النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 490

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء عربي 490

    اقلام عربي 490
    4/9/2013

    في هذا الملــــف:
    رأي القدس: دعم الطغاة: نهاية مخجلة لليسار الغربي
    بقلم: أسرة التحرير عن القدس العربي
    الربيع العربي وسؤال التحول الديموقراطي
    بقلم: نبيل السهلي عن الحياة اللندنية
    ما وراء الأخبار.. القوي هو من يمنع الحرب
    بقلم: محي الدين المحمد عن تشرين السورية
    سُوريا.. العِقابُ بأيدٍ عَربيّة!!
    بقلم: محمد حسن التل عن الدستور الأردنية
    مستقبل أحزاب الإسلام السياسي
    بقلم: شمسان بن عبد الله المناعي عن الشرق الأوسط
    جامعة عربية أم جمعية لدفن الموتى؟
    بقلم: راجح الخوري عن النهار البيروتية
    لا يمكن للعالم أن يترك «بشار»
    بقلم: محمد غريب حاتم عن الوطن الكويتية
    "الربيع العربي" وجهة نظر!
    بقلم: خالد الجابر عن الشرق القطرية
    متى تتعلم أميركا من أخطائها؟
    بقلم: عباس عبد الرزاق الصباغ عن الصباح العراقية
    «ديمقراطيو» واشنطن، و«اشتراكيو» باريس في مستنقع الشام
    بقلم: مراد علالة عن الصحافة التونسية
    الحلف الدولي لضرب الأسد
    بقلم: محمد مبارك جمعة عن الأيام البحرينية
    مستقبل المنطقة وشكل علاقاتها الإقليمية على المحك
    بقلم: بهاء الدين يوسف عن عُمان العمانية
    هل للشعب السوري أصدقاء في العالم ؟؟
    بقلم: بوبكر أنغير عن بيان اليوم المغربية
    حافظوا على الجيش المصري
    بقلم: بلال فضل عن الشروق المصرية
    الأسباب الحقيقية للغضب الأمريكي من إزاحة “الإخوان”
    بقلم: عاطف الغمري عن الخليج الاماراتية
    المشروع الإسلامي.. إلى أين، وأين الخلل؟
    بقلم: سهيل الغنوشي عن البلاد الجزائرية
    نحو مشروع عربي (1- 2)
    بقلم: أنس زاهد عن المدينة السعودية
    تظاهرات 30 يونيو والاحتجاجات ضد العسكر
    بقلم: محمد عبد القدوس عن الصحوة اليمنية
    شعب الله المحتار
    بقلم: البدرى الشريف المناعى عن الوطن الليبية
    إضعاف العرب.. تقوية إسرائيل
    بقلم: محيي الدين تيتاوي عن الانتباهة السودانية

    رأي القدس: دعم الطغاة: نهاية مخجلة لليسار الغربي
    بقلم: أسرة التحرير عن القدس العربي
    في 6 حزيران الماضي (في يوم ذكرى حرب حزيران) كان نيك غريفين، رئيس الحزب القومي البريطاني في زيارة ‘سلام’ الى سورية.
    من هناك أرسل غريفين رسالة الى حزبه يلخص فيها المشهد هناك بأنه هجوم وحشي من الاسلاميين على المدنيين الابرياء الذين تحميهم دولة متسامحة دينيا (ربما بقدر تسامح واعتدال انصار هذا الحزب اليميني المتطرف وهم الذين يشكلون الحاضنة السياسية لكارهي المسلمين، والاجانب عموما، في بريطانيا).
    في بروباغاندا دفاعه عن النظام السوري قدم الحزب ‘دليلا دامغاً’ عن ما يحصل في سورية ونشرها خبرا عاجلا على صفحته الالكتروني. الدليل الدامغ كان رسالة من مسؤول من الدرجة الرابعة في البرلمان السوري ‘يشرح فيها الوضع في سورية’!
    ولا ندري ان نيك غريفين اصطدم في البوابة المتحركة لفندقه خلال زيارته لسورية بالنائب اليساري الشهير جورج غالواي المشهور بظهوره في برنامج تلفزيون الواقع ‘الاخ الاكبر’.
    آخر تقليعات غالواي تصريح يضاهي تلك التي يطلقها الاعلام السوري في غرابتها قال فيه ان اسرائيل سلمت تنظيم القاعدة مواد كيميائية لضرب ريف دمشق لتشويه سمعة النظام السوري المقاوم والممانع (كلمتان لا يمكن ان يستخدمهما زعيم اليمين المتطرف غريفين لأنهما من بضاعة دعائية لا تبيع لدى جمهوره المتعصب لبريطانيا وتاريخها الامبريالي).
    الاسوأ من موقفي اليمين المتطرف واليسار المتأسلم هو موقف اليسار الرسمي البريطاني الذي نظم مظاهرة تصدرها انصار النظام السوري واعلامه وصور بشار الاسد وهم ينددون بالهمجية الغربية والعدوان على الشعوب!
    لا يتعب اليساريون وانصارهم أنفسهم في التفاصيل. ليست هناك شعوب بائسة ترزح تحت وطأة أنظمة استبداد مجرمة. ليست هناك ثورات ضد الطغيان. ليس هناك دك للمدن والقرى بالحديد والنار. هناك فقط احتمال تدخل حكومات بلدانهم عسكرياً في الخارج، وذلك شرّ مطلق.
    لم يؤرق القصف الكيماوي للمدنيين ضمائر اليساريين الغربيين ولم تؤثر فيهم صور الضحايا من الاطفال النائمين الى الابد ولعلهم قد أسعدهم الاصطفاف المفاجئ لسوريين وعرب ترتبط مصالحهم بمصالح النظام وشبكاته السياسية المالية.
    لم يلاحظ اليساريون انهم صاروا في جبهة واحدة مع اعدائهم الفاشيين لنصرة شكل أبشع من الفاشية على الطريقة العربية.
    لا يهتم المناضلون اليساريون ضد استغلال البشرية بنتائج رسالتهم العملية الى النظام السوري والتي استخدمها لمتابعة الابادة الجماعية لشعبه بالسلاح الكيماوي ما دام اليسار الغربي يقوم بتزيين اعماله وتصويرها انها مناهضة للامبريالية الغربية!
    مظاهرات اليسار الغربي ما هي الا فعل سياسي انتهازي للقول ان ‘اليسار’ ما زال على قيد الحياة بغض النظر عن النتيجة النهائية لأفعالهم فمن غير المقنع ان لا يعلم اليساريون أن ما يفعلونه يصبّ في طاحونة الاستبداد الكبرى التي يدّعون معارضتها وأنه يقضي على آخر مظاهر الاحترام الذي كان متبقياً لهذا اليسار.
    لا انصار الفاشية البريطانية (نيك غريفين) ولا اليساري المقرب من ايران (جورج غالواي) ولا قادة اليسار التقليدي البريطاني ‘المعادي للحرب’ يجهلون، كل لأسبابه الخاصة، انهم بتأييدهم لنظام الاسد يوقعون ببصماتهم على ابادة المدنيين السوريين بالسلاح الكيماوي.
    لا نأسف كثيراً على ما يفعله انصار الفاشية فهو أمر يتوافق مع عقيدتهم السياسية المعادية للعرب والمسلمين ولا يهمنا تهريج الانتهازية السياسية التي تناصر كل الدكتاتوريات، لكن استقالة العقل والمطابقة بين نظام الأسد وسورية ونتيجة ذلك العملية من تأييد ابادة المدنيين هي نهاية مخجلة لليسار في العالم الغربي.

    الربيع العربي وسؤال التحول الديموقراطي
    بقلم: نبيل السهلي عن الحياة اللندنية
    على رغم المتغيرات الدولية في بداية التسعينات من القرن العشرين، لم تبد الأنظمة العربية أي نوايا لتغيير نوعي في مجالات الاقتصاد والسياسة، بل على العكس اشتدت وطأة ظاهرة نهب المال العام والإفساد المالي والإداري في غالبية الدول العربية، في الوقت الذي تتطلع الشعوب العربية إلى بناء المؤسسات التي تعبّر عن ديناميكية المجتمع وقدراته وقواه الحقيقية وكفاءاته المتشعبة.
    لقد انعكست سياسات النظم السياسية العربية على كافة مناحي الحياة، ومن بينها الحياة الاقتصادية، وتجلى التعبير عن ذلك من خلال سوء توزيع الدخل القومي للدول العربية، حيث تتحكم أقلية من السكان التي تعيش في كنف النظام السياسي القائم بالقسم الأكبر من الدخل القومي لهذه الدولة أو تلك، في حين بقيت أكثرية المجتمعات العربية عرضة لتفاقم ظاهرة الفقر والبطالة في غالية الدول العربية.
    في مقابل ذلك يتوزع الدخل القومي بشكل أكثر عدالة نسبياً في الدول المتطورة، وبالأرقام - تشير دراسات وتقارير اقتصادية - إلى أن نحو عشرين في المئة من سكان الوطن العربي يستحوذون على تسعين في المئة من الدخل القومي، الأمر الذي يجعل أكثرية السكان تحت خط الفقر المدقع، ويضعف بالتالي خياراتهم، من صحة وتعليم ورفاه اجتماعي. وفي هذا السياق تشير معطيات إلى أن معدلات البطالة تراوح بين تسعة في المئة وثلاثين في المئة في الدول العربية.
    يشار إلى أن نصف الإناث العربيات البالغات ونحو ربع الإناث المراهقات هنّ من الأميات. كما تشير بحوث متخصصة إلى أن معدل الأمية بين البالغين في الدول العربية بقي في حدود 36 في المئة خلال الأعوام الأخيرة، في حين سجل مؤشر الأمية بين الشباب العربي بشكل عام نحو 19 في المئة . وثمة أزمات حقيقية تعاني منها المجتمعات العربية - بسبب السياسات الفاشلة للنظم الرسمية العربية – وتتمثل بعدم الاستفادة بالشكل المطلوب من تكنولوجيا المعلومات والثورة المعرفية. وتُعزَى الفجوات الكبيرة في هذا المجال بين الدول العربية والدول المتطورة في دول العالم إلى ارتفاع معدلات الأمية بين الشباب العربي.
    إذاً المسؤول عن تدني مؤشرات التنمية البشرية في غالبية الدول العربية النظم السياسية وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية. واللافت أيضاً أن المؤشرات تزداد سوءاً عند الإشارة إلى ضعف المشاركة السياسية الشعبية في غالبية الدول العربية، فضلاً عن ضعف مشاركة المرأة العربية في مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة، هذا في وقت أصبحت مشاركة المرأة من المعايير الرئيسية لمستوى التطوّر والتنمية في دول العالم.
    ويبقى القول أن الاستمرار في حالة النظم السياسية العربية المترهلة سيؤدي في نهاية المطاف إلى تراجع في المؤشرات الدالة على تطوّر المجتمعات إن على المستوى الداخلي أو الخارجي، ويمنع العرب من اللحاق في ركب الحضارة.
    ومن هنا فإن الدول العربية ستشهد مزيداً من الانتفاضات والثورات الشعبية للمطالبة في بناء مؤسسات ومنظمات اجتماعية حقيقية، فضلاً عن المطالبة بالتغيير الشامل وترسيخ مبدأ الديموقراطية وسيادة القانون عوضاً عن مبدأ الفردية في الحكم. وبطبيعة الحال فإن انتشار المبدأ المذكور سيهيئ الظروف السانحة لعودة رأس المال المالي العربي المهاجر من جهة، وكذلك ستكون الطريق معبدة لعودة الأدمغة العربية المهاجرة إلى أوطانها، حيث تشير دراسات عديدة إلى وجود خمسة ملايين من العلماء والأكاديميين والباحثين العرب في أوروبا وأميركا.
    وبعودة رأس المال المالي والبشري إلى الدول العربية وتوطينها في الوطن الأم، يمكن التأكيد عندئذ بأن ثمة قدرات وطنية حقيقية كامنة ستدفع باتجاه تعزيز وتنمية قدرات الوطن والمواطن العربي، وتالياً تحسين شروط الأداء الاقتصادي لكافة القطاعات الاقتصادية في إطار الاقتصاديات الوطنية وتحقيق معدلات نمو اقتصادي من شأنه تعزيز الخيارات للدول والشعوب العربية على حد سواء، وقد تدفع تلك التغيرات إلى أن يتبوأ الوطن العربي مكانة مهمة، ويصبح رقماً ليس هامشياً في إطار العلاقات الدولية.

    ما وراء الأخبار.. القوي هو من يمنع الحرب
    بقلم: محي الدين المحمد عن تشرين السورية
    ماذا يفيد الولايات المتحدة الأمريكية إذا شنت عدواناً على سورية؟ سؤال يطرحه القاصي والداني على وقع دق طبول الحرب الذي تقوم به الإدارة الأمريكية منذ أسابيع, وكأن الشعب الأمريكي يرغب في تكرار التجارب المخيبة للآمال والتي لم تجلب له سوى الأزمات ابتداء من أحداث أيلول 2001 مروراً بغزو أفغانستان والعراق والعدوان على ليبيا..
    إن أكثر من 75% من الأمريكيين والأوروبيين يرفضون شن عدوان على سورية, وأعتقد أن هذه النسبة المرتفعة تشير بشكل واضح إلى أن هؤلاء يرون في ذلك العدوان إشعالاً لبرميل بارود لا يمكن السيطرة على آثاره الكارثية التي ستنعكس سلباً على الأمن والسلم الدوليين.
    وستكبد شعوب العالم نفقات تلك الحرب لتزيد في أزماته الاقتصادية والمالية والتي تتفاقم منذ بداية القرن الحالي, أضف إلى أن هؤلاء الرافضين للحرب يدركون أن الحكومة السورية تواجه حرباً ظالمة على شعبها, وترد كيد الإرهابيين والتكفيريين من تنظيم القاعدة وفروعه الإرهابية الأخرى, كما يدركون أن الأسلحة الكيميائية التي قتلت المئات من الأبرياء في الغوطتين وفي خان العسل قد تم استخدامها من مسلحي جبهة النصرة وفق ما أكدته السيدة كارلا دي بونتي وأكثر من مرة, وربما يعلمون بدقة أكثر أن تلك الغازات السامة قد دخلت سورية برعاية بندر وأردوغان ونتن ياهو وغيرهم من رموز معسكر التآمر على العروبة والإسلام والإنسانية...
    لقد حاولت الإدارات الأمريكية المتعاقبة أن تبني أمجادها على القوة العسكرية, لكن الشعب الأمريكي والشعوب الأوروبية يعلمون أن مغامرات أمريكا العسكرية لم تجلب لشعوب العالم إلا المآسي والأزمات والفقر والموت والدمار... وتالياً فإن موقف الشعوب الرافضة للحرب يؤكد أن على الإدارة الأمريكية التي يدفعها فرط القوة إلى إشعال الحروب بين الفينة والأخرى أن تدرك بأن شن تلك الحروب هو انعكاس لضعف أخلاقي, وإنساني, وسياسي وهو تكرار لفشل عسكري, ذلك لأن شعوب العالم تدافع عن وجودها وعن مصالحها وإن تلك الشعوب قد هزمت أمريكا وحلفاءها في العراق وأفغانستان, وستهزمها في أي مغامرة عسكرية جديدة على سورية وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد: «القوي هو من يمنع الحرب وليس من يشعلها».
    فهل تثبت إدارة أوباما قوتها الحقيقية في منع وقوع الحرب، أم إنها ستنساق وراء ضعفها الأخلاقي والسياسي والإنساني وتحصد هزيمة جديدة تضاف إلى هزائمها السابقة؟

    سُوريا.. العِقابُ بأيدٍ عَربيّة!!
    بقلم: محمد حسن التل عن الدستور الأردنية
    ما زلنا مُقتنعين أنّ النظام السوري أجرم في حق شعبه، عندما رفض التعامل مع مطالبه في الحرية والإصلاح، وتعامل مع حراكه بعنف كبير، مما دفع الناس في الشّام إلى تسليح ثورتهم، الأمر الذي فتح كلّ أبواب الشّر على سوريا، واستُبيحت الأرض السوريّة، من قبل كلّ من يريد بها شرّا وإرهابا، حتى وصلت الأمور إلى ما نراه الآن، من تخريب شبه كامل للبلاد.. قتلا للإنسان، وتدميرا لكلّ بناء وحياة.
    كما أظهر النّظام السوريّ غباء سياسيا كبيرا، عندما ركب رأسه في معاندة الواقع، ورفض كلّ المبادرات التي قُدمت له، من جهات كثيرة في العالم، للوصول إلى حلّ يُرضي الأطراف السورية، ويحقن دماء السوريين، ويحفظ الشّام من الخراب الذي دمّر إنجاز الإنسان السوري، على مدار عقود طويلة.
    ولم تَعد الشّام برائحة الياسمين، بل غرقت برائحة الدم والفتنة والطائفية البغيضة، كلّ هذا وغيره كثير .. ولكنْ.. مع كلّ عناصر هذه المعادلة المعقدة، نقول بوضوح وإخلاص: إنّ تعريض سوريا لضربة عسكرية، من قبل الأمريكان وحلفائهم، لا يُمكن لأحد أن يرضاه، أو يدفع باتجاهه؛ لأنّ الخاسر الأول في حال تنفيذ التّهديد الأمريكي، هو قطعا الشّعب السوري، خصوصا أنّ الرئيس الأمريكي أعلن بصراحة، أنّ مطبخ القرار في الغرب، لا يقصد من الضربة إسقاط النّظام في دمشق.
    إذاً، الضربة في حال وقوعها، ستكون تدميرا لكلّ ما أنجزه السوريون، من دمهم وعرقهم وأموالهم، وستتعقد الأزمة أكثر، وسيستمرُّ مسلسل القتل، وربما يكون أقلّ الأطراف خسارة هو النّظام نفسه هناك، وستتعدد حلقاته وتتسع؛ لذلك على كلّ من يصفِّق للضربة الأمريكية، أنْ يُعيد النّظر بحساباته؛ لأنّ المتضرر الأول والأخير، كما أشرنا، من هذه الضربة سوريا، الإنسان والأرض والإنجاز، وبالأخص، «فرسان» ما يُسمى المعارضة السورية في الخارج، حيث لم يتّعظ هؤلاء من نظرائهم في العراق، عندما كانوا يجوبون العالم، من أجل التّحريض على ضرب بلادهم، فكان ما كان للعراق من ضياع وتدمير واحتلال ونهب للثروات، والأهمّ من ذلك كله، فقدان العراق لأمنه واستقراره، الذي لا يزال يبحث عنه منذ عشر سنوات ولم يجده!
    ومع هذا، لا يوجد ذو ضمير حيّ، لا يُطالب بكبح جماح النظام السوري المجنون، ولجمه عن القتل والتدمير، بل ومعاقبته. كذلك على كلّ عاقل أنْ يُطالب بكبح جماح الإرهاب المنفلت من عقاله في سوريا، بواسطة الجماعات التي تُسمى ظلماً «إسلامية»، والتي استباحت كلّ حرام تحت يافطة الإسلام، وباتت تقتل على طول اللحية من قِصَرها.
    في هذه اللحظة التاريخيّة التي تمرُّ بها سوريا، والمنطقة العربية كلّها، على العرب أنْ يكونوا أكثر عقلانيّة، في التّعامل مع الأزمة السورية، وأنْ يستعيدوا زمام المبادرة في هذه الأزمة، التي إذا استمرّت على هذا النحو، ستعصف بكلّ الأطراف العربية –هل نحن هنا نطلب المستحيل؟! – وأول خطوات استعادة زمام المبادرة، هي الموقف المُحايد الإيجابي، بحيث لا يقف أيُّ طرف عربي، مع طرف سوريّ ضدّ الآخر، حتى تعود المصداقيّة للنوايا العربية في الحلّ، أمّا هذا التَّخندق البغيض من قبل الكثير من العرب، خلف آراء مسبقة، ومواقف حديّة، ما زاد ولن يزيد الأزمة إلا تعقيدا، وسيخرج العرب تماماً من إطار هذه الأزمة، ليصبحوا متفرجين على ما يجري في سوريا، كأيِّ طرف آخر لا يعنيه الأمر، وليست تجربة العراق ببعيدة عنّا.
    وهنا يبرز الموقف الأردنيّ، كنموذج إيجابيّ في التّعاطي مع المسألة السورية، حيث لم يتخندق مع أيّ طرف من أطراف النزاع ضدّ الآخر، وبالتالي، ظلَّ صاحب مصداقية عالية في موقفه منذ البداية، الدّاعي للحلّ السياسيّ.
    العربُ اليوم غرقى في وحل الأزمة السورية، نتيجة انقسامهم الأفقي والعامودي إزاءها، ولأنهم لم ينظروا إلى الحلّ، من منطلق مصلحة الشعب السوري المنكوب، بل كانت معظم مواقفهم، نتيجة حسابات سياسيّة ضيّقة، وتصفية حسابات، الأمر الذي أفقدهم زمام المبادرة في أيّ حلّ.
    نريد معاقبة الأسد ومَن معه، ونريد تنظيف سورية من كلّ إرهابيّ جاهل، ولكنْ، بأيدٍ سوريّة عربيّة، لا بسلاح أمريكيّ أعمى، لا يرى في المنطقة إلا مصلحة أصحابه، وفوقهم إسرائيل........ وسَلامٌ على الشَّام وأهلها.



    مستقبل أحزاب الإسلام السياسي
    بقلم: شمسان بن عبد الله المناعي عن الشرق الأوسط
    بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت في مصر حول رفض الإخوان الحوار السياسي وفض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة سلميا، وفي تونس حيث رفض حزب النهضة الإخواني مشاركة الأحزاب الأخرى في الحكم، علينا أن ننظر إلى المستقبل السياسي للأحزاب الإسلاموية وذلك عندما كشفت هذه الأحداث وبما لا يدع مجالا للشك أن هناك إشكالية فكرية ومجتمعية تعاني منها هذه الأحزاب، وهذه الإشكالية الكبرى تتلخص في التالي: هل هذه الجماعات والأحزاب قابلة للاندماج مع مجتمعاتها وتلتقي بأهدافها مع أهداف المجتمع الذي تعيش فيه، أم أن لها أجندتها الخاصة بها التي هي خارجة عن أجندة مجتمعاتها؟
    على ضوء هذه الإشكالية الكبرى تتمخض قضايا كثيرة، أولها: هل هذه الجماعات لديها الاستعداد أن تتخلص من حالة الانعزالية والسرية في العمل وتنفتح على الجماعات المختلفة عنها في انتماءاتها الفكرية والعقائدية في مجتمعاتها وتتفاعل معها في سبيل تكوين دولة مدنية، وتعي بأن الإسلام هو دين يجمع ولا يفرق ويحث على الوحدة والتماسك وينبذ استباحة الدماء والعنف؟ أم أنها تظل تتمسك بتكفير كل الفرق الموجودة في المجتمع الذي تعيش فيه ويدور نسيج تكوينها حول أفكارها الخاصة الخاطئة التي تتمحور حول جاهلية هذا المجتمع؟ هذا سؤال مهم، وذلك لأن الدين الإسلامي هو المقوم الأساسي لتكويننا الثقافي، وهو دين التسامح والاعتدال وليس التطرف والعصبية والعنف والقتل، والإسلام يقبل التعايش حتى مع أصحاب الديانات الأخرى، لكن يبدو أن هذا التصور غير موجود لديها، وكل ما تؤمن به هو فكرة الحكومة الإسلامية التي ما زالت مختزنة في العقل الباطن لهذه الجماعات، وذلك ما جعل هدفها الأول هو الوصول إلى الحكم لتحقيق هذا الهدف بأي ثمن ووسيلة، في الوقت الذي تفتقد فيه هذه الجماعة وجود رؤية واضحة وبرنامج سياسي مستقبلي لبناء وتكوين الدولة المدنية لمرحلة ما بعد الوصول إلى الحكم، وهذا ما ظهر جليا في السنة التي حكم فيها الإخوان سواء في مصر أو تونس، فلقد كان همهم هو شغل المناصب القيادية في الدولة «وأخونتها»، وذلك يبدو أنه ناتج عن أنهم لا يتقبلون فكرة وجود الطرف الآخر، وهناك فرق بين نظام سياسي لديه تصور ورؤية واضحة للمستقبل، ونظام يكون هدفه فرض نفوذه ورؤيته ونمطه هو على المجتمع.
    القضية الأخرى هي: هل الإخوان على استعداد لفك ارتباطهم بالتنظيم الدولي السري وأن يعلموا أن القضية الأساسية ليست قضية تسييس الدين والمجتمع بقدر ما هي قضية بناء وتنمية المجتمع؟ خصوصا بعد أن كشفت وسائل الإعلام عن أن للإخوان نشاطهم السياسي الخارجي الذي كان آخره الوثيقة السرية للاجتماعات الطارئة لقادة التنظيم الدولي للإخوان في العالم، التي عقدت مؤخرا في إسطنبول وكشفت عن وجود مخطط وأهداف الجماعة من الاعتصامات والحشود في ميداني رابعة والنهضة لعودة الرئيس السابق محمد مرسي، وهذا يعكس أن القرار يصنع لهذه الجماعات من الخارج وليس من الداخل.
    ومما يزيد الطين بلة أن الإخوان والأحزاب الإسلامية الأخرى ليس لديها تجارب وخبرات في ممارسة العملية السياسية سواء في الحكم أو خارجه، وذلك بسبب أنها كانت دائما في حالة تصادم مع أنظمتها السياسية في دولها. ولو رجعنا إلى الوراء قليلا سنجد أن أول حزب إخواني وصل إلى السلطة هو حزب المؤتمر الشعبي الإسلامي في السودان بعد أن قام حسن الترابي بانقلاب في يونيو (حزيران) عام 1989 على النميري وعين عمر حسن البشير رئيسا لحكومة السودان وقال حينها: «البشير هدية لنا من الله»، ولكن هذا التحالف لم يدُم بسبب أن الترابي حاول السيطرة على جميع السلطات واختلف مع البشير حول قضايا الشورى والحريات وانتخاب الولاة لا مركزيا وتعيين رئيس للوزراء، مما رآه البشير انتقاصا من صلاحياته الدستورية وقام بانقلاب عليه وحل البرلمان في أواخر عام 1999م، وبعدها أصبح الترابي أشهر معارض للحكومة. وهكذا نجد أن التاريخ يعيد نفسه عام 2011، ولكن في مصر عندما قام الإخوان باختطاف الدولة والتفرد بكل أجهزة الحكم ثار غضب الأحزاب الأخرى ووصل الموقف إلى حالة الاحتقان، لذا نقول هنا إن على الأحزاب الإسلاموية أن تراجع نفسها وأن تدرك أن التعددية الفكرية في المجتمع هي حقيقة لا مفر منها.
    هذه الإشكالية الكبرى لا تنطبق على كل الجماعات الإسلامية، فهناك جماعات عرفت حقيقة الإسلام، ولذا لم تقحم نفسها في العمل السياسي، إنما نشرت دعوتها دون كل ذلك، ولنا في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية قدوة حسنة، حيث عمل على تصفية وتجديد العقيدة الإسلامية من شوائبها وصحح كثيرا من الأفكار الخاطئة عن الإسلام وأعلى من شأنه من دون أن يقوم بأي حراك سياسي، ووصلت الدعوة الوهابية الإسلامية النقية إلى أقصى بقاع الأرض. إننا إذ نشير إلى ذلك نثبت بأن الدعوة الإسلامية حكمة وتعقل وليست تهورا وتخندقا في أحزاب سياسية، ومن هنا نقول إن على الإخوان المسلمين وأحزاب الإسلام السياسي الأخرى أن تتصالح مع مجتمعاتها وتراجع منطلقاتها الفكرية وتعرف أن الإسلام عقيدة وليس آيديولوجية.

    جامعة عربية أم جمعية لدفن الموتى؟
    بقلم: راجح الخوري عن النهار البيروتية
    نسي بعض وزراء الخارجية العرب الذين رفعوا عقيرتهم نهاية الاسبوع داعين الى حل سلمي في سوريا، ان النظام السوري الذي يصرّ على الحل العسكري منذ بداية الازمة، كان قد رفض "المبادرة العربية" موجهاً بيانات الاحتقار الى الجامعة ومتهماً اعضاءها بالخيانة، لمجرد انهم حاولوا وضع تصور لحل سياسي ينهي فصول المذبحة التي دمرت سوريا وقتلت اكثر من مئة الف سوري آخرهم قضى اختناقاً بالسلاح الكيميائي.
    مباشرة ومن دون تردد اقول، انه لولا صوت الامير سعود الفيصل ودعوته الصريحة الى "تدخل المجتمع الدولي لوقف العدوان على الشعب السوري قبل ان يفنى" لكنا امام جمعية عربية لدفن الموتى وليس امام جامعة عربية، يفترض ان تكون لها كلمة فاعلة وقوية في الشأن العربي، وأي شيء أهم من رفع الصوت في مواجهة المذبحة السورية المفتوحة، ومن دعوة العالم الى تحمل مسؤولياته القانونية والاخلاقية والانسانية حيال ما يجري... على الاقل فليسعد النطق إن لم تسعد الحال؟
    لم تذهب الجامعة العربية الى مجلس الامن المقفل بالفيتو إلا بعدما اسقط الروس والايرانيون مبادرتها للحل السلمي، ثم سرعان ما تم إفشال مهمة المراقبين العرب ثم الدوليين، وسرعان ما أفلس كوفي انان ثم الاخضر الابرهيمي، وعلى رغم ان وليد المعلم يستحي الآن من المطالبة بمراقبين عرب للتحقيق في مذبحة الكيميائي فان عدنان منصور لا يستحي!
    والجامعة إما ان تستحق اسمها وإما ان لا تكون من هذا العالم العربي، لهذا كان من الفظاظة ان يبدو بعض وزراء الخارجية في مواقفهم من المذبحة الكيميائية، وكأنهم يأتون من بلاد الماو ماو مكتفين بالحديث عن الحل السلمي في وقت يمضي النظام السوري في الحل العسكري الذي وصل الى درجة استخدام الكيميائي، وهو ما اثار غضب العالم ولم يثر في بعض هؤلاء الوزراء الميامين مجرد احساس بسيط حيال شعب يواجه الفناء على يد حكامه كما قال سعود الفيصل!
    واذا كان الشعب السوري المذبوح يطالب المجتمع الدولي بمساعدته لإيقاف النزف الدموي، فأقل الواجب الاخوي والاخلاقي ان يؤيده مجلس الجامعة في هذا، فكيف اذا كان بعض الوزراء يتعامون عن المذابح ويتحدثون عن ترهات الحل السياسي الذي يرفضه النظام؟
    عندما تسارع الجامعة العربية الى نفي وجود غطاء عربي للضربة العسكرية الاميركية المحتملة، مكتفية بتفاهة الحديث عن "المنظور الاخلاقي والسياسي والاستراتيجي"، فإنها بذلك تستمر في تأمين غطاء الصمت الشيطاني عن التدمير العسكري الممنهج الذي يمضي النظام فيه بالكيميائي وبغيره، اضافة الى تغطية التدخل الميداني الايراني الذي لا يبالغ الفيصل حين يعتبره احتلالاً... أولم تقل طهران ان سوريا هي الولاية الايرانية رقم 35؟

    لا يمكن للعالم أن يترك «بشار»
    بقلم: محمد غريب حاتم عن الوطن الكويتية
    من المضحك ان نسمع البعض وهو يدافع عن سورية وعدم ضرب سورية، والشعب السوري نفسه ينادي ويصرخ بأعلى صوته للعالم انقذونا من سفاح ومجرم سورية بشار والعصابة المجرمة من شبيحة وانصار حزب الشيطان ومرتزقة المالكي.
    الواقع ان سورية اليوم ليست دولة ذات سيادة تحترم شعبها، سورية اليوم مسكينة، ارض سرقها حزب البعث السوري بقيادة المجرم الاكبر حافظ الاسد بانقلابه على السلطة في عام 1963 ومن ثم تسلمه مقاليد الحكم بعد حركته التصحيحية الشهيرة عام 1970 مكافأة له بضياع الجولان وسقوط القنيطرة يوم كان وزيرا للدفاع بعد هزيمة حرب 1967 حيث حكم سورية بالحديد والنار لما يقارب الثلاثين عاما ومن ثم اورث حكمه في سابقة هي الجمهورية الملكية السورية حيث تم تعديل الدستور خلال خمس دقائق وبموافقة مجلس النواب النيام بنسبة %99.9 (تفصال) حسب الشروط المناسبة لنجله الدكتور بشار الحاكم بأمره، وهذه صورة اخرى من صور الطغيان البعثي لصدام المجرم المقبور والاسد حرامي سورية الجبان.
    هؤلاء الدجالين باسم العروبة وباسم الدين وباسم الكرامة عليهم ان يبتعدوا فالعالم المتحضر لا يقبل الكذب والنفاق الفاضح المخجل. والاكبر من ذلك ظهر علينا المالكي في العراق الذي دمر البلد وسلَّمه للجمهورية الايرانية الظالمة التي بدأت منذ ثورتها عام 1979 بتصدير نموذج الثورة الفاشلة الى جميع الدول المجاورة وخاصة دول الخليج العربي بتشدقها بالاسلام، وها هم اليوم مرشدو الثورة الايرانية يقتلون الشعب السوري ويشاركون عملاءهم من حزب الشيطان في لبنان في تدمير سورية ولبنان وزرع الفتنة كما فعلوا في تفجيرات الكويت عام 1980 واختطاف «الجابرية» وقتل ابرياء.
    نراهم اليوم يقذفون اسرائيل بصواريخ الكاتيوشا بينما يقذفون الشعب السوري الاعزل بصواريخ سكود الباليستية بعيدة المدى لتدمير اكبر قدر ممكن من المدن السورية وقتل الابرياء، وهذا لم تفعله اسرائيل مع الدول العربية خلال حربها منذ عام 1948، بل وهدموا التاريخ والآثار والقبور والمساجد.
    ايران تدعم العصابة السورية الغاشمة بمليارات الدولارات والشعب الايراني يعيش تحت خط الفقر عدا عن مشاكل البطالة وانتشار المخدرات في ظل حكم بوليسي ظالم قمعي، حيث تم قمع الشعب الايراني في الاهواز. ويمنعون بناء مسجد في طهران ويسمحون لليهود والنصارى بكل ما يطمحون له، بل وتعيين اعضاء لهم في مجلس الشورى؟!
    كذلك نرى بوضوح التدخل الايراني السافر في شؤون المملكة البحرينية الشقيقة من خلال زرع الفتنة والتشجيع على اعمال الشغب والتخريب واثارة القلاقل بين ابناء الشعب البحريني المسالم.
    وهذه كلها امثلة لما يحصل تحت سمع وبصر العالم المتحضر الساكت عن جرائم النظام البعثي في دمشق والضاحية الجنوبية بالاضافة الى شريكتيهم في القتل ايران وروسيا.
    المخجل في الامر هو ان حكام إيران ومدعي العروبة والاسلام يقفون مع هذا النظام البعثي المجرم وكأنه من رجالات دينهم كما دمر صدام حسين العراق برفقة زمرة المنافقين من الكتاب والصحافيين المأجورين بالدولار وصفقات النفط مقابل الغذاء.
    اللهم نسألك ان تحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه ومن كل معتوه لا يفقه ما يقول ويفعل ويقتل شعبه الاعزل بدم بارد، اللهم انا ندعوك لتنقذ صرخة طفل بريء من وحشية السلاح الكيماوي.
    واخيرا نسأل الرئيس اوباما أن يصغي ويسمع صرخات الشعب السوري المستضعف الذي يستشهد المئات من ابنائه يوميا نتيجة اللامبالاة والتخاذل الدولي والعالمي والسكوت عن الجرائم المرتكبة بحقه، اضافة الى الملايين من السوريين اللاجئين والنازحين في مخيمات دول الجوار.
    نقول لأوباما كفى تأجيلا وترددا ومماطلة بحجة اتباع القنوات القانونية لاتخاذ قرار الحرب على الظلم والطغيان ومحاربة الدكتاتوريات، حيث عودتنا امريكا بأنها نصيرة الديموقراطية والمساواة والحريات في دول العالم المتأخرة عن ركب الحضارة، فلو تم محاسبة هذا المجرم بشار منذ سنتين لما مات اكثر من مائة الف شهيد ولانتهى الموضوع خلال اسبوعين كما حصل في ليبيا وبقية دول الربيع العربي.

    "الربيع العربي" وجهة نظر!
    بقلم: خالد الجابر عن الشرق القطرية
    هل كل ما يقال عن ثورات "الربيع العربي" صحيحا؟ الكتاب الأخير للصحفي البريطاني، المتخصص في الشرق الأوسط، جون آر. برادلي، (ما بعد الربيع العربي) يزعم أنها لم تندلع مطلقاً من أجل الحرية والديمقراطية، وإنما لأسباب مختلفة تماما، والدليل على ذلك هو أن المؤمنين بالحرية والديمقراطية لن يحكموا تلك الدول في نهاية الأمر، وإنما سيكون مصيرها هو حكم الراديكاليين والمتشددين الذين سيعتلون السلطة فيها ويمارسون استبداداً أشد وطأة، كما حدث في إيران. شهرة الكاتب استمدت من أنه كان من أوائل من تنبؤا بكل جرأة بالثورة في مصر ضد مبارك ومن دكتاتورية بن علي قبل قيام ثورة الياسمين في تونس. كتاب يسلط الضوء على المرحلة التي أعقبت الثورات في العالم العربي ومدى الانتشار الدراماتيكي للأيديولوجية الدينية وأوجه التنافس بين القبائل، والانقسامات بين السنة والشيعة. ويتناول الفتنة الطائفية القديمة والحرب الأهلية الضارية بين القبائل في كل من ليبيا واليمن، والانقسامات العرقية التي تهدد بتمزيق سوريا وإيران.
    هل نلوم "الربيع العربي" إذا تم اختطافه وتجيريه لخدمة أجندات مختلفة، يشير المستعرب الروسي الدكتور فلاديمير أحمدوف، إلى أن السبب الرئيسي لكل الثورات العربية هو سعي الشعوب العربية بما فيها جزء من النخب العربية إلى "التحرر" من قبضة التبعية الخارجية والحصول على استقلالية في حل المشاكل الداخلية والحياة الإقليمية. قد جرب العرب هذه المساعي أكثر من مرة لكن انتهت تلك الانتفاضات والحركات الشعبية بالفشل مرة تلو الأخرى وتبع ذلك حكم خارجي تحت مسميات "متحضرة" لكن مضمونها يكرس الاستحواذ على مقدرات الشعوب العربية وثرواتها الوطنية.
    ويقول: إن اليوم، نشهد في ظاهرة "الربيع العربي" محاولة جديدة ولكنها تحمل ـ سواء أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا ـ طابعا شعبيا ودينيا. وانطلاقا من ذلك نجد أن التوافق الحالي بين سياسة الغرب وروسيا وكذلك إيران والصين تجاه الثورة السورية، مع مراعاة الفوارق الشكلية في مواقفهم، تؤكد مرة أخرى على أن "الربيع العربي" لم يتمناه أحد منهم وكذلك الثورة السورية ليس فقط لم ينتظروها وإنما أرعبتهم جميعا!

    متى تتعلم أميركا من أخطائها؟
    بقلم: عباس عبد الرزاق الصباغ عن الصباح العراقية
    من السذاجة بمكان الحكم بأن مسعى الولايات المتحدة الأميركية لشن ضربة «محدودة» تقول عنها انها «تأديبية» ضد نظام بشار الأسد هو بسبب «حقوق» الإنسان بعد الهجمة الكيمياوية التي استهدفت أبرياء أكثرهم في الغوطة حيث تتمركز أغلب القوات التي تحارب نظام بشار الأسد، فحتى الآن لم يثبت أي تقرير مسؤولية أي طرف من أطراف النزاع في توجيه هذه الضربة مع الاخذ بنظر الاعتبار إن كلا الطرفين له سجل غير نظيف في حقل حقوق الإنسان يشجع على توجيه الاتهام اليه، ولكن وبحسب ادعاءات الإدارة الأميركية ولأسباب تتعلق بالأمن القومي الأميركي لإعادة ترتيب خارطة الستراتيجيات في شرق أوسط خالٍ من العناصر «المشاكسة» مثل نظام بشار الاسد وحزب الله وصولا الى إيران ووفق معطيات ما يسمى بالربيع العربي والنتائج التي تمخضت عن حرب العراق وسيناريو إسقاط صدام .
    ان الانتهاكات اليومية الفظيعة التي تجري في سوريا منذ أكثر من سنتين من قبل جميع الأطراف المتنازعة والتي يدفع ثمنها الشعب السوري الأعزل والذي ليس له ناقة او جمل في هذا الصراع ، وكما يظهر ذلك واضحا في المشاهد المسربة من العمق السوري، أقول ان هذه الانتهاكات لم تكن لتستحث المجتمع الدولي او مجلس الأمن او الأمم المتحدة سوى على إصدار بيانات الاستنكار والشجب والدعوة الى «إلقاء» السلاح والتزام «ضبط» النفس وتغليب لغة «العقل» واللجوء الى «الحوار» في وقت تعيش فيه سوريا حربا أهلية طاحنة تتصارع فيها الأجندات الخارجية والنوازع الطائفية مدفوعة الثمن، وكانت الولايات المتحدة تراقب ذلك عن كثب، وقد جاء الحدث المرتقب وهو التراشق بالجهد الكيمياوي، وهو من أسلحة الدمار الشامل، الأمر الذي عدته الإدارة الأميركية خطاً احمر ينبغي عدم السكوت عليه مجيشّة الرأي العام الأميركي فضلا عن الكونغرس ومحشدة الرأي العام العالمي وملقية بالمسؤولية على نظام بشار من دون أي دليل قاطع سوى التباكي على «حقوق» الإنسان، والمسألة حتى الآن هي مجرد تكهنات وافتراضات مبنية على استنتاجات كيدية مسبقة، إذ لم تقدم الولايات المتحدة أي دليل قاطع على استخدام الأسد للسلاح الكيمياوي، وفي المقابل لم تقدم روسيا أي دليل قاطع على عدم استعمال هذا النظام للأسلحة الكيمياوية، فالذي «يؤكد» لم يقدم أي دليل وهو ماضٍ في التلويح بالقوة «الخشنة» هذه المرة حتى من دون تفويض أممي والذي «ينفي» لم يقدم أي دليل ايضا فكأن المسالة أحجية سياسية يتبارى الطرفان الى حلها ولكن بمنظار الهيمنة والمصالح الستراتيجية ودواعي «مخاطر» الامن القومي.
    الحقيقة الكامنة في المسعى الأميركي هذه المرة ليست في استنساخ تجربة العراق او إنتاج طبعة معدلة لسقوط صدام حسين وفق سيناريو جديد لن يعيد الى الأذهان تجربة العراق حسب ادعاء «كيري» وزير الخارجية الأميركي بأن تجربة العراق لن تتكرر وهي تجربة مريرة ودامية ومكلفة ومليئة بالأخطاء والإخفاقات بالنسبة للولايات المتحدة وللعراقيين في الوقت ذاته ، وإنما المسعى الحقيقي هو محاولة الولايات المتحدة بالإمساك بعصا التفوق الستراتيجي الشرق الأوسطي من الوسط والتلويح بالقوة متى ما رأت مصالحها ومصالح حليفتها الستراتيجية «إسرائيل» تقتضي ذلك بعرض العضلات والإيحاء بأن منطقة الشرق الأوسط هي من ضمن الثوابت الستراتيجية للولايات المتحدة وليس بالضرورة الالتزام بمبدأ القوة الناعمة إذا ما تعرضت مصالحهما الستراتيجية للخطر .
    إن الإشارة الصريحة لأميركا هنا هي انها لا تزال ماسكة بخيوط اللعبة الجيوستراتيجية الشرق أوسطية وانها تدير بيادق «الشطرنج» متى ما أرادت ذلك، حتى في ظل انحسار أو تراجع الاهتمام الأميركي في هذه المنطقة، إذ إن هنالك اتجاها تنحوه الإدارة الديمقراطية واتجاها شعبيا أميركيا ينزع نحو هذا التراجع ولكن مع الاستمرار بتهميش الدورين الروسي والصيني في المنطقة باعتبار منطقة الشرق الأوسط احتكارا أميركيا في كل الظروف والمستحدثات، فالوجه الأميركي الخشن يقتضي العبور فوق التفويض الدولي وتجاوز المنصة الأممية إذا ما استدعت الضرورة القومية الأميركية ذلك كما فعلت في حرب 2003 في العراق.
    والسبب الثاني والمهم في المسعى الأميركي هو تقليم أظافر الأسد وحزب الله او التمهيد للقضاء عليهما كلاهما في سيناريو آخر مستقبلي، فكلاهما شوكة في خاصرة إسرائيل بحسب ظاهر الحال.
    ان حرب المصالح ذات الأجندات الخارجية ستحوّل المشهد السوري الى مستنقع قد يفوق تقديرات صانع القرار الأميركي او قد يحول المنطقة كلها الى برميل بارود وقد تدفع الأطراف المتورطة في هذا الصراع الثمن ذاته الذي سيدفعه بشار الأسد ويتحول المشهد السوري – بحسب رؤية العراق المحذرة من توجيه ضربة أميركية – الى فيتنام اخرى للولايات المتحدة التي تسعى الى توجيه هذه الضربة من دون تفويض أممي يشرعن استخدام القوة كحد أقصى إن تعذر «التفاهم» وهذه ليست المرة الاولى التي ترتكب فيها أميركا هذا الخطأ الستراتيجي الذي قد يُدخل الثعلب الأميركي في القفص كما دخل الدب الروسي في الفخ عام 1979 والذي استدرجته الاستخبارات الأميركية والمخابرات الباكستانية ومعهما تنظيم القاعدة للوقوع في الفخ ما أسرع في انهيار الاتحاد السوفييتي وقد تكون سوريا أفغانستان اخرى ولكن بالمعكوس.


    «ديمقراطيو» واشنطن، و«اشتراكيو» باريس في مستنقع الشام
    بقلم: مراد علالة عن الصحافة التونسية
    اذا تركنا جانبا تشبث الادراتين الأمريكية والفرنسية بإغداق «قذائف» الديمقراطية و«نيران» الحرية على الشعب السوري وتركنا جانبا حسم باراك أوباما وفرانسوا هولاند لأمريهما ورفضهما لبقاء بشار الاسد رئيسا للجمهورية العربية السورية يحق لنا ان نتساءل لماذا لا تعول واشنطن وباريس على عاصمة عربية بعينها كالرياض أو الدوحة مثلا أو حتى تونس التي استضافت أول اجتماع لأصدقاء سوريا قبل عام تقريبا للاضطلاع بمهمة إسقاط النظام في هذا البلد العربي وقيادة العمل العسكري فيه أو إعطاء هذا الامتياز حصريا للمعارضة السورية المسلحة التي تقدم نفسها على كونها «البديل الديمقراطي» في وجه الاستبداد «الأسدي»؟
    سؤال مشروع بعد ان صار جليا تخبط الرئيسين الديمقراطي باراك أوباما والاشتراكي فرانسوا هولاند واضطرارهما لإعادة جدولة وبرمجة «الضربة العسكرية» لسوريا من خلال المرور مجددا عبر المؤسسات المحلية والدولية كالكونغرس الأمريكي والبرلمان الفرنسي ومجلس الأمن الدولي وما تبقى من النظام الرسمي العربي في جامعة العرب وخصوصا بعد أن أجبر نواب الشعب البريطاني رئيس وزرائهم على التخلي عن الانجرار وراء الخيار العسكري.
    والجواب عن السؤال المشروع واضح وبسيط، فأمريكا وفرنسا لا يثقان في الانظمة العربية حتى بعد ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي ولا ينظران اليها الا كالبقرة الحلوب التي تغدق الاموال وتتكفل بمصاريف الحروب ومكابدة تداعياتها ولنا في المثال العراقي افضل دليل على ذلك دون ان ننسى وعي الغرب عموما بحقيقة معاداة الحكام العرب للديمقراطية والحرية والتداول السلمي على السلطة والمساواة وغيرها ...
    وتشاء الصدف ان تقرع طبول الحرب على سوريا هذا العام كما حصل عام 1990 ابان «الحرب الثلاثية» على العراق مع تغيير طفيف هو عدم انتماء الرئيس الامريكي هذه المرة الى الحزب الجمهوري في المقابل يحافظ هولاند على مكان الاشتراكي فرانسوا ميتران في الاليزيه بفضل جزء لا يستهان به من اصوات الناخبين العرب وهو ما يبرهن على ان المصلحة العليا للأوطان في الديمقراطيات الغربية العريقة هي فوق التجاذبات السياسية وفوق ألوان سكان القصور الرئاسية سواء كانوا يمينا او يسارا، محافظين او اصلاحيين ... ومن هذا المنطلق، دائما لا تشق الادارات الغربية في المعارضة سواء كانت في الداخل او الخارج ولا ترى فيها سوى طابور خامس لتنفيذ المهمات القذرة كما فعل أولئك الذين امتطوا الدبابات الامريكية التي دكت اسوار بغداد عام 2003.
    وهذه حقيقة تدركها وجوه من المعارضة السورية على غرار هيثم مناع الناشط السياسي والحقوقي المقيم في باريس باسم رئيس اكبر تحالف ديمقراطي للمعارضة السورية في المهجر لكنه لا يستطيع قلب المعادلات على ارض الواقع لانه اختار في تقديرنا منذ البداية الاتجاه المعاكس للمصلحة الوطنية للشعب السوري ووضع نفسه في تصرف من يعتبرهم هو نفسه اليوم تكفيريين ومعادين لسوريا والسوريين.
    هي اذن الحرب التي تدشن ربما احدى المحطات الاخيرة في برنامج الشرق الاوسط الجديد الذي بشرتنا به الادارات الامريكية المتعاقبة لكنها محطة ستكون أشدّ وأعتى على واشنطن وباريس ومن سيلف لفهما من بقية المحطات السابقة في المنطقة وحتى في الاقاليم المجاورة.
    انه بامتياز «مستنقع الشام» الذي لقنت فيه المقاومة الرسمية والشعبية كل من امتدت يده للشعب العربي دروسا لن ينساها على مر العصور ...
    قد تنضاف دمشق الى بقية العواصم العربية التي استباحها تتار العصر لكن اصوات الصامدين الصادقين داخل اسوارها وخارجها ايضا ستظل تقظ مضاجع الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء في امريكا والاشتراكيين واليمينيين في فرنسا والعملاء من المحيط الى الخليج العربي.

    الحلف الدولي لضرب الأسد
    بقلم: محمد مبارك جمعة عن الأيام البحرينية
    ما بين واشنطن وباقي الدول الأوروبية، هناك عدة قواعد حربية في الشرق الأوسط يمكن استخدامها بشكل عملي لتوجيه ضربات مركزة لمواقع محددة تابعة لقوات كتائب الأسد، في تركيا أو قبرص أو بعض دول الخليج أو في كل هذه الدول مجتمعة.
    أحد المسئولين الأمريكيين تحدث أمس لوكالة «أسوشييتد برس» من دون أن يكشف اسمه قائلاً إن النقاش الدائر في أروقة صنع القرار الأمريكية الآن لا يدور حول ما إذا كان ينبغي توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري من عدمه، بل حول الأهداف التي يجب ضربها والنتائج التي ستتمخض عن ضرب هذه الأهداف.
    طائرات «إف 16» الأمريكية المقاتلة تنتظر في أسراب على مقربة من الحدود السورية، بالإضافة إلى صواريخ «باتريوت» متاخمة للحدود الشمالية والجنوبية لسوريا جاهزة للإطلاق واعتراض أي صواريخ تطلقها كتائب الأسد. كما أن بريطانيا التي أعلنت أنها لن تشارك في توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري لم تكن تقول الحقيقة الكاملة، حيث من المتوقع أن تشارك بريطانيا، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» أمس، بغواصة نووية في مياه المتوسط تحمل صواريخ «كروز» جاهزة للإطلاق. أما فرنسا، فلن تقل مشاركتها في الهجوم عن إشراك حاملة طائرات، وغواصة نووية أو بارجة حربية. حتى قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو»، والتي أعلنت مراراً أنها لن تشارك في هذه الضربة العسكرية، فإنها ستكون حاضرة للدفاع عن الأجواء التركية عبر بطاريات «باتريوت» المثبتة إلى الشمال السوري.
    بمعنى آخر، هناك تحالف فعلي لتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري، وهناك حديث عن مشاركة فاعلة لبعض دول الخليج العربي فيها، حيث لم تُـخفِ قط المملكة العربية السعودية استعدادها للمشاركة على رأس أي جهود دولية لمساندة الشعب السوري، وهذا الكلام، لو تفكرنا فيه قليلاً، سنجد إنه ذو مغزى ومعنى عميقين جداًّ.
    دول الخليج العربي كانت وما زالت في مقدمة الدول التي دعمت وساندت الشعب السوري بكل الوسائل، وليس هناك دول عربية وقفت إلى جانب السوريين في محنتهم بقدر ما فعلت ذلك دول الخليج، لكن للأسف الشديد هناك من يصم أذنه ويغطي عينه عن هذه الحقيقة..!
    مستقبل المنطقة وشكل علاقاتها الإقليمية على المحك
    بقلم: بهاء الدين يوسف عن عُمان العمانية
    «يمكنهم بدء الحرب لكن لا يمكن لهم أن يعرفوا إلى أين ستمتد أو كيف لها أن تنتهي، وبالتالي وصلوا لقناعة أن كل السيناريوهات التي وضعوها خرجت عن سيطرتهم في النهاية»، ربما تكون تلك الكلمات التي صرح بها الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة روسية نشرتها وكالة الأنباء السورية مؤخرا هي انسب ما يمكن أن توصف به تلك الحرب المحتملة وتداعياتها المتوقعة على المنطقة التي تعاني منذ مطلع عام 2011 من تطورات سياسية مثيرة بعثرت الكثير من الأوراق الدولية والإقليمية خصوصا المتعلقة منها بمستقبل المنطقة وشكل العلاقات بين دولها وبعضها او بينها وبين القوى الدولية الرئيسية في العالم.
    ولعل من المنطقي أن نبدأ رصد التداعيات والنتائج المحتملة لأي ضربات غربية ضد سوريا بالجانب الامني والعسكري انطلاقا من كونه الأكثر خطورة والأشد تأثيرا على مستقبل دول المنطقة، حيث يحفل بالكثير من المشاهد المتداخلة والمصالح المتعارضة خصوصا من القوى التي يصطلح على تسميتها بحلفاء سوريا الإقليميين والدوليين وفي القلب منهم حزب الله اللبناني وإيران الذين لن يسمحوا لأمريكا بهذا المغامرة بحسب تعبير أحد الخبراء العسكريين السوريين نقلته عنه وكالة أنباء شينخوا الصينية، وإذا لم يفلحوا في حماية النظام في دمشق فعلى الأقل سيعملون على تكبيد امريكا وحلفائها ثمن المغامرة بدلا من أن تكون مجانية.
    حرب إقليمية متوقعة
    امام هؤلاء الحلفاء بعض الخطوات التصعيدية المتوقعة لتوسيع نطاق الأزمة بدلا من حصرها بالداخل السوري، وهو ما يمكن رصده في التسريبات التي أذيعت في الأيام الماضية عن نية إيران وحزب الله ضرب أهداف ومدن إسرائيلية بالصواريخ بعيدة المدى وهو أمر لو حدث سيفتح بالتأكيد جبهة حرب إقليمية جديدة خصوصا في ظل ما أعلنته تل أبيب صراحة عن أنها لن تقف ساكنة إذا ما تعرضت لأي اعتداء، أو في ضوء مخاوف قيادات حزب الله نفسها من أن تستغل إسرائيل الأجواء العسكرية المواتية لتوجيه عدة ضربات وقائية ضد قواعد ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله وهي ضربات يمكن تسويقها للمجتمع الدولي بسهولة في وقتها. وفي هذا السياق يمكن الوقوف طويلا امام ما نشرته جريدة «الرأي» الكويتية نقلا عن مصادر قيادية في «حزب الله» أن الحزب رفع مستوى استعداداته، بانتظار بمعرفة حدود التحرك الغربي وما إذا كان المتوقع حدوثه ضربة تأديبية للنظام السوري أو أن الأمر سيذهب إلى ضربة لكسر التوازن»، موضحا أنه «في حال قررت الولايات المتحدة وبريطانيا توجيه ضربة عسكرية لتغليب طرف على طرف في سوريا، فإنّ حزب الله لا يستطيع الوقوف مكتوفا وهو يشاهد قلب خط الممانعة مهددا بالسقوط».
    لكن يبقى الهاجس الأمني الأسوأ تأثيرا أن تؤدي الضربات الجوية المتوقعة إلى إضعاف قدرات الجيش السوري ومن ثم إفساح المجال للقوات المحسوبة على المعارضة لبسط نفوذها على البلاد مع ما يعنيه هذا من إتاحة الفرصة أمام الميليشيات الإسلامية المتطرفة التابعة في اغلبها لتنظيم القاعدة المنخرطة في الحرب ضد النظام السوري منذ أكثر من عامين للسيطرة على الوضع الأمني في سوريا واتخاذها قاعدة لعملياتها ليس فقط ضد الدولة العبرية وإنما ضد العديد من الدول العربية التي يرى قادة التنظيم أنها تحارب وجوده وفي مقدمتها بالطبع كل من السعودية ومصر والأردن. هذا الهاجس يزداد قتامة إذا ما وضعناه في سياقه التاريخي والجغرافي، حيث يكشف الأول عن المشاكل الأمنية الهائلة التي تكبدتها تلك الدول ومعها اغلب دول الخليج العربي منذ نجاح تنظيم القاعدة في خلق قاعدة لأنشطته في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، وهي متاعب مرشحة للتفاقم بقوة إذا ما نجح التنظيم في توسيع نطاق نفوذه الجغرافي بالوصول إلى سوريا فضلا عن نفوذه الواضح في اليمن ما يجعل أمن المنطقة العربية بشكل خاص بين شقي رحى.
    «عرقنة» سوريا
    من التداعيات المتوقعة أيضا في حالة بدء الضربات الجوية على سوريا وانهيار نظام الأسد الاحتمالات المتزايدة بتفتيت الدولة السورية على غرار ما حدث في العراق بعد سقوط نظام صدام – يستخدم البعض مصطلح «عرقنة» سوريا – خصوصا في ظل التشابه الواضح في التكوين الايديولوجي بين البلدين، وأول ملفات التفتيت سيكون إعادة فتح قضية الأكراد في سوريا وإمكانية منحهم حق الحكم الذاتي في الشمال على غرار الحق الذي حصل عليه أكراد العراق، وهو أمر قد لا يصب – نظريا – في صالح تركيا إحدى الدول المتحمسة بشدة لضرب سوريا حاليا باعتبار أن أنقرة لديها مشاكل مماثلة مع الأكراد الأتراك، ووجود دولة أو إقليم كردي مستقل في سوريا بعد العراق قد يشحن طاقات هؤلاء للمطالبة بالمثل لكن هذه المخاوف يمكن تذويبها عبر حلول عديدة منها السماح – أو التغاضي عن – هجرة أكراد تركيا للإقليم الكردي السوري أو استيعابهم في دولة كردية محتملة تجمع أبناء هذه الطائفة المشتتين حاليا بين العراق وسوريا وتركيا.
    هذا التفتيت لن تقتصر نتائجه على سوريا فقط وإنما على العراق أيضا بشكل أساسي كما أوضحنا في السطور السابقة، ولعل هذا التخوف ظهر في تصريحات نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي قبل أيام التي علق فيها على التسخين الدولي ضد سوريا بالقول انه سيجر الكثير من المتاعب لدول المنطقة بالكامل، وتحذيره أيضا من الآثار السلبية لضرب سوريا على الداخل العراقي.
    عائدات وتكاليف
    رغم خطورة التداعيات السياسية والأمنية لضرب سوريا إلا أننا لا يمكننا تجاهل الآثار الاقتصادية التي يمكن أن تترتب على تلك الضربات حيث تشير العديد من تقارير المحللين في الغرب إلى توقعات بارتفاع سعر النفط بعد بدء الضربات الى ما بين 150 و200 دولار للبرميل، وبحسب مايكل ويتنر محلل سوق النفط في البنك الفرنسي فانه إذا اتسع نطاق التداعيات الإقليمية في صورة تعطيل للإمدادات في العراق أو في أماكن أخرى فقد يقفز خام برنت إلى 150 دولاراً لفترة وجيزة». بينما توقع محللون غربيون آخرون أن يرتفع السعر إلى مائتي دولار إذا ما طال أمد الحرب ولجا النظام السوري وحلفائه إلى الرد العسكري.
    ورغم ما سيجلبه هذه الارتفاع الجنوني من خير على دول الخليج المنتجة للنفط مثل الإمارات والسعودية التي توقع المحللون أن تبادر إلى سد أي عجز متوقع في إمدادات النفط باعتبارها العضو الوحيد في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الذي يملك طاقة إنتاج فائضة كبيرة، ورغم ما سيعنيه ارتفاع الأسعار من زيادة هائلة غير مخططة في العائدات النقدية المتوقعة لتلك الدول إلا انه لا يمكن بحال تجاهل التكاليف الاقتصادية التي سوف تتحملها اغلب الدول العربية نتيجة قصف سوريا، والتي بدأت بالفعل في الظهور بمجرد تصاعد الحديث عن احتمالات بدء الضربات متمثلة في هبوط واضح لأغلب الأسواق المالية العربية بعدما كانت وصلت إلى أعلي مستوياتها منذ أعوام في الشهور القليلة الماضية، حيث هبطت بورصة دبي بنسبة 7% يوم الثلاثاء مسجلة أكبر خسارة في يوم واحد منذ 4 سنوات متأثرة بموجة بيع سادت أسواق المنطقة في ظل مخاوف من تصاعد الحرب الأهلية في سوريا، كما انخفض المؤشر العام لسوق أبوظبي 2.8 % بينما هبط مؤشر سوق الكويت 2.9 %. وتراجع المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 4.1 % مسجلا أكبر خسارة في يوم واحد منذ أغسطس 2011.
    كذلك من المتوقع أن تنكمش حركة الاستثمارات في اغلب الدول العربية نتيجة المناخ السياسي غير المستقر وغير المناسب، فضلا عن التأثير السلبي شبه المؤكد على حركة السياحة المتراجعة أصلا منذ بداية ما يعرف بالربيع العربي في مطلع عام 2011.
    وفي النهاية يمكن إجمال المشهد السياسي العربي في حال تعرض دمشق لقصف غربي، والتداعيات المحتملة على كل المستويات بالمثل العربي الشهير الذي يقول «موت وخراب ديار»، ما يدفع لتبني موقف رافض لهذه الضربات أو في أحسن الاحتمالات ان تكون مجرد جرس إنذار للنظام ليذهب إلى مؤتمر «جنيف 2» منكسرا لا منتصرا.

    هل للشعب السوري أصدقاء في العالم ؟؟
    بقلم: بوبكر أنغير عن بيان اليوم المغربية
    أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن اجتماعا لمجموعة «أصدقاء سوريا» على مستوى وزراء الخارجية سيعقد في الأردن منتصف الأسبوع .ولكن السؤال المطروح هو هل تصلح مثل هذه المؤتمرات الدولية لإسداء خدمة ما للشعب السوري، أم أن هذه المؤتمرات تهدف أساسا لتطويل معاناة الشعب السوري وإعطاء المزيد من الوقت للمجرم بشار الأسد وشبيحته لارتكاب المزيد من الجرائم المروعة في حق الشعب السوري وباستعمال الأسلحة الكيماوية .
    من حقنا أن نتساءل بالفعل هل للشعب السوري أصدقاء بعدما توغل المجرم الأسد في دماء الشعب السوري، وبقي المجتمع الدولي يكرر اسطوانات مشروخة من قبيل مؤتمر جنيف واحد وجنيف اثنين، فيما الجرائم المرتكبة في بانياس والبيضاء وطرطوس وحلفايا والقصير حيث حزب الله اللبناني، وهو في الحقيقة حزب للشيطان، ارتكب أبشع الجرائم وبررها بأن هذه الجرائم دفاعا عن شيعة سوريا كأن بهذا المنطق يجب على تركيا أن تتدخل في سوريا لحماية التركمان وعلى المسيحيين الغربيين التدخل لحماية مسيحي سوريا وعلى السنة المسلمين إغاثة اشقائهم السنة السوريين انه منطق بائس ذلك الذي تبرر به إيران وعميلها في المنطقة حزب الله تدخلها السافر في تقويض حياة السوريين .
    مؤتمرات أصدقاء سوريا لم تعد تجدي شيئا مادام الشعب السوري قد انتظر سنتين وقدم أكثر من 90000 شهيد وشهيدة ودمرت الآثار التاريخية والمعمارية ورجعت سوريا إلى القرون الوسطى ، الشعب السوري لم يعد يثق في سياسة الغرب وأمريكا لأنها سياسة منافقة مبنية على المصالح والتناقضات فوزير الخارجية الأمريكي يقول في موسكو شيئا ويقول نقيضه في ستوكهولم ووزير الخارجية الفرنسي يصرح بعبارات غامضة لا تفهم منها هل هو مع تسليح المعارضة آم مع الحل الإجرامي لبشار الأسد.
    الشعب السوري لم يعد ينتظر مقررات المؤتمرات الدولية لأنه يعرف أن مصيره بيده فكلما تقدم الجيش الحر في الميدان سمعنا جون كيري ولوران فابيوس وهيغ واخرون يقولون بان بشار الأسد لن يكون في ترتيبات المرحلة المقبلة لكن إذا تراجع الجيش الحر بفعل القصف الصاروخي الكبير والقنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية سمعنا الغرب يدعو المعارضة إلى حل سلمي هذا هو الغرب كما عرفناه دائما وكما قرانا عنه لا يتغير لا مبادئ له ولا قيم سوى الدفاع عن مصالحة الاقتصادية والسياسية ، قصفت اسرائيل احد الوية جيش المجرم بشار الاسد ليس لان اسرائيل ساندت الثورة السورية بلى هذا غير صحيح بل ان اسرائيل اكدت للعالم انها الدولة العظمى التي تستطيع ان تحمي مصالحها بدون تفويض لا دولي ولا غربي وبذلك تؤكد اسرائيل لمن لا يزال يحلم بالشرعية الدولية بأن القوة هي التي تصنع الحقوق والشرعية وحتى المشروعية الدولية اما المؤتمرات الدولية فهي مضيعة للوقت وتسويف للثورة السورية.
    بطبيعة الحال كان جواب بشار الاسد على الغارات الاسرائيلية هو ان سوريا تحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين ، فمتى استطاع خادم اسرائيل بشار الاسد ان يقلق راحتها ولو برصاصة واحدة ؟ ولكن بشار الاسد فعلا قد رد في المكان المكان المناسب اي في بانياس والبيضاء والقصير وفي الزمن المناسب اي زمن الغدر الدولي والتخادل الاممي عن اغاثة ودعم الشعب السوري ، كما أن بشار الاسد قد رد في الاراضي التركية عن طريق تفجيرات الريحانية وسمعنا كذلك اردوغان يقول بان تركيا تحتفظ بحق الرد ، اننا نعتقد مكرهين ان اسرائيل هي وحدها التي تتوعد فتنفذ وعيدها أما باقي الدول فهي تعطي فقاعات اعلامية وتهديدات كلامية بات اطفال سوريا لا يصدقونها فما بالكم بالكبار.
    الثورة السورية المجيدة أعطتنا دروسا في العلاقات الدولية لا تنسى فهي علمتنا بأن الدماء الانسانية ارخص من البترول والغاز وأعطتنا بان الحسابات القطرية الضيقة حقيقة وليست شعارات وعلمتنا الثورة السورية بأن الاية الكريمة لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم هي دليل الراغبين في التغيير فلا امريكا ولا اوروبا ولا العالم اجمع يستطيع ان يدعم ثورة من الثورات لدواعي إنسانية بل المصالح هي اللغة الرائجة في العلاقات الدولية ، الثورة السورية علمتنا دروسا ومواعظ مهمة ومنها انك يجب أن لا ننخدع بالشعارات الثورية الفضفاضة التي تدرس في المدارس وتلقن في المناسبات من قبيل أن النظام السوري أو أي نظام أخر نظام مقاومة وممانعة لإسرائيل كل الأنظمة العالمية اليوم وبدون استثناء ليست ممانعة ولا مقاومة سوى لتطلعات شعوبها ولا يغترن احدكم بشعاراتها الجوفاء فإسرائيل تعرف جيدا بان العالم لم يعد فيه منطق للإيديولوجية والحسابات الثقافوية والسياسية الفجة إسرائيل تعلم بان مفاتيح التقدم في العالم هي امتلاك التكنولوجيا المتطورة امتلاك العلم والقوة ولان إسرائيل تملك ذلك فهي مهابة في العالم تصول وتجول وشعبها ينعم بالديموقراطية الداخلية النموذجية والتناوب الديموقراطي على الحكم فيما بلداننا تعيش امية وفقرا وجهلا وقمع و استبداد فكيف سنواجه إسرائيل و ندعي الممانعة والمقاومة؟؟، ان كانت للثورات والتضحيات الكبيرة التي اعطاها الشعب السوري من ايجابيات فهي أن الثورة السورية أكدت لمن لا يزال مشككا ان الشعوب عليها ان لاتثق في الشعارات ولا في الخطابات السياسية والدينية ولو كانت على منابر المساجد إلا إذا كانت متوافقة مع المنطق والعقل والحجة والدليل ، فتلك دروس الثورة السورية
    إذا كانت التسوية السياسية المراد فرضها أمريكيا وروسيا على الشعب السوري تستند لمنطق ميزان القوى وفرض إرادة طرف على طرف أخر، فان مثل هذه التسوية لن يكتب لها النجاح والحياة ولن تدوم لان الشعب السوري قدم التضحيات ومئات الآلاف من الشهداء من اجل التحرر من نظام الطاغية بشار الأسد ولن يقيل بنصف الحلول بعد كل الدماء التي سالت لكننا كشعوب ثالثية وكشعوب واعية مدركة لحجم المؤامرة التي يتعرض لها الشعب السوري من قبل من يسمون زورا وبهتانا أصدقاؤه قبل أعدائه مقصرون في التضامن مع الشعب السوري وتركناه وحيدا في وجه كاسر الغابة بشار المجرم ولن يغفر لنا التاريخ صمتنا وخنوعنا وسكوتنا عن جرائم بشار الاسد وعصابته .
    حافظوا على الجيش المصري
    بقلم: بلال فضل عن الشروق المصرية
    عندما يقول الذين يخافون على هذه البلاد ويهتمون بمستقبلها «حافظوا على الجيش المصري»، فإنهم لا يقولونها على طريقة سيئ الذكر محمد مرسي التي اتضح أنها تقصد «حافظوا على الجيش المصري طالما سابنا نعمل في البلد اللي احنا عايزينه وإلا حلال فيه دعوات التفتيت والإنشقاقات واستعداء الخارج»، بل يقولونها بحرقة قلب من يعرف خطورة أن تتورط الجيوش في لعبة السياسة، فتصير طرفا في معارك بين المدنيين لا تحلها إلا لغة الحوار وتكتيكات السياسة ولا تجدي فيها لغة الحسم وتكتيكات الحروب.
    حافظوا على الجيش المصري من أذناب الدولة الأمنية الذين ركبوا على موجة 30 يونيو وقرروا أن يحولوها إلى فرصة سانحة لتصفية حساباتهم مع ثورة الخامس والعشرين من يناير لتشويهها وادعاء أنها كانت مؤامرة على البلاد، مع أن كلامهم هذا يسيئ إلى الجيش تماما كما يسيئ إلى الثورة، فضلا عن أن هذه النبرة العدائية المتصاعدة ستؤدي في النهاية إلى إخراج جيل الثورة إلى الشارع من جديد رفضا لإهانة دماء رفاقه وتشويه تضحياته، في وقت لم تعد فيه البلاد تتحمل المزيد من الصراع والدم.
    حافظوا على الجيش المصري من السياسيين الفشلة الذين يحلمون أن يكون داعما لهم للوصول إلى مقاعد السلطة، لأنهم لا يجيدون العمل في الشارع ولا يعشقون إلا الحلول السهلة، ولذلك يتحنجلون ويتزلفون ويطبلون من أجل الحصول على أي دور، سواءا كان رئيسيا أو مساعدا، المهم أن يظلوا موجودين في الصورة وخلاص، ولذلك فهم يصمتون على قتل السياسة وتغول الأمن وتصفية الحسابات وزرع بذور الفتنة في الواقع السياسي من أجل مكاسب يتصورون أنها ستدوم.
    حافظوا على الجيش المصري من الأثر الفتاك للخبراء الإستراتيجيين الذن يظن البسطاء أن آراءهم الداعية إلى القمع والبطش والناشرة لفكر المؤامرات تعبر عن رأي الجيش. حافظوا عليه من الأفاقين الذين يريدون غسل تاريخهم السياسي الملوث بزعم التقرب إلى الجيش بنشر الشتائم والسفاهات والتخوين، دون أن يدرك القائمون على إدارة البلاد أن الدولة التي تسمح بأن يكون الإنحطاط منهجا لإدارة الصراع السياسي ستدفع ثمن ذلك غاليا، لأن الشعب الذي يدمن لغة التخوين ومنطق المؤامرات سيصعب عليه أن يقتنع بالأسباب الموضوعية والحجج المنطقية عندما تقرر الدولة مصارحته بها، وأن الخطأ الذي تصفق له اليوم لأنه يخدم مصالحك ستبكي بسببه غدا عندما ينقلب عليك، ولكم في تاريخ السابقين لكم عبرة يا أولي الألباب.
    حافظوا على الجيش المصري من رجال الدولة الأمنية الذين يتخيلون أن حل مشاكلهم سيكون باتهام سين من الكتاب أو صاد من السياسيين بأنه يهاجم الجيش ويتآمر على الدولة، دون أن يتعلموا من تجارب الماضي أن الأولى والأجدى هو إنفاق كامل وقتهم في حل مشاكل الواقع التي تتفاقم وتتعقد كل ثانية، بدلا من إنفاقه في تشويه القلة المعارضة التي يريدون إيهام الشعب أنها «مندسة»، قولوا لهم أن الحاكم الذي يفرط في ضمان حياة سياسية محترمة تقوم على التنافس الحر الشريف، سيدفع الثمن غاليا حين تنفجر الجموع الغاضبة الجائعة في وجهه لأنه لم يحقق لها ماوعدت به، ولن تخاطبه تلك الجموع إلا باللغة التي تعودت أن تسمعها منه، لغة التخوين والتآمر والسباب ومباركة العنف الشعبي الذي لم تباركه حكومة في الدنيا إلا ودفعت ثمنه غاليا بعد ذلك.
    حافظوا على الجيش المصري من أولئك الذين يدعون أنهم يخافون عليه من مصير الجيشين العراقي والسوري، بينما هم يشجعون ليل نهار على ارتكاب سياسات خاطئة تؤدي بنا إلى ذلك المسار المظلم، لأن ما سيحافظ على مصر وجيشها بإذن الله لن يكون إلا بفعل عكس مافعله قادة العراق وسوريا، لن يكون إلا بإطلاق الحريات السياسية واحتواء جميع التيارات بدلا من دفعها للعمل تحت الأرض وتطبيق سياسة العدالة الإنتقالية ومحاسبة المتورطين في سفك الدماء وعدم التورط في سياسات العقاب الجماعي وعدم إعادة الأجهزة الأمنية لتكون اللاعب الأول في ساحة السياسة.
    لقد كانت الجريمة الأكبر التي ارتكبها حكام سوريا والعراق هي توريط الجيش في لعبة السياسة واستخدامه لمساندة الدولة القمعية تحت شعارات الحفاظ على أمن الوطن وفرض هيبة الدولة، والمؤسف أن من شجع على ذلك وبرره لم يكن سوى روابط صناعة الطغاة من المثقفين، ارجعوا إلى التاريخ القريب وانظروا مثلا كيف بارك هؤلاء قيام الجيش السوري بسحق جماعة الإخوان في أوائل الثمانينات حتى وصل الأمر إلى ارتكاب مجازر جماعية في مدينة حماة، اعتبرها بعضهم البداية السليمة التي لا غنى عنها لإنشاء دولة مدنية حديثة، وللأسف سكت الشعب على ما جرى من قمع للحريات لم يستثن أحدا بعد ذلك، فقد اعتبر المواطن العادي أن تحقيق الدولة للأمن وتلبيتها لاحتياجاته الأساسية ثمن يستحق أن يضحي من أجله بالحرية السياسية وأن يغض الطرف عن تصفية فصيل سياسي ظن أنه سيتخلص منه إلى الأبد.
    أليس من حقنا أن نسأل ونحن نرى بكل حزن نتائج ذلك الرهان الخاطئ قصير النظر: بماذا إذن نفع القمع والإقصاء سوريا؟، وهل جعلتها شعارات الدولة المدنية المفروضة بالحديد والنار دولة مدنية حديثة حقا؟، وهل قتلت الأفكار المتطرفة إلى الأبد أم جعلتها تعود أكثر شراسة ودموية؟، وهل تسبب في تدمير القوات المسلحة العراقية التي كانت الرابعة على العالم شيئ غير الاستبداد والتهليل لنموذج الزعيم الملهم؟، وهل كان يمكن أن تنجح أي مؤامرة على العراق وسوريا لو لم يكن حكامها قد قدموا سلفا كل الأسباب اللازمة لإنجاح المؤامرة؟، فلماذا إذن لا نتعلم من كل هذه الدروس المهمة؟، ولماذا يصر البعض من مهاويس الدولة الأمنية على تضييع انجاز الشعب المصري الذي تحقق في 30 يونيو بخروجه ضد جماعة الإخوان المسلمين وفضحها ووضعها في حجمها الطبيعي؟، ولماذا هذا الإصرار على دفع البلاد إلى حالة احتقان طويل المدى لن يدرك البعض خطورتها إلا بعد أن ندفع المزيد من الأثمان الباهظة؟.

    الأسباب الحقيقية للغضب الأمريكي من إزاحة “الإخوان”
    بقلم: عاطف الغمري عن الخليج الاماراتية
    ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا الغضب الأمريكي الشديد، لما حدث في مصر، وما هي الأسباب التي شكلت دافعاً للإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية، بداية من الرفض لإزاحة مرسي من الحكم، بعد عام من الفشل الظاهر لكل ذي عينين في الداخل والخارج، ثم ما أعقب هذا الرفض، من إجراءات تضمنت إيقاف مناورات “النجم الساطع”، ودعوة مجلس الأمن لمناقشة الوضع في مصر .
    لقد كانت إزاحة محمد مرسي وحكم الإخوان، بمثابة تحد لأساسيات الفكر الاستراتيجي الأمريكي، والذي شيدت عليه معمار السياسات الأمريكية في المنطقة للأجل الطويل . وليس لمجرد تغيير رئيس أو نظام حكم . . وإلا فلماذا لم نشهد، ولو عتاباً، لإزاحة مبارك، الذي تم بمساندة تامة من القوات المسلحة المصرية؟
    ومنذ ثورة 25 يناير، ترددت الولايات المتحدة، في الترحيب بها في البداية، ثم حدث تحوّل كامل في موقفها، بإعلان تأييدها للثورة المصرية، ووصفها بأنها مصدر إلهام لهم في أمريكا والغرب .
    منذ هذا التاريخ، دخلت الولايات المتحدة، في أجواء أزمة سياسية سببت لصانع القرار حالة من الارتباك، فهي رحبت بالثورة اتساقاً مع مطالبها المعلنة بالديمقراطية . وهو ما انطلقت الثورة في مصر من أجله .
    لكنها وفي الوقت نفسه استبد بها خوف بالغ من أن تأتي هذه الثورة بنتائج، ليست في مصلحة الاستراتيجية الأمريكية، بحسب ما أعلنه كبار خبرائها السياسيين، ومنهم هنري كيسنجر .
    وظلت أمريكا منذ 25 يناير ،2011 وحتى انتخابات الرئاسة في مصر في يونيو/ حزيران ،2012 في حالة ترقب قلق، انتظاراً لوضوح شكل النظام الجديد، وطبيعته، وتوجهاته السياسية في الداخل والخارج .
    وكان للقلق أسبابه التي تمثل نوعاً من الإنذار المبكر، لصانع القرار في واشنطن . وهو ما اتفقت عليه مراكز صنع السياسة الخارجية، وظهر في اتفاق عام في ندوات ومؤتمرات مراكز الفكر السياسي، وورش عمل أكاديمية، ومؤتمرات حزبية، على أن ثورة 25 يناير، لو أنها نجحت في استكمال أهدافها التي تخص عموم المصريين، والمعلنة في الثمانية عشر يوماً الأولى من الثورة - قبل اختطاف الإخوان للثورة والانحراف بمسارها - فإنها ستعيد بناء دولة قوية ناهضة، وهو ما سيغير من ميزان العلاقات إقليمياً ودولياً، خاصة العلاقات مع الولايات المتحدة و”إسرائيل” .
    وكان هناك إقرار، في المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي في واشنطن، في نوفمبر/ تشرين الثاني ،2011 على لسان بعض المشاركين، من أنه في حالة نجاح الثورة، بتلك الصورة التوافقية التي شهدها ميدان التحرير، وبدور رئيسي للشباب الذين أطلقوا شرارتها الأولى، فسوف يكون لها تأثير على المستوى الدولي، لن يقل عن تأثير انهيار الأنظمة الشمولية في أوروبا الشرقية عام 1989 .
    هذه النتائج المحتملة كانت تمثل تحدياً جوهرياً، للمصالح الأمريكية، من زاوية نظر استراتيجيتها في المنطقة . وهو ما كان دافعاً لواشنطن، لممارسة ضغوط لمصلحة وصول الإخوان للحكم، ودعم حملة مرسي الانتخابية، وما تردد في الكواليس من ضغوط على المجلس العسكري الحاكم وقتها، لمصلحة الإخوان . وأن الميل الأمريكي المتزايد ناحية الإخوان، قد عززت منه اتصالات إخوانية مباشرة مع واشنطن، وطمأنتها بأنهم سوف يحافظون على المصالح الأمريكية، وعلى العلاقة مع “إسرائيل” . إضافة إلى ما هو معروف من وجود علاقات قديمة للولايات المتحدة مع تنظيم الإخوان، وهو ما اعترفت به هيلاري كلينتون في يونيو/ حزيران 2011 .
    كان القلق الأمريكي على النتائج المحتملة لثورة 25 يناير، مرتبطاً بقلق مواز، يتعلق بعدد من الأركان الثابتة للسياسة الأمريكية في المنطقة ومنها:
    1) منذ إعلان حكومة جورج بوش عام ،2006 مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي وضعه المحافظون الجدد، وهم الصهاينة وأكبر حلفاء “إسرائيل”، والذين كانوا يديرون السياسة الخارجية في حكومة بوش، فقد كان من أول أهداف هذا المشروع، تقليص وضع مصر، ودورها، ومكانتها، في إطار خطة أسموها “إعادة رسم الخريطة الإقليمية للمنطقة، بما يضع “إسرائيل” في مركزها” .
    . . وإن هذا لن يتحقق إلا في حالة إضعاف مصر، لأن كونها دولة قوية مزدهرة اقتصادياً، ومستقرة أمنياً، سيكون عائقاً أمام بلوغ هذا الهدف “الإسرائيلي” .
    2) ما هو مسجل في أوراق لخبراء بالخارجية الأمريكية، متخصصين في الشؤون المصرية، من أن علاقة أمريكا بمصر ستبقى قوية وطبيعية، طالما لم يتجاوز وزنها وتأثيرها حدود الدولة في مصر، إلى ساحة المنطقة . . أي أن تبقى مصر محصورة في نطاق محدود.
    3) ما هو معروف من أن الاستراتيجية الأمريكية، تبني سياستها على أساس خطط للمدى البعيد . وهو ما تخصص له استثمارات بالمليارات، ودعم مادي ومعنوي هائل، يصعب عليها تقبل رؤيته يتبدد مرة واحدة .
    4) لهذا كان لافتاً للنظر، أن الفزع الذي أصاب واشنطن، من إنهاء حكم الإخوان، يبدو كأنه أشد هولاً في حساباتها، من تصاعد ظاهر ومعلن لعناصر من تنظيم القاعدة في سيناء، وفي أماكن اعتصام الإخوان خاصة في ميدان رابعة، لمساندتهم في البقاء في الحكم . مع أن الولايات المتحدة تعتبر القاعدة أكبر أعدائها، وأشدهم خطراً عليها، لكن يبدو أن زوال حكم الإخوان في مصر كان في حساباتها أخطر من ظهور خطر القاعدة في مصر والمنطقة .

    المشروع الإسلامي.. إلى أين، وأين الخلل؟
    بقلم: سهيل الغنوشي عن البلاد الجزائرية
    قد يبدو العنوان غريبا، فإذا أصبح المشروع الإسلامي مشروع سلطة فهو اليوم في قمّة النجاح. أما إذا كان مشروع نهضة وإصلاح كما بدأ وكما ينبغي أن يعود، فهو في مأزق تاريخي لم تزده السلطة إلا تعقيدا، ولا مفرّ من صياغة جديدة للمشروع وتأسيس جديد للحركة. طبعا الحديث هنا عن اجتهادات وجهود بشرية، فالإسلام قادر دوما على استنهاض الشعوب وإصلاح أوضاعهم، وقد غيّر وجه الأرض ومجرى التاريخ في بضعة عقود وفي أسوأ الظروف، فما أبقى عذرا لأحد. ولأن مرجعية المشروع الإسلام وغايته الإصلاح فهو ملك للجميع وينبغي أن يتسع للجميع، ولا ينبغي أن يُختزل في حزب أو يقتصر على فئة بعينها، وإذا أصبح عامل تفرقة ولم يحقق مقاصده، فذلك مؤشر على جمود وانغلاق وانحراف وإخفاق في صياغته صياغة وطنية مدنية إنسانية جاذبة، فهو بحاجة مستمرة إلى تطوير وتجديد وتقييم وتعديل كي يظل مواكبا للعصر، وإلا احتاج إلى صياغة جديدة.
    واضح أن المشروع الإسلامي قد تآكل وتجمّد وأنهكته عقود الصدام والتهميش والإستنزاف، وأصيب بعدد من التشوّهات لعل أخطرها تدحرجه منذ أمد ليس بالقصير من مشروع نهضة وإصلاح محوره الإنسان إلى مشروع سلطة محوره التنظيم، فلا يوجد عمل فكري ولا رؤية واضحة ولا تخطيط إستراتيجي ولا تنمية بشرية ولا تقويم. ذلك ما كشفه الربيع العربي الذي وضع الحركة الإسلامية على المحك وتحت المجهر، ومثّل لها أكبر اختبار وأكبر فرصة لتترجم مبادئها وشعاراتها إلى واقع ملموس.
    ولكن البداية الخاطئة والأداء المرتبك والضعيف كشفا أن الحركة -على وضعها الحالي- تفتقر إلى القدرة -وربما الإرادة- لتكون قاطرة النهضة العربية. كان الأمل أن تتبنى الحركة مقاربة وطنية وتراهن على الشعب لا على السلطة، وتعتمد على أطروحاتها ثم إنجازاتها لا على تنظيمها، وتغلّب المصلحة الوطنية وتزهد في المكاسب الآنية، وتحافظ على الوحدة الوطنية وتتعاطى مع الشعب بشفافية، فتتعزز مصداقيتها وتلتحم به وتقوده في مواجهة الأجندات الإقليمية والدولية لإخراج البلاد من التخلف والتبعية، وبالتوازي تعمل على تجديد هيكليتها وإحياء مشروعها والعودة به إلى الأصل بعدما أزيحت العقبة من طريقه. لم يكن ذلك الأمل واقعيا، وسارت الحركة في الاتجاه المعاكس بعدما أخطأت في قراءة الحدث "الذي أنقذها من مأزق"، فاعتبرته تتويجا لمسيرة ناجحة وبداية لموسم الحصاد، وهي قراءة تحول دون تقييم المسيرة وتصحيح المسار، ودون التخطيط والإعداد للمستقبل.
    افتقرت الحركة إلى رؤية وإستراتيجية واضحة ومشتركة تحتكم إليهما، وفاجأت المتابعين ليس فقط بنقص الخبرة والكوادر، ولكن بمواقف وقرارات وخطوات فيها من التذبذب والارتباك والتناقض ما لا يكاد ينتظمه سوى التشبث بالحكم، وانعكس ذلك في تصريحات لا تخفى فيها النشوة. وتصرفت الحركة كأنها أنجزت المطلوب، وكأنها لم تقم من أجل أهداف أكبر وأسمى من أن تحكم وتبقى في الحكم، وكأنها جاءت إلى الحكم بانقلاب لا بالانتخابات، وكأن الثورة ما قامت إلا لتغيير الوجوه وتمكين الحركة. رفع الربيع العربي عن الحركة الاضطهاد والمظلومية وأخرجها من السرية، وأعلنت تخليها عن فكرة الدولة أو الخلافة الإسلامية، فضعُفت بعض المرتكزات والعناصر الموحّدة للصف والتي حلّ محلها الوصول إلى السلطة والبقاء فيها والخوف من فقدانها ومن العودة إلى السجون والمنافي، فأصبح المشروع مشروع سلطة بامتياز، وأصبحت الحركة فريسة سهلة للابتزاز، خاصة بعدما تمزق الصف الوطني وتبخر الزخم الثوري وغرقت الحركة في تصريف الأعمال وحمّلت نفسها التركة الثقيلة وكبّلت نفسها بوعود غير واقعية.
    كل ذلك خفض سقف الثورة وأضعف موقف النظام الجديد في التعاطي مع الأطراف الإقليمية والدولية، واضطره إلى تنازلات وصفقات لا تخطئها العين، ثم استُدرِج إلى سياسة المحاور (التي وقعت فيها منظمة التحرير الفسلطينية وأضرت بالمنظمة وبالقضية)، واستنزفت الطاقات في صراع بائس (بين الأحزاب وداخلها) بين من يتلهف على السلطة ومن يخشى فقدانها، وهو صراع عضلات وماكينات انتخابية لا صراع أطروحات وإنجازات ومؤهلات. وفي النهاية وجد النظام الجديد نفسه ينفّذ أجندات إقليمية ودولية كان يفترض أن يتصدى لها مسنودا بشعبه، فكانت الاستمرارية الكاملة والمحيّرة في السياسات الاقتصادية والخارجية، مما جعله يكابد ليثبت اختلافه عن الأنظمة المخلوعة.
    فجأة أصبح السقف عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة، وأصبح يُستكثر على الشعب أن يطالب بأكثر من الحرية التي يُمنّ بها عليه رغم أنه انتزعها بنفسه، واعتُمد الولاء والترضيات والمحاصصة بدل الكفاءة في التعيينات، ثم كان التخبّط والسطحية في التعاطي مع بعض الملفات الحساسة، مما أضر كثيرا بمصداقية الحركة وتميّزها ورصيدها وبالثورة التي كانت بحاجة إلى تيار وطني جامع يقودها كما قادت الحركات الوطنية معركة التحرر والاستقلال.

    نحو مشروع عربي (1- 2)
    بقلم: أنس زاهد عن المدينة السعودية
    تحدثت في مقالات سابقة عن الذاكرة الإمبراطورية التي تمتلكها بعض الشعوب، وعن دور هذه الذاكرة في بلورة المشروعات القومية لتلك الشعوب، والأمم التي تمتلكها.
    ولقد سبق وأن تحدثت مرارًا عن حالة الفراغ السياسي والإستراتيجي في المنطقة العربية، وعن محاولات الأمة الفارسية، لتعبئة هذا الفراغ، ومن ثم تحويل المنطقة العربية إلى منطقة نفوذ ملحقة بها.
    لكن ورغم كل ما يمكن أن يلحق بالأمة العربية من أضرار جراء المشروع الإيراني، فإن الضرر لا يُقارن بما ألحقه وبما يلحقه وبما يمكن أن يلحقه بنا، المشروع الصهيو - أمريكي الذي تمكّن خلال الأعوام العشرة الأخيرة فقط، من غزو العراق، ومن ثم تقسيمه فعليًّا بعد القضاء على مؤسسات الدولة فيه، ثم تقسيم السودان، وما تلاه مؤخرًا من الإطباق على خناق مصر عبر العبث بمواردها المائية، والعبث بالتالي، بأمنها الغذائي.
    كل ما يحدث يستوجب وجود رؤية عربية تصلح لكي تكون نواة لمشروع قومي يتصدَّى لمحاولات التخريب الصهيو - أمريكية من جهة، ولخطط الاستقطاب الإيرانية من جهة أخرى.
    أول خطوة في طريق صياغة مشروع قومي يقينا أخطار التخريب والاستقطاب، هو مقاومة كل ما من شأنه أن يُعمِّق الشروخ الداخلية في الجسد العربي. ذلك أن الأمة الموحدة تبقى عصية على الغزو والاختراق، في حين تعتبر الشروخ الداخلية أخطر وأقصر المنافذ لاختراق كيان الأمة، ولإشاعة الفوضى والخراب فيها، ومن ثم استتباعها والهيمنة عليها.
    إن العبث بوحدة النسيج الاجتماعي القائم على التعدد في الوطن العربي، هو أكبر هدية يمكن أن يقدمها العرب للأمم التي تستهدفهم. وما لم يدرك العرب هذه الحقيقة، وما لم يقاوموا كل النزعات الانفصالية والتحريضية والإقصائية التي قسمت الأمة، وعبّأتها ضد بعضها البعض، وأسقطت الهوية العربية، بل واستهدفت الهويات الوطنية نفسها لحساب الهويات الدينية والمذهبية والعشائرية والعرقية عمومًا، فإن حالة الفراغ ستتسع.. وبالطبع فإن كل فراغ يجتذب قوة أو مجموعة قوى خارجية لتقوم بملئه.
    لقد عمد الخطاب الطائفي الذي بات يسيطر على جزء ليس بالقليل من المناخ العام -حقيقة يجب أن نعترف بها رغم أنها لا تعجبنا- عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلى تقسيم العرب إلى طوائف متناحرة لا همّ لكل طائفة منها إلاَّ التخلّص من الطائفة الأخرى، إلى الدرجة التي أصبحت الدعوة فيها إلى الإبادة الجماعية أمرًا غير مستنكر. بل إن العبث تجاوز هذه الحدود إلى مرحلة تحوّلت فيها دعوات الاستئصال والإبادة الجماعية، إلى مطلب جماهيري يتم تجنيد ملايين الناس لتحقيقه!
    لقد آن لكل عقلاء الأمة، أن يقاوموا أية محاولة لتمرير المصطلحات المحرضة على الكراهية والداعية للفرقة، وإلاّ فلنستعد لمعايشة ما هو أسوأ بكثير من واقعنا الغارق في الدموية والجنون والحقد.

    تظاهرات 30 يونيو والاحتجاجات ضد العسكر
    بقلم: محمد عبد القدوس عن الصحوة اليمنية
    هناك من يقارن بين تظاهرات 30 يونيو التى تدخل العسكر بعدها للإطاحة بالرئيس الشرعى والاحتجاجات التى نراها حاليا ضد الذين قاموا بالانقلاب؛ ليخلصوا إلى نتيجة خلاصتها أن المظاهرات ضد العسكر فاشلة!
    ولا يمكن مقارنتها بتلك التى قامت ضد الرئيس محمد مرسى وأدت إلى الإطاحة به فى النهاية!
    وفى يقينى أن تلك المقارنة ظالمة ولا مجال لها منذ البداية؛ فالظروف مختلفة تماما وأشرح ما أعنيه قائلا: إن تظاهرات 30 يونيو تمت بمباركة من الجميع بعكس ما نراه حاليا! و"الجميع" الذى أعنيه كل أجهزة الدولة بما فيها العسكر والشرطة وأجهزة المخابرات، وتمكن المتظاهرون من حصار القصر الرئاسى دون أى مشاكل تذكر، وفى عهد الرئيس الشرعى تمكن المتظاهرون من الوصول إلى "الاتحادية" أكثر من مرة وقاموا بقذفه بالمولوتوف وأشعلوا فيه الحرائق دون أى مقاومة حقيقية، وفى إحدى المرات حاولوا خلع باب القصر ذاته! وكان كل ذلك يتم وسط تهليل أجهزة الإعلام المعادية والفضائيات وصحف الذين اعتبروا من يقوم بذلك العنف من الثوار والمناضلين الشرفاء!
    واختلف الوضع تماما بعد الانقلاب! فمن المستحيل حاليا وصول المتظاهرين إلى قصر الاتحادية الذى هو فى حراسة الجيش والشرطة، بالإضافة إلى الحرس الجمهورى، وهناك إجراءات مشددة جدا لحراسته، ومن يقترب يتعرض لإطلاق النار عليه فى المليان، وكذلك المظاهرات يتم قمعها بمنتهى القوة، والعديد من الشهداء سقطوا فى أثناء الاحتجاجات والمئات تم القبض عليهم؛ بل قل الآلاف، وكل من يشارك يتعرض لخطر داهم وربنا يستر عليه ويحفظه، ولذلك كان من الطبيعى أن تكون أعداد المشاركين أقل من تظاهرة 30 يونيو التى تمت بترحيب ورعاية الدولة العميقة وأجهزتها التى تنظر إلى من يتظاهر ضدها حاليا باعتباره إرهابيا!

    شعب الله المحتار
    بقلم: البدرى الشريف المناعى عن الوطن الليبية
    فى بلادنا كل الغرائب و العجائب تحدث ,و كل تناقضات الدنيا تجد لها مكانا عندنا , و لا تحتاج الى كثير عناء لتكتشف ذلك ...ما عليك الا ان تقرأ ما يكتب ,او تسمع مايقال ,او تتابع ما يجرى بالمؤتمر الوطنى العام و ما يتخد من قرارات !. و اذا كان لك قلب قوى لا تخشى على اصابته بالصدمة فاطلع على ما يجرى من فساد و اهدار للمال العام !!
    يتحدثون عن المصالحة باسم الله ,و يقتلون باسم الله ,و يخطفون المواطنين باسم الله ,و يسرقون باسم الله ,و يريدون ان يحكموا باسم الله ,و لا حول و لا قوة الا بالله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون . أنا هنا لا اتحدث عن فئة بعينها و لكننى اتحدث عن اتجاه عام و من كل الفئات فالجميع يهتف الله اكبر , الصالح و الطالح ,و الأمين و السارق ,و المعتدل و المتطرف ,جميعهم يشتركون فى التكبير و ان اختلفوا فى التنظير . نحتاج الى قليل من التواضع لنعرف حجمنا ,و لندرك مصلحتنا و نعلم بأن الغرور آفة تؤدى الى الهلاك . كل الغرور, غرور القوة ,و غرور العلم ,و غرور المبادئء,وغرور الوطنية التى تكاد ان تكون غائبة فى هذه الأيام . كل الغرور حتى و إن كان مغلفا بحسن النوايا ,فهو طريق يؤدى الى الهاوية .
    علينا ان ندرك بأننا كبقية البشر !!! نختلف و ربما نتقاتل !! و نتصارع على السلطة و على المال, و هما عندنا و الى حين يرتبطان بوثاق شديد الى ان يقضى الله امرا كان مفعولا . و علينا ان ندرك بأن اخواننا فى البشرية ! قد مروا بأكثر مما مررنا به, العقلاء منهم الذين التمسوا طريق الحكمة و المصالحة و اقتنعوا بمبدأ الشراكة فى الوطن نجحوا و اجتازوا الصعاب ,اما العنيدون منهم مثل عنادنا فقد دخلوا فى غيابات الجب, و لكن لم تمر بهم قافلة النجاة و ربما لن تمر الى يوم الدين, فيندثروا كما اندثر غيرهم من شعوب سادت ثم بادت !
    البعض يطرح الصراع و كأنه صراع بين الإيمان و الكفر! ,و بين الإسلام و العلمانية ,و بين الخير و الشر, و بين الظلام و النور !! , و بدلا من الحوار العقلانى الحضارى يأخد خطاب التحريض و الكراهية مكان الصدارة ,و ترمى السهام فى كل اتجاه ,حتى طالت ظلال الشك و العمالة الجميع دون استتناء !!!
    لا احد منا يعلم أينا أقرب الى الله زلفى, بدءا من الشيخ ! الى الدكتور! و من بينهما و من قبلهما و من بعدهما !! . ندعو الله السلامة لأن ما يحدث فى بلادنا جميعنا نتحمل وزره و دعاء كل مظلوم أو مظلومة يطالنا جميعا ,الا من رحم ربى و دعى لله بالحسنى ,و قال لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين . كل التيارات السياسية الموجودة ببلادنا ,بدءا من الإخوان و التحالف و غيرهما من الأحزاب و التنظيمات الموجودة ,هى جميعها ليبية روحا و انتماءا و هى نتاجنا المحلى بكل ما تحمل من ايجابيات و سلبيات ,فهى نحن كما نحن, و مستقبلها جميعا فى تعايشها المشترك بعيدا عن الإقصاء و التخوين و اساليب الفرض و الهيمنة . الإختلاف سنة من سنن الكون ,و الإنسان ليس انسخ و الصق ( كوبى آند بيست) ,و علينا البحث عن القواسم المشتركة التى تجمعنا و هى كثيرة .
    نحن حيرنا العالم لأننا من الدول القلائل فى العالم الثالث التى لها مقومات الدولة الناجحة بما تتوفر عليه من تجانس سكانى ,و مذهبى ,و امكانيات مادية حرية ببناء دولة واعدة ,و مع ذلك هناك اصرار من البعض منا على عرقلة بناء الدولة و مؤسساتها .
    علينا بالمكاشفة و بعت الثقة فيما بيننا ,و الإتفاق على انه لا مناص لنا الا بقبول كل منا للآخر, و التوافق على بناء مؤسسات الدولة بأسرع ما يمكن ,و البعد عن كل المزايدات التى لن تزيدنا الا تفرقا و تشتتا . ليبيا لنا جميعا و علينا تدارك الأمر و العمل على بنائها سويا بروح التكاتف و التعاون و المشاركة الحقيقية . لا يمكن تغطية عين الشمس بالغربال ,فنحن فى وضع لا نحسد عليه . نحن ضائعون ,تائهون, حائرون ,حتى الآن , و نحن الآن دولة فاشلة لا سيطرة لها , لا على حدودها و لا على مواردها, و دولة خاضعة للأبتزاز, و كل ذلك بسبب غياب الإرادة السياسية الحقيقية لبناء الدولة .
    الجميع يتحدث عن الوطن ,و عن المصالحة ,و عن بناء الجيش, و عن الأمن ,و عن الرغبة فى بناء مؤسسات الدولة, و عن محاربة الفساد ,و لكن إن كان ذلك صحيحا فلماذا تأخر الأمر ؟؟؟ أعضاء المؤتمر الوطنى يتحملون المسئولية التاريخية عما يحصل, فهم الذين يملكون القرار, و هم الذين يتحملون نتائج ما تؤول اليه الأمور .
    جميع القوى السياسية الموجودة داخل المؤتمر الوطنى, و خارجه ,و تشمل كل الأحزاب السياسية ,و مجالس الثوار, و منظمات المجتمع المدنى,مطلوب منها الإتفاق على ميثاق شرف وطنى و يشمل من ضمن ما يشمل :-
    1. عدم استعمال السلاح او اية اساليب عنفية لتحقيق مطالب او مكاسب سياسية .
    2. العمل الجاد على بناء حوار وطنى حقيقى بين جميع فئات الشعب الليبى بعيدا عن اساليب التخوين و الإقصاء .
    3. تكاتف جميع الجهود لإستكمال الإستحقاقات اللآزمة للتحول من الثورة للدولة و بأسرع وقت ممكن .
    4. التأكيد على ان يكون العمل السياسى مدنى الطابع و يحظر حظرا كاملا ارتباط النشاط السياسى بالسلاح .
    5. دعم الحكومة فى بناء جيش وطنى على اسس الوطنية و الإحتراف بعيدا عن الإستقطابات الجهوية و القبلية و السياسية و ان يكون ممثلا لكل الليبيين و مدافعا عنهم و لا يرتبط بأى شكل من الأشكال بالتيارات السياسية .
    6. العمل الجاد على تحقيق المصالحة الوطنية
    7. التأكيد على المؤتمر الوطنى و الحكومة بأخد ما يصدر عن الرأى العام و منظمات المجتمع المدنى بخصوص تصحيح مسار الثورة بعين الجد و الإهتمام و العمل على تصحيح الأخطاء و مكافحة الفساد .

    إضعاف العرب.. تقوية إسرائيل
    بقلم: محيي الدين تيتاوي عن الانتباهة السودانية
    جدل طويل يدور حول توجيه ضربة للبنى التحتية مما يعني إعادة سوريا إلى العصور الوسطى أو إلى ما قبل ذلك لمصلحة إسرائيل.. فلأجلها تم ضرب العراق وتدمير قدراته الذاتية التي بناها شعب العراق بعرقه ومن لقمة عيشه وتضحيات أجياله .. إسرائيل تريد أن تكون المنطقة بأكلمها تحت إبطها.. وتحت بصرها وسيطرتها وإرهابها
    والعرب لا يتعلمون من التاريخ .. لا يقرأون واقع الحال ولا مجريات الأمور.. ينقادون نحو الهدف المراد ويؤدون المهام ويحققون الأجندة الصهيونية تمامًا ودون إنقاص فماذا لو جلس الفرقاء وراجعوا أنفسهم وتراجعوا خطوات قليلة لمصلحة أوطانهم ولصالح مستقبل أجيالهم؟ فالمسافات بينهم ليست بالبعيدة ومن الأفضل أن تحل قضايا الحكم والتعايش السلمي بالتوافق والمصداقية بين أبناء الوطن الواحد..
    * تجربة أمريكا خلال الآونة الأخيرة في حرب الخليج وحرب أفغانستان كلها مليئة بالدروس والعبر ... فالعراق وبإشارات وتلميحات من أمريكا وقع في فخ الحرب فذهبت الدولة ... وذهبت البنى التحتية .. وذهبت الوحدة الوطنية وبقيت الجراحات العميقة .. وتأصلت القبلية والجهوية والخلافات الدينية سنة وشيعة وارتفعت رايات الجهوية بحسب رغبة إسرائيل في تفتيت وحدة الأمة وإضعافها في مقابل وحدة الشتات اليهودي المهاجر من بلاد الدنيا لإنشاء دولة موحدة قوية مستقرة ونامية ومتطورة ولديها قدرات نووية رادعة مكافحة للبلدان العربية والإسلامية.
    * متى يصحو العرب من غفوتهم التي استطالت وتمددت عبر القرون منذ فجر الإسلام .. أين النهضة العربية؟ أين القوة العربية؟ من حق العرب وغيرهم من الآسيويين والأفارقة أن يستقووا دفاعًا عن أنفسهم .. لماذا تحدد أمريكا مواقع محددة تشكل مصادر القوة لسوريا حتى تعود ضعيفة عاجزة عن مواجهة إسرائيل الدخيلة على المنطقة المعتدية على حقوق الشعب الفلسطيني.
    * الى متى سنتمسك بالمفاوضات مع إسرائيل وهي تمضي في طريق بناء المستوطنات على الأراضي المحتلة والقدس الشريف ... مما يشير إلى أن سياسة الأمر الواقع هي التي سوف تحكم الأمور في النزاع العربي الإسرائيلي بعد تدمير القوة العربية بإشعال نيران الفتنة في كافة الاتجاهات .. في تونس النار مشتعلة بين القوى التي أعطاها الشعب التفويض لإدارة البلاد وبين القوى اليسارية العلمانية .. وفي ليبيا تجري الأحداث لتحقيق ما تسميه امريكا بالفوضى الخلاقة... وفي مصر الحال واضح لا يحتاج إلى تحليل... وفي لبنان قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة .. سوريا تم تدميرها بأيدي أبنائها «الجيش الحُر والسلطة الحاكمة» في العراق الشارع يغلي والانقاسمات بلغت الحد ... والفوضى لا تحتاج إلى شرح .. فماذا تبقى من قوة العرب والمسلمين حول الدولة الصهيونية المحتلة؟

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 449
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-07-17, 11:40 AM
  2. اقلام واراء عربي 448
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-07-17, 11:39 AM
  3. اقلام واراء عربي 447
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-07-17, 11:38 AM
  4. اقلام واراء عربي 399
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 09:16 AM
  5. اقلام واراء عربي 276
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:14 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •