النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 550

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء محلي 550

    اقلام محلي 550
    17/11/2013

    في هذا الملـــــف:

    الأزمة الخانقة عند معبر قلنديا
    بقلم: حديث القدس – القدس
    الأحد... وكل يوم أحد ... تحية للسجين المحرر الذي أحب الإبن الذي لم ينجبه!
    بقلم: المحامي زياد أبو زياد – القدس
    الحملة الأمنية الفلسطينية في ضواحي القدس... بين الواقع والمأمول
    بقلم: شبلي اسماعيل السويطي - القدس
    تكامل الموضوعي مع الذاتي شرط الانتصار
    بقلم: حمادة فراعنة – الايام
    حركة حماس سلطة أم مقاومة؟
    بقلم: أكرم عطا الله- الابام
    استعراض وحربٌ ضروس
    بقلم: عدلي صادق – الحياة
    مرة يغالط الحقيقة (5)
    بقلم: عادل عبد الرحمن – الحياة
    وهل يحمل الماشي الماشي ؟
    بقلم: د.ناصر اللحام – معا







    الأزمة الخانقة عند معبر قلنديا
    بقلم: حديث القدس – القدس
    تتفاقم يوما بعد يوم الأزمة المرورية الخانقة في مقطع طريق القدس- رام الله بين كازية القواسمي وطلعة المدارس في كفر عقب، حتى أصبح اجتياز الأزمة مع قدر كبير من حسن الحظ يقارب الساعة. هذا زمن طويل بالنسبة لمسافة لا تزيد عن الكيلومتر وتكاد تسجل رقما قياسيا في بطء السرعة ربما ليس له مثيل في العالم.
    والسبب الرئيس لهذه الأزمة هو المعبر في الجدار الفاصل حيث تضطر المركبات للتوقف عنده لفترات تطول وتقصر حسب مزاج الجنود الواقفين على المعبر. وفي الأساس فإن الجدار الفاصل غير شرعي وغير قانوني، وفقا لقرار محكمة العدل الدولية، لأنه يتجاوز بكثير الخط الأخضر أو حدود ١٩٦٧ التي اعتبرتها المرجعيات الدولية ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة في ذلك العام، والتي يتوجب على اسرائيل الانسحاب منها كما نص على ذلك قرارا مجلس الأمن ٢٤٢ و٣٣٨.
    وزادت الأمة المرورية تعقيدا بعد أن قسم الجدار الفاصل شارع القدس- رام الله التاريخي بين مفرق الضاحية والمعبر إلى قسمين أحدهما داخل الجدار والآخر خارجه. والقسم داخل الجدار فيه مسلكان فقط يخدمان الاتجاهين من القدس وإليها. ويكفي أن تتعطل مركبة واحدة لتتوقف حركة السير لوقت طويل.
    أما القسم خارج الجدار فيستخدمه سكان الرام وتتجمع سيارات جنوب الضفة المتجهة لرام الله وتلك القادمة من القدس حول المعبر من الجهتين، وتتكدس آلاف السيارات عند عنق الزجاجة على مدى ساعات النهار، وخصوصا ساعات الذروة في الصباح وبعد العصر وفي المساء بشكل غير مسبوق، ومنذ شهور عديدة.
    إن هذه الأزمة فيها هدر واستنزاف للوقت وتعطيل لمصالح المواطنين وتأخير للموظفين والطلاب عن دوامهم، فضلا عن هدر للوقود المستخدم في تدوير المحركات. ويعاني المواطنون جميعا من يركبون السيارات وأولئك المشاة على حد سواء من هذه الأزمة.
    هذا الوضع يتوجب إيجاد حل له بعد أن استفحل بسبب كثرة المركبات من ناحية، وكون هذا الشارع، من الناحية الأخرى، من أكثر الشوارع حيوية وحركة واستخداما لأنه يصل ليس فقط بين القدس ورام الله، بل أيضا بين شمال الضفة وجنوبها بشكل عام.
    والحل الجذري العادل يتمثل في إزالة الجدار الفاصل، وإلى أن يتحقق هذا الحل من خلال التسوية النهائية للصراع الفلسطيني- الاسرائيلي فالحل المؤقت ربما يتمثل في إضافة معبر آخر إلى الغرب من المعبر الحالي يتم الوصول إليه عبر الشارع الموازي لشارع القدس- رام الله.
    ومن المفروض أن يطرح هذا الموضوع على المنظمات الدولية المعنية بتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال، كما أن الجانب الفلسطيني يمكنه مناقشة المسألة مع الطرف الاسرائيلي للتوصل إلى حل يضع حدا لهذه المعاناة اليومية التي يكابدها عشرات الآلاف من المواطنين كل يوم ومنذ عدة سنوات.
    فهل تتجاوب المنظمات الدولية والدول المانحة، خصوصا وأن مندوبيها وممثليها يرون هذه الأزمة في تنقلهم بين شمال الضفة وجنوبها، ويشاهدون بأعينهم معاناة المواطنين حول المعبر؟.
    الأحد... وكل يوم أحد ... تحية للسجين المحرر الذي أحب الإبن الذي لم ينجبه!
    بقلم: المحامي زياد أبو زياد – القدس
    التقيته في سجن جنيد المركزي بنابلس في ربيع عام 1991 وقد كنت أقضي حكما بالسجن الاداري لمدة ستة أشهر بينما كان هو قد أمضى أكثر من عشرين عاما في السجن. وكنت أعتبر فترة الاعتقال الأداري فرصة للقاء والعيش مع عدد من رموز الحركة الأسيرة الذين كنت أعرف العديد منهم شخصيا والبعض كنت أسمع عنهم وأتابع نضالاته ولكن لم تتح لي الفرصة للقائهم فكان الاعتقال الاداري بالنسبة لي هو تلك الفرصة..
    كنا نجلس في ركن ساحة الفورة الصباحية نلتمس بعض أشعة الشمس تدفيء عروقنا وتبعد عنها رطوبة غرف السجن ، وكان يحدثني عن تجربته وحياته في المعتقل عبر أكثر من عقدين من الزمن . وأنقل هنا قصة باح لي بها وظلت في البال وستبقى..
    قال لي أنه حين اعتقل كان مخطوبا لفتاة أحبها وأحبته وكان حلمهما أن يجمعهما سقف واحد ولكن الأقدار شاءت أن تحول جدران المعتقل دون ذلك. وأضاف وهو يسترجع الأيام والذكريات بأنه عندما اعتقل وأدرك أنه سيقضي السنين الطوال وراء القضبان قرر ألا يكون أنانيا ً وأن يترك لخطيبته التي أحبها فرصة أن تعيش حياتها الطبيعية دون أن يقحمها معه في حياة انتظار طويل لا يعرف نهايته. فبعث إليها طالبا أن تأتي في زيارته المرة القادمة مع والدها ، وحين حضرت أبلغها بحضور والدها أنه قرر فسخ الخطوبة لأنه يريد أن يواجه مصيره لوحده ولأنه لا يريدها أن تنتظره السنين الطويلة. وقد رفضت الفتاة فسخ الخطوبة وبكت وتحدثت عن المثل والتضحيات وأنها لن تتخلى عنه ولكنه أصر على ذلك وحاول إخفاء مشاعره تجاهها ليقنعها بأنه ليس معنيا باستمرار تلك الخطوبة فاضطرت مكرهة بعد حين ، على قبول طلبه بعد أن أيقنت أنه لا يريدها !
    قال لي أنه كان في غاية الألم وهو يفعل ذلك ولكنه ولأنه كان يحبها أصر على فسخ الخطوبة متيقنا أنها ستتزوج وتعيش حياتها الطبيعية وأن مجرد إحساسه بأنه لم يظلمها وبأنه أمكنها من أن تعيش حياتها سيشعره بالراحة لأن في راحتها سعادته الحقيقية.
    وأضاف وهو ينفث سحابة من الدخان في الهواء ويتأمل تعرجاتها : " لقد مضت السنين وذات يوم جاءنا شاب في مقتبل العمر قد اعتقل حديثا وحكم عليه بضعة أشعر. جلست إليه أهديء من روعه وأخفف عنه وأحدثه عن حياة السجن وأطمئنه بأنه سريعا ما سيخرج وأننا نحن هنا باقون السنين الطوال لأن فترة محكوميته لا تكاد تذكر بالنسبة لأحكامنا ". وأضاف :" سألته عن بلده وأهله وأقربائه ثم كانت المفاجأة التي لم تخطر لي على بال !.. لقد اكتشفت أن هذا الشاب الصغير هو ابن المرأة التي كانت خطيبتي وفسخت خطوبتي عنها وتركتها لكي تعيش حياتها كما تشاء ! شعرتُ بأنني لو تزوجتها لكان هذا هو ابني ..وشعرت بإحساس عجيب غريب...ها هو ابني الذي لم أنجبه يجلس إلى جواري في السجن...!..تعلقت به,, وكنت أشتري له الشوكولاته والويفر من الكنتين..أتفقده وهو نائم كي لا يتكشف أو يبرد..عشت الأبوة التي لم أعرفها من قبل واستمرت إلى أن انتهت فترة سجنه وأفرج عنه ...كان شعوري غريبا ومتناقضا...فرحت له لأنه غادر السجن ..وحزنت لفراقه.."
    إلى هنا رواية صديقي المعتقل الذي هو اليوم سجين محرر..
    كان يروي حكايته بشفافية وصفاء لا يتميز به إلا أولئك الذين أمضوا عشرات السنين في غياهب الاعتقال...عرفت الكثيرين منهم وأدركت بعض مزاياهم..
    هذه الصورة الرائعة الجميلة لذلك الشاب الذي أبى أن يكون أنانيا وآثر أن يتعذب ويعاني بمفرده لأنه هو الذي اختار وبقناعة ولم يقبل أن يفرض خياره على غيره هي صورة رائعة للإيثار والرجولة وانعدام الأنانية ، وهي " تاج " على رؤوسنا نفتخر به ونعتز..أقول تاج !
    صاحب هذه القصة يعيش اليوم بين ظهرانينا...غادر السجن في صفقة إفراج تمت قبل الصفقة الأخيرة..أترك له أن يكشف عن هويته إن أراد..وأبعث له كل الحب والتقدير والاحترام على موقفه الرجولي...
    استذكرت هذه القصة بعد أن سمعت عن حالات معاكسة..عن حالات ارتباط فتيات بمعتقلين أمضين السنين الطويلة وهن يعشن معهم عن بعد تجربة السجن والاعتقال..يمددنهم بالأمل والدفء والتضامن والحب والحلم بزوال السجن ...يشعرن بالتضحية وهن يعشن من أجل مناضل ٍ يفتخرن به وبنضالاته ويتخذنه قدوة ومثلا أعلى...ولكنهم حين خرجوا من السجن أداروا ظهورهم وتخلوا عنهن بسهولة وبأعذار واهية... بعضهم رضخ لأهله الذين أرادوا أن يزوجوه صبية صغيرة لا تلك التي كبرت وهي تنتظره خارج السجن..,,وبعضهم يريد أن ينسى السجن ويعتقد بأن ارتباطه بمن أحبته وهو داخل السجن سيظل يذكره بالسجن.!..وبعضهم يريد فتاة لم تعرف أحدا من قبله ولم تتفتح عيونها إلا عليه.!..وأعذار شتى أخرى لا مجال لسردها.
    المرأة الفلسطينية هي نموذج المرأة المناضلة التي تحاول أن تسهم في النضال على طريقتها الخاصة... فهي التي تجوب الأرض من سجن لآخر تنهض قبل الفجر وتسرع إلى باصات الصليب الأحمر وتمضي الساعات الطوال على الطرق وفي ساحات الانتظار أمام السجون وتعاني سوء المعاملة حتى القمع وقنابل الغاز في بعض الأحيان لكي تحظى بلقاء بضع دقائق مع سجينها تراه من وراء الشبك لا تستطيع حتى مجرد لمس يده أو طبع قبلة على جبينه. وهي الأم والزوجة والأخت والخطيبة والحبيبة التي تكتم حبها أو تعلنه ... هي كل هؤلاء وهي تمر بكل تلك المعاناة منذ ما قبل الفجر حتى ساعات المساء المتأخرة.. وقد لا تجد طيلة تلك الساعات شربة ماء أو لقمة تضعها في فمها..وهي تفعل ذلك في الشتاء القارس والصيف اللاهب..
    المرأة الفلسطينية تعتقد بأنها بارتباطها بأسير إنما تناضل على طريقتها وهي بنضالها تخفف عنه وتبعث الأمل والدفء في قلبه وزوايا غرفة سجنه... ألا تستحق هذه المرأة شعورا وإحساسا مساويا في المقدار والاتجاه؟ !
    لقد رويت قصة صديقي الذي آثر كبت مشاعره والتظاهر بأنه لم يعد معنيا بخطيبته ليقنعها بتركه لأنه كان شهما لم يرد أن يفرض عليها عواقب عمل لم يشاورها حين أقدم عليه ، فكيف يمكن في المقابل لشخص أن يقبل اللعب بعواطف فتاة ما والتسلي بها وهو داخل السجن ثم التخلي عنها وبكل سهولة وبأعذار واهية لمجرد أن وجد نفسه خارج السجن..
    ليس في الأمر تعميم ، فلا شك بأن هناك من أوفوا بعهودهم وصانوها ولكني أقصد هنا بعض الحالات التي وصفت والتي وقعت بالفعل...
    فتحية للمرأة الفلسطينية المناضلة أما أو زوجة أو شقيقة أوصديقة.. وهي تستحق منا أكثر من ذلك...وتحية تقدير واحترام لكل من يصون نضال هذه المرأة ويقدره ولا يتسبب لها بخيبة أمل أيا كانت الأسباب أو الضغوط التي تمارس عليه بعد أن غادر سجنه إلى أحضان الأهل.

    الحملة الأمنية الفلسطينية في ضواحي القدس... بين الواقع والمأمول
    بقلم: شبلي اسماعيل السويطي - القدس
    طالعتنا الصحف المحلية ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة خلال الأيام القليلة الماضية عن تنظيم الأجهزة الأمنية الفلسطينية لأول حملة مشتركة بين الشرطة والأمن الوطني الفلسطينيين بهدف بسط سيادة القانون وحفظ الأمن والنظام استجابة لنداءات واستغاثات الأهالي المتكررة في ضواحي مدينة القدس، مبتدئة هذه الحملة في بلدة الرام شمال شرق القدس والتي تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة، على أن تشمل هذه الحملة كافة القرى والبلدات من محافظة القدس الواقعة خلف الجدار كالعيزرية وأبو ديس والسواحرة وعناتا وضاحية السلام والزعيم وبيت حنينا وحزما وشعفاط وغيرها من المناطق، والمقدر عدد سكانها بأكثر من 150000 نسمة وذلك للمرة الأولى منذ دخول السلطة الفلسطينية للوطن عام 1994.
    وتهدف هذه الحملة حسب ما تم التصريح به من الجهات الفلسطينية المسؤولة تطبيق القانون المفقود في هذه المناطق والخارجين عليه وملاحقة الفارين من الأحكام والمطلوبين للعدالة ، والذين استقروا بهذه المناطق مستفيدين من الفراغ الأمني وعدم قيام اسرائيل بمسؤولياتها بحفظ الأمن والأمان فيها كونها الدولة المحتلة والتي يقع على عاتقها المحافظة على أمن وحماية السكان وممتلكاتهم ومصالحهم حسب الأعراف والقوانين الدولية، ومداهمة أوكار المدمنين على المخدرات والمسكرات والمتاجرين بها، والحد من الجريمة التي وصفت بالمنظمة والقضاء عليها في مهدها وعدم انتشارها، ووقف الاعتداءات على أملاك المواطنين الآمنين بحيث أضحت هذه المناطق الملاذ الآمن للمجرمين والأشقياء في ظل غياب سلطة القانون والمساءلة بسبب عدم السماح للأجهزة الأمنية الفلسطينية القيام بمسؤولياتها وواجباتها في هذه المناطق وفقا لاتفاقيات أوسلو، واقتصار مسؤولية السلطة الفلسطينية ضمن هذه الإتفاقيات على النواحي الإدارية فقط وإبقاء النواحي الأمنية وحفظ الأمن والنظام بيد إسرائيل والتي لم تتدخل بهذه المناطق مطلقا ولم تقم بالحد الأدنى من واجباتها والتي اكتفت بضرب طوق وجدار فصل حول مدينة القدس بما يتلاءم واحتياجات أمنها مبقية أجزاء من محافظة القدس خلف الجدار، محتفظة بحقها فقط بدخول هذه المناطق في حالة حدوث أمر يمس أمنها لتقوم بحملة اعتقالات، مبقية هذه المناطق أرضا خصبة للخارجين على القانون ولتطبق فيها شريعة الغاب يأكل فيها القوي الضعيف، والإحتكام لسطوة القوة والبلطجة واللجوء بحل الخلافات لمنطق القوة والسلاح المشبوه ودفع الأتاوات الظالمة لهذه العصابات من المغلوب على أمرهم والذين وقعوا بين سندان الاحتلال ومطرقة الفلتان الأمني والاجتماعي المقيت حيث أصبح رب الأسرة لا يأمن على نفسه وبيته وعرضه وماله وأبنائه بهذه المناطق التي ابتليت بضرب واستهداف السلم والأمن الاجتماعي والعائلي في مقتل، مما أدى لهجرة نسبة كبيرة من سكان هذه المناطق لأماكن أكثر أمنا تاركين بيوتهم ومصالحهم شبه فارغة يصول هؤلاء المارقون ويجولون فيها كما يحلو لهم ودون حسيب ولا رقيب .
    وقضية أخرى ابتليت بها هذه المناطق المكلومة والمستهدفة هي ظاهرة انتشار آفة المخدرات والمسكرات وحبوب الهلوسة وما رافقها ونتج عنها من انتشار المدمنين بشكل ملحوظ والذين لا يتورعون عن ارتكاب السرقات والجرائم بكافة اشكالها والأعمال المنافية لأخلاق وعادات وقيم مجتمعنا الفلسطيني المحافظ، إضافة للإتجار بهذه السموم واعتبارها مصدر رزقهم الوحيد مما جعل هذه المناطق مراكز وأرضا خصبة لتوزيعها وترويجها وبيعها لأجيالنا وشبابنا وشاباتنا داخل مدينة القدس وفي مناطق السلطة الفلسطينية مستفيدين من حالة الفلتان والفراغ الأمني والاجتماعى في هذه المناطق.
    وفي ذات السياق فقد انتشرت الجريمة المنظمة على نطاق واسع في هذه المناطق نتيجة غياب الاحتكام للقانون وعدم وجود أي قوة رادعة تحافظ على حقوق وممتلكات المواطنين المغلوب على أمرهم من بطش وممارسات هؤلاء المارقين المستهترين الذين لم يراعوا الإستهداف للكل الفلسطيني من قبل المحتل والمخططات التي يتصدى لها شعبنا الرازح تحت الإحتلال بهدف ضرب ثقافته المقاومة للمحتل كأولوية مقدسة تتفق عليها كل شرائح ومكونات المجتمع الفلسطيني وغرس هذه الثقافة لدى جيل الشباب الذين هم عماد المستقبل ورجال الغد، حيث تم استهداف هؤلاء الشباب بالمخدرات لصرف أنظارهم عن استكمال تعليمهم وإطفاء جذوة المقاومة للمحتل وجعلهم عالة على أهلهم ومجتمعهم لتمرير المخططات المشبوهة للمتربصين بهذا الشعب المرابط المجاهد المقاوم.
    فأصبحنا نسمع وبشكل شبه يومي عن عملية سطو مسلح أو اقتحام لمركز أو مؤسسة أو هتك لعرض أو اعتداء بالأذى الشخصي على الآمنين في بيوتهم ومصالحهم وفي وضح النهار، كما حدث قبل مدة في بلدة عناتا حيث سطت مجموعة مسلحة متنكرين بزي الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية لمتجر ذهب وصرافة مقتحمين له بالأسلحة النارية وفي وضح النهار والاعتداء على صاحبه وإصابة أحد المقاومين لهم بالرصاص، وعمليات السطو على عدة متاجر ومصالح وبيوت بمنتصف الليل وغيرها من الجرائم التي هزت المجتمع وروعته والتي ما زال التحقيق فيها يراوح مكانه والعصابة حرة طليقة تصول وتجول في المنطقة والمناطق المجاورة دون حسيب أو رقيب.
    إن هذه الحملة الأمنية الفلسطينية والتي تختلف في جوهرها وأهدافها ونتائجها المعلنة وغير المعلنة عن كافة الحملات التي قامت بها في عدة مدن سابقا ورغم أنها جاءت متأخرة ما يقارب العشرين عاما مضت، إلا أنها أشعرت المواطن المقدسي بالأمل بالتغيير للأفضل والشعور بالأمن والأمان المفقود بعد أن عاث فيها هؤلاء الخارجون عن القانون فسادا وإفسادا، وأشعرتهم بأن هناك جهة مسؤولة ستلاحق هؤلاء العابثين ومن يقف وراءهم ويوجههم بيد من حديد لبسط الأمن والأمان ولعودة هذه المناطق كما كانت وستبقى قلاع الصمود والظهير القوي للقدس والمسجد الأقصى للرباط فيه وحمايته من الأخطار المحدقة به، وإفشال مخططات من شجع ورعى هذا الفلتان خدمة لتحقيق أهدافه بحرف البوصلة عن مقاومة ومقارعة المحتل، ولتهجير المقدسيين من قدسهم سواء أكانوا داخل أو خارج الجدار، ولتساهم هذه الحملة والتي سيعقبها العديد من الحملات كما هو مأمول في ضواحي أخرى للمساهمة بإيجاد أجواء مشجعة للإستثمار تحقيقا لمتطلبات التنمية الفلسطينية الشاملة المطلوبة والتي لا يمكن لها أن تنجح وترى النور دون شعور المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال بالأمن على أنفسهم وأموالهم واستثماراتهم وديمومتها.
    فالمطلب الرسمي والشعبي كما هو ظاهر للعيان وجس نبض الشارع بهذه المناطق بأن تستمر هذه الحملة وتنتشر بكافة ضواحي مدينة القدس خلف الجدار، وألا تكون هذه الحملة حملة عابرة تعود بعدها الأمور والفلتان إلى سابق عهدها وتذهب نتائج هذه الحملة سدى وينطبق علينا كذلك المثل الشعبي القائل " وكأنك يا زيد ما غزيت ".
    تكامل الموضوعي مع الذاتي شرط الانتصار
    بقلم: حمادة فراعنة – الايام
    يقول علم التاريخ واستخلاصاته، اعتماداً على التجارب الحية، الناجحة والفاشلة، لدى حركات الشعوب، إن عملية تغيير أي نظام، وقيام أي ثورة، يحتاج لتكامل عاملين مع بعضهما البعض.
    العامل الأول: هو العامل الموضوعي، المتمثل بوجود احتلال أجنبي يصطدم وجوده مع مصالح الشعب الواقع تحت الاحتلال وضد تطلعاته، أو صراع طبقي أي وجود تناقضات في داخل المجتمع، وتعارض المصالح بين قوى وشرائح وفئات مستفيدة من الوضع القائم فتحرص على بقائه والحفاظ عليه، وبين قوى متضررة من الوضع القائم والنظام السائد، فتسعى نحو الثورة والتمرد والعصيان والاحتجاج، وتعمل من أجل التغيير، يساعدها على ذلك، حينما تكون القوى والشرائح المستفيدة من النظام هي الأقلية، بينما تمثل القوى المتضررة من الوضع القائم والنظام السائد، الأغلبية في المجتمع، وتجد نفسها مسحوقة بسبب الفقر والبطالة وتدني الخدمات، وافتقاد العيش الكريم وغياب العدالة والمساواة والفرص المتكافئة، بين المواطنين، وشيوع المحسوبية والفساد والامتيازات، وعدم الاحتكام إلى القيم الدستورية والقوانين الناظمة، وغياب الديمقراطية، والعامل الموضوعي هذا يتمثل باختصار بوجود الظروف الصعبة التي تجعل من حياة الأغلبية قاسية مريرة، تشكل بمجموعها دوافع القيام بالثورة والمطالبة بالتغيير.
    أما العامل الثاني: فهو العامل الذاتي المحرك للثورة والقائد لأحداثها، وهو الأداة أو الأدوات التي تقود عملية التغيير وتضع برامجها ومخططاتها وتنظيم فعالياتها والمتمثلة بالجيش أو الأحزاب أو النقابات أو مؤسسات المجتمع أو غيرها من مظاهر التنظيم والتجمع والقيادة والإدارة.
    وغالباً ما تتفاقم الظروف الصعبة ونضوج العامل الموضوعي في مجتمع من المجتمعات، وزيادة الدوافع المحفزة للتغيير من ظلم وقهر وعدوان، فتقوم الثورة والاحتجاجات والانقلاب، ولكن بسبب غياب العامل الذاتي المؤهل والقادر على إدارة الصراع وصولاً لتحقيق نجاحاته، يؤدي ذلك إلى فشل الثورة أو تغيير مسارها بسبب عقلية قيادتها كأن تكون متطرفة في أدواتها أو شعاراتها فلا تستجيب لها عامة الناس فتفشل أو أن تكون عديمة الخبرة فتقع في مطبات يسهل الانقضاض عليها من قوى متنفذة، فيتم إحباطها، وهكذا نجد أن العامل الذاتي هو أساس نجاح الثورة والتغيير، مثله مثل العامل الموضوعي، وكلاهما، وتكامل أدوارهما يؤدي إلى نجاح عملية التغيير وإيصالها إلى شط الأمان.
    وفي التدقيق بالعالم العربي، إن كان بمجمله، أو بأقطاره المتعددة، نجد أن عوامل التغيير والتبديل مطلوبة وملحة، فقد ترك الحكم التركي الوطن العربي وإنسانه يئنان تحت ضربات القمع والفقر والتخلف، واستجابت الأمة رغم تمزقها، لمطالب التغيير، والتخلص من الحكم الرجعي بكل تبعاته ومظاهره، وشكلت الحرب العالمية الأولى المدخل، حيث كانت تركيا شريكة في الحرب، وجندت قدرات العرب وإمكاناتهم لخدمة الحرب واحتياجاتها، ولكن العرب بمجملهم لم يكونوا مع تركيا وحربها، بل تحالفوا مع خصومها في المعسكر الآخر الأوروبي، وخاصة بريطانيا وفرنسا ومن معهما الذين حققوا النصر على تركيا ولكنهم لم يلتفتوا إلى تطلعات العرب الاستقلالية بعد نجاحهم بالحرب، وخانوا وعودهم للعرب، فتقاسموا مناطق حكمها في العالم العربي فيما بينهم، وقسموا العرب إلى بلدان وطوائف وزرعوا الفتنة فيما بينهم وعملوا على استعمارهم، بديلاً للحكم التركي، فوقع العرب تحت "المزراب" بعد أن تخلصوا من "الدلف" فتخلصوا من الحكم التركي الظالم، ليقعوا تحت الحكم الاستعماري الأوروبي البغيض، وكان ذلك بسبب عدم نضج قيادتهم وسوء تحالفاتهم وركونهم لثقة الدول الاستعمارية الصاعدة، ووقعوا فريسة تطلعات أوروبا الاستعمارية، في نهب ثروات العرب وخيراتهم.
    وشكلت الحرب العالمية الثانية محطة جديدة، بولادة معسكر جديد يحمل معايير جديدة من العدالة حيث المساواة في داخل المجتمع، والتكافؤ والندية بين الشعوب، ما ولّد صراعاً جديداً على المستوى العالمي، وحالة استقطاب بين المعسكرين اللذين أنجبتهما نتائج الحرب 1- المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي، و2- المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة، واستفاد العرب، من هذه النتائج، ومن خبرات الشعوب المضطهدة التي سعت نحو الاستقلال السياسي والتحرر الاقتصادي.
    فكانت مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، هي مرحلة التحرر من الاستعمار العسكري الأوروبي وانحساره وتبدل موازين القوى فيه لصالح الولايات المتحدة التي تنادي بالديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وتبدلت مظاهر التبعية والاستعمار، بدلاً من أن تكون عسكرية وأدوات محلية ضعيفة تابعة لها، تغيرت باتفاقات سياسية واقتصادية نحو الاستقلال السياسي بطرد المستعمر الأوروبي بأدواته وقواعده، وصعود مكانة الولايات المتحدة واتساع نفوذها وجبروتها، وكانت الجيوش العربية على الأغلب هي عنوان التغيير والثورة كما حصل في مصر والسودان وسورية والعراق واليمن، وبالثورة المسلحة في الجزائر واليمن الجنوبي، وبالاتفاقات التعاقدية، في تونس والمغرب وموريتانيا والأردن وبلدان الخليج العربي.
    ولكن مظاهر الاستقلال السياسي لم تُكتمل بالتحرر الاقتصادي، ولم تتوج بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفر الديمقراطية ومظاهر احترام التعددية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع وتداول السلطة، حيث تحكم الفرد القائد أو العائلة أو الطائفة أو اللون الواحد بالنظام السياسي العربي بمجمله، فأدى ذلك على الأغلب إلى حالات التململ نتيجة أمراض الفقر والبطالة وتدني الخدمات وغياب تكافؤ الفرص، وفشل النظام العربي برمته في تحقيق أهداف الشعوب العربية الأربعة 1- الاستقلال السياسي، و2- التحرر الاقتصادي، و3– العدالة الاجتماعية، و4 - الديمقراطية، وجاءت حالات التملل والاحتجاج وصعود قوى مستنيرة في المجتمع مترافقة مع نهاية الحرب الباردة وهزيمة المعسكر الاشتراكي، وانتصار المعسكر الأميركي وحلفائه، في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، وبداية التسعينيات فيه.
    في مرحلة الحرب الباردة اعتمدت الولايات المتحدة على عوامل محلية عربية لمواجهة المد الشيوعي والاشتراكي وسياسة عدم الانحياز التي قادها عبد الناصر، فكان التحالف الأميركي مع الأنظمة المحافظة والديكتاتورية على السواء، ومع التيار الأصولي الشعبي بتلاوينه المختلفة من حركة الإخوان المسلمين إلى تنظيم القاعدة إلى ولاية الفقيه الإيرانية، إلى السلفيين وغيرهم، واعتماداً عليهم تمت هزيمة الاحتلال السوفيتي في أفغانسان وإلى ضرب الأحزاب اليسارية والقومية والليبرالية وإضعافها، ولذلك كانت حصيلة الصراع خلال الحرب الباردة من 1950 حتى سنة 1990، ضعف وفشل التيار اليساري، والتيار القومي، وغياب التيار الليبرالي في العالم العربي، مع صعود وقوة ونفوذ التيار الأصولي، بتلاوينه المختلفة، ولكنه تصادم مع سياسات الولايات المتحدة لسببين أولهما انحياز الولايات المتحدة للأنظمة العربية غير الديمقراطية، وثانيهما انحيازها لمشروع العدو الإسرائيلي الاستعماري التوسعي، وهذا أدى إلى تحول موقف التيار الأصولي من موقف التفاهم والتحالف مع الأميركيين طوال الحرب الباردة، إلى موقف التصادم والتعارض بعد انتهاء الحرب الباردة، وقد كان ذروة هذا التصادم في عملية سبتمبر 2001 داخل الأراضي الأميركية من قبل القاعدة، والتصدي للاحتلال الأميركي في العراق وفي غيرها من المناطق.
    ثورة الربيع العربي مع بداية العام 2011، شكلت محطة جديدة للتفاهمات الأصولية مع الأميركيين وخاصة من قبل حركة الإخوان المسلمين، في مصر وسورية وليبيا والعراق وتونس والمغرب، وقد قام هذا التفاهم على معادلة تتضمن احترام وحماية المصالح الأميركية في العالم العربي وهي:
    1- الحفاظ على تدفق النفط نحو أوروبا وأميركا.
    2 - حماية أمن إسرائيل.
    3 - بقاء السوق العربية مفتوحة للسلع والبضائع الأميركية وتدفقات المال العربي نحو الأسواق والاستثمارات الأميركية والأوروبية.
    4 - مقاومة الإرهاب وتعريته.
    مقابل ذلك تم رفع الحظر عن حركة الإخوان المسلمين من قبل الأميركيين، وإشراكهم في الحكم، وحقهم في الوصول إلى السلطة ومؤسسات صنع القرار عبر صناديق الاقتراع أو الشراكة مع الآخرين في إدارة الدولة، كما حصل في مصر وليبيا وتونس والمغرب.
    لقد نجح التغيير في بلدان الربيع العربي، بتغيير الأنظمة، ولكنها لم تكتمل بسبب تعارض العامل الموضوعي ونتائجه مع سياسات العامل الذاتي وأدواته.

    حركة حماس سلطة أم مقاومة؟
    بقلم: أكرم عطا الله- الابام
    علاقة العرب بالحكم هي علاقة إشكالية تماما أنتجت حالة من الممارسة المشوهة بين الحاكم والمحكوم تركت وراءها تاريخا استدعى أنهارا من الدماء التي سالت وما زالت من أجل الوصول للسلطة منذ قرون، وما حدث في الإقليم من اهتزاز في السنوات القليلة ليس سوى أحد أوجه الصراع على السلطة والذي عاشه الفلسطينيون قبل أكثر من ست سنوات وانتهى بتقسيم الوطن الذي ما زال تحت الاحتلال بين "فتح" التي تحكم الضفة الغربية و"حماس" التي انتزعت حصتها من الحكم بقوة السلاح في قطاع غزة.
    لكن الأولويات الفلسطينية لم تصل إلى هذه المرحلة التي بلغها الكثير من ثورات العالم ولكن بعد التحرير، حيث اختلف كثير من الثوار حلفاء الأمس بعد أن طردوا الاحتلال وحرروا أوطانهم حين لاحت شهوة السلطة، وإذ ما استثنينا التاريخ القديم من الدسائس والمؤامرات والذي بدأ بقتل الخلفاء الراشدين واستمر بصراعات الحكم التي ميزت تاريخ العرب، لكن ثورات التحرر والانقلابات في الدول العربية في نصف القرن الأخير أدت إلى استقرار خلال العقود الماضية بسبب سيطرة أنظمة حكم ذات الحزب الواحد.
    والمثير أن تستمر تلك الأحزاب بعد التحرير أو بعد نجاح انقلابها بالإصرار على الحفاظ على تسمية الثورة حتى بعد أن تصبح سلطة ودولة فنسمع عن مجلس قيادة الثورة حتى بعد نجاح الثورة بعقود، مثلا في العراق حتى سقوط الرئيس صدام حسين كان هناك مجلس قيادة للثورة وفي سورية كان ما يشبه ذلك، واستمر معمر القذافي بتسمية نفسه زعيم الثورة وليس قائد الدولة وأفرط مشتقا من مصطلحها كل مؤسسات الدولة من اللجان الثورية ومؤتمر الثورة وما إلى ذلك.
    هم لم يكونوا أغبياء بل أدركوا أن في كلمة الثورة ما يشبه السحر في نظر الشعوب فاستمروا في ارتداء ثوبها حتى بعد نهايتها بأربعين عاما وفيها ما يبرر قمع الشعوب، فالمعارض للثورة إما عميل أو خائن وبالتالي فإن في كلمة الثورة والثوار ما يبرر الدكتاتورية وحكم الحزب والفرد وقمع المعارضة والتغطية على كل الأخطاء التي يرتكبونها تجاه شعوبهم فهرب معظم المعارضين وأطلقت عليهم أدوات إعلام "الثورات" بالخونة والعملاء ومن لم يهرب قتل أو اعتقل وعذب وباسم الثورة.
    الوضع الفلسطيني لم يصل إلى هذه المرحلة وهو في مرحلة التحرير فلا زال الاحتلال يتحكم بكل تفاصيل حياته وحركته واقتصاده ومعابره وسمائه لكن أصبح لديهم سلطة فنشأ نوع من التشوه في النظام السياسي الفلسطيني مستندا لإرث أكثر تشوها في العلاقة بين العرب والحكم فلا هي سلطة صاحبة سيادة على وطنها وإمكانياتها ولا هي ثورة قادرة على الاستمرار بفعل الاتفاقيات.
    والأمر لدى حركة حماس أكثر إشكاليا حيث السلطة والمقاومة وإن فشلت كل تجارب التاريخ في المزاوجة بين السلطة والمقاومة، فالسلطة دائما هي جزء من مجتمع دولي وعلاقات سياسية ودبلوماسية ومنظومة ترفض العنف، أما المقاومة فهي حالة عنف متمردة على النظام الدولي، حيث تحاول حركة حماس أن تزاوج بين الاثنين ولم تجن سوى الحصار وانحسار التأييد الشعبي لها ليس بسبب الحصار فحسب بل بسبب فشلها في تعريف نفسها وعلاقتها بمن تحكمهم وفق هذا التعريف حيث تقدم نفسها باعتبارها سلطة مقاومة أي خليطا بين السلطة والمقاومة ولكن هناك فرقا بين هذه وتلك في إطار العلاقة بالشعب سواء من حيث الحقوق أو من حيث الواجبات على كل منهما.
    فالمقاومة أو الثورة هي طليعة من النخبة التي تتقدم الصفوف ولديها استعداد للتضحية بنفسها من أجل وطنها وشعبها وفي كل التجارب الإنسانية انشغلت الثورة بمقارعة المحتل من الجبال والخنادق أو من بين القرى والمدن بعيدا عن التدخل في إدارة الحياة وتعتمد على مساعدات الشعب بما يفيض عن حاجته من تبرعات دون أن تطلب أو تفرض عليه ضرائب أو ما شابه وفي سبيل ما يقدمه الثوار من تضحيات تفرض الثورة احترامها على شعبها فيتحمل راضيا ما يتعرض له من حصار أو خسائر في سبيل مساندة ثواره ومقاوميه وهذا فقط هو الواجب الذي تدفعه الشعوب لحماية مقاوميها.
    أما السلطة أو الحكم فالعلاقة بينها وبين الشعب تقوم على التبادلية من حيث الحقوق والواجبات، فالسلطة نظام حكم قائم على القانون وتكامل الحقوق والواجبات وإذ تقدم السلطة مجموعة من الخدمات كواجبات مترتبة عليها مقابل حقها في احترام القانون وجباية بالضرائب والجمارك.
    وفي حالة التباس السلطة بالمقاومة فإن المقاومة تحول دون تقديم السلطة لخدماتها، وبالتالي يصبح هناك مس بحقوق المواطنين وفي هذه اللحظة يختل أحد أهم أركان علاقة السلطة مع المواطن ويصبح من العبث الحديث عن واجبات المواطن حين تعجز السلطة عن تقديم خدماتها وهنا الخلل الذي لم يستوقف حركة حماس حتى اللحظة والذي في ظني أنه السبب الرئيسي في انحسار تأييدها في قطاع غزة وأظن أن الحركة لديها استطلاعات خاصة تؤكد ذلك.
    وهذا يحتاج لنقاش حقيقي ففي حالة حركة حماس كسلطة مقاومة يدفع المواطن واجباته مضاعفة وهذا عبء لم يحدث في التاريخ ومن الصعب أن يستمر، إذ يدفع ما يفرضه عليه واجبه تجاه المقاومة من تضحيات حين تندلع المعارك وحدوث حصار ونقص في احتياجاته الأساسية والكهرباء والغاز وغير ذلك، ثم يدفع أيضا واجباته تجاه السلطة كنظام حكم من ضرائب وجمارك وتراخيص بناء ومركبات وغير ذلك.
    ولأننا على ما يبدو أمام سنوات طويلة من حكم حركة حماس كما تقول بعض الآراء الإسرائيلية التي تعتبر "أن احتمالية عودة (فتح) لقطاع غزة تبدو صفرية "وقد بات يتأكد عاما بعد عام أن احتمالية المصالحة تباعدت تماما، وعلينا أن نبحث عن معادلة مختلفة نطلب من خلالها تعريف حركة حماس لنفسها إذا كانت سلطة أم مقاومة غير مقتنعين بنموذج سلطة المقاومة لأنها تفرض أثمانا مضاعفة على المواطن في حين تسمح لها بالتهرب من دفع التزاماتها فحين نطلب خدمات من السلطة كالكهرباء وغيرها نتلقى إجابة باسم المقاومة ومبرر عجز السلطة عن الإيفاء بالتزاماتها، وعندما نطلب إعفاء جمارك ووقف الجباية كما يجب أن تفعل المقاومة نتلقى إجابة باسم السلطة ودولة القانون وواجبات المواطن.
    هذا النموذج يعطي لحركة حماس الاستفادة من إيجابيات النموذجين "السلطة والمقاومة" ويفرض على المواطن واجبات النموذجين "السلطة والمقاومة" من انقطاع الكهرباء والحصار وكذلك الضرائب والجمارك وفي هذا معادلة غير عادلة جعلت الحياة في قطاع غزة تزحف بمشقة ومن الصعب أن تستمر.
    حين عاد ياسر عرفات أقام سلطة في إطار علاقة تبادلية من الحقوق والواجبات مع الشعب ومع اندلاع الانتفاضة الثانية أعطى تعليماته للشرطة بوقف ملاحقة السائقين ووقف إلزامهم بدفع تراخيص السير للحكومة، وكذلك توقفت جباية تراخيص البناء لأن ما يدفعه الناس من تضحيات في سبيل الثورة والمقاومة يجب أن يخفف عليهم من التزامات تجاه السلطة، فما بالنا حين تعجز السلطة عن الالتزام بواجباتها وأقلها الكهرباء؟
    استعراض وحربٌ ضروس
    بقلم: عدلي صادق – الحياة
    بقدر ما كنا نتمناها اقتداراً، وقدرة حقيقية على شن الحرب الضروس على المحتلين؛ فإننا نرفضها حين تكون محض ذرٍ للرماد في العيون، ومحاولة تعويم جديدة، لسلطة مستبدة وفاسدة وكذوبة، تمنع المقاومة، وتعرقل التنفس الطبيعي لخلق الله في غزة، وتشق وحدة الفلسطينيين، وتتجبر على من يخالفونها الرأي بغير مسوّغ أمني، وتواصل قطعها مع الحياة السياسية والدستورية الفلسطينية، وهي حياة تعطلت بسببها، وتستعرض لتتطيير رسائل الى الجوار العربي، على الرغم من كون هذا الجوار، يعرف البئر وغطاءه، مثلما يعرفه المحتلون وأكثر!
    أية حربٍ ضروس هذه، التي يعِد بها الحمساويون وأي عدو هذا، الذي يترك قادة عدوه العسكريين والحزبيين، يصطفون على منصة عالية، ويرعدون بالكلام، فيما هو، لو رمى قذيفة عند مضرب الموج على شاطيء البحر؛ لأخليت المنصة وتبدد الجمع في لمح البصر؟!
    العنفوانات كلها، التي مرت في التاريخ، كانت محصلة اقتدار اقتصادي ووئام اجتماعي وانفتاح سلس، على خطوط إمداد، وعلى الجوار القريب والجوار البعيد. فإن لم يكن ثمة ادعاء كاذب بالعنفوان، كيف يتحقق في الواقع، عنفواناً، لمجتمع يتوسل غذاءه ودواءه وكهرباءه وإسمنته ووئامه وحريته وانفتاحه على العالمين؟!
    اصطف القادة الحمساويون على المنصة، شامخين كمتلذذين بقوة عسكرية ماحقة، على طريقة القادة السوفييت منذ العام 1919. الفارق الجوهري، أن القوة الأولى، شديدة التواضع، تتقوقع وتكبح جماح قتال لا تتوافر شروطه، أما الثانية فكانت تنمو. وقد لوّح قادة السوفيات، في نوفمبر 1941 للمركبات المارة في العرض، مودعينها بزهو، وهي ذاهبة على الفور، لقتال الغزاة النازيين على الجبهات. فأي وجه للشبه، بين القوتين والصفيْن اللذين، اعتلى كل منهما منصتة، في ساحتين، واحدة حمراء (بلون طوب أبنيتها الأحمر، لا رايتها الحزبية) وأخرى خضراء، مائلة للاصفرار في خريفها الآتي؟
    أو كأن المحتلين، يتركون من يُشهر سلاحه ويتوعدهم بعظائم الأمور، يهنأون بخطاباتهم من فوق المنصة القريبة المكشوفة له، فيما هم، عندما استشعروا الخطر من أمير الشهداء خليل الوزير، ومن د. فتحي الشقاقي صاحب العين التي تتحدى المخرز؛ سافروا أكثر من ألف ميل، وانتقلوا من حلقة عملياتية الى أخرى، براً وبحراً وجواً، لكي يقتلوا غريمهم الحقيقي. كذلك فعلوا، عندما قصفوا الشهيد الشيخ أحمد ياسين، الذي لم يقف يُرعد من فوق منصة، والقائد الوطني أبو علي مصطفى الذي آوى الى مكتبه يتدبر للحالة الفلسطينية كيف تزحزح الصخرة عن قبرها وتخرج. فالقصف متاحٌ للمحتلين، ولهم في كل عدوان تعليل، لكنهم يكترثون بالسياقات وبالأعمال، لا بزلازل الكلام.
    لو أن الحمساويين، في سياقاتهم، يزعجون المحتلين الأوغاد على الصعيد الاستراتيجي العام، ولا يفيدونه؛ لما تركهم المحتلون يهنأون باستعرض يعلنون من فوق منصته حرباً ضروساً. تماما مثلما لم يكن المحتلون معنيين، في يوم الانقلاب الحمساوي، ومهاجمة مقرات سلطة الشعب الفلسطيني؛ بخرق المجال الجوي الذي يخرقونه في كل يوم، وأتاحوا للأنساق والأرتال العسكرية، أن تهجم آمنة، دون أن تتوقع عملاً عدائياً. هو طبعاً لن يترك أهل زلزلة الأرض من تحت أقدامه، يهجمون على أهل حراسته وأبناء "دايتون" حسب اللغو الحمساوي، المسحوب لاحقاً من التداول بين عامة الناس!
    لا كهرباء في غزة، سوى تلك التي تُغذي مروحة الكلام ذات الأهداف اللفظية. تنظيم "الجماعة" وبيروقراطيته، ينموان، والمجتمع يضمحل ويختنق. يجددون اختراع الأسباب لانقلابهم، لإبقاء سلاحهم قادراً على أداء وظيفته الأولى، وهي تدمير وحدة كيان الفلسطينيين ووئامهم ولغتهم وسياق عملهم الوطني.

    مرة يغالط الحقيقة (5)
    بقلم: عادل عبد الرحمن – الحياة
    ثالث عشر: لا يكف مرة عن التنكر للحقيقة، والتطاول عليها، ففي كل نقطة يحاول تمرريها دفاعا عن حركتة، يعمق سقوطه المريع، ويكشف عن مدى تمزق خيوط الغربال، الذي يتلطى خلفه، فيدعي في نقطته الرابعة، ان حركته "ضد استخدام العنف داخل المجتمعات ومع الاصلاح الداخلي.."!؟
    غريب أمر هذا المرة وغيره من قيادة الاخوان المسلمين في فلسطين، وسؤال له ولكل قيادة الانقلاب في غزة: من الذي قتل وجرح حوالي (800) مناضل فلسطيني أواسط 2007 لتنفيذ مخطط الانقلاب الأسود؟ ومن الذي ينفذ جرائم القتل وتكميم الأفواه في محافظات الجنوب الفلسطينية؟ ومن الذي هدد أي مواطن بالخروج للتظاهر يوم 11 11 الماضي بالقتل؟ ومن الذي يطارد الوطنيين الفلسطينيين الرافضين لخيار وانقلاب حماس التخريبي؟ ومن الذي يقوم بعمليات القتل في سيناء ضد الجيش العربي المصري؟ ومن الذي خطط لاغتيال وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم؟ وعن أي إصلاح تتحدث يا مرة؟ وان كنت حقيقة مع الاصلاح فأول عمل عليك وعلى قيادة حركتك عمله، هو اصلاح البيت الفلسطيني وتنفيذ اتفاق المصالحة، ولكن هناك فرق شاسع بين الحقيقة والافتراء عليها.
    رابع عشر: يدعي مرة أن حركته "لم تتخذ مواقف عدائية ضد إيران أو سوريا أو حزب الله.." وفي نقطة لاحقة يقول بالفم الملآن: ان حماس "غير نادمة على موقف اتخذته، وهي انطلقت في كل مواقفها من وحي عقيدتها ونهجها ورؤيتها، وهي ليست في وارد الاعتذار" لأحد!؟.
    لن أعلق على افتراء مرة على علاقات حركته مع سوريا وايران وحزب الله، وسأترك للمنشور على لسان القيادات العربية والايرانية يرد على مسؤول الاعلام لحماس في لبنان، وسأتوقف أمام الجزء الأخير من نصوص رأفت مرة، الذي يعتبر الجزء الأوضح والمتطابق مع الحقيقة، لأنه يؤكد فيه بشكل قاطع، التزام حركته بعقيدة ونهج وبرنامج جماعة الاخوان المسلمين. النهج المعادي والمتناقض مع مصالح فلسطين والشعوب العربية شعبا شعبا والأمة ككل. وبالتالي منطق الاعتذار غير وارد في سياسات الاخوان جميعا وحماس خصوصا، وما لم ينتفض الشعب كما حصل في مصر لطي صفحة الانقلاب الأسود، لن يقوم قائمة للوحدة الوطنية، وسيبقى المشروع الوطني في مهب الريح، الأمر الذي يفرض على القيادة الشرعية والقوى الوطنية اتخاذ ما يلزم من أجل اعادة الاعتبار لوحدة الشعب والأرض والقضية والأهداف الوطنية والنظام السياسي الديمقراطي التعددي.

    وهل يحمل الماشي الماشي ؟
    بقلم: د.ناصر اللحام – معا
    وصل الوفد الاعلامي الفلسطيني لتغطية القمة العربية الافريقية الثالثة في الكويت والتي يشارك فيها 44 زعيما من القارتين علما ان الاتحاد الافريقي يضم بين ظهرانيه 54 دولة بينها عشر دول عربية افريقية. فيما تضم جامعة الدول العربية 23 دولة بينها 11 دولة تقع في افريقيا مثل مصر والسودان وجزر القمر وجيبوتي والصومال والمغرب العربي.
    الكويت استنفرت كل طاقاتها الاعلامية والأمنية والخدماتية لاستقبال الزعماء والوفود المرافقة. ووصل وزير خارجية فلسطين رياض المالكي ووزير خارجية مصر نبيل فهمي وباقي الدول لإنهاء تقرير القمة على مستوى وزراء الخارجية قبل اقراره من الزعماء.
    وتحمل القمة موضوع الهجرة والانتقال القانوني للإفراد على صدر جلساتها، علما ان القمة العربية الافريقية الاولى كانت في مصر عام 1977 والثانية كانت في سرت الليبية عام 2010 وهذه هي الثالثة.
    ويحضر الرئيس محمود عباس "ابو مازن" القمة. كما يشارك فيها رئيس مصر عدلي منصور ورئيس منظمة الغذاء والزراعة في الامم المتحدة "منظمة فاو".
    القمة حضارية وإنسانية بامتياز، ولكن امامها العقبات التالية:
    كان العرب قبل سنوات يخشون هجرة الافارقة للخليج وللدول العربية باعتبار ان مشاكل افريقيا مركبة ومعقدة والتنمية فيها متعثرة لكن منذ سنوات تبرز هجرة العرب الذين يهربون من بلادهم الى اوروبا وحتى الى افريقيا!!! فمن يساعد من ؟ ومن يمد العون لمن ؟
    كانت الدول العربية تتفوق على الدول الافريقية بالأمن المؤسساتي والاستقرار النسبي لكن كثير من الدول العربية انهارت وأصبحت الدول الافريقية اكثر امنا وآمانا منها.
    كان القادة العرب يتحدثون مع الزعماء الافارقة بنوع من النصح والتجربة مثل القذافي الذي كان يطلق على نفسه لقب ملك ملوك افريقيا لكن الحال قد تبدل.
    العالم العربي ادار ظهره لإفريقيا فصفعته امريكا على وجهه. فهل يدير الان وجهه لإفريقيا ويحتضنها كمهد الحضارة البشرية؟ وهل حمى ظهره قبل ان يدير وجهه ؟
    تترسخ تركيا وإيران كدول اقليمية اقتصادية سياسية وعسكرية في القارة. وهي غير مشاركة في القمة. . ولا يبدو ان هناك قوى اقليمية ثقيلة في العالم العربي. ولا في افريقيا ايضا. فهل هذه قمة في اطار خدماتي ولوجستي فقط؟ ام انها قمة المعذبين في الارض ؟ ام انها صرخة النصف الجنوبي الغربي من العالم في وجه الغرب؟
    اما على صعيد الكون فان المشاركين في هذه القمة يمثلون ثلث العالم تقريبا. ولكنه الثلث الاكثر غنى وهو الفقير. الاكثر عددا وهو العاقر في الصناعة. الاكثر استهلاكا وهو الاقل زراعة. والأكثر شراء للايفون والجالاكسي والسيارات الفخمة لكنه لا يملك مفاعل نووي سلمي واحد ولا حتى مصنع سيارات صغير.
    ايام وتصدر نتائج القمة. ونعرف ؛؛؛؛؛ هل تنقذ افريقيا العرب ؟ ام ينقذ العرب افريقيا؟ وكلاهما يحلم بمستقبل افضل لأطفاله.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 312
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:07 AM
  2. اقلام واراء محلي 311
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:16 AM
  3. اقلام واراء محلي 309
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:14 AM
  4. اقلام واراء محلي 308
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:14 AM
  5. اقلام واراء محلي 303
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:39 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •