النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 494

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء عربي 494

    اقلام عربي 494
    9/9/2013

    في هذا الملــــف:
    استيطان استفزازي
    حمادة فراعنة-الرأي الأردنية
    هل يفعلها الكونجرس؟؟
    رشيد حسن-الدستور الأردنية
    لا حرب عالمية ثالثة... ولا تسوية بعد ضرب الأسد!
    جورج سمعان-الحياة اللندنية
    إبادة الأكثرية حماية للأقليات؟
    رأي القدس العربي
    الوجه الحقيقي لـ "الإخوان"
    فايز رشيد-الخليج الإماراتية
    هل نصالح الشيطان؟
    فاطمة ناعوت-المصري اليوم
    واستمر الإسلام قوة عالمية حتى سقطت دول المسلمين في يد الاستعمار (2)
    محمد أحمد عبد الهادي-الشرق القطرية
    المالكي يكتشف المؤامرة.. والقيادة القطرية تتأهب
    سمير عطا الله-الشرق الأوسط


    استيطان استفزازي
    حمادة فراعنة-الرأي الأردنية
    وصل الأمر والتمادي في حكومة نتنياهو، التي أعلنت إلتزامها بـ «حل الدولتين» إلى إستفزاز أوساط من اليمين الإسرائيلي، وحتى من أوساط الليكود نفسه، وإنتقادهم علناً لإجراءات وسياسات حكومة تل أبيب الاستيطانية، على خلفية قرارها بجعل تسع مستوطنات إسرائيلية قائمة في عمق أرض الضفة الفلسطينية «مناطق أولوية وطنية» وأن السكن فيها يحظى بإمتيازات إقتصادية كبيرة مغطاة من قبل الحكومة، بهدف تشجيع وصول مستوطنين جدد إليها.
    فقد كتب دوف فايسغلاس في يديعوت أحرونوت، مقالاً تحت عنوان «لا يصنعون سلاماً هكذا»، إنتقد فيه حكومة نتنياهو، بجلوسها على طاولة المفاوضات، بهدف التوصل إلى تسوية على قاعدة حل الدولتين، وهي في نفس الوقت تقوم بنشاطات إستيطانية تشق الضفة الفلسطينية على طولها كله، ولذلك يرى أن قرار حكومة نتنياهو، يتعارض مع رغبتها في إحراز تسوية سياسية مع الفلسطينيين، ويسأل «أي صورة ستكون عليها الدولة الفلسطينية التي تمزقها سلسلة بلدات إسرائيلية».
    دوف فايسغلاس، كان مستشاراً لشارون، ومديراً لمكتبه، ومبعوثاً دائماً له لواشنطن، وهي نفس المكانة التي يحتلها المحامي إسحق مولخو الأن مع نتنياهو، كتب يقول أن مستشارة الأمن القومي الأميركية كونداليزا رايس، نبهت أن واشنطن ترى أن مساحة الدولة الفلسطينية التي ستنشأ حتى ولو كانت بمساحة ملعب كرة قدم، فمن الضروري أن تبدو الدولة الفلسطينية «مثل ملعب كرة قدم» أي كاملة ومتصلة، بحيث يستطيع الفلسطينيون التنقل فيها من أقصاها إلى أقصاها دون أن يلاقوا إسرائيليين، وأكدت رايس للإسرائيليين في ذلك الوقت كما يقول فايسغلاس «لن نوافق أبداً على دولة فلسطينية تبدو مثل قطعة جبن سويسري» كثيرة الثقوب بالمستوطنات الإسرائيلية.
    ويقول فايسغلاس «تبدلت إدارة بوش، ولكنني لا أعتقد أن الموقف الأميركي تغير، ولذلك فإن قرار الحكومة يرمي إلى أن يعمق ويوسع ويكبر الثقوب الإسرائيلية في قطعة الجبن الفلسطينية، مع أن الحكومة تعلم أن الفلسطينيين لن يوافقوا على دولة تقطع مساحتها بلدات إسرائيلية، والعالم كله يؤيد هذا الموقف». ويخلص دوف فايسغلاس إلى سؤال جوهري نصه «كيف سيدفع قرار تقوية البلدات الإسرائيلية في قلب الأرض الفلسطينية، إلى التوصل إلى تسوية تريدها إسرائيل كما تزعم حكومة نتنياهو ؟».
    إذا كان فايغسلاس مستشار شارون يستهجن التناقض في الموقف الإسرائيلي، ويعتبر أن الحوافز المقدمة للمستوطنين من قبل الحكومة للسكن في مستعمرات الضفة الفلسطينية، تتعارض مع الموقف الإسرائيلي في الجلوس على طاولة المفاوضات، وإستفزازية، وتمزق الخارطة الفلسطينية، وتؤدي إلى فشل التوصل إلى تسوية وتجعل «كلام حكومة إسرائيل عن السلام - كما يقول هو حرفياً - سخرية» فماذا يبقى للفلسطينيين أن يقولوا؟ وما هي المفردات التي يمكن إستحضارها من قواميس اللغات لتعبر عن مشاعر ومصالح وإحتجاجات الفلسطينيين رداً على ما تفعله حكومة نتنياهو الإستيطانية الإستعمارية التوسعية في أرض فلسطين وعلى حساب شعبها وكرامته ؟؟.


    هل يفعلها الكونجرس؟؟
    رشيد حسن-الدستور الأردنية
    هل يفعلها الكونجرس الاميركي، فيرفض الموافقة على ضرب سوريا، كما رفض مجلس العموم البريطاتي ؟؟ مستجيبا لارادة الشعب الاميركي، اذ رفض51% في استطلاع لمعهد “غالوب” توجيه هذه الضربة ، مقابل 36% وافقوا عليها، ونسبة المعارضين لهذه الحرب - كما يقول الاستطلاع المذكور - هي أكبر من نسبة المعارضين لحروب الخليج 1991، وكوسفو1999، وافغانستان 2001. والعراق 2003.
    نأمل ذلك وقد اشارت صحيفة الواشنطن بوست في استطلاع لها، بان 224 نائبا من أصل “433” اعضاء مجلس النواب اتخذوا موقفا ضد التدخل، أو يميلون الى هذا الموقف، وهناك عدد كبير منهم “184” نائبا، لا يزالون مترددين، فيما يدعم قرار الضربة “25”نائبا فقط .
    اسباب كثيرة وراء عدم موافقة الشعب الاميركي الانجرار لهذه الحرب اهمها الاوضاع الاقتصادية المتردية، والتي ادت الى الكساد الكبير عام 2008، وكانت السبب وراء هزيمة الجمهوريين، وفوز اوباما الذي تعهد بعد شن اية حروب، وسحب الجيوش الاميركية من العراق وافغانستان، وقد ادرك ان الشعب الاميركي قد سئم الحروب ... وهو في حاجة لفترة من الراحة والاستقرار؛ لاعادة الروح والزخم للحياة الاقتصادية المتعبة.
    هذا المناخ الذي يسيطر على الشعب الاميركي؛ ونعني رفضه المشاركة في اية حرب، هو وراء اعلان اوباما بان تصويت الكونجرس لن يتم قبل اسبوعين، وهي فترة من المقرر ان يستغلها الرئيس لاقناع اعضاء الكونجرس بالتصويت لصالح قراره بشن الحرب على سوريا ، بعد ان ادرك ومن خلال اتصالاته المستمرة بانه يواجه متاعب وصعوبات كبيرة، قد تحول دون حصوله على موافقة الكونجرس.
    ان رفض الكونجرس للحرب – اذا ما تم- يؤرخ لمرحلة جديدة في السياسة الاميركية ، ويشكل انقلابا في استراتجيتها القائمة اصلا على الحروب والتدخل في شؤون الدول الاخرى منذ ما يزيد عن مائة عام والقائمة تحت عنوان” الحفاظ على مصالح اميركا الاستراتيجية وأمنها القومي” وهو أمر غير متوقع في مجتمع يستند وجوده إلى عنصر القوة والغلبة ..
    والسؤال الذي يفرض نفسه .. هل يستجيب اوباما لقرار الكونجرس فيما لو رفض الحرب ؟ كما استجاب رئيس وزراء بريطانيا كاميرون ، لقرار مجلس العموم ، معلنا احترامه لارادة البريطانيين الذين يمثلهم هذا المجلس.
    في الاغلب سيعلن اوباما استجابته لقرار الكونجرس، والذي يعتبر بمثابة قارب النجاة لانتشاله من الغرق من لجة الازمة، أو السلم الذي يضمن له النزول من على الشجرة التي صعد اليها، عندما اعلن في وقت مبكر بان استعمال الكيماوي خط احمر، ثم اندفع في اتهام النظام بارتكاب جريمة تفجير الكيماوي، قبل اعلان نتائج لجنة التحقيق الدولية، وهو ما اعتبر بمثابة اصدار الحكم على النظام ، قبل الاستماع لوجهة نظر المحققين، ما يشي بتكرار سيناريو الحرب على العراق، ما دفع الشعوب الاوروبية والشعب الاميركي وباقي شعوب العالم بالاعلان عن رفضها لهذا العدوان، وهو السبب الرئيس في فشله ايضا في تشكيل تحالف دولي كبير، على غرار ما فعل الرئيس الاسبق بوش الاب في حرب الخليج1991.
    فاذا اضفنا الى كل ذلك التقارير التي تتوقع حربا اقليمية مفتوحة، وليس ضربة محدودة كما يروج اوباما، تصل تداعياتها الى العديد من دول المنطقة، وتصيب نيرانها الملتهبة العدو الصهيوني، وصلابة الموقف الروسي، الذي ظهر في قمة العشرين باعلان بوتين استعداد موسكو مساعدة سوريا عسكريا واقتصاديا ، ورفضه شن حرب اميركية دون موافقة مجلس الامن ... كل ذلك واكثر منه، هو الذي جعل اوباما يتردد، وجعل الكونجرس يميل الى عدم الموافقة كما تشير الواشنطن بوست.
    باختصار... الازمة مفتوحة على كل الاحتمالات، ولا يزال شن عدوان اميركي على سوريا الشقيقة، هو الاحتمال الارجح.
    لا حرب عالمية ثالثة... ولا تسوية بعد ضرب الأسد!
    جورج سمعان-الحياة اللندنية
    مطلع العقد التاسع من القرن الماضي أطلق العراق أزمة دولية كانت واحدة من أبرز تداعيات انهيار النظام العالمي. وفتح التحالف الدولي الواسع الذي قادته الولايات المتحدة لإخراج جيش صدام حسين من الكويت، الباب واسعاً أمام قيام نظام بديل بشرت به إدارة الرئيس جورج بوش الأب. وكان لانهيار الكتلة الشرقية صدى وارتدادات على صورة أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية و «الفلك السوفياتي» برمته... لكن الشرق الأوسط ظل على حاله. فلا التسوية التي انطلقت من مدريد وصلت إلى نهايتها «السعيدة». ولا العالم العربي وجامعته ودوله تجاوزت الشروخ التي أصابتها بعد غزو الكويت فخطت خطوة إلى أمام. وعندما وصل جورج بوش الابن إلى البيت الأبيض مطلع الألفية الثالثة بدا عازفاً عن شؤون الشرق. غسل يديه علناً استعداداً لمرحلة انكفاء وانعزال داخلي. وأقفل الباب الذي فتحه سلفه بيل كلينتون في وجه الوفود الفلسطينية والإسرائيلية. لكن «غزوتي نيويورك وواشنطن» دفعتاه إلى حروب تقول إدارة الرئيس باراك أوباما أنها لا تزال إلى اليوم تعاني من آثارها وتداوي جروحها.
    مطلع هذا العقد هبت العاصفة على العالم العربي. قيل ويقال إلى اليوم إنه «الربيع العربي» الذي تأخر عقدين. لكنه توقف في سورية التي - كما العراق - باتت تشكل اليوم إحدى أبرز معضلات النظام العالمي الذي لا يزال يتلمس طريقه. كأنها ستشكل منطلقاً إلى النظام الجديد. كان الرئيس أوباما يؤكد منذ وصوله إلى البيت الأبيض حرصه على إعادة الشراكة مع الكبار. وعلى التعاون الدولي عبر المؤسسات الدولية. وكرر أكثر من مرة، بعد اعترافه بالعجز عن تحريك التسوية في الشرق الأوسط، أن سلم أولوياته انتقل إلى المحيط الهادئ. لكن الأزمة السورية أعادته إلى المنطقة وطرحت أمامه أكبر تحدٍّ يواجهه منذ توليه السلطة. ولم تنفعه سياسة «النأي بالنفس» التي التزمها طوال سنتين ونصف السنة.
    تبدلت ظروف كثيرة، إقليمياً ودولياً، بين أزمة العراق التي لم تنتهِ فصولاً إلى اليوم وأزمة سورية. لم يسبق أن انقسم العالم مثل هذا الانقسام. لم يسبق أن شهدت أزمة مثل هذا الاستقطاب. تحولت سجالاً يومياً في برلمانات الغرب. والقول إنها تشكل مأزقاً أو تحدياً للولايات المتحدة وحدها، أو إنها امتحان لصدقيتها ومدى قدرتها على رفع هذا التحدي، تعوزه الدقة. إنها أيضاً امتحان لصدقية خصومها، خصوصاً روسيا وإيران، وقدرتهم على رفع التحدي والرد. والتردد الذي صبغ حتى الآن مواقف واشنطن وشركائها الأوروبيين يقابله ارتباك وعدم يقين في صفوف الطرف الآخر. لم يكن الأمر كذلك قبل 21 آب (أغسطس) الماضي. محافظة أطراف الصراع السوريين على «قواعد الحرب» أعفت اللاعبين في الخارج من التدخل، على رغم دموية هذه الحرب وفعلها التدميري. كان الانتظار يناسبهم حتى يتعب المتقاتلون فتنضج ظروف التسوية السياسية. لم يبد أحد منهم رغبة في التدخل المباشر... لكن دخول السلاح الكيماوي شكل خروجاً على هذه القواعد... فكان لا بد من التدخل في مسرح العمليات. هكذا، دُفع جميع اللاعبين إلى طاولة بوكر الخداع فيها سيد اللعبة!
    انتظر العالم طويلاً تحقيق اختراق في الأزمة السورية يدفع باتجاه إبرام تسوية سياسية مقبولة. راهن اللاعبون الإقليميون والدوليون على ميزان القوى الذي لم يتوقف عن الاهتزاز طوال سنتين ونصف السنة من بدء المواجهات. وبات هؤلاء اللاعبون أمام تحدٍّ حقيقي: كيف يؤكد كل طرف صدقيته وقدرته على رفع التحدي في ميزان قوى جديد يترجمه تفاهم على عناصر التسوية المطلوبة لوقف الحرب؟ أليس الخلاف بين الكبار على أهداف «جنيف - 2» هو المسؤول أيضاً عن تأخير انعقاد هذا اللقاء المؤجل؟ فلا تفاهم بينهم على خطوات لوقف الحرب، ولا لقاء على عناوين الحل. بل يبدو واضحاً عجزهم عن ممارسة ضغوط على الطرفين المتحاربين. وينم هذا ربما عن خريطة جديدة لموازين القوى الدولية التي لا يقتصر حسابها على القدرة العسكرية فحسب، بل يطول الاقتصاد وشبكة العلاقات الإقليمية والدولية. أو يعبر في أحسن الأحوال عن ثقة مفقودة بينهم، وتباعد تجلى في كثير من الملفات.
    كان السؤال دائماً ماذا بعد اليوم الثاني لرحيل نظام الرئيس بشار الأسد. بات السؤال اليوم ماذا بعد الضربة العسكرية المحدودة لهذا النظام. ويخشى ألا تصيب حسابات الذين يعولون على تحريك التسوية بعد الضربة المتوقعة. رفضت المعارضة في الأشهر الماضية التوجه إلى «جنيف - 2» قبل أن تعيد التوازن إلى مسرح العمليات، بعد خسارتها مدينة القصير، وبعد التراجع الذي أصابها في حمص وأماكن ومدن أخرى. فهل يضمن الذين سيتوجهون إلى التدخل من أجل «معاقبة الأسد وتقويض قدرته على استخدام أسلحة الإبادة» أن الرئيس السوري سينصاع، خصوصاً إذا منحت الضربة خصومه بعض الزخم لتحقيق تقدم على الأرض؟ ما الذي يجعل المتفائلين يتوقعون ألا يفوت الفرصة هذه المرة لإبرام تسوية تلبي في النهاية شروط المعارضة وسعيها إلى رحيل النظام؟ قياساً على مجريات الحرب الدائرة ثمة أمالاً ضئيلة بأن يجلس النظام إلى الطاولة تحت وقع الصفعة. بل ماذا لو «ابتلعها»، كما كان يفعل بعد كل ضربة إسرائيلية، وواصل القتال؟
    الضربة المتوقعة لن تنهي الحرب في سورية إذاً. هذا ما تقوله واشنطن وشركاؤها علناً. تبقى الأولوية للحل السياسي الذي قد يحركه هذا التدخل المحدود والمدروس. لكن هذا يظل السيناريو الأكثر تفاؤلاً. لذلك، عزا بعض الدوائر السياسية في واشنطن لجوء أوباما إلى تفويض من الكونغرس إلى الخوف من تداعيات الضربة وخروجها على الحسابات والتوقعات. وهو بسعيه إلى الدعم الداخلي والأوروبي إنما يسعى في خطوة احترازية إلى من يشاركه مستقبلاً في تحمل المسؤولية عن ارتدادات هذا التدخل على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. بل ربما فرضت عليه هذه التداعيات مزيداً من التدخل والانخراط في الحرب وما قد تولده من دينامية غير محسوبة.
    الضربة يرى إليها كثيرون واقعة لا محالة، إذ لا يمكن واشنطن أن تتهاون حيال صدقيتها، وتهديد أمنها القومي وأمن حلفائها ودول الجوار السوري، وحيال مسؤولياتها الدولية. ولا يمكن أن تسجل تراجعاً أمام روسيا وإيران سينظر إليه العالم انتصاراً لهما. ولكن، في المقابل لا يمكن التعامي عن الدور الذي يمكن أن يؤديه حلفاء دمشق. لن يصل الأمر إلى مواجهة مباشرة بين أميركا وروسيا، أو بينها وبين إيران. ولن تقود إلى حرب عالمية ثالثة، كما يتوعد المسؤولون السوريون. لم يحدث حتى في تاريخ الحرب الباردة أن انخرط «الجباران» في مواجهة مباشرة. ويستحيل أن يدخلا في نزاع مباشر اليوم. ما يربط بين واشنطن وموسكو من شبكة مصالح وعلاقات يحول دون مثل هذه المغامرة من أجل حماية النظام في دمشق. وواضح أن المسؤولين الروس أكدوا منذ اليوم الأول أنهم لن يتدخلوا. ومثلهم فعل مسؤولون إيرانيون رفضوا مقولة مسؤولين سوريين أن الحرب على دمشق هي حرب على الجمهورية الإسلامية بالضرورة. فالجغرافيا لا تساعد الجمهورية الإسلامية. لا يمكنها ببساطة، أياً كانت علاقاتها مع العراق، أن تقفز فوق الحدود لتزج بنفسها في مواجهة لا تريدها. وهي أعقل من أن تغامر في تحريك مياه الخليج ونفطه لأن في ذلك إشعالاً لحرب لن تخرج منها سليمة مهما بالغت في تقدير امكاناتها.
    لا يعني ذلك أن حلفاءها سيكتفون بالرهان على الرأي العام الغربي وبرلماناته، وعلى الانشقاق الذي يصيب الاتحاد الأوروبي والداخل الأميركي. وإذا كانت هناك حسابات خاصة ومختلفة لروسيا قد لا تتجاوز مد النظام السوري بمزيد من الأسلحة، فإن إيران التي تسمع كل يوم أن الضربة ستشكل رسالة واضحة إليها إذا تجاوزت «الخط الأحمر» في ملفها النووي ستكون لها حسابات خاصة وسبل أخرى للتدخل. صحيح أنها لن تواجه القوة الصاروخية الأميركية، لكن امتداد أذرعتها من العراق إلى لبنان، مروراً بكثير من النواحي والأمكنة الأخرى قد لا يسمح باستثمار الضربة عسكرياً أو سياسياً بالسهولة التي يأملها الأميركيون وشركاؤهم.
    لقد تعاونت إيران مع الولايات المتحدة وسهلت لها ما أمكنها في حربي أفغانستان والعراق، وأفادت منهما. لكن سورية تشكل عنصراً أساسياً في استراتيجية أمنها القومي. ولا يمكن تالياً أن يراهن المعولون على الضربة على أن طهران ستبقى مكتوفة حيال احتمال تقويض هذا الجسر الذي يربطها بحدود إسرائيل، ويوفر لها سنداً للعراق الذي بدأت تهتز محافظاته ومدنه يومياً على وقع السيارات المفخخة! يعني ضرب سورية كسر هذا «الهلال» الذي جاهدت طويلاً لبنائه. فكيف ستتصرف عبر أذرعها التي تقاتل من زمن إلى جانب النظام؟ هل تجازف سلفاً بمستقبل المفاوضات التي تستعد لها الحكومة الجديدة للرئيس حسن روحاني في الملف النووي؟ خيط رفيع يفصل بين الأمل بأن تدفع نار الضربة الجميع إلى تسوية في سورية تفتح أبواب صفقة كبرى طال انتظارها، والخوف من أن تؤدي إلى مزيد من الاقتتال بين نظام الأسد وخصومه... استمرار الحرب لا يريح الراغبين في استنزاف قدرات سورية وانهاك القوى المتطرفة الشيعية والسنّية التي يدرجها الغرب في «لائحة الإرهاب» فحسب، بل يوفر على المتسابقين على غاز المتوسط الانـشـغال بـهموم التفاهم مع تركيا وسورية ولبنان المنشغلة بالحرب في ظهرانيها.
    إبادة الأكثرية حماية للأقليات؟
    رأي القدس العربي
    في خطابه بعد مجزرة الكيماوي اختصر وزير الخارجية السوري وليد المعلم المسألة بمعادلة بسيطة: قصف جوبر والغوطة (مناطق يسيطر عليها الجيش الحرّ) لحماية القصاع وجرمانا (حيّان يسيطر عليهما النظام) وهو ما يعني لمن يعرف الجغرافيا السياسية والطائفية في سورية ان النظام يبيد الأكثرية ليحمي الأقليات.
    الخطاب نفسه يستخدمه النظامان الروسي والايراني في دبلوماسيتهما وتصريحاتهما مباشرة او ضمناً وتقوم وسائل اعلامهما بقصف الرأي العام به ولا تتورع عن استخدام التلفيق والتهويل فيه بغض النظر عن النتائج السياسية والاجتماعية المدمرة لذلك.
    بالمقابل لا تتوقف تشكيلات عديدة محسوبة على المعارضة الجهادية المسلحة عن تزويد النظام وحلفائه بمواد اعلامية وسياسية تفيد خطابه وتعززه، في مسلسل طويل الحوادث اختلطت فيه الطائفية بالتطرف والبلاهة السياسية بالاختراقات الامنية الواسعة لهذه التنظيمات.
    جاء هجوم على حاجز لقوات النظام على مدخل مدينة معلولا ذات الرمزية المسيحية والتاريخية العالية ليقدم إحدى هذه المواد السريعة الاشتعال بحيث سارعت وسائل اعلام مرتبطة بالنظامين السوري والايراني لتضخيمها وتأليف قصة كبيرة منها وما لبثت روسيا ان التقطت الخيط فاندفعت كعادتها للدفاع عن ‘الأقليات المهددة’، كما استفاقت أيضا الآلة الاعلامية للفاتيكان فجأة وبدأت تنشر تصريحات تصبّ في هذا السياق.
    يتسق هذا الخط مع خطة النظام الأساسية للدفاع عن نفسه مستنداً لخبراته الطويلة في تأجيج الأزمات طائفياً وإثنياً في لبنان والعراق وسورية بالتلاعب بخزان احتياطي كبير من موزاييك ديني وطائفي واثني وقبلي بحيث يكون الاستبداد، الذي قضى عمراً ينفخ في نار هذا الخزّان، هو الوحيد صاحب الخلطة السحرية التي تمنع انفجاره.
    مشكلة هذا الخطاب السياسي أن برنامجه الوحيد هو المذبحة المستمرة: ابادة الاكثرية والا ابيدت الاقليات!
    يحوّل هذا البرنامج الأقليات الى رهائن ويخضعها الى فيلم رعب مستمر: اما ان تقبل هذا الخطاب وتشارك فيه وتتحمل تبعاته الدموية وإما يفلت عليها أجهزته وشبيحته يضيقون عليها ويحاصرونها.
    لكن لعبته الأكثر نجاحاً منذ بداية الثورة السورية هي ارهاب هذه الاقليات بتنظيمات ‘جهادية’ ظل عقودا كاملة يلعب معها لعبة القط والفأر رابطا اياها باجهزته الامنية، ومرسلا افرادها للموت باسم الجهاد في العراق ولبنان وغيرها من البلدان التي يريد دوراً له فيها، مساوماً المجتمع الدولي عليها كلما احتاج الأمر، وضارباً إياها حين تستنفد مهامها.
    يدخل النظام السوري وحلفاؤه سوق السياسة العالمية بهذه الماركة المسجلة لكن السرّ في تسجيلهم نجاحات كبيرة فيها هو أن العالم شرقا وغرباً، ومنذ المأساة الفلسطينية المستمرة يعتمد النظريات الاستشراقية التي ترفع المسؤولية عن المجرمين الحقيقيين.
    تحمّل هذه الآلية الفكرية المسلمين ودينهم مسؤولية ما يجري لهم، وتتجاهل أسس الظلم الرهيب وانعدام العدالة وانتهاك الكرامة الفظيع للشعوب، في لعبة يتشارك فيها النظام الدولي (بطبعتيه: الليبرالية في الغرب والمستبدة في روسيا) الأدوار مع انظمة الاستبداد كالنظام السوري واسرائيل وشقيقاتها العربيات.
    بذلك نفهم كيف تتجمع شبكة مصالح عالمية هائلة للدفاع عن النظام السوري ومذبحته المستمرة لشعبه، من اليمين الاوروبي الذي يعتنق ايديولوجية النظام نفسها في الدفاع عن الاقليات الدينية بابادة الاكثرية المسلمة، الى اليسار الذي يخفي قوالبه الاعلامية التي تربط المسلمين بالتخلف والرجعية ايضا مقنّعا ذلك بايديولوجية معاداة الحرب والمنافحة عن السلام (لأن حروب الأنظمة على شعوبها مبررة طالما لا تخصم تكاليفها من ميزانيات الدفاع الاوروبية) وصولاً الى روسيا والصين والفاتيكان.
    مما يجعلنا نقف امام لوحة سوريالية عجيبة تشترك فيها اجهزة الكي جي بي والموساد والمافيا وتجار الحروب والطائفية والقتل مع جبهات الممانعة ونزعات السلام وايقاف الحرب… السؤال هو: اي حرب تريدون ايقافها حقاً؟



    الوجه الحقيقي لـ "الإخوان"
    فايز رشيد-الخليج الإماراتية
    ما تم الكشف عنه بعد عزل محمد مرسي وجماعته، من مؤامرات تورطت فيها دول غربية و”إسرائيل” لإعادة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر، يرفع أوراق التوت الأخيرة التي يحاول بها الإخوان المسلمون ستر عوراتهم الكثيرة، ويزيح القناع الذي يرتدونه دوماً، ويكشف ازدواجية خطابهم السياسي الانتهازي، ويفضح حقيقة توجه أطراف غربية عديدة في مجالات مختلفة هدفها الظاهر إعادة الإخوان إلى السلطة قسراً، باعتبارهم الحليف الاستراتيجي الأبرز لهذا الجمع الاستعماري، أما الأهداف الأخرى فتتمثل في محاولة تفتيت الجيش المصري باعتباره الجيش الأبرز بين الدول العربية وإحدى مهامه الاساسية في العهد الجديد مجابهة العدو الصهيوني ولذلك فإن التآمر كبير على هذا الجيش .
    وهذا يأتي ضمن استراتيجية أمريكية - صهيونية - غربية لإحداث فوضى في الدولة العربية الأولى والكبرى بين الدول العربية الأخرى، ونقل هذه الفوضى إلى الدول العربية باعتبار تأثير مصر في شقيقاتها العربيات تأثير كبير . إن ما تسعى إليه الدول الاستعمارية هو منع التكامل العربي في مختلف المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية على طريق منع هذا التكامل، وصولاً إلى منع أي شكل من أشكال الوحدة، وإلى تفتيت دول الوطن العربي إلى دويلات متناحرة متناقضة .
    في هذا السياق يأتي استخدام الغرب والصهيونية العالمية للإخوان المسلمين كأداة متآمرة معهم وكحليف طيّع، بداية للسيطرة على المنطقة بهدف تقسيمها في النهاية، وبذلك تحقق مشاريع “الشرق الأوسط الجديد” الذي وضُعت أسسه في واشنطن وتل أبيب، وبالتعاون مع دول غربية أخرى كثيرة . إنشاء شرق أوسط تخضع فيه المنطقة للعدو الصهيوني باعتباره القوة المؤهلة لذلك محلياً، والجديرة بالحفاظ على المصالح الإمبريالية فيها .
    إبّان وجودهم في المعارضة كان الإخوان المسلمون يملؤون الوطن العربي ضجيجاً ويرفعون شعارات عن إزالة “إسرائيل” من الوجود، وعن ضرورة إلغاء اتفاقية العار في كمب ديفيد وكل الاتفاقيات الأخرى مثل أوسلو ووادي عربة وغيرها من تلك المعقودة مع العدو الصهيوني . بعد تسلمهم للسلطة في مصر وبعض الدول العربية الأخرى، اتضح زيف شعاراتهم، فلا بد من الحفاظ على الاتفاقيات الموقعة مع “إسرائيل” (الصديقة وبيريز الصديق العزيز لمرسي) و”إسرائيل” أصبحت حقيقة واقعة لابد من التعامل معها . بعد تسلمهم للسلطة، أصبح مشروعاً أن يحاضر رئيس حركة النهضة التونسية في معهد صهيوني في واشنطن، وليس ضرورياً أن يحتوي الدستور التونسي على فقرة تجرّم التطبيع، وأصبح مشروعاً عقد الاتفاقيات مع الولايات المتحدة وإجراء المباحثات معها . نحن لا نتجنى على الإخوان المسلمين، فهذه الوقائع يدركها ويعرفها كل مواطن عربي من المحيط إلى الخليج .
    حين نتساءل، عن السياسات التي قام بتطبيقها الإخوان المسلمون في مصر أثناء السنة التي تولوا فيها الحكم . الواقع يقول إن هذه السياسات تتماهى مع ما يسعى إليه من يريدون تدمير مصر من الخارج . الإخوان المسلمون حاولوا إضعاف الجيش المصري من خلال أخونة مناصبه العليا، وإجراء تغييرات فيه بهدف السيطرة نهائياً عليه، لكنهم لم يستطيعوا تنفيذ هذه المهمة خلال عام، بل إن الإجراءات والتغييرات التي قاموا بها ارتدت عليهم، فقد أثبت الجيش المصري أصالته وعروبته وانتماءه الوطني لمصر والقومي لأمته العربية . لو كان باستطاعة الإخوان “أخونة” كل المناصب في الجيش لفعلوا ذلك، لكنهم بفتقدون إلى أعضاء في الجيش لملء هذه المناصب .
    القضية الثانية، بالفعل حاول الإخوان المسلمون إحداث الفتنة الطائفية في مصر من خلال المسلم والقبطي والتعبير عن ذلك ليس مباشرة وإنما من خلال مشاريع القوانين الدستورية التي جاؤوا بها، والتي جرى تفصيلها على قياس الإخوان ليحكموا مصر مثلما صرّح أحد قادتهم . . خمسمئة عام .
    القضية الثالثة: من خلال تركيزهم على المشروع العالمي لتنظيم الإخوان، حاولوا عزل مصر عن انتمائها القومي العربي وإبعادها عن إطارها الطبيعي، وتجيير مقدراتها لمصلحة مشروعهم العالمي، الذي دعا إليه المؤتمر العالمي للإخوان في تركيا منذ بضعة أشهر . حاولوا مسح التاريخ العربي لمصر والإنجازات التي تمت في عهد الرئيس الخالد جمال عبد الناصر، لذلك فإن عصام العريان القيادي في الإخوان يحمّله مسؤولية تهجير اليهود إلى الكيان الصهيوني ومصادرة أموالهم، وطالب بإعادتهم واسترداد ممتلكاتهم . هذه وقائع من التاريخ القريب ويذكرها أيضاً القاصي والداني . إن مثل هذه الخطوات تعتبر اللبنة الأولى على طريق تقسيم مصر الوطن والعروبة ذات التأثير الإفريقي والدولي عدا عن تأثيرها القومي العربي بالطبع .
    يبقى القول: إن مصر تحررت من عبوديتها للإخوان في 30 يونيو الماضي، وفي الثالث من يوليو حين تم عزّل مرسي وإسقاط حكم الإخوان، وارتدّت مخططاتهم السوداء إلى نحورهم .
    هل نصالح الشيطان؟
    فاطمة ناعوت-المصري اليوم
    عزيزى القارئ المحترم، مادمتَ هنا، فأنت ممن يقرأون المقال كاملاً. فشكرًا لك. لكن هناك مَن يقرأ عنوانَ المقال، ويتكاسل عن المقال. وهناك مَن يكتفى بعنوان فيديو على يوتيوب، غالبًا لا يعبر عن مضمون الكلام، ثم يبنى آراءً، على كلام لم يُقل. وهناك مُتصيّدٌ انتقائيّ، يكتفى بنصف جُملة، حاذفًا النصفَ الآخر، ثم ينسب لقائلها المسكين، فكرةً مبتورة مشوهة، يَظلُّ وِزرُها يلاحقُه مدى العمر، دون ذنب سوى أنه ابنُ مجتمعٍ كسول، يحفظ: «لا تقربوا الصلاة»، وينسى: «وأنتم سكارى»!
    أنا أكبر ضحايا هذه الآفة المجتمعية: «آفة القصّ واللصق». نسبوا لى مقولة: «القرآن به آياتٌ متناقضة»! بينما كنتُ أناقش شيخًا حول «الناسخ والمنسوخ، ووجود أحكام بالسور المدنية، نَسختْ أحكامًا مَكيّة قبلها. لكن بعض مواقعَ مسيحيةٍ تبشيريّة غير أمينة، أعادت تحميل الفيديو على يوتيوب تحت عنوان: «ناعوت تعترف أن القرآن متناقض»! والمراهنة هنا على أولئك الكسالى الذين يكتفون بعنوان الفيديو، دون تكبّد «عناء» المشاهدة ليفهموا. فبعضُ الناس إن فهموا، ماتوا!
    كنتُ مع الإعلامى أسامة كمال فى برنامجه «القاهرة 360». سألنى عن رأيى فى «المصالحة» مع الإخوان. فتكلمتُ فلسفيًّا بوجه عام، قائلة: «أنا لا أكره. جهاز الكراهية عندى مُعطّل والحمد لله. لهذا بوسعى مصافحة الشيطان، إن أصبح ملاكًا». وهو كما ترون افتراضٌ صعب. فهل يصبح الشيطان ملاكًا؟! يا ليت! وبالتالى سقط «جوابُ» الشرط، لأن «فعل» الشرط لم يحدث. مثلما تقول «إن وضعتَ الفيلَ فى جيبك، سوف أهجرُ مصر». أنت لن تهجر مصرَ أبدًا، لأن فعل الشرط غير متحقق. ثم أشرتُ إلى بعض الديانات الوضعية (مثل الزرادشتية) التى برأت الشيطانَ إذْ رفض السجودَ لغير الله، فهل يستحق لعنات البشرية التى تنهال عليه منذ الأزل وحتى الأبد؟
    وبعد الحلقة مباشرة اشتعلت مانشيتات الصحف والمواقع: «ناعوت: أصالح الشيطان».!!!! وهذا المعنى المبتور أغضب الفريقين منى. أولاً: المدنيين الحزانى من إرهاب الإخوان، تعجّبوا: كيف أقبل مصالحة إرهابيين! وثانيًا: الإخوان والمتطرفون، تعجّبوا: كيف أشبّههم بـ«الشيطان». وكلا الفريقين مُخطئ. فلا أنا شبّهتُ أحدًا بالشيطان! ولا أنا دعوتُ لمصالحة إرهابيّ.
    هكذا يُنسب للمرء ما لم يقله! وهكذا يتم تكفيره بقلب بارد مطمئن! وهكذا نحتاج إلى ثورة جديدة. ثورة المعرفة. ثورة نبذ «الثقافة السمعية». ثورة على ثقافة: «قالوا له». ثورة لإعادة أسلوب «إنصاتنا» لـ«الآخر». ثورة «تدقيق المعلومة». لأن نصف الحقيقة، أخطرُ من الباطل.
    والآن، أعلمُ أن هناك من سيكتفون بقراءة عنوان هذا المقال، دون الوصول إلى هذه الكلمة التى تقرأها الآن، أنت أيها القارئ العزيز، غير الكسول.
    واستمر الإسلام قوة عالمية حتى سقطت دول المسلمين في يد الاستعمار (2)
    محمد أحمد عبد الهادي-الشرق القطرية
    استأنف صاحبي كلامه فقال: لقد حاول الاستعمار الغربي على مدى أربعة قرون أن يخرج الدولة العثمانية من الوجود، فلما ضعفت ثم انهارت، تدفق زحف الاستعمار الغربي على بلاد المشرق والمغرب العربي، وبدأت الصهيونية العالمية تعربد، وتوجه الاستعمار الغربي، وتمتطي ظهره، وتحميه بالقوة وتأخذ منه العون، حتى كانت طامة الإنسانية الكبرى، التي تسمى "إسرائيل"، نجحت عوامل الضغط المختلفة، العسكرية والسياسية والفكرية، في التضييق على الإسلام وخنق روحه العالمية، فأخذ علماؤه ومفكروه وساسته وقادته، يدخلون في مواقع المحلية، ويقنعون بفتات السياسة والفكر.
    وتمزقت هذه الوحدة التي كانت تظل علماء الإسلام ومشرعيه وفقهاءه وأدباءه، والتي أعانتهم على أن يتصلوا على بعد الدار، وشط المزار، وعلى الرغم من عناء السفر وصعوبة الاتصال، فقد كان العالم المسلم يخرج من أقصى العالم الإسلامي إلى أقصاه بلا حواجز ولا جوازات، لا يسوفقه أحد، ولا يسأل إلى أين يذهب.
    ولقد حدث أن اشتدت الحملة على "الدين" كفكرة حتى أصبح متهماً، ثم ما لبث أن استعاد اعتباره، حتى عند ألد خصومه، فقد أدرك الذين يتعقبونه بالاتهام، أنه ولايزال قوة تحرر ونضال، وأن الجرائم التي ارتكبت باسمه ليست في مثل قبح ما ارتكب باسم الفلسفة والعلم والفن، فعلى أقل القليل لم يضع الدين القنبلة الذرية، ولا الهيدروجينية ولا الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية.
    ومن ناحية أخرى لم يستطع رجال الدين مهما ساء مسلكهم، وخدموا القوة الظالمة، أن ينافسوا العلماء الذين سلحوا الطغاة، وجمعوا لهم المال، ولا الأدباء ولا القراء والمصورين الذين باعوا أقلامهم وفنهم في سوق النفاق السياسي.
    ولا جدال في أن الدين النقي الخالص، هو في مقدمة هذه القوى التي توجه إليها الدعوة، ولا جدال في أن الإسلام العالمي، أول ما تتجه إليه قلوب المؤمنين في سلام إنساني طويل العمر، عادل، مستقر، فإن يده لم تلوث بما لوثت به أيدي الآخرين من دماء الشعوب التي استعرت، ولا الشعوب القوية التي دمرت مدنها، وخربت بيوتها، وقتل رجالها، ويتم أطفالها، وترمل نساؤها.

    المالكي يكتشف المؤامرة.. والقيادة القطرية تتأهب
    سمير عطا الله-الشرق الأوسط
    مثلك، أنا، قابع في زاويتي أتأمل ما يحدث على البث المباشر. تقول قاعدة السعادة (لا علاقة لها بقاعدة الظواهري) إن الخبر السعيد هو ألا تكون في الأخبار. لكن من أيام الراديو وهذه الأمة في مقدمة الأخبار، وجاء التلفزيون فتقدمت أكثر. جاء البث المباشر فسابقت جميع أمم الأرض. جاء التواصل الاجتماعي فحولناه فورا إلى عدوانيات لا تبث سوى الكره ولا تَعِد إلا بالموت، فرديا وجماعيا وكيماويا. إذا كنت تلفزيونا يبث ما يبثه التلفزيون العربي من حقد وسموم وتحريض وتمجيد للقتل والدمار، فالرجاء إفادتي على عنواني في الجريدة. إذا كنت تعرف دولة تبلغ فيها نسبة الشباب العاطلين عن العمل 74 في المائة غير مصر، أرجوك بلِّغنا لكي نطالب بعودة السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي العياط.
    لا حاجة بك لأن تذكرني بأن الرقم ليس مسؤولية الرئيس العياط الذي لم يمض على وصوله عام واحد. صحيح. لكن خلال هذه المدة القصيرة كان لدى العياط من الوقت ما كفاه لإحالة 1500 قاض إلى التقاعد المبكر، وصرف المجلس العسكري الذي أمَّن خروج مبارك وأمَّن المرحلة الانتقالية بانضباط وكفاءة ثم أمَّن مجيء السيد الرئيس.
    في عام قدم الدكتور مرسي لشعب مصر حكومتين: معلنة برئاسة الدكتور هشام قنديل، مهمتها تأمين السولار، وخفية يرأسها الدكتور محمد بديع ومعه معاونوه، طردت 50 رئيس تحرير من عديمي الولاء للحكومة المرشدية. البيان الذي صدر عن لقاء الأمير سعود الفيصل والفريق أول السيسي تحدث عن «هوية مصر القومية العربية». وقبل يومين كان الأمير سعود قد قال أمام الجامعة العربية إن سوريا فقدت «هويتها القومية العربية». هل لاحظت ما هي القضية الكبرى والعاجلة الآن؟
    إنها في أنك جُعِلت، كمواطن، تسمع كل لحظة أخبارا جديدة، ليس بينها خبر عن فلسطين. لكي تفعل، يجب أن تقرأ خُطب إسماعيل هنية أو أرشيف محمود أحمدي نجاد. أعرف أنك قابع في الزاوية وتبكي من دون أن تعرف لماذا بالضبط. لائحة طويلة. عودوك أن ترى كل يوم ألف قتيل في البث المباشر، بحيث إذا هبط الرقم إلى 300 شعرت بارتياح لا تفسير له، كأنما حولوك إلى مخلوق سادي مريض بعدد الجرائم لا بحجمها. الشعور الوحيد بشيء من الطمأنينة وسط هذا المشهد الذي لا سابق له، هو الإعلان يوم السبت عن أن القيادة القطرية لحزب البعث السوري سوف تكون في حالة انعقاد دائم. لا ذكر للمكان لأنه سر حربي. ولا أخبار حتى الآن عن القيادة القطرية في حزب «الحرية والعدالة» الذي قرر أي نوع من الأفلام المصرية يمكن أن يشاهد ركاب شركة «مصر للطيران». أهم شارات العدالة صرف 1500 قاض وطرد المدعي العام، وأهم بشائر الحرية طرد 50 صحافيا من خيرة أهل المهنة.
    تزدهر «الوحدة والحرية والاشتراكية» في سوريا حيث تذكرنا بأنه ليست هناك فقط «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»، بل أيضا قيادة قطرية للعناية بها. القيادة القومية منعقدة في العراق في كنف دولة القانون التي كان آخر اكتشافات صاحبها المالكي أن ثمة مؤامرة تحاك ضد الأمة. معقولة يا رجل؟

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 436
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-30, 11:08 AM
  2. اقلام واراء عربي 435
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-30, 11:07 AM
  3. اقلام واراء عربي 396
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 10:01 AM
  4. اقلام واراء عربي 305
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:51 PM
  5. اقلام واراء عربي 304
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:50 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •