النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 04/03/2015

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 04/03/2015

    فلسطين والسعودية
    سري سمور / المركز الفلسطيني للاعلام
    أقيمت الدولة السعودية الأولى سنة 1756م والدولة الحالية التي أسسها الملك عبد العزيز أكبر من الدولة الأولى وأهم ولكن أشير إلى ذلك لإدراك مدى خبرة الأسرة المالكة ومعايشتها عبر أجيال للتغيرات والعواصف والأنواء التي شهدتها المنطقة.
    والعلاقة بين فلسطين والسعودية قديمة، وهي سابقة لقيام الدولة السعودية، والتقسيمات الإقلمية الحالية، بحكم أنه قد أسري بالرسول-صلى الله عليه وآله وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو ثالث المسجدين.
    وبعد قيام الدولة السعودية فإن العلاقات قد صارت أكثر كثافة ومتانة، وفي حرب 1948 شارك الجيش السعودي بكتيبتين ضمن القوات العربية الأخرى التي انهزمت أمام العصابات الصهيونية...كما أن مئات الآلاف من الفلسطينيين ما زالوا يعملون في السعودية.
    ولولا موقف الملك فيصل بن عبد العزيز-وله شعبية واسعة في فلسطين- سنة 1973 بوقف تصدير النفط لما كان هناك تفكير بالحرب لدى سورية ومصر لاستعادة شيء من ماء الوجه بعد هزيمة 1967...وحتى جمال عبد الناصر أدرك بعد هزيمة حزيران/يونيو 1967 ألا فائدة من سياسته السابقة بمعاداة الحكم في السعودية، وألا غنى له عن الدعم السعودي بالمال والموقف السياسي.
    وشهدت العلاقات السعودية-الفلسطينية توترا بعد دخول صدام إلى الكويت، وما تبعه من إعلانه العداء للسعودية وعموم أنظمة الخليج، واعتبار الموقف الفلسطيني مؤيدا للموقف العراقي آنذاك؛ علما بأن القضية الفلسطينية كانت الخاسر الأكبر من تلك الأزمة وتبعاتها، ووقوف الفلسطينيين مع العراق لم يكن كرها أو بغضا في الكويت أو السعودية بقدر ما هو موقف تلقائي يؤيد أي قائد أو دولة ضد إسرائيل وسياسات الأمريكان، ولأن العراق قدم لفلسطين مثلما قدمت السعودية... ومع ذلك لم تقطع السعودية علاقاتها تماما مع منظمة التحرير وأبقت على شعرة معاوية، وكان عدد المتضررين من العاملين في السعودية من الفلسطينيين قليلا نسبيا.
    والسعودية لها علاقة خاصة واستراتيجية ومعلنة في كثير من جوانبها مع الولايات المتحدة الأمريكية سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا، وهذه العلاقة لا يمكن إغفالها، وإدراك أن هامش الحركة لدى المملكة محكوم بسقف هذه العلاقة، ولهذا أعلنت السعودية تأييدها لحقوق الشعب الفلسطيني، والتزامها بـ«السلام العادل» ومبدأ الأرض مقابل السلام وفق القرارات الدولية.
    ويسجل للسعودية أنها لم تتصرف مثل نظام حسني مبارك عبر فلسفة ملخصها أن الطريق إلى واشنطن يمر عبر «تل أبيب» حيث أن طريق الرياض مباشر إلى واشنطن، ولم تسع لإرضاء الأمريكان بالتقرب من الإسرائيليين بطريقة الاستخذاء التي انتهجها مبارك.
    وامتازت السعودية بسياسة هادئة لا تقوم على الشعارات الكبيرة، والتصرف بانفعال وتسرع، وانتهجت التؤدة في خطواتها، في معظم الأوقات، ولهذا كانت دوما وسيطا ماهرا، وحسبنا أن نتذكر اتفاق الطائف بين أقطاب لبنان.
    إلا أن أحداث 11 أيلول/سبتمبر2001 في نيويورك وواشنطن جعلت السعودية في مرمى الاستهداف وتحت المجهر؛ نظرا لأن أسامة بن لادن سعودي ومن عائلة لها وزنها المعنوي والاقتصادي في السعودية، ولأن 15 من أصل 19 متهما بتنفيذ الهجمات في ذلك اليوم من السعوديين، وحتى فيلم فهرنهايت 9/11 اتهم الحكومة السعودية ضمنا بأنها مسؤولة عن الهجمات، وكان هذا الحادث في ذروة انتفاضة الأقصى، وانتهاج شارون سياسة دموية ضد الشعب الفلسطيني.
    وهنا جاءت مبادرة ولي العهد السعودي آنذاك عبد الله بن عبد العزيز التي أعلن عنها في قمة بيروت في أواخر آذار/مارس 2002 والتي تتضمن الاستعداد لسلام تام وتطبيع للعلاقات بين الدول العربية جميعا و الكيان العبري مقابل الانسحاب من الأراضي المحتلة سنة 1967، ولم تعترض أي دولة عربية، ولو من قبيل المزايدة على المبادرة، مما يدل على أهمية السعودية في المنظومة العربية الرسمية.
    لكن الرد الإسرائيلي على المبادرة كان الاستعلاء والغرور ومواصلة العدوان، ومع أن الرئيس عرفات أعلن عبر خطابه من المقاطعة، حيث لم يحضر قمة بيروت لأن شارون هدد بعدم السماح له بالعودة، أنه يؤيد ويرحب بالمبادرة التي وصفها بالشجاعة، فكان الرد هدم معظم أجزاء المقاطعة في رام الله، ومحاصرته في مبنى صغير داخلها، وشن عدوان بأكثر من ألف جندي على مخيم جنين وهدم بيوت المخيم وقتل وجرح واعتقال الآلاف من سكانه، ضمن ما عرف بعملية السور الواقي، وعمليا كان مصير مبادرة الأمير عبد الله، مثل مصير مبادرة أخيه الملك فهد في فاس سنة 1982 أي أن يكون الرد عليها بعدوان عسكري إسرائيلي شامل سواء في لبنان أو فلسطين!
    وبقيت المبادرة وما زالت على الطاولة، ويشهد للسعودية أنها وإن لم يرق لها اعتراض بعض الفصائل الفلسطينية خاصة حركة حماس على المبادرة، إلا أنها لم تتعامل بعدائية مع من يرفض ويعترض من الجانب الفلسطيني.
    إلا أن دور وسياسة السعودية منذ المبادرة سواء فيما يخص القضية الفلسطينية أو غيرها، شهدت تراجعا، وظهرت مواقف يفترض أن المملكة بحكم حجمها وأوراق قوتها يجب ألا تقع فيها من قبيل:-
    1)ظهر على السطح إعلاميون سعوديون يتبنون مواقف متصهينة تهاجم المقاومة الفلسطينية بل عموم الشعب الفلسطيني، وتبرر لشارون ومن بعده عدوانهم، ناهيك عن إعلاميين يعملون في مؤسسات إعلامية سعودية ينتهجون ذات النهج، وفضائيات ومواقع إلكترونية تحس أنها عبرية ليكودية بلغة عربية، لدرجة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية رحبت بمقالاتهم في موقعها وأعادت نشرها في سابقة من نوعها...ولم تتخذ الدولة السعودية أي إجراء للجمهم!
    2)انكماش دور المملكة الإعلامي قوى أطرافا أخرى، وسمح لدول خليجية أخرى بلعب دور أكبر من حجمها الجغرافي والتاريخي.
    3)غابت المملكة عن أدوار كثيرة في الوساطات وحل الأزمات ورأينا الدوحة تشهد لقاءات بين اللبنانيين، وتجمع أطراف أزمة دارفور، وتلعب دور وسيط مع طالبان، فيم المملكة كأنها تريد الانشغال بذاتها أو بقضايا أخرى، وغابت عن قضايا المنطقة!
    4)رعت السعودية اتفاق مكة بين فتح وحماس؛ ومن طيبة القلب الزائدة أن نظن أن عمر سليمان أحب أن يشاركه أحد ملفا يعتبره حكرا عليه، ولكن المملكة لم تضع ثقلها المادي والمعنوي لمتابعة تنفيذ الاتفاق الذي لم يعمّر طويلا، ولكن السعودية حافظت على سياستها المعهودة بعد انهيار الاتفاق بإبقاء التواصل مع كل الأطراف وعدم معاداة أي طرف فلسطيني.
    5)ضمنا معروف رؤية وتحالفات وأصدقاء السعودية، وما كان يعرف بمحور الاعتدال، ولكن اندلاع الثورات العربية في 2011 أظهر السعودية بمظهر خارج عما عرف عنها من اتزان في المواقف، والحفاظ على شعرة معاوية مع الجميع، وعدم المبالغة في العداء لأي جهة، ولا داعي للخوض في تفصيلات هذه المسألة فهي معروفة...وكان من النتائج المؤسفة أن الإمارات بات لها نفوذ في القاهرة مثلا إما يفوق أو يوازي دور المملكة!
    ولكن قدر الدول الكبيرة والمهمة أن انسحابها أو ابتعادها أو خطأها في التعامل مع ملف أو قضية تظل مرحلة عابرة في تاريخها؛ وحينما نتحدث عن السعودية فنحن نتحدث عن الدولة التي تشرف على الحرمين الشريفين، مهوى أفئدة المسلمين ومحجهم ومزارهم، والدولة التي تنتج ما يقارب 10 مليون برميل نفط يوميا، أي أنها قادرة على التأثير على اقتصاد العالم كله، ناهيك عن تمتع أرضها بخام الذهب، والمساحة الشاسعة، وهي حاليا الدولة العربية الوحيدة التي تختلف عن غيرها وبيدها كثير من أوراق وأسباب القوة، مع ما يتهددها من أخطار على حدودها مع اليمن والعراق، فقد أثبتت عبر تاريخها قدرة على تجاوز الأزمات، خاصة أنها لا تشهد انقساما سياسيا ولا طائفيا أدى إلى نزاع دموي مثل دول أخرى كمصر وسورية.
    فدولة بحجم وأهمية ومكانة السعودية وفي الظرف الحالي لا يمكن إلا أن ينتظر الفلسطينيون منها دورا أكثر فاعلية وتأثيرا...وكما نرى هناك مؤشرات على عودة الرياض لحيويتها ودورها، وهناك إشارات واضحة من الملك سلمان أن المرحلة السابقة كانت كبوة عابرة، ولكن ما الذي يريده الفلسطينيون من السعودية؟حقيقة هناك أمور كثيرة؛ وبالحد الأدنى، وبمنتهى الواقعية السياسية بعيدا عن الأوهام، فقد أشرت سلفا إلى خصوصية العلاقات بين المملكة وأمريكا، ولكن هامش المملكة يظل واسعا ومرنا نسبيا وعليه يجب الإعلان عن سحب المبادرة العربية نظرا لعدم استجابة إسرائيل لها وقد مضى عليها 13 سنة، ويريد الفلسطينيون عودة دور السعودية في المصالحة، وتقديم ما يلزم لإنجاحها، كما أن هناك أمل كبير بتدخل سعودي فاعل من أجل ترتيب العلاقة بين مصر وحركة حماس، التي وصلت حدا غير مسبوق من التوتر والعداء، لأن المملكة قاسم مشترك أكبر وكلمتها مسموعة، ومساعدة الفلسطينيين في إنجاز ملفات عدة مثل التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، وإعمار غزة، والضغط على الجانب الإسرائيلي عبر العلاقات الدافئة مع الأمريكان، ولعب دور في صفقة تبادل أسرى محتملة عبر علاقات المملكة الكبيرة، وكذلك رفع الحظر عن د.رمضان شلح ليتمكن من تأدية فريضة الحج.
    وحينما يرى الفلسطينيون أن ثمة تقدما في هذه الملفات فيمكن القول أن الرياض غادرت الحالة التي أحزنت كثيرا من العرب والمسلمين، نحو حالة تسرّها وتسرهم.
    وعموما فإنني بمشيئة الله سيكون لي حديث آخر أكثر تفصيلا عن السعودية ودورها لاحقا.

    العودة لمواجهة الأخطار المحدقة
    عبد الله العقاد / فلسطين اون لاين
    لعل التطورات التي تشهدها المنطقة العربية والإسلامية فيما يسمى "الشرق الأوسط"، وأخص بالذكر التطور في الحراك النوعي للدبلوماسية السعودية، لما لها من ثقل وتأثير في القضايا الإقليمية، واستشعار روح المسئولية بالأخطار المحدقة بالمنطقة، ولاسيما ما يحيط بالمملكة العربية السعودية من جهاتها الأربع؛ وصلت إلى درجة الاستقطاب الحاد بين المحاور التي تتضارب مسارتها في المنطقة.
    فبات يستهدف تيار كل محور المحور الآخر؛ فيجد كل محورٍ منها خصومته الآنية _على أحسن تقدير_ في غير الكيان المغروس في أرضنا، بل كان الكيان العبري أكثر من استفاد من حالة الخصام والاضطراب والتعارض بين المحاور تلك، وقد تقاطع الكيان العبري تمامًا مع محور ما يسمى "الاعتدال" ضد ما أطلق عليه "محور الإخوان" المتحالف مع قطر وتركيا، وفي الابتعاد عن التصادم مع "المحور الشيعي" الذي دُفع به بعد ذلك في أتون الصراع لخدمة غير المصالح العربية والإسلامية، كما نجد في أكثر من ساحة في الإقليم.
    وقد كان من الأجدر حقيقة أن تتمحور الأمة كافة بمكوناتها كلها الثقافية والإثنية والمذهبية (...) في محور واحد ووحيد لمواجهة ما يستهدفها جميعاً من القوى الاستعمارية الإمبريالية، ولاسيما أهم أدواتها في منطقتنا، وهي الكيان العنصري الصهيوني.
    وهذا ما يفسر عربدة الكيان التي يمارسها في المنطقة بشكلها الوقح، وقد وجد له ظهيراً محوريّاً، ومساندة من دول إقليمية متحالفة معه في المصالح، وقد كشف حالة الصمت المطبق من دول شقيقة إزاء عدوان الحصار وتعطيل الإيواء والإعمار؛ لما دمرته آلة القتل في حرب استمرت أكثر من سبعة أسابيع في صيف عام (2014م).
    نعم الكيان العبري وفق تقديراته الإستراتيجية الأمنية هو من ارتأى فيما يسمى "محور الاعتدال" الحليف، وهو كذلك الذي وجد في "محور الإخوان" عدوّاً لدوداً؛ فتحالف مع "محور الاعتدال" لتصفية وإنهاء المحور الأخير بإثارة القلاقل والتضييق والملاحقة للدول الحاضنة له.
    فكانت محاولة التصفية لرأس مشروع المقاومة في فلسطين كتائب القسام، وغيره من الأجنحة العسكرية في حرب لم تؤد إلا إلى القتل، والتدمير، وحصار زاد من التنكيل بالشعب الفلسطيني في غزة، والتنكر لحقوقه حتى من أقرب المقربين إليه.
    وكانت القلاقل والدفع نحو الصراعات المفتعلة في تركيا لإسقاط "حزب العدالة والتنمية" الذي يقف على رأسه الرئيس رجب طيب أردوغان، وقد انتهت بعكس المأمول منها، فجددت الثقة لبرنامج "العدالة والتنمية" بانتخابات بلدية لمصلحة الحزب، وانتخاب أردوغان رئيساً بصلاحيات موسعة لتركيا.
    وانعكست نتيجة العزل بالإقصاء مما افتعله "محور الاعتدال" على الساحة التونسية بتجميع كل المعادين لمشروع النهضة وبقايا النظام المخلوع، بعد إثارة العبث في الشارع التونسي، ولكن النتائج كانت مفاجئة، فلم تسقط النهضة _وإن خطت خطوتين إلى الوراء_ بل هي اليوم شريك أصيل في الحكومة ومنافس قوي في البرلمان.
    أما "الاعتدال" في الساحة الليبية فكان منه الدعم المستمر للبرلمان المنحل في طبرق، ودعم عسكري متلاحق لقوات خليفة حفتر، وتخصيب العدوات والخصومات، وتدمير لمقدرات الدولة الليبية في مرحلتها الانتقالية الحرجة، غير أن الشرعية الدستورية ما زالت ممسكة بطرابلس العاصمة، ولها السيادة الميدانية على معظم الأراضي الليبية وحضور شعبي قوي ومتعاظم.
    وكان الكيان العبري هو من ارتأى تحييد المحور الإيراني السوري العراقي الذي أسماه "المحور الشيعي"، لتتفرغ الجهود وتُوحد باتجاه البطش بـ"المحور الإخواني"، لكن جاءت مشيئة الأقدار لتجري الأحداث في مصلحة إرادة التغيير الحقيقي نحو الحرية والكرامة، والتطلع إلى مستقبل أستاذية الأمة وعودة شهودها الحضاري.
    ولكن فيما يتعلق بـ"المحور الشيعي" المتطلع إلى دور إقليمي فاعل على حساب الغياب المفتعل في المنطقة العربية إنه تفاعل إيجابيًّا، ولكن في خدمة مصالح المحور المتحالف مع الاحتلال، فوجدنا المواقف الشامتة مما لاقته حركة حماس في بداية العدوان الأخير، وقد نأت الأخيرة عن الدخول في الخلافات البينية العربية والإسلامية، وأكدت رغبتها في عدم الزج بها في برامج لا تخدم مسارها التحرري الوطني.
    وقد التف المحور الشيعي على الثورة اليمنية بتحريك إحدى أذرع ثورة (17/ فبراير) بالتحالف مع بقايا النظام المخلوع وحزبه "المؤتمر الشعبي"، ولكن ذلك الالتفاف المعادي لمسار الثورة يجده اليوم محاصراً بإرادة الجماهير في كل المحافظات اليمنية وقبائلها الكبرى.
    وكذلك انغماس "المحور الشيعي" في معاداته للحراك السني السلمي في العراق ضد سياسات المالكي الطائفية الإقصائية، وقد تدحرجت الأمور هناك إلى تلك الحالة المأسوية بسيطرة "تنظيم الدولة" على أغلب محافظات الحراك السني؛ لتعود دائرة الدم من جديد بعد ممارسات التنكيل والإقصاء التي أوجدت هذا البحر من العداء المخيف.
    وأكثر من ذلك وجدنا "المحور الشيعي" كذلك يتناغم تماماً مع الإقصاء بالقوة العسكرية الذي حدث لأغلب قوى الثورة (25 يناير) في مصر، الذي يعده الكيان العبري تغيّراً إستراتيجيّاً يخدم مصالحه على كل المستويات.
    أما الحال في الساحة السورية فدخول "المحور الشيعي" بكليته في دائرة الصراع المستمر هناك، والدفاع المستميت عن سقوط النظام السوري، بعدما استخدم كل ما في ترسانته من الذخائر والأسلحة المحرم منها والمحرمة؛ لأنه ليس من محلل في مواجهة النظام لشعبه، وقد خرج في حراك سلمي بمطالب متواضعة في بداية الأمر، ولكن سوء الحسابات أودت بالنظام إلى أسوأ المآلات، ولا يزال يتردى.
    وفي النتائج ما يغنيك عن تبريرات المقاصد؛ فمسلسل الفشل الذي طالما أطلق عليهم الكيان العبري دول "الاعتدال" أو "المحور السني" عبر نتائج تدخلاته، والنيران التي أشعلها في أكثر من مكان لتحاصر بلدانه ويكتوون بها، وأكثر من ذلك العار الذي يلاحقه بتحالفه المباشر مع الكيان العبري في كل جبهاته؛ توجب على ذلك المسار المحوري في المنطقة الوقوف بضع "خطوات تنظيم" بلغة العسكر، بعدما أقفل على نفسه أفق البقاء بعد رحلة العبث المضني.
    وفي المقابل تقدم "المحور الإخواني" بصموده في مواجهة التحديات، والعراقيل المفتعلة بأكثر من مسار، فتعززت قوته في تركيا، وأصبح شريكاً محوريّاً في تونس، وعادت الدبلوماسية القطرية لدورها الريادي أكثر مضاءً بحضورها الإعلامي المتميز، ومازالت روح الثورة المصرية تمخر في وسط أمواج البطش والتنكيل نحو أهدافها (كرامة، وحرية، وعدالة اجتماعية)، والمقاومة الفلسطينية مازالت ممسكة بسلاحها المشروع في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني.
    وفي اليمن السعيد مازالت القوى الثورية ملتفة حول خيارها المتطلع إلى الحرية والكرامة رافضة التجاوب مع الروح الطائفية، وفي سوريا، وقد أحرقت نار "الفتنة" كل تلك الدول التي أشعلتها، وستطفئ قريباً كرة النار التي تُدفع باتجاهات تخدم مصالح غير وطنية، وستكون الكلمة الأخيرة للشعب الذي ما قام إلا ليحقق حلمه بكامل الحرية والعيش بكرامة وشراكة بعيداً عن المحاصصات الطائفية أو الإثنية.
    وأخيراً متى سنجد العرب والترك والإيرانيين وغيرهم قد جمعهم الإسلام ليكونوا في إطار سياسي موحد، ويدورون حول فلك وحيد، ويسيرون باتجاه واحد؟!

    نيتنياهو( ملك أميركا والعالم؟!).
    يوسف رزقة / الرأي
    من استمع إلى خطاب نيتنياهو في الكونجرس الأميركي مساء أمس الثلاثاء يدرك أن نيتنياهو يتصرف وكأنه الحاكم الفعلي للعالم؟! نيتنياهو يمارس حكم العالم من خلال الكونجرس الأميركي. أكثر من ذلك كان خطاب نيتنياهو كاشفاً لاستراتيجية اليهود في حكم العالم ، والسيطرة على إدارته. ما كان خيالا صار واقعا. اليهود يتحكمون في أميركا ويحكمون العالم، أو يودون إتمام عملية حكم العالم من خلال أميركا. الخطاب بمضامينه، وبتفاعلات المستمعين له داخل القاعة، وبعدد مرات الوقوف إعجابا وتصفيقا بما يقوله نيتنياهو يكشف عن مدى النفوذ اليهودي الصهيوني داخل مؤسسات صنع القرار في أميركا، وبين الناخبين الأميركيين، وفي داخل الحزبين الأمريكيين المتنافسين على السلطة، وعلى إرضاء اليهود.
    نيتنياهو قدم دولة الاحتلال واليهود بصورة الضحية التي أحرقها النازيون، والتي يلاحقها القتل والدمار الآن من خلال إيران والقنبلة النووية المزعومة، والتطرف الإسلامي. نيتنياهو الذي ذهب إلى الكونجرس متحديا الرئيس أوباما وإدارته، أسرف إسرافا لا مثيل له في رسم صورة شريرة لإيران ، وفي رسم صورة ذهنية لخطر اتفاق دول خمسة زائد واحد، المحتمل مع طهران، وباتت الصورة الذهنية التي حملها عقله وفكرة تتغلغل في أذهان من استمعوا له في القاعة، وهو ما عبرت عنه وقفات التصفيق والإعجاب التي لم أحص عددها لسماجتها ( على الحامي والبارد كما يقولون) .
    لقد كان نيتنياهو عنيفا في تسفيه فكر الإدارة الأميركية، وكان عنيفا في وصف غبائها وغباء الدول الخمس بما فيها روسيا أيضا، وهو أمر لا يستطيعه غيره من زعماء الدول، ويستطيعه اليهود فقط؟! نيتنياهو قدم نفسه للعالم على أنه المنقذ الوحيد للعالم ولليهود ولأميركا من الخطر الإيراني القادم خلال بضع سنوات ؟! قادة الدول الخمس الكبرى غافلون، وجهلة ، ولا يقرؤون إيران جيدا، وهم بغبائهم يعرضون أمن إسرائيل للخطر؟! لذا هو لا يبالي بالاختلاف مع أوباما، أو مع الدول الخمس ، ولا مجاملة عنده أمام ما يتهدد دولته من خطر قاتل؟!
    عندما استمعت إلى الخطاب تخيلت أنني أستمع إلى ملك العالم، المتفرد بالفهم، وصاحب القرار الدولي في توجيه حركة الدول الكبرى، ودول الإقليم. لم يكن نيتنياهو ملك ( إسرائيل) فحسب ، فيما قال في خطابه، وفيما قدم من توجيهات لأميركا والدول الخمس، بلغة يجب فعل كذا، والامتناع عن فعل كذا، فهل كنا مع مشهد من مشاهد علو بني إسرائيل التي تحدث عنها القرآن الكريم؟ أم أن هناك علو أعظم أت على الطريق؟!
    لست أدري ماذا سيكون رد إيران على خطاب الكراهية ، وإشعال نار الحرب، وتعظيم الحصار الدولي عليها، لإخضاعها لإرادة الملك نيتنياهو؟! وأترك هذا للأيام القادمة، لنرى ما هو الرد؟! ويهمني أن أقول إن من يخوف نفسه والعالم من القنبلة النووية الإيرانية، ومن سباق إقليمي على السلاح النووي، عليه أن يقبل بنزع السلاح النووي من منطقة الشرق الأوسط. وعلى دولة الاحتلال أن تنزع سلاحها النووي أولا حتى تنعم المنطق بالاستقرار، وتخرج من قبضة التهديد النووي. وعلى إيران وقادة المنطقة أن يستثمروا خطاب نيتياهو العنيف هذا لطرح مبادرة حقيقية وعملية لنزع سلاح إسرائيل النووي أولا، وإخلاء المنطق من السلاح النووي ثانيا.

    معركة انتخابية وقودها العنصرية
    إياد القرا / فلسطين اون لاين
    الانتخابات التي تجرى لدى الاحتلال والصراع الدائر بين اليمين واليمين المتطرف، يعكسان هوية الكيان القائم ومستقبله ونظام الحكم الذي يسيطر على زمام النظام.
    وصف الحكومة القائمة والكنيست الحالي بمصطلح النظام يرجع إلى أن الاحتلال تحول إلى مرحلة جديدة من الأنظمة العنصرية بعد أن كان يتصف بأنه واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، إلا أن هذا الوهم تحكّم أمام تجربة الحكم لنتنياهو والأحزاب اليمينية لدى الاحتلال.
    إن نظام الحكم لدى الاحتلال أصبح تكرارًا للأنظمة العربية الديكتاتورية مع بعض الفروقات القليلة التي ترتبط بالحفاظ على بعض المصالح العامة، لكنه في الواقع لم يبعد كثيراً عن الأنظمة العربية.
    الفساد ينخر في المؤسسات الرسمية، والرشوة والمحسوبية تنتشران في الأوساط الرسمية وتطال الأجهزة الأمنية سواء الشرطية أو العسكرية.
    لم تعد صورة رئيس الحكومة هي ذاتها قبل سنوات، حيث الجنرال رابين أو شامير أو بيغن أو غيرهم من قادة الجيش الذين يتقدمون المشروع الصهيوني، لكن اليوم الصورة اختلفت، حيث رؤساء الوزراء الفاسدون والمرتشون والمتهمون بالاغتصاب والتحرش والفساد.
    نتنياهو هو ذاته مبارك مصر وسارة هي ذاتها سوزان مبارك، وأن الصورة التي طبعت عن كيان الاحتلال بأنه نموذج للشفافية والنزاهة، بدأت تتآكل نتيجة ممارسات الاحتلال وخطابه العنصري ضد الشعب الفلسطيني.
    نظرة واحدة على البرامج الانتخابية للأحزاب الصهيونية من اليمين واليسار، تخرجك بنتيجة واحدة أنهم حزب واحد بأوجه متعددة قائمة على العنصرية والقتل والتهجير لكل ما هو فلسطيني، ويوحد تلك الأحزاب التطلع لمص الدم الفلسطيني.
    الفساد وتآكل صورة الكيان هما نتاج الاحتلال وطول أمده، لذا نحن بحاجة لتسليط الضوء على بيت العنكبوت الإسرائيلي وفضح ممارساته العنصرية ضد العرب والفلسطينيين.
    أحد أهم إنجازات المقاومة خلال الحروب الأخيرة أنها فضحت السياسيين الإسرائيليين وكشفت زيف ادعاءاتهم وفقدانهم القدرة على اتخاذ القرار.
    والتأثير ذاته تجاه إماطة اللثام عن صورة جنرالات الاحتلال، حيث إن الصورة التي رسمت عنهم كقادة أنهم لا يهزمون، فقد مرغت أنوفهم في التراب وتناثرت أشلاؤهم على حدود غزة.
    الانتخابات الحالية تمثل مرآة تعكس حقيقة نظام الحكم الفاسد وقيادة الجيش المهزومة والأجهزة الأمنية الفاسدة، مدعومة من مجتمع تنخر فيه العنصرية والدعوة لسفك الدماء، وهو ما سيؤدي لفوز حكومة يمينية متطرفة تقود الاحتلال نحو مزيد من الفشل.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 03/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-14, 10:52 AM
  2. اقلام واراء حماس 07/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:19 PM
  3. اقلام واراء حماس 25/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-03, 11:24 AM
  4. اقلام واراء حماس 24/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-03, 11:24 AM
  5. اقلام واراء حماس 22/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-03, 11:23 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •