النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 493

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 493

    اقلام وآراء
    (493)

    الاحد
    29/12/2013



    فصائل تعشق الإنسلاخ والتلوّن..
    بقلم عصام شاور عن الرأي
    رقص الببغاء على الجراح
    بقلم يوسف رزقة عن الرأي
    الفصائل الفلسطينية ما بين العقم والإنفلونزا وانتهاء الصلاحية
    بقلم فؤاد الخفش عن المركز الفلسطيني للاعلام
    يسقط حكم العسكر
    بقلم فايز أبو شمالة عن فلسطين الان
    الفرقان رسمت الطريق
    بقلم حسن أبو حشيش عن فلسطين اون لاين
    2013 عام من الكوارث والآمال
    بقلم أغر ناهض الريس عن فلسطين اون لاين
    كله بثمن
    بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
    ذكرى الفرقان وصمت الجيران
    بقلم أيمن أبو ناهية عن فلسطين اون لاين
    "الإخوان" في صراع الوجود والمواجهة العالمية
    بقلم ساري عرابي عن المركز الفلسطيني للاعلام
    صفقة الكنيسة
    بقلم حسام الدجني عن الرأي



    فصائل تعشق الإنسلاخ والتلوّن..
    بقلم عصام شاور عن الرأي

    انضمت بعض فصائل اليسار الفلسطيني إلى الأصوات المنادية بضرورة انسلاخ حماس عن التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، ولأننا لا نرى جدوى من مناقشة الموضوع فقد أحببنا أن نغتنم الفرصة لتوجيه نصيحة لتلك الفصائل بأن تتوقف عن سياسة التلون والانسلاخ والتبعية، فالفصيل الذي لم يتخط نسبة الحسم في الانتخابات التشريعية أو بالكاد حصل على مقعد أو مقعدين هو فصيل غير مرتبط بشعبه أو بالأحرى هو منسلخ عنه، ولا داعي لدعوة الفصائل الإسلامية ذات العقيدة والمبادئ الراسخة للتحول إلى حرباء لا لون لها كما تفعل الفصائل المنسلخة عن كل شيء، مع التأكيد بأن الانسلاخ لا يخدم القضية الفلسطينية ولا يصنع دولة، وأكبر دليل هو موافقة تلك الفصائل على سلخ ثلاثة أرباع الوطن دون أن تتمكن من الحصول على ربع وطن.
    الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والكويت ودول عربية وأجنبية أخرى رفضت قرار سلطة الانقلاب الإعلان عن جماعة الإخوان إرهابية، وتلك صفعة للانقلابيين في مصر وصفعة للفلسطينيين المتمسكين بالقرارات الدولية ويسعون إلى شيطنة حماس، علماً بأن الشرعية لا يمنحها المجتمع الدولي ولا أمريكا أو بريطانيا أو جامعة الدول العربية، فالشعب المصري اختار من يمثله وأعطى ثقته للرئيس الإخواني محمد مرسي ولجماعته، والشعب المصري ذاته هو من يسعى بكل قوته لإعادة الشرعية المختطفة رغمًا عن الانقلابيين ومن لف لفهم.
    نؤكد بأن الدعوات النشاز التي تطرحها بعض فصائل اليسار وغيرها لا تخدم القضية الفلسطينية بل تعزز الانقسام والشقاق في مجتمعنا، وهي في النهاية لن تستفيد بأي شكل من الأشكال ومن العبث الاستمرار على نهجها الابتزازي المستفز، فحماس حركة إسلامية وطنية مقاومة اعترف بذلك اليساريون أو لم يعترفوا، فلا أحد يأبه بقناعاتهم أو ادعاءاتهم، وإذا أرادوا أن يرتقوا ويرتفعوا في عيون أبناء الشعب الفلسطيني عليهم الوقوف إلى جانب المقاومة والفصائل المقاومة بدلاً من مهاجمتها أو محاولة عرقلتها تساوقاً _دون قصد_مع إرادة المحتل الإسرائيلي.
    ختاماً فإنني أدعو جميع الفصائل الفلسطينية إلى العمل المنتج من أجل وحدة الصف الداخلي والتصدي للعدو الإسرائيلي والأجواء المناخية السيئة بدلاً من إهدار الوقت في توافه الأمور.












    صفقة الكنيسة
    بقلم حسام الدجني عن الرأي

    عندما تتناول قضية ما من منظور بحثي فإنك قد تكتشف قضايا وأحداثًا لم يكشف عنها الإعلام، وهذا ما حصل معي ترافقني زميلتي د.نادية أبو زاهر عندما قدمنا بحثاً بعنوان: "السياسة الإسرائيلية تجاه إبعاد الفلسطينيين: مبعدو كنيسة المهد أنموذجاً"، فقد لامست واقعاً تفاوضيّاً مريراً، لا يأخذ بالاعتبار قيمة الإنسان الفلسطيني، ولا تضحياته، وهذا ما حصل بالضبط مع مجموعة من مناضلي مدينة بيت لحم، الذين احتجزتهم دبابات الاحتلال خلال عملية السور الواقي عام 2002م داخل كنيسة المهد، دون مراعاة لحرمتها، فمُنعت الكنيسة لأول مرة بالتاريخ من أن تقرع أجراسها، وقتلت قوات الاحتلال قارع أجراسها.
    بدأت الحكاية مع اشتداد الحصار الصهيوني على مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات بمدينة رام الله، وزيادة وتيرة الاعتداءات الصهيونية في العديد من محافظات الضفة الغربية المحتلة خلال عملية السور الواقي، وكانت بيت لحم وكنيسة المهد في قلب الأحداث، إذ لجأ أكثر من مائتي مواطن من مدينة بيت لحم إلى كنيسة المهد للاحتماء بها، مهد المسيح (عليه السلام).
    بدأت الاتصالات الدولية تنهال على الرئيس المحاصر بمقر المقاطعة ياسر عرفات، وكانت الفاتيكان أكثر الدول ضغطًا على السلطة الفلسطينية؛ لخصوصيتها الدينية، حتى أوفد عرفات وفداً رفيعاً للتفاوض مع الاحتلال برئاسة عضو المجلس التشريعي صلاح التعمري، وخاض التعمري ومن معه مفاوضات معقدة وشاقة مع الاحتلال، ولكن السلطة كعادتها فتحت قناة سرية بالقدس المحتلة للتفاوض مع الاحتلال بشأن كنيسة المهد، وكان يمثل السلطة في مفاوضات القدس المحتلة محمد رشيد الذي يعرف بــ"خالد سلام"، وقد اعترف رشيد بمسئوليته الكاملة عن صفقة مبعدي كنيسة المهد في برنامج الذاكرة السياسية الذي بثته قناة "العربية".
    ولكن المبعد مازن حسين _وهو أحد كوادر حركة فتح_ أكد لي وجود قائد الأمن الوقائي محمد دحلان ضمن قناة التفاوض السرية بالقدس (لم نستطع تأكيد أو نفي المعلومة)، وتوصلت القناة التفاوضية بالقدس إلى اتفاق شفوي مع الاحتلال برعاية أمريكية وأوروبية، يقضي بإبعاد 39 شابّاً من الضفة الغربية إلى قطاع غزة وخارج فلسطين، وحسب ما علمه المبعدون إن مدة الإبعاد ستكون عامًا أو عامين، هذا الاتفاق لم تعلم به القناة التفاوضية الرسمية برئاسة التعمري، وقد علم صلاح التعمري بنتائج ما توصلت إليه القناة السرية من الوفد الصهيوني المفاوض، وهذا دفع صلاح التعمري والوفد المرافق له إلى تقديم استقالتهم لعرفات.
    الغريب أيضاً أن كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات أكد لي شخصيّاً أنه حتى اللحظة لا يعلم شيئاً عن الاتفاق ولا عن موقّعيه، ولكنه في الوقت نفسه وعد بأن يضع ملف مبعدي كنيسة المهد على جدول أولويات السلطة الفلسطينية في المرحلة المقبلة.
    ولكن الاستنتاج الذي يحتاج لمزيد من الدراسات والتحقيقات الصحفية هو ارتباط الصفقة بحصار مقر المقاطعة، ومستقبل من كان بجوار الرئيس ياسر عرفات، وأبرزهم المتهمون بقتل الوزير رحبعام زئيفي، فهل للصفقة دور في تسليم خلية قتل الوزير المتطرف رحبعام زئيفي، ومنهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات؟، هذا السؤال يبقى مثار بحث وتحرٍّ حتى إثبات أو نفي ذلك.
    ونعود إلى القضية السياسية الإنسانية، وهي قضية مبعدي كنيسة المهد، الذين مضى أكثر من عشر سنوات على إبعادهم، ومازالوا يتجرعون مرارة الإبعاد، والعالم لا يلتفت إليهم، والسلطة الفلسطينية أهملت ملفهم، وكنيسة المهد تقرع أجراسها وكأنها تطوي عاماً بعد عام، وكأن القدر ينتظر عودة هؤلاء بتابوت الموت، تضامناً مع زميلهم الشهيد عبد الله داود الذي عاد من الجزائر محمولاً بتابوته على الأكتاف.


    رقص الببغاء على الجراح
    بقلم يوسف رزقة عن الرأي

    ( الحياء من الأيمان )، عبارة تعني أن من اكتسب حظا وافرا من الإيمان اكتسب معه حظا وافرا من الحياء. الحياء يكون أولا مع الله ، ثم يكون مع الناس ثانيا، والعكس بالعكس. لاحظ أنني أقول هنا الناس، ولا أقول المؤمنين. لأنه ليس في الحياء عنصرية عقدي، ولا عنصرية عرقية، ولا عنصرية جغرافية.
    الحياء كله خير، ومن ثمة قالوا فيمن لا حياء له : إذا لم تستح اصنع ما شئت.
    تجريم الاخوان في مصر بالإرهاب كان قرارا سياسيا بحتا، وسيبقى كذلك لأنه لا ينبع من حقائق واقعية، ولا من قوانين معتبرة، ولا يستند الى مبررات فاضحة، أو دامغة.
    إنه قرار يصادم الإيمان، ويفارق الحياء، وأنا كفلسطيني لا أود التعقيب عليه، فقد عقبت عليه دول كبيرة بالرفض والاستغراب، وعقبت عليه منظمات دولية بالرفض لأنه قرار سياسي ،ً ويفتح الباب امام القمع، وانتهاك حقوق الإنسان.
    ما يهمني ليس قرار السلطات المصرية، وإنما صراخ الببغاوات الفلسطينية ،التي تنادي بسحب القرار على حركة حماس، وتطالب حماس بفك علاقتها بالإخوان، مع علمهم بأن الاخوان فكرة أيديولوجية ، ودعوة دينية إصلاحية عالمية، وقد قاتلت اليهود في فلسطين قبل أن تخلق فتح ومنظمة التحرير.
    هذه التصريحات اللامسئولية، تفتقر الى الإيمان والحياء معا، و تسيء الى أصحابها قبل ان تسيء الى حماس ،أو الى الاخوان.
    إنها تصريحات انتهازية ، تحاول ان تستثمر الحالة المصرية، لتحقيق مكاسب رخيصة في الساحة الفلسطينية، مع ان الدول الكبيرة توقفت عن قبول وصف حكومة الببلاوي للاخوان بالارهاب. والشعب المصري نفسه يرفض هذا التوصيف السياسي، ويعده أداة للقمع والاستئصال.
    في مصر صراع يهدد استقرار مصر ، وعبارات القلق المتخوفة من المجهول تتردد على كل لسان في مصر وفي خارجها، والعقلاء المحبين لمصر يدعون للمصالحة، ويبحثون في حلول تخرج مصر من أزمتها الطاحنة، والمؤسف أن بعض القيادات الفلسطينية، لا تحسن قراءة الخارطة، وتحاول نقل الصراع الى غزة وفلسطين، نقل الببغاء لكلام سيده ومن يسمعه، دون نظر حصيف بمآلات الآمور والكلام.
    حماس حركة تحرر وطني فلسطيني، ولأنها كذلك وضعتها اسرائيل على قائمة الإرهاب. دولة الاحتلال لم تضع حماس على قائمة الإرهاب لانها تؤمن بفكر الإخوان، ومنهجهم الدعوي، والاجتماعي.
    بعض ببغاوات الحالة المصرية في فلسطين يتمنون وضع حماس على قائمة الإرهاب كراهة وبغضا لها من حيث المبدأ ، لأن حماس تحرجهم بنقائها، ومشروعها المقاوم، وتكشف عورات التعاون الأمني مع العدو، وتنكر على المتاجرين بالقضية تجارتهم بلا مواربة في بيان الحق. الحياء مطلوب، وما دخل الإيمان في شيء إلا زانه. فلسطين في حاجة الى الإيمان والحياء، كما هي في حاجة الى التحرير والدولة.
    وهي ليست في حاجة الى من يرقصون على الجراح بلا حياء.





    "الإخوان" في صراع الوجود والمواجهة العالمية
    بقلم ساري عرابي عن المركز الفلسطيني للاعلام

    ذكرت الحكومة المصرية أنها ستدرس إمكان الإعلان عن حركة «حماس» تنظيمًا إرهابيًا، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه عن اعتبار الإخوان المسلمين، جماعة إرهابية.
    ولا تبدو هذه العدوانية المجنونة مستغربة، بالنظر إلى مجمل الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الانقلابية ضد حركة حماس وقطاع غزة، بما رافقها من حملة إعلامية متوحشة تحريضية تذهب إلى مدى لم يكن تخيله ممكنًا حتى في أكثر حالات نظام مبارك عدوانًا وتآمرًا على حركة حماس، وأيضًا إذا وضعنا الانقلاب في مصر في سياقه الإقليمي، والعمل الأمريكي على إعادة ترتيب المنطقة، وفرض تسوية بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني، وهذا يتطلب إسقاط حركة حماس، وهي المهمة التي تولاها النظام الانقلابي منذ لحظة اختطاف الرئيس مرسي، وقراءة بيان الانقلاب.
    أما الإعلان عن الإخوان كتنظيم إرهابي، فقد جاء متزامنًا مع تفجيرات المنصورة، وبعد تصريحات ساويرس الهستيرية التي هدد فيها بإنزال أتباعه لمواجهة مظاهرات الإخوان المسلمين، وبعد تصريحات لحزب النور اتهم فيها الإخوان بالإرهاب، مع إغلاق مئات المؤسسات الخيرية، وإشاعة الحديث عن حصول عمليات اغتصاب لفتيات الإخوان المعتقلات في سجون الانقلابيين، وإفلات قطعان البلطجية على البيوت والمحلات للترويع والسرقة والنهب والقتل، وأخيرًا تظهر دعوات على صفحة الشؤون المعنوية في الجيش، وصفحات ضباط في الجيش، على الفيسبوك، لتدشين حملة شعبية لإبادة الإخوان وتهجيرهم ووضع اليد على أملاكهم.
    كل هذه التطورات، يضعها البعض في سياق تحليلي يرى أن الانقلاب دخل في أزمة مستحكمة مع تصاعد المد الثوري إلى مستويات حرجة غير مسبوقة، على أعتاب الاستفتاء على الدستور الانقلابي، وبين يدي ٢٥ يناير القادم، مع انهيار اقتصادي متسارع، اضطر الانقلابين إلى استخدام وديعة حرب الخليج، كما اضطر رعاتهم الإقليميون (السعودية والإمارات على وجه الخصوص) لتقديم دفعة مساعدات جديدة تبلغ تسعة مليارات دولار، إضافة إلى ما قدمته سابقًا، وذلك كله يجعل مسألة إنهاء الحالة الثورية ضرورة ملحة لا تحتمل التأجيل، ولو أدى ذلك إلى الدخول في حرب أهلية، أو تحويل مصر إلى دولة فاشلة (ويبدو أنها باتت تدخل هذه الحالة بالتدريج).
    فالانقلابيون، باعتبارهم بيدقًا في يد الوزارات والمؤسسات الأمنية والعسكرية في أمريكا ودولة العدو الصهيوني، وباعتبارهم يدافعون عن رقابهم بعد ما اقترفوا من جرائم، لن تكون الخشية على حال البلد ومستقبلها رادعًا لهم عن ارتكاب الحماقات والجرائم التي من شأنها أن تدخل البلد إلى هذا النفق المظلم.
    ذلك كله مهم، ومحتمل، ولكن في رأيي ثمة ما هو أهم منه، فما يجري الآن لا يقل جرمًا وقبحًا عن الجرائم التي ارتكبتها الإدارة الانقلابية من لحظة الانقلاب الأولى إلى اليوم، بل إن ما تعرضت له جماعة الإخوان المسلمين لم تتعرض له أي جماعة صنفت كإرهابية، ولا حتى القاعدة.
    فهذه الجماعة قتل منها الآلاف من الأبرياء العزل في ساعات محدودة في نهار واحد أمام العالم كله، وهذه الجماعة التي حلت وحظرت ونهبت ممتلكاتها، حرق مساجينها في سيارة الترحيلات، وهو أنموذج مصغر عن الهولوكوست النازية، وهذه الجماعة يعتقل رجالها وشيوخها ونساؤها وأطفالها والعجزة من منتسبيها لمجرد الانتماء لها أو رفع شارة رابعة، وهذه الجماعة حرقت كل مقراتها، وسحل أبناؤها، وجرفت جثثهم، واعتدي على بيوتهم وممتلكاتهم ومحلاتهم، واعتبروا شعبًا آخر تجوز عليه كل أشكال الإقصاء المتخيلة، أي اعتبروا شعبًا دخيلاً أو محتلاً وجب نفيه عن البلد، وتطهير جغرافيا البلد منهم، وهذا لا يقل سوء وخطرًا عن إعلانهم جماعة إرهابيًا وهو ما يعني تطهير تاريخ البلد منهم!
    هذا المسار كله يعني أن ما يمرَ به الانقلاب من انتفاش بالطغيان الآن لم يكن رد فعل وحسب على تصاعد الحراك الثوري، أو بسبب أزمته في عجزه عن تسيير البلد ووقف الحراك الثوري، وليس لأجل ضمان إمكان إجراء الاستفتاء الانقلابي، وردع الثوار عن مزيد من التصعيد في شهر يناير القادم، وإنما هو نتيجة يسعى لها الانقلاب منذ البداية، أي إلغاء وجود الإخوان المسلمين، وإخراجهم من الجغرافيا، وإعادة كتابة تاريخهم في التأسيس لمرحلة جديدة في المنطقة، هو الهدف الذي يسعى إليه الانقلاب منذ البداية.
    يمكن ملاحظة مجموعة من التصريحات والأحداث التي تثبت ذلك في حال ربطها ببعضها:
    أولاً: طالب عبد الفتاح السيسي في السادس والعشرين من شهر يوليو الماضي، أي بعد ثلاثة وعشرين يومًا من إعلان الانقلاب، تفويضًا من الشعب للقضاء على "الإرهاب المحتمل"، وهو ما فهم في حينه تفويضًا للقضاء على الإخوان، وإذن كان التصنيف للإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، مبكرًا جدًا، ومنبئًا عن السياق الدولي والإقليمي الذي وُضع فيه الانقلاب المصري، ويمكن اعتبار خطاب طلب التفويض، هو الإعلان الرسمي الأول عن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
    ثانيًا: كشفت وثائق ويكيليكس، عن تحريض إماراتي للغرب على حركة حماس منذ فوزها في الانتخابات التشريعية في العام ٢٠٠٦، وكما بينت هذه الوثائق، فإن أمراء كل من أبو ظبي ودبي، استغلوا فوز حركة حماس للتحريض على الإخوان عمومًا، وكان من أبرز ما جاء في هذا السياق حديث محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي عن عملهم، أي الإماراتيين، على القضاء على وجود الإخوان نهائيًا، ومعلوم أن دولة الإمارات تبنت المؤامرة الانقلابية بشكل مكشوف منذ فوز الدكتور محمد مرسي، ولم تكن تخف لا عداءها للتجربة الجديدة، ولا تآمرها عليها، وتخطيطها وتمويلها للفوضى وعمليات الإفشال التي رافقت حكم الدكتور مرسي.
    ثالثًا: في اللحظات التي كان يقرأ فيها عبد الفتاح السيسي بيانه الانقلابي، كانت قواته تهدم الأنفاق بين غزة وسيناء، هدمًا شاملاً وتامًا وغير مسبوق، مع دعوات معلنة في فضائيات الانقلاب لاجتياح قطاع غزة، وانتشار مخططات عن تعاون جهات متعددة منها النظام الانقلابي في مصر لإسقاط حركة حماس، وبالتأكيد رافق ذلك واستمر إغلاق معبر رفح، الممر الوحيد بين قطاع غزة والعالم، ومنذ تلك اللحظة وإلى الآن والتحريض على حركة حماس مستمر، والذي بلغ الآن حد التجهيز النهائي بتبني شبه رسمي للأباطيل الإعلامية والأمنية التي تقحم حماس في الشأن المصري، وذلك لأجل ضرب الحركة، ودفع الفاتورة المطلوبة إقليميًا ودوليًا من الانقلابيين.
    رابعًا: يأتي ذلك كله، محمولاً على هجمة ارتداية تقودها أمريكا، وأدواتها في المنطقة، وتحديدًا العدو الصهيوني، وأنظمة خليجية وغير خليجية، لتحقيق ثلاثة أهداف مركزية:
    ـــ القضاء على الصعود الإسلامي «السني»، بتجلياته المختلفة، في بلاد الثورات العربية، ولتحقيق هذا الهدف جرت مراجعة الموقف من الثورة السورية، باحتواء هذه الثورة وحصارها، والتعاون مع بشار الأسد وحلفائه الشيعة، لمحاصرة هذا الصعود، ومحاربة من يسميهم نصر الله "التكفيريين"، وتسميهم أمريكا "الإرهابيين"..
    وبطبيعة الحال ثمة خلافات في آليات تحقيق هذا الهدف، تتعلق أساسًا بمخاوف السعودية من التقارب الأمريكي الإيراني، لكن مخاوف السعودية ليست ذات شأن كبير بالنسبة لأمريكا، طالما أن السعودية لا تتحرك من موقع المتحرر من الهيمنة الأمريكية المطلقة.
    ـــ فرض تسوية على الفلسطينيين، وهذا تطلب إسقاط الإخوان في مصر، وإضعاف سوريا وابتزازها، وتغيير وجهة حزب الله أو حصاره من خلال تغيير السياسات والتحالفات الإقليمية، وإسقاط حركة حماس، وربما يمكن القول إن من أهداف التقارب مع إيران، إثارة هذا الفزع العربي لدفعه لمزيد من التعاون مع العدو الصهيوني، وتمرير مخططات هذا العدو على حساب فلسطين، والمسجد الأقصى، والمنطقة كلها.
    ـــ إعادة ترتيب المنطقة، بما يتناسب مع اللحظة الأمريكية الراهنة، التي تبدو فيها أمريكا أكثر ضعفًا من ذي قبل، في الوقت الذي تتجه فيه لمواجهة التحدي الصيني، وهذا يتطلب تغيير السياسات الأمريكية في المنطقة، وبالتالي إعادة ترتيبها وفق هذه السياسات، بما يصفي القضية الفلسطينية، أو يحول دون انفجارها، ويمنع أي صعود إسلامي من شأنه أن يشكل تحديًا مستقبليًا على حساب النفوذ الأمريكي، وبناء تحالفات جديدة مع قوى مقتدرة ذات نفوذ يمكنها أن تشرف من موقع الشرطي الإقليمي على استقرار الإقليم، ويبدو أن إيران تقع في قلب هذا التصور الأمريكي.
    ولا يبدو ما يجري في تركيا بعيدًا عن السيناريو الإقليمي الذي وضعه رأس النظام الدولي، فبالرغم من كل التنازلات التي قدمها أردوغان، فمن الواضح أن النظام الدولي وعالمه السفلي، غير قادرين على استيعاب هذا الرجل في هذه اللحظة التي لا يُظهر فيها إرادة على مسايرتهم في مؤامرتهم الإقليمية.
    وبهذا يتضح أن القضاء على الإسلاميين هدف مشترك لقوى مختلفة بل ومتصارعة، فالإعلان عن الإخوان جماعة إرهابية، نتيجة لمخطط دولي-إقليمي واسع ونتيجة لالتقاء مصالح قوى متعددة، ليس للانقلابيين منه إلا التنفيذ، سوى خشيتهم الذاتية على مصائرهم، إضافة للحقد والحسد والشوفينية البغيضة الذي افترس قوى سياسية وأيديولوجية يسارية وليبرالية على السواء، وجدت في العسكر، بيادق أمريكا و"إسرائيل"، ما يستجيب لأهوائها الفاشية المريضة.
    إن ما يجري في مصر الآن، يمكن توصيفه بأنه صراع وجود، وهو صراع لا ينبغي أن يعني الإخوان أو الإسلاميين وحدهم، بل هو صراع متعلق بمستقبل هذه المنطقة كلها، وهو صراع في جانب منه يكشف أن القوى الاستعمارية وأدواتها الإقليمية، وتلك القوى صاحبة المشروع الخاص، تلحظ الصعود الإسلامي في المنطقة العربية، والتحولات العميقة التي تضرب في عمق المشرق العربي، وهي ولأجل هذا تقود هذه الحرب الاستباقية.






















    الفصائل الفلسطينية ما بين العقم والإنفلونزا وانتهاء الصلاحية
    بقلم فؤاد الخفش عن المركز الفلسطيني للاعلام

    لا تصيب الأمراض والعلل جسد الإنسان وحده بل تصيب الأحزاب والحركات أيضًا كلما تقدم بها العمر وكما مضت بها الأيام ومرت عليها السنون.
    وهذا هو حال الأحزاب والحركات والمنظمات في كل مكان في العالم فمن الصدارة والقمة إلى الحضيض والاندثار وبين هذا وذاك علل وأمراض تفت بِعَضُد هذه الأحزاب والتجمعات والحركات.
    في الحالة الفلسطينية الأمر مشابه لما تحدثنا عنه في البداية، فهناك أحزاب مصابة بالعقم السياسي غير قادرة على أن تقنع أعضاءها وأفرادها بما تطرح ناهيك عن عدم قناعة الشارع بها ومع ذلك تحترف المزاودة والمناكفة يظن البعيد عن الواقع من جعجعتها أنها جيش جرار وهي ليست من ذلك في شيء.
    تستمر هذه الأحزاب بطرح ما لديها دون أن يكون لها خطط مراجعة للذات وتقييم للمراحل. وتستمر في المكابرة وتطالب بالديمقراطية وهي لا تمارس أدنى مطالب الديمقراطية فأعضاء لجنتها المركزية وأمناؤها العام باقون على عروش أحزابهم التي تلاشت وكأنها مملكة تسيطر على كل الدنيا.
    وحركات فلسطينية أخرى مصابة بعقدة وداء العظمة يعجبها ماضيها التليد وبطولاتها السابقة تتغنى بالمجد الماضي تعاني حالة انفصام كبيرة بين ما كانت عليه من ماض مشرف وسيطرة على كل شيء وبين واقع مختلف تماما عما انطلقت من أجله. لا تجد ما تقدمه للأعضاء الجدد، تملك المال والإعلام ومحترفة بتلميع الأسود. لا أفق لديها ويحكمها جمع من المقاتلين القدامى الذين تقاعدوا مع الزمن، لم تعد ولودا، تمنع الجيل الجديد من الصعود وبها جيش من المنتفعين، ولديها جيش من المخلصين يسيطر فيها المال وأصحاب القرار على كل شيء وهي تعاني من مرض الكبر دون أن يكون لديها جيل من الكفاءات الصغيرة .
    وأحزاب أخرى تعيش على الصراعات ما بين الأحزاب الكبيرة لا تضيع موقفا من المواقف إلا وتسجل موقفا ضد هذا أو مع ذلك محترفة في إخراج التصريحات مشلولة في فرض الحلول، ومواقفها متباينة، في الضفة لها موقف وفي غزة لها رأي وما بين هنا وهناك تحتار عناصرها.
    وحركات أخرى متخبطة تعاني الأنفلونزا في مكان والعظمة في مكان آخر، وهي غير قادرة على تشخيص الواقع. ظهر لديها تضارب بالتصريحات ما بين داخل وخارج ، وفقدت جزءا كبيرا من قياداتها التاريخية، أما جيل الشباب لديها مضغوط في مكان ومفتوح له في مكان آخر.
    وتعاني منذ عقود الاستنزاف والاعتقالات والقتل، غير قادرة على التعايش مع الواقع الجديد، وثقتها بجزء من قادتها اختل واعتل، فقدت عنصر الدافعية الذي كان يحرك لديها كل شيء وتتمنى أن يعود مجدها والمجد لا يعود بالأماني.
    في جغرافيا ما، أصبح لديها طبقتان بعد أن كان هناك ثلاثة طبقات طبقة النخب والصف الأول وهم قلة باتوا يخشون المواجهة وطبقة وسطى (شبه انتهت) الجيل الثاني استنزف بشكل هائل وكبير وباتت لديه الدافعية أقل وهو الذي كان يحرك الطبقة الثالثة الجيل الصغير الذي ما زال يملك الدافعية دون أن يجد من يوجهه بعد انخفاض الدافعية لدى الجيل الثاني والطبقة الأولى تخشى على نفسها من التواصل مع طبقة الشباب الصغير.
    ومابين العقم والإنفلونزا لا يمكن أن نرى حزبا سياسيا أو حركة وطنية خرجت علينا في يوم من الأيام لكي تعترف أنها أخطأت في قرار ما بل الصواب المطلق حليف الجميع ولا أخطاء لدى العظماء.
    لم يعهد الشارع الفلسطيني المسيس بغالبيته أن سمع الزعيم أو الرئيس أو الأمين العام يعتذر للشعب عن القرار الفلاني أو الموقف العلاني فالاعتذار صفات الضعفاء وفي فلسطين كل الأحزاب قوية فتية شابة لم يصبها المرض ولا العفن. من أين لنا أن نأتي بأحزاب جديدة لا تحترف المزاودة وتعلن الاعتذار وسمات الشعب هي سمات قادتها ولطالما قلنا كما تكونوا يولى عليكم!
    إصلاح الأحزاب لا يأتي إلا من الأفراد الأقوياء الذين يملكون عصا التغيير ويملكون القدرة لقول الحقيقة في وجه الجميع ويعلنون طرقا وآليات جديدة تجبر قادة أحزابهم على التنحي وإكمال الطريق والمشوار برؤى جديدة وخطط شبابية.
    لفلسطين وشباب المستقبل والتقدم والقوة والجرأة كتبت هذا المقال لا أقدح بأحد ولا أزاود على أحد ولكن أدعو الجميع أن يكونوا على قدر مسؤولياتهم فكما أن هناك مواد تنتهي صلاحيتها هناك أفراد تنتهي صلاحياتهم.



























    يسقط حكم العسكر
    بقلم فايز أبو شمالة عن فلسطين الان

    يسقط حكم العسكر، إنها الجملة التي احتمى فيها التحالف الوطني لدعم الشرعية، فبادر إلى إدانة التفجير الإرهابي في الدقهلية، بعد دقائق معدودة من حدوثه، وأكد على براءته التامة من هذا العمل الشائن، بينما ألصق حازم الببلاوي التهمة بالإخوان المسلمين فورًا.
    إن سرعة إدانة تحالف دعم الشرعية للتفجير لتؤكد أن القرار المسبق الذي أجمع عليه قادة تحالف دعم الشرعية هو عدم اللجوء إلى السلاح إطلاقاً، واليقظة التامة من أي محاولة لزج اسم التحالف الوطني لدعم الشرعية في أي عمل إرهابي، مع التركيز على أهمية الاعتماد على وعي المصريين وثقافتهم وتراثهم الحضاري في إسقاط الانقلاب، والصبر على وجع الاعتقال والضرب والسحل في الشوارع، مع الحرص على ترميم العلاقة الصادقة مع قوى ثورة 25 يناير، بهدف تصفية الانقلاب، والعودة بمصر إلى طريق الديمقراطية.
    إن سرعة الاتهام، وسرعة توجيه بعض عناصر الأمن للاعتداء على ممتلكات الجماعة لتؤكد فشل الانقلابيين في تمرير انقلابهم، وأنهم بعد ستة أشهر يتخبطون، وأن امتلاك مصادر القوة والعنف وحدها لا تكفي لحسم الصراع الدائر على مستقبل مصر، فالمصري الذي أدلى بصوته قبل عام ونصف، وانتخب بشكل ديمقراطي الرئيس محمد مرسي، لم يغير رأيه، والمصري الذي صوت بنعم على الدستور قبل أقل من عام، لم يكن غبياً، وكان يعرف أنه يقف مع مصر كلها، حين صوت بنعم لدستور 2012، هذه الحقائق التي يحاول أعداء الديمقراطية أن يقفزوا عنها، كشف عنها استطلاع للرأي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة"، ـ وهو مركز لا يؤيد الإخوان المسلمين ـ لذلك فقد ذكر أن 30% من المصريين يحملون الإخوان المسلمين مسئولية تفجير الدقهلية.
    إن هذا الرقم يجعلني أستنتج أن نسبة 70% من المصريين لا يتهمون حركة الإخوان المسلمين بالتفجير، وهذا أمر منطقي، لأن نسبة 70% من المصريين تقريباً قد أعطوا صوتهم لتحالف الإخوان المسلمين قبل ذلك خمس مرات. ما لفت نظري في استطلاع الرأي ذاته؛ أن 3% فقط من الشعب المصري يحمِّل حركة حماس المسئولية عن تفجير الدقهلية، وهذا أمر طبيعي ومنطقي، وقد تجد هذه النسبة الحاقدة على المقاومة والإسلام؛ قد تجدها في مصر وفي فلسطين وفي العراق وفي اليمن والمغرب.
    إن الانقلاب الذي اعتمد السلاح طريقاً للإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطياً ليمثل قمة الإرهاب الدولي، ومن مارس الإرهاب ضد رئيسه المنتخب لا يصعب عليه ترتيب التفجيرات في مقرات الأمن كي يبعد عن نفسه تهمة الإرهاب، وكي يبرر مستحدث إرهابه داخل الجامعات، وضد المتظاهرين في المدن المصرية، وللانقلابيين في هذا المجال السبق في صناعة "بلاك بوك" ولهم السبق في صناعة الطرف الثالث.
    الانقلاب هو الطرف الثالث الذي يستهدف مصر، ويضرب بدكتاتورية الفرد جموع الشعب المصري، الانقلاب هو الخيانة العظمي لإرادة الشعب المصري، الذي يدرك أن مكانة مصر الكبيرة قد أوجدت تحالف المتآمرين العريض، الذين أرعبهم حضور مصر الديمقراطي القوي الثوري الفاعل في المشرق العربي، الحضور الذي لا يعني اختفاء قادة العرب الأقزام فقط، وإنما يعني تصفية حقبة سياسية عربية أفرزت قيادات العفن، التي أسس وجودها لاغتصاب أرض فلسطين، وقيام دولة (إسرائيل).
    قدر مصر أن تبقى في عين العاصفة، وقدر مصر أن تصعد إلى قمة الحرية بمشقة بالغة، وقدر مصر أن تظل ناراً متقدة، وهي تؤسس واقعاً عربياً جديداً لا يلتقي مع القديم الذائب، ولا يبنى على أصوله الجافة، قدر مصر أن تنتصر داخلياً لتملي إرادتها خارجياً.


    ذكرى الفرقان وصمت الجيران
    بقلم أيمن أبو ناهية عن فلسطين اون لاين

    مازال دوي عملية "الرصاص المصبوب" بداية من 27 ديسمبر 2008م حتى 18 يناير 2009م على غزة يتردد صداه، ومخطئ من ظن أنه توقف، وهو ما أكده آنذاك وزير جيش الكيان العبري باراك وجنرالاته، أن العملية لم تتوقف ومازالت مستمرة، فكم شهيد حتى الآن لحق بقافلة شهداء العدوان الغاشم!، فكانت الحرب حرب إبادة بكل المعاني والمقاييس، ولم تحقق أيًّا من بنك أهدافها التي أعلنها عسكريو الكيان عشية الحرب، وكل ما استهدفته هو أعداد كبيرة من المدنيين فقط، وأغلبهم من الأطفال.
    ولا يفهم من الرصاص المصبوب أنه رصاص صغير الحجم، بل هو عبارة عن قنابل وصواريخ وقذائف، ضخمة في القوة والحجم والتفجير والتدمير والترهيب، التي مازالت حتى هذه اللحظة تنصب وتنهمر على غزة، بل إنه ما إن أقر تقرير (غولدستون) حتى سارع الكيان الصهيوني إلى التهديد بشن حرب جديدة على غزة، وفي حين يتحدث العالم عن تقرير (غولدستون)، وجرائم الاحتلال خلال عملية الرصاص المصبوب على قطاع غزة, لا يزال الكيان العبري يتحدث عن عملية عسكرية أخرى في غزة استكمالًا لعملية الرصاص المصبوب، وعن إعداد جيشه _لاسيما سلاح الطيران والمدفعية_ لاجتياح قطاع غزة.
    وفي الحقيقة لم تكن هناك حرب حقيقية متكافئة على الأرض، كما يقال، بل كانت عملية عسكرية صهيونية إجرامية عدوانية من طرف واحد، أسماها الاحتلال "الرصاص المصبوب"، واعتمد فيها سياسة الأرض المحروقة ضد كل شيء: المنازل والمباني والمنشآت، والجامعات والمدارس والمساجد والمزارع، وحرق المئات من الأطفال والأمهات بالمدفعية والطائرات والزوارق البحرية على غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 1500، وأضعافهم من الجرحى أهالي قطاع غزة.
    فأجواء المجزرة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني مازالت تخيم على المنطقة, وأجواء التطورات التي ظهرت على ساحة الردود العملية لا تتلاءم إطلاقاً وبشاعة وهول الجريمة, بل إن المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية كانا غير معنيين إطلاقًا بالدم الفلسطيني أو حمايته, وكأن ما يجري في قطاع غزة عبارة عن حدث عادي، وكان التركيز فقط على عملية التسوية, وعدم تفويت الفرصة، وأصبحت قضية المجزرة والعدوان على غزة في طي النسيان، وفي ذمة التاريخ؛ فدام الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
    وإذا ما تأملنا المشهد الفلسطيني والعربي والدولي بعد 4 أعوام من المجازر الجماعية في أحياء غزة الصامدة؛ فليس هناك ما يشير إلى أي تغيير جوهري في المواقف التي يتطلبها واقع رفع الحصار وإزالة العدوان وإعادة إعمار القطاع, بل على العكس من هذا كله, يواصل الاحتلال الحصار والعدوان بآليات وأشكال وأساليب عدة, ومؤامرات من أطراف عربية ودولية.
    لم يكن المجتمع الدولي هو الوحيد الذي غدر بالشعب الفلسطيني، وإنمًا أيضًا الموقف الرسمي العربي متمثلًا بالجامعة العربية، وصمتها تجاه المأساة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر منذ سبع سنوات، فقد دفعا الاحتلال إلى التمادي في الحصار والعدوان، ونجح في توريط أطراف ودول عربية بالاشتراك في حصار وخنق أهالي قطاع غزة، وأصبح الرصاص المصبوب والحصار وجهين لعملة واحدة.
    لكن ما يجب أن يقال في حرب الفرقان: إن الاحتلال فشل فشلًا ذريعًا في عدوانه الغاشم باعتراف قادته العسكريين، والسبب الأول لفشل الاحتلال في تحقيق أيٍّ من أهدافه في الحرب هو تسلح حركة حماس ورجالات المقاومة بسلاح الصمت والسرية في تنفيذ خططها وعملياتها على شكل مفاجآت تخرجها واحدة تلو الأخرى في مواعيدها، ولحرصها على العمل السري؛ نجحت في نشر شبكة اتصالات خاصة بها، منفصلة عن شبكات الاتصال المحلية المعروفة؛ حتى لا تكون محلًّا للاختراق والتجسس، وأيضًا عدم كشفها أنواع الأسلحة التي بحوزتها، واتباعها السرية في العمل التكتيكي، حتى إن إذاعاتها التي طالها القصف المستمر بقيت تبث إرسالها حتى اللحظة الأخيرة، فضلًا عن سلاح العقيدة والصلابة والإرادة وحب الشهادة، وهذه الأسطورة تخالف المثل القائل: "الكثرة أو القوة غلبت الشجاعة"، بل أصبحت الشجاعة تغلب القوة والكثرة (إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ)، ومن هنا فصاعدًا فليعلم الجميع أن غزة ليست لقمة سائغة لفم الغزاة، وستبقى أبية وشوكة في حلق الأعداء.




























    الفرقان رسمت الطريق
    بقلم حسن أبو حشيش عن فلسطين اون لاين

    أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على العدوان الصهيوني في نهاية ديسمبر عام 2008 حرب الفرقان, الاسم حمل نفس الدلالة, الاحتلال ومن ورائه العالم قرر استئصال المقاومة, حيث كان الإعلان من القاهرة: ولسان حال ليفني هو لسان حال عمرو بن هشام " أبو جهل " عندما أعلن أنه لن يعود حتى يرد بدرا, ويقيم ثلاثًا, ويذبح الجزور " الإبل " ويشرب الخمر, وتعزف عليه القيان " الغناء والرقص " ليعلم العرب بهذا الخبر فمازالوا يهابون قريش..فكانت معركة الفرقان.
    لذا قام الاحتلال بضرباته الشاملة والقاسية على كل شيء في قطاع غزة وعلى مدار ثلاثة أسابيع, فقتل وجرح الآلاف, ودمر آلاف البيوت والمنشآت, ومنع الماء والكهرباء والغذاء والدواء وفعل كل شيء إلا الانتصار, وعاد بخفي حنين, فكانت فرقانًا حيث بعدها خرجت غزة أقوى, والمقاومة أوعى وأشد وأكثر تطورًا, وبعدها تحقق وفاء الأحرار وحرية خمس الأسرى من سجون الاحتلال, وبعدها تحققت حجارة السجيل التي حدث بها " عفوًا قصفت تل أبيب".
    لقد كانت فرقانًا بالفعل وبكل ما تحمل الكلمة من معنى. حيث رسمت الطريق, ووضحت البوصلة. ستذكر الأجيال أن الفرقان تحقق بدماء عائلات كاملة كالسموني والداية وريان, وبدماء القادة القدوات كالوزير سعيد صيام والعالم نزار ريان, واللواء توفيق جبر والجعبري والأشقر. بعد خمسة أعوام للذكرى سلام عليكم أيها الشهداء, سلام عليكم أيها المُقاومون, سلام عليك يا شعب فلسطين وأنت تحتضن المقاومة وتدرك الثمن وتدفعه وقلبك نحو القدس ومنها نحو الآخرة.






    2013 عام من الكوارث والآمال
    بقلم أغر ناهض الريس عن فلسطين اون لاين

    بدت أهم الأخبار العلمية في عام 2013م كأنها جاءت من فيلم "هوليوودي" كارثي، أبطاله فيروسات قاتلة وأعاصير مدمرة ونيازك عملاقة تصطدم بالأرض، ولكن بعض النهايات جاءت سعيدة، منها هزيمة فيروس الإيدز، وتشكيل خلايا بشرية في المختبر لأغراض علاجية وخطوة مهمة في طريق فهم العقل البشري، إليكم بعض أهم أحداث 2013م المختارة، كما أوردتها مجلة (Nature) في عددها الصادر في 18 ديسمبر 2013م، أرويها بتصرف:
    1. قصة فيروسين: بطلا هذه القصة هما فيروسا شلل الأطفال وأنفلونزا الطيور، أما الضحايا فهم _يا للأسف_ الدول العربية في المقام الأول، فبعد انخفاض انتشار فيروس شلل الأطفال في باكستان ونيجيريا عاود الفيروس ظهوره في سوريا، ومنطقة جنوب فلسطين المحتلة، ما أدى إلى حملة تطعيم لاحتوائه، ولكن الأوضاع الأمنية المتعثرة في سوريا أعاقت فعالية هذه الحملات. أما فيروس أنفلونزا الطيور الذي ظهر وانتشر في الصين بسرعة كبيرة، أدت إلى إغلاق أسواق الطيور لحد انتشاره؛ عاود ظهوره في السعودية هذه المرة بشكل مؤهل للزيادة، لاسيما مع عدم القدرة على معرفة أسباب هذا الانتشار.
    2. صاروخ كوني: دخل نيزك (تشيليابينسك) الغلاف الجوي للأرض فوق روسيا في فبراير بسرعة تفوق سرعة الصوت بستين ضعفًا، مخلفًا اختراقه الغلاف الجوي للأرض ضوءًا أكثر إشراقًا من الشمس ، بإجمالي طاقة تعادل 30 مرة قنبلة (هيروشيما) الذرية، ولكن النيزك تفتت إلى قطع صغيرة، قبل أن يصطدم بالأرض، مخلفًا العديد من المصابين من دون ضحايا.
    3. ريح عاتية: دمر إعصار (هايان) الأقوى على الإطلاق من حيث سرعة الرياح أجزاءً من جنوب شرق آسيا، وخاصة في الفلبين، في نوفمبر، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ستة آلاف شخص في هذا البلد وحده.
    4. فيروس الإيدز (الوقاية والعلاج): كان هذا العام الأكثر كشفًا عن أسرار فيروس نقص المناعة المكتسبة، ففي شهر مارس أفاد باحثون أن العلاج المضاد في وقت مبكر جدًّا قد شفى رضيعًا من فيروس الإيدز، إذ ساعد على الحفاظ على سلامة جهازه المناعي، الأمر الذي دفع منظمة الصحة العالمية إلى أن توصي أن يبدأ العلاج في وقت مبكر عما كان مقترحًا في السابق، إلا أن التحدي مازال كبيرًا، إذ زعم الأطباء في يوليو أن زرع الخلايا الجذعية قد شفى على ما يبدو رجلين من فيروس الإيدز، ولكن بحلول ديسمبر كان الفيروس قد عاد. أما التطور على صعيد اللقاح فقد بينت دراسة حديثة أن اللقاحات باستخدام الأجسام المضادة يمكن أن تحمي القرود من الفيروس.
    5. الخلايا الجذعية الأمل المعقود: منذ عقد من الزمان في فضيحة علمية عالمية زوّر الباحث الكوري الجنوبي (وو سوك هوانج) نتائجه عن تشكيل خلايا جذعية من أجنة بشرية مستنسخة، وفي ربيع هذا العام تحقق هذا الإنجاز بشكل حقيقي في جامعة (أوريجون)، ولكن قلة يعتقدون الآن أنه ستكون هناك حاجة للاستنساخ على نطاق واسع، ليس فقط بسبب مخاوف تدمير الأجنة، ولكن أيضًا لأن الغاية نفسها يمكن تحقيقها باستخدام تقنية تحفيز تشكيل الخلايا الجذعية من خلايا متمايزة.
    لعل أهم نجاحات هذا العام الطبية الشروع بدراسة يابانية لزرع صحائف من الخلايا المتمايزة المستمدة من خلايا جذعية في شبكية عين مرضى ضمور الشبكية؛ ليكون التطبيق الأول لاستخدام مثل هذه الخلايا في علاج المرضى.
    6. مبادرة دماغ: أعلن الرئيس أوباما مشروعًا لعشر سنوات لفك طلاسم الدماغ ومحاكاة عملياته المعقدة عن طريق حواسيب ذات قدرة عالية، يمثل هذا المشروع بدء مرحلة علمية جديدة يركز فيها البحث على الصورة الشاملة التي تتصل بها الأعصاب معًا، مستغلة التطور الكبير في أجهزة التصوير، بعيدًا عن الدراسات الجزئية والخلوية المحدودة، ما ساعد على جعل هذا الحلم حقيقة. كان التقاط أول صورة إطلاق موجة عصبية من خلايا عصبية، عن طريق معالجتها بمادة كيميائية، إذ أصبح من الممكن كشف الدارة العصبية بشكل أسهل من أي وقت مضى.
    إذًا هاهو عام آخر يمضي يحاول فيه الإنسان أن يطور علاجًا لمرض قاتل، أو يفهم أسرار الجسم البشري منفقًا في ذلك المال والوقت والجهد، إلا أنه يقف عاجزًا في مواجهة الظواهر الطبيعية المدمرة التي يمكن أن تأخذ كل شيء بلمح البصر، وفي ذلك عبرة لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد.









    كله بثمن
    بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين

    لا شيء في (إسرائيل) بدون ثمن. من يدفع الثمن يأخذ بطاقة .( vip ) من يحرض ضد الاحتلال يحرم من البطاقة، ومن الامتيازات المرافقة لها. الدكتور نبيل شعث من الشخصيات التي فقدت متعة البطاقة وامتيازاتها. السبب في الحرمان بحسب (سمدار بيري) في يديعوت، هو قيام شعث بالتحريض ضد (إسرائيل) في المجتمع الدولي.
    إلى هنا نحن أمام خبر طبيعي ومعتاد، يتفق مع السياسة الإسرائيلية العامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
    إنه لا امتيازات في المتعة، أو في التنقل، أو في المرور على المعابر، أو من خلال الحواجز إلا بثمن. وثمن ( المتعة الطبقية ) معروف، ومعلوم مسبقًا لكل ذي عقل ولب. ولكن ما ليس طبيعيًا في الخبر بحسب الصحفية آنفة الذكر: أن نبيل شعث قال لها: ( إنه أبدا، لم يهاجم نتنياهو بشكل شخصي، ولم يشهِّر به أبدا، والانتقادات التي تصدر عنه هي ضد سياسة حكومة (إسرائيل)؟!
    من هنا فإن ثمن بطاقة شخصية مهمة بامتيازاتها الطبقية بعد الاعتراف بحق (إسرائيل) في الوجود على الأرض الفلسطينية تنحصر في دفاع شعث، وفي رد نتنياهو في أمرين: ( الامتناع عن مهاجمة نتنياهو شخصيا، وفي التوقف عن مهاجمة "إسرائيل" في المحافل الدولية). وهنا من حقنا أن نسأل: كيف يمكن أن تتحقق الوطنية في الفرد أو الجماعة بدون مهاجمة الدولة المحتلة، وقائد الدولة المحتلة؟!
    في قيادة السلطة من يبكي الحرمان من البطاقة الشخصية المهمة، مع أن الحرمان منها مؤشر على الوطنية، وفي الشعب من يصبر على القتل والأسر والحصار بدون شعور بالحرمان. فكيف سيقود الأول الثاني في ضوء هذه المفارقة الحارقة. القيادة التي تتمتع بمنح العدو وامتيازاته على حساب شعبها لا تستحق كرسي القيادة.
    دولة الاحتلال تمنح نوعين من بطاقة (vip) على درجتين لعدد محدود من الشخصيات في حدود بضع مئات من الأشخاص. هؤلاء حصلوا عليها لأنهم يتحكمون بالقرار الفلسطيني، ويؤدون استحقاقات البطاقة، أو قل استحقاقات المتعة الطبقية التي يوفرها المحتل، من حقوق الشعب.
    المسألة التي نناقشها في المقال هنا ليست قضية شخصية، وإن ارتبطت المناسبة بشخص ما، بل هي قضية وطنية، نحاول من خلالها مقاربة مفهوم الوطنية في ضوء المنح والحرمان، وفي ضوء الموقف من شخص نتنياهو، ومن سياسة حكومته). وهل يجوز لمن يتولى قيادة شعب محتل أن يبيع جزءا من حقوق الشعب مقابل امتيازات خاصة في التنقل داخل فلسطين ١٩٤٨، وعلى المعابر، وعلى الحواجز، بينما تلد نساء فلسطين على الحواجز، ويحرم الآلاف من الشعب من الحق في السفر، ومن الحق في العلاج، ومن الحق في الكهرباء. في فلسطين أناس مازالوا يبحثون عن تعريف متفق عليه للوطنية.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 425
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:00 AM
  2. اقلام واراء حماس 410
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:13 PM
  3. اقلام واراء حماس 409
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:12 PM
  4. اقلام واراء حماس 408
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:11 PM
  5. اقلام واراء حماس 407
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:10 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •