النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 599

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 599

    أقــلام وآراء إسرائيلي (599) الثلاثاء 8/04/2014 م


    في هــــــذا الملف



    أتركنا يا كيري
    بقلم: أبيرما غولان،عن هآرتس

    دمكة اسرائيلية… شطرنج فلسطيني
    بقلم: الياكيم هعتسني،عن يديعوت

    حلم الفرص
    بقلم: افرايم سنيه،عن هآرتس

    ويستمر الصراع
    بقلم: تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

    اسرائيل تهدد السلطة لكن امكاناتها محدودة
    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس

    عالم مقلوب بأسلوب بينيت
    بقلم: عوزي برعام ،عن هآرتس













    أتركنا يا كيري

    بقلم: أبيرما غولان،عن هآرتس

    دعوة الى وزير الخارجية كيري أن يرفع يده عن التفاوض ويدع الاسرائيليين وشأنهم كي يتبين قبح الواقع الاسرائيلي في أسرع وقت
    كُف يا جون كيري من فضلك عن الجري بيننا وبين الفلسطينيين. حسبُك، أُخرج لعطلة واسترح، وانظر الينا من بعيد ودعنا وحدنا.
    كان يجب من البداية أن نبقى كذلك دون امريكا والاتحاد الاوروبي وكل الباحثين عن الخير في العالم. بين البحر الذي ندير اليه ظهورنا والجبال التي نسجد لها، مع كل الجيران حولنا وفيهم الشعب الجار، الذي سجناه بين أسوار وجرحنا ارضه بشوارع التفافية لا يسافر فيها إلا نحن، وخنقنا اراضيه ببيوت قرميدية لا يسكن فيها إلا أبناء شعبنا، وأغلقنا طرقه بحواجز حيث يحرس أولادنا’ كي لا يمر اولادهم فيها.
    ربما حين نبقى وحدنا تتوقف هذه المراسم الكاذبة التي تسمى تفاوضا التي تحولت من وسيلة الى غاية في نفسها. ألم يغطِ كل الجري المغطى اعلاميا بصورة أكبر أو أقل، ما يجري خلفه بصعوبة ألا وهو استمرار البناء الواسع في المناطق، الذي هو لا أية محادثة أو دفعة هو الوحيد الذي يُقر الحقائق، واستمرار الاستثمار الضخم في المستوطنات عن طريق جميع القنوات الحكومية الممكنة.
    نحن مستعدون للافراج عن سجن كامل مع من فيه بشرط ألا يشوشوا علينا الاستمرار على بناء ارض اسرائيل. ونحن على يقين من أننا نخدع العالم كله ونحتال على مواطني الدولة في الحقيقة. ومن المؤكد يا كيري أنك اعتقدت أنه بازاء الاستثمار الداحض شرقي الخط الاخضر سيقوم ملايين المواطنين عن جانبه الغربي ويصرخون قائلين إنهم ضاقوا ذرعا بتحمل عبء غلاء المعيشة، والسكن الذي ليس في متناول اليد، والتوتر الامني الدائم، وتخلي دائم عن البنى التحتية والصحة والتربية والرفاه، لكن الامر ليس كذلك كما تبين، بالعكس.
    فهم في جميع استطلاعات الرأي يُبينون مبلغ طيب العيش هنا وهم ينتخبون نفس رئيس الوزراء مرة بعد اخرى.
    هل ترى اذا يا سيدي، إننا لسنا في حاجة الى مساعدة في الحقيقة. وصحيح أنه تحت كل هذا الخير تظهر تصدعات مخيفة: فالفقر يضعف أكثر فأكثر عائلات عاملة، وتزيد الشهوة الخنزيرية للمال السلطة، وكذلك ايضا العنصرية الموجهة على مهاجرين وعلى مواطني الدولة العرب، وأصبح الفساد طريقة في القيادة العليا السياسية، ويهيج في الكنيست تحريض أهوج.
    وقد أصبحت دولة اليهود التي أرادت أن تعرض سقفا للاجئين مضطهدين وأن تنشيء كيانا ذا سيادة حرا لكل مواطنيها، أصبحت ‘دولة يهودية’ متمايزة مُقصية، تدبر حياة مواطنيها بحسب تصور عام ديني ارثوذكسي محافظ عنصري مخلوط بقومية فظة.
    يصعب أن تلاحظ كل ذلك لأنه حينما يزور زعماؤنا الفصيحين بلدك يعرضون أمة زاهرة حداثية رجلاها في الكتاب المقدس ورأسها في الهاي تيك. ولولا الفلسطينيون غير الموثوق بهم، والاوروبيون المعادون للسامية، والمشروع الذري الايراني وادارتك اللينة لاستطعنا كما يرون أن نعيش هنا في جنة عدن حقيقية.فاتركنا وحدنا اذا لنرى ماذا سيكون. فمن المعقول أن نفرض أننا لن ننهار بل سيُدار ‘الصراع′ ببساطة بيد أقوى وسيصبح الجيش أقل اخلاقا وأقل ذكاءً وتصبح السلطة أكثر فسادا. وسيقوى الاغنياء ويضعف الفقراء عن البقاء، ويبتلع ما بقي من الاسرائيلية السيادية في طوفان القومية الدينية المتطرفة العنيفة.
    صحيح يا سيد كيري هذا سيء جدا، لكن اذا كانت هذه هي حقيقتنا فيُفضل أن تُكشف كما هي الآن لا في تأخر خطير حينما يدرك مواطنو الدولة أن الطريق التي قيدوا فيها كانت مشحونة بالكوارث، بل قبل ذلك بلحظة وهم ما زالوا يستطيعون أن يختاروا بديلا سليم العقل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    دمكة اسرائيلية… شطرنج فلسطيني

    بقلم: الياكيم هعتسني،عن يديعوت
    توجه الفلسطينيين الى الامم المتحدة للحصول على مكانة دولة مراقبة خرق لب لباب اتفاق اوسلو التعهد ‘بعدم المبادرة أو اتخاذ اي خطوة تغير مكانة الضفة الغربية وقطاع غزة طالما كانت تجري المفاوضات على الوضع الدائم’. هذه هي الجملة التي مقابلها اتخذت اسرائيل الخطوة المصيرية بجلب عرفات، ابو الارهاب الحديث، وعصبته من القتلة من منفى تونس الى البلاد بسلاحهم، الذي استخدم حتى الان لقتل اكثر من 1.500 اسرائيلي. نتنياهو، الذي القى في الكنيست خطابات حماسية ضد اوسلو، حصل على فرصة ذهبية لالغاء هذا الاتفاق الخبيث، لان انتهاكا اساسيا يمنح الطرف المنفذ خيارا بالتحرر منه. وبامتناعه عن تحقيق هذا الحق وقع نتنياهو بنفسه على اوسلو مرة اخرى. وتلخص رد فعله بـ ‘الخدعة الاسرائيلية’: جمد الاموال التي تجبى للسلطة الفلسطينية وحررها على الفور، وعد بالبناء في E1 ولم يفعل شيئا.
    والان نفذت رام الله 15 انتهاكا اساسيا آخر لاتفاق اوسلو، وحتى على هذا الفعل التأسيسي لا يرد نتنياهو بعمل تأسيسي خاص به. وهكذا فانه يوقع على اوسلو مرة ثالثة. وحتى لو بنى ردا على ذلك 10 الاف منزل في القدس وفي المناطق، فانه يبقى كمن يعطي دواء للمرض غير الصحيح. لانه على تغيير المكانة الرد المناسب الوحيد هو تغيير المكانة. فعل دولة يتطلب فعل دولة مضاد. مثلا: اذا اعلنوا بشكل احادي الجانب عن سيادة فلسطينية؟ نحن نطبق القانون، القضاء والادارة خاصتنا على الاقل على المنطق ج، بما فيها المستوطنات والطرق اليها، في غور الاردن وصحراء يهودا. دون رد من هذا النوع نكون نحن أشبه بلاعب الدمكة الذي ينتقل شريكه فجأة للعب الشطرنج. اذا كان غبيا وواصل لعب الدمكة، فلا يجب ان يتفاجأ حين ينتصر عليه خصمه بلعبة الملوك. عريقات، اللاعب من جانب م.ت.ف، قال هذا صراحة: نحن لا نجلس هنا مقابلكم عن أرض محتلة، بل عن دولة سيادية محتل. واذا لم ترد اسرائيل على ذلك فورا بفعل سيادي خاص بها، فهذه هي اللحظة التي تخسر فيها عاصمتها ووطنها التاريخي.
    فالتتمة واضحة: السلطة الفلسطينية ستنضم كـ ‘دولة’ الى 60 ميثاقاً دولياً. وفي ضوء انعدام الوسيلة في اسرائيل سيعتاد العالم على التعاطي معها كدولة. ومن الان فصاعدا، يكون كل دخول للجيش الاسرائيلي الى ‘اراضيها’ يعتبر خرقا للسيادة الفلسطينية. وعندما يحققوا نيتهم في اقامة مطار قرب أريحا، والغبي العالق لا يزال في مرحلة ‘الدمكة’ يزعج، فانه سيتهم بخرق القانون الدولي. وعندما يهبط هناك الدبلوماسيون الايرانيون الاوائل سيكون الاوان قد فات.
    في شبه جزيرة القرم لعب بوتين لعبة الملوك. ونتنياهو والغرب واوباما لعب لعبة الدمكة. قرمنا هي المنطقة ج. محظور أن نترك هناك موطيء قدم للسلطة الفلسطينية ولـ م.ت.ف ليس فقط عمليا بل وبالاساس شرعيا، لان همها هو لعبة السيادة. ج هي المفتاح: من الـ 40 في المئة المتبقية، المثقبة بالمستوطنات كـ ‘الجبنة السويسرية’، لا يمكن للامم المتحدة أن تجعل دولة حتى لو وقفت على رأسها.
    ما الذي يخافه نتنياهو؟ من تهديدات عريقات باتهامنا في لاهاي بـ ‘جرائم الحرب’؟ من الذي يتهمنا؟ منظمات الارهاب م.ت.ف وفتح؟ ونحن سنجد صعوبة في أن نثبت من يقف خلف التنظيم وكتائب شهداء الاقصى ومن هو ناكر الكارثة والشريك في قتل الرياضيين في ميونخ، محمود عباس؟
    من يهدد باتهامنا بسرقة الحصان الذي لم نسرقه؟ كبير سارقي الحصن في المدينة! ونحن ننهض ونهرب خوفا؟

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


    حلم الفرص

    بقلم: افرايم سنيه،عن هآرتس
    فاز نتنياهو في لعبة ‘من المذنب؟’. فقد نجح في أن يوحد حكومته حول موضوعين وهما النفور من الافراج عن مخربين والاعتراف العام الشامل بأن اسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي.
    دفن نتنياهو لأبو مازن شركا على صورة طلب الاعتراف باسرائيل دولة يهودية، وخطا الرئيس الفلسطيني اليه منتصب القامة. فقد نسي أن عرفات نفسه اعترف بأن اسرائيل دولة يهودية. وأفضى تأخير الوفاء بالتزام الافراج عن سجناء والمناقصة التي اصدرها وزير الاسكان اوري اريئيل لبناء 720 شقة اخرى، في اليوم الذي اتفق فيه تقريبا على ‘صفقة بولارد’، أفضى برئيس السلطة الفلسطينية الى تقديم طلب انضمام الى 15 منظمة في الامم المتحدة (14 منها ليست لها أهمية عملية). إن اجراء أبو مازن يُمكن رئيس الوزراء من الاستمرار على حفظ حكومته الحالية لأن الرئيس الفلسطيني أعطى من يحتاج تصوير البقاء فيها.لكن الحقيقة مختلفة. لا يوجد ولن يوجد أي احتمال لأن تجيز حكومة اسرائيل الحالية أي اتفاق مع الفلسطينيين.
    فلا توجد تسوية لا توجب اخلاء مستوطنات، ولا توجد تسوية لا تكون في اطارها عاصمة فلسطينية في الأحياء العربية من شرقي القدس. فهذا هو الثمن الخالص لانهاء الصراع وقبول مبادرة السلام العربية التي تضمن تطبيعا كاملا مع كل الدول العربية. ولم يدع هذا يحدث 42 عضوا من الائتلاف الحاكم من حزبي اليمين، بل سيشوشون على كل محاولة من رئيس الوزراء للتوقيع على اتفاق كهذا.
    وسيمنع أكثر اعضاء كتلة نتنياهو الحزبية، سيمنعونه من انشاء ائتلاف وطني جديد يحقق اكثرية ممكنة في الكنيست الحالية لاتفاق مع الفلسطينيين.
    سيتغير الواقع بعد موت التفاوض الى اسوأ وسيوجد عنف أكثر في المناطق، وخطوات عقاب تزيد الفقر والشعور بالمرارة، واستمرار على توسيع المستوطنات وعمليات ‘شارة الثمن’. وهذه حلقة مفرغة تجعل اسرائيل دولة واحدة لشعبين يمزقها صراع عرقي عنيف، وتصير أكثر عزلة في العالم.
    إن النصر الدعائي في هذا الاسبوع سيكون ثمنه باهظا في المدى البعيد، فمن كان هذا هو حلمه فمبارك عليه. أما من يحلم بدولة يهودية مستنيرة عضو محترمة في اسرة الشعوب فكان يجب عليه أن يسعى الى انشاء حكومة مختلفة.لكن ذلك ايضا غير كاف، فلا يكفي عرض خطة سياسية بديلة بل يحتاج الى شجاعة سياسية لا لعرض الفائدة الاقتصادية لاتفاق مع الفلسطينيين فقط بل لعرض كلفته ايضا. وينبغي أن نذكر أننا نتنازل عن السيطرة عن خُمس مساحة ارض اسرائيل التاريخية وعن السيادة في الاحياء العربية في القدس.
    من ناحية اقتصادية سيكلف اخلاء عدد من المستوطنات واسكان سكانها من جديد بصورة انسانية محترمة نحوا من 15 مليار شيكل كل سنة مدة خمس سنوات.
    وهذه الكلفة أقل من كلفة الصراع وهي 1.5 بالمئة من الانتاج الوطني السنوي.
    والثمن الذي هو أصعب هو الحاجة الى نضال عام لمعارضي الاتفاق. فقد كان عند اسحق رابين واريئيل شارون حتى الآن شجاعة الثبات في مواجهة كهذه.كلما كان التوصل الى موعد القرار الوطني الحاسم المطلوب أبكر كان ذلك أفضل.سيضطر مواطنو اسرائيل لاول مرة منذ 1996 الى التوجه الى الانتخابات التي تدور على الشأن السياسي لا على مواضيع ثانوية الأهمية أثارها رؤساء الاحزاب كي يلتفوا على الموضوع السياسي.
    وليس الحسم بين خطتين سياسيتين بل بين حلمين هما ارض اسرائيل الكاملة ونصف سكانها ليسوا يهودا وهي معزولة في العالم، بازاء دولة يهودية ديمقراطية في اربعة أخماس المساحة. ولا توجد مصالحة بين الحلمين فاما هذا وإما ذاك.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    ويستمر الصراع

    بقلم: تشيلو روزنبرغ،عن معاريف
    منازعة المسيرة السياسية الحياة، بل وربما انهيارها، لا تبشر الا بأنباء قديمة متكررة: مرحلة اخرى في الحكاية التي لا تنتهي في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني الذي تبدو نهايته بعيدة أكثر من أي وقت مضى. وتصميم وزير الخارجية كيري، سياسة السرية للمحادثات بين الطرفين، المعلومات والتضليلات، كل هذه لم تؤتي بالنتائج المرجوة.
    وكما أسلفنا، لا يوجد اي جديد تحت الشمس بل ما كان هو ما هو كائن، ولشدة الاسف، ما سيكون.
    ليس لدى الاطراف المشاركة اي أرنب يمكن اخراجه من القبعة، إذ أن كل شيء، حقا هكذا، سبق أن قيل وبحث ولا يوجد اتفاق. من يبذل جهدا صغيرا ويفحص النزاع الاسرائيلي الفلسطيني منذئذ وحتى اليوم سيتبين أننا المرة تلو الاخرى نعود الى ذات الشعارات، ذات الاتهامات المتبادلة، ذات الخطاب. ليس الولايات المتحدة ولا لاي جهة ثالثة ما تعرضه على الطرفين المتنازعين لم يسبق أن عرض في الماضي.
    وسيسأل الخلق، بالتالي، ما هي جدوى المحادثات التي لا تنتهي؟ من الصعب الاجابة على ذلك جوابا واعيا.
    فكرة المفاوضات بين الطرفين هي منع الخطوات وليس اي شيء جديد. أساسها: ينبغي مواصلة الجهود لتحقيق سلام دائم. وهذا ايضا مكرر.
    النموذج لتحقيق السلام معروف للجميع غير أن تحقيقه وما سيأتي في أعقابه، أغلب الظن، لن يؤدي الى نهاية النزاع. الواقع السياسي في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية غير مؤهل لتحقيق تسوية، وان كان حتى النموذج، كما اسلفنا، معروف وواضح.
    أبو مازن ورجاله سيسجلون في التاريخ كمن كانوا خلفاء لكثيرين من بين زعماء الفلسطينيين الذين وقعوا في خطيئة السخافة.
    كقاعدة، زعماء الفلسطينيين سواء في يهودا والسامرة أم في غزة ليسوا سوى رجال الامس وبقاؤهم السياسي هو الاساس.
    ابو مازن ليس غبيا، ولهذا فمفاجيء جدا أن شخصا بعمر 80، تقريبا، ليس مستعدا لان يخرج عن المسلمات وان يضع على اختبار الجدية النية لمحاولة الوصول الى تسوية.
    تمسكه بايديدولوجيا الامس التي تلتف بعباءة اللعنف كسياسة تستهدف اثارة الراي العام العاطف، لن يجدي نفعا. فانصرافه في لحظة الحقيقة عن القرارات الحاسمة سيلاحقه الى الابد.
    ان معارضي المسيرة السياسية في اسرائيل يحتفظون بالورقة المظفرة التي منحهم اياها ابو مازن بنفسه: انصرافه ورفضه التوقيع على تسوية مع رئيس وزراء اسرائيل الاسبق ايهود باراك، الذي خرج بهجوم حاد ضده في ظل توجيه اتهامات شديدة له.
    واقوال باراك مسجلة في التاريخ بأحرف قدسية بيضاء: وعد باعادة معظم اراضي يهودا والسامرة، شرقي القدس دون ‘الحوض المقدس′ ولكن تدويله، كل ذلك مقابل انهاء النزاع.
    ابو مازن هرب وترك انطباعا قاسيا. في عهد رئيس الوزراء السابق، ايهود اولمرت ايضا، كان الطرفان قريبين من تسوية عندما كان يمكن للفلسطينيين ان يحصلوا على الحد الاقصى الذي يستطيع رئيس وزراء في اسرائيل أن يتعهد به. وركل ابو مازن الدلو في اللحظة الاخيرة.
    ولم تتأخر النتيجة في المجيء: ليس في اسرائيل زعيم سياسي يمكنه أن يحقق وعودا أوسع مما وعد به رئيس الوزراء السابق، وحتى لو كان يوجد مثل هذا، فليس له اي قاعدة سياسية لان يدفع الى الامام بخطته.
    هذه المسألة هي الاخرى ليست جديدة. يشكل معارضو المسيرة السلمية مع الفلسطينيين في اوساط الاسرائيليين أغلبية واضحة.
    وعلى فرض أن رئيس الوزراء يعتقد حقا بان اقامة دولة فلسطينية هو الحل الافضل لاسرائيل كي لا تصبح دولة ثنائية القومية، الامر الذي هو في شك كبير، فليس له شركاء سياسيون لذلك.
    فداخل الليكود وكذا في أوساط الاحزاب اليمينية نتنياهو هو في الاقلية ويحذر من أن المعارضة هي جارفة ومدعومة من الجمهور الغفير.
    كما أن ليس لاحزاب اليسار او الوسط قوة سياسية للوصول الى تسوية حسب الفكرة المعروفة. فالفلسطينيون لن يكونوا مستعدين للتخلي عن حق العودة ولا عن السيطرة في شرقي القدس، بما في ذلك الحرم. ولم نذكر بعد غزة التي تشكل مشكلة عسيرة للغاية.
    كما أن العناصر السياسية الاسرائيلية التي تمثل اليمين لن تكون مستعدة للتخلي عن سياسة البناء الحثيث في يهودا والسامرة، واقامة المزيد من المستوطنات.
    في هذا الواقع سيكون من المتعذر، حتى وان وجد زعيم اسرائيلي يكون مستعدا لان يصل الى تسوية عودة الى خطوط 67، لا توجد امكانية حقيقية لنقل 600 700 الف يهودي من اماكنهم.
    هذا هذيان ليس الا. لا يوجد تفاؤل شديد فيما قيل حتى هنا واقوال كثيرة اخرى يضيق المكان على أن يشملها. المشكلة هي انه لا يوجد اي اقتراح واقعي يبعث فينا التفاؤل.
    المؤسف هو اننا محكومون، أغلب الظن، للعيش في الواقع الحالي لسنوات طويلة اخرى.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    اسرائيل تهدد السلطة لكن امكاناتها محدودة

    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
    ليس الغرور الذي توحي به اسرائيل منذ منتصف الاسبوع الماضي، منذ أن فجرت في واقع الامر الاتصالات المتعلقة بصفقة اطالة أمد التفاوض مع السلطة الفلسطينية، ليس في محله. صحيح أن قيادة السلطة الفلسطينية عرضت في آخر لحظة مطالب غير ممكنة على الخصوص حينما كان يبدو للاسرائيليين والامريكيين أن الصفقة قد صيغت. لكن الآن ايضا بعد أن عرف مُجرو المقابلة مع جبريل الرجوب في القناة 2 كيف يعيدون الينا الفخر القومي، بقيت الامور كما كانت بقدر كبير. فاذا أصرت اسرائيل على القضاء على المحادثات كما يطلب الآن وزراء الجناح اليميني في الحكومة، فستسير بذلك في مسار ينتهي بقدر عال جدا من الاحتمال الى عودة الارهاب الى شوارع المدن في البلاد.
    لن يحدث ذلك غدا في الصباح لأن الجيش الاسرائيلي و’الشباك’ أفضل استعدادا اليوم لمواجهة عمليات ولأن القيادة الفلسطينية بخلاف القيادة التي كان يقودها ياسر عرفات في ايلول 2000، تتحفظ اليوم من ارهاب المنتحرين. لكن الجمع بين عدم وجود أفق سياسي وجمود اقتصادي في المناطق (قد يزداد سوءً اذا تضاءلت المساعدة الاقتصادية من الخارج لاجهزة السلطة) قد يفضي آخر الامر الى اعادة أحداث الانتفاضة الثانية. إن هذه قنبلة ما زالت تتكتك في هدوء لكن قادة جهاز الامن على علم جيد بها وإن كان المستوى السياسي يفضل تجاهلها. إ
    ن الهدوء النسبي في الضفة الذي أخذ يتضعضع بالتدريج منذ الصيف الماضي سيتعرض لخطر واضح فوري اذا لم يُحفظ ولو وهم أمل.
    كما هي الحال في جوانب كثيرة اخرى تتصل بعلاقات اسرائيل بجاراتها، يوجد فرق واضح بين الخطابة الاسرائيلية المعلنة في الايام الاخيرة وبين سلة الوسائل التي تملكها اسرائيل بالفعل، بازاء التوتر المجدد مع الفلسطينيين. وبرغم هجوم التهديدات الاسرائيلية منذ منتصف الاسبوع الماضي فان قوة الخطوات المضادة التي تستطيع أن تستعملها على إثر المطالب الفلسطينية الجديدة، محدودة جدا. وحينما يزن نتنياهو هذه الخطوات سيضطر الى أن يأخذ في حسابه لا قوة التنديد من الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي فحسب بل الضرر المحتمل بالتنسيق الامني مع اجهزة السلطة في الضفة الغربية ايضا.
    فالخطوات المتطرفة جدا قد تقطع الغصن الذي لا تجلس السلطة وحدها عليه بل اسرائيل ايضا.
    يتصل هذا الخطر في الأساس بالعلاقات بين الجيش الاسرائيلي و’الشباك’ والاجهزة الفلسطينية. فأذرع الامن الاسرائيلية تعتمد على الفلسطينيين في مجالات غير قليلة من استمرار التعاون الاستخباري على مكافحة نشطاء الارهاب من حماس والجهاد الاسلامي الى تأمين القانون والنظام في المناطق حول المدن الفلسطينية ولا سيما مناطق الاحتكاك بقواعد الجيش الاسرائيلي والمستوطنات.
    إن مجموعة العقوبات المحتملة على السلطة صغيرة ما بقيت اسرائيل على الأقل (والفرض كما قلنا هو أن هذه المصلحة ما زالت مشتركة بينها وبين السلطة) ما بقيت تريد منع تصعيد على الارض من جديد.
    إن خطوات العقاب التي ذكرت الى الآن قليلة جدا وتشمل في الاساس الغاء التسهيلات التي وعد بها الفلسطينيون من قبل كتحسين شبكات الهواتف الخلوية، ووقف خطط هيكلية تمت الموافقة عليها لهم في المنطقة ج التي تسيطر عليها اسرائيل سيطرة كاملة والتهديد بأن تجري كل الاتصالات بين اسرائيل والسلطة منذ الآن عن طريق منسق العمليات في المناطق بدل القنوات السياسية.
    وهذه الخطوة الاخيرة رمزية في أساسها لكنها تندمج في كلام الوزيرة لفني التي زعمت في القناة الثانية يوم السبت أن رئيس السلطة محمود عباس يجب أن يعود ويبرهن على أنه شريك. وكان في هذا الكلام صدى لتصريح رئيس الوزراء اهود باراك حينما عاد من المؤتمر الفاشل في كامب ديفيد في صيف 2000 حينما قال إنه لا يوجد شريك فلسطيني.
    وفي الجانب الفلسطيني تتحدث التصريحات الرسمية الاخيرة كتصريح محادث لفني صائب عريقات، عن استعداد لنضال شعبي للاحتلال ‘بطرق سلمية’ (القصد من ذلك بالمصطلح الفلسطيني الى المظاهرات التي يمكن أن يصاحبها ايضا رشق بحجارة بل بزجاجات حارقة). وفي الوقت نفسه تغمز السلطة حماس بعد مدة طويلة من الجمود في اتصالات المصالحة التي لا تنتهي بين الطرفين. لكن يبدو برغم نغمات التهديد أنه لا رغبة عند القيادة الفلسطينية في تجديد هجمات الارهاب، وهي خطأ دفع الفلسطينيون عنه ثمنا باهظا في العقد الماضي.
    ولن يعود الطرفان الى صفقة الاسبوع الماضي اطالة أمد التفاوض والافراج عن مئات السجناء الفلسطينيين والافراج عن الجاسوس بولارد لن يعودوا اليها كما يبدو في اطارها الأصلي. لكن ما زال يوجد عند الوسطاء الامريكيين ثلاثة اسابيع تقريبا لحل الازمة قبل أن تنتهي المدة التي خصصت للمحادثات.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    عالم مقلوب بأسلوب بينيت

    بقلم: عوزي برعام ،عن هآرتس

    أُدين ايهود اولمرت بقرار حكم معلل أثار الاحترام في دوائر كثيرة. لكن ابتهاج اليمينيين لاستماعهم قرار الحكم لا صلة له بالكشف عن الصفقات مع شاهد الدولة. إن طموحهم هو الى جمع ثروة سياسية من قرار المحكمة، وأن يجعلوا حكم الجنايات التي اتهم اولمرت بها كحكم رؤياه السياسية.
    كتبت صحفية مركزية في صحيفة سخيفة معروفة: ‘إن الذي باع هولي لاند عوض مغلفات مال هو الذي كاد يبيع البلدة القديمة لمجموعة ارهابيين عوض لا شيء’. ويقول المحامي نداف هعتسني: ‘يمر خط مستقيم بين خيانة اولمرت للمعايير الاخلاقية وبين الخيانة في المستوى الاخلاقي لجمهور ناخبيه ايضا’.
    أنا اقرأ وأفهم أن كثيرين من الجمهور يسلمون بحقيقة أننا نعيش في عالم مقلوب. عالم يحاول فيه اليمين الذي يعتدي على قيم العدل والاخلاق والسياسة الواقعية أن يظهر نفسه وكأنه صدّيق يحافظ على اخلاق دولة اسرائيل وأمنها. أما اولمرت الذي أُدين في المحكمة فقد خان قيم اسرائيل ونهجها.
    لا يجوز الاستسلام في هذه المعركة وينبغي نقلها الى ميادين اخرى لأنه لا يجوز أن يُصور المذنب الذي يشوش على كل امكان للتغيير، أن يُصور بأنه يبغي الخير.
    كان ايهود اولمرت على حق في كل كلمة قالها في السنوات الاخيرة في الشأن السياسي. وكان على حق حينما ألح على نتنياهو أن يتوجه بشجاعة الى تسوية سياسية. إن محاولة اليمين واضحة. يسمي أحد مثقفي اليمين السلام باسم ‘هدم الاستيطان’.
    وقال إن المعركة في هذه البلاد هي بين الثائرين على ارض اسرائيل وبين محبيها. إن العالم الحقيقي ليس مقلوبا ولا يجوز التمكين من قلبه في خضم العاصفة التي أحدثها حدث قضائي مهم.
    ثم من يدركون وبحق أن اسرائيل دولة صغيرة قوية في وسط عالم عربي معادٍ، ولاسرائيل مصلحة عالية في احراز سلام واسع بقدر المستطاع. ويعيش في ارض اسرائيل التاريخية شعبان، وسيفشل الاضطهاد وتجاهل أشواق الشعب الآخر في عالم السياسة اليوم.
    إن هذا التوجه حق لأنه يعرضه وطنيو دولة اسرائيل. فليس الوطني هو الذي يحاول أن يحافظ على السيطرة على مناطق لن تكون جزءً من دولة اسرائيل في المستقبل؛ والوطني هو الذي يهتم بوجود الدولة.
    إن اخلاق اليمين منافقة وهو مصاب بالايمان بأشياء أكل الدهر عليها وشرب.
    يبسط رجال دين نظريتهم من المصادر القديمة والشريعة اليهودية ويُحدث أتباعهم الذين يهتدون بهديهم واقعا اسرائيليا سينفجر في وجوهنا إن عاجلا أو آجلا. ولا يريد جمهور كبير في هذا البلد أن يعيش بحسب أوامر رجال دين تشوش على متخذي القرارات كي لا يبتوا الامور بصورة صحيحة.
    إن اليمين في العالم المقلوب يذرف دموع التماسيح بسبب الافراج عن سجناء فلسطينيين، جاء لأن الحكومة مستكينة ومستنزفة وغير قادرة على وقف البناء في المناطق أو حتى على صرفه الى وجهة اخرى.
    تعرف تسيبي لفني الحقيقة. وهي تعلم أن التفاوض الملقى عليها يجري مع داني دنون وزئيف إلكين ونفتالي بينيت واوري اريئيل (وأنا أحذر الجميع منه ففي يديه السلاح لتعويق الاتفاق).
    وتعلم لفني أن محمود عباس لم يفِ بالتزام محدد لكن اليمين لا يفي بأي التزام سياسي واخلاقي وانساني.
    إن زعامة اليمين الجديدة هي مثل بينيت انفعالية غير متزنة وتجر معها توابع متطرفة تهتدي بمذهب الحاخام دوف ليئور، لكنها في عماها تتجرأ على أن تعظ الجمهور الواقعي الذي يحرس دولته. لكن العالم الحقيقي ليس هذا.
    فالعالم الحقيقي يعلم أنهم يُفشلون كل تسوية وأنهم مستعدون من اجل الاستيطان في المناطق التي لن يكون أكثرها جزءاً من دولة اسرائيل، مستعدون لاحباط كل شيء.
    ينبغي في النضال عن الاخلاق والعدل والحقيقة أن نقف في الجانب الصحيح في مواجهة مزوري التاريخ الذين يستعملونه لسلب شعب آخر، وهم في نهاية المطاف يضرون بشعبهم وبدولتهم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 481
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:49 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 480
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:49 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 479
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:48 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 478
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:47 PM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 344
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:44 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •