اقلام اسرائيلي 534
21/1/2014
في هــــــذا الملف
مصاعب اردنية: اللاجئون السوريون وتهريب السلاح و’القاعدة’ من الشمال
بقلم: أسف جبور،عن معاريف
تصور أمني جديد لاسرائيل!
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
‘لا’ لتغيير الخط الاخضر
بقلم: اليشع افرات بروفيسور في الجغرافيا في جامعة تل أبيب ،عن هآرتس
الرقص على نغمة الناي الاوروبي
بقلم: حاييم شاين ،عن اسرائيل اليوم
تراث شارون كما نقلته الى ولدي
بقلم: موران شرير،عن هآرتس
هجوم اسرائيلي ‘معلق’ على ايران
بقلم: عمير ربابورت،عن معاريف
الاستقرار أهم من الديمقراطية
بقلم: تسفي برئيل،عن هارتس
مصاعب اردنية: اللاجئون السوريون وتهريب السلاح و’القاعدة’ من الشمال
بقلم: أسف جبور،عن معاريف
تشكل الحرب في سوريا خطرا على كل الشرق الاوسط ولكن توجد دول غير سوريا نفسها، تعاني على نحو خاص من المأساة الجارية في بلاد الاسد. الى الاردن، الذي يقع على مسافة كيلومترات قليلة عن مدينة درعا في سوريا، حيث بدأت الثورة ضد نظام الاسد، تتدفق جموع الجماهير الذين فروا من رعب الجيش السوري، الذي ذبحهم دون رحمة.
حسب معطيات رسمية، فان 1.2 مليون لاجيء سوري يعيشون اليوم في الاردن. الارقام غير الرسمية اكبر بكثير. فاللاجئون الذين تجمعوا في بداية القتال في مخيمات في شمالي الدولة، نزلوا رويدا رويدا الى الجنوب ووصلوا الى عمان العاصمة، بل والى مدينة العقبة الجنوبية.
فالنقص في الغذاء، في العمل وفي السيولة النقدية ادى ايضا الى عنف واعمال سلب ونهب. وتهدد هذه الاحداث الان حكم الملك عبدالله، الذي اضطر قبل ذلك الى مواجهة واقع عسير وشق طريق حكمه في مملكة سكانها متعددي التركيبة وكثيري المصالح. واذا لم يكن هذا بكافٍ فانه تقلقه تسوية محتملة بين اسرائيل والفلسطينيين، كفيلة بان تضع دولة فلسطينية على حدوده الغربية، بدلا من اسرائيل.
سكان الاردن، الذين يرون الحرب السورية تتسلل الى لبنان والى العراق، يخشون من أن تصل هذه المشكلة اليهم ايضا. فالتدهور في الامن الشخصي بسبب اللاجئين السوريين، والخوف من العنف ادى الى نشوء طلب مكثف على وسائل القتال. وحسب معطيات وزارة الداخلية الاردنية ففي السنة الاخيرة تم شراء 120 الف قطعة سلاح من خلال 95 محلا ومؤسسة مرخصة. وحسب معطيات اخرى، ففي المملكة الهاشمية يوجد نحو مليون قطعة سلاح غير قانونية، والطلب عال جدا والاسعار ترتفع بما يتناسب مع ذلك.
‘
شراء الاسلحة عبر الفيسبوك
‘
في الاردن يخشون من أن يكون الاف المقاتلين، الذين يشاركون في الحرب في سوريا قد انضموا منذ الان الى منظمات متطرفة تتماثل مع القاعدة وفي نيتهم الاعلان عن الاردن كإمارة اسلامية بعد ان يعودوا اليه.
السلاح المعروض للبيع يمكن ايجاده في الشبكات ايضا. فعلى صفحة الفيسبوك ‘سلاح الى الاردن’ تظهر صور عديدة لاسلحة مختلفة، بعضها يباع الى المتصفحين بطريقة المزاد العلني لقطع السلاح: بنادق ام 16، رشاشات كلاشينكوف، بنادق كلاشينكوف، بنادق صيد، بنادق قنص وكذا سلاح اسرائيلي مثل عوزي ومسدس من نوع ‘نسر الصحراء’ المذهب مع ختم الصناعة العسكرية.
والناشرون هم تجار مرخصون، اناس خاصون وقبائل بدويلة اسماؤهم تظهر الى جانب الاسلحة. رصاص البنادق مثلا من انتاج قبيلة بني حسن الذين صادرت المملكة اراضيهم ويعتبرون احدى القبائل الكفاحية المعارضة للملك.
في الاردن يحاولون مكافحة الظاهرة وقد قررت الحكومة حصر اصدار رخص حيازة السلاح وأمرت بالشروع في حملة انفاذ كبرى لجمع الاسلحة غير القانونية. واشار وزير الاتصالات الاردني محمد المومني الى أن محافل الامن في الدولة تلقت الامر بوقف كل محاولة تهريب للسلاح.
وحيال التهديدات الجديدة، الخارجية والداخلية، التي تقف امامها المملكة الهاشمية قرر الملك توثيق علاقاته مع الولايات المتحدة.
وقد وضع الاردن نفسه عمليا كقاعدة متقدمة امريكية تسمح لواشنطن بمحاولة التأثير على الحرب في سوريا والمساعدة في صراع الحكم العراقي ضد خلايا القاعدة. وافاد شهود عيان في الاردن في حزيران الماضي بان قافلة من جنود المارينز تشق طريقها من العقبة الى عمان ومن هناك الى الحدود الاردنية السورية.
واقيمت في شمالي الاردن معسكرات تدريب تدرب فيها قوات المارينز مقاتلين سوريين سيساعدون حسب التقارير الثوار ضد الاسد.
وتسعى الولايات المتحدة الان الى تدريب قوات عراقية تقاتل ضد القاعدة. وكشف مصدر اردني رسمي رفيع المستوى النقاب عن ان عمان قررت الاستجابة لطلب استخدام منشآت التدريب الاردنية. وتدرب في الاردن حتى الان اكثر من 30 الف جندي. ونقلت الولايات المتحدة الى الاردن ميزانيات لتعزيز ‘مركز عبدالله الثاني’ الذي يعتبر واحدا من اكبر المراكز لتأهيل القوات الخاصة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تصور أمني جديد لاسرائيل!
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
يصوغ معهد البحث الاستراتيجي ‘ريئوت’ مبادرة لعرض تصور أمن قومي بديل لاسرائيل. إن العاملين في المعهد يزعمون أن التصور الامني الحالي الذي صاغ أسسه رئيس الوزراء الاول دافيد بن غوريون في خمسينيات القرن الماضي، لم يعد يلائم الظروف الاقليمية التي تعمل اسرائيل فيها اليوم وأنه يجب ملاءمات مهمة للعصر الحالي. ويقولون إنه لما كان المستوى السياسي والعسكري لا يبادران الى ذلك فقد نشأت حاجة الى حفز جدل عام في هذه المسألة بواسطة مبادرة مستقلة.
في 2006 قدم فريق برئاسة دان مريدور (الذي لم يكن في ذلك الوقت نشيطا في الحياة السياسية) توصيات لصوغ تصور امني جديد الى وزير الدفاع آنذاك شاؤول موفاز. ولم تحصل التوصيات على نفاذ رسمي ولم يجر منذ كانت حرب لبنان الثانية التي نشبت في صيف تلك السنة اجراء حكومي منظم لتحديث التصور أو لتنفيذ تقرير مريدور بالفعل. وافتتح المعهد في بدء كانون الثاني سلسلة لقاءات هدفها اجراء حوار وأن تصاغ في نهايته وثيقة جديدة فيها اقتراح لتحديث التصور الامني قُبيل خريف 2014.
يشارك في اللقاءات مع خبراء من الاكاديميا، ضباط متقاعدون ونشطاء اجتماعيون وموظفون في مناصب رفيعة في الوزارات مثل وزارة الخارجية والمالية وضباط في الجيش الاسرائيلي ايضا.
قال غيدي غرينشتاين، رئيس معهد ‘ريئوت’ لصحيفة ‘هآرتس′ إن المباديء التي صاغها بن غوريون ومنها ضرورة نقل الحرب في أسرع وقت ممكن الى ارض العدو توجب أن تُحدث لتلائم العصر الحالي وثمة حاجة في الأساس الى اضافة جوانب اخرى اليها. ويجب على اسرائيل في الواقع الاقليمي الذي نشأ عقب الزعزعة في العالم العربي في السنوات الثلاث الاخيرة، أن تواجه وضع عدم وجود عنوان محدد تضربه اذا ما حدثت هجمات تبادر اليها منظمات تنشط على الحدود مع الدول المجاورة.
ويقتضي تهديد القذائف الصاروخية والصواريخ الذي تطور جدا في العقد الاخير أجوبة جديدة من اسرائيل. وفي الوقت نفسه لم تعد اسرائيل تواجه زعماء فقط في الدول المجاورة بل يجب أن تأخذ في الحساب جمهورا أعرض يؤثر في اتخاذ القرارات فيها.
وعد غرينشتاين تغييرات اخرى في الواقع الاستراتيجي منها: الغاء الفصل بين الجبهة الامامية والجبهة الخلفية وقت القتال، بسبب تهديد الصواريخ للسكان المدنيين في اسرائيل؛ وضعف مكانة الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى الوحيدة، بعد عقدين تمتع فيهما الامريكيون بتلك الهيمنة، وتضعضع فرض التأييد غير المتحفظ من يهود العالم لكل خطوة اسرائيلية.
وقال إنه ‘نشأت نافذة فرص تاريخية تُمكن من النظر من جديد في تحديات الامن القومي’، بسبب اجراءات كزوال التهديد العسكري التقليدي لاسرائيل من قبل دول عربية ودخول قوى عظمى جديدة كالصين والهند الى نشاط اقتصادي وسياسي في المنطقة.
وقال غرينشتاين ايضا إن صياغة التصور الامني لا يجب أن تكون شأن مجموعة ضيقة من القيادتين الامنية والسياسية العليا فقط وإن جزءا كبيرا منه لم يعد أمرا سريا.
‘كان يُتفق في الماضي على الامور في المطبخ الصغير وفي وثائق سرية جدا. ويجب اليوم أن يُفتح الملعب لقوى غير حكومية ايضا، فقد أصبح الامن القومي قضية تشغل المجتمع المدني وعنده ما يقول في هذا الشأن’، أضاف. وزعم أنه حان الوقت للفحص من جديد عن تصور استعمال القوة الاسرائيلية بازاء الواقع الاقليمي الذي أخذ يتشكل، وأن يعاود تعريف العلاقات بين الجيش الاسرائيلي والمجتمع الاسرائيلي وأن يصاغ تغيير في علاقات اسرائيل بالمجتمع الدولي بحيث يمكن إدماج عدد أكبر من جهات غير حكومية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘لا’ لتغيير الخط الاخضر
بقلم: اليشع افرات بروفيسور في الجغرافيا في جامعة تل أبيب ،عن هآرتس
الشروط التي عرضها وزير الخارجية افيغدور ليبرمان لتأييد حزبه اسرائيل بيتنا، وبموجبها في كل تسوية دائمة يكون تبادل للاراضي والسكان في ‘المثلث الصغير’ شرقي الشارون وجدول عيرون (وادي عارة) وازاحة الحدود الى منطقة طريق رقم 6 وكأنه تزاح الحدود فقط وليس السكان، مثابة ‘ترانسفير سهل’ ليس مفاجئة، ولكنها ليست منطقية من ناحية جغرافية وديمغرافية.
‘الخط الاخضر، الذي يحد بين هذه المناطق وبين مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) تقرر بعد حرب الاستقلال، في اتفاق الهدنة الذي وقعته اسرائيل مع الدول العربية في العام 1949. وكان هذا الخط هو الذي قرر الواقع الذي رأته اسرائيل في حينه كحيوي لوجودها وادائها.
في تحديد الخط الاخضر شرقي الشارون تطلعت اسرائيل الى أن يكون كل السهل الساحلي في نطاقها وشرايين المواصلات الرئيسة لها، طرق وسكة الحديد الشرقية، تكون تحت حكمها من أجل الابقاء على اتصال منتظم بين مركز البلاد ومناطقها الشمالية. ولتحقيق هذا الهدف نجحت اسرائيل في اثناء المفاوضات على حدودها في أن تحمل الاردنيين على ان ينسحبوا من قاطع ضيق من عدة كيلومترات، كانت توجد فيه قرى عربية بعد أن انسحب الجيش العراقي منها وسلمها للاردنيين. وفي سهل عيرون كانت عملية مشابهة. فقد كانت اسرائيل معنية في أن تتسلم سهل عيرون كله بسبب الممر التاريخي في بلاد اسرائيل الذي يمر عبرها الى الشمال ونجحت في ان تدفع الاردنيين من الانسحاب من هناك من قطاع ضيق من عدة كيلومترات، بما في ذلك القرى العربية التي على جانبه وبلدة ام الفحم. وهكذا حصلت اسرائيل على السيطرة الكاملة على حلقة العبور الهامة هذه التي بين السهل الساحلي الجنوبي ومرج يزراعيل (مرج بني عامل) والجليل في الشمال.
ومع السنين طرأ تطور سكاني واقتصادي في هذين القطاعين، سواء في مثلث البلدات الطيرة، الطيبة وقلنسوة في شرقي الشارون أم على جانبي طريق وادي عارة. وصارت بلداتهما جزء لا يتجزأ من الاراضي السيادية لدولة اسرائيل، وسكانهما صاروا مواطنين شرعيين في الدولة. ومع أن الانتشار الاقليمي للقطاعين يبدو مثابة هوامش غربية لمنطقة السامرة (سكانهما طوروا علاقات اقتصادية، اجتماعية وسياسية مع دولة اسرائيل) لا تبدو اي حاجة ملموسة لتغيير مكانهما في سياق المفاوضات الجارية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وكل هذا لسببين اساسين: حجمهما ومساحة اراضيهما.
السكان العرب الذين بين كفر برا في جنوب ‘المثلث الصغير’ وحتى قرية ميسر في الشمال، شرقي طريق رقم 6 يبلغ عددهم نحو 123 الف نسمة فقط. واولئك الذين يعيشون على جانبي جدول عيرون، بما في ذلك المدينة الكبيرة نسبيا أم الفحم، فيبلغ عددهم نحو 120 ألف نسمة. العدد الاجمالي لسكانهما هو فقط نحو 15 في المئة من عموم السكان العرب في اسرائيل، ونحو 70 في المئة من عموم 350 الف مستوطنة في يهودا والسامرة. فهل معدل السكان هؤلاء، الذي سيقتطع زعما من نطاق دولة اسرائيل كفيل بان يحل مشكلة الاقلية العربية التي تخشى حجمها جدا محافل في اليمين؟ ‘هل مساحة هذين القطاعين، نحو 74 كيلومتر مربع شرقي طريق رقم 6 ونحو 80 كيلو متر مربع على طول طريق جدول عيرون، واللذين سيربطان زعما بالسلطة الفلسطينية مع ازاحة الحدود، مساويان في القيمة مع مساحة نحو 526كيلو متر مربع من اراضي الحكم البلدي التي في ايدي المستوطنين في المناطق؟
وهل ستوافق السلطة الفلسطينية على الاطلاق في اطار المفاوضات على التسوية الدائمة أن تستوعب فيها عددا آخر من السكان يضافون الى اولئك الذين يتواجدون منذ الان في نطاقها، على أرض قليلة نسبيا، بعد ان اقتطعت اسرائيل منها اراض دون اي توازن بالنسبة لعدد مستوطنيها؟
‘كل تغيير في حدود الخط الاخضر هو اشكالي رغم أنه بشكل نظري يمكن ان يبدو الامر مبررا. فمن جهة السكان العرب في هذين القطاعين يبدون باستمرار وبتفانٍ انتماءهم الى الشعب الفلسطيني وتأييدهم الحماسي لاقامة دولة فلسطينية والرغبة في صالحها. وبالتالي، فان نقل هذين القطاعين الى نطاق الدولة الفلسطينية يبدو طبيعيا جدا، بل وكفيل بان يقدم مساهمة هامة لتطورها وتقدمها الديمقراطي. ولكن من جهة اخرى، توجد معارضة شديدة في اوساط قرى ‘المثلث’ وسهل جدول عيرون لنقلهم الى نطاق السلطة الفلسطينية، لانهم يرون أنفسهم كمواطنين شرعيين في دولة اسرائيل ويتمتعون بهذه المكانة. من هنا فان ثمة احتمال صغير جدا في أن تكون هذه الخطوة قابلة للتطبيق.
وينبغي أن يضاف الى كل هذا ان الشروط التي قررها وزير الخارجية ليبرمان تتعارض وميثاق جنيف الرابع من العام 1949، والذي وقعت عليه اسرائيل ايضا، الميثاق الذي يبحث في حماية المدنيين في اثناء الحرب بين الدول او بين الدول التي توجد في حالة حرب. في المادة 49 من الميثاق تنص على أن الترحيل الجماعي بالقوة وكذا نقل السكان المحميين من منطقة محتلة الى الاراضي الاقليمية لقوة الاحتلال او لكل دولة اخرى، محتلة كانت أم لا، ممنوع، وان قوة الاحتلال لا يجب ان تجري ترحيلا لسكانها هي الى الارض المحتلة.
وعليه، فان الشرط الذي طرحه وزير الخارجية ليبرمان ويقضي باجراء ترحيل لمواطنين شرعيين في دولة اسرائيل الى الدولة الفلسطينية، هو شرط غير اخلاقي. ومثلما قال الشاعر الايرلندي اوسكر وولد: ‘الاخلاق هي ببساطة معاملتها للناس الذين لا نحبهم’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الرقص على نغمة الناي الاوروبي
بقلم: حاييم شاين ،عن اسرائيل اليوم
في كانون الثاني 1904 قبل موت بنيامين زئيف هرتسل ببضعة اشهر، وكان قد أصبح واهنا مريضا، سافر الى ايطاليا لاقناع الملك الايطالي والبابا باظهار الارادة الخيرة نحو الفكرة الصهيونية وللتعبير عن موقف يرفض معاداة السامية التي أخذت تقوى في اوروبا. وتوقع البابا أن يركع هرتسل ويقبل يده الممدودة، لكن هرتسل باعتباره يهوديا فخورا رفض ذلك.
بيّن البابا أن الكنيسة المسيحية لن توافق أبدا على أن يكون اليهود أسياد الارض المقدسة وأن القدس لن تعود الى شعب اسرائيل. فالدولة اليهودية المستقلة التي عاصمتها القدس تناقض مناقضة سافرة العقيدة المسيحية، وهذا نوع من الدحض المبرهن عليه لكون المسيحية وارثة لليهودية. رفض رؤساء الكنيسة التنديد بمعاداة السامية، وفي خلال القرن العشرين قاموا بمعركة دائمة على الصهيونية. إن الدول الاوروبية غير مستعدة اليوم ايضا للتسليم بدولة اسرائيل المستقلة القوية المتمسكة بالقدس.
استدعت بريطانيا وفرنسا وايطاليا في الاسبوع الماضي سفراء اسرائيل احتجاجا على قرار البناء في القدس وفي يهودا والسامرة. ومن المنطق أن نفرض أن الانجليز لن يغفروا لنا أبدا أن مجموعة صغيرة من مقاتلي جبهة سرية جريئين هزمت الامبراطورية البريطانية، ولن يغفر لنا الفرنسيون الكاثوليكيون النصر الرائع في حرب الايام الستة الذي حطم الاعتقاد الديني لشارك ديغول، ويبذل الايطاليون كل جهد لمحو تراث رئيس حكومتهم برلسكوني الذي أيد اسرائيل.
إن الاحتجاج على البناء وراء الخط الاخضر نوع من النفاق. لأن بيوتا معدودة في بيت ايل أو في يتسهار لا تعني الاوروبيين. ومشكلتهم الرئيسة هي البناء في القدس. فيجب على الاوروبيين أن يستدخلوا في نفوسهم أن الكثرة الغالبة من الاسرائيليين لن يتخلوا عن قطعة ارض صغيرة في القدس كما لم يتخل الفرنسيون والانجليز والايطاليون عن زقاق في لندن وباريس وروما وإن كان يسكنها مهاجرون مسلمون.
تستطيع تلك الدول الاوروبية أن تفوز بسهولة بجائزة نوبل للنفاق باسم مكيافيلي: فهي ترفع رسالة السلام عالية وهي تضر في واقع الامر بكل احتمال ممكن لدفع التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين قدما. فالاتحاد الاوروبي بسلوكه يدخل العصي في عجلات مركب السلام الامريكي لأن دول الاتحاد الاوروبي تتعاون مع حماس ومع المنظمات الاسلامية المتطرفة في محاولتها لافساد المسيرة السياسية. وحتى لو كان أبو مازن عنده نية ما لدفع التسوية قدما، وهذا أمر مشكوك فيه، فان مواقف الاوروبيين الأحادية تجعله يتشدد في مواقفه. لأنه لا يوجد من وجهة نظره أي سبب يدعو الى التنازلات لأنه اذا لم يتم التفاوض فسيحصل على دعم اوروبي لمضايقة اسرائيل في المؤسسات الدولية وللمس باقتصادها باعمال المقاطعة. حينما أعلن بن غوريون في 1948 أنه قام في ارض اسرائيل الشعب اليهودي… التي عاش فيها حياة بعثة رسمية أوضح أننا لن نرقص أبدا على أنغام نايات منافقة مزيفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تراث شارون كما نقلته الى ولدي
بقلم: موران شرير،عن هآرتس
حينما تفجرت قضية المطرب المريب، جاء الى منتديات التلفاز مختلف أنواع المحللين والمستشارين والمفرقعين المختصين بألسنتهم وتحدثوا عن أننا ‘فقدنا المسؤولية الأبوية’. لم يكن من الممكن التهرب في تلك الايام من هذه العبارة العفنة، أعني ‘المسؤولية الأبوية’. كان ذلك في يوم الاحد في الراديو والتلفاز، وفي يوم الاثنين جاءنا من الصالون والمقهى والمدونات في الشبكة وسيارات الأجرة. فقد ردد الجميع عبارة ‘المسؤولية الأبوية’ وترجوا الخير.
إن المسؤولية الأبوية أمر مهم، ولا تختصر في أن يُبين الأب لابنته أنه اذا دعاها إيال غولان فينبغي ألا تذهب. إن المسؤولية الأبوية ترمي الى تربية الاولاد وحمايتهم من جهات يفترض أن تربيهم وتحميهم ايضا كالمدرسة مثلا. ففي الاسبوع الماضي نشرت التوجيهات التي أصدرتها وزارة التربية في شأن تدريس تراث اريئيل شارون. احتاجوا في وزارة التربية الى ثماني سنوات لاعداد نظام هذا الدرس وكانت النتيجة هي المواد الخمس التالية: ‘صور حياته’؛ و’زعيم لا عيب فيه’؛ و’الزعيم بصفته راعي أغنام’؛ و’الزعيم بصفته رجل عائلة’، والذي يُسأل الطلاب فيه هل توجد في رأيهم ‘صلة’ بين كون شارون رجل عائلة قدوة وبين كونه ‘زعيما عظيما؟’؛ و’تأبين الزعيم’ (حيث يُطلب الى الطلاب البائسين أن يقارنوا بين مرثية الملك داود ومرثية الرئيس شمعون بيرس في الاسبوع الماضي). من الفضول لكن ربما من المستحسن أن نذكر أن اجزاءا كبيرة من السيرة الذاتية لشارون قد حذفت من نظام الدرس هذا فقد مرت ثمانينيات القرن الماضي مثلا بلا أحداث تقريبا.
من السهل أن نسخر من هذه الخطة الدراسية ومن المرغوب فيه أن نغضب عليها، لكن هذا لا ذوق فيه. يعلم الجميع أن جهاز التربية يخضع لتأثير سياسي ولا يمكن أن توصف شخصية شارون بصورة ترضي جميع المعسكرات. ويصعب على المعلمين في الأصل أن ينقلوا وسائل مركبة الى اولاد يشعرون بالملل وهم مصابون باختلالات تركيز واصغاء.
وهنا تأتي المسؤولية الأبوية. ففي الاسبوع الذي طلب فيه المعلمون من الطلاب أن يقصوا من الصحف صور رئيس الوزراء الحادي عشر وأن يتحدثوا عن بطولته، توقعت أن يُجلس آباء في الدولة كلها أبناءهم وأن يُحدثوهم عن اريك شارون كما يعرفونه، فتصف أم من مستوطنة اريئيل شارون باعتباره باني ألون موريه ومُخرب نتساريم، ويُحدث أخ ثاكل إبنه عن ‘إنزلي إلينا أيتها الطائرة الورقية وخذينا الى لبنان’؛ ويتذكر مهاجر قديم من الاتحاد السوفييتي كرفانا سكنه برعاية وزير البناء والاسكان.
وأنا ايضا لو كنت والدا لأجلست إبني وحدثته عن شخصية اريئيل شارون ‘عندنا في البيت’. ومن المؤكد أن العبارات التي كانت ستثار في الحديث هي: ‘قبية’، و’الاربعون كيلومترا’، و’صبرا وشاتيلا’، و’والد المستوطنات’. وربما كان يظهر الجذر ‘ك.ذ.ب’ وكل ذلك متعلق بسن إبني المتخيل. والقصد هو عدم اثارة شخصية وهمية في خيال إبني بل تصوير النموذج المشحون الذي كان عليه شارون في نظري.
لا ترمي دروس الاستكمال في اطار ‘المسؤولية الأبوية’ الى تصوير شخصية هذا الزعيم أو ذاك فقط، ففي ذلك الحديث، لو حدث، كنت سأبين لابني ايضا أنه لا يجب قبول ما يقولونه في المدرسة دائما وأنه يجدر جعل الامر صعبا على المعلم وأن تُسأل اسئلة. وهذا ما لا يفعله جهاز التربية إن ‘صورة الراعي’ التي يُدرسونها ليست أكثر من صورة أوجدها العاملون في الدعاية من اجل معركة انتخابية. وقد تبنى هذه الصورة أنصار مستكينون، وكُتاب سيرة ذاتية متملقون، وتبنوها الآن ايضا في جهاز التربية. وبدل التشكيك في شعارات تسويقية أخذت وزارة التربية نفسها تروج لها بين الطلاب، فيجب حمايتهم من هذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هجوم اسرائيلي ‘معلق’ على ايران
بقلم: عمير ربابورت،عن معاريف
من ناحية اسرائيل، فان الاتفاق بين ايران والقوى العظمى والذي دخل هذا الاسبوع حيز التنفيذ يتطلب خطوتين فوريتين: من جهة، بذل جهد خاص لجمع معلومات استخبارية تثبت ان ايران تضلل كل العالم وتواصل السعي نحو القنبلة النووية، وبالتوازي اجراء استعدادات لامكانية أن تضطر اسرائيل في نهاية المطاف الى أن تهاجم ايران وحدها لاحباط البرنامج النووي.
من المهم أن نتذكر في هذا السياق بان الاتفاق الذي اقر هذا الاسبوع في جنيف وقع رغم الاعتراض الشديد من اسرائيل.
وحتى اللحظة الاخيرة تقريبا حاولت الطواقم الاسرائيلية (ولا سيما برئاسة رئيس قيادة الامن القومي، يوسي كوهن، اقناع الامريكيين ومندوبي القوى العظمى الاخرى بان الاتفاق هو خطأ تاريخي.
ان رؤية الواقع لدى مقرري السياسة والاستخبارات الاسرائيلية هي ان احتمال ان تتخلى ايران حقا عن البرنامج النووي هو صفر، والاتفاق هو مجرد خداع يستهدف التخفيف من العقوبات على الايرانيين في الوقت الذي سيواصلون فيه تطوير قنبلتهم الاولى بعيدا عن ناظر مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
بعد التوقيع على اتفاق المبادىء مع ايران قبل أكثر من شهر كانت خلافات رأي عن تفسير عدة بنود في الاتفاق وعلى رأسها مسألة هل مسموح لايران ان تواصل تطوير اجهزة طرد مركزي يمكنها أن تستخدم في تخصيب اليورانيوم لاغراض عسكرية ايضا (وليس فقط لانتاج الكهرباء، مثلما سمح لايران بحكم الامر الواقع). وكان التفسير الاسرائيلي هو أنه محظور على ايران ان تنتج حتى ولا جهاز طرد مركزي جديد واحد، كي يتمكنوا من تخصيب اليورانيوم بشكل اكثر نجاعة وسرعة. وكما هو متوقع، فقد تراجع الغرب الى هذا الحد او ذاك في هذه النقطة، في الاتفاق المرحلي الذي دخل هذا الاسبوع حيز التنفيذ
تقديرات الحكومة في اسرائيل بان الولايات المتحدة لن تهاجم ايران في العام 2014 هي كما يبدو صحيحة: فقد أثبت اوباما بان من ناحيته تفضيل الحوار على كل هجوم هو ايديولوجيا. ومن ناحية القدس ايضا فانه في الظروف السياسية القائمة لا يوجد خيار سياسي عملي للهجوم، ولكن الوضع يمكنه ان يتغير في غضون اشهر. فاذا ما نجحت اسرائيل في جمع ادلة استخبارية على أن ايران تواصل العمل على القنبلة الذرية، فان المجلس الوزاري كفيل بان ينعقد في جلسات دراماتيكية ويأمر بالهجوم في الصيف او في الخريف القريبين. هذا ليس سيناريو خيالي.
في ضوء التقدير الذي لا لبس فيه في اسرائيل في ان الاتفاق هو خدعة، يطرح السؤال: هل يوجد احتمال ان تجمد ايران مع ذلك حلمها النووي؟ إذ بعد كل شيء، فان الامريكيين ليسوا أغبياء تماما، وقد ثبتوا غير قليل من الاليات التي تضمن متابعة وثيقة للمشروع النووي. كما أن الايمان بان سوريا ستنزع سلاحها الكيميائي الذي لديها لم يكن كبيرا، ولكن هذا يتم هذه الايام مع ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الاستقرار أهم من الديمقراطية
بقلم: تسفي برئيل،عن هارتس
خمس عشرة دقيقة مجده، وأكثر بقليل، استغلها نبيل صليب، رئيس لجنة الانتخابات المصرية، حتى منتهاها. فبعد أن بالغ في الثناء على الديمقراطية المصري وروى عن مساهمتها في تاريخ البشرية، اوقف للحظة كلامه، انتظر وصول التوتر الى ذروته، وعندها بشر بشكل رسمي ما ‘قدرته’ وسائل الاعلام المصرية قبل بضعة ايام: ’98.1 في المئة من المقترعين قالوا نعم للدستور’. هذا معطى مثير للانطباع، حتى لو أخذنا بالحسبان بان 38.6 في المئة فقط من 53 مليون صاحب حق اقتراع وصلوا الى صناديق الاقتراع. فليست الاعداد المطلقة وحدها تقرر النتيجة، بل الاهم منها هو الانتصار على معطيات التصويت.
في الاستفتاء هذه المرة شارك 5 في المئة أكثر مما في الاستفتاء السابق على الدستور، الذي أجراه نظام الاخوان المسلمين في 2012، بينما معدل التأييد للدستور الجديد ارتفع بنحو 30 في المئة. وذكرت النتيجة بالرقم الاسطوري، 98 في المئة الذي كان يناله بشكل عام رؤساء مصر السابقون في الانتخابات. فهل كل من لم يشارك في الاستفتاء يعارض الدستور؟ بالتأكيد لا. فالكثير من المواطنين خافوا الحشر والرقابة من رجال الشرطة والجيش قرب الصناديق. بعض من نشطاء حركات الاحتجاج اداروا أرجلهم عن الصناديق ليس لانهم يعارضون مضمون الدستور بل لانهم يعارضون النظام العسكري والشكل الذي عزل فيه الاخوان المسلمون، حتى لو لو يكونوا من مؤيديهم. ولكن الاغلبية الساحقة من المتغيبين’ عن الاستفتاء هم مواطنون تبنوا على مدى عشرات السنين وعن حق موقف الاشتباه، وربما العداء تجاه كل اجراء سياسي تبادر له الدولة.
كقاعدة، دستور جيد اقر امس في مصر. مواده تضمن حماية اوسع بكثير لحقوق الانسان، حرية التعبير ومكانة المرأة. بنود اخرى تحافظ على قوة الدولة في القرار بالقانون ما هو المناسب والجدير، وعلى ماذا يعاقب المواطنون. وابقيت للجيش مكانة خاصة لا تجعل عرضة لرقابة الدولة، اما الدين فبقي في دوره التقليدي كـ ‘مصدر رئيس للتشريع′ ولكن دون صلاحيات سياسية. بل ان الدستور يمنع اقامة احزاب تقوم على اساس برنامج ديني. هذا دستور جاء لاصلاح جدول الاعمال الذي سعى الاخوان المسلمون الى فرضه على مصر في دستورهم، ولكنه لن يمنعهم من التنافس في الانتخابات للبرلمان كمستقلين أو كمنضمين لاحزاب شرعية.
ليس الدستور المصري الجديد وحده هو الذي اقر أمس، بل ان النظام العسكري هو ايضا نال الشرعية التي تطلع اليها. يبدو أن حملة النشر المكثفة (التي كلفت نحو 3 مليون دولار) واعمال الاقناع الشاملة التي قام بها مندوبو الحكم، ادت الى نتيجة حتى لو كان ممكنا الاختلاف مع مصداقيتها تمنح النظام المباركة لتطبيق باقي مراحل خريطة الطريق السياسية التي وضعت في بداية تموز 2013. وحسب تلك الخريطة، ففي غضون حتى تسعين يوما ستجرى حملتان انتخابيتان، واحدة للبرلمان والثانية للرئاسة، حين لم يتقرر بعد ايهما ستسبق الاخرى. والتقدير هو أنه كون الجنرال عبدالفتاح السيسي ‘سيقبل طلب الجمهور’ ويتنافس على الرئاسة، فانه سيفضل اجراء هذه الانتخابات اولا وهكذا يكون بوسعه ايضا التأثير من مكانته كرئيس على شكل الانتخابات للبرلمان.
وستعود مصر على ما يبدو الى تقاليد طويلة السنين بموجبها جنرال يقف على رأس الهرم السلطوي. ولكن عندما يكون الخيار بين الديمقراطية وبين الاستقرار السياسي الذي يضع الاساسات لاعادة البناء الاقتصادي الضروري جدا ولا سيما على خلفية النتائج السياسية التي اعطتها الثورة في ليبيا والحرب الاهلية المضرجة بالدماء في سوريا فان النتيجة السياسية في مصر ليست سيئة جدا. ومع ذلك، لا تزال مصر لم تنهي صراعاتها السياسية. وحتى بعد دخول الدستور الجديد حيز التنفيذ وبعد الانتخابات للبرلمان، فان سياقات التشريع المطلوبة لتطبيق الدستور لا بد ستثير الخلافات والازمات التي من شأنها أن تهدد الاستقرار مرة اخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس