النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 593

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 593

    أقــلام وآراء إسرائيلي (593) الثلاثاء 01/04/2014 م


    في هــــــذا الملف

    رسالة نصر الله لإسرائيل: لن نهاجمكم!
    بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت

    لا تعترف بدولة يهودية من فضلك
    بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس

    أبو مازن هو الرابح الأكبر من المفاوضات الفاشلة
    بقلم: شالوم يروشالي،عن معاريف

    سلام كيري… الى اللقاء
    بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت

    بينيت يشبه أردوغان
    بقلم: غونين غينات،عن هآرتس

    ليس أمر فساد فقط
    بقلم: يارون لندن،عن يديعوت

















    رسالة نصر الله لإسرائيل: لن نهاجمكم!

    بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت

    لا يصدق كيف يمر الوقت: منظمة حزب الله اللبنانية باتت ابنة ثلاثين، والامين العام نصرالله بات منذ 12 سنة في منصبه، نحو عشر سنوات تقريبا في مخبئه. وهو هنا وهناك يتأزر بالشجاعة ويظهر في حملات رفع المعنويات، وهكذا رأيناه قبل سنتين يخرج على نحو مفاجيء من خلف الستار الكتيم الذي بث عليه خطابه المسجل. وقد جلب الابتسامة الشريرة، 2 3 دقائق امام الكاميرات الى أن دفعه الحراس العصبيون الى خندقه، كي لا يبيد لهم احد الامين العام.
    وبالاجمال، هذه شهادة فقر لنصرالله في أن اسرائيل لا تبذل جهودا في تصفيته. وكما هو معروف، حاولوا مرة واحدة تسميمه، ولكن أطباء ايرانيين انقذوا حياته في اللحظة الاخيرة، واستدعى نصرالله المسجلين ليبث نفيا غير مقنع. يقال ان العيون تتابعه الى كل مكان كي يعرف بانه مكشوف. وكانت فرص، ايها السيد نصرالله، كان بوسعهم أن يتخلصوا منك بكل سهولة، وهم يعرفون من سيحل محلك. وبالاجمال، يتبين أنهم يفضلون البقاء مع من يعرفونه.
    الزمن يفعل فعله ونصرالله لم يعد يدير الامور الكبرى. في شقته التي يختبىء فيها يغرق في قراءة الصحف بهوس. يقرأنا، لديه سياسيون ومحللون يحرص على ان يحصل على ترجمتهم، وهو يحب ان يستولي عندنا على العناوين الرئيسة. وهو يلوح بالاعلام اللبناني، يؤشر الى اعداء، يعد رؤوس اقلام للخطاب التالي ويستدعي طاقم تلفزيوني. ليس كل ما يسجل ينشر بالضرورة على الشاشات الكبرى. مشوق أن نكتشف في كل مرة من جديد كيف تعلموا عندنا كيف يقرأوه وكيف انه مكشوف حتى في حياته السرية. ويبدو وكأن الخبراء في شؤون نصرالله قادرون على أن يخمنوا دائما تقريبا ما الذي يلح على الامين العام، ما هي قائمة الرسائل التي أعدها لنفسه، واي احبولة سيدحرج، وماذا كتب له مؤشر الانباء الحيوية الايراني.
    في الصورة الكبرى، نصرالله لا يبعث على الاهتمام. نوصي بعدم الفزع من محاولاته الاخافة، والكشف، اذا كان على الاطلاق يوجد سبب للكشف، عن المكان الذي يبحثه لنفسه في المعسكر الشيعي والشرف الذي يسعى لان يحققه للمقاتلين الذين يبعث بهم الى سوريا بأمر من طهران. ينبغي الانتباه الى أنه متورط مع الحكومة اللبنانية، مع الامهات اللواتي يطلبن جوابا مقنعا لماذا اجبار الفتيان الشبان على القيام بعمل الجيش السوري. وهو متورط ايضا مع القرى في جنوب لبنان الذين يفضلون نيل الرزق من الزراعة لا أن يروا كيف يسيطرون لهم على الاراضي ويصادرون المخازن.
    في أيار الماضي القى نصرالله بقنبلة عندما كشف السر الاكبر عن مئات رجال حزب الله الذين ارسلوا للقتال في سوريا. سطحيا، لم يكن له مفر. فلم يكن ممكنا طمس الاثار عندما باتت تعاد التوابيت بمئات جثث أعضاء المنظمة ممن اختفنوا فجأة. وليلة أول أمس في الخطاب الذي بث على شاشة كبيرة في جنوب لبنان، قرر نصرالله الاصرار على ان ‘دخلنا الى سوريا متأخرين’، نوعا من الاعتذار لمدرائه في طهران. ومن نفس الشاشة ينقل أيضا رسالة متلعثمة الينا في أنه ليس معنيا بالدخول في مواجهة وانه لن يكون هو من سيبدأ معنا.
    وهو سيواصل، مع قادة قسم العمليات في حزب الله، التحرش بمحاولات زرع العبوات الناسفة. واذا كانت فرصة فلن يكون أسعد منه لاختطاف جندي اسرائيلي. ولكن في الغرفة المأطومة يتعلم كيف يستوعب صورة الوضع الجديد: عندما تدير ايران مفاوضات مع الادارة الامريكية، واوباما يتعهد في السعودية ‘الا يعقد صفقة سيئة’، والسعوديون يواصلون اعتبار لبنان مرعيا لهم، فان نصرالله سيحذر من التورط باعمال تؤدي الى رد اسرائيلي قوي.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ



    لا تعترف بدولة يهودية من فضلك

    بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس

    ولدت في نيسان 1948، وخُتنت في اليوم الثامن من حياتي. ولغة أمي هي العبرية برغم أن لغة أم أمي كانت ‘اجنبية’. وشاركت في سنوات دراستي برغم أننا كنا علمانيين، مثل الجميع مئات المرات في مراسم قومية تكاد تكون دينية. ونظرت الى النصوص في جدية مثل أكثر أبناء شعبي. وحملت التوراة في حفل مراسم البلوغ مثل أكثر أبناء شعبي. ودرست الكتاب المقدس مدة 11 سنة متوالية. ودرست الأدب باللغة العبرية الذي لا يدرسه ويعرفه أي يهودي في العالم في الحقيقة.
    وخدمت في الجيش الاسرائيلي واضطررت هناك ايضا الى أن أقف في المراسم. وحضرت أعراسا وحفلات ختان وجنازات كانت كلها دينية. وتزوجت زواجا دينيا وختنت إبني. وتنقلت دائما في حذر بين معاداة سامية اسرائيلية راسخة من الكراهية القوية للدين اليهودي وبين عداوتي وعداوتنا العميقة لمعاداة السامية الغربية التي سمعت بها ولم أعرفها.
    ليست بنا حاجة الى الاعتراف بيهودية الدولة ولا يعني هذا أنني أُشعرك بتأييدي للموقف الفلسطيني في الجدل. لا، ولا أريد منك ايضا (أن تزيد من مرونتك كي تخلصنا من الاحتلال المفسد). أنا أطلب اليك اذا لم يكن ذلك صعبا عليك ألا تعترف ‘بدولة الشعب اليهودي’ حتى لو طلب باراك اوباما ايضا ذلك، وهذا لمصلحتنا ايضا. وباختصار لا تساعد في أن تسلم سيادتنا الى كيان عالمي متوهم يشارك في كوشان للارض ويكون ممثلوه في منعة من سلطة الاكثرية ويكونون شبه مدد خفي آلي للاكثرية.
    لا تساعد القوميين من معتمري القبعات الدينية أو آكلي لحم الخنزير في أن يضعفوا أكثر النسيج المسمى ديمقراطية اسرائيلية بـ ‘الهوية اليهودية’ التي لا يعلم أحد ما هي. بل إنهم ترجموا حب البلاد الى مفهوم عسكري ديني قومي. وأنا أحبها في الحقيقة خارج هذا الخطاب وأنا أكتب اليك باسم الحب أن هذا الاعتراف لا داعي له.
    كان وما زال لي اصدقاء كثيرون يهود وغير يهود وكان بين اليهود وما زالوا متدينون وحريديون وشرقيون يأكلون القطاني في عيد الفصح، ويهود غربيون لا يأكلونها في الفصح، وشرقيون يأكلون غير الفطير في الفصح وغربيون يأكلون ما يحل أكله في شريعة اليهود في الفصح وما أشبه. وكان لي وما زال اصدقاء عرب مسلمون ودروز ومسيحيون. وبين المسيحيين وما زالوا اصدقاء ارثوذكس وكاثوليك وقبطي واحد وشيوعيون. وأريد أن يعرف أبناؤنا هذه الفسيفساء لا مشجعين لكرة القدم فقط يتحمسون لسليم طعمة واحمد عابد ومهران راضي أو مؤنس دبور.
    إن النجوم الآن يرفهون عنا فقط ويختفون بعد نهاية حياتهم المهنية. والفسيفساء التي جاءوا منها لا تغرق في الفقر فقط بل هي ليست موجودة في حياتنا بسبب ‘هوية الدولة اليهودية’. وهذا مثال واحد فقط على العمى الوطني المُمل.ليس من الحسن لحياتنا أنها لا توجد إلا في اسطورة قديمة وفانتازيا غربية مزيفة. إن ‘الهوية اليهودية’ تجعلنا أغبياء ضيقي الآفاق وبلا اهتمام محدد بارضنا التي توجد فيها طبيعة وطيور ونبات وماء قليل وصحراء واسعة وبشر يريدون أن يكونوا سعداء كالبشر.
    من الواضح أن طلب ‘الاعتراف بالدولة اليهودية’ ذريعة فقط لتأبيد الاحتلال. ولا يوجد أي أفق أصلا وراء هذا الطلب وهذا من كوارثنا. ولهذا لا تتنازل، لا عن حل الدولتين ولا عن رفضك الاعتراف بـ ‘دولة الشعب اليهودي’، فيكفي الاعتراف بدولة اسرائيل لا أكثر.
    صحيح أن من الواجب علينا أن نتحرر من عنصرية الدولة ومن التمييز المجسد في تعريفها الحالي. ويجب علينا أن نتحرر من عنصريتها التي تسلم عمال هاي تيك عرب مثلا في يوكنعام الى هجوم زعران عليهم يثقبون اطارات سياراتهم ولا يفعل أحد شيئا لحمايتهم. وعلينا أن نتحرر من الحاجة الوسواسية الى تعريفنا بأننا وحدة واحدة لها ماض واحد فقط لا كثيرا، وكأن لها مصدرا واحدا فقط لا كثيرا ولغة واحدة فقط لا كثيرة. لا تُتيح لهم ذلك والشكر لك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ



    أبو مازن هو الرابح الأكبر من المفاوضات الفاشلة

    بقلم: شالوم يروشالي،عن معاريف
    هيا نعترف بالحقيقة: الرئيس الفلسطيني أبو مازن هو الرابح الاكبر من مسيرة المفاوضات، التي تقف هذه الايام امام انفجار أو امام جولة اخرى من تحرير السجناء. لقد استقبل ابو مازن حتى اليوم بين ذراعيه المفتوحتين 78 مخربا فلسطينيا. وأجرى على شرفهم احتفالات في رام الله، في نابلس وفي الخليل.
    فقد رأى المواطن الاسرائيلي الباصات التي خرجت من سجن عوفر وعض على شفتيه. ابناء العائلات الذين فقدوا اعزاءهم في العمليات الارهابية للمخربين تظاهروا، ولا يزالون يتظاهرون، تحت منزل رئيس الوزراء. ولم يجدِ اي شيء نفعا حتى اليوم والمخربون ذهبوا الى ديارهم. ولعلنا تلقينا الان بعض العقل، في وقت متأخر.
    لقد أخذ ابو مازن السجناء ولم يعطِ أي شيء بالمقابل، باستثناء وعد غامض ما الا يتوجه الى الامم المتحدة ويطلب لنفسه مرة اخرى دولة مستقلة (يستحقها، بالطبع). واستغل ابو مازن حتى النهاية الضعف السياسي والتردد القيادي لرئيس الوزراء. ومرات عديدة كتبت هنا ان قرار نتنياهو بتحرير السجناء كان جبانا من اساسه، وليس شجاعا، مثلما ادعى آخرون. فنتنياهو يخاف المواجهة مع شركائه الائتلافيين من اليمين ومع الوزراء ونواب الوزراء من حزبه، الليكود، ولهذا فقد فضل تحرير السجناء على تجميد البناء في المستوطنات.
    لقد قفز ابو مازن على الانجاز الملموس الذي عرض عليه كغنيمة عظمى. أما نحن فبقينا مع المشاهد القاسية. لقد كانت هذه سخافة ليس لها تفسير. كما ان أبو مازن لم يشعر بالحاجة الى منح مقابل للطرف الاسرائيلي، ربما حل وسط أمني في غور الاردن، أو ربما وقف للتحريض، أو ربما الاعتراف بدولة يهودية. لا شيء.لقد نجح في أن يلقي الكرة الى نتنياهو، بل وبعد أن حصل على السجناء. أما رئيس الوزراء فقد خدمه. نتنياهو لا يريد حقا ان يقسم البلاد ويقيم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. والعالم يفهم هذا منذ زمن بعيد. ولهذا السبب، فان كل اصرار نتنياهو حتى الموضوعي يصبح في نظر ابو مازن، والامريكيين والاوروبيين رفضا بنيويا.
    وأين لفني؟
    هذا الصباح قرر نتنياهو بانه سيكف عن أن يكون إمعة. فهو ليس مستعدا لان يحرر 26 سجينا فلسطينيا آخر في الدفعة الرابعة دون مقابل، بخلاف القرار السابق للحكومة. واذا كان مقابل، هكذا قال، فانه سيطرح الاقتراح على الحكومة لاتخاذ قرار آخر.
    لقد رد الامريكيون والفلسطينيون منذ الان بحرد شديد. رئيس الدولة شمعون بيرس هو الاخر حذر بانه محظور تفجير المحادثات اليوم. بيرس، الذي لا خلاف عندي مع ارائه السياسية، لا يفهم بان هذه المحادثات لا يمكن أن يخرج منها شيء، سواء بسبب نتنياهو أم بسبب ابو مازن، وبالتالي ما العمل؟ لو كنت رئيسا للوزراء لاعدت العجلة اليوم الى الوراء. كنت ساقول للعالم: ‘حسنا، انا لا أريد أن افجر المفاوضات. اثبت هذا عندما حررت عشرات الارهابيين من السجن الاسرائيلي. بالمقابل، لست مستعدا لان أحرر اكثر، لاننا لا نحصل على اي شيء بالمقابل. ومع ذلك، فاني مستعد اليوم في خطوة نية طيبة لتجميد البناء في المستوطنات للاشهر الثلاثة التالية. وها هي محاولة اخرى أبذلها كي لا تذهب المسيرة هباء. هيا نرى ما يعطيه الفلسطينيون بالمقابل’.
    وبالمناسبة، اين تسيبي لفني في كل القصة السياسية؟ لماذا لا نسمعها؟ لفني دخلت الحكومة كي تدفع المسيرة الى الامام. وهي تقف على رأس الفريق السياسي المفاوض. في الاشهر الاخيرة ألمحت لنا جميعا بانه يوجد تقدم في المحادثات وسخرت من المنشورات (بما فيها منشوراتي) في أن كل شيء يقف أمام انفجار فظيع. هذا هو وقت لفني للتدخل، للخروج بمبادرة ابداعية ما، للكفاح من أجل منع الازمة. لعمل شيء ما يبرر وجودها في هذه الحكومة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    سلام كيري… الى اللقاء

    بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
    إن التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني هو الصيغة الدبلوماسية لقضية الطائرة الماليزية: فقد اختفى عن شاشات الرادار. وهو جاثم في مكان ما منذ ثمانية أشهر دون علامات موت ودون علامات حياة. ويأمرنا المنطق بأن نعلم تحطمه لكن الجهات المشاركة فيه تصر على أن الطائرة ما زالت في الجو.
    كان الهدف الذي نصبه وزير الخارجية جون كيري واضحا وهو أن يقود في مدة تسعة اشهر حكومة اسرائيل والسلطة الفلسطينية الى التوقيع على تسوية شاملة أو على اتفاق اطار على الاقل يفضي الى تسوية شاملة، وأنشيء من اجل ذلك فريق بلغ عدد اعضائه أكثر من 120 شخصا من الخبراء باسرائيل والخبراء بفلسطين والخبراء بازالة الموانع الامنية والسياسية والاقتصادية التي تعترض السلام المرجو. وعمل الامريكيون في القنصلية الامريكية في القدس ليالي وأياما من اجل التسوية ولم يدعهم كيري يستريحون، فقد كان الاتفاق يبغي أن يكون اعظم انجازات كيري. وحرص حينما لم يكن موجودا هو نفسه في المنطقة على اجراء مكالمات هاتفية طويلة مع نتنياهو وأبو مازن، فقد أراد أن يرضع اكثر مما أرادا أن يُرضع.
    وتبين له أن شريكيه مستعدان للاستمرار في التحادث بلا نهاية لكنهما غير مستعدين للتوصل الى اتفاق. واضطر الامريكيون بالتدريج الى تغيير الهدف فصار اتفاقا على استمرار التفاوض نصف سنة آخر بدل اتفاق اطار. والزمن بدل السلام. فنتنياهو يريد أن يكسب زمنا وكذلك يريد عباس ايضا. وبرغم ذلك يشترطان شروطا. فهما يشتكيان على مسامع الامريكيين وكل واحد باسلوبه أنهما اذا لم يحصلا على شيء واذا لم يُذلا الطرف الآخر على رؤوس الاشهاد فان حزبيهما سيعزلانهما. أبو مازن مع دحلان وقيادة فتح؛ ونتنياهو مع داني دنون ومؤتمر الليكود. وكلما كانا بطلين في الخارج أصبحا مسكينين في الغرف المغلقة.
    حارب الفريق الامريكي في الليالي الاخيرة من اجل الدفعة الرابعة من الافراج عن السجناء. يقول أبو مازن: دفعت ما يجب علي في بداية المحادثات؛ ويطلب نتنياهو دفعة اخرى الآن. ويبحث الامريكيون عن حل يروي ظمأ الزعيمين الى انجاز.
    إن الخلاصة قاسية: فقد مرت ثمانية اشهر مع قدر كبير من الاستعداد للاصغاء من قبل نتنياهو ومن قبل عباس ايضا، ومع ذلك يوجد شك كبير بينهما زاد قوة فقط في اثناء المحادثات؛ ولا يوجد أي تقدم.ربما حان الوقت ليقال للادارة الامريكية حسبك. إنه لحسن حقا أنكم تجهدون كثيرا من اجلنا لكن لا حاجة الى ذلك حقا، فرئيس وزرائنا ورئيس السلطة الفلسطينية ليسا ولدين يحتاجان الى حاضنة. فهما يدركان جيدا نوع المسؤولية الملقاة عليهما، ومقدار الاخطار وترتيب الاولويات فاتركوهما يحاولان تدبير امورهما وحدهما.
    إنكم تعرفون التاريخ جيدا وذاك أن كل تفاوض بين اسرائيل وجهة عربية انتهى الى اتفاق قد بدأ من وراء ظهوركم. كان كذلك السلام مع مصر والسلام مع الاردن واتفاق اوسلو ايضا. واحتيج الى التدخل الامريكي في النهاية لكنه كان مشوشا فقط في البداية.
    وأنتم تعرفون ايضا الدرس التاريخي الثاني وهو أنه لن يكون اتفاق اذا لم يكن عند أحد الطرفين على الأقل حاجة واضحة الى اتفاق. كانت ظروف بدء الجولة الحالية مختلفة، فلم يكن أي واحد من الطرفين يتمنى اتفاقا ولم يؤمن به. ولم يكن أحد من الطرفين يعتقد أن الاتفاق ضروري لبقائه وكان الوسيط هو الوحيد الذي آمن بذلك.والدرس التاريخي الثالث هو أن صراعنا لم يعد مهما جدا من الوجهة الدولية فليس فيه ما يدعو الى حرب اقليمية أو الى ازمة بين قوتين من القوى العظمى؛ وهو لا يهدد تدفق النفط أو مصالح امريكية حيوية اخرى. وستكون بالطبع أثمانا للاعتزال الامريكي لكن امريكا تستطيع معايشتها.
    ليست المشكلة مشكلة كيري بل المشكلة مشكلتنا، أعني الفلسطينيين والاسرائيليين. كان الفلسطينيون يستطيعون أن يكونوا اليوم الاكثر تقدما بين الشعوب العربية وأن يتمتعوا بنظام ديمقراطي وحياة رفاه، لكنهم يخسرون سنوات نفيسة ويضيعون أجيالا. وإن استمرار الاحتلال يؤبد مهانتهم وضعفهم وفساد مؤسساتهم وتعلقهم بالمنح الخارجية، وعزاؤهم الوحيد هو أنهم يستطيعون الاستمرار في رعاية حلم فلسطين الكبرى من الاردن الى البحر.
    ومشكلتنا أشد، فان استمرار الوضع الراهن سيجعلنا بالضرورة دولة فصل عنصري منبوذة في الغرب، ومضعضعة اخلاقيا، ومنقسمة في الداخل. وستكون المرحلة التالية دولة ذات شعبين، ونتنياهو يعلم هذا، وبرغم ذلك لا يستطيع أن يوقفه.
    ما بقي الامريكيون يحصرون سلطتهم كلها وقوتهم كلها في الابقاء على تفاوض عقيم وفي الطيران الطويل الى لا مكان، فان القيادة السياسية العليا في الطرفين معفاة من تقديم كشف حساب عن افعالها وتقصيرها. وهذا هو الضرر الذي يحدثه كيري للشعبين. فهو لا يقدم علاجا لهذا الصراع الصعب بل هو يقدم له في الاكثر حبة اسبرين.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    بينيت يشبه أردوغان

    بقلم: غونين غينات،عن هآرتس
    تلوح احيانا خطوط تشابه بين الساسة من مختلف الاماكن. ما التشابه مثلا بين نفتالي بينيت وزير الاقتصاد عندنا وبين طيب اردوغان، رئيس وزراء تركيا؟.
    يوجد تشابه، فحينما يستشيط اردوغان غضبا يأمر باغلاق وسيلة اتصال مثل تويتر ويو تيوب، وحينما يغضب بينيت يحاول أن يجيز قانونا يرمي الى اغلاق ‘اسرائيل اليوم’.
    ويوجد تشابه آخر فبينيت قد استعمل مثل اردوغان متجسسين على خصومه الساسة. وأنكر اردوغان ايضا مثل بينيت في البداية أنه استعملهم (أي أنه لم يقل الحقيقة)، وبعد ذلك أنكر أن يكون المحققون استعملوا على خصم ما وتبين آخر الامر ايضا أن هذه كانت حقيقة من النوع الذي يحبه اردوغان. قبل معركتين انتخابيتين عقد اردوغان حلفا مع حزب علماني صغير وبين أنه مضطر الى السير معه لأن الحركات الاخرى لم تشأ ذلك. وتبين بعد ذلك أن هذا الحلف قد اتفق عليه قبل الانتخابات. وبين بينيت أنه سار مع لبيد لان نتنياهو لم يرده وتبين بعد بضعة اشهر في صحيفة ‘معاريف’ أن ‘حلف الاخوة’ اتفق عليه قبل الانتخابات.
    في ضوء حب بينيت لاغلاق فم من لا يلقى الرضا منه، هل يمكن أن يوجد تشابه ايضا بينه وبين زعيم كوريا الشمالية الطاغية الذي لا يحل عنده ايضا اصدار صحيفة لا تلائم نفسها مع النهج ‘الصحيح’؟.يبدو أن الشخص الذي باع نوني نفسه في ظاهر الامر وحظي بعناوين صحفية عن كل سخافة خرجت من فمه قد قدم عوض ذلك أمس، فقد قال إن ‘اسرائيل اليوم هي برافدا’. ويؤيد بينيت بوساطة مبعوثته رئيسة كتلته الحزبية أييلت شكيد قانون كم الافواه الذي هو ثمرة مبادرة المثقف عضو الكنيست ايتان كابل.
    اذا كنا نتحدث عن كم أفواه، فانه لا توجد في العالم الغربي حتى دولة واحدة سُن فيها قانون كهذا أو قانون يشبهه. ونقول كي يكون الامر واضحا إنه لا توجد دولة غربية واحدة اليوم لا توجد فيها صحيفتان بالمجان على الاقل. وفي عدد من الدول الاوروبية تكون الصحيفة التي لا تقتطع من جيوبكم هي الاكثر انتشارا لا في اسرائيل فقط. لكن لا توجد أية دولة تتم فيها منافسة صحف مباعة وصحف بالمجان بطريقة كم الأفواه بتفضل المُشرع، فالحديث اذا عن اختراع اسرائيلي. اجل لقد تبين لايتان كابر ونفتالي بينيت أن الديمقراطية تكون اكثر ودا اذا أغلق فم المنافس.
    ولا يمكن من جهة ثانية أن ينفق نوني على بينيت بلا مقابل. فصحيفة ‘يديعوت’ هي التي أعطت بينيت عناوين صحفية يوما بعد يوم مع تصريحاته بأنه يجب صنع نظام في ميناء أسدود. لا يوجد نظام الى الآن لكن ماذا يريدون منه من جهة ثانية؟ إن ميناء أسدود على العموم ليس في مجال مسؤوليته. وقد رتب له نوني صورة في كل فرصة في صفحات ‘يديعوت’، من افتتاح السنة الدراسية الى نزهة عائلية ثم زيارة تأييد بعد سقوط صواريخ القسام على الجنوب. إن كل حركة للزعيم بينيت تُخلد في صفحات ‘يديعوت’، أي ‘برافدا’ بينيت مع ختم انتهاء المدة الى أن يقدم المذكور ورفاقه الى نوني السلعة وحينها سيُستغنى عنهم.
    اجل، اجل، ربما كانت أمس لحظة الذروة في حياة بينيت المهنية. ومن المؤسف جدا أنه لا تظهر في الأفق الى الآن انجازات في المجال الذي هو مسؤول عنه، هذا اذا تلطفنا في القول. فقد اطلق الى الهواء بالونات هواء ساخن كثيرة؛ واختفت الى المجهول مثل كل بالون ايضا. ويبدو الى الآن أن انجازه الأبرز بصفته وزيرا للاقتصاد (عدا حضوره الذي لا ينقطع في صفحات ‘يديعوت’) والغاء الاسعار التي تنتهي بالرقمين 99، وواجب تدوير الاسعار لتصبح ارقاما مدورة. وهذا الانجاز ناجح جدا بحيث دورت الاسعار كلها لكن الى أعلى. وهكذا نجح بينيت الذي كان يفترض أن يخفض الاسعار باجراء لامع في أن يرفعها قليلا على الأقل.
    لم تعد الحقائق مهمة منذ زمن في الجدل المتعلق بـ ‘اسرائيل اليوم’. فالذين يؤيدون حرية التعبير لأنفسهم يؤيدون كم أفواه الآخرين، والذين يتحدثون عن الحاجة الى تعزيز صحف الفرنت يدفعون قدما باقتراح اغلاق صحيفة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    ليس أمر فساد فقط

    بقلم: يارون لندن،عن يديعوت
    كم من المال أخذت شولا زاكين لجيبها وكم منه نفخ جيب ايهود اولمرت الخاص وكم وجه منه للنفقة على نشاطه السياسي؟ هذه اسئلة سيحدد الجواب عنها مصير المشاركين في الامر، لكن يوجد شيء أهم من ذلك: فهي تعبر عن ازمة وقعت الديمقراطية فيها. إن ساسة كثيرين وأبرزهم ايهود باراك واريئيل شارون وعيزر وايزمن لوثتهم اموال اعطاهم إياها ارباب مال. وهي حالات اكثر من ان نستطيع ان ننسبها الى فساد طباعهم، فينبغي اذا أن نبحث عن جذر الفساد في اماكن اخرى.
    أقترح قاعدة عامة وهي أن تزيد كلفة الحملات الانتخابية كلما قلت الفروق الايديولوجية بين المتنافسين وكلما تقاربت احتمالات انتخابهم. لو تحددت رئاسة الوزراء بمنافسة بين التجمع الديمقراطية برئاسة الدكتور جمال زحالقة وبين البيت اليهودي برئاسة نفتالي بينيت لحكم على المستشارين وخبراء الاستراتيجية وخبراء استطلاعات الرأي ومقاولي الاصوات بالبطالة، فالفروق الايديولوجية بين الحزبين القوميين كبيرة جدا حتى إنه لا حاجة لبذل جهود لبيانها.
    لكن الحال ليست كذلك لأن كتلة المصوتين الكبيرة لا تفرق بين يمينها ويسارها. وإن موت الايديولوجيات القاطعة يوجب ربطا بين الروايات وابرازا للفروق الصغيرة وفرزا دقيقا لجمهور المصوتين وبناء اجهزة انتخاب ضخمة وايجاد شعارات جوفاء وتوزيع رشوة مباشرة وغير مباشرة. ويتطلب كل ذلك مالا كثيرا يأتي الجزء الاكبر منه من اغنياء يخصصون اموالهم لمن قد يجازيهم بعد ذلك مباشرة أو غير مباشرة.
    تحدثنا الاسطورة الديمقراطية عن ان السياسي يعرض علنا سلعته الايديولوجية وصفاته الشخصية، ويختار المتبرعون من يناسبهم من بين المعروضين في السوق السياسية. لكن هذه حقيقة جزئية تبتعد عن الواقع كلما اصبحت تكاليف الحملات الانتخابية باهظة. فالكلفة العظيمة للمنافسة تجعل ناسا ذوي بواعث سياسية تستقر آراؤهم على المنافسة بعد أن يفحصوا عن احتمالات تجنيدهم للمال فقط. واذا لم تكن عندهم ايديولوجية متشددة واذا كانوا متوسطين في شخصياتهم واذا كانوا مرنين من جهة اخلاقية فانهم يلائمون بشارتهم السياسية مع مذاق الممولين المحتملين.

    وسأبتعد بشهادتي حتى الولايات المتحدة التي تُنعت بأنها ‘قلعة الديمقراطية’. فهناك يتابعون مسار جمع الاموال يوما بعد يوم. ويدل مقدار المال في خزائن المرشحين على كبر احتمالات فوزهم. فكلما جمعوا مالا اكثر كثر ما يحصلون عليه من المال لان المتبرعين يفضلون ان يؤيدوا المرشح الذي تزيد احتمالات فوزه. وأي سياسي لا يغريه ان يلائم رسائله مع ارادة المتبرع المحتمل؟ وما هي المسافة بين رؤية المتبرع لمصلحة المجموع وبين الاستثمار في مصلحته الشخصية أو في احسن الحالات في مصلحة الطبقة الاجتماعية التي هو معدود فيها؟.
    يتعلق جانب واحد من الجوانب الكثيرة التي تشتمل عليها هذه القضية بصوغ السياسة الاجتماعية. لانه اذا كان للثروة الكبيرة تاثير كبير في صورة السلطة المنتخبة فانه تنشأ دائرة مسحورة تزيد بالتدريج افضلية اصحاب الاموال. وهم يساعدون على انتخاب زعماء ساسة تزيد سياستهم الفروق الاقتصادية التي تضائل قدرة الطبقة الوسطى على التاثير في انتخاب السلطة.
    وأعود هنا الى الدعوى التي بدأت بها: إن قضية اولمرت ليست فقط أمر فساد أفراد بل هي بمنزلة انذار من ثقل وزن المال في المسار الديمقراطي. وهي تدل على أن كفة الميزان السياسي ترجح بالمال الاكثر.
    إن قضية سبل الانفاق على الصراعات السياسية وهي روح الديمقراطية تحتاج الى علاج عاجل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    لا تعرقلوا السيسي

    بقلم:ايلي أفيدار،عن معاريف


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 482
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:50 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 481
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:49 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 480
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:49 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 474
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:44 PM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 232
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:45 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •