النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 27/08/2014

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 27/08/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي الاربعاء 27/08/2014 م


    في هــــــذا الملف

    عباس يحقق مع فياض
    بقلم: براك ربيد وجاكي خوري،عن هآرتس

    الخمسون يوما الأولى
    سلبيات وإيجابيات الحرب الأخيرة وما ينبغي فعله لتجنب الأخطاء ‏
    بقلم: يوسي يهوشع،عن يديعوت

    معركة القاهرة
    سنصل في النهاية إلى طاولة المفاوضات بالاستراتيجية التي اختارتها إسرائيل
    بقلم: اليعيزر مروم،عن معاريف

    داعش: هل تتوقف أم تتوسع؟
    لا يبدو أن تنظيم الدولة الاسلامية سيختفي قريبا أو أنه سيُقضى ‏عليه
    بقلم: إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم






    عباس يحقق مع فياض

    بقلم: براك ربيد وجاكي خوري،عن هآرتس
    جاء ضباط من جهاز الامن الوقائي، وهو جهاز الامن العام الفلسطيني، في ذروة الحرب في غزة الى مكاتب الجمعية التي يرأسها رئيس الوزراء السابق سلام فياض في رام الله واستدعوا اثنين من العاملين معه للتحقيق. وقدّر دبلوماسيون غربيون اطلعوا على تفاصيل الواقعة أن التحقيق كان بمبادرة قادة كبار في السلطة الفلسطينية وتم بعلم الرئيس محمود عباس وموافقته.
    حدثت تلك الواقعة في بداية الاسبوع الماضي، فقد جاء رجلان بلباس مدني الى مكاتب جمعية «مستقبل فلسطين»، التي يرأسها فياض، وعرض الاثنان أنفسهما على أنهما ضابطان في الامن الوقائي وقدما الى عاملين كبيرين في الجمعية أوامر استدعاء الى التحقيق في الغد. وجاء العاملان الى التحقيق وأجابا عن سلسلة اسئلة تتعلق بعمل الجمعية والمنح التي تحصل عليها.
    بيد أن محققي جهاز الامن الوقائي الفلسطيني بدأوا في مرحلة ما، كما يقول الدبلوماسيون الغربيون، يعرضون اسئلة ذات صبغة سياسية مثل: هل للجمعية مطامح أو غايات سياسية. وطُلب الى أحد العاملين اللذين حُقق معهما أن يعود الى تحقيق آخر بعد ذلك ببضعة ايام وأن يجلب معه وثائق وتقارير داخلية من الجمعية.
    بدا ذلك الاجراء مثل محاولة اضطهاد سياسي من الرئيس الفلسطيني عباس ومقربيه لرئيس الوزراء السابق فياض. ومن الاسباب التي تشير الى ذلك حقيقة أن الذي نفذ التحقيق هو جهاز الامن العام الفلسطيني لا الشرطة التي تحقق على نحو عام في شبهات تتعلق بأمور مالية. «لا شك في أن كل ذلك الاجراء جاء بأمر من أعلى»، قال الدبلوماسيون الغربيون. «فهذه الامور لا تحدث عبثا».
    إن تلك الواقعة غير العادية وهي بدء التحقيق مع منظمة يرأسها من كان رئيس الوزراء الفلسطيني مدة ست سنين، مُحيرة على نحو خاص بسبب توقيتها خلال القتال في غزة الذي أفضى الى قتل أكثر من 2000 قتيل فلسطيني والى ازمة انسانية شديدة في القطاع، والى ذلك كان فياض وما زال من الاشخاص الفلسطينيين الأكثر جلالة وقبولا من المجتمع الدولي.
    قد يكون الداعي الى ذلك حملة دعائية عامة أدارتها الجمعية برئاسة فياض خلال الحرب شجعت مواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية على أن يتبرعوا بواسطة وكالة الغوث – الأونروا – بماء نقي للشرب ومعدات اخرى للمحتاجين في غزة. ويبدو أن اعلانات الحملة التي نشرت في الصحف الفلسطينية أفضت الى عدم ارتياح عند قادة كبار في السلطة الفلسطينية دعاهم الى أن يرسلوا الى فياض رسالة تهديد ببدء التحقيق.
    في نيسان من السنة الماضية استقال فياض من رئاسة الوزراء الفلسطينية في أعقاب خلافات وصراع داخلي شديد مع الرئيس عباس. وكانت الخلافات بينهما تتعلق بالاجراء من طرف واحد الذي قاده عباس في الامم المتحدة في ايلول 2011 وفي تشرين الثاني 2012 بعد ذلك، وكذلك غضب قادة كبار من السلطة الفلسطينية ومن فتح على فياض بسبب محاربته الفساد والرقابة الوثيقة التي أقامها على خزانة وزارة المالية الفلسطينية.
    واستقر رأي فياض بعد استقالته على الابتعاد عن السياسة فكف تماما تقريبا عن الكلام في قضايا سياسية (داخلية وخارجية) وحصر عنايته في العمل الاجتماعي. وانشأ قبل تسعة أشهر جمعية «مستقبل فلسطين»، التي جندت اموالا من دول الخليج من اجل مشاريع في المجال الاقتصادي – الاجتماعي في أضعف مناطق الضفة وشرقي القدس والمنطقة ج. واشتغلت تلك المشاريع بحفر آبار في مناطق لا يوجد فيها ماء جار أو باقامة ألواح شمسية لانتاج الكهرباء ولامداد قرى معزولة غير مربوطة بشبكة الكهرباء.
    عند انشاء الجمعية سجلت بموجب القانون وبحسب التدبيرات الادارية. وبرغم أن القانون لا يوجب ذلك استقر رأي فياض على أن ترسل الجمعية بمبادرة منه الى جميع جهات الرقابة والاشراف ذات الصلة في السلطة الفلسطينية تقريرا مفصلا عن نشاطها كل ربع سنة. وقد أرسلت ثلاثة تقارير كهذه الى اليوم. وأثار عمل الجمعية في الاشهر الاخيرة مخاوف عباس وكبار قادة فتح واسباب ذلك أن بعض المنح للجمعية جاءت من حكومة اتحاد الامارات. وعلاقات عباس بقيادة اتحاد الامارات مضعضعة جدا لزعم الرئيس الفلسطيني أن السلطات في تلك الدولة تؤيد خصمه السياسي محمد دحلان.
    وتوجهت صحيفة «هآرتس» أمس الى فياض بضع مرات للحصول على رد، وجاء عن فياض آخر الامر أن الشرطة الفلسطينية لم تُجر تفتيشا في بيته أو في مكتبه. «كان للتثبت من عدم مخالفة القوانين والتعليمات»، ذكر رئيس الوزراء السابق. «وفي حال المنظمة التي أترأسها – مستقبل فلسطين – أشعر بيقين كامل بأننا نلتزم التزاما كاملا مبالغا فيه بالقوانين والتعليمات جميعا».
    يبدو أنهم غير معنيين لا في السلطة ولا حول فياض بزيادة الازمة حدة، ومع ذلك لم يتورع المقربون من فياض الذين تحدثوا الى صحيفة هآرتس عن انتقاد سلوك عباس. وذكروا أن محاولة العمل على فياض لن تخدم مصالح الرئيس الفلسطيني.
    ولم يأت رد عن مكتب عباس، لكن المقربين منه وجهونا الى نبأ في وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية «وفا» في أول أمس. يذكر النبأ أنه أنشئت لجنة خاصة للفحص عن عمل منظمات المجتمع المدني والجمعيات غير الحكومية في داخل مناطق السلطة الفلسطينية. وقال نائب رئيس مديرية الرقابة المالية والادارية في السلطة، رفيق النتشة، بعد انقضاء اجتماع في ذلك الشأن تم هذا الاسبوع إن الهدف هو تنظيم نشاط منظمات المجتمع المدني في الضفة والقطاع. وقال إنه توجد في مناطق السلطة عشرات الجمعيات التي تحول وتحصل على اموال كثيرة، ولهذا يُحتاج الى تنظيم نشاطها لمنع الفوضى.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    الخمسون يوما الأولى
    سلبيات وإيجابيات الحرب الأخيرة وما ينبغي فعله لتجنب الأخطاء ‏

    بقلم: يوسي يهوشع،عن يديعوت
    مرت خمسون يوما على عملية الجرف الصامد؛ خمسون يوما تبادل فيها الجيش الاسرائيلي وحماس الضربات؛ خمسون يوما تضرب اسرائيل فيها حماس وتغتال كبار قادتها من جهة، لكن تصيبها قذائف هاون وقذائف صاروخية وجرحى وقتلى ايضا؛ خمسون يوما لم يرفع قطاع غزة فيها يديه مستسلما. وقد التزمت الحكومة والجيش الاسرائيلي أن تكون هذه معركة قصيرة وسريعة لا يُشك بعد أن تنتهي فيمن هو المنتصر. لكن نهايتها ما زالت لا تُرى في الأفق بعد أكثر من شهر ونصف شهر. واذا كان يوجد في الجيش ضابط واحد قدر أن القتال سيستمر هذا الزمن الطويل جدا فليقف.
    إن خمسين يوما زمن صالح للفحص عن انجازات هذه المعركة واخفاقاتها الى الآن. وهو زمن طويل بقدر كاف لاستيضاح ماذا حدث لاسرائيل في مواجهة العدو الذي يفترض أن يكون «الأسهل» في المنطقة، والفحص عن أنه كيف حدث أن جُر الجيش الى حرب استنزاف والتفكير في أنه كيف خسرنا بلدات الجنوب. يمكن أن نسمع قرع أقدام قادة الألوية الخائبي الآمال حول القطاع من الكرياه في تل ابيب، ويمكن أن نسمع صراخ السكان في خط النار من دار الحكومة. فيحسن أن يُفحص عن سبب ذلك الآن باعتباره استخراجا للدروس.

    رئيس الوزراء ووزير الدفاع

    يجب أن توجه النظرة الفاحصة أولا وبصورة طبيعية الى الرجلين اللذين يقفان فوق قمة الهرم الامني وهما بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون. أظهر هذان الاثنان ضبطا كبيرا للنفس طوال الخمسين يوما الاخيرة وحظيا بذلك بالثناء حتى من خصومهما.
    ومن جهة اخرى، ولا توجد طريقة لطيفة لنقول ذلك، المشاعر في الجيش عن وزير الدفاع الذي هذه أول حرب مهمة يقودها، مشاعر قاسية. وقد بدأ ذلك بالخطبة التي أعلن فيها أن علاج الانفاق سيستمر يومين أو ثلاثة، وكان ذلك مسارا طال آخر الامر من اسبوعين الى ثلاثة. وأفضى استقرار رأيه على عدم المجيء الى كيبوتس ناحل عوز في يوم السبت الاخير بسبب تهديد قذائف الهاون الى إضرار أعظم بيعلون. ومع كل الاحترام للشباك، يتوقع من وزير الدفاع أن يُبلغ حراسه أنه يتحمل المسؤولية عن نفسه. وعليه أن يُصر على أن يكون قدوة شخصية في بلدة لا قدرة فيها للسكان ومُربيات رياض الاطفال والاولاد – بخلافه – على أن يتجولوا في سيارة مدرعة جدا وهم يلبسون دروعا واقية.
    وأشد من ذلك أن يعلون مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الذي وافق على الهدنة الاولى التي اتخذت حتى قبل أن يعالج الجيش الاسرائيلي الانفاق. ومن المثير للقشعريرة أن نفكر فيما كان سيحدث لو نقضتها حماس آنذاك، ولو لم تفعل اسرائيل شيئا لتدمير غزة التحتية. بل عارض وزير الدفاع العملية البرية في بداية المعركة وحينما انطلقت آخر الامر في طريقها كانت محدودة نسبيا وغير كافية. ويتبين من كل ذلك أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع يتحملان المسؤولية العليا عن أن هذه المعركة طالت زمنا طويلا دون حسم ودون أفق نهاية.

    رئيس الاركان

    ثبت الفريق بني غانتس من جهته للاهداف المحدودة التي عينتها الحكومة له، فقد دُمرت الانفاق الهجومية وأصيبت بنية حماس التحتية اصابة قاسية جدا، وأثبتت سلسلة اغتيالات في الاسبوع الاخير أن قيادة الذراع العسكرية العليا للمنظمة الارهابية ليست منيعة. وقد ضوئل اطلاق القذائف الصاروخية وقُضي معه على 800 – 1000 مخرب في القتال. ويقول ضباط كبار في الجيش إن غزة أصيبت بضربة قاسية ستفضي آخر الامر الى هدوء طويل.
    إن بني غانتس رجل دمث الخلق وهو رجل صالح حقا، وحينما يُنتقد يبدو أن ذلك النقد يأتي من مكان مختص ومن أقل الاماكن الشخصية امكانا. ومع ذلك يقول اعضاء المجلس الوزاري المصغر ورفاق في هيئة القيادة العامة وجنرالات احتياط إن رئيس الاركان يعطي شعورا احيانا بأنه يريد في الحاصل العام أن ينهي ولايته بسلام.
    كانت «خطبة شقائق النعمان» التي دعا فيها سكان الجنوب الى العودة الى ديارهم لا داعي لها، ومن المؤكد أنه يأسف لها، لكن يجب أن نقول في مستويات أعمق إنه لم تنشأ في مدته خطة متعددة السنين واحدة لصوغ مستقبل الجيش، ويمكن أن نتهم الحكومة بذلك لكن يجب أن نقول ايضا إنه لو وُجد رئيس اركان آخر لقلب الطاولة. وكانت النتيجة أن الجيش البري تعفن. وانخفض عدد تدريبات الألوية التي كانت تقف في المعدل على 20، انخفض في السنة الاخيرة الى 5 فقط. ولم تتدرب الكتائب الاحتياطية. وجُففت ألوية المشاة في أعمال عملياتية مدة عشرة أشهر.
    صحيح أن ليس كل شيء في ضمن مسؤولية رئيس الاركان، لكنه قاد هو ويعلون تصور أنه يجوز التقليص من نفقة الجيش البري على ألا يكون التقليص من سلاح الجو أو الاستخبارات في الاساس. ولم ينجح الاثنان في أن يعطيا لرئيس الوزراء وللوزراء خريطة التهديدات الحقيقية في الاشهر التي سبقت الجرف الصامد في حين كانت تجري معارك شديدة بين وزارتي الدفاع والمالية. وفي هذا الشأن لا يقل وزراء الحكومة ذنبا إن لم يكن ذنبهم أكبر.

    عمليات في العمق

    إن الحرب في غزة يعوزها الى الآن عمليات قتالية لامعة وجريئة إن لم تحرز حسما عسكريا فانه يكون لها تأثير نفسي ومعنوي مهم في العدو وفي مواطني اسرائيل ايضا. ونقول من اجل المقارنة إن الجيش الاسرائيلي في حرب لبنان الثانية قام بـ 23 عملية خاصة في 33 يوما، أما في عملية الجرف الصامد فنفذت خمس عمليات كهذه فقط في خمسين يوم قتال.
    عرف العدو كيف يقرأ الجيش الاسرائيلي ويستعد بحسب ذلك. فقد أحبطت حماس عملية قوات الصاعقة البحرية مثلا التي نفذت في ايام القتال الاولى، في بدايتها. فانسحب مقاتلو الوحدة البحرية تحت النيران وكان من حسن الحظ أن لم يقع قتلى. وفي الاسبوعين الاخيرين وبتوجيه من يعلون، قوي اتجاه الجمود، فالجيش الاسرائيلي يعمل بطريقة «من الشيء نفسه»: فهناك اطلاق نار من الجو بناءا على معلومات استخبارية، وهو لا يغير طريقة العمل حتى حينما لا يصيب اهدافه. وقد هوجم في الحاصل العام 5085 هدفا منذ بدأ القتال.

    الاستخبارات

    إن أكبر انجاز استخباري هو سلسلة الاغتيالات الناجحة في الاسبوع الاخير لكبار قادة الذراع العسكرية لحماس مع محاولة اغتيال محمد ضيف. وأثبت اغتيال رجل الاموال من حماس أول أمس للمنظمة مجددا أنه لا أحد منيع وأن سحابة موت تغطي اعضاء حماس، وقد جاء هذا متأخرا في الحقيقة لكن الشباك نجح في التزويد بالمعلومات التي أفضت الى عمليات سلاح الجو الناجحة للقضاء على قيادة حماس العليا.
    وفي مجال المعلومات الاستخبارية التكتيكية التي قدمتها شعبة الاستخبارات، حصل قادة الألوية على معلومات استخبارية في الوقت المناسب بصورة مباشرة الى الحاسوب المحمول. وهذه ثورة حقيقية في ميدان القتال. فقبل بضع سنوات فقط كان قادة الميدان يستطيعون أن يحلموا فقط بصلة كهذه بمقر القيادة العام. لكن أمان أضاعت فرصة كبيرة في المستوى الاستراتيجي. إن شعبة استخبارات أفيف كوخافي – وهو الجنرال الذي كان يعتبره كثيرون من ضباط الجيش الاسرائيلي نجما حتى عملية الجرف الصامد – قدم السلعة في هذا الصعيد بصورة جزئية.
    مع خطف الفتيان والخروج في عملية «عودوا أيها الأخوة» كان التقدير الاستخباري الخاطيء هو أن منظمة حماس غير معنية بمواجهة عسكرية، وتصرفت اسرائيل بحسب ذلك وجُرت الى الحرب في واقع الامر.
    وتشوش شيء ما في الطريق ايضا في قضية الانفاق: إما صورة عرض اللواء لها وإما فهم رئيس الاركان ووزير الدفاع ورئيس الحكومة. فقد كان يفترض أن يترجم غانتس السيناريوهات التي عرضها كوخافي في ألواح العرض والتقارير الى خطة حربية عملياتية موجهة على الانفاق والى تدريب القوات على المهمة والى زيادة عدد وحدات الهندسة المختصة بذلك، لكن ذلك لم يحدث. واضطر قادة الألوية الذين جاءوا الى القطاع في واقع الامر الى الاكتفاء بالحصول على مواقع عيون الانفاق وعلى الامر العسكري «الى الأمام سر». وهكذا اختار كل قائد لواء لنفسه طريقة عمل مختلفة واستُخلصت الدروس خلال القتال، أما الثمن فدفعه جنود كثيرون من دمائهم.

    قيادة المنطقة الجنوبية

    كان قائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان خاصة هو الذي عرف تهديد الانفاق. فقد كان يحث على الخروج في عملية برية عليها قبل بضعة أشهر لكنه حصل على طلبه قبل شهر فقط حينما كان الجيش الاسرائيلي يقف وظهره الى الحائط. ومع ذلك اعترى النقص مجالات اخرى من ادارة المعركة البرية، في مستوى القيادة احيانا وفي مستويات أدنى في احيان اخرى. إن موت 7 مقاتلين من جولاني في ناقلة جنود مدرعة قديمة؛ والهجوم على الموقع العسكري الذي قتل فيه 5 مقاتلين؛ وحشد الجنود في مناطق استعداد سقطت فيها قذائف هاون فقتلت 9 مقاتلين؛ وقتل 3 من مقاتلي أغوز والجروح البالغة لقائدهم بعد أن تم ارسالهم الى معارك دون دروع واقية؛ وموت ضابط وجندي ايضا في بداية المعركة في سيارة جيب مدنية غير مدرعة – كل ذلك أخطاء عملياتية ينبغي الفحص عنها. إن الحديث في الحقيقة عن أخطاء وقعت اثناء القتال لا اثناء الأمن الجاري، لكنها توجب تحقيقات صائبة واستخلاص دروس.

    قادة الألوية

    برز من قادة الألوية العقيد أوري غوردن من الشباب الطلائعيين. فقد أظهر هذا الذي كان قائد دورية هيئة القيادة العامة إبداعا في العمليات وبرهن على أنه مصنوع من المادة الصحيحة لهيئة القيادة العامة. فاذا رعوه رعاية صحيحة فسيحظى على الأقل بالمنافسة في ذاك المنصب. لكن الامر أكثر تعقيدا شيئا ما مع العقيد عوفر فنتر قائد لواء جفعاتي. ويعتبر فنتر قائد اللواء ذا الخبرة العملياتية الكبرى. وقد جاء الى العملية وفي سجله قيادة سلسلة عمليات في القطاع، ولا اعتراض على قدراته. واسهامه ضخم في الروح القتالية والجرأة والحيلة والرغبة في الانطلاق الى الأمام والعمل. ولم يعد للجيش الاسرائيلي مثل هؤلاء الضباط المهاجمين. لكن كل هذه المزايا غطت عليها أقوال خلطت الدين بالحرب ووجه إليها انتقاد شديد. أحسنت المعركة الى قائد لواء المظليين العقيد اليعيزر طولدانو. فهو بالضبط مثل قائد لواء المظليين في عملية الرصاص المصبوب في 2008 – هرتسي هليفي الذي سيصبح رئيس أمان قريبا – بنى فيها زعامته، وجمع خبرة في ميدان القتال وأثبت أن تعيينه للمنصب المهم كان حقاً. ويمكن أن نبشر بأن حال الجيش الاسرائيلي ممتاز في عالم قادة الكتائب في الألوية المختلفة.

    القبة الحديدية

    في قائمة النجاحات المبينة تقف القبة الحديدية فوقها جميعا. فبفضل معطى لا نظير له – اعتراضات ناجحة لقذائف صاروخية أطلقت على مناطق مأهولة بدرجة 90 بالمئة – منحت المنظومة القادة الكبار والمجتمع الاسرائيلي طول نفس وأنقذت حياة عشرات كثيرين من المواطنين. وكانت تلك مهمة غير سهلة في ضوء حقيقة أنه أطلق على اسرائيل 4382 قذيفة صاروخية (وقذيفة هاون) في الحاصل العام. وبازاء هذا التفوق اختارت حماس أن تزيد في اطلاق قذائف الهاون التي هي أجدى. وقد أصابت المنظمة الارهابية انجازا معنويا كبيرا إذ نجحت في جعل سكان الكيبوتسات يهربون من غلاف غزة بازاء هرب سكان الشجاعية وبيت حانون بفضل قذائف الهاون.
    وتتبوأ منظومة معطف الريح لحماية دبابات الجيش الاسرائيلي المكان الثاني في قائمة النجاحات. وفي خلال عملية الجرف الصامد استُعملت هذه المنظومة 15 مرة على الأقل ومنعت اصابة شديدة للمقاتلين.

    دروس

    من الصواب الآن استخلاص دروس من الاخفاقات ومن النجاحات ايضا والاستعداد للمواجهة العسكرية التالية التي يبدو أنها ستنشب في الجبهة الشمالية. وينبغي زيادة عدد بطاريات القبة الحديدية بلا تأخير، الذي يقف اليوم على 9، باعتباره خطوة اولى. بل يجب على جهاز الامن أن يسارع قدر المستطاع الى استيعاب المنظومة الدفاعية «العصا السحرية» التي عملها أن تعترض آلاف القذائف الصاروخية البعيدة المدى لحزب الله التي من الصحيح الى الآن أنه لا يوجد رد عليها.
    وينبغي في المجال البري اعادة أكبر قدر من الجاهزية الى الجيش الاسرائيلي مع تأكيد جيش الاحتياط الذي لم يُدرب كما هو مطلوب في السنوات الاخيرة. وينبغي بعد ذلك الاهتمام بتدريع الدبابات بمنظومة معطف الريح والتسلح بناقلات جنود مدرعة مثل «النمر» التي جُمد شراؤها بسبب اعتبارات مالية. فقد رفض جنود احتياط في هذه المعركة دخول القطاع في ناقلات جنود غير مدرعة، ونشأت تحت السطح ازمة ثقة شديدة بينهم وبين الجيش الذي لم يهتم بوسائل مناسبة لهم. إن شراء ناقلات الجنود المدرعة المتقدمة ضروري لمنع حالة «تمرد» لأن والدي جنود الخدمة الالزامية هم الذين دفعوا ثمن اصابة القذيفة المضادة للدبابات لناقلة الجنود في الشجاعية. وفي نهاية الاسبوع الاخير قالت بضع أمهات قلقات: «من لم يشأ الموافقة على مشروع النمر فليُدخل إبنه الى غزة في ناقلة جنود غير مدرعة».
    صحيح أن تكلفة كل ذلك باهظة تبلغ مليارات الشواقل، لكنه لا مناص بازاء النتائج غير المرضية والتهديدات التي تزداد قوة. وستضطر دولة اسرائيل الى أن تجري لنفسها حسابا يُبين أيهما أسبق: جودة الحياة أم الحياة نفسها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


    معركة القاهرة
    سنصل في النهاية إلى طاولة المفاوضات بالاستراتيجية التي اختارتها إسرائيل

    بقلم: اليعيزر مروم،عن معاريف
    اسرائيل في ذروة معركة طويلة اكثر مما كان متوقعا مع حماس. فقد اختارت الحكومة استراتيجية خروج من طرف واحد تستند الى الردع. والخطوة العسكرية البرية المحدودة والخروج احادي الجانب دون ردع كاف الزما اسرائيل بالانتقال الى مسار استراتيجي آخر في التصدي لحماس – وقفات نار محدودة ومفاوضات في القاهرة.
    لقد وضع انهيار وقف النار الاخير اسرائيل في معضلة: دخول بري آخر للوصول الى وقف النار على اساس الردع او معركة طويلة تستند الى غارات جوية وفي نهايتها عودة الى القاهرة.
    يبدو أن الحكومة غير معنية باستخدام قواتها البرية ولهذا فقد اختارت معركة طويلة – استنزاف غير متماثل – فيما تضرب حماس وقياداتها من الجو وهذه بالمقابل تطلق الصواريخ نحو أهداف مدنية.
    تثبت الضربة لقادة حماس في ظل الاعتماد على الاستخبارات الفائقة واغلاق الدائرة عملياتيا على نحو مثير للانطباع بان اسرائيل قادرة على ان تضرب حماس، ولكن هذا ليس كافيا. فعملية برية عميقة تضرب هدفا مناسبا (قادة حماس، بنية تحتية هامة لانتاج الصواريخ او انفاق اطلاقها) متداخلة مع غارات لسلاح الجو سيحقق في النهاية الردع والهدوء للجنوب. اما الغارات الجوية وحدها فلن تجلب الانجاز.
    ان اوراق حماس محدودة، والضربة لها قاسية، ولكنها تواصل لعب القمار على كل الصندوق. اما اسرائيل بالمقابل، فلا ينبغي أن تتراجع. عدد الصواريخ بعيدة المدى لدى حماس محدود، والقدرة على تشويش الحياة في مركز البلاد محدودة. فقد كنت أمس في مطار بن غوريون في اثناء الصافرة. وقد سار المطار على نحو رائع: المسافرون اتخذوا مأوى لعدة دقائق وكل الرحلات الجوية عادت الى الاقلاع كالمعتاد فور انتهاء الصافرة.
    بالاستراتيجية التي اختارتها اسرائيل سنصل في النهاية الى القاهرة، والمعركة الحقيقية ستكون على طاولة المفاوضات. وترمي الخطوات العسكرية الان للتأثير على قدرة المساومة لدى الطرفين حين يصلا الى مصر.
    يمكن للوضع الحالي أن يستمر لزمن ما. واسرائيل مطالبة بعدة أعمال. على المستوى العسكري على فرض أن المجلس الوزاري غير معني بعملية برية واسعة، ينبغي مواصلة ضرب حماس من الجو وادراج اقتحامات برية عميقة من أجل ضرب اهداف الارهاب.
    في الجانب المدني، اذا لم تكن نية لدخول بري الى غزة (حتى ولا لقاطع ضيق لوقف نار قذائف الهاون)، ينبغي اجلاء بلدات غلاف غزة بشكل مرتب وتعويضهم بما يتناسب مع ذلك. هذه خطوة اخلاقية لازمة لكل دولة. وسيكون الجلاء مؤقتا، حتى انتهاء المعركة. علينا أن نتجاهل عرض حماس للحدث كانتصار.
    في الجانب السياسي، تتضح الصورة. الهدوء مقابل الهدوء هو فقط المقدمة. وهو سيرافق المسيرة السياسية التي يمكن أن تكون أوسع من التسوية في قطاع غزة بعد «الجرف الصامد».
    ويمكن للمرحلة الثانية من التسوية ان تتضمن حلا لغزة مع رقابة دولية ومن السلطة الفلسطينية، او خطوة أوسع، اقليمية، برعاية مصر، الجامعة العربية وابو مازن. هذه خطوة على اسرائيل ان تستعد لها. في وسعها أن تصمم الواقع بحيث تخدم التسوية في المستقبل أهدافها.
    ان انهاء المعركة يفتح امام اسرائيل فرصا سياسية جديدة. ويجدر بالحكومة أن تبدي جسارة اكبر في المسيرة السياسية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ




    داعش: هل تتوقف أم تتوسع؟
    لا يبدو أن تنظيم الدولة الاسلامية سيختفي قريبا أو أنه سيُقضى ‏عليه

    بقلم: إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم

    إن سلسلة انتصارات تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في صحارى العراق وسوريا التي أفضت الى انشاء خلافة اسلامية بزعامة الخليفة ابراهيم (أبو بكر البغدادي)، زعيم المنظمة، في مساحة تبلغ عشرة أضعاف مساحة دولة اسرائيل تقريبا – هي بلا شك من أهم الأحداث التي عرفها الشرق الاوسط في السنين الأخيرة، بل ربما في عشرات السنين الاخيرة.
    وقد عملت ظروف خاصة تتعلق بالزمان والمكان في مصلحة المنظمة منها انهيار الدولة العراقية في أعقاب غزو جيش الولايات المتحدة لها في 2003 ونشوب الثورة السورية بعد ذلك، وقد أبعدا أو أضعفا جدا نظامي الحكم السوري والعراقي وهما الوحيدان اللذان كانا قادرين على احتواء هذه الظاهرة بل القضاء عليها.
    جرى على المنظمة في السنة الاخيرة تطوير حقيقي حولها من مجموعة مجانين هاذية الى منظمة قوية تشبه دولة حتى إنها دولة في الطريق. وكبر مع المنظمة ايضا الخطر على العالم كله.
    أولا فصلت المنظمة نفسها عن المنظمة السقف، القاعدة، التي كانت تنتمي اليها وأصبحت كيانا مستقلا بلا حدود وبلا ضوابط. ويوجد تعبير عن شعور بالثقة بالنفس وعن مشاعر العظمة عند زعيمها أبو بكر البغدادي، في اعلان الخلافة الاسلامية.
    وثانيا اجتذبت المنظمة إليها مجموع قوى المعارضة التي كانت تعمل متفرقة مع شجارات داخلية في شرق سوريا وغرب العراق. وهكذا أصبح يواجه بشار الاسد والحكومة العراقية لأول مرة منظمة متمردين واحدة تسيطر سيطرة فاعلة على مناطق واسعة باعتبارها حاكمة وحيدة لا مجموعة واحدة من مجموعات متمردين مختلفة.
    وثالثا انشأت المنظمة ايضا نظاما اداريا – مهما يكن بدائيا ومنفرا – في المناطق التي احتلتها وعرضت لاول مرة بديلا – لا عسكريا فقط بل مدنيا ايضا – عن حكومتي سوريا والعراق.
    لكن كل ذلك كان الجزء السهل في حملة احتلال المنظمة. فالحديث عن مناطق صحراوية يسكنها سكان قليلون، والسكان فيها في الاكثر قبائل بدوية يسهل تجنيدها لمعركة الجهاد، أو سكان سنيون في قرى وبلدات نائية يمتلئون كراهية للحكومة الشيعية في العراق أو لعائلة الاسد العلوية في دمشق.
    وتواجه منظمة داعش الآن معضلة وهي هل تُثبت سلطتها في المناطق التي استولت عليها، دون أن يعوقها عن ذلك عائق؟ وهل تطهرها من سكان رافضين ومن أبناء طوائف أقليات تراهم كفاراً؟ وهل تبذل جهدا في تثبيت جهاز اداري وبناء قاعدة اقتصادية صلبة للدولة التي تنشئها؟ وهل تبذل جهدا في بناء جيش يحمي انجازاتها هذه؟.
    وفي مقابل ذلك هل يجب عليها أن تحاول التقدم الى جنوب العراق الذي يسكنه الشيعة والى مركز سوريا حيث يسيطر النظام السوري وحيث يحتشد معظم جيش بشار والى الاردن الهاشمية بل الى تركيا؟.
    إن خطر التوسع توسعا يفوق قدرة المنظمة على الاحتواء واضح، وكذلك ايضا خطر مواجهة سكان شيعة أو أكراد معادين ودول قوية نسبيا كتركيا والاردن.
    وفي مقابل ذلك فان طبيعة المنظمة هي طبيعة اتساع وحرب جهاد، والدولة التي تقيمها والجيش الذي تؤسسه هما دولة وجيش يُبنيان ويؤسسان على الحروب والاحتلال والقوة البشرية المجندة لهما أو نتاجهما.
    يُبين كل ذلك أن داعش لن تكف عن جهادها، لكن ينبغي أن نفرض أنها ستظل تحصر جهودها في العراق وسوريا حيث توجد لها مجال مداورة وقتال. وستدع الاردن وتركيا والعربية السعودية الآن إلا اذا لاحظت نافذة فرص واغراءا على هيئة ضعف أو زعزعات داخلية في هذه الدولة لن تحجم عن استغلالها. وستحاول أن تُذكر اسرائيل بوجودها، لكن قدرتها على العمل على اسرائيل ما زالت محدودة الى أن تبلغ الحدود السورية في هضبة الجولان.
    إن للمنظمة حدودا ويمكن أنها بلغت أقصى درجة اتساعها في المرحلة الحالية، لكن الانباء السيئة هي أنها لا تنوي أن تختفي، ولا يبدو أن أحدا لا النظام السوري ولا النظام العراقي قادر على إبعادها عن مواقعها. واذا لم تتجه المنظمة الى هجوم على الغرب كالهجوم الارهابي في 11 أيلول فانه يصعب أن نرى الولايات المتحدة توجه قوتها عليها ما عدا وخزات على هيئة هجمات مفرقة ومحدودة بطائرات حربية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 22/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-08-10, 12:33 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 21/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-08-10, 12:33 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 17/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-08-10, 12:32 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 16/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-08-10, 12:31 PM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 29/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:56 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •