مهمة ومشحونة بالتفاصيل السرية الآسرة لكنها بنظرة الى الوراء ليست القضية الأهم. وكانت هناك اختلالات كثيرة في التنفيذ.
إن السؤال المقلق هو من الذي كان الحافز الذي أدخل الى عقل نتنياهو فكرة العمل في الاردن خاصة بعد التوقيع على معاهدة السلام بثلاث سنوات فقط حينما كانت العلاقات في وضع حساس جدا وكانت الثقة الشخصية لها دور مركزي فيها. يبدو أن الولايات المتحدة ومصر والاردن هي الدول الثلاث التي لا يأمر رئيس وزراء حكيم بتنفيذ عمليات اغتيال فيها. هكذا هي الحال اليوم وكانت أكثر من ذلك في فترة حياة الملك حسين.
إن السؤال المقلق حقا هو لماذا أصغى نتنياهو الى المشورة واستقر رأيه على حرف العملية الى الاردن. ولم يتم التحقيق في هذا السؤال قط، فقد حصرت لجان التحقيق عنايتها في الجانب العملياتي ومثلها نحن الصحفيين، فقد كان الجانب العملياتي أكثر إثارة.
إن جميع المشاركين في تلك القضية موجودون اليوم خارج الجهاز. وقد توفي قليل منهم واعتزل أكثرهم طوعا أو قسرا إلا واحدا هو نتنياهو. ويجب أن ينحصر الاهتمام فيه أولا بطبيعة الامر.
هل استخلص الدرس؟ يبدو أن الجواب نعم. فبعد أن لُذع مرتين بالماء الساخن (كان القرار المتعجل الثاني هو فتح نفق حائط المبكى)، تعلم كيف يكون حذرا من الماء الفاتر.
وقد تميزت ولايتاه التاليتان لرئاسة الوزراء بأكبر قدر من ضبط النفس في كل ما يتعلق بعمليات مخطط لها للجيش الاسرائيلي أو ‘الشباك’ أو الموساد. وقد تعلم نتنياهو أن يكون نعجة بلغة خطابة ذئب.
هل بلغ سن البلوغ؟ يجب أن يبدأ جواب هذا السؤال بأسباب قراره الخاطىء في قضية مشعل. لماذا اخطأ على ذلك النحو، هل بسبب عدم التجربة أم بسبب مشكلة في شخصيته؟ إنه يملك الآن تجربة وافرة. فالتجربة تغلب الطبيعة الشخصية احيانا في ظروف ناجحة بصورة خاصة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كيف نتكيف مع ايران الذرية؟
بقلم: رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس
حينما فصّل بنيامين نتنياهو في الامم المتحدة قائمة الخطوات التي يجب على ايران أن تخطوها لارضاء اسرائيل في الشأن الذري، قال جازما في واقع الامر إن عملية عسكرية اسرائيلية هي غير مستبعدة وذلك لأنه لا أمل البتة في أن تفي ايران بالمطالب الاربعة التي وضعها أمامها. والى ذلك فان احتمالات أن تطلب الولايات المتحدة من ايران أن تنفذ هذه الخطوات هي صفر. ويفهم رئيس الوزراء هذا جيدا، فهو يعلم أنه سيبقى وحده آخر الامر في مواجهة ايران مع المطالب التي لا بديل عنها، التي عرضها.
وهذا أعاق رئيس وزراء اسرائيل والتزم التزاما يُشك في أنه يستطيع الوفاء به. فقد كان يستطيع أن يكتفي بأقوال عامة مثل: ‘سيتم اختبار ايران بالافعال لا بالكلام’، لكنه اختار التفصيل. إن الخطوات الاربع التي يجب على ايران أن تخطوها كما قال هي وقف تخصيب اليورانيوم، وإخراج اليورانيوم الذي تم تخصيبه من داخل ايران، ونقض البنى التحتية التي تُمكّن من تعجيل التطوير الذري ومنها المنشأة تحت الارض في قُم وآلات الطرد المركزي المتقدمة في نتناز، ووقف الاعمال في مفاعل الماء الثقيل في أراك الذي يفترض أن ينتج البلوتونيوم. إن هذه الخطوات فقط ‘ستضع حدا لبرنامج ايران لتطوير السلاح الذري وتقضي على قدرتها على الانطلاق الى الأمام’.
يصعب أن نفهم لماذا شمل رئيس الوزراء هذه الشروط الاربعة في خطبته إلا اذا كان ينوي حقا أن يقود اسرائيل الى قرار الهجوم. لأنه سيتبين في الاشهر القريبة بعد أن يبدأ التفاوض بين الولايات المتحدة وايران أن الايرانيين لا ينوون البتة الوفاء بشروط نتنياهو ولا نية البتة لفرض ذلك عليهم. وآنذاك سيُمتحن صدق نتنياهو وسيكون فشله مضمونا.
يجب الانتباه الى أن نتنياهو لم يذكر البتة في خطبته الخيار العسكري الامريكي، أي أنه يدرك كما يبدو أن احتمالات تحقيقه أصبحت معدومة. ولهذا أكد قائلا: ‘ينبغي ألا يوجد عدم فهم. إن اسرائيل لن تسمح بأن يكون لايران سلاح ذري وستفعل ذلك حتى لو اضطرت الى الوقوف وحدها’.
وحينما يهدد رئيس الوزراء بأن اسرائيل وحدها ستخرج للهجوم على ايران فهذا تهديد فارغ. فليس لاسرائيل خيار عسكري حقيقي. ونتنياهو يسمع هذا مرة بعد اخرى من جميع الجهات المختصة التي يفترض أن تنفذه. إن هجوما اسرائيليا يمكن في الحقيقة أن يُسبب ضررا ما بعدد من المنشآت الذرية في ايران لكنه في أحسن الحالات سيعيق برنامج تطوير القنبلة الذرية وقتا قصيرا. ومن الواضح ايضا أن ننتنياهو لن يأمر بهجوم ما بقي يجري التفاوض مع الايرانيين. وقد يستمر ذلك مدة طويلة يضعف فيها صدق التهديد العسكري الاسرائيلي أكثر.
تم التعبير عن العنصر المأساوي في خطبة نتنياهو في الامم المتحدة حينما صاح بصوت جهوري ‘أمسكوني’، وحينما تبين أن لا أحد في الحقيقة مهتم ‘بالامساك به’، وأصبح تهديده بقصف ايران يُرى مثل نزوة زعيم هستيري يحاول أن يوقف بالقوة العسكرية مسارا تاريخيا ايجابيا. وأصبح نتنياهو يُرى مثل جاهد قد ‘يُفسد أفضل احتمال لتجديد العلاقات بين الولايات المتحدة وايران’، كما ورد في المقالة الافتتاحية في صحيفة ‘نيويورك تايمز′.
لا يعني كل ذلك أن نتنياهو ليس على حق في تقديره أن ايران لا تنوي بجدية أن تتخلى عن الخيار الذري، لكن يجب عليه حتى لو كان على حق أن يفهم الحاجة ‘الى تغيير النهج’ وأن يبدأ التفكير بجدية كيف يحيا مع ايران الذرية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
روحاني التركي: صفر مشكلات مع الجيران
بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
يستطيع الجميع في ايران الاتصال بمحطات الاقمار الصناعية، ويمكن أن ترى أطباق التقاط للبث على الأسطح في كل قرية’، قال الرئيس الايراني حسن روحاني لمستمعيه في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك. بعد ذلك بأيام قليلة نشرت وكالة الأنباء الايرانية صورا ملونة ظهرت فيها مدرعات وآلة ضغط حمراء جديدة تدوس عشرات الأطباق الصناعية التي حُصدت عن الأسطح وتم القضاء عليها على مرأى من مجموعة ضباط رسميين راقبوا العملية الثقافية المهمة هذه.
لا يسمح القانون في ايران بتركيب أطباق اقمار صناعية، وبين آن وآخر يُصاب جهاز الثقافة بنشاط زائد ويرسل عامليه للقضاء على ‘المصدر الذي يلوث الثقافة الايرانية ويُدخل الفساد الغربي الى البيوت’، كما يرد في البيان الذي يصاحب التدمير. وتكون هذه في الأكثر عملية رمزية تضر ببضع عشرات البيوت أو بمئات في حالات شاذة وترمي الى إخافة المواطنين كي يُنزلوا الاطباق بأنفسهم. لكن المواطنين يستمرون في تركيب اطباق والاتصال ببث الاقمار الصناعية مما يُسبب امتعاض القيادة الدينية. ويبدو أن طالبي السوء لروحاني قد اختاروا وقت العملية الاخيرة كي يُبردوا ريح المصالحة التي بدأت تهب بين ايران والولايات المتحدة.
يعرف روحاني جيدا خصومه. لكن منتقديه سيضطرون ما بقي أكثر مجلس النواب يقف وراءه والزعيم الأعلى علي خامنئي يدعم حملته الدبلوماسية برغم تنبيهاته التي قال فيها إن ‘بعض الاعمال التي قام بها روحاني غير مرغوب فيها’، سيضطرون الى الاكتفاء بالكتابة في صحفهم وبخطب في المؤتمرات.
في الاسبوع الماضي ‘تجرأ’ الرئيس السابق علي أكبر رفسنجاني، وهو المرشد السياسي لروحاني، على طلب وقف استعمال عبارة ‘الموت لامريكا’ التي تصدر عن متظاهرين مجندين في كل فرصة. ‘رفض الزعيم الخميني استعمال هذه الشعارات وليس هناك ما يدعو الى الاستمرار في إسماعها’، بيّن رفسنجاني الذي وجه كلامه في الأساس الى خامنئي وقادة الباسيج وهي منظمة المتطوعين التي تخضع لامرة حرس الثورة، والتي تبادر وتشارك في مظاهرات يُسمع فيها هذا الشعار. وفي الوقت نفسه ما زال قادة في حرس الثورة وفي الجيش يُبينون لمرؤوسيهم أن عبارة ‘المرونة البطولية’ التي صكها خامنئي تعني تغيير التكتيك لا الاستراتيجية. بل إن مساعد رئيس القسم السياسي في سلاح البحرية الايراني وصف الظروف الحالية بأنها تشبه تلك التي كانت سائدة وقت التوقيع على اتفاق الحُديبية الذي أفضى الى فتح النبي محمد لمكة.
وقال روحاني إن ‘التفاوض في تطوير التقنية الذرية وفي تخصيب اليورانيوم غير مأخوذ في الحسبان لكن يمكن التباحث في التفاصيل’، والتفاصيل لا المبادىء هي التي تعني الغرب. وهنا يمكن أن يوجد الفرق الجوهري بين روحاني وسلفه. فروحاني لا يُبين في هذه المرحلة ما هي التقنية التي تريد ايران الاستمرار في تطويرها. وهو يتحدث عن المصالحة مع الولايات المتحدة بأنها مبدأ ينبغي تحقيقه: ‘قلت ايضا للرئيس اوباما في محادثتنا ان الصراع الذي استمر عشرات السنين لا يمكن إنهاؤه بعشرة أيام’، لكن احتمال إنهائه غير مرفوض. ونقول بالمناسبة إنه تحدث في ايران عن ‘صراع استمر ثماني سنوات أو عشرا’، مشيرا اشارة خفية الى ولاية سلفه احمدي نجاد.
‘لا يتوقع أحد أن يُحل في عشرة أيام الاختلاف التاريخي والذري والاقتصادي بين ايران والولايات المتحدة. لكن روحاني بخلاف احمدي نجاد يعرض رؤية جديدة بعيدة الأمد لا في العلاقات بالولايات المتحدة فقط. وتحدث في لقاء مع صحافيين بعد جلسة الحكومة في الاسبوع الماضي عن نجاحاته في السياسة الخارجية وعرض أربع وقائع مهمة وهي: مراسم التنصيب التي حضرها مندوبون من 55 دولة، كان 11 منهم في منصب رؤساء دول؛ والمؤتمر الدولي الذي عُقد في شنغهاي والذي ‘تحدث فيه كثير من الحاضرين معي عن مستقبل العلاقات بين ايران ودولهم’؛ ولقاء مجموعة الخمس + واحدة حيث ‘عبر وزراء الخارجية عن تفهم ما لموقف ايران’؛ والعرض في الجمعية العمومية بالطبع. ويبدو أن روحاني يتبنى السياسة الخارجية التركية وهي ‘صفر مشكلات مع الجيران’، ويجب فقط أن نأمل ألا تتحطم سياسة ايران الجديدة كسياسة تركيا الخارجية.
‘لا تطمح ايران الى تسوية الامور مع دول اجنبية فقط. ففي الداخل ينتظرون التغييرات الاقتصادية وتحسينا مهما لحقوق الانسان، فهناك قنبلة موقوتة غير ذرية أخذت تنشأ في مؤسسات الدراسات العليا في ايران، حيث يدرس في هذا العام أكثر من 4.3 مليون طالب وطالبة. وعلى حسب معطيات الصندوق الايراني لرعاية النخب الذي أُنشىء في سنة 2005، سُجل في السنة الماضية أكثر من 13 ألف عالم ايراني جديد، لكن نحوا من 712 خريجا متميزا فازوا بجوائز في الاولمبيادات العلمية ونحوا من 350 من الطلاب المتفوقين في الجامعات غادروا الدولة. إن هرب العقول واحدة من الضربات التي أصابت العلم الايراني. أما المشكلة الاخرى فهي الاضرار باماكن العمل لملايين طلاب الجامعات الذين أنهوا دراستهم، بسبب العقوبات.
إن العلاقة بين السياسة الخارجية والصعوبات في الداخل هي علاقة طردية. فاذا لم ينجح روحاني في التوصل الى الغاء العقوبات فسيصبح كرة لعب خصومه وتصبح ولايته انعطافة في ايران. وقد يجد روحاني الذي يعمل الآن دون أيام رحمة، قد يجد نفسه في وضع الرئيس خاتمي الذي بقي مع شعارات جميلة لكن بلا تأثير. وعلى نحو تناقضي فان جهود مصالحة الغرب تسجنه في معادلة ليس فيها منفذ للهرب. وهو يملك بين أربع سنوات الى ثمانٍ كي ينقذ ايران، لكن الفشل يمكن أن يأتي قبل ذلك بكثير.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ثلث الكيمياوي السوري خارج سيطرة الدولة
بقلم: ايلي بردنشتاين'،عن معاريف
في اسرائيل وفي الولايات المتحدة يوجد وعي في أنه رغم الاحاديث الكثيرة عن تفكيك السلاح الكيميائي في سورية، فان الوضع عمليا هو أنه لدى النظام بقيت مخزونات من السلاح البيولوجي، وهذه عمليا تبقي لديه القدرة على استخدام سلاح الدمار الشامل. ولكن التخوف الاكبر في الدولتين هو من تسريب محتمل للسلاح البيولوجي السوري الى جهات الجهاد العالمي في أوساط الثوار أو الى رجال حزب الله في لبنان.
مصدر امريكي رفيع المستوى اكد لـ ‘معاريف’ ان في واشنطن يوجد قلق من هذا السيناريو. وعلى حد قوله، فقد طرحت المسألة في المحادثات التي جرت مؤخرا بين ممثلي’اسرائيل والولايات المتحدة ومحافل الاستخبارات في الدولتين متحدة في التقدير بانه حتى الان لم يستخدم نظام الاسد سلاحا بيولوجيا في اثناء الحرب الاهلية.
وقال المصدر الامريكي انه رغم التخوف العام من تسريب السلاح البيولوجي، حتى الان لم يظهر تخوف ملموس من أنباء استخبارية محددة.
وبقدر ما هو معروف لمحافل الاستخبارات في الغرب، فان لدى سورية منذ الثمانينيات موقعين لانتاج وتخزين السلاح البيولوجي الذي يقوم على أساس الانتراكس وغيرها من الجراثيم الفتاكة. ويقع أحد الموقعين على شاطىء البحر، في منطقة تعتبر معقل الطائفة العلوية، أما الثاني فمدفون تحت الارض.
جيمس كلافر، رئيس جهاز الاستخبارات القومية الامريكية (الجسم المسؤول عن التنسيق بين وكالات الاستخبارات المختلفة) قدر في نيسان بان سورية قادرة على انتاج سلاح بيولوجي بحجم محدود فقط. وعلى حد قوله، لم تنجح سورية في ان تركب بنجاح رؤوسا بيولوجية متفجرة ذات غاية على وسائل الاطلاق، ولكن بوسعها أن تنفذ تكييفات على الرؤوس المتفجرة التقليدية والكيميائية كي تحمل سلاحا بيولوجيا. وبالمقابل، نشر في ‘واشنطن بوست’ مؤخرا مقال زعم فيه، استنادا الى محافل في الشرق الاوسط، بان الادارة في واشنطن على علم بان الاسد يحوز سلاحا بيولوجيا وأن هذا سلاح فتاك أكثر من الترسانة الكيميائية التي لديه.
هذا وقد بدأ مراقبو الامم المتحدة أمس بتدمير مخزونات السلاح الكيميائي، وذلك بعد أن انشغلوا في الايام الاخيرة بتدمير منشآت انتاجه. وأكد مصدر رسمي في الامم المتحدة لوكالة ‘ايه.بي’ للانباء بان المراقبين بدأوا بتدمير السلاح، ولكنه لم يقدم تفاصيل دقيقة عن موقع المخزونات التي دمرت. وفي الاسبوع الماضي أعلن الناطق بلسان وزارة الدفاع السورية بان ترسانة السلاح الكيميائي توجد تحت حراسة متشددة وأن ‘كل المواقع المرتبطة بانتاج أو تخزين السلاح الكيميائي توجد تحت حراسة جنود الجيش السوري وذلك لانه لا تزال هناك تهديدات بهجمات عليها’. ووعد بان يضمن الجيش السوري أمن مراقبي الامم المتحدة وأن الحكومة السورية ستعمل معهم بتنسيق وتعاون. ولكن حسب مصادر من خارج سورية، نحو ثلث مواقع تخزين السلاح الكيميائي توجد في مناطق لا تسيطر عليها الحكومة على الاطلاق.
وحسب الاتفاق الذي أقر في مجلس الامن، فان تفكيك السلاح الكيميائي في سوريا سيستكمل حتى منتصف 2014. ومع ذلك، فان قرار مجلس الامن لا يتناول مخزونات السلاح البيولوجي لدى النظام السوري، بل وشطب عنه البند الذي يؤكد الهجوم العسكري في حالة عدم ايفاء سورية بشروط الاتفاق.’
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الخط الامني بين اسرائيل والخليج
بقلم: رونين اسحق،عن اسرائيل اليوم
نحن نخسر وزنا والسفينة تغرق’، صرخ العنوان في الرسم الكاريكاتوري في الصحيفة السعودية ‘الشرق الاوسط’ في الاسبوع الماضي. وكان هذا الرسم واحدا من رسوم كثيرة نشرت في صحف الخليج في المدة الاخيرة وعبرت عن الشعور بالغضب وخيبة الأمل لدى السعوديين وسائر دول الخليج من السياسة الامريكية في الشرق الاوسط منذ كانت ثورات الربيع العربي، ولا سيما ازاء استعداد الادارة للتباحث مع ايران في برنامجها الذري. إن كلام المحللين السعوديين يشبه كلام نظرائهم الاسرائيليين الى درجة أنه لا يمكن الشعور بوجود فرق كبير في المواقف السياسية المختلفة من هذه القضايا.
إن تأييد الولايات المتحدة لعزل مبارك، وهو من أقرب اصدقاء اسرائيل والسعوديين، ورفضها أن تؤيد علنا الانقلاب العسكري الذي أفضى الى خلع مرسي، أثبتا جيدا وجود المصلحة المشتركة بين اسرائيل والعربية السعودية ودول الخليج في منع انتشار الاسلام المتطرف في المنطقة. وأفضت محاربة البرنامج الذري الايراني وهو برنامج يرمي في رأي كثيرين من المجموعة الاستخبارية الى انشاء هيمنة شيعية على الشرق الاوسط أولا مع إبطال لمكانة السعودية ودول الخليج السنية والاردن ومصر ـ أفضت الى حلف استراتيجي سري سني ـ اسرائيلي كان يرمي الى احباط برنامج ايران الذري، وانشأت كذلك بابا للتعاون يتجاوز ذلك مع ‘مجلس التعاون الخليجي’ وهو يشمل دولا كانت تعمل في عدد منها مكاتب مصالح اسرائيلية الى سنة 2009 وأُغلقت على أثر عملية ‘الرصاص المصبوب’.
إن استنتاج العربية السعودية ودول الخليج واسرائيل على أثر السلوك الامريكي مع الاسد في سورية، والى جانب سياسة اوباما الاستسلامية تجاه المشروع الذري الايراني واستعداده لبدء تفاوض مع روحاني دون أن يثبت جدية نواياه، هو استنتاج واحد وهو أن الولايات المتحدة ضعيفة ولا تريد أو لا تستطيع العمل في الشرق الاوسط، وأن يد الايرانيين الذين يضحكون في طول المسافة الى القدرة الذرية، هي العليا. وبدعم من روسيا يستمر الدعم الايراني لنظام الاسد (الذي يعارضه السعوديون ويؤيدون المعارضة كما تعلمون)، وسيستمر التآمر الشيعي في الدول السنية ويقوى الارهاب في الشرق الاوسط. وتجد دول الخليج التي يقلقها هذا الواقع نفسها متماثلة المصالح تماثلا مطلقا مع اسرائيل في هذه القضايا.
برغم أن الصلات الدبلوماسية بين اسرائيل وهذه الدول غير موجودة بصورة معلنة، تعمل تحت السطح قناة سياسية أمنية سرية ترمي الى تنسيق المواقف وتعزيز التعاون الذي زاد بصورة خاصة بسبب النشاط المشترك لاحباط برنامج ايران الذري. هذا اضافة الى التعاون الامني مع مصر ومع الاردن. وقد نُشر في معلومة سُربت في الماضي أن رئيس الموساد السابق مئير دغان زار سرا في 2010 العربية السعودية وتباحث مع قادتها في البرنامج الذري الايراني. وعبرت موافقة السعوديين، كما قالت مصادر اجنبية، على استعمال سلاح الجو الاسرائيلي للمجال الجوي السعودي في حال الهجوم على ايران، عن التعاون.
ويتم توثيق العلاقات ايضا دون دبلوماسية رسمية، ومن شبه المؤكد أن يقوى هذا الاتجاه مع ضعف التأثير الامريكي في المنطقة وعدم الشعور بالأمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تراجع الديمقراطية وتصاعد التطرف في اسرائيل
بقلم: يونتان ليس،عن هارتس
نحو نصف اليهود (84.9 في المائة) يتفقون مع القول انه يجب أن تكون لليهود حقوق أكثر من غير اليهود ارتفاع هام منذ العام 2009، حين اتفق 35.9 في المائة من الجمهور مع هذا القول. هذا ما يتبين من جدول الديمقراطية الاسرائيلية الذي يجريه المعهد الاسرائيلي للديمقراطية ونشر أمس. وبالتوازي طرأ انخفاض حاد في معدل اولئك الذين لا يوافقون على منح حقوق زائدة لليهود (47.3 في المائة هذه السنة، مقابل 62 في المائة في 2009، حين سُئل هذا السؤال لاول مرة).
‘الاستطلاع، الذي اجري قبل نحو نصف سنة، بين 8 نيسان و 2 أيار، في اوساط 1.000 شخص (852 يهودي و 148 عربي)، تناول مواضيع عديدة، بينها ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة المختلفة، العلاقات بين اليهود والعرب وكذا هوية الدولة. احدى النتائج المثيرة للاهتمام تتعلق بتعريف الدولة كـ ‘يهودية وديمقراطية’.
يتبين من النتائج أنه في السنوات الاخيرة طرأ تراجع ثابت في عدد المواطنين اليهود المؤيدين لهذا التعريف. وهكذا في 2010 قال 48.1 في المائة من المستطلعين اليهود بان المفهومين متساويان في القيمة في نظرهم، اما اليوم فقد أجاب هكذا 37 في المائة من المواطنين. وبينما بقي عدد من يسبق الطابع اليهودي للدولة على الطابع الديمقراطي مستقرا في السنوات الثلاث الاخيرة (نحو 32.3 في المائة)، انتقل العديد من مؤيدي تعريف ‘يهودية ديمقراطية’ الى تأييد هويتها الديمقراطية. وهكذا في 2010 فضل 17 في المائة فقط الطابع الديمقراطي للدولة، مقابل 29.2 في المائة اليوم. وبينما معظم اليهود (74.8 في المائة) يعتقدون بان اسرائيل يمكنها أن تكون يهودية وديمقراطية في آن معا، فان 35.2 في المائة فقط من العرب يعتقدون بان الدولة قادرة على أن تؤدي هاتين القيمتين بالتوازي.
‘أنا شخصيا جد قلق من المعطى’، قال رئيس المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، البروفيسور اريك كرمون، الذي رفع أمس التقرير السنوي الى رئيس الدولة شمعون بيريس. وعلى حد قوله ‘فانه يدل على الاهتزاز والتشكيك بالقدرة على التوازن بين دولة يهودية وديمقراطية. ثمة هنا بالتأكيد مكان لاثارة الانتباه وايجاد التوازن. عندما يرى ذات الجمهور باليهودية جزءا هاما، فما هي المرجعية السياسية المقررة في نظره؟’
وبالفعل، فان الجواب على هذا السؤال ليس شاملا. حسب الاستطلاع: بينما يؤيد معظم المشاركين اليهود في الاستطلاع 42.7 في المائة الحفاظ على مبادىء الديمقراطية قبل فرائض الفقه اليهودي في حالة التناقض بينهما فان 28.2 في المائة فضلوا فرائض الفقه على مبادىء الديمقراطية. وقال رئيس الدولة، الذي تناول معطيات الجدول انه مع ذلك ‘لا يتفق مع التقرير حين يعرض اصطلاحا واحدا اسمه الديمقراطية واصطلاحا آخر اسمه اليهودية. هذا ليس هكذا. لا توجد يهودية ليست ديمقراطية. الديمقراطية هي بموجب التوراة
نتيجة مشوقة اخرى في البحث تبين ان نحو الثلثين (64.3 في المائة) من السكان اليهود يؤمنون بان الشعب اليهودي هو الشعب المختار (في اوساط المشاركين العلمانيين، 42 في المائة يؤمنون هكذا) – وحسب النتائج فان من يؤمن بالفكرة يفضل أيضا ان ينتقل الحسم في موضوع اتفاق السلام الى استفتاء في اوساط المواطنين اليهود في الدولة فقط. وبناء على ذلك، فان من لا يؤمنون بالفكرة فضلوا ان يكون الحسم في يد عموم مواطني اسرائيل أو في يد الكنيست. كما لاحظ الاستطلاع بان المجموعة العمرية اليهودية الشابة تميل الى الاهتمام اقل بالسياسة ولكن بالتوازي تعبر عن مواقف قومية حتى قومية اكثر مما في المجموعات العمرية الاكبر. ويتبين من الاستطلاع ان الشباب هم اكثر ‘وطنية’ ويريدون دولة يهودية أكثر. اما في المعهد فيدعون بان تفسيرا واحدا لذلك هو التواجد الديمغرافي الاعلى للمتدينين والاصوليين، المتماثلين مع هذه المواقف، في المجموعة العمرية الشابة.
وهكذا مثلا، فان 57.7 في المائة من الشباب اليهود (أعمار 18 24) يؤيدون الخطوات التي تتخذها الحكومة لتشجيع هجرة العرب من البلاد وذلك مقابل 28 في المائة فقط في أوساط ابناء 65 فما فوق. ومع ذلك، فالى جانب هذا المعطى، شددت أوساط المعهد الاسرائيلي للديمقراطية بانه في العقد الاخير طرأ انخفاض بنحو 13 في المائة في التأييد العام بين اليهود لتشجيع هجرة العرب من البلاد. وحسب المعطيات، فانه بينما في 2003 أعرب 56.6 في المائة من المستطلعين عن تأييد لهذه الخطوات، انخفض معدلهم الان الى 43.8 في المائة من المستطلعين. كما أن أغلبية طفيفة (41.5 في المائة من بين اليهودي تؤيد الاقتراح بان تشجع الحكومة اليهود فقط على اقامة بلدات. ‘
ويتبين من الاستطلاع اضافة الى ذلك بانه بينما 67 في المائة من اليهود يشعرون بانهم جزء من دولة اسرائيل ومشاكلها، ففي أوساط المستطلعين العرب انخفض هذا المعدل الى 28 في المائة فقط. وبالتوازي، فان 83 في المائة من اليهود يفتخرون بانهم اسرائيليون مقابل 40 في المائة من العرب.
‘انتخابات 2013 لم تنجح في تجديد ثقة الجمهور في السياسة والاحزاب والسياسيون جاءوا في أسفل سلم الثقة في الجدول، تحت الحاخامية الرئيسة والاعلام. ‘الاحزاب كفت عن أن تكون المفسرة المخولة للواقع في نظر الجمهور في اسرائيل’، شرحت البروفيسور تمار هيرمن، التي أجرت الجدول، والذي بموجبه نال الجيش الاسرائيلي (90.9 في المائة) ورئيس الدولة (78.7 في المائة) الثقة الاعلى. في المرتبة الثالثة تأتي المحكمة العليا (62.7 في المائة)، التي انخفضت الثقة بها في السنة الماضية باكثر من 13 في المائة (في 2012 نالت 73.4 في المائة في الثقة) اما مدى التأييد للعليا فمتقلب. في 2008 شهدت المحكمة دركا اسفل في صورتها (47.4 في المائة)، مقابل 76.4 في المائة في 2004.
بعد ذلك تأتي الشرطة (61.9 في المائة)، الحكومة (57.9 في المائة)، الكنيست (54.5 في المائة) ورئيس الوزراء (51.7 في المائة). في أسفل السلم: وسائل الاعلام (47.2 في المائة)، الحاخامية الرئيسة (34 في المائة) والاحزاب (36.7 في المائة).
أيد 52.4 في المائة من المستطلعين فرض حظر على الخطباء بالتعبير علنا عن الانتقاد ضد الدولة ارتفاع بالنسبة للسنة الماضية حين أيد 48.6 في المائة تقييد حرية التعبير، ولكن هناك انخفاض ايضا مقابل القفزة الذروة التي سجلت في العام 2009 مع 54.7 في المائة تأييدا لهذا القيد. اضافة الى ذلك، يعتقد 51.6 في المائة من اليهود بان منظمات حقوق الانسان والمواطن، بما فيها ‘بتسيلم’ و جمعية حقوق المواطن’ تلحق ضررا بالدولة مقابل 36.4 في المائة لا يتفقون مع هذا القول.
نحو ربع المستطلعين يعتقدون أنه من السليم استخدام العنف لاغراض سياسية. ‘هذا معدل غير صغير بشكل عام، يضر بقدر كبير بفكرة الديمقراطية الاسرائيلية ويشكل قنبلة موقوتة قد تنفجر في اثناء هذه الازمة السياسية أو تلك’، كما جاء في التقرير. كما سادت في أوساط المستطلعين اغلبية كبيرة لاكثر من 70 في المائة تتفق مع القول انه لا يجب ولا باي حال استخدام العنف لتحقيق اهداف سياسية، غير أن هذا المعطى يوجد في انخفاض مستمر بالنسبة للسنة الماضية، حين كان التأييد لهذا القول يصل الى 87.5 في المائة من السكان. ‘
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ


رد مع اقتباس