أقــلام وآراء إسرائيلي الاثنيــن 8/12/2014 م
في هــــــذا الملف
لا نتوجه إلى الانتخابات
الانتخابات التي لا تقرر السياسة الأمنية والاقتصادية لا معنى لها
بقلم:أفيشاي عبري،عن معاريف
ماذا عن تحمل المسؤولية؟
الحكومة فشلت بتحقيق اي تطوير: الفقراء بقوا فقراء والأغنياء كذلك
بقلم:شيلو روزنبرغ،عن معاريف
كتلة «يسار» كبيرة
يجب تشكيل قطب «وسط – يسار» كبير برئاسة هرتسوغ كي يفوز في الانتخابات
بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
انتخاب مصيري
مهمة حزب المعارضة في الانتخابات هي السيطرة على أجندة حزب السلطة
بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
نتنياهو ينتمي للأمس
بقلم:عوزي برعام،عن هآرتس
بانتظار الاتفاق النووي النهائي
بقلم:تسفي بارئيل، عن هآرتس
لا نتوجه إلى الانتخابات
الانتخابات التي لا تقرر السياسة الأمنية والاقتصادية لا معنى لها
بقلم:أفيشاي عبري،عن معاريف
نحن . بمعنى، يحتمل ان في 17 اذار سنتوجه إلى صناديق الاقتراع ونلقي بالبطاقات التي تحمل اسماء الاحزاب، ولكننا لن ننتخب بذلك قيادة للدولة. ليس لان الانتخابات مباعة مسبقا، بل لان نتيجتها لا تغير شيئا. في كل الحملات الانتخابية الاخيرة كان يمكن أن نسمع الناس يقولون «لا معنى للتوجه للتصويت، كل نفس الشيء». اذا كان المقصود بذلك ان «الكل فاسدون» أو «الكل يهتمون بأنفسهم فقط وليس بصالح الدولة»، فهذا ليس صحيحا. معظمهم، إلى هذا الحد أو ذاك، نزيهون وطاهرو النوايا. السبب الحقيقي في أنه لا معنى للتوجه للتصويت هو أن الدولة ستدار بذات المسار تحت كل قيادة.
لنأخذ عمودين فقريين من كل برنامج سياسي جدير باسمه (صحيح، اليوم حتى البرنامج لا ينشر في بعض الحالات، وعلى الفور سنفهم لماذا) – البرنامج السياسي والسياسة الاقتصادية. دارج القول، وفي كل الصحف مكتوب هكذا، بان اسرائيل تقودها حكومة يمينية منذ ست سنوات. فبأي مفهوم كانت هذه حكومة يمينية؟ واضح للجميع ان اتفاقا سياسيا مع العرب الفلسطينيين ليس قابلا للتحقق. صحيح، قسم من الدعاية السياسية لليسار الراديكالي في اسرائيل يقوم على الادعاء بان مثل هذا الاتفاق هو مثابة الممكن، وفقط العناد الاسرائيلي يمنعه، ولكن حتى الناطقون أنفسهم لا يصدقون ما يقولونه ويواصلون قول هذا في الدعاية الانتخابية انطلاقا من الولاء للتقاليد فقط. وفي حديث ثنائي سيعترف حتى اليساريين الاكثر تطرفا، بان اتفاقا سياسيا لن يكون مع العرب، حتىى لو كانت زهافا غلئون رئيسة الوزراء ودوف حنين وزير الدفاع. الاتفاق لن يكون. تجميد المستوطنات وتدمير البؤر الاستيطانية حصلنا عليهما من بيبي ويعلون ايضا. إذن ما الذي تبقى؟ ماذا كانت حكومة يسارية ستفعل غير ذلك؟
في الاقتصاد ايضا. حكومة نتنياهو ضخت الميزانية كالماء، زادت نفقات الحكومة، عمقت الدين الوطني، ورفعت ضريبة القيمة المضافة والان أجر الحد الادنى ايضا. فكم يسارية أكثر من هذا يمكن لحكومة يسارية أن تكون؟
لا. الاحساس المرير الاخذ بالانتشار، والذي بموجبه «لا يوجد من نصوت له»، لا ينبع من نشاط منتخبي الجمهور، بل من حقيقة أنه عمليا ليسوا هم من يديرون الدولة، بحيث أنه لا يهم لمن نصوت. سياستنا الأمنية، هكذا اوضح بشكل لا شك فيه في اثناء حملة الجرف الصامد، تتقرر في واشنطن. فحكومة يمينية ايضا لن تسقط حكم حماس في غزة، بل ستحتمي خلف قبة حديدية وتتمتم بالصلاة. سياستنا الاقتصادية، هكذا يبدو الحال في هذه اللحظة، هي ايضا لا تتقرر في مكاتب وزيري المالية والاقتصاد، بل في مبنى الهستدروت. ليس من الوزراء والنواب، بل من رؤساء الاتحادات المهنية وارباب المال الذين في يوميات لقاءاتهم يظهر، ضمن آخرين، رئيس الوزراء أيضا.
في معهد المواصفات سخفوا من معنى البيان عن الانتخابات. فقد أعلن نفتالي بينيت عن أنه سيغير ممارساتهم المشوهة، التي تساهم بشكل مباشر في غلاء المعيشة في الدولة. بل انه حاول احقاق اصلاح، ولكن الوزراء يأتون ويذهبون، بينما الموظفون في السلطات المحلية وفي الاجهزة الادارية يبقون إلى الابد. هؤلاء اناس يحتاجون لان يطرحوا على الجمهور لانتخابهم، وليس الفزاعات المنسوخة عنهم ممن نصوت لهم عمليا أو ربما لا نصوت لهم، لانه لا معنى لذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ماذا عن تحمل المسؤولية؟
الحكومة فشلت بتحقيق اي تطوير: الفقراء بقوا فقراء والأغنياء كذلك
بقلم:شيلو روزنبرغ،عن معاريف
سياسيون صغار، فاسدون اخلاقيا وناقصو قيم حقيقية، هذا هو حال بعض الساسة الاسرائيليين. سينتخب الشعب ويحصل على المقابل الذي يستحقه. وعود كاذبة، خطابات، دعاية رخيصة – كل هذا سنشاهده وسنحصل عليه قريبا. كل شيء من اجلهم فقط. والشعب؟ ليذهب إلى الجحيم. عاشت السياسة، وليصوت الشعب من اجلنا.
تحدث رئيس الحكومة عن محاولة الانقلاب. يمكن التخمين أن الجيش أو جهات مسلحة حاولت اسقاطه. حتى وإن كانت هناك صفقات سياسية فهذا ليس انقلابا. يعرف نتنياهو ذلك، واستخدام كلمة انقلاب كان هدفه زعزعة وإخافة المستفيدين من وجود رئيس الحكومة وزملائه. إن اسقاط رئيس الحكومة هو أحد أهداف الشرعية للمعارضة. ونتنياهو حينما كان رئيس المعارضة وحينما كان رئيس الحكومة كان جزءً من صفقات أكثر صعوبة من تلك التي سماها انقلابا. صفقة بار أون الخليل هي احدى الصفقات الأبرز. يجب العودة وقراءة هذه القضية من اجل فهم من يتحدث عن صفقة الانقلاب.
لا يوجد في العالم الديمقراطي قائد يعفي نفسه من تحمل المسؤولية عن الفشل الكبير في الأمن، الاقتصاد والمجتمع ويلقي بكل شيء على وزير واحد. في اسرائيل فقط يستطيع رئيس الحكومة أن يتحدث أمام الشعب ويلقي باللوم كله على وزير المالية بسبب الفشل الاقتصادي. ولكن ما هو دور رئيس الحكومة إن لم يكن تحمل المسؤولية العليا عن عمل وزرائه؟ من الواضح أن نتنياهو قادر وللأسف الشديد فان اغلبية مواطني اسرائيل يستمعون اليه. وحسب نفس المنطق، اذا فشل الجيش الاسرائيلي لا سمح الله فان وزير الدفاع فقط يكون هو المسؤول. وهذا تشويه لا يوجد له مثيل في العالم الديمقراطي.
لا يوجد مجال من مجالات الحياة ساهمت الحكومة الحالية بتطويره. خطط واصلاحات لا حصر لها وتنفيذ صفر. سيسأل كل انسان نفسه ما الذي تغير بين الحكومة الحالية وبين الحكومة السابقة. وسيصل إلى الاستنتاج أنه لم يتغير أي شيء. الفقراء بقوا فقراء والاغنياء ازدادوا غنى. ايران تستمر في طريقها. الولايات المتحدة واوروبا تديران ظهرهما لاسرائيل. الشبان يهاجرون والمصانع تُغلق ولا يوجد أمن شخصي. فلماذا اذا كل هذا التفاخر؟ على من يحاول رئيس الحكومة أن يضحك؟.
حزب يوجد مستقبل لم يستطع تقديم أي شيء يُذكر، باستثناء بضع خطوات جيدة من قبل وزير التربية والتعليم. والباقي صفر. والحركة لتسيبي لفني كانت الاكثر تحقيرا في الائتلاف وشكلت وزيرة القضاء ورقة التين لنتنياهو. اسألوا عمير بيرتس. ليبرمان وحزبه أثبتوا مرة اخرى أنه يمكن الحديث من غير عمل أي شيء، ومع ذلك الحصول على مقاعد. التصويت له تلقائي وغير مرتبط بالافعال، بل هو مرتبط بالدوافع العرقية والقومية.
بينيت وحزبه، البيت اليهودي، سيكونان الفائزين في الانتخابات القريبة حسب رأي المراقبين. هذا البيت اليهودي يتبع لوسط معين واعضاؤه فقط هم من اليهود الصهاينة والقوميين، أما الباقون فأعداء. هذا الوسط هو الاقرب لنتنياهو الايديولوجي. هناك من يتحدث عن بينيت كوزير للدفاع، وزير العدل أو وزير الخارجية. الكثيرون يركضون وراء مفرداته ومفردات اييلت شكيد وأوري اريئيل.
لا يمكن تغيير الشعب لأنه السيادة. سيحصل الشعب على من سيصوت له. والبكاء لن يفيد. وصندوق الشكاوى سيختفي بعد الانتخابات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
كتلة «يسار» كبيرة
يجب تشكيل قطب «وسط – يسار» كبير برئاسة هرتسوغ كي يفوز في الانتخابات
بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
أحد التقديرات حول نتائج الانتخابات هو أننا سنشهد في 17 آذار خمسة أو ستة احزاب بحجم متوسط، في كل واحد سيكون من 10 – 20 عضو كنيست. وأن المواجهة القادمة لن تنتهي مع صدور النتائج. التقدير هو أن من يرون أنفسهم مرشحين لرئاسة الحكومة سيحاولون من خلال رؤساء الاحزاب تشكيل البازل القادم، وأن الائتلاف القادم لن يقوم على أساس ايديولوجي مشترك وانما على أساس الفرصة والمصلحة.
بدلا من البكاء على نهاية عهد الاحزاب الكبيرة، يستطيع السياسيون من طرفي الساحة اقامة بنى على أساس ايديولوجي وخوض الانتخابات، الاحزاب العربية ستضطر إلى اقامة كتلة كهذه رغم الفوارق بينها، وهذا بسبب رفع نسبة الحسم. في اليمين يوجد الكثير من المنطق المشترك بين الليكود والبيت اليهودي. اذا انفصل حزب اسرائيل بيتنا برئاسة افيغدور ليبرمان عن الليكود، الحزبان لديهما نظرة يمينية ترى ضرورة استمرار الاستيطان وضرورة اظهار الطابع اليهودي لاسرائيل على حساب الطابع الديمقراطي. يتحفظان جدا من الغرباء ويؤمنان جدا بالتحذير، بيد قوية وعقوبات كحل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني واليهودي العربي. الاثنان يريان في الامبريالية الحل الحقيقي لمشاكل الاقتصاد الاسرائيلي. الذهاب المنفصل ينبع من حقيقة أن البيت اليهودي هو حزب ديني قومي. أما الليكود فهو حزب قومي محافظ. لكن هذا ليس سببا كافيا للذهاب منفردا من قبل الوسط – اليسار، ولا يوجد أي سبب لحزب العمل لأن يذهب منفردا. الحركة وميرتس متشابهان والفوارق بينهما يمكن معرفتها بعدسة مكبرة، وهي تنبع من تاريخ مختلف وذاكرة منفصلة، وليس من قناعات حالية. الحديث هنا عن ثلاثة احزاب مستعدة لوقف البناء في المناطق (ستكون هذه نقطة مركزية في الجدل السياسي في الشهر القادم)، وتجديد المفاوضات مع م.ت.ف على أساس المبادرة العربية من 2002، والغاء القوانين التمييزية التي تم سنها في العامين الماضيين.
اقامة القطب الثلاثي الذي يمكن تسميته «الحزب الديمقراطي» هو حاجة ضرورية، واذا أقيم في الاسابيع القادمة فسيكون الحركة الاكبر في حجمه في الكنيست، وسيقف على رأسه اسحق هرتسوغ. والاسماء في القائمة يمكن تحديدها من خلال عمل متوسط بناءً على حجم الاحزاب مثلما كان في الكنيست التاسعة عشرة. يمكن اجراء استطلاع في الايام القادمة بموافقة الثلاثة، حيث سنحصل في الكنيست العشرين على قطب يميني متطرف وقطب ديمقراطي صهيوني وقطب عربي وحزبين حريديين. حزب يئير لبيد سيضطر إلى تبرير وجوده في العامين الاخيرين في حكومة نتنياهو، أما حزب موشيه كحلون فسيضطر إلى تبرير لماذا اختار حزبا لم يقرر ما هو طابعه، وبالتالي كيف سيحل مشكلات المجتمع الاسرائيلي. اذا وُضع على جدول الانتخابات القريبة موضوعين كبيرين فيمكن الافتراض أن نسبة التصويت ستكون أكبر، والتدخل العام سيكون أعمق والجدل السياسي سيكون حقيقيا. وهذا الأمر يناسب دولة ديمقراطية مثل دولتنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
انتخاب مصيري
مهمة حزب المعارضة في الانتخابات هي السيطرة على أجندة حزب السلطة
بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
على ماذا ستركز حملة الانتخابات التي افتتحت – بشكل غير رسمي – هذا الاسبوع؟ حسب الصورة المتحققة منذ الان سينقسم مجال استماع الناخبين بين المعسكرين مع نقطتي تركيز. الجانب اليميني سيركز على مسائل الدولة، الأمن والامة. الجانب الوسط – اليساري سيركز على المجتمع، الاقتصاد ونتنياهو.
بتقديري، اذا كان هذا بالفعل هو تقسيم العمل في الحملات الانتخابية للطرفين، فان اليمين سيحقق انتصارا عظيما وسيقيم الحكومة التالية وحده. الاحتمال في أن تتعزز أحزاب الوسط واليسار في الانتخابات القريبة القادمة لتصبح كتلة ذات قدرة على تشكيل ائتلاف مستقر، منوط بقرارها هي للتركيز بالضبط على ذات المواضيع التي نسبها اليمين لنفسه: السياسة، الأمن، القومية.
ثمة لذلك شهادات من التاريخ السياسي لاسرائيل. اسحق رابين قاد حزب العمل إلى الانتصار على اساس برنامج امني – سياسي. ايهود باراك انتصر في الانتخابات التي تعهد فيها باخراج الجيش الاسرائيلي من لبنان. ورغم أن الوضع الاقتصاد – الاجتماعي لاسرائيل كان في تلك السنين اسوأ بلا يقاس مع اليوم، فان حزب العمل ذكره في الحملات الانتخابية الناجحة التي خاضها في بند واحد من بنود كثيرة، وأبقى كل التزلف الاقتصادي لليكود.
أما حزب الوسط الكبير في العقود الاخيرة، كديما، فقد انتصر في الانتخابات في 2006 بفضل فك الارتباط عن غزة وليس لانه أخرج إلى حيز التنفيذ التوصيات (التي يكرهها الجمهور) للجنة بخر. وقد حافظ على بعض من قوته في الانتخابات التالية ايضا بسبب التشديد الصحيح، من ناحيته، على ما يسمى «شؤون الخارجية والأمن» بالمعنى الواسع للكلمة.
وبالمقابل، فان القوة البرلمانية لاحزاب الوسط واليسار ضعفت على نحو شبه دائم عندما أدارت حملة انتخابات ذات اتجاه اقتصادي – اجتماعي وامتنعت عن عمد عن التصدي للافق السياسي – الأمني المتكدر مبقية المستقبل الوطني لليمين.
انتخابات 2013 عقدت بعد وقت قصير من الاحتجاج الاجتماعي، والوسط واليسار ركزا عليه. وعلى الرغم من ذلك فان كتلة الليكود – اسرائيل بيتا – البيت اليهودي حققت فيها انتصارا مثيرا للانطباع. وتبددت كتلة الوسط إلى ثلاثة احزاب، واحد منها فقط، يوجد مستقبل، كان مرتبطا بالاحتجاج.
يوجد هنا اخفاق استراتيجي وتكتيكي للواقع وجدول الاعمال. استراتيجي، اليسار والوسط يجب أن يتحدثا إلى الناخبين بقول الحقيقة: باستثناء الجماهير العربية – الإسلامية واليهودية – الاصولية، فان الحياة الاقتصادية في اسرائيل جيدة نسبيا. صحيح أنه يمكن تحسينها وصحيح ان الاجهزة العامة المركزية تعاني من نقص هائل في الميزانية، ولكن التغييرات المنشودة لن تتحقق دون نقلة سياسية تسمح بتغيير عميق في سلم الاولويات. فالمبادرة السياسية – الأمنية تسبق الاقتصادية – الاجتماعية، وبدونها فان الفارق في مستوى المعيشة، في مستوى الخدمات العامة وفي مستوى الانتاجية بين اسرائيل والدول الغربية المتطورة سيتعمق.
تكتيكيا، فان الخطوة الاكثر لمعانا لحزب المعارضة في حملة الانتخابات هي السيطرة على أجندة حزب السلطة الخصم.
وهذا بالتأكيد صحيح في اسرائيل: مشكوك أن يكون لاحزاب اليمين جواب مقنع على سؤال «ماذا بعد» في السياسة الخارجية، الأمن والقومية. يوجد لها، بالمقابل، وفرة من الخطط للاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
ان الاسرائيليين لن يصوتوا بجموعهم لليسار وللوسط اذا ما تنافست هذه الاحزاب مع اليمين المتزلف شعبيا في قطع الوعود لتخفيض «غلاء المعيشة» وتخفيض السكن. ولكن سيكون لها أمل في اقناع الناخبين بصحة طريقها، اذا ما ركزت دعايتها قبل الانتخابات على التحذير والتخويف الخطير – نعم، التخويف – من التدهور إلى دولة ثنائية القومية عنيفة ومليئة بالعمليات يتعاطى العالم معها كدولة بشعة. إذ ان هذا هو الانتخاب المصيري للعام 2015، ولا شيء غيره.
لا جبهة مضادة لبيبي يجب ان تقيم احزاب الوسط واليسار، بل جبهة لانقاذ الدولة اليهودية. مؤسف جدا أن في نهاية الاسبوع الماضي بدأ (مرة اخرى) قادة هذه الاحزاب يتحدثون عن «الثلاجات الفارغة» و «الطبقة الوسطى المنهارة» و «بيبي منقطع»: هذه وصفة مؤكدة بما يكفي لعدم الانتصار في الانتخابات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نتنياهو ينتمي للأمس
بقلم:عوزي برعام،عن هآرتس
«فقط ليس نتنياهو» – هذا شعار المعركة، الذي يلتف حوله الكثيرون. إلا أن نتنياهو استنفد الصيت الشخصي الذي أعطي له من مؤيدي اليمين، ولذلك فان شعار «فقط ليس نتنياهو» خاطيء ولا يصيب صورة المعركة في الانتخابات القادمة.
أسمع محللو التلفاز يقولون إن نتنياهو لن يكون رئيس الحكومة القادم، لأن افيغدور ليبرمان وموشيه كحلون لن يؤيداه. بالنسبة لكحلون فان ميوله يمينية ولكنه مستعد لاعادة مناطق. نشطاؤه يعتمدون على الفرضية التي تقول إن الشعب يريد تأييد بشرى جديدة إلا أن الماضي علمنا ما هي النهاية.
اسقاط نتنياهو من اجل رفع ليبرمان، يقولون إنه براغماتي، ليست عنده ايديولوجيا حقيقية وصهيونيته تسمح له باحداث أي تحول. أعتقد أن ليبرمان لا يصلح للسياسة الاسرائيلية سواء من الناحية الجماهيرية أو من الناحية الشخصية. في المقابل هو يصلح للتخمينات – من درعي حتى لبيد.
نفتالي بينيت محبوب اليمين الايديولوجي، هو قائد لديه التزام فكري ومؤيدين لطريقه وليس بالضرورة أنهم يلتصقون به. لا يوجد مثيل للمستوطنين بالرد على كل تزييف، ولا يوجد مثلهم في اهمال من يخيب آمالهم ونقل ولائهم ليميني آخر. بينيت يمثل اسرائيل اخرى. متدينة أكثر. امبريالية أكثر، وأخطر من نتنياهو.
ماذا يقول شعار «فقط ليس نتنياهو» فيما يتعلق بهؤلاء الثلاثة – فقط ليس هو، ولكن الآخرين نعم؟ حسب رأيي لا.
إن الميل القوي لليمين سببه الشعور بالخوف والانتماء، بالنقمة على العرب والاغيار، بكراهية المعارض وبغياب الاستعدادية لسماع الاعتبارات المنطقية ضد اليمين والمخاطر الوجودية التي يتسبب بها اليمين لاسرائيل.
ومع ذلك في الخط الفاصل بين المعسكرين هناك الكثير من المتشككين تجاه هذين المعسكرين. المعسكر الذي يقف على يسار نتنياهو يجب أن يقول كلمته في الانتخابات. الامر الذي قد يضمن السلطة، ولكن اذا اقتربنا من السيناريو الواقعي أكثر – فانه قد يضمن انتعاش في الطريق إلى السلطة أو الشراكة فيها.
اسحق هرتسوغ، تسيبي لفني ويئير لبيد – مع شاؤول موفاز – يجب عليهم التوحد. ليس المقصود توحيد الاحزاب وانما معسكر موحد من اجل الانتخابات، هذا المعسكر الذي سيزرع الأمل في اوساط مؤيديه ويقدم البديل الذي سيستقطب جمهورا آخر. والأهم من كل ذلك سيزيد نسبة التصويت لدى المعسكر اليساري الذي تعايش الكثير من مؤيديه مع حالة السقوط. هناك لميرتس مصوتين مستعدين للتصويت له.
تجدر الاشارة إلى أن اليمين الذي يريد العودة إلى السلطة هو يمين آخر. طموح ومؤمن بنفسه. الليكود الذي فيه زئيف الكين وياريف لفين أثبت نيته اصابة الجهاز القضائي واغراقنا في تشريعات تمييزية، ستدفع اسرائيل إلى فقدان الأساس الاخلاقي والمكانة الدولية. هذه المرة الصراع هو ضد قناعات أصبحت لدى الكثيرين لكنها قابلة للانهزام.
نحن على أبواب انتخابات لا يوجد فيها معسكرات متساوية كما حدث في السابق، لذلك فان الصراع سيكون أصعب، وأكثر تعقيدا وغرائزيا. في مقابل العنصرية المتفشية التي تريد فرض نفسها على طلاب المدارس اليهودية والعربية – يجب طرح صورة مختلفة لاسرائيل، عادلة وتبعث على الأمل.
كل هذا لا يناسب شعار «فقط ليس نتنياهو». نتنياهو هو مشكلة الأمس والصراع هو حول مشكلات الغد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بانتظار الاتفاق النووي النهائي
بقلم:تسفي بارئيل، عن هآرتس
جندوم، مون، كيوسك وافانس، هي جزء من المقاهي الـ 26 التي اغلقت من قبل نظام الاخلاق (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) في ايران في العاصمة طهران، «وتهمتهم» هي انهم سمحوا للازواج الشبان بالجلوس لجانب بعضهم البعض وشرب القهوة، والتدخين والتحدث والتسلية. اغلاقهم هو الضريبة التي يدفعها الرئيس لمبادىء الثورة الإسلامية، هذا من اجل امتصاص النقد الذي يوجه ضد طاقم المفاوضات الذي أنهى المفاوضات مع الدول العظمى الشهر الماضي دون التوصل لاتفاق.
رغم أن الجبهة السياسية الداخلية هادئة ومنصاعة لاوامر الزعيم الروحاني الاعلى علي خامينئي، فان الحركات المحافظة غير راضية على ما تعتبره تنازلات للغرب، هذا الانتقاد تزايد مع الارشاد الذي قدمه وزير الخارجية جواد ظريف امام مجموعة من اعضاء البرلمان حول مضمون المباحثات حيث اشتكى اعضاء البرلمان بعد ذلك انهم لم يسمعوا منه أمورا جديدة غير تلك الموجودة في الصحف.
يطلب الان اكثر من 60 عضو برلمان استدعاء ظريف لمساءلته رسميا حيث سيطلب منه حديث تفصيلي عما تنازلت ايران وما الذي حصلت عليه بالمقابل.
ويطالب 15 عضو برلمان استدعاء ومساءلة وزير الاستخبارات التابع لروحاني محمود علاوي الذي يقف على رأس مجلس التنسيق لـ 16 وكالة استخبارات من اجل شرح كيفية تسرب تقرير سري عن حرس الثورة لايدي الصحافة الايرانية.
هذا التقرير نشر في جريدة «سهام» المقربة من احد رؤساء المعارضة مهدي خروبي والمعتقل ضمن الإقامة الجبرية منذ ثلاث سنوات. قيل في الصحيفة ان التقرير كتب بناء على طلب من روحاني والذي نقله بدوره إلى خامنئي. وقيل فيه ان رئيس الاستخبارات لحرس الثورة حسين صائب انشأ مجموعة بيوت آمنة يقوم فيها رجال المعارضة باجراء حوارات ووضع خطط وبرامج ضد نظام روحاني. وقيل ايضا انه طلب من خامنئي اعطاء أوامر بوقف النشاط الدسائسي هذا ورد على ذلك «حرس الثورة لا ينصاع لاوامري».
ليس واضحا اذا كان خامينئي يعترف بضعفه امام حرس الثورة ام انه لا يريد الصدام معه. الا ان حقيقة نشر التقرير وكشف التوتر بين حرس الثورة والرئيس تشير إلى وجود تيارات تحت أرضية لا تنتظر فقط لفشل روحاني وانما المساهمة في حدوث هذا الفشل فعليا.
لا زال خامينئي يدعم استمرار المفاوضات مع الدول الغربية، واعلن ذلك رسميا، ومساعده الابرز علي اكبر ولايتي خرج علنا ضد منتقدي المفاوضات واعطى الكثير من المديح للطاقم الذي يدير المفاوضات. وكجزء من تأييد المفاوضات اعلنت الصحيفة الاسبوعية لوكالة الانباء الايرانية «ايرنا» نتائج استطلاع تم اجراءه في شهر تشرين ثاني على مواطنين من طهران. وحسب الاستطلاع فان 81 في المئة من المستطلعين يؤيدون استمرار المفاوضات و 79 في المئة مقتنعون ان نتائج المفاوضات ستكون ايجابية.
في حين تستمر المفاوضات بالمسار الدبلوماسي المسؤول عنه وزير الخارجية، فان ايران منشغلة في الحرب ضد «الدولة الإسلامية» على الاراضي العراقية. وفي القطاع الكردي المستقل. صور طائرة الفانتوم الايرانية فوق سماء العراق والتي نشرت هذا الاسبوع اثارت ردا ايرانيا قاطعا وهو ان ايران لا تنسق نشاطها العسكري مع الولايات المتحدة. وليست هذه المرة الاولى التي تحلق فيها طائرات ايرانية فوق سماء العراق.
وتحدثت صحيفة «دفنس نيوز» في شهر تموز/يوليو عن نشاط طائرات بدون طيار في سماء العراق. اما وكالة الانباء في اذربيجان فقالت بتاريخ 18 تشرين ثاني/نوفمبر ان قوات الدولة الإسلامية اسقطت طائرة ايرانية بدون طيار حيث كانت تقوم بجولة فوق منطقة ديالا بالعراق.
في يوم السبت الماضي كشف قائد سلاح الجو لحرس الثورة الجنرال أمير علي حجي زادة، عن أنه في أيدي الحرس طائرات بدون طيار قادرة على الطيران لمسافة 1800 كم. لكن ايران لا تساعد العراق في حربه ضد الدولة الإسلامية جوا فقط.
نشرت في الايام الاخيرة صور يظهر فيها قائد قوات القدس في حرس الثورة قاسم سليماني وهو يعانق ويضحك مع مقاتلين أكراد ومع جنود من الجيش الاسرائيلي في الاراضي العراقية. هذه الصور لم تنشر بالصدفة. ايران معنية بالاثبات أنها لا تريد فقط بل تستطيع لعب دورا استراتيجيا مهما في المنطقة. التواجد الايراني في المنطقة الكردية ليس جديدا. فبعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة بفترة قليلة سارعت ايران إلى فتح قنصلية في المنطقة الكردية وأثارت بذلك غضب تركيا، ولكن تواجدها العسكري أمر مهم. يبدو الآن أن التعاون الايراني الكردي يستحث تركيا على اقامة علاقات عسكرية مع الاكراد، ولاول مرة في تاريخها فان تركيا تقوم بتدريب مقاتلي البشماركة في شمال العراق، وقد سمحت لمقاتلين أكراد بالمرور عن طريقها باتجاه سوريا للمرة الثانية خلال شهر.
واشنطن لا تدخل إلى الفوضى بسبب النشاط العسكري الايراني في العراق. مصدر أمريكي رفيع المستوى قال لموقع «البنتاغون بوست» إنه ليس قلقا من القصف الايراني الذي يتم في الجزء الشرقي من العراق بعيدا عن الاهداف التي تستهدفها الطائرات الأمريكية. وهناك من يعتقد في الادارة الأمريكية أن مشاركة ايران في استهداف اهداف للدولة الإسلامية هو ورقة سياسية مهمة ستخدم الاتصالات حول المسألة النووية. لقاء المصالح بين ايران والولايات المتحدة في العراق قد يخدم الادارة الأمريكية عند تقديمها الاتفاق النهائي حول السلاح النووي أمام الكونغرس. هذا ما قاله لصحيفة «هآرتس» الدبلوماسي الاوروبي المقرب من النقاشات. وايضا ملاحظة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن هجوم ايران على الدولة الإسلامية قد يكون أمرا ايجابيا. من يقلق قليلا من ذلك هو السعودية التي تتهمها ايران بمحاولة للتسبب بضرر اقتصادها عن طريق تخفيض مقصود لاسعار النفط في العالم.
أعلنت السعودية أن سياسة النفط تنبع فقط من الاعتبارات الاقتصادية، ولكنهم في ايران لا يقتنعون بهذا التفسير. ايران التي تحتاج إلى سعر 130.5 دولار للبرميل من اجل موازنة ميزانيتها قد تلقت خسائر كبيرة بسبب تراجع اسعار البرميل أول أمس إلى 70 دولار، وحسب ادعائها فان السعودية تحاول لي ذراعها في سوريا والعراق. والسؤال هو كيف سيلتزم الرئيس روحاني بتعهده بتقديم ميزانية سنوية بدون تضخم، وبالذات في ظل استمرار ايران في تقديم اعتماد سخي لسوريا.
السعر المنخفض للنفط يزيد من ضرورة اتفاق السلاح النووي، الذي تستطيع ايران في أعقابه العودة وبيع منتوجها النفطي بمستويات كانت قبل العقوبات. عدد من المحللين الايرانيين قدروا هذا الاسبوع بأن ايران قد تستقدم موعد التوقيع على الاتفاق ولن تضطر إلى سبعة اشهر من الحوار. روحاني، في جميع الاحوال، يقتنع أنه سيفي بتعهداته للجمهور الايراني حيث وعدهم بانقاذ الاقتصاد وباحياء الاسس الاخلاقية في المجتمع والتواصل البنائي مع العالم. «أنا ألتزم بذلك من أعماق روحي»، قال روحاني هذا الاسبوع في توجهه إلى الشباب. «فترة التطرف قد ولت». من المشكوك فيه أن تكون هذه الجملة مقنعة لاصحاب المقاهي في طهران والشبان الذين يرتادونها، وبالذات الفتيات اللواتي يخفن من عصابات الاخلاق التي لن تتردد في رش ماء النار على وجه من لم تضع الحجاب على رأسها بالطريقة المطلوبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس