النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 23/06/2014

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 23/06/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي الاثنيـــن 23/06/2014 م


    في هــــــذا الملف

    ما قال أبو مازن في السعودية كلاما لم يقله عرفات ولن يقوله أحد بعده من ورثته فيجب استغلاله واعتباره شريكا في صنع سلام
    بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

    الهدف إعادة المخطوفين
    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

    لنقلب معادلة الارهاب
    بقلم:نداف هعتسني،عن معاريف الاسبوع

    اسرائيل تتدحرج الى حرب وحملتها ضد حماس قطرة في بحر مقابل محيط التراص الذي يثور في المجتمع الفلسطيني في صالح الحركة
    بقلم: ران أدليست،عن معاريف

    أولادنا جميعاً
    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت






    ما قال أبو مازن في السعودية كلاما لم يقله عرفات ولن يقوله أحد بعده من ورثته فيجب استغلاله واعتباره شريكا في صنع سلام
    بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

    ماذا نطلب بعد من الزعيم الفلسطيني؟ إنه حليق الذقن، مع ربطة عنق، ويتحدث لغة انجليزية معقولة، وهو يعارض بكل قوة وفي كل نادٍ استعمال العنف، وهو يقول في كل مكان إن المصلحة الفلسطينية هي صنع سلام مع اسرائيل. وهو لا يطلب العودة الى بيته في صفد الذي جلا عنه لاجئا، وهو مستعد لأن تضم اسرائيل لنفسها الكتل الاستيطانية القريبة من الخط الاخضر. وهو يعرض كارثة يهود اوروبا على أنها اكبر كارثة في التاريخ، ويجري رجال أمنه تنسيقا لم يوجد له مثيل قط من قبل مع الجيش الاسرائيلي.
    حينما قلنا له إنه لا يمثل غزة بل نصف الشعب الفلسطيني فقط، حاول التوصل الى اتفاق مع حماس أنشئت في اطاره حكومة من غير رجال حماس تلتزم بالاعتراف باسرائيل والاعتراف بالاتفاقات الدولية التي وقعت م.ت.ف عليها، ومعارضة العنف. وحينما قلنا له إن ما يقوله باللغة الانجليزية لوسائل الاعلام في الغرب لا يقوله بالعربية للعرب قام بأكثر اعماله ادهاشا فقد ظهر أبو مازن في يوم الاربعاء الاخير في مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية في جدة في السعودية، وفي خطبة بلغة عربية فصيحة أمام كل وسائل اعلام العالم الاسلامي، تحدث عن عدم جدوى النضال العنيف لاسرائيل، وتحدث عن التنسيق العسكري المهم مع اسرائيل، وقال إن كل فتى هو فتى من وجهة نظره – سواء كان اسرائيليا أم امريكيا أم عربيا – ودعا الى اطلاق سراح المخطوفين وقال إن الاختطاف يجلب الدمار على الفلسطينيين. وقد صب عليه نقد شديد جدا كما كان متوقعا من وسائل الاعلام العربية والشبكات الاجتماعية وعرض فورا على أنه خائن ومنفذ سافر لأوامر اسرائيل.
    وما هي الحال عندنا؟ لم ينجح مكتب رئيس الوزراء بالتأثر بكلام الرئيس الفلسطيني وأعلن أن الامتحان الحقيقي هو الافعال لا الاقوال وأن الفعل المطلوب هو الغاء الاتفاق مع حماس. وقد أعلن نائب وزير دفاعنا داني دانون الصنع حينما أعلن في مقابلة صحفية لـ “يومان هبوكر” في صوت اسرائيل أنه يصدق أبو مازن القديم (ما الذي يقصده بالضبط؟).
    إن حقيقة أن الزعيم الفلسطيني قام في شجاعة أمام الدول الاسلامية كلها وقال كلامه لا تؤثر في دانون، فهو يرى في كل شيء كهذا حيلة أو مؤامرة. لأنه اذا كان يوجد مع كل ذلك شيء ما مميز في فعل عباس فانه قد يعتقد شخص ما أنه يوجد لنا شريك، واذا وجد لنا شريك أمكن أن نفاوضه واذا أمكن أن نفاوضه احتيج الى التخلي عن اكثر الضفة الغربية وانشاء دولة فلسطينية هناك لأننا قد وافقنا على هذا المبدأ، ومن لم يكن مستعدا لدفع هذا الثمن فانه لا يستطيع الاعتراف بوجود شريك لأنه سيوجد من هناك منزلق دحض الى الحل الذي لا يريده اليمين المتطرف بيننا.
    لكن من لا ينتسب الى تيار غير المستعدين بأية حال من الاحوال لتصديق أبو مازن لا يجوز له أن يقلل من أهمية ما قاله الرئيس الفلسطيني في مؤتمر وزراء الخارجية في السعودية. فقد قال كلاما لم يقله عرفات قط، وسيطول الزمان الى أن يقوله أحد من ورثته في المستقبل.
    إن من يؤمن بأن مستقبل دولة اليهود الديمقراطية مقرون باتفاق مع الفلسطينيين يجب أن يستغل الخطبة. ويرى جيدا ثمار التنسيق الامني في الضفة الغربية في هذه الايام وأن يبدأ الحديث بجد عن حل سياسي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    الهدف إعادة المخطوفين

    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

    في السادسة والنصف صباحا في كل واحد من الصباحات الاخيرة يجري متحدث الجيش الاسرائيلي حديث فيديو هاتفيا مع المراسلين العسكريين، لاطلاعهم على آخر الأحداث في المناطق. وتتم توجيهات هاتفية مشابهة بعضها في كل يوم، مع حلقات اعلامية اخرى ايضا – محرري الصحف، ومحرري الاخبار ومراسلي شؤون المناطق. وقد دخلت عملية «عودوا أيها الاخوة» للعثور على الفتيان الثلاثة الذين خُطفوا في غوش عصيون الى ما يشبه الرتابة، فجهاز الامن يعاملها على أنها عملية متصلة بعيدة المدى. وهو يستخدم فيها قدرا كبيرا من القوات والجهود الاستخبارية.
    يُضاف الى ذلك بحسب روح العصر ايضا قدرات الآلة الناجعة ومهارة المتحدث العسكري. ففي كل بضع ساعات تُرسل الى بريد الصحافيين الالكتروني صور فيديو وصور ستيلز تُخلد زيارات الضباط الكبار للميدان واعمال الوحدات العسكرية. فلا يُظلم أحد هنا؛ لا لواء الشباب الطلائعيين ولا كتيبة الشباب الطلائعيين الحريديين من لواء كفير. فالجميع يجهدون في أن يُعيدوا الفتيان المخطوفين الى بيوتهم؛ ويحظى الجميع بتغطية اعلامية مناسبة.
    يبدو أن العجل يريد أن يرضع أكثر مما تريد البقرة أن تُرضعه. فالاتصالات الالكترونية تنقض على كل فيلم فيديو قصير ينشره متحدث الجيش الاسرائيلي كأنها تجد غنيمة (لم نرَ برغم مرور خمسة ايام الى الآن أية صورة من عملية اعتقال اعتمدت على عمل مصور لا يلبس الملابس العسكرية). أُذيعت في بداية الاسبوع بتأثر خاص من محطات التلفاز صور فيديو وثقت اعتقال حسن يوسف في بيتونيا على أيدي مقاتلي الجيش الاسرائيلي. ويعتبر الشيخ يوسف وهو في الستين من عمره واحدا من قادة الذراع السياسية لحماس في الضفة الغربية، وهو يخرج ويدخل الى السجون الاسرائيلية منذ عقدين على الأقل. وقد أُفرج عنه في آخر مرة من اعتقال اداري قبل اربعة اشهر فقط. وبرغم أن «الشباك» يظن أنه مشارك في الارهاب مشاركة غير مباشرة، لم يُدن يوسف قط بمادة أشد من كونه عضوا في حماس وهي عضوية لا ينكرها. ويبدو أن اعتقاله يُستخدم على أنه جزء من خطة برج آلية تقريبا في كل حال تشارك فيها حماس في عملية كبيرة. ولن يوجد إدانة في هذه المرة ايضا.
    نحن ايضا في الصحافة المكتوبة نملأ صفحات بعد صفحات في قضية لم يُجدد فيها شيء تقريبا منذ بضعة ايام – وما زال القليل الذي كُشف عنه مع كل ذلك ممنوعا نشره. بلغت العملية الى المرحلة المعروفة من عمليات عسكرية واسعة في قطاع غزة. ففي الوقت الذي لا يحدث فيه شق طريق في مجال العمل الرئيس تتسع الاهداف التي تصاحب العملية وتتبوأ بالتدريج جزءً مركزيا من الاهتمام. ففي قطاع غزة في عمليات لا يوجد فيها تقدم بري يعدون المخربين القتلى وأهداف المنظمات الارهابية التي تم ضربها. وفي الضفة الغربية يعدون معتقلي حماس ويحاولون تقدير قوة الضربة التي ستصيب المنظمة.
    إن الخلية التي تحتجز المختطفين لم يُعثر عليها الى الآن كما نعلم. ويُقدر «الشباك» والجيش الاسرائيلي أنه سيمكن الوصول اليها مع الصبر والجهد، لكن كلما مر الوقت انخفض مستوى التفاؤل بمصير المخطوفين. لأنه من الصعب جدا إبقاء ثلاثة مخطوفين اسرائيليين أحياءً في الضفة دون إثارة انتباه ووشاية. والوقت الكثير الذي مر يزيد في القلق على مصير الفتيان.
    في مباحثات المجلس الوزاري المصغر تمت الموافقة في هذه المرحلة للجيش على استعداد لعملية تطول عدة ايام وقد تطول بعد ذلك ايضا. وتقرر مع مطاردة خلية حماس سلسلة طويلة من العمليات على المنظمة وبنيتها السياسية والمدنية التحتية في الضفة، وقد اعتقل الى الآن 200 فلسطيني أكثرهم من حماس. ويشارك في العملية الواسعة ثلاثة ألوية مشاة وعدد كبير من الوحدات الخاصة التي تداهم في الليل كل المدن الفلسطينية في الضفة. ولم يُر هذا العدد الكبير من قوات الجيش الاسرائيلي هناك منذ نحو من عشر سنوات، فاسرائيل تستغل هنا ما يراه رئيس الوزراء نتنياهو فرصة ذهبية استراتيجية لضرب قوة حماس في الضفة وللزيادة في عمق الازمة بين السلطة الفلسطينية وهذه الحركة التي حدثت بسبب الغضب الذي أثارته عملية الاختطاف عند قيادة السلطة.
    في 2007 بعد أن سيطرت حماس على قطاع غزة وطردت منه بعنف ساسة حركة فتح ورجال اجهزتها الامنية، بدأت اسرائيل عملية على المنظمة في الضفة الغربية. وبدأ نشاط منهجي موجه على «الدعوة» مع موجة اعتقالات، وأغلقت مكاتب جمعيات وصودرت اموال من حسابات مصرفية وتضررت حتى مؤسسات تربية ورياضة. وحينما اجتاح الجيش الاسرائيلي مجمعا تجاريا له صلة بحماس في نابلس ضاقت السلطة ذرعا بذلك فتوجه رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك سلام فياض الى وزير الدفاع اهود باراك وطلب اليه قائلا: أتركوا هذا العمل لنا. واستجاب باراك، وفي السنوات التي تلت ذلك زعموا في جهاز الامن أن السلطة كانت أكثر نجاعة بكثير من اسرائيل في كفاحها للجوانب المدنية من عمل حماس. وقد ضعفت في السنة الاخيرة المعركة التي كانت تقوم السلطة على حماس وازدادت بطئا على أثر اتفاق المصالحة الفلسطيني.
    أحدث الاختطاف تغييرا حقيقيا في الظروف: فالسلطة غاضبة على حماس وتُظهر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى الآن تفهما أكبر للخطوات الاسرائيلية بسبب مأساة عائلات المخطوفين الصغار. وأصبح عند الاوروبيين مؤخرا ايضا اسباب اخرى لتفهم المواقف الاسرائيلية، فقد أخذ عدد أكبر من الشباب المسلمين ذوي الجنسية الاوروبية يشاركون في الحرب الاهلية السورية وفي صفوف المنظمات السنية التي لها صلة بالقاعدة، ويعودون بعد ذلك الى الدول التي يسكنونها (وذاك توجه عبرت عنه العملية الاخيرة في المتحف اليهودي في بروكسل).
    ويقوي انحلال جيش العراق تحت ضغط القاعدة ايضا الخوف في الغرب ودعم خطوات على منظمات اسلامية حتى لو كان الحديث عن حماس التي يراها الاوروبيون اكثر اعتدالا.
    يبدو أن حماس في غزة ايضا التي ربما تريد أن ترد معوقة الى الآن بسبب الضغط المصري المستعمل على قيادتها. ولو أن اسرائيل قصفت مقرات قيادة حماس في قطاع غزة قصفا كثيفا انتقاما للاختطاف لردت المنظمة باطلاق قذائف صاروخية كثيف على بلدات النقب ولهزمت العملية الاسرائيلية نفسها لأن اسرائيليين كثيرين سيدخلون دائرة النار. والآن وما زالت حماس في غزة منضبطة ولا تشتعل الضفة بسبب نشاط قوات الجيش الاسرائيلي، تستمر العملية وتزيد في عمق ضرب «الدعوة» الحماسية. يوجد أمنيون كبار في اسرائيل على يقين من أن هذا الجهد سيوجه ضربة شديدة الى حماس في الضفة ويساعد في واقع الأمر على تقوية مكانة السلطة برغم هجمات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه على سلوكها في قضية الاختطاف. وهذا تقدير سيُمتحن بعد مرور وقت طويل فقط.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    لنقلب معادلة الارهاب

    بقلم:نداف هعتسني،عن معاريف الاسبوع

    الصدمة الوطنية الحالية حول اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون، يجسد مرة اخرى ما هو واضح منذ سنوات عديدة: الدولة والمجتمع الاسرائيلي فشلا في مواجهة الاختطاف، والردع العام للارهاب انهار.
    يعمل الساعون الى ايقاع الشر بنا بمنطق عظيم، فيما يستثمرون الكثير في المؤامرات لاختطاف رجالنا. فهم يفهموننا بشكل عميق، ويعرفون ما هي الازرار التي ينبغي الضغط عليها كي ينزلونا على أربعة. بسيط جدا، متوقع جدا – فقط انجح في الاختطاف والصهاينة سيتحطمون.
    ولهذا فاننا ملزمون بان نغير الطريقة. لا يكفي نشر القوات والحكمة بعد الاختطاف، بل ينبغي العمل أخيرا من الرأس وبتصميم كبير. حان الوقت لنلقن العدو درسا في أن الضغط على أزرار الاختطاف والابتزاز ليس فقط لن يعطي النتيجة المنشودة من جانبه بل سيثير العكس تماما.
    اقتراح ما طرحه النائب زئيف الكين هو اعادة حبس كل محرري صفقة شاليط. هذه فكرة لا بأس بها ولكنها اشكالية. فدولة اسرائيل لا يزال ينبغي لها أن تحذر من خرق الاتفاقات، حتى لو كانت هذه موقعة مع الشيطان. ومحظور النسيان بانه في صفقة شاليط وسابقاتها لم يتعهد العدو بوقف الاختطاف والابتزاز.
    نحن فقط، بسخافتنا وبضعفنا، وافقنا على أن نخرج الى الحرية بنى تحتية ارهابية كاملة، دون أي تعهد مستقبلي. وبشكل عام، حتى لو نجحنا في اعادة محرري شاليط الى السجن، سيواصلون نيل شهادات الثانوية على حسابنا بل وربما سيضربون عن الطعام ويلحقون بنا حرجا اضافيا.
    وعليه، فقد حان الوقت لخلق آلية معاكسة – من يريد تحرير مخربين قتلة عليه أن يعرف بأن كل اختطاف لن يؤدي الى تحرير شهدائهم بل الى موتهم. وهذه النتيجة يمكن تحقيقها بشكل بسيط، من خلال امكانية يمنحها قانون القضاء العسكري. فالقانون يسمح للمحكمة العسكرية بحكم الموت على القتلة، ولكن الحكم يتطلب اقرار وزير الدفاع. في تاريخ الدولة سبق أن كانت عدة مرات حكمت فيها هيئات قضائية بحكم الموت على جزارين مجرمين بشكل خاص، كفعل احتجاجي. وكان القضاة يعرفون بان الوزير سيرفض القرار، ولكن لم يكن بوسعهم الا يعربوا عن صرختهم. وبالمناسبة، فان أحد هؤلاء القتلة المحكومين سبق أن تحرر في احدى الصفقات النكراء التي اجريناها.
    من هنا يمكن الشروع في التغيير المنشود في معادلة الارهاب. من الان فصاعدا، يحكم على الارهابيين المجرمين بالموت. غير أن تنفيذ الاعدام بحقهم يؤجل وينتظر اقرار القيادة السياسية. وعندها، في حالة الاختطاف يعلن وزير الدفاع بانه في كل اسبوع سينفذ حكم اعدام آخر، يكون في حالة الانتظار. بمعنى – من جاء لانقاذ مخربين من السجن من خلال اختطاف اسرائيلين، سيحكم عليهم بالموت بكلتي يديه. ودمهم سيكون في رقبته.
    لاسفنا، من الصعب اعادة الحكم بالموت على المخربين الذين سبق أن حكموا. ولكن استمرار الارهاب الفلسطيني يستدعي لنا مرشحين جدد لهذا الحكم كل الوقت.
    صحيح أنه في الحدث الاول للاختطاف سيفحصوننا، والامر أيضا من شأنه أن يكلف حياة المخطوفين. وصحيح أنه قد يبرز انتقاد، من دوائر صحيفة «هآرتس» او من الهيئة المسماة مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة. ولكن الزعماء ملزمون باتخاذ قرارات شجاعة، ذات آثار بعيدة المدى. وبالذات عندما نكون ملزمين بايقاظ الامة من السبات والجمود للوضع الحالي.
    في اثناء التاريخ الصهيوني القصير، في كل مرة خرجنا فيها من الجمود الفكري والتبطل العملي، كان هذا فقط بعد ان قلبنا المعادلة العادية. من سرايا الليل لاورد فينغت، عبر وحدة الـ 101 وحتى حملة السور الواقي. لقد حان الوقت لوقف معزوفة الاختطاف.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    اسرائيل تتدحرج الى حرب وحملتها ضد حماس قطرة في بحر مقابل محيط التراص الذي يثور في المجتمع الفلسطيني في صالح الحركة

    بقلم: ران أدليست،عن معاريف

    بعد عشرة أيام، والجهود للعثور على المخطوفين اصبحت حملة لتصفية البنى التحتية للارهاب، من هناك الى المطالبة بتفكيك حكومة ابو مازن والان يتدحرج الى حرب دولة اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. لا سبيل آخر لوصف الانتشار والتوغل للجيش الاسرائيلي في مدن وقرى الضفة والرد “الاضطراري” على نار الصواريخ من غزة. بالفعل، الجهد للعثور على المخطوفين يجب أن يدار وبشدة، ولكن القضاء على “البنى التحتية لحماس″ يمكن منذ الان اجماله بالفشل.
    البنى التحتية للارهاب “هي الموجة العميقة للاهانة، الثأر والتضامن من عموم الفلسطينيين مع السجناء. من هذه الناحية، كل الفلسطينيين هم حماس وهذا بالمناسبة ما يدعيه اليمين المريض. واعتقال مئات النشطاء ومصادرة بضع وسائل قتالية هو قطرة في بحر مقابل محيط التراص الذي يثور في المجتمع الفلسطيني في صالح حماس، والان إذهب لتقتلع البنى التحتية الارهابية دون أن تعلن الحرب على كل الشعب الفلسطيني – وهذا في واقع الامر ما يحصل الان.
    ان جهود التفتيش نفسها ضرورية والثقوب السوداء في خريطة المعلومات الاستخبارية لدى جهاز الامن “الشاباك” وشعبة الاستخبارات “امان” تستوجب بالفعل انتشارا واسعا، غير أن قرار الحكومة ان تدير بالتوازي الصراع ضد حكومة الوحدة الفلسطينية ايضا حول مصير الفتيان من موضوع شخصي عائلي أليم الى حجة الضحية في الصراع السياسي والحزبي، بما في ذلك خطوات هاذية مثل مقاطعة وزير الخارجية ليبرمان للامم المتحدة – وكل هذا محكوم عليه بالفشل. لقد بدأ هذا الصراع منذ اليوم الاول من الاختطاف حين علق نتنياهو المسؤولية عن الاختطاف على ابو مازن.
    استغرق هذا بضعة ايام وتنسيق أمني كي يشجب أبو مازن الخاطفين ويمنع محاولات نتنياهو وشركاه تصفية صورته كمعتدل. من ناحيته، اذا واصل العالم اسناد حكومته (حتى الان لا توجد دولة تشكك في ذلك) فان الاختطاف هو خلل مؤقت. ورد نتنياهو على شجب الاختطاف من ابو مازن بـ “لا أصدق الى أن تحل حكومته”. وبالذات يئير لبيد يصدق أبو مازن فيما يضيف: “لا اريد الوصول الى وضع يجعلني أصل الى هنا الى الاستديو لاشرح لماذا قتل جندي من الجيش الاسرائيلي”. غير أن هذا كله حكي. في اللحظة التي يستوعب فيها لبيد بانه مسؤول ايضا عن قتل فتى فلسطيني ابن 13، فثمة حالة يصبح فيها هذا الحديث، الذي يتبادله في هذه اللحظة مع شبابه الذين هجروه فقط، سببا حقيقيا لتفتيت الحكومة.
    قبل بضعة ايام وصل فتيان مدرسة “مكور حاييم” الى كيبوتس هشومير هتسعير. ما الفكرة؟ تساءلت لدى عنات زيمل، التي ترافقهم بتكليف من وزارة التعليم. “فليتجولوا قليلا في الدفيئة التكنولوجية ويتنفسوا الهواء”، اجابت. فالمساعدة عند الحاجة هو أمر صحيح ومناسب، وحتى الحاخام تساهر، الذي رافقهم، اشترط الزيارة في أن تلبس الفتيات في المكان لباسا محتشما في اثناء الزيارة. وابتلع الكيبوتسيون هذا باسم العناق المواسي. المشكلة هي أن هذه الزيارة، مثل الموجة التي اجتاحت البلاد تحولت من تضامن انساني طبيعي الى جزء من حملة “استيطان القلوب” التي هدفها جمع نقاط الشرعية للمستوطنين.
    وهكذا فان المخطوفين ورفاقهم الذين صلوا بتفانٍ في الدفيئة، مثل الجيش والمخابرات العاملين بتفانٍ في الميدان ايضا، كلهم أطفال رضع أُسروا في اثناء المسيرة العظمى للمشروع الاستيطاني.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    أولادنا جميعاً

    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

    في قاعدة فرقة «أيوش» (ارض اسرائيل والسامرة) في بيت إيل حاول ضباط أول أمس أن يحللوا معنى الاسبوع الذي مضى منذ كان الاختطاف. كانت عيونهم صغيرة وحمراء، فهم في الليالي يُديرون نشاط القوات في الميدان، وفي النهار يستضيفون الساسة الذين يديرون عرضا منهم حول الاختطاف.
    حينما تُنزع من الحادثة محمولاتها الزائدة تبدو على النحو التالي وهو أن ثلاثة فتيان اختطفتهم جهة ارهابية؛ والفتيان اسرائيليون، منا؛ وقد وجد خلل شديد في علاج الاختطاف في الشرطة؛ وانتقل الجيش الاسرائيلي في الضفة من نشاط أساسه الامن الجاري الى عملية مخطط لها موسعة؛ وهم ينتهزون الفرصة التي أُتيحت ويضربون البنى التحتية السياسية والاجتماعية لحماس؛ وفيما يتعلق بالبحث في الاختطاف والجهد لوجود الخاطفين والمخطوفين تبذل السلطة الفلسطينية أفضل ما تقدر عليه لتساعد سرا وعلنا؛ وفي رد على ذلك يندد بها رئيس وزراء اسرائيل من فوق كل منصة.
    صحيح حتى كتابة هذه السطور أن «الشباك» والجيش الاسرائيلي فشلا في العثور على الخاطفين والمخطوفين. ولا يوجد هنا كما يبدو فشل واخفاق لكن توجد كآبة. ويجب أن يقلق ذلك لأن للاذرع الامنية في هذه الحادثة بخلاف اختطاف جلعاد شليط قدرة على الوصول الحر الى الميدان بلا تشويش وشريكا حقيقيا من الطرف الآخر.
    إن هجوم الجيش الاسرائيلي بموافقة المجلس الوزاري المصغر على جمعيات «الدعوة» شرعي. فحماس الضعيفة والمقزمة والمضيق عليها بشرى خير لاسرائيل ولأبو مازن ايضا. وصحيح أن المعتقلين ليست لهم كما يبدو أية صلة بالاختطاف وربما لا توجد صلة مباشرة يمكن البرهان عليها ايضا بالنشاط الارهابي. لكن الفرص يجب انتهازها. حينما قتلت خلية من «ليحي» في ايلول 1948 الكونت برنادوت في القدس بدأ رئيس الوزراء آنذاك دافيد بن غوريون سلسلة اجراءات كانت موجهة في الاساس على الايتسل التي لم تكن لها أية صلة بالقتل. ولم يكن ذلك مريحا من جهة قضائية أو اعلامية أو انسانية لكنه كان صحيحا.
    يبدو أنه يصعب عليهم حتى في الجيش الاسرائيلي أن يفهموا ما يحدث في هذه الفترة بين اسرائيل والسلطة وبين نتنياهو وأبو مازن. ولا يمكن الحديث بتفصيل عن اسهام اجهزة السلطة في الجهد الاستخباري لأنه فُرض على تفاصيل التحقيق أمر حظر نشر. ويكفي أن أقول إنه مهم جدا.
    إن أبو مازن سياسي مثير للاهتمام. في اثناء التفاوض في مبادرة كيري توقع اولئك الاسرائيليون الذين كانوا مهتمين باتفاق أن يسمعوا منه اقوالا صريحة ملزمة في المواضيع الجوهرية. وحينما لم تأت الاقوال اتهموه بالهروب من المسؤولية وبالجبن. لكن ها هو ذا أبو مازن يجلس حول طاولة واحدة مع وزراء الخارجية العرب وهناك، هناك على الخصوص وباللغة العربية خاصة وأمام عدسات التصوير خاصة يندد بالخاطفين ويتهمهم بتدمير السلطة ويلتزم بمعاونة الجيش الاسرائيلي على تحرير المخطوفين بصورة قاطعة بلا تلعثم ودون جُمل معادلة ودون كلمة واحدة لتملق الشارع الفلسطيني. ولم نسمع هذه الجمل قط من ياسر عرفات فضلا عن فلسطينيين آخرين. وهكذا يتحدث الشريك.
    ويُعبر عن تصميم أبو مازن ايضا في مستويات أقل انكشافا. فحينما أراد رجال من الادارة الامريكية أن يستوضحوا هذا الاسبوع هل يحتاج الاسرائيليون الى مساعدة على اقناع السلطة الفلسطينية بالتعاون أُجيبوا بأنه لا حاجة لذلك فنحن نحصل من السلطة الفلسطينية على كل ما نطلبه.
    وليس ذلك أمرا يستهان به بل هو يحظى في جهاز الامن بالتقدير، لكن الامر ليس كذلك في مكتب رئيس الوزراء. فقد أجابوا هناك بقولهم ليُلغِ الاتفاق مع حماس أولا وكأن حياة الفتيان الثلاثة غير موضوعة الآن في كفة الميزان وكأن أبو مازن بأفعاله وخطبه لم يُثر عليه حماس وأنصارها بل ربما عرض حياته للخطر. قد يكون نتنياهو جامدا في علاقته بأبو مازن كما كانت غولدا مئير جامدة مع السادات. وهو يدير حملة دعائية على أبو مازن ولن يغير شيء من ذلك حتى ولو حقائق، ولا فقدان الثقة به في نظر زعماء اجانب. أو أن التقدير السياسي الداخلي هو الحاسم. وهم في المستوطنات غاضبون تجب مصالحتهم، فليس هذا هو وقت قول كلمة خير في أبو مازن.

    دولة واحدة

    ثم من يعتقد أن قضية الاختطاف كشفت عن انقسام المجتمع الاسرائيلي الى دولتين: دولة المستوطنين ودولة تل ابيب. وفي تل ابيب مسيرة فخر من نوع ما وفي المستوطنات مسيرة فخر من نوع مختلف. ولا يقلق مصير الفتيان الثلاثة الناس في تل ابيب بل يوجد بينهم من يعتقدون أنهم يستحقون ذلك لأنهم مستوطنون ولأنهم ركبوا سيارة عارضة في الليل ولأنهم يعتمرون القبعات الدينية؛ ومصير الفتيان الثلاثة يقلق المستوطنين جدا لكن أهم عندهم من ذلك أن يقدسوا إسم الله بوساطتهم.
    أنا جديد في البلاد وقد وصلت الى هنا أول أمس من مهمة صحافية اخرى وسافرت من مطار بن غوريون الى الضفة مباشرة. وقد أوهم نفسي لكن يُخيل إلي أن هاتين الظاهرتين تمثلان الهوامش فقط. وفي الوسط مجتمع اسرائيلي سر وجوده تكافله الداخلي. ومن الواضح أن الجدل الداخلي في المناطق الذي ما زال مستمرا منذ 47 سنة، والجدل في طابع الدولة وترتيب أولوياتها يضعف الشعور بالتكافل. والسؤال كم يضعفه؟.
    يشاهد الناس العاب كأس العالم أو «الأخ الاكبر» وما زالوا يريدون من اعماق قلوبهم أن تنتهي هذه القضية نهاية سعيدة. لا يجب أن يشعروا بأنهم مذنبون لأن مصير الفتيان ليس في أيديهم.
    تواجه كل عائلة كارثة من هذا النوع بطريقتها، فثم من ينطوي على نفسه في صمت؛ وثم من يبحث عن السماعات؛ وثم من يحفظ مشكلته لنفسه؛ وثم من يتقاسمها مع العالم كله. وقد اختارت عائلات الفتيان السماعات وهذا حقها. وآمل أن تكون مدركة أنها وسائل لعب في أيدي جهات أقوى منها. فالساسة يلعبون بهم ورؤساء جماعة ضغط المستوطنين يلعبون بهم. وقبل أن يتبين مصير الفتيان بلحظة ستختفي السماعات وتنتهي الرسالة الوطنية فينقل الساسة السماعات الى المحطة التالية.




    كل شيء مؤامرة

    قال لي مصدر في المقاطعة: «لا أحد في الضفة يؤمن بأنه كان اختطاف، فالجميع على يقين من أن تلك مؤامرة نتنياهو. وأُبين لهم بالطبع أنهم مخطئون لكنهم لا يصدقون».
    أنا مدمن مؤامرات فلسطينية لأن لها جمالها الخاص. وسألت: مؤامرة من اجل ماذا؟.
    «لتفكيك عرى السلطة ولاثارة شفقة العالم عليكم ولوقف انتقاد اسرائيل».
    لكن ما هو الدليل؟ سألت.
    «الدليل هو أنه مرت ستة ايام ولم تجدوا لا الخاطفين ولا المخطوفين. ويقول الناس إن هذا لا يمكن أن يحدث».
    قلت: «أنتم واثقون بجهازنا الامني أكثر منا». قال: «ليس هذا شيئا. جاءني اليوم فلسطيني وقال: هل انتبهت الى أنه لا يوجد جنود على الحواجز؟ أخلوا الحواجز على عمد فهم يريدون أن يخرج المستوطنون الى الميدان دون عائق ويقتلوا فلسطينيين انتقاما للاختطاف. أين جنود الجيش الاسرائيلي ليحمونا؟».
    وضحك ضحكا مُرا وأنا كذلك.
    ماذا سيكون في رمضان؟
    في الساعة السادسة من يوم الجمعة حدثت عملية اطلاق نار في بيتونيا غير بعيد عن سجن عوفر. فقد اقتربت سيارة الى مسافة 50 – 60 مترا من موقع الجيش الاسرائيلي وأطلق أحد ركابها النار من بندقية إم16 على الموقع وفر صوب رام الله. وبدأت مطاردة في داخل المنطقة أ، في داخل رام الله. وشُحنت اجهزة الاتصال بالنشاط. ثم صمتت فجأة. فلا أحد هناك في أعلى يهتم لما يحدث في رام الله. وأدرك العقيد يوسي بنتو قائد لواء بنيامين الذي كان في المطاردة أن شيئا مهما جدا وحرجا جدا يشغل القادة فوقه وهكذا عرف بالاختطاف.
    لم يسقط الاختطاف اشخاصا عن المقاعد فقد كان في الجو منذ اشهر. وفي خلال يومي الجمعة والسبت فُتحت في «الشباك» والجيش الاسرائيلي كل الملفات المتعلقة بنشطاء منظمات الرفض، حماس والجهاد الاسلامي وغيرهما. واستدعي لواء المظليين واللواء 900 الى يهودا والسامرة. واستدعيت ايضا قيادة لواء الشباب الطلائعيين.
    تبدو هذه مثل عملية كبيرة من جهة عدد القوات وشيئا يُذكر بعملية «السور الواقي». لكن المقارنة داحضة: فقد عاد الجيش الاسرائيلي فاحتل الضفة الغربية في واقع الامر بعملية «السور الواقي» وحدث قتال حقيقي في عدد من الاماكن. أما ما قام به الجيش الاسرائيلي هذا الاسبوع فهو عملية اعتقالات واسعة وليست احتلالا. واستمرت الحياة في الضفة كالمعتاد ما عدا محافظة الخليل التي ضرب عليها حصار. ولم تنصب حواجز ولم توقف حركة السير ولم يمنع المرور الى اسرائيل.
    في القرى المعروفة بأنها مؤيدة لحماس اعتقل كل النشطاء. وسلواد وهي قرية جميلة تقع على الجبل شمال مستوطنة عوفرا هي مثال جيد. في سلواد تعيش عائلة ابراهيم حامد الذي كان في الماضي رئيس ذراع حماس العسكري في الضفة، والموجود اليوم في السجن. وفي يوم السبت حينما عُلم أمر الاختطاف في سلواد أطلق رصاص الفرح ورفعت اعلام حماس. واعتقل الجيش الاسرائيلي هناك عشرات النشطاء في عمليتين ليليتين.
    وفي ليل يوم الثلاثاء داهم الجنود مكاتب محطة اذاعة حماس في رام الله. وصادروا مكاتب المحطة في ذلك الوقت في الخليل. وكانت خلية طلاب الجامعات في حماس في جامعة بير زيت هدفا للدهم في الغد وكان الامر مصادرة كل شيء من قرص حاسوب في عيادة لحماس الى حواسيب محمولة في بيوت خاصة.
    ووجدت القوات في اعمال الدهم القليل جدا من الوسائل القتالية فاما أن المنظمات تعرف كيف تخبيء سلاحها في اماكن اخرى وإما أن يكون عمل التنظيف الذي قامت به اجهزة السلطة في السنوات الاخيرة أساسيا. لم يُعرف التنظيم، وهو ذراع فتح العسكرية بأنه هدف. وبرغم ذلك عملت القوات في اماكن مثل مخيم اللاجئين الجلزون حيث ينشيء التنظيم ارهابا موجها على بيت إيل المجاورة.
    في صفقة شليط أطلق الى الضفة 100 ارهابي «ثقيل». واعتقل 53 منهم هذا الاسبوع تارة اخرى. وفي وثيقة وقعوا عليها حينما أفرج عنهم قيل أنهم يلتزمون بالحضور في كل شهرين مرة في وحدة التنسيق والارتباط. ويمكن الآن ادخال من لم يحضر في الوقت دونما صلة بافعاله بالفعل الى السجن حتى انتهاء المدة التي حكم عليه بها في الماضي. فقد انتهت الحرية ويعود الشخص في واقع الامر ثلاث سنوات الى الوراء، الى تشرين الاول 2011.
    ويأملون في الجيش الاسرائيلي أن يُحدث هذا الدرس ردعا، لكنه قد يفضي الى عكس ذلك بالطبع، أي الى اعمال يأس. فالجميع يسيرون هنا على حبل دقيق.
    سيبدأ رمضان بعد عشرة ايام. وقد سمح لـ 250 ألف فلسطيني في السنوات الاخيرة بأن يزوروا جبل الهيكل في رمضان لكن يُشك في أن يُسمح لهم في هذه السنة؛ وفي كل سنة سُمح لعشرات الآلاف من الفلسطينيين أن يقضوا العيد على ساحل البحر في تل ابيب. ويُشك في أن يُسمح لهم في هذه السنة فضلا عن الحديث عن الافراج عن السجناء.
    في حزيران 2007 قبل سبع سنوات بالضبط، احتلت حماس غزة من فتح. وطُرح رجال فتح من أعلى المباني. وأُهين آخرون وطردوا هم وعائلاتهم. وبعد تلك الحادثة أقسم قادة الاجهزة في الضفة ألا يكون مصيرهم كمصير نظرائهم في غزة وأن يحاربوا حماس حتى النهاية بتعاون كامل مع الاجهزة الموازية في اسرائيل. وقد تم أحد اللقاءات الحاسمة بين قادة الجيش الاسرائيلي وقادة الاجهزة الامنية في مقر فرقة في بيت إيل. وكان قائد الفرقة نوعم تيفون. وقد حضرت ذلك اللقاء وكتبت تقريرا عنه بموافقة الفلسطينيين، فقد ساروا الى النهاية حقا.
    وهم الآن بعد سبع سنوات في مفترق طرق ونحن كذلك. فهل يستمر الانقسام بين غزة والضفة وقد أصبحت تحكم المنطقتين في ظاهر الامر حكومة مشتركة؟ وهل يعتبر أبو مازن مسؤولا عن كل قذيفة صاروخية تطلق من غزة؟ وكيف تكون حرية عمل الجيش الاسرائيلي في غزة؟ وكيف تكون حرية العمل في الضفة؟.
    إن المسؤولية هي شيء سيال. يقول نتنياهو إنه يرى أبو مازن مسؤولا عن كل من وما يخرج من المنطقة التي تسيطر عليها السلطة. وقد دخلت الضفة أول أمس عن طريق الشارع 446، وهو الشارع من موديعين الى رام الله. ويوجد بالقرب من مستوطنة نيلي معبر من الجدار ليس هو خرقا عمره يوم بل هو منفذ دائم معروف للجميع. وفي حوالي الخامسة عصرا بعد يوم العمل مر منه مئات الفلسطينيين من الماكثين غير القانونيين والقانونيين. نعم، قال لي ضابط في الجيش الاسرائيلي. هذا معبر غوترمان، فرئيس بلدية موديعين العليا يعقوب غوترمان يريد العمال عنده في السادسة صباحا لا في الثامنة فرتب لهم معبرا منه.

    بين الخطأ والفشل

    لا حصانة لأحد من الاخطاء فضلا عن رجال الشرطة. حينما نستمع جيدا لشريط المكالمة الهاتفية في ليل الاختطاف نفهم الكلمات بصعوبة في الحقيقة. كل الكلمات. وقد أدرك الشرطي والشرطة اللذان استمعا للشريط المسجل أنه يحتاج الى علاج فحاولا معاودة الاتصال. وحينما لم يحصلا على رد تخليا عن ذلك وما كان يجوز لهما أن يتخليا.
    لا أحد محصن من الاخطاء لكن هذا عملهم. ومن يخطيء في العمل يعاقب. ولست أعني العامل في المركز أو العاملة فقط بل كل الجهاز الشرطي الذي لا ينجح في وضع الاشخاص المناسبين قرب الهواتف، ويبحث بما أوتي من قوة عن تعليلات بدل الندم.
    أقترح التقليل من التأثر بجدول رحلات القائد العام للشرطة دنينو، الجوية. اذا نظرنا الى الخلف وجدنا أنه كان يحسن الصنع لو ركب طائرة من نيويورك في اللحظة التي علم بها بأمر الاختطاف لأنه كان يُجنب نفسه عدة آلاف من شتائم المتصفحين في الانترنت. لكن اذا فحصنا لحظة عن الجوهر وهذا شيء غير معتاد كثيرا في الخطاب الاسرائيلي خلصنا الى استنتاج أن غيابه لم يقدم ولم يؤخر. فقد أسهمت الشرطة اسهامها في فشل المركز 100 وليس لها فيما عدا ذلك ما تضر به أو ما تنفع به.
    وربما حان الوقت لنصبح بالغين. فهم لا يتوقعون في أية دولة سليمة أن يُظهر رئيس الوزراء أو رئيس هيئة الاركان أو القائد العام للشرطة الحضور في كل حادثة بل إن حضورهم يشوش على العمل احيانا. واذا لم أكن مخطئا فقد كان الامر كذلك هنا ايضا في سنوات الدولة الاولى. وبعد ذلك حينما تسلح الجيش الاسرائيلي بالمروحيات وحينما بدأ التلفاز البث وحينما انشأت الانجازات العسكرية ثروة سياسية أصبح الحضور واجبا. فرئيس الوزراء يأتي لمشاورة امنية في قيادة الوسط كما يُبلغ مكتب رئيس الوزراء برسالة قصيرة، ويفصل بعد ذلك فورا في الحديث عن فرق التصوير والتسجيل والبث. وكل هذه المجموعة الثقيلة تتحرك من مكان الى مكان لا للمشاورة بل لتُلتقط لها الصور.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 21/06/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 12:06 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 20/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:52 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 19/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:52 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 17/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:51 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 13/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:44 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •