النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 456

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 456

    اقلام واراء حماس 456
    6/11/2013


    هل حمل الخطاب الاعلامي لكتائب القسام جديدا؟
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إبراهيم المدهون
    اتصف خطاب أبو عبيدة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام بالمهنية المتبعة في البيانات العسكرية للجيوش النظامية المحترفة؛ فابتعد عن المبالغة والتضخيم وانتقى عباراته بدقة من غير إنقاص أو تهويل، وأوصل رسائل محددة ومنطقية لعدد من الجهات، كما أوضح الصورة وكشف بعض الغموض وأزال اللبس لدى المواطن الفلسطيني، لهذا يتمتع أبو عبيدة بالمصداقية العالية في الشارع العربي ويُحترم لدى أعدائه وأصدقائه.
    وأهم ما أوصلته كتائب القسام في خطابها الأخير بعد عملية بوابة المجهول، أنها لن تترك الاحتلال يطبق الحصار على غزة ليستنزف قواها، وهذا خطاب جديد على كتائب القسام التي اكتفت في السابق بالحديث بالخطاب العسكري المسلح، فلأول مرة يعلن القسام توسيع نطاق عمله وردود فعله ليتعدى الواقع الميداني البحت والضيق لساحة الأمن القومي الواسع والشامل، ويرسل رسالة واضحة أن مواجهة حصار غزة من مسؤولياته، معتبرا هذا الحصار إعلان حرب، ملوحا للاحتلال أنه يتحمل وحده مسؤولية هذا الحصار، وقد يدفع ثمنا باهظا في حال استمراره.
    الجميع يدرك مدى قدرة كتائب القسام على خلط الأوراق. وتفجير المنطقة وإحداث جلبة قد يؤثر على كثير من الملفات الإقليمية، لهذا أعتقد أن المحتل سيأخذ هذا التلويح على محمل الجد، وقد يسارع بالضغط على بعض الأطراف المُشاركة بحصار غزة للتخفيف.
    البيان أوضح أيضا أن تكلفة العبث بقطاع غزة كبيرة وباهظة الثمن، وأن غزة اليوم ليست غزة ما قبل حجارة السجيل، فتقدم الآليات العسكرية يحمل مخاطر شديدة، والكمين المحكم الناجح الذي نفذته كتائب القسام أعطى تصورا واضحا ان مرحلة جديدة بدأت مع المقاومة، تطورت فيها مقدرتها على الإثخان والمبادأة.
    عملية بوابة المجهول والخطاب الإعلامي للقسام كشف عن معادلة جديدة للمقاومة عنوانها أن أي توغل في قطاع غزة له ثمن باهظ ومخاطر كبيرة تصل لإمكانية أسر جنود، مما سيضع الاحتلال بين خيارين أحلاهما مر، إما تعريض جنودهم لخطر الأسر والقتل والإصابة، أو ترك غزة تعاظم قوتها وتستمر في تجهيزاتها.
    خطاب أبو عبيدة كشف مزيدا من أضلاع الحرب الدائرة بين الاحتلال والقسام، وأعطى لمحة بسيطة عن صراع الأدمغة الدائر في أكثر من اتجاه وعلى أعلى المستويات، ومنه عملية النفق وتوريد السلاح وكشف العملاء وإيصال الرسائل وإبطال مفعول بعض الأسلحة، بالإضافة للحرب الإعلامية والالكترونية وما خفي كان أعظم. فعودنا أبو عبيدة أنه يتحدث بما يجب أن يقال ويمتنع عن الإدلاء بكلام زائد لا قيمة له.
    فما يميز إعلام القسام أنه لا يتحدث كثيرا وإنما يترك الأفعال تتحدث عن نفسها، فيقول ما يريد في الوقت المناسب ويوصل الرسالة بحكمة وروية، ولهذا تحولت كتائب القسام لأمل الأمة والشعب الفلسطيني ورأس حربة المقاومة، كما تثبت في كل مرة انها تستحق هذه الثقة فما تقدمه يفوق التوقعات.














    مهمّة إقلاع خطِرة!
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. عادل محمد الأسطل
    في ظل الارتباك الإسرائيلي بشأن المفاوضات مع الفلسطينيين، فيما إذا كانت التطورات الميدانية الأخيرة في الضفة الغربية والقطاع قد ساهمت في جمودها، وفيما إذا كانت ذاهبة في الطريق الصحيح أم لا. فمن جهة أكّد وزير الجيش الاسرائيلي "موشيه يعالون" بأنه لا علاقة بين المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والحوادث الأمنية الأخيرة،ومن ناحية أخرى قال وزير البنى التحتية "سيلفان شالوم" بأن المفاوضات ليست على وشك الانهيار ولكنه أقرّ بأن هناك صعوبات كبيرة تعترضها.
    بمعنى أن المفاوضات ربما تخرج عن السيطرة. بالمقابل فقد حفلت الساحة السياسية الفلسطينية في نفس الموضوع، بالمزيد من القلق أيضاً، فيما إذا كانت المفاوضات مثمرة. حيث تزايدت المطالبات الفصائلية والشعبية بوقفها فوراً، في ظل التأكّد من تعثّرها، وعدم تقدمها باتجاه أيٍّ من القضايا المطروحة بين الجانبين.
    فبينما عبّر الرئيس الفلسطيني "أبومازن" من أن المفاوضات لم تقف عند طريقٍ مسدود، فإن الواقع التفاوضي لا يشير إلى هكذا قول، لاسيما في ضوء الأنباء التي تواردت عن استقالة الوفد الفلسطيني المفاوض، التي نتجت عن المواقف الإسرائيلية المعقدة من ناحية، والمستمرة في ممارساتها باتجاه نشاطاتها العدوانية المعتادة ضد الفلسطينيين بشكلٍ عام. وأهمها النشاطات الاستيطانية التي تعتبرها إسرائيل لا تشكل شرطاً لمواصلة المفاوضات، فقط الجانب الفلسطيني لا يتفهم بعد، ضرورة الاستمرار بشأنها وهذا يشكّل أزمة. وبين الارتباكين الواضحين، تطلب الأمر إلى استدعاء وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" لإيجاد مخرج من الأزمة الحاصلة، وإن برفع الجلسات إلى مواعيد أخرى، والرجل نراه قد لبّى الدعوة وسيسقط في اليومين التاليين، ولكننا لم نرَ بعد فيما إذا كانت لديه معجزة. لا سيما وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتانياهو" كما هو معتاد، خرج بهدف (الإقلاع عن المفاوضات)، إلى تكثيف ممارساته الكفيلة بتأزيم الأمور أكثر.
    حيث سارع في رسم الطريق المؤدي إلى الحفرة التي ربما ستقضي على ما تبقى من آمال بالنسبة للفلسطينيين، وعلى ما يجول في خاطر "كيري" على الأقل. "نتانياهو" ترك الشأن التفاوضي كلّه وراء ظهره، ورمى به في حجر القدر، ومشى بالدعوة ليضيف كما يظن إنجازاً آخر إلى إنجازاته التي أثابه المستوطنون عليها في كل مرة، وهو بناء المزيد من الجدران حول إسرائيل، وعلى اختلافها، سواء كانت ترابية وإسمنتية وجنازيرية وحديدية وغير ذلك، وما تحمله من معدات إنذار ومراقبة وتجسّسية أخرى، وتعهّد بمواصلة إقامتها ولو بلغت عنان السماء، وأحاطت بكل بيت.جاءت دعوته هذه المرة لتشمل منطقة الأغوار، لاعتقاده من ناحية بأنها كفيلة بخفض سقف المطالبات الفلسطينية القائمة طيلة مدة المفاوضات منذ بدايتها. حيث أكّد بأن حدود إسرائيل ستبقى مع الأردن وإلى الأبد.
    وبتسمين الأمن الإسرائيلي الذي لا نهاية له ولا حدود من ناحيةٍ أخرى، حيث يسعى لتأكيد عدم استعداد إسرائيل للانسحاب من منطقة الأغوار، وبقاء هذه المنطقة تحت السيطرة الإسرائيلية حتى لو لم تفشل المفاوضات. وهو يعلم أن ذلك الاعتقاد خاطئ، بسبب أن الجدران ربما لا ترد القطط أو ذرّات التراب، وأن الفلسطينيين – كما يقولون -لا يمكنهم القبول بذلك في المستقبل. إسرائيل من ناحيةٍ أخرى، تحتج ببناء جدار الغور، للحيلولة دون وصول المهاجرون السوريين، كما احتجت من قبل بالمهاجرين الأفارقة على الحدود المصرية، وهي تعي تماماً بأن سلوكها في اتجاه بناء الجدران وتحويل الحدود وتغيير الوقائع، لا يفيها بالمطلوب، لا سيما وأنها عانت من تكلفتها أكثر من جدواها المنخفضة، حيث أنها غير فاعلة بشكلٍ مثيرٍ للدهش، كما أعلن "نتانياهو ذات مرة ثم أطبق في السكوت بعدها، لا سيما والقادة والخبراء الإسرائيليون يتحدّثون عن وجود عشرات الانفاق تحت تلك الجدران سواء أسفل الحدود مع مصر أو مع طول الحدود مع القطاع، وحتى تحت الجدار العنصري في الداخل الإسرائيلي، وهي تعمل بفاعلية.
    ويُقرّون من ناحيةٍ أخرى، بأن ليس هناك حلولاً جذرية لتلك الانفاق الآن ولا في المستقبل، بالرغم من أن الجيش الإسرائيلي يبذل جهوداً مضنية، وهو مستمر في البحث عنها في كل مكان. باعتبارها أكثر شيء يثير القلق لإسرائيل، وهي أكثر قلقاً لإدراكها، أن من يقوم بذلك العمل هو مصرٌّ عليه في كل الوقت، ولا تهمّه أيّة تبعات، بسبب أن هناك أهدافا مصيرية تتعلق بشعب يعاني وطأة الاحتلال واغتصاب كل ما هو فلسطيني، يجب من كل بُد، بلوغها باعتبارها حقّة. كانت إسرائيل استشعرت منذ الماضي وفي هذه المرحلة أيضاً، بأنها متواجدة أمام خطرين حقيقيين، يهددان كيانها منذ الآن وفي المستقبل على نحوٍ أكثر، وهما الخطر الآتي من الضفة الغربية والمرتبط بالعملية السلمية فيما إذا فشلت. فالوضع الحالي هناك على بركان ويخلق وضعاً خطيراً أكثر، كلّما ازدادت المسافة عن إنتاج ولو القليل من الأمل – بغض النظر عن مهمّة إطلاق سراح الأسرى ما قبل أوسلو-.
    فالشارع الفلسطيني بدأ بالحشد الجدّي بسبب أنه بات يفهم أن لا شيء ذا قيمة يُعتبر مشجعاً لمواصلة الهدوء، في ظل تعاظم الكتلة الحرجة لدى الكثير من الناس والذين لم يعودوا راضين - وهم أغلبية – عن الوضع الحالي، وستجد الحكومة الفلسطينية صعوبة في السيطرة عليهم وتهدئتهم مرةً أخرى بإعادتهم إلى البيوت.
    بمجرد فحص بسيط لأولئك، نجد أن جميع الشروط مستوفية لديهم في قلب الأوضاع نحو انتفاضة جديدة ثالثة، فالشارع هناك واقع تحت تراكمات وضغوط هائلة من خلال الممارسات الإسرائيلية المختلفة، سواء فيما يتعلق بالأرض المسلوبة والبؤر الاستيطانية المقامة في أعماقهم والتي يجري تشييدها في كافة الأنحاء. حتى الاقتصاد المتهاوي هناك بات يشكّل أزمات أخرى لم تكن متواجدة من قبل، إذ تفاقمت أكثر مع مواصلة الاحتلال لممارساته المختلفة، بما فيها المتعمّقة بمشاعر الاضطهاد والتمييز التي جرى تكثيفها في الآونة الأخيرة، الأمر الذي جعل من الإحباط التام، هو سيد الموقف.
    أمّا الخطر الآتي من القطاع والذي تتكفل به حركات المقاومة بزعامة حركة حماس، التي لم تعد ترغب في الدفاع عن نفسها فقط، بسبب أن لديها الثقة في صد أيّ عدوان إسرائيلي محتمل، بل تجدها تميل أكثر نحو الرغبة في المبادئة بالهجوم، على الرغم من البيئة الصحراوية القاحلة، التي تقع في مركزها الآن، لا سيما ولا أصدقاء حولها ولا مؤازرون، بل أعداء وحسب، أو كارهون وحسب. ربما هذا يصل إلى إسرائيل، وخاصة بعد موجة الاتهامات المتتالية من قِبل قادة إسرائيل وعلى اختلافهم ومنهم "يعالون" نفسه، من أن حركة "حماس" معنيّة بالاستعداد لاستئناف العنف ضد إسرائيل. من خلال وسائلها المختلفة وأهمها الأنفاق.
    ولن يعنيها بالضرورة ما يتفوّه به الجيش الإسرائيلي من تحذيرات وتهديدات مختلفة الألوان، من أنه سيرد بقوة على خطوات الحركة، فيما إذا أقدمت هي أو أطراف تحت إمرتها على أفعال معادية، كونها المسؤولة عن حدود القطاع الذي تسيطر عليه. يأتي هذا في ضوء أن الحركة غير معنية بما يقوله الإسرائيليون من أن الهدوء من قطاع غزة سوف يقابله الهدوء من إسرائيل، وهم يعلمون أن مسألة الهدوء لديها ليس لها صلة بأهدافها، وينطبق الحال بلا ريب على الضفة أيضاً.



















    إستراتيجية القسام الجديدة..!
    فلسطين أون لاين ،،، د. كمال الشاعر
    لم تتوقع دولة "الاحتلال الإسرائيلي" أن يقوم جناح عسكري لحركة مقاومة فلسطينية من نقل الصراع معه إلى داخل أرضه، فـ(إسرائيل) على مدى تاريخها الإجرامي منذ تأسيس منظماتها الإرهابية (هاشومير والهاجاناه والأرغون)، وقيامها بالمجازر ضد القرى الفلسطينية؛ وحتى بعد إنشائها عام 1948م، وتأسيس جيشها الإرهابي كانت دائماً هي المبادرة بالإجرام والهجوم وقتل الأبرياء.
    فمنذ قيام الحركة الصهيونية بالاجتماع لأول مرة في مؤتمر بازل عام 1897م والاتفاق على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وهي تقوم بعمليات قتل وتشريد واعتداء على المواطنين خارج حدودها وعلى أرض غير أرضها.
    فمنذ حرب النكبة عام 1948م، حتى حرب حجارة السجيل عام 2012م، تكون "دولة إسرائيل" المبادرة بشن عدوانها الغادر وبدون وجه حق على السكان الآمنين، ولكن الاستراتيجية العسكرية الجديدة لرجال المقاومة تغيرت في الآونة الأخيرة وخاصة بعد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في أعظم صفقة تبادل للأسرى على مدار التاريخ الفلسطيني، فالقسام ومن خلفه فصائل المقاومة الفلسطينية فرضت معادلة جديدة في المواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي - ونفق خان يونس أكبر دليل-.
    فلو عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلاً وتذكرنا خطاب القسام الأخير الذي فرض فيه استراتيجية مواجهة جديدة مع العدو الصهيوني والذي خالف كل التوقعات، فالبيان كما هو معروف كان من المفترض أن يتناول حجم الخسائر في صفوف العدو وكيفية إدارة المعركة من قبل رجال المقاومة ونسبة النجاح وكمية الفشل؛ ولكن هذه المرة فُرضت معادلة جديدة في آلية إدارة المعركة وظهرت متغيرات جديدة وهي (حصار غزة) والذي اشتد بعد شهر تموز/يوليو الأخير.
    فالمقاومة الفلسطينية بذلك ترسل رسائل عدة من وراء ذلك الخطاب وهي على النحو التالي:
    أولاً: رسالة إلى أهل غزة: بأن المقاومة لم تنس سكان غزة الذي وقف مع المقاومة منذ بداية المحنة بعد فوز حركة حماس في انتخابات 2006م، وفرض الحصار الظالم على كامل قطاع غزة.
    ثانياً: رسالة إلى الأشقاء في الشطر الثاني من الوطن: بأن حكومة حماس – حكومة المقاومة- لم تضع في استراتيجيتها التمسك في الحكم وإن كان الهدف منه تحرير كامل التراب الفلسطيني عن طريق احتضان المقاومة وأن السبيل لتحير الأرض لا يأتي بالمفاوضات العبثية.
    ثالثاً: رسالة إلى العدو الصهيوني: بأن المقاومة لم تنسَ أسراها وأن عودة الأرض وتحرير المقدسات لا يأتي إلا بالمقاومة، وأن الهدنة التي يحلم بها العدو الصهيوني لا تتحقق بسهولة أي (الهدنة مقابل وقف التصعيد) كما كان يحلم بل (الهدنة مقابل عودة الأرض لأصحابها ودحر الاحتلال إلى حيث أتى).
    رابعاً: رسالة إلى الأشقاء في مصر: بأن المقاومة لم تضع في استراتيجيتها التدخل في الشأن الداخلي المصري وأن هدفها هو دحر الاحتلال وتحرير المقدسات وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وأنها لو أرادت أن تتدخل في شأن الدول العربية لفعلت ذلك في سوريا ولبنان وخاصة أن المناخ هناك يساعد على ذلك.
    وأخيراً: نذكر بأن مقاومة المحتل الغاصب لا تحتاج إلى إذن من أحد وأن إعداد المقاومة لاستراتيجيتها الجديدة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني الصابر والمتجذر في أرضه نابع من روح الوطنية التي تتمتع بها القيادة الفلسطينية الحكيمة والتي تدير الحكم في قطاع غزة منذ عام 2006، والتي لا ترضى لشعب غزة العودة بالحصار إلى المربع الأول.









    حرب العقول بين الاحتلال وحماس: في ضوء إسقاط طائرة التجسس
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، ياسين عز الدين
    ليست المرة الأولى التي تستطيع حماس إسقاط طائرة تجسس صهيونية لكنها تأتي عقب سلسلة تطورات تأتي ضمن إطار حرب العقول بين الحركة والاحتلال الصهيوني، مما يستدعي وقوفًا عند دلالات ما حصل ومآلاته.
    وهنا يجب الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الصهيوني يعتمد على ثلاثة أعمدة وركائز أعطته تفوقًا كميًا ونوعيًا طوال السنوات السبعين الماضية (منذ عهد العصابات الصهيونية تحت الاحتلال البريطاني حتى اليوم)، وهي: قوة الطيران الضاربة، والقوة الاستخبارية، والتفوق النيراني.
    واستطاعت المقاومة بمناسبات عدة التفوق على القوة الاستخبارية، ونرى في غزة بدايات خجولة لتحييد القوة الجوية، بينما يبقى التفوق النيراني معضلة حقيقية تواجه المقاومة خصوصًا والجيوش العربية عمومًا، لكن في هذا المقال سيقتصر الكلام على جانبي الاستخبارات والطيران.

    إسقاط الطائرة:
    تظهر صورة الطائرة أنها سليمة نسبيًا وبدون أضرار تذكر، وهذا ينفي رواية جيش الاحتلال بأنها سقطت نتيجة خلل فني لأنه وقتها فستصاب بأضرار نتيجة هبوطها غير المتحكم به، مما يشير إلى أنها أسقطت عن طريق السيطرة على موجة التحكم الخاصة بها ودفعها للهبوط داخل قطاع غزة.
    وفي ظل التفوق التقني العظيم للكيان الصهيوني سواء في مجال الطيران أو التجسس الإلكتروني أو التشويش الإلكتروني، وفي ظل مساحة قطاع غزة الصغيرة والمحدودة بالأخص بالنسبة للطيران، تصبح السيطرة على طائرة ودفعها للهبوط داخل هذه المساحة المحدودة تحديًا عظيمًا من الناحية الفنية والتكنولوجية، خاصة وأن العدو يمتلك آخر ما توصلت إليه التكنولوجية الأمريكية (رقم واحد على الصعيد العالمي).
    وهي كما أسلفت ليست المرة الأولى التي يتم إسقاط طائرة بدون طيار، فقد سبق ذلك مرتين على الأقل (فيما أذكر) مرة في حرب غزة الأولى (2009م) والثانية في حرب غزة الثانية (2012م)، بل من المعلوم أن القسام قادر منذ سنوات طويلة على اختراق موجات الطائرات بدون طيار والتنصت على ما ترسله إلى مشغليها.
    تأتي عملية إسقاط الطائرة بعد أيام قليلة من عملية "بوابة المجهول" وبعد قيام القسام بالكشف عن منظومة تجسس صهيونية على شبكة الاتصالات الفلسطينية في قطاع غزة، وكلها تأتي بعد الكشف عن نفق خانيونس الاستراتيجي.
    نلحظ هنا ضربات متتالية للذراع الاستخباري الصهيوني، وهي ليست المرة التي يتلقى فيها ضربات استخبارية سواء في فلسطين أو حتى في لبنان، وقد تابعنا العمليات الاستشهادية في انتفاضة الأقصى كيف شكلت معضلة مخابراتية كبرى له.
    وحتى في حرب حجارة السجيل والتي افتتحها الصهاينة بضربات وهجمات مباغتة، فقد كانت تستهدف بالإضافة للشهيد الجعبري كل من مروان عيسى ورائد العطار وقادة آخرون في القسام ومخازن لصواريخ القسام والسرايا، وإن علمنا أن الجعبري كان يتحرك بطريقة شبه علنية، فحصيلة الاغتيالات في ذلك اليوم هي فشل استخباراتي عظيم، وإن كان مجهولًا حجم الأضرار الفعلية بمخازن الصواريخ التابعة للمقاومة إلا أن حجم الرد الكبير في نفس يوم الاغتيال والأيام التي تلت تدل على أن نسبة ما دمر من صواريخ هي ضئيلة (هذا إن تم تدمير شيء أصلًا).

    ما الجديد إذن؟
    إلا أن الجديد هو حجم الانكشاف المخابراتي للاحتلال الصهيوني، فسابقًا كانت المقاومة تعتمد على الثغرات في منظومة الأمن الصهيوني من أجل توجيه عملية استشهادية أو خطف جندي، أو الأخطاء الميدانية من أجل نصب كمائن للدوريات.
    أما خلال الأسبوعين الماضيين فقد تكشف لنا حجم الضعف الأمني للاحتلال الصهيوني، فالنفق الاستراتيجي استمر العمل به لشهور طويلة في ظل وجود معدات رصد ومراقبة متطورة جدًا لاستشعار أي نفق يقترب من الحدود فما بالكم بشبكة أنفاق تخترق الحدود وتتجاوزه، والأصعب من ذلك كان عجز الاحتلال عن تدمير النفق ووقوع القوة التي أرادت تفجيره في كمين.
    من قواعد حرب العصابات وحروب المقاومة أن تنسحب من المعركة التي استعد لها عدوك (الجيش النظامي) لكن في عملية بوابة المجهول كان القسام مستعدًا للمواجهة وخاضها باقتدار رغم التفوق بالنيران وتفوق الطيران.
    أما كشف القسام عن منظومة التجسس على شبكة الاتصالات الأرضية (بما فيه شبكة الإنترنت)، والتي لم يذكر تفاصيل عنها متعمدًا إبقاء الغموض مثلما أبقى الغموض على طريقة إسقاط الطائرة واكتفى بإظهار الدليل على إسقاط الطائرة (من خلال تسريب صورتها)، فكانت ضربة استراتيجية لعملية جمع المعلومات التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني، تضاف إلى فقدان الاحتلال للاحتكاك اليومي مع المجتمع الغزي والذي كان يتيح له جمع المعلومات من عامة الناس، وابتزازهم ومساومتهم من أجل تجنيدهم ودفعهم لمستنقع العمالة.

    ماذا بعد؟
    رغم حجم الضربات الموجهة إلى المنظومة الاستخبارية الصهيونية إلا أنه لا يجب أن يغيب عنا القدرات الضخمة التي يتمتعون بها، فقد تمكن جهاز الشاباك طوال أربعين عامًا من الاحتلال المباشر لقطاع غزة من بناء شبكة معلومات واستخبارات قوية، كما أن لأجهزته المختصة بالتنصت والرصد الإلكتروني وخاصة الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية (أمان) قدرات مخيفة في مراقبة شبكات الاتصال اللاسلكي و التصوير والمراقبة وبناء بنوك الأهداف.
    وفي نفس الوقت لا يجب الاستهانة بما وصلت إليه المقاومة من قدرات في ظل ظروف صعبة للغاية، لدرجة نستطيع أن نقول معها أن الأضرار التي أصابت منظومة الاحتلال الاستخبارية غير قابلة للعلاج أو الإصلاح.
    وفي المقابل فإن قدرة القسام على تحييد سلاح الجو ما زالت محدودة جدًا وقاصرة على الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض والتي يتم التحكم بها عن بعد، ولم تصل إلى القدرة على إسقاط الطيران المروحي وطائرات أف 16، والتي إن استطاعت تحييدها فستقلب كل موازين الصراع مع الكيان الصهيوني.
    وأخيرًا مثلما ذكرنا في البداية فالتحدي الكبير والحقيقي هو تقليص الفجوة الهائلة في القوة النيرانية بين الاحتلال الصهيوني وبين العرب مجتمعين (وليس فقط المقاومة).

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 369
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-27, 09:36 AM
  2. اقلام واراء حماس 368
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-27, 09:34 AM
  3. اقلام واراء حماس 367
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:53 AM
  4. اقلام واراء حماس 366
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-24, 10:50 AM
  5. اقلام واراء حماس 305
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-08, 10:11 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •