النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 489

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 489

    اقلام واراء اسرائيلي 489
    25/11/2013

    في هــــــذا الملف

    عباس مستعد للذهاب الى الكنيست بشروط
    بقلم:اساف جبور،عن معاريف

    يعلون: ايران نووية ستوفر قنابل قذرة للارهاب ضد الغرب
    بقلم:جدعون كوتس،عن معاريف

    التفوق لا يزال ايرانيا!
    بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    حزب العمل بقيادة هرتسوغ
    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    دولة اليسار المتطرف
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    لماذا سقطت يحيموفيتش؟
    بقلم:عوزي برعام،عن هآرتس

    ذرة طهران المدمرة
    بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت

    مصر وتركيا: شرخ دائم ودم فاسد
    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت







    عباس مستعد للذهاب الى الكنيست بشروط

    بقلم:اساف جبور،عن معاريف

    قبل رئيس السلطة ابو مازن التحدي الذي وجهه له رئيس الوزراء نتنياهو وقال انه مستعد للمجيء الى الكنيست ولكن شريطة أن يتمكن من قول ما في قلبه وليس ما معني نتنياهو أن يقول.
    ففي مقابلة مع ‘صوت روسيا’ قال: ‘نتنياهو معني أن أقول كذا وكذا ويطرح عليّ شروطا. أنا لا أقبل الشروط، أنا مستعد لان اذهب الى هناك وأن اقول ما أريد وليس ما يريد هو’.
    وأشار أبو مازن الى أنه في زيارته القريبة الى موسكو في نهاية السنة يعتزم ان يطرح على القيادة في روسيا موضوع المفاوضات مع اسرائيل والحاجة الى تحسين العلاقات بين الفلسطينيين وروسيا. ‘علاقاتنا كانت دوما ممتازة، ولكن هناك حاجة الى تعزيزها’، قال. وبالنسبة للاعتراف بالسلطة الفلسطينية في الامم المتحدة فقال: ‘الان الموضوع ليس على جدول الاعمال، ولكن رغم ذلك نحن الان في مكانة مراقب في مؤسسات الامم المتحدة. ونحن نعمل مع دول العالم لتثبيت مكانتنا، وفي المستقبل يحتمل أن ندخل مرة اخرى طلب الاعتراف بدولة فلسطينية كعضو كامل في الامم المتحدة’.
    من جانبه قال أمس النائب أحمد الطيبي’لا أمل في أن يصل رئيس السلطة الفلسطينية للخطابة في الكنيست، للأسف هذا لن يحصل. عندما جاء السادات للخطابة في الكنيست جاء مع وعد بان تعاد الاراضي المصرية في سيناء له حتى آخر ملمتر. ابو مازن لن يأتي طالما لا يوجد اتفاق وطالما كان نتنياهو يطالبه بالاعتراف بدولة يهودية، ولهذا فلا معنى للدعوة وهي غير عملية’.
    ‘وجاء من الكنيست بانه لا توجد أي استعدادات لزيارة محتملة لابو مازن.’
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    يعلون: ايران نووية ستوفر قنابل قذرة للارهاب ضد الغرب

    بقلم:جدعون كوتس،عن معاريف

    في تل أبيب يواصلون العمل حتى اللحظة الاخيرة لتصليب الاتفاق مع ايران أكثر فأكثر. ففي محادثات أجراها في نهاية الاسبوع وزير شؤون الاستخبارات يوفال شتاينتس مع وزراء خارجية ومسؤولين كبار في المحادثات في جنيف، قال شتاينتس ان على القوى العظمى أن تصر على ثلاثة مطالب أساسية في الاتفاق: التأكد من’ أن الايرانيين لن يتملصوا من تعهداتهم في ميثاق منع انتشار السلاح النووي الذي وقعوا عليه وهو الطلب الذي لا يظهر في الاتفاق. ويدور الحديث ضمن امور اخرى عن حظر اجراء تجارب على رؤوس متفجرة وملاءمتها مع الصواريخ.
    مطلب آخر هو أن تطلب القوى العظمى من الايرانيين استبدال كل اليورانيوم المخصب الذي يحتفظون به الى مستوى 20 في المئة (نحو 200 كغم) الى مواد اخرى أو قضبان وقود. وفي القدس يقدرون بان القوى العظمى ستسمح لايران بابقاء قسم منه. مطلب ثالث هو الاصرار على وقف بناء المنشأة في اراك.
    وحسب معلومات تؤكدها مصادر اسرائيل، فان القوى العظمى ستسمح للايرانيين بتخصيب اليورانيوم الى مستوى منخفض، وبالتوازي استبدال هذا اليورانيوم بحيث لا يتجاوزوا الكميات التي توجد في حوزتهم منذ الان نحو ثمانية أطنان، تكفي لخمس قنابل نووية. كما أنهم يطالبون في اسرائيل بالتحذير من سابقة خطيرة في الاتفاق: فهو سيسمح للايرانيين لاول مرة باستخدام الموقع التحت ارضي المحصن في بوردو لتخصيب اليورانيوم الى مستوى منخفض بنسبة 3 5 في المئة. بمعنى ان الاتفاق سيسمح لهم باستكمال كل دائرة الوقود النووية (بما في ذلك التخصيب الى مستوى عسكري) في موقع محصن يصعب ضربه.
    ‘ويشيرون في اسرائيل، لغرض التجسيد، الى أن الباكستانيين انتجوا قنبلتهم بواسطة 6 الاف جهاز طرد مركزي فقط. ولا يوجد في الاتفاق المتبلور مطالبة بتفكيك أجهزة الطرد المركزي بل فقط بعدم نصب اجهزة جديدة وعدم استخدام الاجهزة المتطورة القادرة على التخصيب بوتيرة أعلى حتى خمسة أضعاف.
    ‘وعلى فرض أن لدى الايرانيين نحو 18 الف جهاز طرد مركزي في موقعي التخصيب، منها نحو 10 الاف جهاز فاعل فقط، يقولون في اسرائيل انه اذا قرر الايرانيون الاختراق نحو القنبلة برعاية الاتفاق وتشغيل كل اجهزة الطرد المركزي فسيكون بوسعهم تخصيب اليورانيوم الى مستوى عسكري والحصول على مادة مشعة لقنبلة في غضون 36 يوما.
    وحتى ساعات الليل المتأخرة من يوم أمس لم يكن مؤكدا أنه سيوقع اتفاق بالفعل. فرئيس الوفد الايراني للمحادثات، عباس اركجي أعلن بان ‘المحادثات صعبة ومعقدة. والفوارق هي في الصياغات وبـ ‘التوازنات بين الخطوات التي ينبغي لكل طرف أن يتخذها’. وسيغادر وزراء خارجية القوى العظمى وايران سويسرا هذا الصباح.
    ‘وكانت نقطة الخلاف الاساس هي المنشأة في اراك. وقد تخلت القوى العظمى عن الوقف التام لبنائها واكتفت برقابة دولية تتأكد من عدم انتاج البلوتونيوم فيها.
    ونشرت ‘نيويورك تايمز′ امس تفاصيل عن صيغة الاتفاق المرحلي والتي لا تطالب فيها ايران بوقف تخصيب اليورانيوم الى مستوى مدني. ومقابل كل كمية من اليورانيوم تخصبها تدمر اورانيوم مخصب موجود في حوزتها. واضافة الى ذلك سيتعين على طهران استبدال مخزون اليورانيوم المخصب على مستوى عسكري بقضبان وقود أو مسحوق حامض. وتدعي اسرائيل بان الاستبدال الى مسحوق سيسمح للايرانيين باعادة المادة الى حالة اليورانيوم المخصب. بينما تدعي القوى العظمى بان ليس لديها الوسائل لذلك. وكانت القوى العظمى ترغب في أن تخرج ايران المادة من حدودها ولكن الايرانيين يرفضون.
    وعلم أن ايران ستحظى بالمقابل على تنازل عن عقوبات بنحو 3.6 مليار دولار من أصل 25 حتى 30 مليار ستخسرها في ستة اشهر. وسينطبق الاعفاء من العقوبات على قسم من مداخل النفط في الخارج، قطع الغيار للسيارات، المعادن، قطع الغيار للطائرات ومواد بتروكيميائية.
    وعلى أي حال فان ايران لا تعتزم وقف زخمها النووي. فقد أعلنت امس بانها ستبني مفاعلين آخرين لغرض انتاج الكهرباء.
    وفي الوقت الذي يتركز فيه الانتباه العالمي الى المفاوضات على الاتفاق أفاد وزير الدفاع موشيه يعلون عن تهديد آخر يقلق اسرائيل واجهزة الاستخبارات في الغرب: التخوف من أن تكون ايران تعنى ايضا بتطوير قنابل ‘قذرة’ تنقلها الى محافل ارهابية او يستخدمها عملاؤها. وكان يعلون شارك في نهاية الاسبوع في لقاء وزراء الدفاع في كندا وقال لنظيره الكندي: ‘الايرانيون يريدون، تحت مظلة نووية تكون لهم، الدفع الى الامام بالنشاطات الارهابية، كاستخدام القنابل القذرة في اهداف مختلفة في الغرب. ولهذا محظور ان نكون متسامحين بالسماح لايراني نووية. ولهذا فان المشروع النووي العسكري الايراني يجب أن يتوقف’.
    وتعتبر ‘القنبلة القذرة’ كـ ‘قنبلة ذرية للفقراء’، يمكنها أن توقع الاف الضحايا. ويدور الحديث عن قنبلة عادية تتشكل من مادة متفجرة ما، تلصق بها مادة اشعاعية. ويؤدي الانفجار الى نثر المادة الاشعاعية في محيط الاف الكيلومترات. وتقع الضحايا جراء الانفجار نفسه، جراء البث الاشعاعي، والفزع الذي تثيره.
    وتقدر مصادر استخبارية في الغرب بان منظمات الجهاد العالمي، بما فيها القاعدة، تحاول انتاج ‘قنابل قذرة’. ويمكن لهذه القنبلة ان تزن مئات أو عشرات الكيلوغرامات. ويمكن شراء المادة الاشعاعية من دول الاتحاد السوفييتي السابق او حتى من نفايا منشآت نووية مدنية. دولة كايران، مع جملة منشآتها النووية، يمكنها أن تنتج قنابل كهذه وان تبعث بها الى أرجاء المعمورة.
    وأعربت عن اعتراضها على روح التنازل الغربية أول أمس السعودية أيضا التي حذرت من أنه اذا فشلت مساعي منع النووي الايراني التي تقوم بها الاسرة الدولية فان ‘كل الخيارات على الطاولة’. وقال سفيرها في لندن ان ‘العجلة’ التي يبديها الامريكيون للوصول الى اتفاق ‘غير مفهومة’. وقال ان ‘نزعة المصالحة لم تنجح في الماضي وهي لن تنجح في القرن الـ 21. وهذا هو السبب الذي يجعل الاحباط موجها للاعب المركزي في مجلس الامن في الامم المتحدة. هذه مسؤوليته والتبعة ستلقى عليه’.
    ويلمح السعوديون بانهم مستعدون منذ الان لخطوة رفع مستوى قدرات الدفاع العسكري لديهم في المنطقة. وقالوا: ‘نحن لا نعتزم الوقوف جانبا والتعرض للتهديد دون التفكير في كيفية الدفاع عن أنفسنا وعن المنطقة’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    التفوق لا يزال ايرانيا!

    بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    تعلى المعبر الحدودي بين برلين الشرقية والغربية في فترة الحرب الباردة، كان رجال الشرطة يوقفون في كل مساء عاملا عاد من عمله الى شرق المدينة الغارقة في الفقر، وكانوا يفتشون دراجته ولا يجدون شيئا. وحينما يئسوا بعد ذلك وعدوا العامل النشيط بأن يكفوا عن تفتيشهم اذا كشف لهم عما يُهربه في دراجته. واعترف العامل أنه كان يهرب في كل مساء دراجة الى شرق برلين.
    إن مجموعة الخمس + واحدة بقيادة الولايات المتحدة تجري الآن تفاوضا مع مبعوثي آية الله خامنئي لاسقاط العقوبات عن ايران مقابل وقف تطوير القنبلة الذرية، ولما كان خامنئي قد عرف الولايات المتحدة بأنها ‘الشيطان الأكبر’، فان ممثلي الغرب يتصرفون في اثناء التفاوض وبصورة مفاجئة على حسب مقولة: ‘الشيطان موجود في التفاصيل الصغيرة’. ففي البداية انطلق الامريكيون مسرعين، والسيدة آشتون ورفاقها للتوقيع على الاتفاق، بيد أنهم وجدوا أنفسهم على غير رغبة منهم في مباحثات لا أمل منها في مواد ثانوية ‘شيطانية’: فالايرانيون يصرون على حقهم في تخصيب اليورانيوم، وإعمال اجهزة الطرد المركزي، وتطوير مفاعل المياه الثقيلة في أراك والمنشأة في بورتشين، وتخصيب اليورانيوم والاستمرار في تطوير صواريخ عابرة للقارات. ويفحص ممثلو الغرب في خوف عن حكايات ‘الشرطي الطيب والسيء’ في السياسة الايرانية الداخلية، كي لا يغضب الايرانيون معاذ الله ويتركوا لقاء التفاوض. وقد أُعد لذلك من قبل بسرعة في مخازن الغرب جص علم دلالة يكفي للتغطية على الاتفاق الفاضح المتوقع.
    يعلم الجميع أن ايران هي دولة بلا أعداء يهددون وجودها ولا تحتاج الى طاقة ذرية لأن النفط الكافي لاحتياجها من الطاقة وللتصدير موفور فيها. فما الذي يهربونه هناك في أراك؟ درس خامنئي القرآن وأهمل دراسة الفيزياء الذرية وأعلن برغم ذلك ‘باختصاص فيزيائي’ أن تخصيب اليورانيوم هو ‘خط احمر’ عنده. وكان يجب أن يكفي تصريحه القوى العظمى لتفهم ما هي الدراجة الهوائية المتحدث عنها. إن وزير الخارجية الايراني يُطمئن ويزعم أن كل ذلك أمر ‘مصطلحات’. اجل لقد نجح خامنئي برغم ثقافته المحصورة في القرآن في أن يشتم رئيس وزراء اسرائيل بلغة ايرانية عامية بأنه ‘مريض بالكلب’ وأعلن أن اسرائيل ‘دولة ستنهار’.
    إن لغة خامنئي تقلق نتنياهو. وقد أصبح تهديد اسرائيل بالابادة عادة مبتذلة وعملا لا يوجب اعتذارا أو وقف المحادثات. وما كان أحد من المشاركين وفيهم السيدة آشتون ليستمر في الحوار في جنيف لو أن التهديدات بالابادة كانت موجهة على دولته. وهذا الأمر خطير جدا لأن ‘الدول الست’ قد لاحظت أن ايران تُهرب في دراجتها قنابل ذرية تحت أنف الأمم. ويشغل الغرب نفسه الآن بانكار سيفضي الى سباق تسلح ذري والى فوضى.
    والمشكلة هي أن اوباما المفلس الذي عرف الفشل يشتهي أن يعرض على الجمهور انجازا لادارته. وهو غير معني بأن يكون حسم الحرب مع ايران في نوبة رئاسته. وقد يعتقد أن الروس الذين أفضوا الى نزع السلاح الكيميائي السوري ربما يفعلون ذلك مع ايران الذرية.
    إن الايرانيين ‘مضغوط’ عليهم لكن ذلك غير كاف. وقد لاحظ وزير الخارجية الايراني ‘الذي يشتهي الثقة والحوار’ الضعف والحماسة الغربيين ‘لاتمام صفقة’ ولهذا يرفض التباحث في مطالب وقف تخصيب اليورانيوم، وتعطيل مفاعل الماء الثقيل في أراك، والمنشآت في بورتشين واجهزة الطرد المركزي ومواقع تطوير الصواريخ زاعما أن الحديث عن حق ايراني أساسي. وفي مقابل ذلك يطلب الايرانيون بصورة ظاهرة تخصيب اليورانيوم مع الغاء العقوبات في مجال المصارف والنفط بل إنهم يهددون بأنهم سيتركون المباحثات ‘قريبا جدا’.
    يظهر في أفلام ليون شلزنغر، وهو مخرج معروف (ويهودي) لأفلام الرسوم المتحركة، يظهر دائما أرنب ‘حقير’ يتلاعب بامريكي سمين غير مهندم وغبي مسلح ببندقية ذات فوهتين. ويكون هذا الأحمق لابسا ملابس شرطي مرة ويظهر مرة اخرى في هيئة صياد، لكن الحديث دائما عن شخص يفضي غباؤه الى مأساة: فالسمين يهوي في هاوية ويتحطم في حين يبقى الأرنب يأكل الجزر بصورة آثمة.
    إن النتائج معلومة مسبقا. فبرغم تحذيرات نتنياهو يتعجل الامريكي في هذه الساعات التوقيع على الاتفاق في حين يحلق فوق هاوية كبيرة ومعه السيدة آشتون ورفاقها، لكن المتعجلين سيتحطمون كما في الرسوم المتحركة حينما يتبين لهم عمق الهاوية التي فغرت فمها تحتهم. إن القنبلة الذرية الايرانية ستُستكمل مع العقوبات أو بغيرها.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    حزب العمل بقيادة هرتسوغ

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    انتخاب اسحق هرتسوغ لمنصب رئيس حزب العمل وتنحية من سبقته في القيادة، شيلي يحيموفيتش ليس حدثا يهز السياسة الاسرائيلية. فالعمل لم يعد منذ زمن بعيد يشكل بديلا لحكم اليمين واستبدال يحيموفيتش بهرتسوغ لم يغير على ما يبدو صورة هذا الوضع البشع.
    التوقعات من هرتسوغ الذي حقق فوزا مثيرا للانطباع، ليست عالية. فمع أنه كان وزيرا في عدة وزارات متوسطة في حكومات اليمين، الا انه لم يتخذ ثورات ذات مغزى، لم يكافح بتصميم في سبيل طريق ما وحتى الان لم يبدو انه يتكون من مادة يصنع منها الزعماء. كما أن كتلة العمل في الكنيست هي الاخرى لم تتميز حتى الان في أنها معارضة مقاتلة، ومعظم النواب الجدد فيها لم ينجحوا في ترك اثرهم.
    لا يمكن التقليل من أهمية الحاجة الى بناء معارضة حقيقية لحكومة الليكود وطرح بديل حقيقي لحكم اليمين. فبدون بديل وبدون معارضة لا توجد ديمقراطية. وهذا الدور ملقي من الان فصاعدا على كاهل رئيس المعارضة الجديد. ويثير سجل هرتسوغ الاشتباه في أن وجهته ستكون بالذات نحو الاتجاه المعاكس: فقد كان دوما مؤيدا للانضمام الى حكومات اليمين. وكزعيم للعمل، سيتعين عليه من الان فصاعدا أن يغير جلدته وأنه يغير طريقه من الاساس. فالامل الوحيد لحزبه للعودة الى القيادة هو من خلال تمييزه الواضح والقاطع عن اليمين وبناء قوة تكافح ضد حكم اليمين. ان هرتسوغ ملزم بان يبدد المخاوف من ان ينضم الى الحكومة الاكثر يمينية وقومية في تاريخ اسرائيل، وعليه أن يعلن بشكل لا يقبل التأويل بان العمل بقيادته لن ينضم الى هذه الحكومة. لقد اطيح بيحيموفيتش عن قيادة حزبها ضمن امور اخرى بسبب رفضها العنيد الكفاح في سبيل المواضيع السياسية المصيرية ولانه في عهدها كاد لا ينطلق صوت حزب العمل في الصراع ضد قمع حقوق المواطن والانسان والذي هو في مركز عمل حكومة اليمين الحالية. لقد كان ناخبو الحزب على ما يبدو اكثر حكمة من رئيسته: فقد عاقبوها على رفضها وفهموا على ما يبدو بانه لا توجد اشتراكية ديمقراطية مع احتلال ولا توجد عدالة اجتماعية مع استغلال.
    هرتسوغ، الذي أكثر من الانشغال، أكثر بكثير من سابقته، في الموضوع السياسي ملزم باستخلاص الدرس. فلا يكفي تكرار مواقفه السياسية القديمة. فالعمل ملزم بان ينعش مواقفه السياسية، التي غدا بعضها غير ذي صلة منذ زمن بعيد. وهرتسوغ لن ينجح الا اذا جعل حزبه معارضة مقاتلة، في كل المواضيع.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    دولة اليسار المتطرف


    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    اذا أردنا الحكم بحسب تصريحات اليمين الذي يسيطر على دولة اسرائيل منذ 35 سنة متصلة تقريبا، فان الحديث عن دولة يسار جذري، تشبه فنزويلا هوغو تشافيز. فالجميع يساريون كما يرى اليمين: ورئيس الدولة شمعون بيرس هو بالطبع′ عجوز الحلقة (اليساري). ووسائل الاعلام هي مافيا يسارية؛ والمحكمة العليا تعمل بهدي من تشي جيفارا؛ ورئيسا ‘الشباك’ والموساد خريجا متسبين؛ وولد عدد من جنرالات الجيش الاسرائيلي على الأقل في جمعية ‘نكسر الصمت’. وتسيبي لفني هي روزا لوكسمبرغ؛ ويئير لبيد هو ليون تروتسكي، وحزبا العمل وميرتس حزبان ماويان (نسبة الى ماو تسي تونغ) بل إن بنيامين نتنياهو قد أُعلم بعلامة مشتبه فيه. وآخر صيحة في هذا المجال هي الطفل اليساري المولود، النائب العام الجديد شاي نيتسان. فكلهم يساري وكلهم مذنب. إنها فنزويلا، فنزويلا وليس يوجد ما يشبهها.
    في دولة لا توجد فيها لعنة مسمومة أكبر من أن تكون ‘يساريا’، لا توجد فرية أشد دحوضا من تصنيف هؤلاء الاشخاص وهذه المؤسسات كذلك. فكل مشتبه فيه أصبح مطاردا، وكل ‘يساري’ اسم مرادف للخائن، في وقت أن تكون فيه يمينا متطرفا وعنيفا هو صفة شرف. بل إنهم لم يعلموا أنهم يساريون لأن هذه هي طريقة اليمين: أن يُصنف ويبتز ويهدد ويُخيف وأن يحصد الثمار بعد ذلك. وهذا ينجح، ويالَنجاحه. خذوا على سبيل المثال وسائل الاعلام: لا يوجد متعاون مع الاحتلال أكبر منها، ومع ذلك يصرخ السالب اليميني مُتظلما. وهي تتبنى في ابتهاج لغة الاحتلال وروايات مُحدثيه الكاذبة، وتكتم وتضلل وتخفي وتُغيب وتنكر، لكن ذلك لا يكفي اليمين. وهي تقدم سخافات وتسليات، وتخون عملها وتُسبب الغباء والعمى لكن اليمين يدعي أنه مظلوم. إن البحث بين اليمين واليسار قد أصبح منذ زمن بحثا بين يمين متطرف ويمين ‘معتدل’ لكن اليمين يستصرخ. إن أمنون ابراموفيتش يساري ولا يوجد ما يُقال في عراد نير، بل إن ناحوم برنياع أصبح مشتبها فيه. وأصبحت ‘يديعوت احرونوت’ والقناة الثانية الغوغائيتان مريبتين.
    ومثلهما ايضا المحكمة العليا. فهذه المؤسسة التي لم تتجرأ قط على التعبير عن رأيها في شرعية المستوطنات، والتي تطأطيء رأسها في خضوع لكل نزوة من جهاز الامن تقريبا، والتي حللت على مر السنين غير قليل من الأوبئة والجرائم في مناطق الاحتلال، وتهربت في جُبن على مر السنين من أحكام في موضوعات مصيرية مثل الاغتيالات واعمال التعذيب تُعد يسارية. بل إن قادة فرقة يهودا والسامرة المسؤولين مباشرة عن تعزيز الاحتلال وتثبيته مثل نوعام تيفون ونتسان ألون هاجمهم اليمين وصُنفوا على أنهم يساريون متطرفون. فقد تجرأ الاول على اخلاء بؤيرة استيطانية وضويق مدة اشهر بالقرب من بيته؛ وأُعلنت ‘انتفاضة مستوطنين’ على الثاني الذي تجرأ على استعمال سياسة ‘احتواء’ لأحداث تخريبية تافهة. بل أُعلم رؤساء ‘الشباك’ ايضا المسؤولون مباشرة وبصورة شخصية عن جرائم الاحتلال والذين ثاروا في تأخر سافر عليه في برنامج ‘حُماة الحمى’، أُعلموا بعلامات الى الأبد. وقد أُعلن أن الاخير الى الآن، نيتسان الذي دافع بشدة عن مواقف دولة الاحتلال، أُعلن أنه ‘يساري من أشد المتطرفين’ على لسان عضو الكنيست موشيه فايغلين (اذا كان نيتسان كذلك فكيف يُسمى المحامي ميخائيل سفراد؟). وكيف تُثبت بعد كل ذلك أنه ليست لك أخت، فواجب البرهان عليك. إن هذه المكارثية تنجح: لأن اللواء نيتسان والنائب العام نيتسان سيحذران منذ الآن في اعمالهما اذا لم يكونا يتمتعان بشجاعة واستقامة لا مثيل لهما.
    والنتيجة مسطورة أمامكم وهي أن مشاريع الاحتلال والاستيطان مستمرة في النماء كما لم تنمو من قبل؛ وقد أخذت الصدوع في الديمقراطية الاسرائيلية تزداد اتساعا؛ وقوانين القومية والعنصرية تُسن بصورة متوالية وبلا تشويش؛ ومعاملة الاجانب ولا سيما العرب و’المتسللين’ أخذت تزداد سوءا من يوم الى يوم؛ وتحول المجتمع الاسرائيلي ليصبح أكثر يمينية وقومية وعنصرية وأخذ اليسار الحقيقي يختفي وينطوي في قلة قليلة من الجماعات والمنظمات ذات التصميم لكن الصغيرة التي تستحق حقا هي وحدها (وبفخر) صفة اليسار الجذري؛ وأخذ يتلاشى احتمال تسوية سياسية أمام أعيننا.
    هكذا بالضبط تبدو ، ومع ‘يسار متطرف’ كهذا، من الذي يحتاج الى يمين؟.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    لماذا سقطت يحيموفيتش؟


    بقلم:عوزي برعام،عن هآرتس

    إن انجاز اسحق بوغي هرتسوغ الذي تغلب على شيلي يحيموفيتش وانتُخب لرئاسة حزب العمل، كبير ومهم، لكن هرتسوغ ليس الشأن الحقيقي هنا. إن الشأن المهم هو تحطم يحيموفيتش الكامل في انتخابات حزب العمل الداخلية. وهو تحطم يجب أن يفاجئنا في ظاهر الامر.
    ‘لم تكن يحيموفيتش سياسية فاشلة ولا زعيمة بلا قدرات. بالعكس، صاغت رسائل وبثتها في الجمهور. وهي لم تنفر من نضالها لأصحاب المناصب حينما وقفت الى جانب عمال ‘تيفع′ مثلا وجعلت إقالاتهم شأنا وطنيا ومثلّت كما ينبغي قطاعات واسعة من الجمهور. فاذا كان الامر كذلك فلماذا فشلت هذه المرأة الكثيرة المزايا في معركة انتخابات بادرت إليها هي نفسها وفُصلت على حسب مقاسها وعملت بازاء اولئك المنتسبين للانتخابات التمهيدية الذين نصبوها، وحينما كان فوزها مضمونا في نظرها؟.
    ‘تحطم يحيموفيتش ليس ايديولوجيا. إن اسبابه موجودة على الصعيد الانساني. فقد علم من تابع سلوكها من قريب أنها تستطيع أن تكون عظيمة وقائدة، لكنها في الوقت نفسه زعيمة غير قابلة للانتخاب بصورة سافرة. وهذه هي الطريق الوحيدة لتفسير فشلها الذريع لأنه كان لها معارضون كثر، لكن أين اختفى الشباب الذين أيدوها زرافات زرافات وبقوا الآن في بيوتهم بسبب شعور بعدم التعاون من قبل الزعيمة التي انتخبوها؟.
    فُسر فوز هرتسوغ في حلقات ما بأنه محاولة لاعادة مباي التاريخي. ولا يوجد خطأ أكبر من ذلك. فمباي لن يعود ولن يعود ايضا حزب عمل رابين وبيرس سريعا الى المجد الذي كان له. إن مهمة هرتسوغ هي أن يحول حزب العمل الى بديل مركزي؛ وأن يحاول توحيد القوى التي تستطيع أن تمهد الطريق لتبديل السلطة.
    ‘ليس هرتسوغ زعيما طبيعيا وانسانا تنبأوا له بالعظمة في الماضي وهو يحقق التوقعات الآن. إنه انسان مفكر ومثقف وذواق لكنه ايضا ذو قدرات في التعامل مع الآخرين وقدرة على تحريك الامور. وتنبع شعبيته من شخصيته وسلوكه، وهو نوع من الشعبية ليس من النوع الذي يحتاج اليه الزعيم دائما. فسيضطر هرتسوغ اذا الى أن يوجد نفسه باعتباره زعيما. وهو قادر على ذلك لأنه يكمن تحت غطائه الليّن في ظاهر الامر تصميم وسعي الى التفوق. وقد عبر عن ذلك إصراره على منافسة يحيموفيتش حينما أعلن اريئيل مرغليت وايتان كابل ايضا ترشحهما. ولم يكن من المفهوم من تلقاء نفسه أن يعترفا بتقدمه ويُسقطا ترشحهما، لكن تصميمه واجتهاده وتمسكه بالهدف تغلب على ترددهما.
    يجب على هرتسوغ أن يحافظ على الحساسية الاجتماعية التي ميزت يحيموفيتش، لكن يجب عليه ايضا أن يكون زعيما يؤلف بين المسؤولية الاقتصادية وتوخي هدف اجتماعي. إن بنيامين نتنياهو يقود حزبا متطرفا غير متسامح مع قيم الديمقراطية ولا متفهم لمصالح اسرائيل الحقيقية. لكن ينبغي ألا نُنكر أن هذه المواقف لها مستمسك لدى الجمهور الاسرائيلي ويجب على الزعيم البديل أن يعرض الخطر ومعه الأمل.
    يحافظ نتنياهو على مكانته بفضل الطريقة التي تبناها وهي تخويف الجمهور بلا توقف. وهو تخويف معناه انطواء على الذات بلا أمل.
    يجب على هرتسوغ بصفته زعيما بديلا أن يجند قوى تساعده على عرض الحقيقة فيما يتعلق بمصالح اسرائيل بازاء الأكاذيب وادعاء السذاجة.
    وينبغي أن نفرض أن هرتسوغ يعلم كيف يُعيد الى وعي الحزب الداخلي الشعور بـ ‘نحن’ ومعا. وهذا مهم لتشكيل حركة سياسية. لكن مهمته الرئيسة نحو الخارج هي أن يقول: من أنا والى أين أريد أن أقود دولة اسرائيل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    ذرة طهران المدمرة


    بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت

    في السابق يُعتقد أن لقيادة ايران الدينية مشكلة دعائية وهي كيف يفسرون للشعب الفارسي الفخور الاستسلام للعقوبات والتنازل حتى الجزئي عن حلم القنبلة الذرية المنقوش عميقا في قلب كل ايراني. أجل إن لهم مشكلة مع الرأي العام المحلي، لكنها عكسية وهي كيف يُعللون للشعب الايراني الواعي تورط بلدهم في المشروع الذري الهاذي الذي جعلت كلفته الباهظة جيلا من المواطنين بائسا ودهورت اقتصاد ايران الى وضع إفلاس شديد.
    كان الانتاج المحلي للفرد في ايران قُبيل الثورة الاسلامية أكبر من الانتاج للفرد في تركيا بثلث. والانتاج للفرد في تركيا اليوم ضعف الانتاج في ايران تقريبا. فقد لحقت تركيا بايران وتجاوزتها بالتطور الاقتصادي برغم سلسلة ازمات وبرغم أن ايران تملك النفط.
    إن الدولتين فيهما نفس عدد السكان وهو نحو من 80 مليون نسمة ونفس القوة العاملة وهي نحو من 27 مليونا، لكن تركيا ستنتج في هذه السنة انتاجا وطنيا يبلغ 900 مليار دولار في حين لن تكاد ايران تبلغ انتاج 480 مليار دولار. والتصدير التركي دون نفط وغاز 160 مليار دولار كل سنة. أما التصدير الايراني فـ 12 مليار دولار فقط. وليس للسوق الفارسية ما تبيعه في السوق الدولية، فالاقتصاد الايراني يعيش في وقت مستعار ويتنفس بصعوبة. وحينما تشتري تركيا نفطا من ايران يُطلب إليها أن تدفع ذهبا لأن المصارف الايرانية مقطوعة عن المصارف العالمية.
    إن الفرض السائد في الغرب الذي يرى أن مواطني ايران قد تبنوا واستدخلوا جنون قادتهم، ليس صحيحا. فليس الايرانيون حمقى ولا مقطوعين عن الواقع. وهم يعلمون أن دولتهم الموفورة النفط ليست محتاجة الى طاقة ذرية ولا يجب عليها أن تنفق دولارا واحدا على تطويرها. وهم يعلمون أن طموح النظام الذري يضعف بلدهم من جميع الجهات، سنة بعد اخرى وفي السنوات الاخيرة بخاصة. وهم يعلمون أنهم يضطرون بسبب الحلم الذري الذي لا بقاء له الى تضييق الحزام وخفض مستوى العيش والعيش في فقر نسبي والتسليم بنسبة 50 بالمئة من التضخم المالي و50 بالمئة من البطالة بين الشباب.
    ‘وكل هذا العبء كما قلنا آنفا لهدف عبثي. فلن يكون لايران سلاح ذري، وحتى لو وجد فبماذا سيُسهم لرفاه الشعب؟ إنه سيزيد فقط في عمق الجروح. فلولا البحث عن الذرة (وسيطرة الجمعيات الدينية وحرس الثورة على نصف الاقتصاد) لكانت ايران اليوم قوة اقتصادية متقدمة ولأصبحت قوة اقتصادية عالمية يجب أن يُحسب لها حساب، لا دعامة ضعيفة.
    قبل استعمال العقوبات الاخيرة كانت ايران تبيع في كل سنة نفطا بـ 85 105 مليارات دولار. فالى أين ذهب المال وماذا بقي منه؟ لقد أنفق مباشرة وغير مباشرة على المشروع الذري. وأنفق نظام آيات الله في العقد الماضي نحوا من 8 بالمئة من الانتاج المحلي على الذرة المدنية والعسكرية. واقتطعت العقوبات التي فرضت على ايران نحوا من 3 بالمئة في المعدل كل سنة من الانتاج. وتبلغ الكلفة العامة للمغامرة الذرية في الحاصل 500 600 مليار دولار بحسب اسعار 2013.
    دُفنت كل الايرادات من تصدير النفط والغاز تقريبا في المشروع الذري وهو ما يُفسر الاحتياطي الضئيل من العملات الاجنبية: ويُقدر البروفيسور موريال روبيني، الاقتصادي المشهور من أصل ايراني، احتياطي طهران بـ 66 مليار دولار فقط. إن المال الذي تم انفاقه على ملاجيء محصنة تحت الارض واجهزة طرد مركزي وصواريخ بعيدة المدى وعلى شراء وبناء مفاعلات ذرية لا حاجة إليها لم يُنفق على الآلات والمعدات والتكنولوجيا. فقد دمر المشروع الذري البنية التحتية الانتاجية الايرانية وأضر ضررا شديدا بمصالح ايران القومية.
    هل يكون رئيس ايران الجديد معنيا آخر الامر بوقف مسيرة الحماقة الذرية لأسلافه ويبحث عن ذريعة لذلك؟ إن سير المحادثات في جنيف يشير الى جواب بـ نعم عن هذا السؤال الافتراضي. وسيقدم متخذو القرارات في طهران الذين أنفقوا مئات مليارات الدولارات لاحراز شيء لا تحتاج اليه ايران ألبتة، سيقدمون كشف حساب عن اعمالهم. ويبدو أن الرئيس روحاني لا يريد أن يكون واحدا منهم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    مصر وتركيا: شرخ دائم ودم فاسد


    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    قبل لحظة من صعوده الى الطائرة الى موسكو في نهاية الاسبوع، كان مُلحا على رئيس الوزراء، طيب اردوغان، أن يصب مزيدا من الزيت على النار المشتعلة في العلاقات التركية المصرية.
    ‘أؤدي التحية لمرسي (الرئيس المعزول) على ظهوره المحترم (حين رفض ارتداء بزة السجناء) في المحكمة، وأنا أكن له تقديرا عظيما’، هذه هي لهجة اردوغان اللاذعة. ‘ليس عندي ذرة احترام لمن اختطف رئيسا شرعيا كي يُدير ضده محاكمة ملفقة’. كما أصر اردوغان على أن اسرائيل هي التي قادت الانقلاب ضد مرسي وأن ‘الموساد’ نبش من خلف الكواليس.
    كان هذا كافيا للجنرال السيسي، الرجل القوي في مصر. فقد عقد أول أمس الناطق بلسان وزارة الخارجية في القاهرة مؤتمرا صحفيا كي يعلن بأنه مل الفم الكبير واليدين الطويلتين لاردوغان. ومع أن مصر لا تقطع العلاقات مع أنقرة، إلا أنها تخفض المستوى. السفير التركي، حسين بوستالي، أُعلن عنه شخصية غير مرغوب فيها وسيُطرد من القاهرة فورا. وبالمقابل، السفير المصري الذي أُعيد ‘للتشاور’ قبل ثلاثة اشهر يتلقى وظيفة جديدة في مقر الخارجية المصرية ولن يُعين له بديل.
    الكثير من الدم الفاسد مر بين تركيا ومصر منذ خلع الرئيس مبارك. فمن يتذكر وعد اردوغان بـ ‘صفر مشاكل مع الجيران’ حين استضاف بشار الاسد وحاشيته الكبرى على الأبسطة الحمراء وأعلن بأنه سيُنزل لهم سماء اسطنبول. واندفع اردوغان نحو مصر واستُقبل كما يُستقبل نجم فني، ونثر الوعود من هنا وحتى اشعار آخر، 3 آلاف معجب انتظروه في المطار. هو، ويده اليمنى، وزير الخارجية داود اوغلو، خططا لاقامة امبراطورية قوية على محور يتجاوز اسرائيل، يبدأ في دمشق، يمر في أنقرة ويواصل نحو القاهرة وينتهي في مكاتب قيادة حماس في غزة.
    غير أن العناق الروسي الايراني لبشار خرّب عليهما خططهما. واضطر اردوغان الى اقامة ثمانية مخيمات للاجئين السوريين، وفقد الاخوان المسلمون حكمهم في مصر، واختفت أعقاب مرسي في قاعدة عسكرية في الاسكندرية. وعندما أعلن اردوغان بأنه يخطط لزيارة غزة، تلقى رسالة شديدة اللهجة من القاهرة: ليس في مدرستنا. إبق في البيت ولا تحلم بعرقلة الحملة لاغلاق أنفاق الارهاب والسلاح الذي’ تعرف أنت جيدا من أين يأتي.
    هذا لم يكف اردوغان على ما يبدو: فقد تلقى خالد مشعل دعوة عاجلة، واستضافت اسطنبول مؤتمر خبراء لشؤون انتهاك حقوق الانسان في مصر، ودعا اردوغان ومقربوه الى الخروج للتظاهر ضد عزل ‘الاخوان’، المتعاونين مع حزب السلطة في تركيا.
    ويبدو الشرخ المصري التركي الآن كانعكاس لانهيار العلاقات معنا. ففي الحالتين سُرح السفراء وخُفض مستوى التمثيل الدبلوماسي. وفي الحالتين يتعاطف اردوغان مع الفصائل المتطرفة في غزة ويبحث عن قنوات لتطوير قيادة حماس بالسلاح، بالتمويل وبالعطف على ألا يغفوا أمام ‘العدو’.
    ولكن حالة النظام العلماني الجديد في مصر أكثر خطورة: اردوغان لا يفوت ميكروفونا كي يحرض ضدهم. ويدور الحديث عن محاولات لا تكل ولا تمل من جانب تركيا، كما اتهم أمس الناطق بلسان الخارجية في القاهرة، للتدخل في شؤوننا الداخلية وضعضعة الاستقرار.
    لقد بحث السفير التركي المطرود من القاهرة أمس عن كلمات متفائلة. كما أن الرئيس عبد الله غول تلوى الى أن خرج منه التلعثم بأن ‘تركيا ومصر تشبهان حبتي بازلاء في وعاء يغلي’.
    وقد حاول غول الحديث عن ازمة تمر، بالضبط مثلما في حالتنا. ولكن عميقا في القلب هو ايضا يعرف بأنه طالما كان الثنائي اردوغان وداود اوغلو هما اللذان يُمليان السياسة، فان هذا لن ينتهي.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 373
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:24 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 372
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:23 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 371
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:22 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 370
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:20 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 224
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:30 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •