داعش سيناء يهدد: سنقيم خلاقة اسلامية ونذهب إلى القدس
بقلم: ياسر عقبي وافيرام زينو،عن معاريف
التنظيم الإسلامي المصري المتطرف «انصار بيت المقدس» الذي يعمل في غزة وانضم في الآونة الاخيرة لتنظيم «الدولة الإسلامية» نشر في نهاية الاسبوع في تويتر فيلم اول منذ انضمامه وفيه يعلن المسؤولية عن الهجوم القاتل قبل ثلاثة اسابيع على حاجز عسكري في سيناء قتل فيه 31 جندي مصري.
الفيلم الذي حوالي مدته 30 دقيقة بدأ ببيان للتنظيم القاتل، الذي يسمي نفسه «داعش سيناء» وفي البيان قيل «بدأنا باقامة الخلافة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء وسنحارب السيسي الذي هو خادم اليهود، وبعد ذلك سنذهب إلى القدس». وفي السياق تظهر صور صعبة على المشاهدة للعملية القاتلة في سيناء، وشخص يهدد مؤيدي السيسي، والذي يعرف في الفيلم أنه المنتحر من العملية القاتلة على الحاجز العسكري. وفي السياق يهدد الانتحاري رئيس مصر أنه محاربي الجهاد في سيناء «سيكونوا السيف الذي سيقطع رأسك» ويتعهد انه لن يسمحوا للسيسي أن يتملص من قتل المسلمين لانه تجاوز كل الحدود.
خبراء امنيين اسرائيليين يعتبرون ان الوضع الجديد في سيناء تهديد حقيقي لاسرائيل. وثيقة من مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب على اسم مئير عاميت، تشير إلى زيادة العلاقة بين داعش العالمي وانصار بيت المقدس، ويقول أن جل العمليات العسكرية للتنظيم موجهة في الوقت الحالي ضد الجيش المصري، ولكن التنظيم يخطط لعمليات ضد اهداف اسرائيلية بالذات على الحدود مع سيناء ويحاول اخراجها إلى الحيز الواقع. حسب التقديرات فان التنظيم يقف وراء تفجير انابيب الغاز بين اسرائيل ومصر في تموز 2012 وقد هاجم جنود اسرائيليين على الحدود مع مصر في ايلول من نفس العام.
الحديث هنا عن تنظيم جهاد الاكثر تطرفاً ويعمل في مصر وشبه جزيرة سيناء ومسؤول عن هجمات كثيرة ضد قوى الأمن المصرية واطلاق قذائف باتجاه مدينة ايلات. ونشر في الماضي افلام تظهر فيها عمليات اعدام لمتهمين بالتعاون على نمط ما يقوم بهد اعش.
حسب كاتبي التقرير فان قرار انصار بيت المقدس بالانضمام لتنظيم داعش وليس الانضمام للقاعدة سببه (صورة داعش ذات القدرات العسكرية والمالية والذي يستطيع جذب الكثير من الجهاديين ويقف في جبهة الحرب ضد الولايات المتحدة والغرب).
حسب العميد المتقاعد د. رؤوبن ارلخ مدير مركز المعلومات «يوجد واقع جديد على الحدود الجنوبية لاسرائيل بعد أن قدم تنظيم انصار بيت المقدس الولاء لداعش ولقائده البغدادي. هذا الاعتراف الرسمي مهم جدا بالنسبة لداعش في صراعه ضد القاعدة. يريدون أكثر فأكثر من التنظيمات الجهادية بأن تعطيهم الولاء وأن انضمام هذا التنظيم المصري يعتبر انجاز كبير بالنسبة لداعش. الآن في حين وجود محاربي داعش على الحدود الشمالية وعلى الحدود الجنوبية سنرى أكثر فأكثر تنسيق وتعاون حقيقي، وفي المرة الاولى بتاريخ دولة اسرائيل فان منظمة ارهابية فاعلية موجودة على الحدودين في نفس الوقت هذا ليس تهديد ممكن وانما تهديد حقيقي».
الملك قلق من اسرائيل
خلال لقائه في عمان مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الامريكي جون كيري، حذر الملك عبد الله انه اذا استمرت اعمال اسرائيل في القدس والحرم، فان الامر سيضر بالصراع الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش في سورية والعراق هكذا كتبت الصحيفة اللندنية التي تصدر بالعربية «الحياة» تجدر الاشارة أن السفير الاردني في اسرائيل والذي عاد إلى عمان لم يعد بعد للسفارة في اسرائيل. في الوقت الحالي فان عضو برلمان اردني يدعي ان نتنياهو سيعود إلى عمان مع بداية الاسبوع الحالي من اجل استكمال المباحثات لتهدئة الخواطر في الحرم وقال ايضا محمد القطاطشة لوكالة الانباء الفلسطينية معاً ان اجتماع القمة في الاردن كان هدفه ازالة التوتر في القدس، ولكن لا يوجد ضمانة بأن ذلك سينجح.
تحدث الجيش العراقي يوم الجمعة ان قواته استطاعت اختراق الحصار الذي فرض عليه من قبل داعش بجانب المدينة بيجي. على حد قوله فقد سيطر الجنود على معظم احياء المدينة وحرروها من ايدي المتمردين بالمقابل قام رئيس هيئة اركان القوات المشتركة للجيش الامريكي الجنرال مارتن رامبسي بزيارة العراق بشكل مفاجىء من أجل تداول توسيع الحرب ضد التنظيم الإسلامي المتطرف والمساعدة على اللوجستية التي تقدمها الولايات المتحدة للجيش العراقي والقوات الكردية التي تحارب إلى جانبه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
نتنياهو وبينيت يعرضان حلف المصالح
بقلم: بن كسبيت،عن معاريف الاسبوع
يعتقد خبراء في شؤون نتنياهو بأن محطم التعادل الذي أنضج الطبخة الائتلافية وغير مزاج رئيس الوزراء بين ليلة وضحاها لا يوجد في المكان الذي يبحث عنه فيه الجميع. لا، ليس هذا قانون ضريبة المضافة صفر في المئة، ولا قانون القومية الذي عرقلته أمس تسيبي لفني ويعقوب بيري، ولا السياحة الطبية، مع كل الاحترام، ولا حتى زئيف الكين الذي يقلب الامور رأس على عقب في وجه يوجد مستقبل خلافا ليريف لفين المتصالح.
محطم التعادل، حسب الناس الذين يعرفون نتنياهو عن كثب، كان قانون اسرائيل اليوم. فالضربة التي تلقاها نتنياهو يوم الاربعاء الماضي دفعته لان يفقد التوازن، العقلانية، ما تبقى من رغبة لديه في مواصلة الجلوس في الائتلاف. فالطريقة التي اجيز فيها القانون مهينة على نحو خاص من ناحية نتنياهو. الفارق. حقيقة أنه بقي شبه وحيدا في الصراع، رغم حملة غسل الدماغ الهائلة التي خضاتها الصحيفة بوق ضدنا جميعا.
نتنياهو، حسب هؤلاء الخبراء، فقد توازنه. اهين امام سيده، دخل في حالة صدمة. صحيح أنه يوجد الف وواحد من الطرق الاخرى لوقف هذا القانون ولكن القرف الذي شعر به نتنياهو كبير لدرجة أنه لم يعد بوسعه الانتظار. من جهته، فلنذهب الان إلى الانتخابات (وهكذا تفقد اجازة القانون بالقراءة العاجلة كل معنى لها)، ونريهم ما هذا.
في هذه الاثناء، يصعد نتنياهو استعداداته لانتخابات محتملة. في هذه اللحظة تجده متمترسا في أعلى الشجرة، مقابله، في وسط الغابة، يتمترس يئير لبيد، على ارتفاع مشابه. نتنياهو يعرف وضعه في الساحة السياسية ويعرف بانه صحيح حتى هذه اللحظة لا يمكنه أن يعتمد الا على شخص واحد. وهذا يسمى نفتالي بينيت. ولهذا فان الحلف السياسي بين نتنياهو وبينيت آخذ في التوثق، آخذ في الاشتداد. حلف مصالح. ليس مؤكدا ان السيدة نتنياهو واعية لكل هذه التطورات. وهي ستعرف لاحقا. نأمل ان تصادق، والا فان كل شيء سيضيع.
يوم الاربعاء الاسبوع الماضي عقد في مكتب رئيس الوزراء لقاء مشوق. فقد عقد في مكتب رئيس الطاقم، آري هارو. وشارك فيه رئيس بلدية القدس نير بركات، مديرة قيادته ميخال شليم ومستشاره الاستراتيجي آفي ليرنر. وهذا اللقاء محمل بتضاربات صغيرة في المصالح. فليرنر هو ايضا زوج بيرح ليرنر، مستشارة رئيس الوزراء، وصهر هارو ايضا. ولكن هذا ليس الموضوع. في اثناء اللقاء طلب هارو، باسم رئيس الوزراء من نير بركات، العمل على تعيين ايال غباي رئيسا لسلطة تنمية القدس والذي يعتبر منصبا اعتبارا وعظيم القوة في الاقتصاد.
ومن أجل أن نفهم، يجب أن نتعرف على الخلفية: غباي كان مدير عام ديوان رئيس الوزراء في ولاية بيبي السابقة. ومثل كل أسلافه هو ايضا ترك مستاء (التالي في الدور هرئيل لوكر، الذي سيعلن قريبا عن تركه). بعد ذلك ارتبط غباي بنفتالي بينيت، وكان مندوبه في المفاوضات الائتلافية الاخيرة. وبفعله هذا، شطب غباي في شارع بلفور شطبا نهائيا. ولكن بينيت وعده بسلطة تنمية القدس. ما العمل؟ لا شيء، ننتظر.
في البداية، عندما كان بينيت ونتنياهو على السكاكين، لم يكن هناك ما يمكن الحديث فيه. في الاشهر الاخيرة، عندما فهم بيبي بان افقه الوحيد هو نفتالي بينيت، بدأت العلاقات بالتحسن، وواصلت التحسن. وبدأ بينيت ونتنياهو يلتقيان اكثر، يتحدثان أكثر وحتى بالانجليزية (!!)، مما يدل على تقارب حقيقي. وقد تشكل الحلف رويدا رويدا. قبل بضعة اشهر تحدثت هنا في «معاريف الاسبوع» بان نتنياهو سحب الفيتو خاصته لدى بركات على تعيين غباي. وها هو، الاسبوع الماضي، رئيس مكتب نتنياهو يطلب من بركات بشكل صريح تنفيذ التعيين. لا يوجد هنا شيء مرفوض بالمناسبة. هكذا تجري الامور. ما يمكن أن يعلمنا هذا هو عن بداية صداقة شجاعة، في الطريق إلى حلم سياسي.
نوازع انتخابية
بعد يوم من هذا اللقاء لدى آري هاروم قام شالوم شلومو، رئيس القيادة كلي القدرة لدى بينيت، متابعة في مكتب رئيس بلدية القدس وطلب أن يتم على عجل «تواصلا للحديث مع آري هارو»، تعيين غباي. واذا كان شالوم شلومو ينفذ خطوات سياسية «تواصلا» للقاءات في مكتب رئيس الوزراء، فهذا يدل على أنه توجد هنا اخوة جديدة. كل ما تبقى للاستيضاح هو اذا كان تمكن احد ما من اطلاع الرئيسة الحقيقية للامور، التي تجلس في شارع بلفور ولا تستطيب بينيت منذ الازل. هذا ما سنعرفه لاحقا.
سياسيا، ماذا يعني هذا؟ هذا يعني ان نتنياهو يريد جدا ان يرتبط ببينيت قبيل الانتخابات. نعم، على نمط الارتباط اياه في ليبرمان، والذي أبقاه ولاية اخرى في المنصب. بدون هذا، هو ضائع. في الليكود يقدرون بان في الوضع الحالي لن يجلب بيبي اكثر من 18 مقعدا. هذا يعني انه سيكون صعبا جدا عليه ان يكون رئيس الوزراء التالي، حتى لو أنهى الامر كحزب أول. ولكن اذا ما اتحد مع بينيت، فسيجلب اكثر من 30 نقطة وهذا يغير قواعد اللعبة. فهل سيصادق مركز الليكود على مثل هذا الارتباط؟ صعب ان نصدق. داني دانون ليس إمعة. اضافة إلى ذلك، فان القوى المركزية التي يمكنها أن تقود المعارضة، سحبت. جدعون ساعر في الخارج، كحلون في الخارج، سلفان شالوم فقد الاهتمام، اسرائيل كاتس يعمل من اجل بيبي، هكذا بحيث أن كل شيء ممكن.
ما الذي سيتلقاه بينيت؟ حق انتخاب أولي لمنصب الوزير الكبير في الحكومة. والان، تصوروا انه سيرغب في أن يكون وزير الدفاع. ماذا هناك؟ لماذا لا؟ فقد أثبت نفسه مع الانفاق، أليس كذلك؟ أنا، لو كنت بوغي يعلون، لقلقت قليلا. ولكن حتى لو لم تكن قائمة مشتركة بطريقة السلسلة، فهناك غير قليل من الطرق لتعزيز التعاون. الاعلان والتوقيع مسبقا على شراكة في الائتلاف، الاتفاق على تفاصيل الحقائب وتوزيع الغنائم التالية، مسبقا. ثقوا بنتنياهو، فهو يعرف كيف يقوم بهذا العمل.
في الاسبوع القادم سنعرف إلى أين وجهتنا. هل التصعيد مستمر أم أن الرفاق يفجرون الأدوات بسبب السياحة الطبية، ضريبة القيمة المضافة على الشقق الجديدة والشفافية في الصندوق القومي. من حيث النوازع، نحن بتنا في المعركة الانتخابية منذ الان. الجميع ضد الجميع. من ناحية منطقية، لا يوجد سبب حقيقي للوصول إلى هناك. اليوم سيصل الجميع إلى الكنيست، سيعقدون جلسات الكتل خاصتهم، سيطلقون التصريحات ويتعين عليهم أن يقرروا، بينهم وبين أنفسهم، اذا كانت دولة اسرائيل تحتاج إلى انتخابات الان حقا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ماذا يريد رئيس الحكومة؟
بقلم: يوسي فيرتر،عن هآرتس
السؤال الوحيد الذي سيحسم مصير الساحة السياسية في الايام القريبة القادمة هو: هل لا يزال نتنياهو معنيا بوجود حكومته، الحكومة التي ملها حتى قبل ان تقوم، وبقوة اكبر بعد ذلك، ام أن وجهته نحو حكومة اخرى تبنى بفخار على الليكود، البيت اليهودي والاصوليين.
أمس، أبدى تصلبا بارزا. وأول أمس استدعى اليه الاصوليين كي يطلق إلى العالم اشارة شفافة ليقول ان لديه خيارات. اذا كان يسعى إلى التفجير حقا أم فقط يستمتع باستعراض العضلات كي يحقق نقاط استحقاق في اليمين ويدحر وزير المالية إلى الزاوية، هو وحده يعرف.
الشطر الاخر من المعادلة، يئير لبيد، غير معني بانتخابات ليس له فيها الا ما يخسره. وقد أوضح ذلك امس في المقابلات في وسائل الاعلام. وفي ذات النفس واصل التمترس في مواقفه، وترك هامشا ضيقا جدا للحل الوسط حول مواضيع الميزانية. بحيث أن كل شيء كما أسلفنا منوط به.
أفيغدور ليبرمان، مثلا، مقتنع منذ زمن ما بان رئيس الوزراء حسم أمره لتفكيك هذه الرزمة الفاسدة. وانه متفق تماما مع الاصوليين بان تجرى الانتخابات في ربيع 2015. كما أن هذا هو السبب الذي جعل رئيس اسرائيل بيتنا يحذر اعضاء كتلته من التخطيط لاجازات التزلج في الشتاء القريب القادم. وليبرمان بالذات هو السياسي الوحيد في المحيط الذي بوسعه أن يفكك القنبلة المتكتكة نحو الانتخابات القريبة. كما أن ليس له مصلحة في ان يلتقي بقرار الناخب في المدى المنظور وهو خبير بما يكفي كي يتوسط ويهدىء ويسكت الخواطر. فهو يحظى بثقة اثنين من الصقور: لبيد وتسيبي لفني، التي فتحت امس جبهة من جهتها امام الليكود، على خلفية قانون القومية. ولكن ليس مؤكدا أن نتنياهو قادر على ان يعتمد على الحليف الذي اصبح خصما مريرا، وكما أسلفنا، ليس واضحا انه يريد على الاطلاق. أمس، كان يبدو أن قطار الائتلاف يندفع بكامل سرعته نحو حافة الهاوية.
ما قيل أمس عن الاطراف المتقاتلة يذكر قليلا بالتقديرات والتحليلات في الايام التي سبقت حملة «الجرف الصامد»: ان العدوين غير معنيين بالتصعيد. ولكليهما رغبة مشتركة «في احتواء المواجهة» وهما مسؤولان بما يكفي كي يديرا أزمة منضبطة. فكيف انتهى هذا، فكلنا نتذكر.
على شيء واحد لا خلاف، وهو ايضا ينخرط جيدا في المثال الأمني: كل من يشارك في جنون المنظومات الائتلافي الذي نشهده في الايام الاخيرة يكرهون الواحد الاخر – لفني تكره نتنياهو وبينيت، والعكس، لبيد يكره نتنياهو، والعكس – مثلما يكرهون التعايش الذي فرض عليهم. الاخ إلى جانب أخته، والعكس.
يبدو ان كل ما يهمهم في هذا الوقت هو عقد الافخاخ الواحد للاخر، والنبش كل بكرامة الاخر، وعرض الخصم – الشريك كصوص غير مسؤول، كعنيد، كرافض. فمن يحتاج معارضة عندما يكون هناك مثل هذا الائتلاف؟ فمن اجل ماذا نحتاج مثلا، فجأة اليوم، لـ «قانون القومية» الذي يعرف دولة اسرائيل كدولة الشعب اليهودي. اذا كان هناك شكوك لدى أحد في ذلك، فهي تنبع فقط من المداولات والمشادات حول صيغة ذاك القانون الزائد.
السبب الوحيد الذي يجعل نتنياهو يصر جدا على سن القانون هو حملة الانتخابات المقتربة. هذا قانون انتخابات، ليس أكثر. وهذا هو السبب الذي يجعل لفني تحطم كل الاواني في مساعيها لعرقلة الخطوة.
ومن الجهة الاخرى، لماذا يريد نتنياهو أن يدفن الاصلاح في الجهاز الصحي الذي أعدته ياعيل غيرمان؟ لانها من يوجد مستقبل، ولان لبيد يريد اصلاحا في الصندوق القومي وقانون ضريبة القيمة المضافة صفر الذي يرى فيه نتنياهو مصيبة، وغيره هنا وهناك. ولدى لبيد يوجد هوسه الذي يعبر عن نفسه بصفر استعداد من جهته للمساومة على اجراءات اقرار الميزانية. إذن فإما أن يكون لبيد يقدر بان بيبي جبان وسيتراجع، أو أن بيبي مقتنع بان لبيد هو «الدجاجة» (وإن لم تكن مضاف اليها النعت الذي أرفقه مستشارو اوباما) وهو الذي سيكون من سيتراجع، او ان كليهما مخطآن ودولة اسرائيل ستسير إلى انتخابات زائدة، بعد سنتين من الانتخابات السابقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
حراس اسرائيل
بقلم: عميرة هاس،عن هآرتس
من يحارب باستمرار من أجل كون اسرائيل دولة ديمقراطية وتحافظ على القانون هم الفلسطينيون. سيأتي اليوم ويشكرهم اليهود على هذا الأمر.
تعريفات:
– قانون – ليس بمعناه التقني الرسمي (وجود قوانين مكتوبة يقوم الغالبية بسنها من أجل قمع الاقلية، وكتابة أوامر عسكرية في اللغة المختصة بالقضاء) والتي أساسها هو المساواة البنوية والجوهرية بين البشر.
– صراع – مؤسسات تعنى بالحدود، التي يجب أن تخدم الحياة بداخلها. طبقات مسيطرة قامت باخصاء المفهوم التقني وأوجدت مفاهيم بديلة للدولة مثل (تقديس الامة) و(ملك يقوم المجتمع بخدمته ويطلب ضحايا وقرابين) اسرائيل ترفض أن تعلن ما هي حدودها لذلك سنذهب الى:
– اسرائيل – مجتمع نفترض أنه يريد أن يستمر بالبقاء في المستقبل، ويفكر بأبناؤه وأحفاده.
– الفلسطينيين – عرب، احفاد من عاش في البلاد بين نهر الاردن والبحر المتوسط قبل 1948 وقبل 1917 – سواء ولدوا في البلاد او الشتات.
– يهود – من كان يبعثهم قانون الرايخ الثالث إلى اوشفيتس.
تفسير: كل اسبوع تناقش في محكمة العدل العليا الاسرائيلية دعوات فلسطينية لسكان المناطق التي احتلت عام 1967 أو مواطنين اسرائيليين. مقدمي الدعوات هي منظمات اسرائيلية او فلسطينية وممثليها، المحامين الاسرائيليين (فلسطينيين او يهود). تضيق الدائرة ويدور الرأس وتنسحق ماكنة الطباعة من تفاصيل كل الدعوات والطرق المتشددة للقضايا والبيروقراطية التي سبقتها. على قدم واحدة تحدد هذه الدعوات: «ما تكرهه لا تقوم بعمله تجاه الآخرين».
سنكتفي بمثال واحد: الدعوة التي كتبتها المحامية فاطمة العجو من عدالة، المركز القانوني لحقوق الاقليات العربية في اسرائيل. قدمت الدعوى في ايلول 2012 بعد عدة سنوات محبطة من التوجهات والاستيضاحات قيل خلالها ان اسرائيل وبدون ادنى شك تقوم باستخدام طرق عدة لمنع الفلسطينيين سكان غزة من تقديم دعاوى تعويض عن اضرار بسبب اصابات من قبل الجيش الاسرائيلي. فاذا قدمت دعوات فان الدولة تضر بقدرتهم على القيام باجراءات التمهيدية من اجل ان يقوم القاضي بنقاشها.
هذه الطرق تستخدم ايضا ضد سكان الضفة الغربية، ولكن في غزة هناك امر منع الخروج الشامل الذي فرضته الدولة على جميع سكان القطاع.
وثيقة داخلية لنيابة الدولة تشير انها تستخدم قبعتين: هي المدافع عن المدعى عليها، الدولة، وتفكر بأية خدعة من أجل أن تنجح في المحكمة بموضوع اصابة الابرياء، ايضا مسؤول السجانين الذي يحدد من هي اقلية الاقلية التي تخرج من القطاع ومن هي الاغلبية ولا تخرج.
محامي الدولة السابق موشيه لادور قام باعطاء توجيهات لـ النيابة العامة للعمل على اخراج شهود فلسطينيين من القطاع في حال أن عدم وجودهم سيضر بـ دفاع الدولة على دعاوى أضرار.
واذا كان عدم وجودهم لا يضر الدولة فبامكان النيابة ان تبدي ليونة: ليس بالضرورة ان يأتي الشهود، وليس بالضرورة ان يلتقوا مع محامي الدفاع، ليس بالضرورة أن يتم توقيع الوكالات بوجودهم. سنتمكن بدون الاجراء الاولية من فعل الأمر. والغريب انه بسبب تشويشات في الاجراءات الاولية، فإن قضاة يقومون بتجميد الدعاوى أو محوها بالكامل (احيانا يقوم ممثلي النيابة بتشجيع القضاة ويقولوا لهم بأن سابقيهم قاموا بمحوا دعاوى).
العجو اقتبست في دعوى تطلب رفع الحواجز والتمييز بكلمات القاضي في محكمة العدل العليا سابقا، ميشيل حشيم حول حقوق التواجد في المحكمة: «انه حق اساسي ومنع الطريق إلى المحكمة هو ضرر بالسلطة القضائية وهذا يعني ضرر لديمقراطية الدولة».
في اكثر من فرصة تفاخروا في نيابة الدولة والنائب العسكري العام أنه الفلسطينيين يستطيعون الوصول إلى المحاكم في اسرائيل، من اجل اقناع غير اليهود ان لا يحاكموا اسرائيل على جرائم الحرب. حتى الآن اقتنع الغير اليهود من التصريحات والوعودات بأن اسرائيل تستنفذ كافة الاجراءات لكي تكون المحكمة عادلة. وتوجيهات مثل ازالة العقبات في الطريق للمحكمة كما تقول الدعوى، تثبت إلى أي حد تقوم الدولة اليهودية والغير ديمقراطية بـ الكذب.
رغم انه على مدار السنين قبل قضاة محكمة العدل العليا بـ الاعتبارات الأمنية وادوا لها التحية واصابوا والحقوا الضرر بالديمقراطية، فان الفلسطينيين يستمرون في تقديم دعاويهم. لم ييأسوا بعد من أن تكون محكمة العدل العليا خصوصاً والاسرائيليون عموماً أكثر عدلاً ويحولوا الكلمات إلى افعال، من اجل مستقبل وسلامة كل من يعيش في بلادنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


رد مع اقتباس