النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 29/11/2014

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 29/11/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي السبـــت 29/11/2014 م
    في هــــــذا الملف


    إستُنفدنا!
    في الدولة العبرية لا توجد اليوم أهمية لكلمة يهودي إلا عندما تُذكر مع نقيضها العربي
    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

    على خط التماس بين العنف والاندماج
    بقلم:نير حسون،عن هآرتس

    في جبل المكبر يتحدثون عن الفقر لا عن البطولة
    بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس





    إستُنفدنا!
    في الدولة العبرية لا توجد اليوم أهمية لكلمة يهودي إلا عندما تُذكر مع نقيضها العربي

    بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

    سلباً أو ايجابا، لقد كانت مارغريت تاتشر احدى رؤساء الحكومات الأبرز في بريطانيا في القرن العشرين، في مجموعة واحدة مع لويد جورج وتشرتشل، وشغلت منصب رئاسة الحكومة 11 عاما، من 1979 إلى 1990. وفي النهاية إشمأزت منها الساحة السياسية جميعها بما في ذلك قيادة حزبها، وأُجبرت على الانسحاب بطريقة مخجلة.
    بيتر هانسي، مؤرخ ومحلل سياسي، رافق صعود وهبوط تاتشر عن قرب. وفي كتابه «رئيسة الحكومة» وثق بطريقة بريطانية جافة الخندق الذي علقت فيه تاتشر في النهاية. وقد تحدث ايضا عن نظرتها لما كُتب في الصحف. «قررت مارغريت أنه ليس لديها وقت لقراءة الصحف خلال الاسبوع، وبدلا من ذلك كان مستشارها الإعلامي برنارد إنغهام يصل إلى بيتها باكرا كل يوم ويطلع بنفسه على الصحف ويقدم لها تلخيصا مكتوبا بالطريقة التي يراها مناسبة. وعادة ما كان التلخيص يبدأ بـ«سان»، وهي الصحيفة الصفراء التي أيدتها، وقد أقنعها بأن صحيفة «سان» تعكس الرأي الحقيقي للناس في الشارع وللشعب.
    «تشكلت حركة دائرية استثنائية. كانت تاتشر بارزة بعض الشيء، وكان إنغهام يقوم بكتابة الفكرة وملاءمتها مع لغة «سان» ويفرض نشرها على الصحيفة، وحينما كان الخبر ينشر كان يضعه في الأولوية في التلخيص الذي قدمه لمارغريت، وكانت تكون سعيدة عند الاكتشاف أنها هي والشعب شيء واحد – الشعب البريطاني يشاركها آراءها».
    كان السقوط مؤلما. «الكثير من مؤيديها في الكابنت والحزب كانوا يأملون أن تستغل اليوم السنوي العاشر لوجودها في السلطة، أيار 1980، من اجل الانسحاب باحترام والابقاء على انجازاتها السابقة. هذا لم يحدث، ففي صيف 1989 قررت المنافسة من جديد في الانتخابات من اجل البقاء في السلطة وتحقيق انجازاتها. وفي منتصف الفترة الانتخابية القادمة، كما قالت، سيكون عدد من المرشحين في الحزب قد اكتسبوا الخبرة لوراثتها.
    «لقد تصرفت وكأنها تجلس كل ليلة في الاستوديو الخاص بها في الطابق الاول في داونينغ 10، وترى من النافذة الشعلات التي يشعلها الاعداء الذين يحيطون بها وينتظرون ذهابه.
    «كان هذا الامر يتطلب تركيزا غير متوقعا لمجموعة احداث لاجبارها على المغادرة، ولكن عندما حدث السقوط كان سريعا لدرجة تحبس الأنفاس».
    يقتبس هانسي تفسيران لاثنين من زملاء تاتشر، الاول يقول: «اتخاذ القرار في الحكومة هو عملية بناء اجماع، يجب على الوزراء الدفاع عن القرارات المشتركة ولا يمكن العمل عند وضعهم في ظرف يكون فيه الخيار الوحيد الخضوع أو الاستقالة».
    ويقول الثاني: «كانت تاتشر رئيسة حكومة كبيرة، لا جدل حولها، وتراجيديتها أنه لن يتم تذكرها كثيرا بسبب انجازاتها، وايضا بسبب عنادها وآرائها التي تحولت أكثر فأكثر إلى مناكفة».
    نتنياهو ليس تاتشر. ففي مفهوم معين هو عكسها تماما، ولكن هناك وهنا ايضا فان استمرار التواجد في السلطة له ثمنا نفسيا كبيرا. حيث يتحول الحلم إلى تصدق، والسعادة إلى المرارة، والطموح إلى هوس وانغلاق، والالتصاق بالكرسي إلى دين. الفترة الرئاسية الرابعة هي نقمة: في احيان قليلة جدا تنتهي بشكل جيد. نتنياهو يعرف هذا بالطبع، يعرف وينسى، جميعهم ينسون.




    الحكومة القادمة

    قال لي أحد الوزراء السابقين: «نتنياهو هو السياسي رقم واحد، جنرال السياسة في اسرائيل». لماذا إلى هذا الحد؟ سألت. وأوضح لي: «منذ عشر سنوات نتنياهو هو رئيس الحكومة، وفي هذه الفترة يأتي رقم اثنين بعد بن غوريون. وقد نجح في الانتخابات ثلاث مرات ولديه فرصة جيدة للمرة الرابعة».
    اذا كان المعيار الوحيد هو مدة الحكم فهذا الوزير صادق، ولكن القيادة الوطنية لا يجب أن تُحاكم حسب المدة الزمنية التي يجلس فيها السائق خلف المقود، أو القدرة التي يُظهرها في الضغط على الزامور. والسؤال هو إلى أين يذهب وهل هو يذهب أصلا إلى مكان ما.
    مكتب رئيس الحكومة يضج بالعمل في هذه الايام. محادثات مع درعي، ومع لتسمان وغافني. هل سيتعهد السياسيون الحريديون بأن يوصوا رئيس الدولة بنتنياهو بعد الانتخابات القادمة، أم سيغطون أنفسهم بسترة الحاخامات الواقية. ماذا يريدون في المقابل، وماذا نتنياهو مستعد لاعطائه. المقاعد فارغة في الحكومة الحالية لكن القلب والرأس في الحكومة القادمة، حكومة الفترة الانتخابية الرابعة، الحكومة التي ستربط من جديد بين لتسمان ونتنياهو، بين الحريدي والخائف.
    الميزانية عالقة حتى الآن. أعلن رئيس الائتلاف: الميزانية لن تتم المصادقة عليها في نهاية كانون الاول بل في نهاية آذار. ميزانية الأمن لم تقدم للكنيست لأن رئيس الحكومة لم يقرر بعد الرقم الذي ستتضمنه – 57 مليار شيكل، هل يمثل هذا كل ميزانية الأمن أو جزءً منها. هناك جدل عنيف في هذا الموضوع بين المالية ووزارة الدفاع، والطرفان ينتظران رئيس الحكومة لاتخاذ القرار لكن نتنياهو ليس لديه رأس ليقرر حول ميزانية الأمن: هو مشغول في انتظار قرار الحاخام من غور.
    كان وزير الدفاع بوغي يعلون ينوي الاعلان قبل اسبوعين عن قراره تعيين اللواء غادي آيزنكوت لرئاسة الاركان، لكن البلاغ لم يصل لأن نتنياهو لم يوافق بعد، فهو متردد وقد التقى مع المرشحين، والتقوا مرة اخرى لكن لا يوجد قرار. ليس الحديث هنا عن لاعبي كرة قدم يأتون للقاء من قارة بعيدة. رئيس الحكومة يعرف المرشحين جيدا بفعل منصبه، لكن القرار لم يأت بعد.
    ميزانية الدولة، ميزانية الدفاع، تعيين رئيس الاركان، ضريبة قيمة مضافة صفر، الاصلاحات في الصحة، قانون القومية اليهودي – هذه ستة أمثلة حول مواضيع غير معقدة جدا، قابلة للحل بالتأكيد، وهي عالقة في مكتب رئيس الحكومة. وفي الساحة السياسية هناك من يتهم عناد يئير لبيد بالمسؤولية عن بعضها، ومبعوثه في الكنيست عوفر شيلح. آخرون يتهمون صدام رئيس الائتلاف زئيف الكين الذي لا يحب اهتمام الرئيس السابق ياريف لفين بوعود لبيد لناخبيه. وفي جميع الحالات يتم حسم ازمات كهذه بعد أن يطرق رئيس الحكومة على الطاولة بدقيقة، لكن الطرقة لم تأت.
    في غياب رب البيت فان الائتلاف يتهاوى. المادة اللاصقة الوحيدة التي تربط الآن أجزاء الائتلاف هي السم الذي يصبه كل واحد من رؤساء الاحزاب على نظيره. ماذا كان سيحدث لو تنازلتم بارادتكم عن قيمة مضافة صفر، سألت الجهة التي فيها لبيد. كانوا سيقدمون لنا فورا قانون حنين الزعبي ويشوشون على اصلاحات غيرمان. هذا هو الجواب الذي حصلت عليه. ماذا كان سيحدث لو وافقتم على المصادقة على قانون قيمة مضافة صفر، سألت جهة نتنياهو. كانوا سيقيمون حكومة من غيرنا، كان هذا الجواب. بكلمات اخرى لا يوجد ما نتحدث عنه.
    الليكود ويوجد مستقبل مثل زوجين قيد اجراءات الطلاق، حيث يصمما، بعد نصيحة المحامي، بالاستمرار والعيش في نفس الشقة. هو يقول لها أتركي البيت. فتقول له لا، أترك أنت البيت، سأقوم بكسر الزهرية التي تحبينها. اذا سأحطم لك التلفاز الذي تحبه. ويقول لها سأحرق البيت، فتقول له ممتاز وتقدم له عود الثقاب.
    اضافة إلى كل ذلك، القدس تشتعل. المواجهات العنيفة بين العرب واليهود أمر يومي، وهي تمتد إلى مدن اخرى وراء الخط الاخضر. الجمهور ينتظر الافعال، التهدئة والردع، موجة عنصرية تغطي البلاد. رئيس الحكومة يريد التهدئة ولكن أجواء الانتخابات التي خلقها أقوى منه. فهو ووزراءه يتنافسون على ايجاد أفكار لعقوبات جماعية للعائلات والأحياء والقرى. التصريحات تتحول إلى عناوين وتتسبب بالضرر وتختفي كما ظهرت.
    في أحد الايام عندما كانت في البلاد أحزاب، كان سيقوم شخص ما شجاع من حزب السلطة ليقول كفى، لقد استُنفدنا، لقد مل الجمهور وضاق ذرعا بكم، وهو مقتنع بأن مصير الدولة لا يهمكم، بل ما يهمكم هو الخداع والفائدة. واذا استمررنا هكذا ففي الانتخابات القادمة سيصل إلى صناديق الاقتراع الحريديين والمستوطنين فقط. ليس الحديث عن الدولة اليهودية هو الذي سيقتل الديمقراطية بل خيانتنا اليومية لثقة الجمهور.
    إستُنفدنا، هذا ما كان سيقوله الرجل، إستُنفدنا، وأنت يا رئيس الحكومة لم تفعل أي شيء في الولايات الثلاث، ولن تفعل أي شيء في الولاية الرابعة، لم تقم بابادة حماس ولن تريد ابادتها، المخربون الذين لم تردعهم ولن تردعهم، السلاح النووي الإيراني الذي لم تدمره ولن تدمره، الاصلاحات الاقتصادية التي حلمت ذات مرة بأن تفعلها، لن تفعلها. كانت لديك سنوات جيدة أكثر وجيدة أقل. نريد الاشتياق لك، ونريد اعطاءك حقك ونفخر بك. فقط أعطنا هذه الفرصة.

    العنوان السيء للعرب

    في صيف 2011 كان آفي ديختر، الوزير السابق، عضو في حزب المعارضة كديما وكان يشعر بالملل، وقد قدم اقتراح قانون شخصي وصل إلى العناوين بسبب البند (4أ) الذي الغى المكانة الرسمية للغة العربية. ديختر أقنع زملاءه في الكنيست على التوقيع على الاقتراح. «هل جُننت؟»، قال له عضو الكنيست روبي ريفلين (الليكود) «أنت بالذات، الغربي الوحيد في الكنيست الذي يتحدث العربية بطلاقة، تطلب بالغاء اللغة العربية، هذا جنون مطلق».
    لكن آخرين وقعوا. هذا ما يفعله اعضاء الكنيست: يوقعون من اجل الاصدقاء آملين أن يردوا لهم الجميل ويوقعوا لهم، من المخجل أن ترفض، يقولون. هو أو هي طلب بشكل مؤدب. عضو الكنيست في حينه روني بار أون الذي يظهر كأحد المقترحين، يقول إنه وقع بدون تركيز. «ركض ورائي ديختر مع الاوراق في كل مكان»، قال «لقد وصل حتى المراحيض».
    تسيبي لفني التقت مع بار أون في الممر، خارج المراحيض. «أنت لا تفهم على ماذا وقعت»، صاحت به. بار أون ندم. وحسب ما يتذكر فانه طلب ازالة توقيعه من الوثيقة.
    وقد وقع آخرون ايضا، شخصيات من اليمين مثل آريه الداد وزئيف الكين، ويزين الوثيقة ايضا توقيع شاؤول موفاز ومئير شتريت ونحمان شاي وشلومو مولا وزئيف بلسكي وفؤاد بن اليعيزر وشاي حرمش. هذا الاقتراح صمد ايام معدودة في وسائل الإعلام وبعد ذلك تلاشى.
    كان اسم اقتراح القانون «اسرائيل – الدولة القومية للشعب اليهودي». عندما قرر الكين تقديم الاقتراح مرة اخرى في الكنيست الحالية، قامت المستشارة الإعلامية، نوغا كاتس، بعمل قص ولصق. قانون الكين يتطابق بشكل كامل مع قانون ديختر باستثناء اسماء الموقعين.
    ما تم اعتباره نكتة في عام 2011 تحول إلى أمر وجودي في عام 2014، نتنياهو الذي قال في عدة مناسبات إنه لا ينوي تمرير القانون في الكنيست، قام بتبنيه بأثر رجعي. المتلازمة الكلامية «القومية اليهودية» سحرته، وذكرته بـ «نتنياهو جيد لليهود»، وهو الشعار الذي ساعده على الفوز على شمعون بيرس في انتخابات 1996. ومن هو جيد لليهود فهو سيء للعرب، ومن هو سيء للعرب يحصل على إكرامية في صناديق الاقتراع. لابين لم يكن يستطيع صياغة هذا أفضل منه.
    في اسرائيل لا توجد اليوم أهمية لكلمة يهودي إلا عندما تُذكر مع نقيضها، العربي. وفي الأصل فان اقتراح القانون كان يهدف إلى تقوية الحلم الصهيوني كما فهمه ديختر في وجه قرارات محكمة العدل العليا، التي استندت إلى قانوني أساس كرامة الانسان وحريته وحرية العمل. وتحولت في أفواه اليمين إلى صيغة جديدة غير مقبولة في القرن الواحد والعشرين، والى وثيقة استقلال.
    لقد وعد آباءنا أن تحافظ اسرائيل على المساواة في الحقوق الاجتماعية والسياسية بين المواطنين بدون فرق في الدين أو العرق أو الجنس. وقد كان هذا الوعد من اجل أخذ الشرعية للدولة الجديدة في العالم وشكل أمنية وليس أمر قضائي ملزم.
    في اقتراحات القانون الجديدة لا توجد مساواة. كما تقول البروفيسورة روت غابزون التي كتبت وثيقة حول الموضوع، يقومون بتحويل ما أبقاه آباءنا كأمر غامض إلى أمر واضح لا حاجة اليه. والغموض يتوجه إلى الداخل أما الوضوح فينطلق للخارج.
    الفرق، كما تقول غابزون، هو بين نائب اللواء عوفر فنتر، قائد وحدة جفعاتي الذي حارب في «الجرف الصامد» باسم قادة الجيش، وبين نائب اللواء غسان عليان، قائد وحدة جولاني الذي حارب باسم شعب اسرائيل. شعب اسرائيل هو لقب ذو مغزيين: هو الشعب اليهودي أينما كان والشعب الموجود في دولة اسرائيل. غابزون تؤيد فكرة جولاني. وأنا ايضا.

    من لحمنا

    أريد طمأنة رجال اليمين الذين هاجموا رئيس الدولة هذا الاسبوع، وكذلك رجال اليسار الذين عانقوه بحرارة: لم يقم روبي ريفلين بعملية جراحية لتغيير الجنس. ما قاله الآن كان يقوله في السابق، عندما ان عضو عادي في الليكود. لكنه مواظب وشجاع وعقلاني: فهو يتصرف بحكمة، مثال يحتذى. ماذا نطلب أكثر من رئيس الدولة ولا يوجد لديه.
    موشيه فايغلين، زعيم حزب ديني يميني في مركز الليكود، بادر إلى مبادرة عشية أحد الانتخابات الداخلية في الحزب: لقد التقى مع جميع المرشحين وطلب منهم التوقيع على تعهد بعدم رفع اليد والتصويت على أي تنازل عن أي شبر من ارض اسرائيل. اذا تعهد المرشح فسيحصل على تأييد جماعة فايغلين، واذا لم يتعهد فلن يحصل.
    هذا الاقتراع لفايغلين تم استيراده من الولايات المتحدة. مجموعة يمينية أنشئت في السنوات الاخيرة قامت بجعل مرشح الكونغرس الجمهوري يوقع على تعهد بأن لا يصوت أبدا وفي أي حال من الاحوال على رفع الضرائب. هذه المبادرة أنهت مجال المناورة السياسي للزعامة الجمهورية.

    ريفلين الذي عمل من اجل ارض اسرائيل الكاملة حينما كان فايغلين يتعلم في المدرسة، رفض هذا الطلب. «اذا لم تثق بقولي الشفهي فماذا ستستفيد من التوقيع؟»، وتم اخراج اسم ريفلين من القائمة التي كانت لدى جماعة فايغلين، وبالتالي فلم يتم انتخاب ريفلين في حينه. عدد آخر وقعوا وانتخبوا وأيدوا الانفصال بدون تردد.
    فايغلين الذي مُنع في الماضي من أن يكون عضوا في الكنيست هو اليوم عضو كنيست محترم في الليكود، نائب رئيس الليكود. وعندما طلبت منه في هذا الاسبوع اسماء الموقعين الذين تراجعوا قال إنه لا يتذكر. قدمت له التعازي لأن النسيان هو مرض منتشر في السياسة. وتذكرت أن ريفلين تحدث ذات مرة عن شخصين خيبا أمله: ليمور لفنات ويوفال شتاينيتس.
    عودة إلى ريفلين. عندما كان رئيسا للكنيست احتج أمامه اعضاء كنيست من اليمين بأن الشرطة تقيد صعود اليهود المتدينين إلى الحرم. فقام ريفلين باستدعاء لواء الشرطة نيسو شاحم، وهو قائد شرطة القدس. وقد حذر شاحم من المظاهرات. فهم يُصلون بخلاف الاتفاق، قال شاحم، والأخطر من ذلك أنهم يأخذون معهم النبيذ إلى الحرم، والمسلمون الذين يمنعون شرب النبيذ يرون في ذلك كُفراً.
    هذا ليس نبيذا، قالوا له، إنه عصير عنب. والزجاجات؟ سأل ريفلين، الزجاجات هي للنبيذ، اعترفوا. أنتم تذهبون إلى الحرم من اجل الاستفزاز، قال ريفلين، وأنا أشد على يدي قائد شرطة القدس.
    لقد صعد ريفلين مع شارون إلى الحرم حيث نشبت الانتفاضة الثانية بسبب ذلك. كان في نية شارون الدخول إلى اسطبلات سليمان، تحت المسجد الاقصى. وأقنعه ريفلين بالتنازل عن ذلك على اعتبار أن الدخول إلى المسجد من شأنه اثارة الشغب. كان من المريح لشارون استخدامه كسترة واقية. أنت رئيس الحزب، قال شارون. أنا أقبل سلطتك (هكذا تصرف نتنياهو عندما أراد تمرير قانون القومية في الفترة الانتخابية السابقة. لنقل إنني أردت وأنت لم تسمح لي، قال لريفلين).
    يؤمن ريفلين بدولة واحدة بين النهر والبحر، متساوية للجميع، ومتحملة للجميع. يمكن اتهامه بالسذاجة، ولكن بخلاف الكثيرين من اليمين واليسار في اسرائيل، فان قناعته نظيفة من كراهية الآخر ومن العنصرية. هو الوحيد تقريبا في الساحة السياسية القادر على محادثة العرب داخل الخط الاخضر ووراءه وفي الضفة وعلى مستوى النظر.
    «عندما نتحدث عن العلاقة بين الجمهور اليهودي والعربي في دولة اسرائيل يجب الادراك أننا نتحدث عن أكثر من خُمس مواطني الدولة»، قال في اجتماع للمحامين في ايلات هذا الاسبوع. «هم من لحم هذه البلاد، وهذه البلاد هي وطنهم. هم ليسوا فقط أفرادا متساوين في الدولة بل هم جماعة سكانية لها هوية جماعية وثقافة ودين».
    «التمييز الخطير تجاه الجمهور العربي في التربية والبنى التحتية والتخطيط والبناء لا يناسب الطابع الديمقراطي للدولة ولا طابعها اليهودي… لا سيما في هذه الايام التي يوجد فيها ارهاب وقتل، فمن واجبنا أن نعود ونردد على أنفسنا – يهودية، أي ديمقراطية، ديمقراطية، أي يهودية».

    زيت وماء

    وزراء خارجية الجامعة العربية سيجتمعون في يوم السبت في ليبيا، وسيطلب أبو مازن تأييدهم من اجل التوجه إلى مجلس الأمن، وخطوته هذه تتفاعل في واشنطن وباريس. الامريكيون الذين لا يتسرعون في استخدام الفيتو هذه المرة، يقومون هذه المرة بتحضير اقتراح خاص بهم، وكذلك الفرنسيون. بعد التوجه إلى مجلس الأمن سيتوجه أبو مازن إلى المنظمات الدولية الاخرى. وسترد اسرائيل بعقوبات اقتصادية على الضفة الغربية، وهذا لن يكون حسنا.
    اسرائيل تسمي هذا الامر ارهاب سياسي. ارهاب وسياسي، هذا مثل الزيت والماء لا يمكن الربط بينهما، ومن يقوم بالربط بينهما فهو يزيد من الارهاب.
    في شباط سيحتفل أبو مازن بالثمانين من عمره، وقد هدد مرة اخرى بالاعتزال، وهو ليس له وريث، وبالتأكيد ليس وريثا مخلصا مثله في محاربة الارهاب. وهناك من يحذر في اجهزة الأمن الاسرائيلية من انهيار السلطة، وآخرون يقولون إن هذا لن يحدث بسبب وجود الكثير من المحسوبيات والمصالح.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    على خط التماس بين العنف والاندماج

    بقلم:نير حسون،عن هآرتس

    عندما وصل جرحى العملية في الكنيس في هار نوف قبل اسبوع ونصف إلى مستشفى هداسا عين كارم عالجهم ايضا د. عبد خلايلة، الجراح الكبير في المستشفى. وفقط عندما خرج من غرفة الصدمة تبين له بان المخربين اللذين نفذا العملية جاء من قرية سكنه ومكان ولادته – جبل المكبر. «تمزق قلبي للتفكير بهؤلاء الجرحى»، يقول. د. حليلة، ابن 41، من كبار الجراحين في هداسا، أنقذ حتى اليوم حياة الكثيرين. وفي الحديث معه يرسم صورة اخرى عن تلك التي ترتسم في الصحافة عن جبل المكبر، الذي يعرفه معظم الاسرائيليين كحي للمخربين.
    في عائلة حليلة سبعة أخوة، خمسة منهم أطباء او يوشكون على انهاء دراسة الطب. اما الاثنان الاخران فهما مهندسان. «اذا كنت أحصي في الشارع الذي اسكن فيه، دون أن ابالغ يوجد سبعة اطباء»، يقول ولكن يذكر ايضا بان ذات الشارع هو شارع بلا رصيف، مثل معظم شوارع شرقي القدس. وضد منزل أبيه يوجد أمر هدم. هو يحمل جنسية اسرائيلية، ولكن بسبب مشاكل بيروقراطية فان اثنين من خمسة ابنائه بلا جنسية. «ما الفرق بيني وبينك؟ أنا لا أستثمر؟ لا اعمل؟ لا اساهم كفاية في المجتمع؟ عندها تبدأ بطرح الاسئلة على نفسك، أين مكاني؟ اريد أن اعمل واربي اولادي، ولكن من جهة اخرى أنا فلسطيني وتوجد لي التزامات تجاه مجتمعي. معظم الناس يريدون أن يتلقوا ما يستحقونه وأن يعيشوا حياتهم». المعاضل التي يطرحها حليلة لا تقلقه وحده، بل تقلق كل فلسطيني في شرقي القدس تقريبا.
    في الاشهر الاخيرة يعرض عرب القدس عبر منشور واحد – هو منشور العنف. ولكن صورة المجتمع في شرقي القدس اكثر تعقيدا من عدد العمليات ومن اجمالي الحجارة التي يرشقها اطفالها نحو الشرطة. نظرة عميقة لهذا المجتمع يمكن أن تكون صادمة، وذلك لانه من جهة يوجد فيه تعزز للنزعة الإسلامية والوطنية الفلسطينية ومن الجهة الاخرى سياقات الاندماج في المجتمع الاسرائيلي والارتباط المتعاظم مع غربي القدس.
    ووجدت هذه الظاهرة تعبيرها مثلا في مجال التعليم: في الطلب المتصاعد على تعلم العبرية، البجروت الاسرائيلية (الثانوية) ومؤسسات التعليم العالي الاسرائيلية. في مجال العمل – بالعمال الفلسطينيين الذين ينخرطون ليس فقط في الاعمال البسيطة مثلما في الماضي بل وايضا في الوظائف الاكاديمية، كباعة في محلات الموضة بل وحتى كمستثمرين. كما أن الحظر على طلب المواطنة الاسرائيلية الكاملة، والذي كان يعتبر في الماضي كخيانة، انكسر وهناك ارتفاع في عدد الذين يطلبون جواز السفر الاسرائيلي. كما يمكن أن نرى بعيوننا – في القطار الخفيف، في مراكز المشتريات وفي شوارع وسط المدينة، حيث اختلط سكان القدس في السنوات الاخيرة ربما أكثر من اي وقت مضى في تاريخ المدينة. والفرضية الدارجة فيها هي أن هذه السياقات ترتبط بالقطيعة المفروضة على القدس عن الضفة بواسطة جدار الفصل وبالفترة الزمنية الطويلة – شبه يوبيل من السنين – التي مرت منذ الاحتلال والضم للقدس الشرقية.
    عند محاولة شرح الفجوة بين د. حليلة وبين جيرانه، المخربين من عائلة ابو جمل، بين الاسرلة وبين العنف، تطرح تفسيرات مختلفة. التفسير الدارج هو أن سياقات التقارب لا تنبع من فكر ايديولوجي بل من بحث عن الحياة الطبيعية. ومثلما هو المجتمع العربي في اسرائيل اصبح اكثر تعليما واكثر اختلاطا، فان هذا لم يمنعه ايضا من أن يصبح أكثر «فلسطينية» في فهم هويته. هكذا ايضا في القدس، حقيقة أن الفلسطينيين يعملون ويتعلمون مع الاسرائيليين، يتحدثون العبرية ويطلبون جواز سفر اسرائيلي، لم تجعلهم فلسطينيين اقل.
    وفضلا عن ذلك، وبالذات على خلفية التنازل، ظاهرا، من السكان الفلسطينيين وموافقتهم ضمنا، على وضع القدس موحدة، برز أكثر الفارق بين شطري المدينة. واضح أن أحدا من الزملاء اليهود لحليلة في مستشفى هداسا لم يعد إلى بيت يوجد في شارع غير معبد، دون رصيف ودون اخلاء منتظم للقمامة. وبالذات التقرب من غربي القدس شدد في أوساط الفلسطينيين الاعتراف بالجور وبالتمييز المؤطر والمستمر من جانب السلطات. ولا بد أن هذا لم يضف لتهدئة الميدان. والى هذه الاحاسيس ينبغي أن تضاف العناصر الاخرى لاندلاع العنف – استمرار التوسع الاستيطاني، الاداء العليل لجهاز التعليم، الفقر وال؟؟؟. على هذه الخلفية يجب أن يضاف عاملان هاما أشعلا او على الاقل شجعا الاشتعال – انهيار المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين مما ترك سكان شرقي القدس بلا افق سياسي وتعاظم الطلب في اسرائيل على تغيير الوضع الراهن في الحرم مما اتخذ صورة التهديد للنقطة الاكثر حساسية.
    «هذه قصة قبول الحكم»، يجمل الباحث في المجتمع الفلسطيني، د. هيلل كوهين من الجامعة العبرية، «ولكن حتى لهؤلاء الناس بقيت هناك بقايا لاحترام ذاتي ومشاعر وطنية. فهم مستعدون لان يخفضوا الرأس، ولكن شريطة أن تكون خطوط لا يتم تجاوزها. فمثلا يعرف الجميع بان ليس للمنازل رخص ولكن اسرائيل لا تهدم، وهذا اتفاق غير مكتوب. صفقة غير مكتوبة اخرى وهامة للغاية كانت حول الحرم الشريف والفهم في أن إدارته عمليا تبقى بيد المسلمين. وهم يشعرون الان بان هذا العقد قد اخل به. «يشعر المقدسيون بانهم وحيدون وان السلطة الفلسطينية تركتهم، وان العالم العربي تركهم وانهم يأخذون مصيرهم في ايديهم»، يقول جواد صيام، رئيس اللجنة الشعبية لوادي حلوة في سلوان ومن الزعماء البارزين في شرقي المدينة. «خذ الشلوي (عبدالرحمن الشلودي، المخرب الذي نفذ عملية الدهس الاولى في القطار الخفيف الشهر الماضي – ن.ح) مثلا. هو ابن 20، يفترض أن يحب الحياة. يفترض أن يكون له أمل. ولكن احدا لم يفكر كم من الضغط مارسوا عليه. قبل بضعة اسابيع من الحدث دخلوا إلى بيته، اعتقلوه، ضربوه واهانوا أمه. لا أعتقد أن ما حصل بعد ذلك كان صدفة».

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ



    في جبل المكبر يتحدثون عن الفقر لا عن البطولة

    بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس

    المطر الذي هطل أول أمس بغزارة، عبر الشادر وتجمع على ارضية خيمة العزاء في جبل المكبر لم يهرب نزلاءها. فقد تجمعوا فقط بعدة مجموعات في الاجزاء الاكثر جفافا وتحدثوا حول الكانون الذي دان يغلي عليه قمقم الشاي. بعد ثمانية ايام من قتل ابني الحي غسان وعدي ابو جمل أربعة مصلين وشرطي في الكنيس في هار نوف فقتلا في تبادل لاطلاق النار مع الشرطة – لا تزال خيمة العزاء على حالها. «هذا ليس موضوعا وطنيا أو عشائرا بل ديني»، قال د. محمد عليان، من جامعة القدس، ابن جبل المكبر، «هكذا يقول ديننا طالما لم يدفن الميت، يجب البقاء مع العائلة في بيت الميت. بعثنا للسلطات برسالة رسمية بانه طالما لم يسلم الجثماني للعائلة للدفن في مقبرة السواحرة فان الخيمة لن تفكك».
    وطالما وجدت الخيمة فانها ايضا مركزا للرجال الشباب والكبار من الحي ومن الاحياء الفلسطينية الاخرى. د. عليان لا يفهم المنطق الأمني في عدم تسليم الجثمانين. الخيمة، وفيها اناس يتراكم غضبهم، يمكنها ببساطة أن تصبح ايضا مكان احتكاك مع الشرطة. والاجواء هذه الايام في الخيمة – وفي غرفة صغيرة مجاورة لمحطة السيارات العمومية، حيث يجد الرجال الكبار في السن من عائلة ابو جمل مأوى من المطر ومن الجلبة – تختلف عن الاجواء التي نقلتها وسائل الإعلام في الايام الاولى. فالاحاديث عن الابطال، عن التأييد وعن العزة للقتلة الذين قتلوا ليست ملموسة. «احد لم يقرأ ما لهما في الرأس. لو عرفت ان ابني غسان سيذهب ليعمل ما عمله، لكنت حبسته وراء باب من حديد ومنعه من الخروج والتنفيذ»، قال لي أمس محمد ابو جمل، ابن 70.
    أبو جمل الاب جلس منحنيا على سرير حديدي في الغرفة الصغيرة، مع بضعة افراد آخرين من العائلة من كبار السن ومن الاصدقاء. وعندما تحدث رفع رأسه والقى بنظرة. «في حياتي لم أتصور ان يخرج من عائلتنا في يوم من الايام احد يفعل مثل هذا الامر. اخي الشاب، ابو عدي، جن مما حصل. حفيدي وليد، ابن 4 يسأل أين ابي وأنا أفقد الوعي. لا أعرف ما أجيبه. كلنا نعيش في توتر لاننا لا نعرف اذا ما ومتى سيفجرون داره، التي ضمن منزل العائلة كلها. بعض من الاحفاء ينامون في بيوت الجيران من شدة الخوف. أنا لا اعرف ماذا سيحصل لهم الان، بعد أن الغي تصريح اقامة أمهم، ناديا».
    سألته اي الاقوال اصدق – اقوال الايام الاولى أم اقوال اليوم؟ هذا ليس سؤال يجاب عليه بكلمات مباشرة. في اليوم الاول للعملية تنافست المنظمات الفلسطينية الواحدة مع الاخرى على اطلاق الثناء للابنين اللذين ذهبا للتضحية بحياتهما كي يقاوما الاحتلال. المدح والفيسبوك هما ما يقرران الموقف الصحيح الذي كل من يخرج عنه يتعرض للهجوم اللفظي او يخاف لان يتعرض للهجوم بصفته رجل ابو مازن، كغير وطني أو حتى كخائن.
    في اليوم الاول، عندما كان لا يزال الجميع في صدمة، والكل يعمل حسب قواعد الطقوس غير المكتوبة. شائعات تتحقق وتصبح تقريرا، الشرطة تعتقل ابناء العائلة، منظمة ما تتبنى رسميا أو شبه رسميا العملية، جماهير تأتي للمواساة وعشرات الكاميرات والميكروفونات تنتظر الاقتباس والصورة التي تصدر عناوين رئيسة. وعندها حتى من يعارض أو يتحفظ يجب أن يرى بان في النهاية اثنان قتلا، والان عائلاتاهما تتعرضان لحملة عقاب جماعي. ومن الواجب الوقوف إلى جانبهم. بعض من كبار السن في العائلة وفي الحي ممن جلسوا في الخيمة قالوا لي انهم لا يقبلون مثل هذا النوع من مقاومة للاحتلال، مع كل التفهم للدوافع «التي توفرها اسرائيل».
    «تقديري كأب، بان ما دفع غسان قبل كل شيء هو اليأس الذي وصل اليه بسبب الوضع الاقتصادي»، قال ابو جمل، «هم يسكنون فوقنا. وهو كان ينزل الي كي يأخذ الطعام لاولاده. غسان عمل 4 – 5 ايام في الشهر. أخذ قرضا من البنك كي يجري ترميمات ولم ينجح في التسديد وبدأت الحجوزات والفوضى. خاف أن يسير في الشارع وأنا مع مئة في المئة عجز بسبب مرض القلب، أعيش على المخصص ولا يمكنني أن اساعد حقا». ولكن 78 في المئة من السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية يعيشون تحت خط الفقر. هذه ليست مشكلة اناس قليلين، ومثلما حللت البحوث والتقارير لمرات لا تحصى، فان السبب المباشر للفقر هي سياسة اسرائيل المتراكمة.
    «سياستكم هي ان تضربونا وتحرمونا حتى من أن نقول أخ»، قال ابو جمل. «انا لست متدينا على الاطلاق». «متدين»، قال بالعبرية، «الى الاقصى ربما أذهب مرة كل أربعة اشهر». احد ما في الغرفة القى ملاحظة شكية فرضي عنها ابو جمل: «حسنا، مرة في الاربع سنوات. في المرة التي أذهب فيها، يوقفني شرطي في عمر ابني أو حفيدي ويقول لي بحزم: «هات الهوية. من أين أنت؟ لماذا جئت؟». فليتحدث بأدب على الاقل. عائلتي هنا منذ 500 سنة. شعري أبيض، وهو يريد هوية كي يفحص اذا كنت في العمر المناسب للدخول إلى الاقصى؟ أنا اسكن في بيت بناه ابي في 1936، قبل أن تكون دولة اسرائيل. في كل وزارة حكومية وحاجز كل موظف وشرطي وجندي يجعلون من أنفسهم رئيس الوزراء. يهينوننا. يدوسون علينا وعلى قيمتنا».
    أحد ما في الغرفة يذكر كل المخالفات الشرطية التي تصدر ضد الفلسطينيين في القدس والغرامات التي تفرض عليهم بكل حجة. قبل اسبوع تلقى أحد السكان مخالفة شرطية ودعوة إلى المحكمة (او دفع غرامة بمبلغ 450 شيكل) على كومة خشب للحريق احتفظ بها في ساحة بيت. ساكن آخر تلقى تحذيرا على بضعة الواح خشب كانت في ساحة بيتهم ولم يكن حتى عالما بوجودها. وعلى المخالفات كتب «الحفاظ على النظام والنظافة». ومن أجل الحصول على ترخيص بناء ينتظرون عشرين سنة وعلى ارض القرية يقام بسرعة حي يهودي آخر. «لا يمكن الا نجن»، يلخط احد الجالسين في الغرفة.
    والى أن اعتزل لاسباب صحية عمل ابو جمل في كل شيء وفي كل مكان، مع اليهود: سائق، عامل بناء، بنينا بيت صفافا وغيلو، عملت في «اشتروم» حين كانت وفي «سوليل بونيه». زوجتي كانت «خدامة». وهو يقول «خدامة» بالعبرية. عملت لعشرات السنين في بيت قاضي العليا المتقاعد مشآل حشين. ويروي ابو جمل كم ساعده حشين حين علق في أزمة مالية. «نحن نعمل مع اليهود ومن أجلهم»، واصل. «انا اعترف بالجميل للعلاجات التي تلقيتها في شعاريه تصيدق. نحن نعرف يهودا ذوي رحمة (وحتى «الرحمة» يقولها بالعبرية). ولكن الدولة؟ أريني معاملة احترام انسانية، كي نتمكن من العيش. لم نأتِ من كوكب آخر».

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 20/10/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-11-04, 01:51 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 18/10/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-11-04, 01:51 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 17/10/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-11-04, 01:50 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 27/09/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-11-04, 01:26 PM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 15/09/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-11-04, 01:21 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •