ملخص مركز الاعلام
فوز الكتلة ودلالات التحرير من الضفة
بقلم محمد رضوان عن الرأي
إن الفوز الساحق الذي حققته كتلة حماس الطلابية في الضفة له دلالات ومؤشرات يجب الوقوف عندها، وخصوصا في هذا الوقت الحساس والدقيق الذي يعيشه شعبنا وسط آلامه وجراحاته.
لقد جاء هذا الفوز ليؤكد معادلة مفادها كما بدأ التطهير من غزة، سيبدأ التحرير من الضفة، رغم كيد الغاصبين وتآمر المتآمرين وبلطجة المنبطحين..
انطلق هذا الفوز المؤزر من ركام الدمار وضيق الحصار في غزة ومن بطش الملاحقة وظلم ذوي القربى في الضفة، وعلى قاعدة إبداع المقاومة وثبات الجماهير حول خيارها وفشل مشروع التسوية الفشل الفاضح والمخزي على مدار عشرات السنين.
لقد نظر أبناء كتلة حماس الطلابية افتخارا بالأبطال وتربية الأنفاق في مقاومة الاحتلال وإزدراءا للأنذال وتربية الأحضان إرضاءاً لليفني وإمعاناً في الانحلال، وكانت أبابيل القسام وضفادعها البشرية أيقونة الانتخاب، ومحل ثقة الشباب بمختلف الأفكار والمعتقدات، لهو مؤشر على وحدة خيار الشعب في كل أماكن تواجده والتفافه المتين حول المقاومة، مما يدق ناقوس الخطر في نعش السلطة المهترئة والتي صعقت من نتائج الانتخابات رغم ما تمارسه من قمع وتكبيل وتكميم، تفاجأت وهي تعيش حياة النرجسية المتعالية على جراح أبناء غزة المكلومين، بعد ما كانت تعتقد بثقافة (الغلوة) في غزة، ها هي تواجه غليان الضفة وثورتها المتوقدة، وتبقى الأسئلة مفتوحة، هل وصلت رسالة حماس بهذا الفوز الطلابي التاريخي الى الاحتلال بأن شرارة التحرير من قلب الضفة قاب قوسين أو أدنى ولن تبق السلطة حانية له بيدها الثقيلة على المقاومة هناك؟ هل علم أصحاب فكر (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا) أن الشعب الفلسطيني أوعى من ذلك وأنه لن يفرط بالمقاومة مهما كانت الخطوب والتضحيات؟ يا ترى ..متى سنسمع عن الانتخابات القادمة بعد هذا الفوز الذي أعاد بريق لمعان حماس في عيون أبناء الشعب الفلسطيني على درب الكرامة والحرية من دنس الغاصبين وحقد الماكرين؟
بير زيت.. (الصدمة والدلالات)
بقلم يوسف رزقة عن فلسطين الان
(اجتماع مهم وطارئ للرئيس محمود عباس بمنسقي حركة الشبيبة في كافة الجامعات بالمقاطعة, بعد فوز كتلة الوفاء المقربة من حماس بغالبية مقاعد مجلس الطلبة في جامعة بير زيت). المصدر وكالة سما للأنباء.
ما كنت أفكر أن أكتب في موضوع انتخابات بير زيت، غير أن خبر وكالة سما أثار حفيظتي، وجعلني أشعر أن ما جرى يعد من الأحداث السياسية المهمة، وذات الدلالات البعيدة، وتأكد لي هذا الشعور بعد أن اطلعت في الموقع نفسه على أربعة تعليقات فتحاوية أخرى لقادة بارزين في الحركة، هم (سفيان أبو زايدة، وأمين مقبول، وأسامة القواسمي، وأبو عيطة)، ولم أجد تعليقًا واحدًا في الوكالة لأي من قادة حماس، غير نصف سطر لخالد مشعل يقول: (ما جرى في جامعة بير زيت هو انتصار لخيار المقاومة). لذا أجد أن مقاربة هذا الحدث في حاجة لعرض موجز لما جاء في تعليقات قادة فتح:
يقول أبو زايدة:
- (من هزم فتح في بير زيت هي فتح نفسها, لا يستطيع أحد أن يقهر فتح).
- (الأسباب الكامنة خلف النتائج (الصادمة) موجودة خارج أسوار الجامعة، وتصل إلى رأس الهرم).
- (السقوط المدوي) لفتح هو نتيجة طبيعية لحالة التشرذم والتفكك التي تعاني منها الحركة.
- (الرسالة القاسية) التي وصلت من بير زيت, يجب أن تشكل جرس إنذار لإيقاظ قيادات هذه الحركة. انتهى الاقتباس.
ويقول أمين مقبول:
- (فتح شكلت لجنة تقصي حقائق, وستتم محاسبات وإقالات أو استقالات) ويقول: (هذه النتيجة ليس سببها خلفيات سياسية في حركة فتح، وأعتقد أن موقف الطلبة من الانتخابات لا علاقة له بالوضع السياسي).
انتهى الاقتباس
ويقول أسامة القواسمي:
- (انتخابات بير زيت انتصار لمبادئ حركة فتح. حماس تمنع الانتخابات في الجامعات والنقابات، وتحول دون إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، بل لا تؤمن بالمطلق بمبدأ الشراكة، وأن الوطن للجميع). انتهى الاقتباس.
فهل هذه التعليقات، والإجراءات، كالاجتماع الطارئ للرئيس مع منسقي الشبيبة في الجامعات، وتشكيل لجنة تقصي حقائق، واستباق النتائج بالتأكيد على الإقالات أو الاستقالات لا علاقة لها بالدلالات السياسية؟!, هذه التعليقات لا تسمح لأحد من المراقبين بقبول ما ورد في الاقتباسات آنفًا من نفي علاقة هذه النتائج بالشأن السياسي العام، أو القول بأنها لا تحمل دلالات سياسية.
بينما هي في مركز العملية السياسية.
نعم النتائج (صادمة، والسقوط مدوٍ، والرسالة قاسية) كما يقول سفيان أبو زايدة، وهو محق في قوله. ومحق أيضًا في أن أسباب الهزيمة كامنة خلف أسوار الجامعة، وتتصل برأس الهرم, وأنا معه رغم تناقضه عند نفيه الدلالات السياسية في مقدمة مقاله. نعم إن أهم الأسباب هي خارج أسوار الجامعة، وإن أهم الأسباب التي تقف خارج الجامعة تكمن في موقف محمود عباس من (المقاومة، ومن الحرب الأخيرة على غزة، ومن تكبيل أيدي حكومة التوافق، والتنكر للاتفاقات، ووقف صرف رواتب الموظفين في غزة، إضافة لقطع رواتب أبناء فتح المتجنحين حسب تعبير عباس). إن نفي الدلالات السياسية لا يستقيم مع اجتماع الرئيس الطارئ مع منسقي الشبيبة، ولا يستقيم مع تشكيل لجنة تقصي حقائق، ولا يستقيم حتى مع تعليقات أصحاب الاقتباسات السابقة، ولا مع المراقبين والمهتمين.
أما القول بأن حماس تمنع الانتخابات التشريعية، ولا تؤمن بمبدأ الشراكة، وأن الوطن للجميع، فهو قول فيه إسقاط ذاتي، لأن فتح هي من رفضت الشراكة بعد انتخابات ٢٠٠٦م، وعطلت عمل الحكومة والتشريعي، وهي التي تتسلم رواتبها بانتظام من أموال الشعب والضرائب، بينما تحرم موظفي غزة من رواتبهم، وحقهم في الضرائب التي تجبى منهم ومن أهلهم وتجارة ذويهم. عباس يمنع الراتب حتى عن أولئك الذين عملوا قبل تموز ٢٠٠٧م، بل إنه هو من أوقف رواتب الموظفين المؤيدين لدحلان. وهذا (أعني الجزء الأخير) يعني أن الشراكة الفتحاوية الفتحاوية عند عباس مرفوضة, وأعتقد -وهذا موقفي الشخصي- أن كافة الفصائل تنتظر مرسوم محمود عباس لإجراء الانتخابات التشريعية، ولكنه يتردد في ذلك لأنه يخشى تمامًا ما حصل في بير زيت، ولا توجد أسباب أخرى.
في الختام لا يفوتني تقديم تهنئة واجبة أولًا بالعرس الديمقراطي في بير زيت، وثانيًا لحركة الوفاء الطلابية المقربة من حماس لفوزها الكبير، وأشكرهم على دعوتهم الأطراف الطلابية كافة لإقامة شراكة حقيقية بتشكيل مجلس طلاب من الجميع. ورسالة فوزكم السياسية وغير السياسية وصلت العدو قبل أن تصل المكونات الوطنية جميعها، فعضوا على فوزكم بالنواجذ. وفقكم الله في خدمة الطلبة كافة.
صواريخ القسام انتصرت في بيرزيت
بقلم فتحي حماد عن فلسطين اون لاين
لم تكن مفاجأة أن تحصد الكتلة الإسلامية في جامعة الشهداء "بيرزيت" أغلبية في مقاعد مجلس الطلبة في الانتخابات التي جرت يوم الأربعاء الماضي، تلك النتيجة الطيبة التي أعقبت فوزاً آخر للكتلة في جامعة بوليتكنك الخليل، رغم التشديد والتضييق المستمرين من قبل أجهزة التنسيق الأمني مع الاحتلال.
لم تتفاجأ حمـاس بانتصار أبنائها بأغلبية ساحقة رغم الظروف المحيطة التي يتوهم البعض أنها ستسقط الراية الغراء، أو أنها ستثني العمالقة عن درب الصعود إلى القمم الشاهقة، وقد تناسوا أن حماس شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
لقد توهم الاحتلال أنه سيقضي على حمـاس في الضفة الغربية عقب عملية السور الواقي، وما غفل عنه الاحتلال هو ما عايشته واقعاً حينما كنت طالباً في معهد قلنديا، يوم أن خالطت أبناء الضفة فرأيت فيهم مروءة ونخوة منقطعة النظير، قلت يومها: لن تهزموا من قلة بإذن الله.
إن انتخابات بيرزيت والخليل تعطي ملامح رئيسة لمرحلة قادمة، ونقاطاً لا يمكن لأحد أن يتغافل عنها، ورسائل قوية لكل الأطراف أهمها:
شعبية حمـاس في الضفة الغربية متجذرة في عمق الأعماق، ولا يمكن لكائن من كان أن يقتلعها لا باعتقالات ولا بتنسيق أمني مهين، ولا بحملات تشويه وتبادل أدوار مع الاحتلال.
إن محاولات التضليل التي كانت تنتهجها بعض الجهات أمام الشعب الفلسطيني قد انكشفت وبان زيفها، فصواريخ القسام وهي تزغرد في سماء الضفة لتضرب مدننا المحتلة قوت العزائم ورفعت المعنويات، وأعادت البوصلة لطريق الجهاد والمقاومة كخيار وحيد لتحرير فلسطين.
نتيجة هذه الانتخابات تعكس حالة الإحباط التي يعيشها أهل الضفة الغربية من الفساد والاستبداد والقهر والعذاب الذي يذوقونه كل يوم، وهو إثبات أن شعبنا الفلسطيني لا يمكن أن يقدم كرامته على ترف العيش. إن فوز الكتلة الإسلامية في كل كليات جامعة بيرزيت ولأول مرة في تاريخها، يعبر عن عمق الصحوة الإسلامية لدى جيل الشباب الذي جدد البيعة لشهداء وأسرى بيرزيت وعلى رأسهم المجاهد بلال البرغوثي.
إن تعليق البعض على هذه النتائج بأنها لا تعبر عن رغبات الشعب الفلسطيني، دليل واضح على نظرتهم الدونية لفئة الشباب التي هي عماد هذه الأمة، وهو تعبير جريء وصريح عن مكنونات هؤلاء الناس.
أخيراً.. وكأني أنظر لقادتنا الشهداء من عليائهم (أحمد الجعبري، رائد العطار، محمد أبو شمالة) وهم فرحون مبتهجون بنصر إخوانهم، نعم، فصواريخ القسـام انتصرت في بيرزيت.
سقوط مشروع التسوية في بيرزيت
بقلم إياد القرا عن فلسطين اون لاين
أطلق الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2013 حملة عسكرية تحت اسم " قص العشب"، تستهدف طلاب الكتلة الإسلامية، وهي الجناح الطلابي لحركة حماس، وشملت هذه الحملات كافة الطلاب النشطاء، ويعتبرهم الاحتلال حلقة الوصل بين قيادة حماس والجمهور، وأنهم وقود أي تحرك للمقاومة لمواجهته، اعتماداً على المعلومات والأحداث.
حيث إن المعلومات التي تنقلها الأجهزة الأمنية الفلسطينية لهم، تركز بشكل أساسي على نشاطات الطلاب ودورهم في حشد الدعم والتأييد لحركة حماس ,وهو ما ذكرته المصادر العبرية في ردها على نجاح الكتلة الإسلامية في انتخابات جامعة بيرزيت، حيث يتهمهم الاحتلال بأنهم يقفون خلف 80 % من العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال، وأن غالبية القيادات التي تتولى قيادة حركة حماس وكتائب القسام هم من قيادات الكتلة، بدءًا من يحيى عياش وانتهاءً بمحمد الضيف.
فوز الكتلة الإسلامية هو فوز خالص لحركة حماس، ورسالة قوية لحركة حماس قبل غيرها، التي ما زالت تدرس النتائج ، لأسباب كثيرة يمكن لها أن تعتمد عليها في خطواتها اللاحقة، خاصة ما يتعلق ببرنامجها الوطني والجماهيري, وحصولها على تعادل مع حركة فتح في انتخابات جامعة "بوليتكنك" الخليل.
الفوز الساحق الذي حققته كتلة حماس الطلابية، يخرج من سياق فوز كتلة طلابية في إحدى الجامعات إلى أبعاد سياسية مهمة تقرأ في التالي:
فشل سياسة الاحتلال في حملة "قص العشب", بل نبت سريعاً وقد يكون تجاوز السيطرة، وهو ما ظهر من قوة وفاعلية العناصر التي أشرفت على الانتخابات، وتجاوز دوائر الرصد والمتابعة التي يقوم بها الاحتلال والسلطة.
إضافة إلى رصيد حركة حماس في الضفة الغربية بعيداً عن الاتهامات التي تتعلق بسعيها للسيطرة بطريقة غير شرعية على الحكم، وهي اتهامات تحريضية يقف خلفها الاحتلال، وبعض المقربين من عباس لتحريضه الدائم ضد تواجد حركة حماس في الضفة، وهذا يعزز استطلاعات الرأي الدائمة التي تظهر تقدمها في أي انتخابات قادمة، وهو ما يشجع حماس على المضي قدما ً في توجهها للانتخابات.
الرد المتشنج من حركة فتح ، ومهاجمة الطلاب، ووصفهم بأنهم لا يعبرون عن الشعب الفلسطيني، وهو ما أضاف قناعة أن جيل "العواجيز" الذي يسيطر على فتح، يرفض حضور الشباب، وهذا بخلاف القيادات الشابة التي تسيطر على حركة حماس، وتقود لجانها المختلفة، حيث كشفت الانتخابات عن أزمة فتح الداخلية برفض مشروعها التفاوضي السياسي وتفكك التنظيم داخلياً، وهذا ما عكسته نتائج الانتخابات.


رد مع اقتباس