النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 13/06/2014

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 13/06/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعـــة 13/06/2014 م


    في هــــــذا الملف


    الدولة الفلسطينية… حاجة اسرائيلية
    بقلم:دانييل ابراهام،عن هآرتس

    أرسم لي خريطة يا لبيد
    بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس

    وهل كان السادات يريدنا؟
    بقلم:عوزي برعام،عن هآرتس

    فلننفصل عنهم
    بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف الاسبوع

    عاصفة في الصحراء
    بقلم:جاكي خوري،عن معاريف الاسبوع




    الدولة الفلسطينية… حاجة اسرائيلية

    بقلم:دانييل ابراهام،عن هآرتس

    تتميز الساحة الاسرائيلية – الفلسطينية الان بجدال معادٍ يركز في مسألة «من المذنب» في فشل المفاوضات، وما هو معنى اقامة حكومة التكنوقراطيين في رام الله. ولكن يخيل أن على حقيقة واحدة يتفق الجميع: أجراس السلام لا تقرع، وبالتأكيد ليس الان. هذه الحقيقة ليس فقط لا تجعل الحاجة الى التصدي للتحدي الاهم الذي تقف امامه اسرائيل – حل المسألة الفلسطينية – أقل الحاحا بل وتؤكدها: فالسبيل الى التصدي لهذه المشكلة سيحسم مستقبل اسرائيل.
    وأنا استخدم كلمة «مستقبل» بحذر. فوضع اسرائيل اليوم بل وغدا، هو وضع جيد. اكثر من جيد. الاقتصاد يزدهر ولا يوجد خطر حرب فوري. ولكن من لديه عينان في رأسه يمكنه أن يرى بان مستقبلها كدولة يهودية موضع خطر. ولا سيما لان معنى استمرار الوضع الراهن هو أن عدد العرب الذين يعيشون داخل حدود اسرائيل سيزداد.
    1.7 مليون نسمة، اكثر بقليل من 20 في المئة من 8.2 مليون مواطن اسرائيلي هم عرب. 2.4 مليون فلسطيني آخر يعيشون تحت حكم اسرائيلي في الضفة الغربية. اضافة الى ذلك، كون اسرائيل تسيطر على المجال الجوي والحدود البحرية لقطاع غزة، فان العالم يرى 1.7 مليون عربي يعيشون هناك كمن يوجدون ايضا تحت حكم اسرائيلي. الميزان في خلاصته: في اسرائيل يعيش 6.1 مليون يهودي و 5.8 مليون عربي (بعضهم مواطنو الدولة وبعضهم الاخر يوجدون تحت حكم اسرائيلي).
    عدد العرب يزداد بسرعة أكبر من عدد اليهود. واسرائيل تقترب من المساواة في الاعداد بين اليهود والعرب الذين يعيشون تحت حكم اسرائيلي. البروفيسور سيرجيو دي لا فرغولا من الجامعة العبرية، المرجعية الرائدة في العالم في مواضيع الديمغرافيا اليهودية والعربية، توصل الى استنتاج بانه حتى العام 2020 سيكون اليهود اقلية في الارض التي تتضمن اسرائيل، الضفة الغربية وقطاع غزة. كما يقضي دي لا فرغولا ايضا بانه حتى بدون قطاع غزة، حتى العام 2020 سيشكل العرب 44 في المئة من السكان الذين يعيشون تحت حكم اسرائيلي. وعليه، فليس بعيدا اليوم الذي يفوق فيه عدد سكان الدولة العرب عدد اليهود.
    بوب ديلن غنى عن «الازمنة المتغيرة». ولكن عندما يحذر وزير الخارجية الامريكي جون كيري من أنه اذا لم تجد اسرائيل السبيل الى المساعدة في قيام دولة فلسطينية وتخليص نفسها من الضفة، فانها ستصبح «دولة أبرتهايد»، فان المعنى هو أن الازمنة تتغير بسرعة اكبر مما يقدر الكثير من الاسرائيليين. وكيري، كما ينبغي التشديد، هو صديق عاطف لاسرائيل.
    اسرائيل ملزمة بان تحسم. عليها أن تحل النزاع كي تكون دولة يهودية. من اجل الحفاظ على أغلبية يهودية فان اسرائيل بحاجة ماسة لحدود معترف بها ومتفق عليها، تفصل بينها وبين الدولة الفلسطينية المستقبلية في الضفة الغربية وفي غزة. وكلما حصل هذا بشكل أسرع، هكذا سيكون مستقبل اسرائيل اكثر أمنا. وهذه المهامة ملقاة على عاتق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. عليه أن يقود اسرائيل الى مستقبل تكون فيه دولة يهودية تحافظ على طابعها الديمقراطي.
    الحسم في هذا الشأن هو الحسم الاهم الذي يتعين على الجمهور الاسرائيلي أن يجريه: ان يكون دولة يهودية أو دولة نصفها يهودي ونصفها عربي. اذا كنتم تريدون دولة يهودية عليكم أن تصروا على أن يلبي رئيس وزرائكم ارادتكم. المستقبل منوط بكم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ





    أرسم لي خريطة يا لبيد

    بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس

    «كما هو مهم ألا يكون أي جزء من اجزاء ارض اسرائيل «نقيا» من اليهود فليس من المهم كذلك ألا يكون جزء ما «نقيا» من العرب… إن العربي الفلسطيني الذي فُتحت البلاد أمامه مجددا وضُمنت له تعويضات لم يعد لاجئا، فهو محرر من وسواس المذلة والسلب والطرد من الفردوس المفقود». إن اليساري البغيض المقتبس كلامه هنا والمستعد لأن يدفع تعويضات للاجئين، وكاره اسرائيل الذي يريد أن يُحلل للفلسطينيين شراء ارض في اسرائيل، هو المحامي اليكيم هعتسني من أوائل المستوطنين في كريات أربع. وقد نشر كلامه هذا في «يديعون هكرياه» في 1976. بعد ذلك بـ 38 سنة جاء داني ديان – رئيس مجلس «يشع» في الماضي و»وزير خارجيتها (أليست توجد دولة يشع)»، يحمل بشرى وهي «أنه لا يمكن الاستمرار على العيش في حصار نفسي مع فرض قيود شاملة على الفلسطينيين»، يقول في خطته السياسية «الجديدة» (هآرتس، 9/6).
    تفصل سنوات ضوئية بين التوجه البعيد المدى الذي اقترحه هعتسني وبين توجه ديان؛ فلم يعد ديان يقترح الاعتراف بالنكبة الفلسطينية، ولن يدفع تعويضات، ولن يحلل لهم بالطبع أن يشتروا ارضا في اسرائيل. وليست خطته لتطوير الاقتصاد الفلسطيني أكثر من اقتراح اماكن عمل لعشرات آلاف الفلسطينيين. فمن قال إن المستوطنين لا يفكرون في الفلسطينيين؟.
    ولد اقتراح هعتسني في ظروف كان يمكنه فيها لو تم تبنيه أن يغير وجه الواقع. وولد اقتراح ديان في مقابله بعد أن أكد المستوطنون ومستوطناتهم تأكيدا جيدا موت المسيرة السياسية. واذا كان المستوطنون قد اعترفوا في 1976 أو الاذكياء منهم على الاقل بالحاجة الى النظر في مطالب الفلسطينيين ومشكلاتهم فانهم يحتفلون الآن برؤيا العظام الجافة.
    إنها العظام التي هم مستعدون لرميها للفلسطينيين. ويتبين أن ديان لم يصحُ قط من هذيان «الاحتلال المستنير»، والجسور المفتوحة بين اسرائيل والمناطق، وإحلال الفلسطينيين محل العمال الاجانب. لأنه ما الذي سيشوش على سكينته؟ فالحكومة له والميزانية تلفه في دفء، والجيش خاضع لسلطة الجالين وراء الخط الاخضر، واهتمامه الرئيس هو بما يفعله بكل آلاف رُخَص البناء تلك التي مطرت عليه.
    لا تؤثر فيه حتى صرخة يئير لبيد ما عدا ما تحدثه من الضجيج. لأنه حينما يطلب لبيد الى رئيس الوزراء أن يعرض خريطة فلسطين المستقبلية يكون ديان هو الذي رسمها. لأن لبيد منذ سنة وأكثر كان يجلس محتضنا إخوته وأخواته من اليمين، ينظر متنحيا الى العلاقات التي تُكسر بضجيج بالولايات المتحدة وكأن ذلك لا يخصه. وقد أخذ لبيد يصرخ قائلا «إيتوني بخريطة» مثل ديان بعد أن انقشع الغبار عن أنقاض المسيرة السياسية وقد أُغلقت نافذة فرص تأثيرها. من ذا يجب عليه أصلا أن يأتيه بخريطة؟ هل نتنياهو؟ هل ليبرمان؟ أوربما بينيت؟ ولماذا لا يأخذ لبيد قلما براقا عاديا وخريطة ملفوفة بالنايلون ويرسم خريطة هو نفسه؟ لا تكون نظرية متعددة المراحل لمباديء خريطة المستقبل ولا خريطة خرساء بل تكون رسما دقيقا مفصلا يبين أين بالضبط ستمر الحدود بين اسرائيل والضفة، وأين ستمر الحدود في القدس، وهل تكون معاليه هشومرون مستوطنة داني ديان «في الداخل» أو «في الخارج».
    وليتفضل لبيد بأن يرسم خريطة كتله الاستيطانية وخريطة «الاجماع الوطني الواسع»، كما يقول تعريفه الجغرافي الجديد وكأنه نسي من الذي يقرر ومن الذي يمثل الاجماع الوطني و»اتساعه». إن «الاجماع الوطني» هو الذي سلم الى داني ديان سلطة تحديد الحدود الأبدية. وهل هذه الحدود بعيدة عما يقصد اليه لبيد؟ وكيف نعلم ذلك دون أن يظهر لبيد خريطة؟ إنه يهدد الآن باسقاط الحكومة اذا… اذا ماذا؟ هل اذا حاولوا أن يضموا «ولو مستوطنة واحدة»؟ هل اذا لم توجد مبادرة سياسية؟ هل اذا لم يأت نتنياهو بخريطة؟ يا له من ضجيج.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    وهل كان السادات يريدنا؟

    بقلم:عوزي برعام،عن هآرتس

    قال رئيس الوزراء ردا على الانتقاد العام للبناء في يهودا والسامرة: لا يريدوننا هنا، وهذه هي المشكلة الحقيقية لأبناء البيوت.
    هب الامر كذلك، فماذا يعني؟ هل صدرنا مرة عن الفرض الاساسي أنهم يريدوننا هنا؟ وهل اعتقدنا قط مثلا أن زيارة انور السادات لاسرائيل كانت نابعة من تأييد مصري اساسي لوجود دولتنا؟ من المؤكد أن لا. فقد كنا نعلم وجود اختلاف في مجرد وجودنا بصفة دولة، لكن رئيس مصر الذي جاءنا منتصب القامة، أيد الحقيقة التي لا اعتراض عليها وهي أن دولة اسرائيل أُسست لتبقى.
    نشأ للسادات أعداء اقوياء. ودعوه في أنحاء العالم العربي خائنا ودفعت مصر عن اتفاق السلام بمكانتها باعتبارها زعيمة العالم العربي (لكن الهيمنة عادت الى حسني مبارك بعد عشر سنوات). ووجد في هذا البلد ايضا من ردوا في شك وتحدثوا عن زيارة السادات كأنها حيلة مصرية لاضعاف اسرائيل.
    «لا يريدوننا هنا» ـ هذا هو الفرض الاساسي لكل مُجري التفاوض على اختلاف اجيالهم. ولو أجري استفتاء شعبي بين الفلسطينيين وسئلوا: هل تؤيدون أم تعارضون وجود اسرائيل؟ لشجعت النتائج رئيس الوزراء لكن اسرائيل في مقابل ذلك دولة مستنيرة وذات قيم، ولو أجري هنا استفتاء لليهود يفحص عن استعدادهم لقبول مواطني اسرائيل العرب – الذين سكنوا فلسطين قبل أن يحلم افيغدور ليبرمان بالهجرة الى الارض المقدسة بحقب طويلة – وأن يعيشوا معهم، فانه يخيل إلي أنه من الواضح ماذا ستكون النتيجة.
    لكن نتنياهو مع كل ذلك حينما ضاق الامر عليه سحب ورقة اللعب المغبرة. فلا تهم خطبة بار ايلان ولتذهب الحاجة الى تسوية الى الجحيم، فاننا نعود الى ما بدأنا منه وهو أنهم لا يريدوننا هنا.
    ماذا سيكون الآن؟ سيقول الساخرون ومؤيدو مقولة «الصدّيقون يقوم الآخرون بعملهم» إنه أتيحت لنا ساعة طيبة. ولن يكون بعد الآن غموض صيغ. هل يريد اوري اريئيل أن يبني؟ فليبن؛ وهل يريد بينيت أن يضم الارض؟ فليضم. فبهذا فقط تستطيع اسرائيل أن تواجه اليمين المصفى – إن اريئيل وبينيت سيقويان احتمال تغيير مواقف الجمهور.
    لم تأت كل فكرة التسوية من مدرسة يسار معتدل أو متطرف بل نبعت من نظرة واعية الى الداخل والخارج من اكثر زعماء اسرائيل. أما الداخل فاننا اذا لم ندفع قدما باتفاق سلام مع من لا يريدوننا هنا فاننا سنقدم اسرائيل خطوة اخرى في طريقها الى أن تصبح دولة كل مواطنيها.
    وأما الخارج فاننا اذا حددنا من المساواة الديمقراطية فسنصبح منبوذين مُحقرين في العالم.
    حينما اقترح نتنياهو أن يعترف الفلسطينيون باسرائيل دولة للشعب اليهودي، ادركت فورا ان التفاوض فشل قبل ان يبدأ.
    وهتف له المصفقون للحيلة الخلاقة التي تقيم للفلسطينيين سقفا لا يُتجاوز ايديولوجيا وذهنيا. وأثار بيبي الذي وعد كل ساسة العالم بأن يدفع بفكرة الدولتين قدما، أثار مطلبا عرف أنه لن يُقبل. فماذا يكون؟ يستطيع نتنياهو أن يعانق اريئيل لأن البناء في المستوطنات رد يهودي مناسب على الرفض الوقح للاعتراف بنا دولة للشعب اليهودي.
    ليس نتنياهو أهلا لاستغلال حقيقة انشاء الحكومة الفلسطينية الجديدة كي يفحص على رؤوس الاشهاد استعدادها لاجراء تفاوض فعال.
    وسيستغل ذلك الامر بدل ذلك كي يوحد بين بينيت وزئيف الكين ليؤيداه ويؤيدا استمرار بقائه.
    ليس لاسرائيل أية مصلحة استراتيجية في المدى البعيد سوى صنع السلام، فهذا هو الحلم الاساسي لاكثر المواطنين وهو حلم تشوش عليه تخويفات لا تنقطع تتجاهل حقيقة ان مصلحتنا الوجودية ليست هي بقاء بنيامين نتنياهو.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    فلننفصل عنهم

    بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف الاسبوع

    قول رئيس الوزراء، في احاديث خاصة او في الغرف المغلقة انه لا سبيل آخر غير الانفصال عن الفلسطينيين يعتبر أمرا لا يقل عن الدراماتيكية. فالتقرير من جلسة لجنة الخارجية والامن في الكنيست والتي كان شارك فيها هذا الاسبوع رئيس الوزراء وجاء فيه ان نتنياهو مصمم على أن يخرج الى حيز التنفيذ الانفصال، هو أمر ذو مغزى اكبر ايضا.
    ضمن أمور اخرى، قال رئيس الوزراء في تلك الجلسة المغلقة: «لا اريد دولة واحدة من البحر وحتى النهر… حتى لو كان الميزان الديمغرافي لا يعمل ضدنا وتوجد اغلبية يهودية، يبقى واضحا أن هناك حاجة الى ان تكون الاغلبية اليهودية جلية وتكون دولة ديمقراطية». وواصل نتنياهو وألقى القنبلة في ضوء افواه النواب المفتوحة: «وعليه فينبغي الوصول الى الانفصال… هكذا نحصل على أغلبية يهودية مضمونة وكذا قدرة مناورة معينة في مواجهة بعض من دول العالم العربي لفترة زمنية معينة».
    هذه ليست مجرد أقوال تقال من أجل وسائل الاعلام. ونشرها ليس صدفة إذ انها تشكل سابقة ذات مغزى هائل. ثمة بالتأكيد احتمال معقول في أن يكون نتنياهو اجتاز الروبيكون ونظرته الى الواقع بعينين مفتوحتين تفوق الايديولوجيا التي أكل الدهر عليها وشرب. ثمة وجه شبه كبير جدا بين اقوال نتنياهو هذه واقوال شارون في ندوة هرتسيليا اياها التي أعلن فيها عن «فك الارتباط في العام 2005. وهكذا قال: «رؤيا الدولتين تنطوي على تنازل هائل لكل واحد من الطرفين. نحن اتخذنا قرارا تاريخيا في أننا مستعدون لهذا التنازل. وأنا اشدد – هذا، لا للتنازل باي حال عن كل موضوع بامن مواطني اسرائيل وبامن دولة اسرائيل. في هذه المجالات لن يكون اي تنازل – لا الان ولا في المستقبل. وذلك لان بديل الدولة الواحدة، التي يحكم فيها شعب شعبا آخر، ستكون مصيبة فظيعة للشعبين. هكذا فقط سيكون بوسعنا منح أمل حقيقي لشعبنا».
    ان الواقع السياسي الناشيء صعب جدا على اسرائيل. يكفي أن نقرأ ونسمع أقوال الدبلوماسيين الامريكيين او الاوروبيين كي نفهم بان اسرائيل تدير حربا دبلوماسية شاملة. وحتى لو لم تكن اسرائيل مذنبة في الواقع الناشيء، فلا مفر لها غير أن تواجهها وان تخرج منها الافضل لمواطنيها. نتنياهو مسؤول عن رئاسة الوزراء ليس كي يرضي هذا الجناح أو ذاك بين السكان، بل مسؤول عن مستقبل اسرائيل بأسرها. مفهوم جدا موقف نتنياهو الذي يرى في حكومة الوحدة الفلسطينية استفزازا ومنح شرعية لحماس التي تحتفظ بايديولوجيا ابادة اسرائيل. المشكلة هي ليست اذا كان نتنياهو محقا بل حقيقة ان كل دول اوروبا والولايات المتحدة تعترف بالحكومة الجديدة.
    المهم هو السلام، اذا كان ممكنا الوصول اليه. ولا يمكن لنتنياهو أن يغير هذا الموقف حتى لو خاض حملة دبلوماسية لامعة. وهو يوجد تحت ضغط كبير جدا وقراراته في هذه الاوقات ليست هي الاحسن على أقل تقدير. فالاعلان عن البناء في المستوطنات جيد تجاه الداخل كرسالة لمواطني اسرائيل. اما تجاه الخارج فهو ضار فقط، وأصداؤه السلبية يمكن ان نسمعها من كل أطراف المعمورة. فهل في نظرة استراتيجية جيد أن تكون اسرائيل تتلقى الضربات، وعزلتها آخذة في الاتساع؟ بالتأكيد لا.
    ان الانفصال عن الفلسطينيين هو مصلحة اسرائيلية صرفة. كل النظريات الاخرى لا تصمد. اسرائيل ملزمة بان تنفصل عن الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن، سواء بالتسوية أم بغيرها. وكلما بكرنا كان أفضل لنا.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ




    عاصفة في الصحراء

    بقلم:جاكي خوري،عن معاريف الاسبوع

    بينما كنا هنا في اسرائيل منشغلين في انتخاب رئيس جديد، كانت عيون العالم كله تتطلع الى العراق. موجة عنف، هي الاكثر حدة منذ سبع سنوات، ثارت هناك من جديد، وفي ذروتها نجح مقاتلو المنظمة السلفية المتماثلة مع القاعدة في دفع الجيش وقوات الشرطة الى الفرار واحتلال محافظة نينوى في شمالي العراق، حيث المدينة الثانية في حجمها ـ الموصل. وأعلنت حكومة العراق عن حالة الطوارئ، وطلب رئيس البرلمان اسامة النجفي من العالم التعاطف. هذا يبدأ في الموصل، كما حذر، ولكنه قد يؤثر على المنطقة بأسرها. وبالفعل، فان الثوار لا يميلون الى الراحة. ففي سيطرتهم على الموصل، واصلوا نحو مدينتي كركوك وتكريت.
    «ثلاث فرق عسكرية ترابط في نينوا» عجب النجفي غاضبا. «وتوجد أيضا قوة شرطة. وهم مزودون بالطائرات، بالدبابات وبكل الوسائل. كيف تنهار هذه القوات امام بضع مئات أو بضع الاف من الارهابين؟»
    استمرت المعركة على مدينة الموصل أقل من اسبوع، ووصلت الى ذروتها أول أمس بانتصار الثوار، من مقاتلي منظمة «الدولة الاسلامية في العراق والشام». واقتحم المسلحون السجن المركزي في المدينة واطلقوا سراح 1.400 سجين. ودهش سكان الموصل لرؤية السجناء، يلبسون البزات الصفراء، يسيرن في الشوارع وكأنهم خرجوا في نزهة الصباح. وسقط المطار الدولي في المدينة هو ايضا في ايدي المنظمة. وهرب بضعة الاف من السكان من الموصل شمالا باتجاه الاقليم الكردي. وطلبت حكومة العراق من زعيم الاقليم، مسعود البرزاني، مساعدة الهاربين. ووضع برزاني جيشه البشمركة، في حالة تأهب وأمر باعداد فنادق وعيادات للاجئي الموصل. ولكن قلائل نسبيا وصلوا.

    غنية ووحشية

    في العالم الواسع يميلون الى معرفة من هم «القاعدة»، ولكن لمنظمة «الدولة الاسلامية في العراق والشام» يوجد تميز وهدف خاص بها. هذا الفصيل الذي يسمى بالاحرف الاولى من أسمه «داعش» يعتبر اليوم المنظمة الجهادية الغنية والوحشية في العراق. وهي تضم بضعة الاف من المقاتلين على الاقل، مزودين بالدافع الديني لاقامة دولة شريعة هناك، وبدعم مالي سخي. ورغم روح الجهاد التي تطغى على مقاتليها، فان خلفية نشوئها ليست دينية على الاطلاق. «داعش»، كباقي المنظمات السنية المتطرفة في العراق، هي ثمرة فجة للسلوك الامريكي المغلوط، الذي حطم الحكم ولكنه لم يعرف كيف يبني آخر بدلا منه. ومقاتلو «داعش» هم ضباط وجنود سنة من جيش صدام او موظفون القي بهم الى الكلاب من قبل الامريكيين فور احتلال بغداد في نيسان 2003. الرجل رقم 2 في المنظمة، الذي قتل قبل اسبوع في اشتباك مع الجيش، هو نقيب سابق في جيش صدام. ويدعى عدن اسماعيل البيلاوي (39)، وقد عمل «وزيرا للحرب» في «داعش».
    فرع آخر للمنظمة يعمل في سوريا ويزرع الموت والدمار في المناطق التي ليست تحت سيطرة الاسد. وكونهم سنة هو سبب وجيه بما يكفي لاثارة الكراهية ضدهم من جانب الشيعة والاكراد، في سوريا والعراق معا.
    من بين جملة المحافل الثائرة، فان «داعش» هي المنظمة الاقوى في العراق اليوم. هدفهم الديني هو اقامة دولة شريعة، ولكنه هدفهم القومي لا يقل اثارة للاهتمام. ففي نيتهم تحرير المناطق السنية شمالي بغداد واعادة النظام الذي كان متبعا في العراق في عهد حكم البعث الى سابقه حتى ولو جزئيا. واليوم توجد في أيديهم اجزاء واسعة من مدينة الفلوجة، من محافظة الانبار ومن مدينة سامراء – وكلها ذات أغلبية سنية. رمزهم هو العلم الاسود الذي يخط عليه باحرف بيضاء – «لا إله الا الله، محمد رسول الله».


    الجيش يفر حفاظا على روحه

    قلة في العراق فوجئوا من هزيمة الجيش في المعركة على الموصل. فقواته هزيلة، غير مدربة كما ينبغي وتعاني من تنسيق عليل مع القيادات في بغداد. «المعلومات الاستخبارية التي تصل اليهم – لا تستخدم على نحو سليم»، اشتكى الرئيس النجيفي.
    وحسب آخر المعلومات من بغداد، فقد تلقت المنظمة مساعدة كاملة من السكان في الموصل في اثناء احتلالها. اما الجيش العراقي الذي فر حفاظا على روحه، فترك في ايديهم دبابات ومجنزرات، وسائل قتالية لم تكن على الاطلاق في ايدي مقاتلي داعش. عمليا، تقول المصادر في بغداد فان سكان المناطق السنية في شمال العراق اداروا ظهرهم الى الحكومة المركزية، وهم يؤيدون حكم الفصائل السنية. من ناحيتهم، هذا تحرير واعادة للنظام الى سابق عهده، مثلما ساد في عهد صدام. وتشريح هذه الحقائق معدل الهرب المنخفض نسبيا من الموصل مع احتلالها. الفان فقط فروا منها شمالي نحو المنطقة الكردية، غالبيتهم الساحقة من ابناء الاقلية المسيحية.
    وهدد رئيس الوزراء، نوري المالكي كل جندي أو شرطي يهرب من أمام مقاتلي «داعش» بتقديمه الى المحاكمة. وضع المالكي السياسي صعب، ويحتمل جدا أن يسرع سقوط الموصل من استقالته. فرئيس الحكومة العراقي يتولى منصبه منذ ثماني سنوات ولكنه نجح مؤخرا في أن يقيم عليه كل جيرانه تقريبا. فتأييده لسوريا الاسد زرع توترا شديدا في العلاقات بينه وبين السعودية وتركيا السنيتين؛ ولكن حتى أبناء طائفته، الشيعة، غير راضين من سياسته المستقلة بعد أن عمل على ان يبعد من مراكز القوة حلفائهم الايرانيين في بغداد.
    وقد استهدفت دول وقوى عديدة جدا رأس المالكي (64) وهم يسعون الى افشاله. والان، عندما تسقط المدينة الثانية في حجمها في الدولة في ايدي العدو السلفي، سيصعب على المالكي أن يؤدي مهامه كما ينبغي. وليس غريبا أن بورصة أسماء بغداد تعج بالحركة بالمرشحين للحلول محله. أحد أبرزهم هو أحمد شلبي، حبيب الغرب وصديق اليهودي.
    ان حرب «داعش» ضد الحكومة هي بقدر كبير معركة باسم الاب: فمقاتلو المنظمة هم عمليا «ابناء صدام» الذين يثأرون على الاطاحة به وعلى عار الطائفة السنية. احد مصادر الدخل الاساسية لهم هو عائلة صدام حسين ومقربوها. ولا سيما ابنة صدام، رغد، وصديقه من الطفولة، الذي اصبح شريكه في القيادة، عزت ابراهيم الدوري. وقد نجح هذان الاثنان في النجاة من حملة الصيد الامريكية وهما يحوزان مليارات الدولارات من أموال العائلة. مصدر تمويل ثان لـ «داعش» هي الأموال التي يفرضها نشطاء المنظمة على المناطق التي يسيطرون عليها. كل دكان ومصلحة تجارية، او موظف، يدفع لهم مبلغا شهريا ثابتا يبدأ بخمسين دولار.

    بغداد على بؤرة الاستهداف

    حقيقة أن ورثة صدام هم في معظمهم شيعة تضيف دافعا للصراع الدموي على الحكم. وخلافا لصدام، الذي أدار نمط حياة علماني، فان الفصائل السلفية تبنوا ايضا نمط حياة ديني متزمت. ورغم ذلك، فان سكان المحافظات السنية مستعدون لان يقبلوا إمرتهم، شريطة الا يكونوا خاضعين لسيادة الحكم المركزي. ويمكن ان نحصل على مؤشرات اخرى على هذه المواجهة هذه الايام في سوريا، ولكن ايضا في لبنان. ساحات اخرى يعتور فيها التوتر الاسلامي الداخلي هادئة نسبيا، ولكن يمكنها أن تثور في كل لحظة. البحرين، اليمن او الكويت الصغيرة مثلا.
    والان ينتظر الناس في العراق ليروا اذا ما حلت علامتا الاستفهام الكبريان. الاولى تتعلق بمستقبل رئيس الوزراء الحالي، الذي يتعرض لضغط شديد للاستقالة، والمسألة الثانية الاكثر اشتعالا واهمية هي هل سينجح مقاتلو «داعش» في أن يقضموا المزيد فالمزيد من لحم الجمهورية الجديدة. ابنة صدام ومقربه عزت الدوري يبتسمان بالتأكيد ولكنهما ليسا الوحيدين. في السعودية وفي تركيا أيضا، عدوتا الشيعة في العراق، يرتقبون تغيير الحكم في بغداد.
    «لا ريب أن صدام حسين، الرئيس السابق للعراق، واسامة بن لادن، الزعيم القتيل للقاعدة، يضحكان في قبريهما»، كتب المتعلق عبدالرحمن راشد في صحيفة «الشرق الاوسط» السعودية. «فهما يهزآن من نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، المعروف بوقاحته وغروره». وقد سمح الصحافي السعودي القديم لنفسه بان يتسائل اذا كانت بغداد هي التالية في الدور. وبالفعل، علم منذ امس بان قافلة الثوار سيطرت على مدنة بيجي، المعروفة بمصانع تكرير النفط فيها، على مسافة 200كم من العاصمة، وهم يواصلون التحرك باتجاه بغداد.
    «وسواء بقي المالكي في كرسي رئيس الوزراء أم لا»، اضاف راشد، «فان المعركة ضد منظمات الارهاب ستكون طويل وأليمة. عليه أن يعالج غضب المؤسسة المدنية والمؤسسة العسكرية، بما فيهما قادة القبائل في الانبار ونينوا. وبدون تعاونهم، ستفشل الحرب ضد «داعش» وهم سيصلون الى بغداد».

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 20/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:52 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 19/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:52 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 17/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:51 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 10/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:43 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 09/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:43 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •