النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 529

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 529

    اقلام وآراء
    (529 )

    الجمعة
    22/02/2014



    مختارات من اعلام حماس


    أقلام وآراء (529 )
    لقد هرمنا في متاهتكم
    بقلم يوسف رزقة عن المركز الفلسطيني للاعلام
    أنا مسلم وباعتز بإسلامي
    بقلم مصطفى الصواف عن الرأي
    متى يقرر السيسي إعلان ترشحه؟!
    بقلم هشام منور عن فلسطين اون لاين
    العرب والمسلمون يتجهون شرقاً
    بقلم نقولا ناصر عن فلسطين اون لاين
    انتفاضة ثالثة تبدأ من أوروبا
    بقلم فهمي شراب عن فلسطين اون لاين
    الشعب الفلسطيني ليس سيئاً
    بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
    ماذا تعني عبارة عباس "شلوم عليخم"؟
    بقلم أيمن أبو ناهية عن المركز الفلسطيني للاعلام
    أوكرانيا ترش الملح على جراحنا
    بقلم يوسف رزقة عن الرأي















    أوكرانيا ترش الملح على جراحنا
    بقلم يوسف رزقة عن الرأي
    أوكرانيا على طريق الحل السياسي. الحكومة فضت اعتصام المعارضة المطالبة بتقليص صلاحيات الرئيس بالقوة. قتل في الفض عددمحدود من المعتصمين ومن الشرطة. دخلت البلاد في أزمة. يومان أو ثلاثة فقط من الأزمة أسفرت عن اتفاق بين الحكومة والمعارضة برعاية اميركا والاتحاد الأوربي وروسيا.
    لست مهتما كفلسطيني وكعربي بتفاصيل الاتفاق ، ولا بعرض مكاسب هذا الفريق أو ذاك، لأن الكاسب الأكبر في النهاية هي أوكرانيا. ولكني مهتم بالسؤال الذي يحكي سرعة إنجاز المصالحة والاتفاق، والعودة الى الخيار الديمقراطي. لماذا نجحت أوكرانيا، وفشلت مصر، وفشلت سوريا، وفشلت العراق؟!
    في أوكرانيا شعب متعدد الأعراق، والديانات ، والانتماءات الفكرية، ومع ذلك لم يغرق في الدم، ولا في الهجرة، فهل يرجع هذا إلى الشعب الأوكراني نفسه؟ أم الي قيادته وقيادات الأحزاب ؟ أم الى سرعة التدخل الأوربي الأميركي حرصا على الدم الأوكراني والمسيحي؟!
    لماذا نجح الغرب سريعا في احتواء الأزمة في أوكرانيا، وفشل في احتوائها في سوريا، ومصر، والعراق؟!!
    في البلاد المذكورة شعب عربي واحد، له لغة واحدة، وله دين واحد، ولكن الدماء التي نزفت منه ومن المعارضة على يد القيادة الحاكمة جرت أنهارا، وتنوع القتل للمدنيين بالبراميل، والطائرات، والقنص، والخرطوش، وسارت بفظائع الحاكمين وبشاعتهم وعنفهم (اليوتيوب)، والفضائيات، والركبان، وألفت في انتهاكاتهم مؤسسات حقوق الإنسان مجلدات ومجلدات، وما زال الدم ينزف، والقتل يتوالى، والهجرة تتزايد، والمعتقلات تزدحم بالمعتقلين، والمعتقلات. فمن المسئول عن هذه الحالة الممتدة في الزمان العربي ، وفي المكان العربي؟!
    لا توجد إجابة واحدة على السؤال، ولكن يوجد ألم واحد ومشترك يسكن كل بيت عربي ومسلم. نعم نحن المسئولون، حكاما ومحكومين، أو قل المسئول هو جيش الحاكم والمعارضة. نعم قلت معارضة ولم أقل الشعب، لأن الشعب غير موجود. وقلت جيش الحاكم ، ولم أقل حزب الحاكم أو جيش الشعب، لأنه لا جيش في البلاد العربية للشعب، كما أنه لا حزب للحاكم. وهذا فرق كبير بين ما عندنا، وما في أوكرانيا.
    نعم المسئولية الذاتية لا تكفي وحدها في بيان أسباب الفشل عندنا، ولكنها أساس فيه، لأننا أيضاً شركاء في المسئولية الخارجية، لأن قادتنا هم تبع لهم، ويحكمون أحيانا بالوكالة عنهم بشكل أو آخر، ونحن نعلم أن الغرب ومعه أميركا وروسيا يديرون سياسة بلا أخلاق، يفرحون بالفشل العربي، والعجز العربي، ولا تحرك ضمائرهم أو عواطفهم الدماء المسفوكة في دمشق وبغداد والقاهرة، والديمقراطية عندم تجارة لا التزام.
    كل ما يعنيهم في المنطقة العربية بعد اسرائيل مصالحهم المادية، ونفوذهم. ومع ذلك نطلب منهم انقاذنا ومساعدتنا. نحن في العواصم العربية فشلنا لأن قادتنا فاشلون، ولأن الغرب حريص على تعميق فشلنا، وتمزيق أوطاننا، وحرمننا من حياتنا وحريتنا.
    نجحت أوكرانيا سريعا في العودة الى المسار السياسي الديمقراطي، وفشلنا لأننا لسنا أوكرانيا، ولأن أوكرانيا الوطن والدولة للشعب. بينما الوطن والشعب والدولة عندنا ( ملاكي) للحاكم الفرد، و( أجرة ) من خلاله للخارج غربه وشرقه. وليس للشعب دولة ولا وطن.


    أنا مسلم وباعتز بإسلامي
    بقلم مصطفى الصواف عن الرأي
    اللا دينيون لا يعترفون بالدين ولا يقبلون تسجيل الديانة للمواطن في بطاقة التعريف ( الهوية ) ويعتبرون ذلك تميز عنصري، ويعتزوم بلا دينيتهم ومحمود عباس واحد منهم، الرجل لا ديني لذلك امر في ليل بإزالة الديانة من الهوية، ولكن نؤكد لها أننا مسلمون ونعتز بديانتنا ولن نشطبها من هوياتنا وسنعلنها للجميع أنا لي دين وديني الاسلام وفخور به واعتز.
    هذا من ناحية الدين أما من ناحية السياسية، فكما تعلمون خطة كيري تطرح قضية خطيرة وهي ابقاء 20% على الاقل المتواجدين في الضفة والبالغ عددهم نحو 650 الف مستوطن تحت سلطة ( الدولة الفلسطينية) اي بقاء نحو 200 الف صهيوني مستوطن وسيحملون الجنسية الفلسطينية والاسرائيلية، لذلك كان قرار عباس بإزالة الديانه وربما لو تم التوافق على خطة كيري والتوقيع عليها سيأمر عباس بتغيير جميع الهويات من قبل كل المواطنين حتى يحصلوا على هويات جديدة بدون دين حتى لا يتم التمييز بين المسلم والمسيحي واليهودي المستوطن.

















    ماذا تعني عبارة عباس "شلوم عليخم"؟
    بقلم أيمن أبو ناهية عن المركز الفلسطيني للاعلام
    في الوقت الذي تتعالى فيه المطالبة بمقاطعة الكيان الصهيوني اقتصاديا وأكاديميا وثقافيا وتكنولوجيا ورياضيا وفنيا وحتى عسكريا، بسبب استمراره في الاحتلال والحصار والاستيطان في المناطق الفلسطينية، نجد أن رئيس السلطة محمود عباس أول من يبدأ بكسر هذا الهاجس النفسي المخيم على نفسيات قادة وزعماء الاحتلال من عواقب المقاطعة، وأنها خطوة غير مسبوقة في تاريخ الكيان، أن تبدأ حملة المقاطعة من أوروبا وأمريكا اللتين تعتبران الداعم الرئيس له منذ نشأته حتى هذا الوقت، وهي بالفعل خطوة لم نلمسها من قبل أن تقف أطراف غربية مع قضيتنا الفلسطينية وتعادي كل ما هو آت من طرف الكيان وإلغاء كل ما هو قادم ومقدم له من هناك. نعم لأول مرة نلمس أن شركات وجامعات ودول وشعوب العالم تبدأ بمقاطعة كيان الفصل العنصري الإسرائيلي كما فعلت من قبل مع نظام الفصل العنصري الإفريقي السابق.
    هل سيكافئ الاحتلال عباس والهباش على مساعيهم المخلصة لكسر المقاطعة الدولية برفع الحصار عن غزة أو على الأقل وقف بناء الاستيطان في الضفة؟ إن مثل هذه الدعوات من رأس الهرم في السلطة تحبط كل جهود المقاطعة وهي في الحقيقة هدية مجانية على شرف الشعب الفلسطيني المحتل للاحتلال الذي خصص ميزانية تقدر بـ 100 مليون شيكل لمكافحة المقاطعة الدولية ولم تجد نفعا.
    إننا نشعر بالحزن والأسى من مثل هذه اللقاءات والدعوات بما عرف "بهجوم الابتسامات الفلسطينية مخاطبة قلب المجتمع الإسرائيلي" ودعوة محمود الهباش للسماح للمتطرفين الصهاينة بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه وقتما يشاؤون، في الوقت الذي تتبع به الجامعات الإسرائيلية سياسات تكميم الأفواه ومنع النشاط الطلابي الفلسطيني، وتمنح مساحات نشاط واسعة للحركات الطلابية الصهيونيّة، بل ونعتبرها صفعة لحركة المقاطعة للكيان، حيث يستغلها لتبييض صفحته السوداء في العالم، ولإضعاف حركة المقاطعة بادعاء أن هناك حوارا يجري وأنه لا يحق للعالم أن يقاطع الكيان وان الأمور تجري بين الطرفين على قدم وساق من السلام والمحبة وكأنه لا يوجد مستوطنات على الأرض ولا يقبع في سجونهم أسرى فلسطينيون ولا حق لعودة اللاجئين وان القدس خارجة من الخارطة الفلسطينية كما هو مرسوم في خطة "اتفاق الإطار"، وهو ما أكدته الإذاعات العبرية: "أن الرئيس محمود عباس لا يسعى إلى إغراق (إسرائيل) بملايين اللاجئين الفلسطينيين وتغيير تركيبتها الديمغرافية". فقد صرّح بأنه يوافق على أن يكون هناك تبادل للأراضي، واعترف بأنّ هناك تحريضا فلسطينيّا في وسائل الإعلام وجهاز التعليم، كما تبرّع بالقول بأنه إذا توجهت (إسرائيل) للأمم المتحدة وحصلت على اعتراف العالم بها كدولة يهودية "فإننا سنحترم هذا الاعتراف"، وأخيرًا طمأن الطلاب الإسرائيليين بأن الفلسطينيين لن يلجؤوا للعنف إذا فشلت المفاوضات.
    لأول مرة يخاطب زعيم فلسطيني يستهل حديثه بتحية الطلاب بعبارة "شلوم عليخم" أي السلام عليكم بالعبرية، وهذه ثقافة جديدة لم نعتد عليها من قبل، والمقصود منها مخاطبة ومجاملة الكيان المحتل بأحسن العبارات العبرية التي يفهمها، إنها رسالة لوقف المقاطعة بكل أشكالها للكيان، هي بمثابة طعنة في ظهر الأسرى المظلومين وأهالي غزة المحاصرين والأقصى المستباح يوميا من قطعان المستوطنين والمتطرفين، وأصبح الحق القانوني لعودة اللاجئين في أبجديات عباس حلاً أخلاقياً ليس إلا، وكل همه أن تعترف حركة حماس بالاحتلال.
    نلسون منديلا كان يعتبر من لم يقاطع أو يمنع مقاطعة نظام الفصل العنصري أو يقاومه , خائنا ابن خائن وملعونا وعميلا، وقد وصف الكيان الصهيوني بصفة العنصرية في احتلاله لفلسطين وانتهاكه لحقوق الإنسان، وان الشعب الفلسطيني بذل جهدا كبيرا وقضى وقتا طويلا في تفعيل المقاطعة للكيان محليا ودوليا المستوحاة من أفكار منديلا، معتبرا أنها أيضا من أعمال المقاومة للاحتلال والاستيطان والتهويد، ففي الوقت الذي يبدأ العالم بمقاطعة الكيان المحتل ومنتجات مستوطناته وتعرية الحكومة اليمينية المتطرفة من كل قيم السلام التي تتحجج بها وتساوم عليها لتحقيق اكبر قدر ممكن من التنازلات، نجد أن عباس هو أول من يبادر بالاجتماع مع الطلاب والصحفيين والكهنة ورجال الدين والمستوطنين في مقر المقاطعة برام الله للحديث عن التعايش السلمي مستخفا بمشاعر الشعب الفلسطيني وحماسته لمقاطعة الاحتلال ومستوطنيه، وهذا ليس بجديد فقد أحبط من قبل تقرير "جولدستون" وقرارات المحكمة الجنائية الصادرة بإدانة ومحاكمة جنرالات الاحتلال على الجرائم التي ارتكبوها في غزة عامي 2008-2009، بل انه تجاوز كل الخطوط الوطنية الحمراء بدعوة نتنياهو لإلقاء خطاب في التشريعي كرسالة واضحة للعالم بكسر الحصار عن الكيان.






















    لقد هرمنا في متاهتكم
    بقلم يوسف رزقة عن المركز الفلسطيني للاعلام
    نحن في متاهة. أقصد الشعب الفلسطيني في متاهة سياسية معتمة. ليس في المتاهة ضوء أو علامات طريق دالة. في الصحافة العبرية تقرير مثير ينسب إلى نبيل عمرو قوله : ( إن لدى عباس والمفاوض الفلسطيني استعدادا للاعتراف بيهودية ( إسرائيل ). نبيل عمرو يقول: لقد قبل عباس بحل الدولتين، والكلام صريح دولة يهودية، ودولة فلسطينية؟! ما قاله عمرو، أو ما نسب إليه مثير ومخيف، ويجدر أن نتوقف عنده، لأن ما قاله يخالف ما قاله عريقات، وما قاله أبو مازن؟ فلماذا خالف نبيل عمرو قادته؟ هل لأنه على خصومة معهم، أم لأنه يملك الحقيقة؟! هل قال ما قاله بطلب منهما لتمهيد الطريق لهما بين يدي لقاء جون كيري في باريس أم أنه يريد أن يتقرب إلى أمريكا وإسرائيل ليستعيد مكانة مفقودة، أم أن الإعلام العبري يقوم بعملية خلط أوراق في الساحة الفلسطينية للضغط والتضليل؟!
    قبل أيام صرح عريقات بأن عباس لن يعترف بدولة لأننا لن نتنازل عن تاريخنا وعن حضارتنا. في إشارة منه إلى الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة. وفي تصريح لمحمود عباس يحمل الرفض أيضاً يقول: إن الحديث عن يهودية الدولة ليس من عملية التفاوض، ومن يريد ذلك عليه أن يتوجه إلى الأمم المتحدة.
    قد تكون لنا ملاحظات على الصيغ الدبلوماسية التي يستخدمها عباس وعريقات في رفض مطلب نتنياهو وجون كيري، ولكننا نسأل فنقول: هل يمتلكان القدرة على مخالفة الإجماع الفلسطيني الرافض ليهودية الدولة؟.
    ثمة إجماع فلسطيني فصائلي وشعبي، داخل فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨، وفي الضفة وغزة، وفي خارج فلسطين على الرفض، فهل يملك المفاوض القدرة على مواجهة الإجماع الرافض، فيما لو وقع على مطلب نتنياهو كيري بالموافقة؟!.
    ما قاله نبيل عمرو للإعلام العبري كان مستغربا من الصحفي اليهودي الذي أجرى معه المقابلة، وهو مخيف ومرعب لكل فلسطيني مهتم بالقضية. (عباس والمفاوض عندهما استعداد للاعتراف بيهودية الدولة؟! من أي جاء نبيل بهذا الاستعداد؟ هل جاء به من معلومة يعرفها؟ أم من معرفة بنفسية عباس وعريقات؟)، وإذا كان نبيل عمرو مخطئا في تقديره، أو متلاعبا بالأوراق، فلماذا لا يبادر عريقات أو عباس بالتوضيح؟ لا سيما وأن الصحف العبرية تنسب لياسر عرفات أنه اعترف بيهودية إسرائيل، وأن عباس ليس بوسعه أن يرفض ما أقرّ به عرفات يوما.
    لم يعد للسياسة طعم أو لون أو رائحة، في ظل قيادات تراوغ الشعب، وتضلله، وتتركه نهبا للخوف والقلق، وكأن الحنكة السياسية تكمن في إنهاك الشعب، وإدخال مثقفيه في متاهة معتمة معقدة لا أول لها ولا آخر. هذا اللون من الأداء السياسي فاقد الطعم والهوية واللون، المغتصب لحق الشعب في السيادة والمعرفة، لا وجود له إلا في بعض الساحات العربية، وعلى رأسها ساحة السلطة الفلسطينية. الشعب في فلسطين يطلب حقه، ويطلب أيضاً الرحمة. ارحمونا لقد هرمنا ونحن في متاهتكم التي لا تنتهي.






    الشعب الفلسطيني ليس سيئاً
    بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
    يطيب للبعض أن يهاجم الشعب الفلسطيني، وأن يتهم الناس بالأنانية والتخلف، وعدم الاستعداد للتضحية، وأنهم جاهزون للتفريط بالحقوق، وأن الشباب الفلسطيني ضائع، يحترق على نار الواقع البائس، وأن الشعب الفلسطيني شعب غير وفي، ولا يستحق التضحية، وغير جدير بالحرية، لأنه شعب متسول، وطابت له حياة الخمول والكسل، وأن كل التنظيمات الفلسطينية قد فقدت الأهلية، ولا يشغل القادة إلا الحفاظ على الكراسي.
    هذا الخلط بين الصالح والطالح، وبين الواقع والحلم، وبين المضحي والمتكسب، فيه تجنٍ على حقيقة الشعب الفلسطيني، وفيه مغالطة كبيرة، ولا يعكس إلا نفسية زمرة من المنتفعين الذين لم يمارسوا الوطنية، ولم يشاركوا في المقاومة، ولم يتذوقوا حلاوة التضحية، بالتالي راحوا يبررون قصورهم من خلال اتهام الشعب الفلسطيني بالقصور، وراحوا يبررون لأنفسهم عدم المشاركة في المقاومة، وعدم السماح لأبنائه بالعطاء، من خلال التقليل من شأن المقاومين، واتهام المجتمع الفلسطيني كله بالصفات التي سكنت سلوكهم، حتى صارت العلاقة مع الإسرائيليين ـ من وجهة نظرهم ـ هي أقصر الطرق للحياة الكريمة.
    إن الذي يحتقر طاقة الشعب الفلسطيني وعطاءه هو حقير بذاته، وأن الذي يقلل من شأن تضحيات الفلسطينيين لا يكشف إلا حقيقة روحه التي تنمو في العفن، وأن الذي يقلل من سقف التطلعات السياسية للشعب الفلسطيني، ويهبط بأحلام الشعب وأمانيه إلى الحضيض، لهو الشخص التافه الذي يعيش على هامش التكسب والارتزاق الرخيص. لقد قارع الشعب الفلسطيني الصهاينة وعنصريتهم مئة عام ولم ينكسر، ويقارع الشعب الفلسطيني المتآمرين على قضيته رغم اختلاق مشاربهم، ولم ينهزم، ويقارع الشعب الفلسطيني رأس المال اليهودي، ويتحدى نفوذهم المتشعب في كل المؤسسات الدولية ولم ينكفئ، ويقارع الشعب الفلسطيني الأطماع الغربية في المنطقة العربية دون أن تلين له قناة، ويقارع الشعب الفلسطيني ذوي النفوس الضعيفة الخبيثة من بين ظهرانيه، ولم تفتر عزيمته.
    لقد ضحى الفلسطينيون بأرواحهم وأموالهم ولم يرتجفوا، وفجر الفلسطينيون ثوراتهم وانتفاضاتهم ولم يبخلوا، ولن يرتعبوا من كثرة العطاء، بل وتقاسم الفلسطينيون اللقمة في الملمات، ولم تتمزق روحهم المتمردة، ولم يرتد الفلسطينيون عن مشوارهم المقاوم، وما زالوا يتطلعون إلى اليوم الذي سينتهي فيه الانقسام في الرأي والمواقف، ليلتقي عموم شعب فلسطين على برنامج واحد ووحيد، برنامج يعلو من شأن التضحية، ويطيح برأس الانتفاع، إنه برنامج المقاومة الذي يحكم على معادن الرجال، ويرتقي بمزاج الشعب الفلسطيني فوق المحال.








    متى يقرر السيسي إعلان ترشحه؟!
    بقلم هشام منور عن فلسطين اون لاين
    بعد سنوات على انطلاق شرارة الربيع العربي من تونس، وبعد أن انفلت العقال من التجربة التونسية التي ظلت وردية التوجه والمسار لأسباب معينة أبرزها الترويج لمسارات الربيع العربي في دول أخرى أكثر تعقيداً من الناحية السياسية والاجتماعية، وإذ لم يعد بالإمكان السيطرة على مسار الربيع العربي وبريقه اللامع بالنسبة للشعوب العربية المتعطشة للحرية والانعتاق بعد سنوات من المراوحة تارة، والفشل تارة أخرى أمام معالجة تحديات بناء الدولة (ليبيا)، والانسداد السياسي على الرغم من الاستجابة لبعض مطالب الحراك الربيعي (اليمن)، والمأساة الدموية التي وصلت إليها الامور (سوريا)، والانقسام المجتمعي الذي قد يتهدد النسيج الوطني برمته على خلفية رفض الاعتراف بنتائج صندوق الاقتراع ومحاولة اختطاف الثورة (مصر) بعد كل هذه النماذج التي أطاحت بالحلم الوردي العربي بإنجاز تغيير حقيقي على مستوى الأنظمة والهياكل السياسية، حان الوقت من وجهة نظر البعض لإسدال الستار على مسارات الربيع العربي في بلدانه، وإقناع الجميع أن الغنيمة الحقيقية تكمن في سلامة العودة وإبقاء الأمور على ما هي عليه، مع بعض الرتوش التجميلية.
    المنظومة العسكرية التي اصطدم بها الحراك الشعبي دوماً في اكثر من بلد عربي، أكدت تقارير دولية مؤخراً أن منسوب الفساد فيه وصل حداً كبيراً مع تغول هذه المؤسسة وتوحشها إزاء شعبها وإزاء إقصاء أي مسار ديمقراطي قد ينتج.
    منظمة مراقبة الفساد لحكومات شمال أفريقيا والشرق الأوسط التي شهدت انتفاضات الربيع العربي طالبت بالإصغاء إلى مطالب مواطنيها بمكافحة الفساد في قواتها المسلحة ومحاسبة مرتكبيه. وجاء في تقرير لمنظمة «الشفافية الدولية» أن أجهزة الدفاع والأمن كان لها دور ملموس في الاضطرابات الإقليمية، ويجب أن تستغل زخم التغيير لتجري إصلاحات من الداخل. وخلص التقرير إلى أن مخاطر الفساد داخل الجيوش تتراوح بين «مرتفعة» و«حرجة» في كل حكومات شمال أفريقيا والشرق الأوسط التي شملها التقييم وعددها 19 حكومة.
    المنظمة اعتبرت ان الجيش هو عنصر مهيمن في عدد كبير من دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط وله نصيب ملموس في القيادة السياسية، وتصبح قضية الفساد في قطاع الدفاع أكثر إلحاحا، وبحسب آخر المؤشرات، حصلت (إسرائيل) والكويت ولبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة على أعلى تقدير بين دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط في تعرض جيوشها لمخاطر الفساد، وجاء في ذيل القائمة كل من الجزائر ومصر وليبيا وسوريا واليمن، وقيمت المنظمة مستوى الفساد في قواتها المسلحة بأنه «حرج».
    مصر.. واحدة من الدول التي ركز عليها تقرير منظمة الشفافية الدولية حول مستوى فساد الجيش وأجهزة الأمن، ولعل هذا السبب ذاته هو ما يبرر سر إحجام المشير السيسي وزير الدفاع الحالي عن إعلان ترشحه حتى الآن، على الرغم من الحملة الإعلامية الواسعة والقوية في الداخل المصري سواء أجهزة الإعلام الرسمي أو الخاص، لتأييد ترشحه في الانتخابات المقبلة ,حيث جرى تعديل خارطة الطريق لجعل انتخابات الرئاسة تسبق الانتخابات البرلمانية.
    مصادر بالحملات المؤيدة لترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة كشفت عن الأسباب "الحقيقية" لتأخره في الإعلان عن ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية، مؤكدين أن عدم تركه منصبه حتى الآن يتعلق بالترتيبات في المواقع القيادية العسكرية عقب إعلان استقالته، إضافة إلى التمهيد دوليًا لقبوله رئيسًا للبلاد.
    فالجيش الذي يعد الدولة العميقة في مصر بحاجة إلى ترتيبات وإجراءات لتأمين خروج السيسي من وزارة الدفاع، وتعيين وزير دفاع جديد وعدد من القادة العسكريين، خاصة وإن خلو منصب السيسي سيترتب عليه عدد من التغيرات في القوات المسلحة ورئيس الأركان وعدد من القادة.
    والسيسي، بحسب تسريبات إعلامية، حريص أيضًا قبل إعلان ترشحه للرئاسة بشكل رسمي على إعادة صياغة العلاقات الخارجية المصرية، وكانت البداية بزيارة روسيا، إضافة إلى العمل بشكل جدي على ضبط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
    زيارة السيسي إلى موسكو لم تكن سياسية ورمزية فحسب، بل كانت لإعلان الولاء لروسيا وإدارة الظهر للولايات المتحدة التي كانت حليف مصر التاريخي خلال الفترة السابقة، وتوج ذلك برزمة اتفاقات عسكرية مولتها بعض دول الخليج وصلت بحسب التسريبات إلى مليارات الدولارات مقابل نيل السيسي لمباركة الرئيس الروسي للترشح إلى الرئاسة في مصر.
    حاجة السيسي إلى المباركة الروسية سياسياً، والتمويل الخليجي العربي، لا تقلل من أهمية صفقة الأسلحة التي عقدها هناك، فهي أسلحة نوعية وكميتها كبيرة جدا، والغريب أن "إسرائيل" لم تعترض هذه المرة على عقد هذه الاتفاقية، واللافت أن زيارة السيسي وحصوله على السلاح الروسي بتمويل خليجي تشبه إلى حد بعيد زيارة الرئيس السادات إلى موسكو قبيل حرب اكتوبر الشهيرة!.
    مسيرة السيسي إلى سدة الحكم لن تكتمل إلا من خلال سلوك الطريق ذاته، وتسجيل إنجاز عسكري لا يقل أهمية عن حرب اكتوبر، ولكن هل يعقل أن يخوض السيسي حرباً ضد "إسرائيل" وهي التي تعتبر وجوده في الحكم مكسباً كبيراً يعوض خسارة مبارك؟! حملة السيسي الانتخابية سوف تكلل بخوض هذه الحرب ضمن سياق تثبيته على عرش مصر، ولكن ضمن ظروف إقليمية توظف فيها هذه الحرب لصالح قتل الربيع العربي وإنهاء أي طموح باستنساخه مستقبلاً، ولن يكون نموذج حرب اكتوبر الناصع بعيداً عن هذا المسار، فالتحالف السوري المصري ضد العدو التاريخي للأمة (إسرائيل) سيكون السيناريو الأبرز لتلميع صورة رجلي مصر وسوريا الهزيلة أمام شعبيهما.













    العرب والمسلمون يتجهون شرقاً
    بقلم نقولا ناصر عن فلسطين اون لاين
    يوجد انفصام عربي بين الاقتصاد وبين السياسة، فبينما تتجه معظم دول الجامعة العربية شرقا اقتصاديا فإن غالبيتها ما زالت من الناحية السياسية أسيرة هيمنة الدول الاستعمارية الغربية التي ورثتها الولايات المتحدة الأميركية بعد الحرب العالمية الثانية وبخاصة بعد الانسحاب البريطاني من المنطقة في أوائل عقد السبعينيات من القرن العشرين الماضي.
    وبما أن السياسة تتبع الاقتصاد ومصالحه، فإنه لن يمضي وقت طويل قبل أن يستتبع التوجه الاقتصادي العربي شرقا توجه سياسي كذلك، فكل الدلائل تشير إلى أن هذه هي حركة التاريخ الإقليمي في المستقبل المنظور. إنها مسألة وقت فحسب.
    وهذه الظاهرة العربية هي في الواقع جزء من ظاهرة عالمية.
    لقد كان التوجه الاستراتيجي الأميركي إلى ما قبل فترة وجيزة يتركز غربا، عبر المحيط الأطلسي، نحو أوروبا وما يسميه الاستراتيجيون الغربيون "الشرق الأوسط"، أي الوطن العربي ومحيطه الإسلامي، لكن الولايات المتحدة تتجه الآن شرقا عبر المحيط الهادي، حيث القوى الاقتصادية الصاعدة في الصين والهند واليابان وكوريا وصولا إلى روسيا حيث تحولت القارة الآسيوية إلى قطب جذب اقتصادي يتحول سريعا إلى قطب أو أقطاب سياسية بدأت تنافس الهيمنة الأميركية على صنع القرار الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وهي هيمنة تعززت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق المنافس لها لتتحول إلى هيمنة أحادية كانت نتائجها كارثية على العرب والمسلمين.
    ويتحدث الاستراتيجيون والمحللون الآن عن "فراغ" في "الشرق الأوسط"، الذي يسميه الآسيويون "غرب آسيا"، ناجم كما يقولون عن "انسحاب أميركي" من المنطقة يعزونه إلى التوجه الأميركي شرقا.
    ومع أن الحديث عن "انسحاب أميركي" من المنطقة ما زال سابقا لأوانه، فإن إعادة تركيز الجهد الأميركي الاستراتيجي على الشرق الآسيوي، مقرونا بالأزمة الاقتصادية التي لم تتعاف الولايات المتحدة منها بعد، وفشل مغامراتها العسكرية في غزو أفغانستان والعراق وانسحابها مهزومة من البلدين، والنتائج العكسية لمغامراتها في دول ما سمي "الربيع العربي"، وانتكاسة مخططاتها لاحتواء أيران عبر الفشل الذريع الذي تواجهه حروبها بالوكالة ل"تغيير النظام" في سوريا وتجريد المقاومتين اللبنانية والفلسطينية من سلاحهما، ودخول روسيا إلى المنطقة عسكريا وسياسا واقتصاديا، وتآكل قدرة دولة الاحتلال الإسرائيلي على خدمة المصالح الأميركية في الإقليم، إنما هي جميعها وغيرها عوامل أثبتت وجود حدود للهيمنة الأميركية على المنطقة.
    في المؤتمر الاسترالي للتعليم الدولي عام 2012 قال جارود هينغستون إن الشرق الأوسط "يندمج بسرعة في آسيا الأوسع" ووصف ذلك بأنه "خطوة ايجابية". ومن مؤشرات هذا الاندماج وجود منتديين ل"التعاون العربي الهندي" و"التعاون الصيني العربي" و"المنتدى الاقتصادي الياباني العربي" و"المنتدي العربي وآسيا الوسطى" و"منتدى تعاون كوريا والشرق الأوسط" و"المنتدى المالي العربي الآسيوي" و"المنتدى الآسيوي العربي للطاقة المستدامة"، إلخ.
    وعلى الأرجح كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم متسلحا بهذه الظاهرة عندما قال في حزيران عام 2011: "سوف ننسى أن أوروبا توجد على الخريطة" في رده على العقوبات الغربية التي فرضها الغرب على بلده. وقد كانت سوريا وإيران معزولتين عن الغرب الأميركي والأوروبي طوال العقود القليلة الماضية من الزمن نتيجة للحصار السياسي والعقوبات الاقتصادية والتهديدات العسكرية الغربية لكن الفضل في عدم انهيارهما يعود إلى اندماجهما أكثر اقتصاديا وسياسيا مع الشرق الآسيوي والروسي. وهذا هو اتجاه المستقبل الإقليمي الذي ينسجم مع حركة التاريخ فيه.
    إن التحول الأميركي بعيدا عن شفير الحرب على إيران وسوريا، في خذلان واضح لتحريض دولة الاحتلال الإسرائلي وغيرها على ذلك، بتوقيع اتفاق 5+1 مع إيران حول مشروعها النووي، يؤكد نجاة المحور السوري الإيراني كلاعب إقليمي لكن الأهم أنه يعزز توجه هذا المحور نحو الشرق الآسيوي.
    وسوف يتعزز هذا التوجه العربي شرقا كلما تعززت سيادة دول المنطقة واستقلالها وتحررها من الهيمنة الغربية وبخاصة الأميركية. ومما لا شك فيه أن إحياء التعاون المصري الروسي سوف يعيد التوازن إلى السياسة الخارجية لأكبر الدول العربية وأهمها من الناحية الاستراتيجية وبالتالي فإنه سوف يعزز التوجه العربي شرقا. ومما يؤكد أن هذا التوجه تاريخي كونه توجها يتجاوز الصراع الداخلي على السلطة في مصر، فقد كانت إيران والصين من أوائل الدول غير العربية التي زارها الرئيس السابق محمد مرسي، وكانت روسيا أول دولة يزورها وزير الدفاع المتوقع ترشيحه للرئاسة المصرية عبد الفتاح السيسي.
    ومن المؤشرات الأخرى إلى هذا التوجه صفقة طائرات الهليوكبتر الحربية التي أبرمتها مع روسيا حكومة عراقية مرتبطة مع دولة الاحتلال الأميركي باتفاقية استراتيجية ناهيك عن الاتفاق على تطوير العلاقات العراقية - الروسية "في المجالات كافة" كما صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الزائر لبغداد يوم الخميس الماضي.
    إن صفقة أنظمة الصواريخ التي أبرمتها تركيا مع الصين بالرغم من عضويتها في حلف "الناتو" الذي تقوده أميركا تعد مؤشرا هاما آخر. وتتجاوز قيمة التبادل التجاري التركي السنوي مع كل من الصين وروسيا اليوم العشرين مليار دولار أميركي، وهو المبلغ ذاته الذي تطمح إليه تركيا وإيران كما أعلنتا بعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لطهران مؤخرا. ويكاد التبادل التركي مع هذه البلدان الثلاث وغيرها في آسيا يتحول إلى علاقات اقتصادية استراتيجية لا يمكن أن يمضي وقت طويل قبل أن تترجم إلى علاقات سياسية.
    ولا يقتصر هذا التوجه العربي والإسلامي شرقا على الدول المتحررة من الهيمنة الغربية والأميركية.
    فالاستثمارات الضخمة لدول مجلس التعاون الخليجي العربية في قطاع الطاقة الآسيوي مثال واضح. وفي تحليل له نشره في حزيران العام الماضي قال المحلل المختص في المنطقة المقيم في لندن ناصر التميمي إن حصة آسيا من إجمالي التجارة الخارجية لدول المجلس الست بلغت (60%) تقريبا واقتبس من وكالة الطاقة الدولية قولها إن حصة آسيا من صادرات نفط المنطقة يمكن أن تبلغ (90%)،بينما تزيد صادرات الصين الشعبية إلى "غرب آسيا" الآن على ضعفي الصادرات الأميركية إليها.
    وقد تنبهت دولة الاحتلال الإسرائيلي لهذا التوجه التاريخي، فتسللت مبكرا إلى آسيا، حد المغامرة بعلاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة عندما سربت للصين تكنولوجيا عسكرية أميركية تحظر واشنطن تسريبها إلى أطراف ثالثة. وعلى سبيل المثال، فإن الهند الآن هي اكبر مستورد آسيوي لصناعاتها العسكرية وأكبر شريك اقتصادي وعسكري لها في القارة.
    قال ناصر التميمي عن العلاقات المتنامية بين آسيا وبين "غربها" إنها حتى الآن "شراكة طاقة – اقتصادية وليس تحالفا سياسيا استراتيجيا"، لكنه استدرك ليقول: "في المدى الطويل، يمكن للتحول الجيوبوليتيكي في النفط والغاز أن يجلب معه تحولا في العلاقات السياسية"، لكن ذلك سوف ينتظر على الأرجح إنهاء الانفصام العربي بين الاقتصاد وبين السياسة، وهو انفصام سوف يستمر طالما ظل أمن الأنظمة الحاكمة مرتهنا لمظلة الحماية الغربية وبخاصة الأميركية.



    انتفاضة ثالثة تبدأ من أوروبا
    بقلم فهمي شراب عن فلسطين اون لاين
    تعدُّ المقاطعة الاقتصادية الأوروبية لـ(إسرائيل) من أكثر أدوات الضغط والتأثير على (إسرائيل)، باعتبار أن الاتحاد الأوروبي أكبر شريك اقتصادي للأخيرة، وباعتبارها ساحة جديدة للنضال والتصدي الفلسطيني لسياسات (إسرائيل) تجاه قضية الاستيطان، مما حدا بالكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان بالقول بأن "هذه المقاطعة الاقتصادية غير العنيفة اعتبرت انتفاضة ثالثة بدأت بالفعل من أوروبا"، حيث بدأت دوائر المقاطعة بالاتساع لتشمل شركات وبنوك ومؤسسات بحثية وأكاديمية وجامعات تقاطع التعامل مع ما تنتجه المستوطنات، إضافة إلى قناعات الرأي العام الأوروبي المتزايدة بضرورة مقاطعة (إسرائيل) وكبح جماحها عن ارتكاب مجازر ضد الفلسطينيين وسرقة أراضيهم، ولأول مرة تدخل دول أوروبية جديدة لم تكن تجرؤ على توجيه النقد لتلتحق بركب قطار المقاطعة وإبداء النقد لـ(إسرائيل) في سابقة لم تحدث من قبل، معتبرين أن سياسات (إسرائيل) الاستيطانية غير قانونية وتقف عائقاً رئيساً أمام حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
    وبرغم محاولة ماتين شولتز رئيس البرلمان الأوروبي طمأنة الكنيست أثناء زيارته لـ(إسرائيل) الأسبوع الماضي بأن الاتحاد الأوروبي لا يسعى إلى مقاطعة (إسرائيل)، وهو فقط يريد أن يساهم في إنجاح مساعي كيري في تحقيق إنجاز على المسار التفاوضي مع الفلسطينيين،، إلا أنه لم يسلم من النقد بل والإساءة له ولبلاده، وكيل الاتهامات جزافاً، حيث كان قد طالب برفع الحصار عن غزة، وتطرق إلى حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطيني في غزة والتمييز في مجال المياه وقد تساءل؛ هل صحيح أن الإسرائيلي يستهلك 70 لتر مياه يوميا مقابل 17 لترا للفلسطيني؟
    بدا شولتز إنه يقرأ التقارير التي تأتي عن واقع غزة بموضوعية، وبدا أيضا وكأن شولتز يطبق وثيقة القناصل" لعام 2009 التي كانت رافعة لحقوق الفلسطينيين ونصرا دبلوماسيا كبيرا لصالح القضية جاء من أوروبا، وقد أثار بذلك عاصفة ضده وانسحاب رئيس حزب البيت اليهودي "نفتالي بينيت"، وانسحاب عدة أعضاء في اليمين المتطرف، ولم تحضر اللجنة البرلمانية في الكنيست، وقد وجه البعض لشولتز كلمات عنصرية ومسيئة" عار عليك"، إضافة لسخرية وتهكم نتنياهو رئيس الحكومة، الذي اتهم شولتز بأن سلوكه يعكس اتجاها عاما لتشويه (إسرائيل) بسبب سياساتها من دون التحقق من صحة الوقائع.
    ما يمكن رصده بدقة نتيجة متابعة الشأن الأوروبي وعلاقته بالقضية الفلسطينية، أن أوروبا تتجه مؤسساتيًا في مواقفها الآنية، وليست تلك التوجهات مبنية على أساس طارئ أو تكتيكي، أو انفعالي لحظي، فالرأي العام الأوروبي تقدم كثيرا لصالح الفلسطينيين بعدما شهد بوضوح السلوك الإسرائيلي العدائي مع الشعب الفلسطيني، وقد كان موقف البرلمان الأوروبي في كثير من القضايا متقدماً خطوات على مواقف عربية، وكما أن اختيار الوطن القومي اليهودي في قلب الأمة العربية كان خطأً إستراتيجيًا فادحا لشعب اليهود، فإن قادة الكيان الإسرائيلي يرتكبون خطأ آخر في علاقاتهم مع الأوروبيين، حيث لن تجد " سياسة القامة المنتصبة" التي لا تنحني لأحد إلا خيبة آمال متواصلة على (إسرائيل)، وتدهور ونزيف مستمر في العلاقات مع الدول الأوروبية، من استدعاءات متكررة لسفراء أوروبا وإهانتهم من قبل قادة الكيان، على غرار ما شهدته صفحة العلاقات الإسرائيلية التركية منذ أحداث " مافي مرمرة" عام 2010 والتي جمدت العلاقات بين الطرفين وكانت تداعياتها أكبر على الطرف الإسرائيلي الذي ما زال يخطب ود تركيا التي أصبحت قوة إقليمية صاعدة في المنطقة.
    والدرس المستفاد، أن نقدر أنفسنا حق قدرنا، وأن نعرف أين نقف، وأن نثق في أن العلاقات في تغير، وأن نعزز كفلسطينيين دورنا في الداخل والخارج وأن نسعى إلى كسب معارك الرأي العام الأوروبي والغربي بشكل عام وذلك بالتوازي مع معركة الداخل، وأن لا نستهين بالعامل الخارجي، الذي كان سببا أساسيًا وجوهريًا في إنشاء دولة لليهود في فلسطين بداية بدولة التأسيس بريطانيا بوعدها البلفوري الشهير، مرورا بفرنسا التي عملت على تسليح الكيان في السبعينيات، انتهاء بدولة الولايات المتحدة الأمريكية التي رعت وساهمت في قوة الدولة الإسرائيلية وأورثتها بعضا من علاقاتها بالدول التي اعتبرت دوما حليفة لها فكانت سندا لــ (إسرائيل).

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 474
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-02-09, 11:20 AM
  2. اقلام واراء حماس 385
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-07-17, 11:44 AM
  3. اقلام واراء حماس 235
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:10 PM
  4. اقلام واراء حماس 234
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:09 PM
  5. اقلام واراء حماس 230
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:04 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •