النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 533

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 533

    اقلام اسرائيلي 533
    20/1/2014


    في هــــــذا الملف

    القلق الاردني من ‘الوطن البديل’
    بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس

    يهودية اسرائيل
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    زارع الالغام
    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    ما هو السلام يا جدّي؟
    بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت

    سيناريوهات الملك
    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    حذار من لغم الدولة الفلسطينية!
    بقلم:يورام ايتنغر،عن اسرائيل اليوم

    سياسة أوباما الايرانية!
    بقلم:زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم

    منشأة حولوت: بين اليأس واليأس
    بقلم:يوفال غورن،عن معاريف














    القلق الاردني من ‘الوطن البديل’

    بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس

    قبل بضعة ايام حل رئيس الوزراء الاردني الأسبق، زيد الرفاعي، ضيفا على منزل إبنه (هو ايضا رئيس وزراء سابق) سمير الرفاعي، مع مجموعة من كبار السياسيين. ‘المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين لن تعطي ثمارا’، بشر الرفاعي الأب الحاضرين. ولم تُسمع اقواله بخيبة أمل، بل استقبلت حتى بالرضا.
    فمنذ نحو اسبوعين وكبار المسؤولين الاردنيين، بمن فيهم رئيس الوزراء الأسبق والسفير في اسرائيل الأسبق، معروف البخيت، رئيس مجلس الأعيان، عبد الرؤوف الروابدة وشخصيات أخرى من القيادة السياسية ممن تنصت أذن الملك عبد الله لهم، ضغطوا لاتخاذ سياسة فاعلة في المحادثات الجارية بين اسرائيل والفلسطينيين. وتخوف هؤلاء الشخصيات، والذي اشركوا فيه الملك، هو ألا يصمد الفلسطينيون أمام الضغط الامريكي فيقدموا تنازلات تأتي على حساب الاردن. ‘مرة اخرى بدأوا يتحدثون في الاردن عن الخوف من ‘الوطن البديل’ ومن أن يصبح الاردن الدولة الفلسطينية’، قال لـ ‘هآرتس′ مصدر اردني مقرب من اولئك السياسيين.
    يكمن مصدر القلق الاردني في مسألة اللاجئين، أو الأدق، في مكانة نحو مليوني لاجيء فلسطيني يحمل معظمهم هوية اردنية، آلاف اللاجئين الذين يحملون جوازات سفر اردنية ولكنهم ليسوا مواطنين، ولاجئين من غزة لا يحملون هويات. ‘حسب المعلومات التي لدينا، تقترح الولايات المتحدة تعويض الاردن عن ‘فترة الاستضافة’ التي مكث فيها اللاجئون في الاردن منذ 1948 شريطة أن يبقى هؤلاء اللاجئون في الاردن وألا يطالبوا بالتعويض’، قال المصدر.
    اذا كان ثمة بالفعل اقتراح كهذا، واذا ما أُخذ به، فمعناه هزة عميقة للميزان الديمغرافي في الاردن، وعمليا، فقدان هويتنا الاردنية’، على حد تعبيره. على خلفية هذه المخاوف أقيم في الاردن مجلس خاص يضم الى جانب السياسيين الكبار رئيس المخابرات، فيصل الشوبكي، رئيس مكتب الملك عماد الفاخوري، رئيس البرلمان ورئيس مجلس الأعيان. ويفترض بهذا المجلس أن يصيغ موقف الاردن ومطالبه ويعرضها على وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
    القلق الاردني الذي ترافق وتلميحات علنية في أن محمود عباس يدير قناة محادثات سرية مع الامريكيين من خلف ظهر الاردن، دفعت عباس لأن يبعث بعباس زكي، المسؤول عن الملف العربي في م.ت.ف الى لقاءات تهدئة مع الروابدة وبخيت للتأكيد لهما أن ليس هناك أي قناة سرية وأن كل اتفاق يتحقق لن يكون على حساب الاردن. كما أن هذا كان هدف لقاء نتنياهو مع الملك عبد الله، ولكن مشكوك أن تنجح هذه المحادثات في تهدئة قيادة الحكم في الاردن. ‘للمفاوضات مثلما للحرب يجب أن يأتي المرء جاهزا. محظور الدخول اليهما دون ذخيرة ودون خطة. ومثلما خسرنا في حرب 1948 لأنها جاءت في توقيت غير مناسب، هكذا قد نخسر المعركة السياسية اذا جاءت في وقت غير مناسب’، حذر هذا الاسبوع معروف البخيت في محاضرة ألقاها في جامعة عمان.
    وعلى حد قوله فان المفاوضات الحالية تأتي بينما الجبهة العربية غير موحدة، وكل دولة تعنى بشؤونها الداخلية، ولا يمكن عرض موقف عربي يسند الفلسطينيين، ومن هنا التخوف من أن يضطر الفلسطينيون للخضوع للضغوط ولا سيما في مسألة اللاجيئين. ولكن أكثر من القلق من نجاح الفلسطينيين في الاتصالات، فان خوف الاردن من الفاتورة السياسية التي ستعرض عليه. فمع أن الاردن يؤيد حل الدولتين ولكنه لن يؤيد بأي حال أن يكون هو واحدة منهما.
    يرفض الاردن ايضا امكانية أن تحتفظ قوات اسرائيلية أو امريكية بغور الاردن، ولكنه قلق ايضا من أن تحتفظ قوات فلسطينية وحدها بالحدود. وقد اقترح الاردن في حينه شراكة قوات فلسطينية واردنية تقوم بأعمال الدورية على جانبي الحدود وتستعين بتكنولوجيا امريكية، ولكن الاقتراح غير مقبول من اسرائيل التي تطالب بأن تحتفظ لنفسها بالغور بل وربما ضمه. ولكن على حد مصادر في الاردن، فان مسألة الغور هي ‘فنية في جوهرها، ومن السابق لأوانه البحث فيها ولا سيما على خلفية مشروع القانون الاسرائيلي لضم الغور، المشروع الذي اذا ما أُقر فانه بكل الاحوال سيقوض المفاوضات’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    يهودية اسرائيل

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    كانت جارتنا وكانت شقتها بالقرب من شقة طفولتي. كنت أراقبها من منظار الباب تقف دقائق طويلة وتفحص هل أوصدت بابها. كانت تصفق الباب فترجف غرفة الدرج الى أن أصبح بابها مهشما بسبب الضربات. بعد ذلك كانت تنزل على الدرج وتعود فورا لتفحص مرة اخرى. وكانت هذه المراسم الغريبة تجري كل يوم. كانت السيدة فلنر امرأة موسوسة وقد علمنا أنها كانت ‘ناجية من المحرقة’، وبيّن لنا الاولاد أن سلوكها ‘وسواسي’، وهي كلمة لم نفهمها آنذاك.
    أنا أفكر في السيدة فلنر حينما أفكر في وسواس آخر وهو وسواس اسرائيل أن تكون ‘دولة يهودية’؛ فنمط السلوك هو نفس النمط، وتفسيراته تأتي من مجال النفس المريضة. إن هذا المرض يُعرف بأنه خلل وسواسي قهري يُصنف بأنه خلل خوف يتميز بافكار مقلقة ومضايقة وبتنفيذ مراسم. وليس له أدوية كثيرة. إن مصدر الكلمة الاجنبية هو من اللغة اللاتينية ويعني الحصار والهجوم الذي لا يتوقف والبقاء في الأسر. والوسواس فكرة غير عقلانية تجعل الانسان يقوم بأفعال عن شعور بالوسوسة. ويُبلغ المتجهون الى تلقي العلاج أنهم مرهقون لا راحة عندهم. ويكون الوسواس على نحو عام مصحوبا بمشاعر خوف وشعور بالذنب. وتضر المعاناة النفسية بالأداء. ويوجد بين أنواع الوسواس ايضا الحب الوسواسي وهو مدمر ككل وسواس.
    ‘يصعب أن نعلم كم من الحب يوجد في توق الدولة الى أن تكون يهودية بكل ثمن، ومن المؤكد أن فيها وسواسا بمقادير مرضية. إن دولة قوية زاهرة، أكثر مواطنيها يهود تفحص مرة بعد اخرى هل بابها مغلق، كالسيدة فلنر في طفولتي. ولا أحد يعلم كيف يُعرف ما هي بالضبط ‘الدولة اليهودية’ (وما هي ‘صبغتها اليهودية’)، وكيف تبدو وكيف يجب أن تتصرف، لكن كل شيء موجه لاحراز الهدف الذي تم احرازه منذ زمن وهو باب السيدة فلنر المغلق. إن رئيس الوزراء يوجد مطلبا من الفلسطينيين وهو الاعتراف بالباب المغلق أي الدولة اليهودية؛ ويقترح وزير الخارجية تبادل سكان من اجل الهدف نفسه؛ وتشهد وزيرة القضاء والتفاوض بأن الذي يحركها هو الحفاظ على ‘الطابع اليهودي’؛ وما زال ‘تهويد’ النقب والجليل ايضا قيمة شرعية عنصرية ككل شيء موجود؛ وتستمد محاربة عشرات آلاف طالبي اللجوء الافارقة المُهينة من الباعث الوسواسي نفسه.
    لا توجد دولة اخرى يحركها الوسواس هكذا. فالنرويج لا تقول إنها تريد أن تكون ‘دولة نرويجية’، ولا الولايات المتحدة ايضا. فلهاتين الدولتين سياسة هجرة واضحة وقد حدد طابعهما مواطنوهما ونظاماهما. إن الطموح الى أكثرية يهودية مشروع لكن لا حين يصبح وسواسا. كنا ذات مرة في ايام طفولتي نسأل في حركة الشبيبة: ‘الى أي تشعرون بقرب أكبر هل لجندي درزي من عسفيا أم الى طالب معهد ديني من بروكلين؟’ وكانت الاكثرية تقول للجندي الدرزي. ويجوز لنا أن نفرض أن الجواب سيكون مختلفا اليوم بعد كل أمواج غسل الأدمغة. إن دولة لا تعرف بالضبط: اليهودية قومية أم دين وكيف تبدو بالضبط ‘دولة يهودية’ (هل دولة شريعة يهودية؟)، لا تستطيع أن تُجيب عن السؤال.
    والدولة التي تفحص عن أصل دماء سكانها فقد أجروا منذ وقت غير بعيد فحص الـ دي.إن.إي لفتاة من الولايات المتحدة أرادت أن تشارك في مبادرة الدعاية ‘تغليت’ هي دولة موسوسة.
    أرادت اسرائيل في البداية ان تكون ‘دولة يهودية في ارض اسرائيل’، كما حُدد ذلك في وثيقة الاستقلال؛ وبلغ هذا الطموح الى سفر قوانينها بعد تأسيسها بـ 44 سنة فقط (القانون الأساس: كرامة الانسان وحريته). ومنذ ذلك الحين كان الوسواس. ليس مهما أهي عادلة، وأقل من ذلك أهمية أن تكون ديمقراطية إن الشيء الأساسي هو أن تكون يهودية. وفي واقع لم تعد توجد فيه دول خالصة الأصل، تريد اسرائيل أن تكون كذلك. إنها تضعضع أكثريتها اليهودية بعمل الاحتلال لكن اولئك الذين يصرخون طالبين دولة يهودية هم الذين يصرخون مؤيدين استمراره ايضا. فهل توجد طريقة لتفسير هذا السلوك سوى التفسير الذي حصلنا عليه لسلوك السيدة فلنر البائسة، الغريب، وهي التي توفيت منذ زمن؟.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    زارع الالغام

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    تبادل التوبيخات بين الدول الاوروبية واسرائيل على سياسة اسرائيل في المناطق من الجانب الاوروبي على استمرار البناء في المستوطنات ومن الجانب الاسرائيلي على الموقف احادي الجانب الذي يتخذونه بشكل دائم ضد اسرائيل، والذي يؤيد الفلسطينيين دائما، على حد قول وزير الخارجية افيغدور ليبرمان من شأنها ان تخطيء الانطباع في أن الخلاف بين الطرفين يقوم على اساس معادلات اتهام متوازنة، وان بوسع الطرف الاسرائيلي أن يحله من خلال معالجة تصريحية واستدعاء للسفراء.
    هذا انطباع مغلوط: فعندما تنسق مجموعة من الدول الاوروبية، الحليفة لاسرائيل فيما بينها تفعيل ضغط دبلوماسي على اسرائيل وتحذرها من آثار سياستها في المناطق، فمعنى الامر يخرج عن نطاق الدبلوماسية ويصبح تهديدا سياسيا محظور على اسرائيل ان تحله بالشجب.
    عندما يتناول وزير الدفاع مساعي الوساطة الامريكية ويعتبرها مسيحانية، عندما تقر اللجنة الوزارية ضم غور الاردن الى اسرائيل، وعندما ينشر رئيس الوزراء عطاءات لبناء 1.400 شقة في المناطق، يقترح ضم بيت ايل الى الكتل الاستيطانية التي ستبقى بيد اسرائيل ويعارض الانسحاب من الخليل بسبب ذكريات الشعب اليهودي فان الدول الاوروبية والولايات المتحدة ايضا من حقها أن تستنتج بان دولة اسرائيل تفعل كل ما في وسعها كي توقف المسيرة السياسية وتقوض اتفاق الاطار الذي يكلف جون كيري نفسه عناء العمل عليه.
    متى في المرة الاخيرة استدعى الاتحاد الاوروبي السفراء الفلسطينيين كي يشتكي من التحريض والدعوات لابادة اسرائيل، احتج رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي أمام خلية المراسلين الاجانب. غير أن بنيامين نتنياهو عرض معادلة كاذبة: فأحد من كبار رجالات السلطة الفلسطينية لا يدعو الى ابادة اسرائيل. واعتراض محمود عباس على بناء الاف الشقق في المناطق ليس تحريضا، بل موقف شرعي لقيادة تخاف على مستقبل اراضيها الاقليمية، حين تقف بلا وسيلة حيال زخم البناء في المستوطنات لدولة اسرائيل.
    لا يحق لنتنياهو أن يذر الرماد في عيون الجمهور بشعارات عابثة، بشجب دول اوروبا وبالهزء من الولايات المتحدة. فانعدام الصبر الذي تبديه الدول الغربية تجاه اسرائيل ليس فقط مصدر قلق بل وايضا مدخل الى فرصة سياسية، يعترف بقيمتها الان، حسب تصريحه، حتى وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. على نتنياهو أن يفهم بان منصبه يستوجب منه سياسة نشطة وايجابية من أجل الحفاظ على مصالح دولة اسرائيل وليس لزرع الالغام على الدوام في مسيرة المفاوضات في صالح اثارة اعجاب اليمين المتطرف.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    ما هو السلام يا جدّي؟

    بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت

    جاءت حفيدتنا من روضة الاطفال بنشيد عوزي حتمان. وأنشدت في حماسة طفلة بريئة: ‘يا إلهي، أردت أن تعلم وأردت أن تعرف حلما حلمته الليلة في سريري. رأيت في حلمي ملكا جاء إلي من السماء وقال لي: جئت من السماء لأبارك الاولاد جميعا. وحينما استيقظت تذكرت الحلم وخرجت أبحث عن سلام قليل فلم أجد ملكا ولا سلاما فقد مضى منذ زمن…’. وشاركناها في الغناء وصفقنا لها. وسألت فجأة في غرفة الالعاب بعد ساعة: ‘يا جدي لماذا ذهب الملك ولم يترك سلاما؟’.’
    أُحرجت وأجبتها بسؤال كعادة كبار السن الذين يتهربون من قول الحقيقة: ‘هل تحلمين احيانا ايضا بملك يأتي بالسلام؟’. فأدارت رأسها جانبا وقالت في شيء من الحياء، ‘أنا أحلم بملائكة لكن لا بالسلام. ما هو السلام يا جدي؟’.’
    قلت لها: ‘لا تخجلي فأنا ايضا لم أعد أحلم بالسلام ولم نعد جميعا نحلم بالسلام ولا نكاد نعلم ما هو السلام’.’
    في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كانت عند الاسرائيليين أحلام سلام فلم تعد موجودة في الالفية الثالثة، فقد اختفى حلم السلام تماما من الخطاب والثقافة والاعلام والوعي العام، واختفى ‘السلام’ على مذهب اليسار و’السلام’ على مذهب اليمين. هل تتذكرون ملصقة السيارات ‘جيل كامل يطلب السلام’؟ لقد أصبحت شيئا يعرض في المتاحف. إن جيلا كاملا اليوم يطلب السكن أو الجبن الرخيص، أو الجائزة الاولى في مسابقة غناء، أو سيارة باستيراد شخصي أو عدالة اجتماعية.’
    لم يحدث التخلي عن حلم السلام لسوء الوضع الاقتصادي، فقد كان شعب اسرائيل يحلم بالسلام حينما كان وضعه الاقتصادي اسوأ كثيرا من الوضع الحالي؛ فقد قامت ‘سلام الآن’ وقويت حينما كان الانتاج الوطني للفرد أقل من 10 آلاف دولار كل سنة لا 40 ألف دولار كما هو الآن. فشباب اليوم يُجلون الحياة المادية لأنهم يئسوا من معجزة السلام، أولست لا تكون شابا حينما لا ترفع علما وتتمسك بحلم. أثرت عوامل كثيرة في ابعاد السلام عن الاحلام والرؤى. يمكن أن نشير الى الانتفاضة الثانية باعتبارها نقطة الانكسار في حلم السلام. ويمكن أن نشير الى الهاوية العميقة الفاغرة برغم اتفاقات السلام الرسمية، بين الشارعين المصري والاردني والشارع الاسرائيلي. ويمكن أن نشير الى أنه في 15 سنة من الـ 17 سنة الاخيرة تولى رئاسة الوزراء في اسرائيل ساسة من الليكود أو من خريجي الليكود. ويمكن أن نعد مئات آلاف المستوطنين وراء الخط الاخضر وأن نستنتج من ذلك أن الامر قد حُسم وأن فكرة السلام حلت محلها فكرة كيان سياسي ذي شعبين.
    يمكن أن يكون اليأس من مسيرة السلام قد أصبح يأسا من حلم السلام. ويمكن أن تكون الاخفاقات الدامية للتحول الديمقراطي في العراق ومصر وليبيا وسوريا وفلسطين قد أقنعت بأن السلام مع محيطنا ليس هدفا مناسبا من المرغوب فيه الطموح اليه. فالسور الحصين أفضل. ويمكن أن نشير الى تأثير صاغة رأي عام واقعيين يدعون الى الكف عن مطاردة أوهام ‘السلام المسيحاني’ كتعريفهم، والى الاكتفاء بتسويات عدم قتال جزئية وأن نعيش الى جانب الفلسطينيين والعرب لكن لا في سلام معهم.’
    مهما تكن الاسباب فان حلم أبناء جيلي بالسلام قد زال وجُمد وخُزن في ثنايا اللاوعي. إن البنت الصغيرة في نشيد حتمان استيقظت خائبة الأمل من حلمها وهي تتجه الى الله قائلة في تحدٍ: أردت فقط أن تعلم يا الهي أنني بقيت بلا سلام لكنني ما زلت أحلم به. وليس ثم ما يدعونا الى مخاطبة الله بوقاحة فنحن لم تعد ملائكة السلام تزور أحلامنا منذ زمن.’
    أصبحت منذ كان حديثي مع حفيدتي أستمع الى انشودة عوزي حتمان مرة بعد اخرى مع دمعة في العين احيانا. وأفكر في نفسي قائلا إن شعبا حرا يستطيع أن يحيا حقبا بلا سلام. لكن شعبا حرا لا يستطيع أن يحيا حقبا دون أن يحلم بالسلام.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    سيناريوهات الملك

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    يُبين تمرين قصير كيف يتصل كل شيء بكل شيء وراء الستار في حينا. في يوم الخميس الأخير وكان الاقتراع على دستور مصر الجديد لم يتم بعد، استضاف الملك الاردني عبد الله عنده في عمان رئيس الوزراء نتنياهو. فقد دعاه عبد الله فحضر نتنياهو ولم يكن ذلك لقاءا سريا.
    نشر الداعي صورا واعلانا رسميا منظما ليؤكد أن قصر الملك يضغط من اجل حل يفضي الى دولة فلسطينية عاصمتها في شرق القدس. فقد حذر الملك كالعادة من أن الوقت ينفد. وتم التأكيد في الاعلان الذي نشره نتنياهو الحاجة الى تحسين العلاقات (هل بالاردن أم بالفلسطينيين؟) من اجل إنضاج المسيرة. وتوجد نقطة اخرى يجب الانتباه اليها، فقد أصروا في الاعلان من عمان على ذكر جهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي ملأ عندنا عناوين صحفية طولا وعرضا وعمقا.
    كان السلوك الى هنا منظما وهو يعبر عن الموقف الاردني ويعبر عن الموقف الاسرائيلي، لكن كيف يتصل كل ذلك بمصر ولماذا كان المُلح على الملك عبد الله أن يدعو نتنياهو إليه؟ إنه قبل كل شيء بسبب العلاقات الاستراتيجية بين عمان وتل ابيب التي هي أقوى وأعمق مما يبدو للناظر وتوجد هناك مصالح وتحذيرات وتحديثات جارية وتعمل الهواتف الحمراء. وكذلك حصلنا على اشارة خفية ثخينة في مقابلة الملك الصحفية مع مراسل الصحيفة الامريكية ‘أتلانتيك’. فبعد أن هاجم القادة العرب بلا حساب، ألقى ملاحظة مفاجئة فحواها ‘علاقاتي بنتنياهو تحسنت وهي قوية جدا’.
    ونتابع الى الأمام: إن الملك ونتنياهو يتفقان على رؤية سلوك الرجل الأقوى في مصر الفريق السيسي الذي يبدو أنه الرئيس القادم في حربه التي يشنها على الاخوان المسلمين في مصر وعلى حماس في غزة. فالذي لم يفعله سلفاه مبارك ومرسي يفعله السيسي بصورة كبيرة ومركزة على الهدف. والحقيقة أنه لا يحبنا وهو لا يحسب حسابا للاردن، ونجح في طريقه في مشاجرة قطر واردوغان في تركيا، وقد ضاقت تونس في نهاية الاسبوع ذرعا وهي التي عرضت فجأة على اسلاميي مصر لجوءاً.
    حذر الملك عبد الله ألا يقول كلمة واحدة في الحرب للاسلاميين الذين أُخرجوا خارج القانون في مصر وعُرفوا بأنهم منظمة ارهابية من جميع جوانبها. فمئات النشطاء معتقلون والاموال والممتلكات صودرت. وللملك ‘فرع′ نشيط فوار في الاردن، فهو لا يُبيح لنفسه أن يسحقهم. لكنه يعلم أنه اذا ضغطوا على القاعدة الأم للاخوان في مصر فان الشرار سيتطاير في جميع الاتجاهات حتى الى ميدانه.
    قبل سنة زار عبد الله البيت الابيض وضغط من اجل دولة فلسطينية بوساطة امريكية فاعلة لأنه لا يخطر بالبال أن يكون الاردن هو فلسطين. وهكذا ولدت خطة كيري، ويجب أن يواجه عبد الله الآن الحل الذي ينضج موجها عليه في غور الاردن. فهو لا يريد قوات أمن فلسطينية على طول الحدود. وهو يرى سيناريو ترفع فيه حماس رأسها في ضفتي الاردن. فكلما ضغط السيسي عليهم في مصر وغزة وجب عليه أن يستعد لجميع الاحتمالات. وحتى لو كان أبو مازن يُعامل عنده معاملة رائعة فانه يعتمد على نتنياهو كما يبدو أكثر.
    إن جملة واحدة في اعلان القصر بعد زيارة نتنياهو الخاطفة تلخص الامر كله وهي أنه في كل تسوية تُحرز، سيحرص الاردن قبل كل شيء على تحقيق مصالحه. أو بعبارة سهلة: يطلب الاردن الحفاظ على مكانته الخاصة في شرق القدس، وعلى اتفاقات الماء معنا، وألا يخطر ببال أحد أن يُسلم الحدود الاردنية الى أيدٍ فلسطينية. ولن يضر من وجهة نظر عبد الله إسباغ إطراءات على كيري بعد الذي تلقاه عندنا من الضرب، لكن المفاتيح عند نتنياهو.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    حذار من لغم الدولة الفلسطينية!

    بقلم:يورام ايتنغر،عن اسرائيل اليوم

    من المهم لأنصار وزير الخارجية جون كيري أن يؤكدوا أن دعم الولايات المتحدة لانشاء دولة فلسطينية هو حلقة في سلسلة اخفاقات سياسة الامريكيين في الماضي في الشرق الاوسط. يمكن أن نجد مثالا على ذلك في 1948 حينما عارضت وزارة الخارجية الامريكية ووزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية انشاء دولة يهودية، وزعموا أنها ستكون موالية للسوفييت وستمحوها الجيوش العربية وفرضوا حظر تجارة اسلحة على المنطقة في وقت كانت تسلح فيه بريطانيا العرب.
    في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي الى يوم غزو العراق للكويت في آب 1990 كانت الولايات المتحدة تؤيد صدام حسين بتعاون استخباري وبتزويده بنظم عسكرية محكمة وبمنحه ضمانات للقروض. ولا تعوزنا امثلة ايضا من ايام اوسلو. فمن 1993 الى سنة 2000 احتضن الرئيس كلينتون عرفات باعتباره مبشرا بالسلام وجعله الزائر الاجنبي الاكثر ترددا على البيت الابيض. وفي الساحة السورية استقبل كيري في 2000 تولي بشار الاسد للحكم بأنه زعيم ايجابي طامح الى السلام وعمل على انسحاب اسرائيل من هضبة الجولان. وفي 2005 و2006 أيد الرئيس بوش اقتلاع مستوطنات يهودية من غزة ومشاركة حماس في انتخابات السلطة الفلسطينية باعتبار ذلك خطوات تحث على الاعتدال والامن والاستقرار والسلام.
    في 2009 أدار الرئيس اوباما بدعم من كيري ظهره لمبارك الموالي لامريكا ومنح الاخوان المسلمين تأييدا صارخا وهم منظمة ارهابية معادية لامريكا تهدد كل نظام حكم عربي موال لامريكا. ورأى اوباما وكيري أن ‘التسونامي العربي’ هو ربيع شعوب كما كان عند مارتن لوثر كينغ والمهاتما غاندي. وفي 2011 عمل اوباما وكيري على اسقاط نظام حكم القذافي وجعلا ليبيا مركز زعزعات وتصدير صواريخ الى منظمات ارهاب. وقد منحا روسيا في العام الماضي تفضلا مفاجئا في تركيا، وفي 2014 أصبحا يغرسان الرعب في السعودية خشية أن تتحول ايران من تهديد تكتيكي متحكم به الى تهديد استراتيجي غير متحكم به.
    إن تأييد انشاء دولة فلسطينية يعبر عن اخفاق آخر يتجسد في تجاهل خلفية محمود عباس المعتدل اذا ما قيس بحماس الذي يلقي الضوء على سلوك الدولة المخطط لها. حصل عباس على شهادة الدكتوراة (في انكار المحرقة) من جامعة موسكو، وقضى فترة استكمال في الـ كي.جي.بي، وكان مسؤولا عن علاقات م.ت.ف بنظم الحكم الشيوعية وبلوجستكا ‘مذبحة ميونيخ). وفي خمسينيات القرن الماضي، وفي 1966 وفي 1970 فر من مصر وسوريا والاردن على إثر مشاركته في الارهاب، وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ساعد عرفات على محاولات السيطرة على لبنان. وفي 1990 ساعد على غزو العراق للكويت برغم أنها منحته اللجوء هو والمقربين منه، وفي 1993 انشأ البنية التحتية التربوية للكراهية في السلطة الفلسطينية.
    في 1994 في وقت التوقيع على اتفاق السلام بين اسرائيل والاردن، ألح قادة الجيش الاردني على اصدقائهم الاسرائيليين أن يمنعوا انشاء دولة فلسطينية تحكم على النظام الهاشمي بالفناء وتسهم في عدم استقرار البلدان المنتجة للنفط في الخليج الفارسي. إن منظمة التحرير الفلسطينية وهي النموذج الاعلى الذي يحتذي به الارهاب الدولي هي مصدر السلطة القانونية والتنفيذية للسلطة الفلسطينية التي تصدر ارهابيين الى العراق وافغانستان وهي مقربة من فنزويلا وكوبا المعاديتين لامريكا. إن الدولة الفلسطينية ستحسن تغلغل روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران الى الحوض الشرقي من البحر المتوسط. وإن تأييد انشاء دولة فلسطينية تواصل نهج زعماء فلسطينيين عاونوا المانيا النازية والكتلة الشيوعية وصدام حسين والخميني وابن لادن يعبر عن تصميم لا على ازالة الالغام بل على وطئها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    سياسة أوباما الايرانية!

    بقلم:زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم

    لم يعد سرا أن واشنطن رعت قناة تحادث مع طهران في شؤون سياسية واستراتيجية قد تؤثر نتائجها في الوضع الجغرافي السياسي في الشرق الاوسط كله، هذا الى نشاطها في الشأن الذري الايراني. كتبت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ التي تعبر في احيان كثيرة عن المزاج العام في الادارة الامريكية أن ‘الولايات المتحدة وايران تجدان انفسهما في الجانب نفسه فيما يتعلق بسلسلة مشكلات اقليمية، ولا سيما ما يتعلق بمقاومتهما المشتركة للقاعدة’.
    إن الزعيم الاعلى خامنئي لا يُجنب الامريكيين في الحقيقة سوط خطابته، لكن الكلمات في جهة والمصالح في جهة اخرى، وهو يقدر أنه نشأت في بلاده فرصة ذهبية تخدم رغباتها الايديولوجية ومصالحها في الهيمنة، ومصالحها الاستراتيجية.
    يعرف متخذو القرارات في طهران احجام واشنطن ولا سيما الرئيس اوباما نفسه، عن مشاركة فاعلة جدا ولا سيما عسكرية في فوضى الشرق الاوسط، وهم يفرضون مثلا أن مبادرتهم الى تقديم مساعدة عسكرية الى حكومة العراق الشيعية في كفاحها للمتمردين السنيين لن تلاقي معارضة امريكية. ويبدو أن حقيقة أن العراق أخذ يتحول سريعا الى تابع سياسي لنظام آيات الله لا تقلق الآن واشنطن بصورة خاصة، كما يزعم اشخاص أن اسرائيل لم تعد تتعرض لخطر من الجبهة الشرقية، ولا يقلقهم واقع أن بغداد أخذت تُجذب أكثر فأكثر الى القبضة الايرانية (وهكذا تُقرب هذه الجبهة من دولة اسرائيل والاردن).
    من المبالغ فيه أن نتحدث عن حلف بين الولايات المتحدة وايران، لكن حقيقة أن النظام في طهران يمثل مزجا بين الايديولوجية والبرغماتية ربما لم يوجد له مثيل منذ ايام الاتحاد السوفييتي، وهي تستعمل مع سعيها الى السلاح الذري والى استمرار الاضطهاد الداخلي ومشاركتها الفاعلة في الارهاب الدولي، تستعمل طرق دعاية وطرقا نفسية ناجعة ترمي الى اقناع جهات في الغرب بعامة وفي الادارة الامريكية بخاصة بأنه قد طرأ في الحقيقة تحول معتدل على سياسته وأنه ينشيء وضعا جديدا بيقين.
    ونقول بالمناسبة إن العلاقة الغرامية الامريكية التي أخذت تنشأ لا تمنع طهران من تقوية علاقاتها بروسيا ويشمل ذلك الشؤون الذرية (‘لحاجات سلمية’). وتضبط واشنطن نفسها برغم امتعاضها. إن السرعة التي أعلنت بها الادارة الامريكية الغاء بعض العقوبات على طهران قبل أن يجف حبر اتفاق جنيف الاشكالي تشهد هي ايضا على تصميمها على عدم المس بالمصالحة التي أخذت تُصاغ مع طهران.
    اذا كان النقد العام والاعلامي في امريكا لادارة اوباما قد انحصر الى الفترة الاخيرة في الشؤون الداخلية كخطة الصحة غير ذات الشعبية ومشكلات البطالة، فقد بدأت أسهم النقد توجه الآن الى السؤون الخارجية والامنية. ولا يشهد على ذلك فقط مبادرة الحزبين في مجلس الشيوخ برغم أنف الادارة، الى تشديد العقوبات على ايران، بل تشهد على ذلك ايضا تصريحات انتقادية من جهات اخرى. فعلى سبيل المثال كتب خبير الجغرافيا السياسية ذو المكانة الجليلة روبرت كابلان في مدونة له يقول: ‘في اللحظة التي يجلى فيها عشرات آلاف الجنود الامريكيين الباقين عن افغانستان في 2014 ستقوي ايران مكانتها في غرب افغانستان ومركزها’. ويتابعه في ذلك المراسل الدبلوماسي الاكبر في صحيفة ‘واشنطن بوست’ ديفيد اغينشيوس فيعرف سياسة الادارة الخارجية بأنها ‘مكسورة’ وليس فيها تقدير استراتيجي وبأنها ‘سياسية بصورة تزيد على المطلوب’.
    وهكذا يتهم بزيادة قوة القاعدة في العراق وبجعل هذه تابعة ايرانية عجلة استقرار رأي اوباما على اخراج الجيش الامريكي منه. لكن لا يوجد أي انتقاد خارجي يكون قاتلا مثل الانتقاد الذي يسمع من الداخل وقد قام بهذا العمل روبرت غيتس الذي كان الى وقت قريب وزير الدفاع في ادارة اوباما. فقد زعم أن ‘فريق البيت الابيض ومجلس الامن القومي مشحونين بتعيينات سياسية واكاديمية تتدخل في القرارات التنفيذية من غير أن تكون لهم الخلفية والخبرة المطلوبتان’. وهذا فقط جزء من الملاحظات الأكثر تلطفا في كتابه، لكن السؤال الأهم من وجهة نظرنا هو بأي قدر يعبر الوضع المذكور ايضا عن علاج الادارة الامريكية للشؤون الساخنة الاخرى ومنها موضوع السلام الاسرائيلي الفلسطيني، والعلاقات بايران بالطبع.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    منشأة حولوت: بين اليأس واليأس

    بقلم:يوفال غورن،عن معاريف

    تتساعة اليقظة في حولوت هي السادسة صباحا، حين يكون الاثيوبيين والسودانيين مطالبين بالامتثال للعد الصباحي في ختام ليلة صحراوية قارصة في غرف آنية عديمة التدفئة. هكذا يبدأ يومهم في منشأة المكوث المفتوحة. مرتان أخريان في اثناء النهار يمتثلون في واحد من مكاتب مصلحة السجون في النطاق في الواحدة ظهرا وفي العاشرة ليلا. وفي نهاية اليوم يتبين رجال مصلحة السجون من مِن بين طالبي اللجوء قرر الخروج من المنشآة المفتوحة كان يسمح له القانون، ولكن خلافا للتعليمات لم يعد اليها في اوقات العد.
    الماكثون من افريقيا نقلوا قبل شهرين الى منشأة في حولوت في جنوب البلاد من سجن سهرونيم مسافة خمس دقائق سفر. ‘من لا يأتي للعد يعود لشهر الى سهرونيم. هذا حصل للكثيرين هنا’، يروي عمانويل، طالب لجوء من ارتيريا، يمكث في حولوت منذ فتح لاستخدام سلطة الهجرة ومصلحة السجون.
    ‘في المحادثات التي اجريناها أول امس مع طالبي لجوء في حولوت، رووا عن حياتهم اليومية. وصور التقطت من داخل المنشأة وتنش هنا لاول مرة تبين بعضا مما يمرون به. في نية الحكومة وسلطة الهجرة ان تنزل في المكان ربما هذا الاسبوع الاف الافارقة الاخرين.

    160 شيكل مصروف جيب

    ‘في كل غرفة توجد خمسة أسرة ذات طابقين، وحمام واحد لعشرة اشخاص. هذا الاسبوع كانت لنا ماء ساخنة، اما في الاسبوع الماضي فلم تكن’، يروي يوسف، طالب لجوء من السودان. عائلته فرت من القرية التي ولد وترعرع فيها. وهم الان في مخيم لاجئين في السودان، أما هو ففر الى اسرائيل. وقد قضى نحو سنتين في سجن سهرونيم. وهو يحتذي صندلا تلقاه لدى وصوله الى اسرائيل. ‘ليس عندي شيء آخر’، يشرح. ‘طلبت حذاء لانه برد، ولكنهم قالوا انه لا يوجد’. ومن شهادات الماكثين في المنشأة تتبين ان الظروف التي يعيشونها بانها اساسية. اساسية جدا. ‘في الغرف لا توجد تدفئة وبرد شديد في الليل. التدفئة فقط في غرفة الطعام. وفي الغالب يقدمون هناك الارز فقط’، يروي يوسف.
    يوجد الافارق في حولوت لفترة غير واضحة. لا لهم ولا للسلطات. ‘لن أعود الى السودان ابدا، هذه دولة خطيرة بالنسبة لي. إذا لم يحرروني من هنا، فليبعثوا بي الى دولة اخرى. لماذا ينبغي لي أن أكون في هذه المنشأة؟ فهذه كالسجن’، يقول يوسف ما يشعر به كل الماكثين في حولوت.
    إن مطلب نقلهم الى دولة اخرى، اذا كانت اسرائيل لا ترغب في أن تعترف بهم كمستحقين للجوء، تكرر المرة تلو الاخرى في اثناء ساعات لقائنا مع طالبي اللجوء. وقد خرجوا من المنشأة وطلبوا اشراك الجمهور في اسرائيل في وضعهم.
    من ليس راضيا عن الارز يمكنه أن يحاول استخدام 160 شيكل يعطونها له في كل عشرة ايام. فما الذي يمكن عمله بها؟ هذه قصة اخرى.
    ‘ما هي المنشأة المفتوحة؟ نحن ننهض في السادسة للتسجيل، نبدأ بالتجول في حولوت، او نخرج.
    نجلس في محطات الباصات او ندور عبثا في الطرقات. لا يوجد هنا ما يمكن عمله’، يقول عمانويل (34 سنة) طالب لجوء من ارتيريا.
    ارسل عمانويل الى سجن سهرونيم بموجب مادة في قانون منع التسلل تسمح بارسال متسلل مشبوه باعمال جنائية الى السجن. وقد اعتقل للاشتباه بضربه زوجته. ولم يطلب سراحه بعد ثمانية اشهر فرضت عليه، وواصل مباشرة الى حولوت. ‘آسف على ما فعلت. ولكن من يرتكب جناية يرسل الى السجن لشهر، شهرين، سنة، بقدر ما تقره المحكمة. اما هنا فمؤبد. لكل الحياة. فهل قتلتُ أحدا ما؟ جئت لاسرائيل بحثا عن ملجأ ولم آتي الى السجن’.
    مع أن سلطة الهجرة بدأت مؤخرا تفحص طلبات لجوء ارتيريين وسودانيين، ولا سيما ممن يتواجدون في السجن. أما الواقع وربما عن قصد فانها تضغط عليهم للتنازل ومغادرة اسرائيل. ‘قد تكون هذه هي الخطة، ولكنها ليست خطتنا’، يقول تمساغا، طالب لجوء ارتيري، ‘لن نعود الى دولتنا طالما وجد هناك نظام كالذي يوجد اليوم’. ويحاول النشطاء الاجتماعيون الذين يزورون طالبي اللجوء، ولا سيما في السبوت، تشجيعهم، يروون لهم عن موجة الاحتجاج التي اندلعت في تل ابيب في الاسابيع الاخيرة. ولكن بعد نحو شهرين في المنشأة الصحراوية، من الصعب مكافحة اليأس.
    ‘المسافة بين تل ابيب وحولوت كبيرة جدا’، يقول تمساغا.
    ‘كان هناك أناس انطلقوا الى مسيرة نحو القدس. عندما عادوا، اعتقلوهم واخذوا منهم المال، مخصص الـ 160 شيكل. ولكننا سنواصل الاحتجاج، سنواصل التظاهر، لا يوجد لنا بديل’.
    ‘تخوف من انفجار
    ‘بهذه الكلمات، يحتمل، أن يكون تخوف الكثيرين في الشرطة وفي سلطة الهجرة. يقدرون هناك بان الاحتجاج قد ينتقل الى مستويات عنيفة. وفي محادثات مغلقة، يعربون في الشرطة عن تخوف شديد من امكانية استئناف طالبي اللجوء الاحتجاج هذا الاسبوع، في اليوم الذي يطلب فيه من الكثيرين منهم الامتثال في منشأة حولوت. وخلافا لتصريحات’ سلطة الهجرة في أنه في هذه المرحلة لا يرسل الى حولوت رجال ذوو عائلات، ففي زيارة اول امس الى المنشأة تحدثنا مع رجلين هما ربا اسرتين. وبزعمهما فانهما ليسا الوحيدين هنا.
    ‘أنا اب لطفلة ابنة 4 سنوات. قلت لهم، ولكنهم لا يوافقون على تحريري’، يروي عمانويل. ‘في الاسبوع الماضي كانت لابنتي مشكلة، وكان ينبغي اخذها الى الطبيب. زوجتي لا يمكنها وحدها. اعطوني 24 ساعة اجازة، ولكن الى أن خرجت من هنا ووصلت اليها كان الوقت قد فات، ولم يكن لدينا الوقت لان نأخذ الطفلة الى الطبيب. كيف يمكن العيش هكذا؟ أنا، هنا، في الصحراء، وزوجتي والطفلة في تل أبيب؟’.
    وعند الساعة الواحدة ظهرا يبدأ طالبو اللجوء من خارج المنشأة للتحدث فيما بينهم. وهم ينظرون من موقف السيارات باتجاه بوابات الدخول بقلق. ‘يجب العودة للتسجيل والا فسيأخذوننا مرة اخرى الى سهرونيم’، يقول احدهم. ‘الحقيقة، هذا لم يعد يغير في الامر من شيء. هذا سجن وهذه منشأة مفتوحة، ولكن في المكانين لا توجد لنا الحرية التي من أجلها هربنا من دولنا’.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 427
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:26 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 426
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:25 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 425
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:24 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 412
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:11 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 351
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •