النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 20/05/2015

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 20/05/2015

    ملخص مركز الاعلام

    الإسلاميون والمجتمع والدولة والجهاد
    عصام عدوان- فلسطين الان
    عندما أقام رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ دولته في المدينة وبدأ بتحريك السرايا والغزوات لمقارعة قريش لم يكن يملك سلاحاً أقوى ولا عدداً في الرجال أكثر، ولم تكن هذه الدولة الوليدة على قلب رجل واحد، فكان هناك يهود أدركوا ضعفهم؛ فأخفوْا عداءهم، وهناك مَن لم يؤمنوا وقرروا أن ينافقوا ويتربصوا بالمسلمين الدوائر. ولسنوات طويلة ظل هذا هو حال دولة المسلمين في المدينة، ورغم ذلك حقق عليه الصلاة والسلام انتصارات في معظم معاركه مع قريش وغيرها.
    مَن قال إنّ على الحركة الإسلامية اليوم أن تُرجئ الجهاد في سبيل الله وإقامة الدولة الإسلامية إلى أن تتمكن من الانتشار الواسع في أوساط المجتمع الإسلامي؟! فها قد مضى أكثر من ثمانين عاماً على نشأة هذه الحركة وحققت نجاحات واسعة على مستوى استقطاب الجماهير وتعديل سلوك المجتمعات المسلمة والوصول أحياناً إلى نجاحات باهرة في الانتخابات التشريعية والطلابية والنقابية والبلدية وغيرها في عدد من الدول العربية، فمتى ستجد الحركة الإسلامية نفسها جاهزة لإعلان الدولة والقيامِ بالجهاد لدحر الأعداء؟ فما الذي ينقص الحركة الإسلامية كي تقوم بهذا الواجب؟ هل تعتقد أنها محتاجة لأن تستقطب جميع الناس؟ إنها في غنى عن ذلك؛ لأن الناس بطبعهم لا يتفقون على شيء، ولأن دعوات الأنبياء لم يتفق عليها كل الناس، ولأن كل الدول في العالم تقودها أقلية منظمة تعرف ماذا تريد وكيف تحققه، فهي ليست مضطرة ولا قادرة على تحقيق ذلك. كما أن الحركات المناهضة والأنظمة الفاسدة القائمة لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى الحركة الإسلامية تدخل بيوت المجتمع، فسوف تحاربها وتتخذ من الإجراءات ما يكفل لها إفسادَ كل ما أصلحته الحركة الإسلامية. كما اتبعت هذه الأنظمة أسلوب "جزِّ العشب" فكلما لمعت قيادات الحركة الإسلامية وحققت نجاحات باهرة قامت هذه الأنظمة باجتثاثها وقتلها كما حصل مرات عدة في ليبيا وسوريا ومصر والجزائر وغيرها.
    لم يعد فريق من أبناء الحركة الإسلامية يطيق الاستمرار في هذه الدوامة وقرر _على عجل_ أن ينتقل إلى الجهاد وإعلان الدولة، ومن المؤسف أن هذا الفريق وإن كان يتّسم بالجرأة والشجاعة والعزيمة إلا إنه اتسم بقليل من الحلم والفكر والحكمة، وهذا يرتب على أصحاب الحلم والفكر والحكمة أن يحتضنوا هؤلاء وينظروا إلى حاجاتهم ودوافعهم ومبررات انطلاقهم في ضوء الواجب وفي ضوء التاريخ، وعدم تركهم يقودون الأمة وجماهير الحركة الإسلامية إلى طريق محفوف بالمهالك. إن على الحركة الإسلامية أن تعيد النظر في سياسة الوصول إلى الحكم وإعلان الجهاد قبل أن ينفرط عقدها ويتشتت جهدها بين طموحات الشباب، فوحدة التخطيط والتنفيذ واجبة وأخذ المبادرة لا مناص منه، وإلا فإن المقصلة تنتظر الجميع.

    حل الدولتين حقنة (بنج)
    أيمن أبو ناهية- فلسطين اون لاين
    عشية استقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما مسؤولي دول مجلس التعاون الخليجي في قمة خليجية – أميركية بـ(كامب ديفيد) حرص الرئيس الأميركي على توضيح رؤيته بشأن العلاقات الإستراتيجية وأمن المنطقة، أنه لن يتخلى عن الأمل في حل الدولتين وإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الطريق لإنهاء هذا الصراع لا يزال شاقًّا وطويلًا.
    فقبل شهر أصر أوباما على حل الدولتين، وذهب إلى أبعد من هذا بنيته إصدار قرار أممي بهذا الخصوص، الأمر الذي عده بعض تحولًا جديدًا على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، التي أصبحت تحتل أولى أولويات إدارة أوباما في استيعاب حقبة جديدة من عدم الإهمال، وعدم الانحياز لطرف الاحتلال، الذي شهدته ولايته الأولى، على افتراض أنه لا يمكن لإدارة أوباما النجاح في ترميم الخراب الذي ألحقته إدارة بوش بالولايات المتحدة الأمريكية إلا بالتعاطي مع القضية الفلسطينية بإنصاف وواقعية، وعدم الكيل بمكيالين، وأن تلعب دورًا نزيهًا في مواقفها، ولا أن تنحاز إلى الجلاد ضد الضحية، بعد أن تأكد لإدارة أوباما أن معادلة الصراع في المنطقة يصعب تجاوزها.
    هل بالفعل تغيرت سياسة الرئيس الأمريكي؟، وإذا كان هذا صحيحًا فما هو السر وراء ذلك؟، أهو حصوله على جائزة نوبل للسلام، لذا أراد أن يحمي هذه اللقب؟، أم أنه أقدم على ذلك لغضبه الشديد من نتنياهو؛ فيريد أن ينغص عليه فرحته بفوزه في الانتخابات الإسرائيلية؟، أم أن الرئيس الأمريكي يريد أن يغازل الشعب الفلسطيني كما غازله في خطابه السابق بجامعة القاهرة في يونيو 2009م الذي حمل عنوان "بداية جديدة"، إذ استبشر العرب بتغيير السياسة الأمريكية بما يخص الشرق الأوسط بصفة عامة والقضية الفلسطينية بصفة خاصة، حين وعد بحل الدولتين ووقف الاستيطان والتهويد، لكنه لم يحسن صنعًا بتنفيذ وعوده التي وعد بها في خطابه الذي لم يخرج عن إطار العلاقات العامة، وهو ما زاد من عنجهية نتنياهو ومضيه في المخططات التهويدية والاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، وفرض مزيد من الوقائع الجديدة على الأرض يستحيل معها إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
    حتى نجيب عن كل هذه الأسئلة المدهشة دعونا نستشهد بما كتبه إيان لوستيك أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا، في مقال تحت عنوان: "أوهام حل الدولتين"، نشرته صحيفة (نيويورك تايمز)، شرح فيه بتفاصيل مريرة "خذلان الولايات المتحدة، وتاريخها الطويل في التغطية على الكيان العبري، وعدم ثنيه عن نشاطه الاستيطاني، تحت ذريعة أن عدم استفزاز الكيان سيدفعه نحو اتفاق "سلام".
    ويشبه لوستيك حل الدولتين (دولة فلسطين الحيوية التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب (إسرائيل) آمنة) بالرجل العجوز المريض الذي يقبع على فراش الموت، في غيبوبة كاملة، مثل دكتاتور أسبانيا فرانكو عام 1975م، الذي بقي مدة طويلة والإعلام يقول: "إنه لم يمت بعد".
    ويقول لوستيك لقرائه: "عملت في وزارة الخارجية شابًّا صغيرًا، في سبعينيات القرن الماضي، ونبهت الوزارة آنذاك إلى أن (إسرائيل) بزعامة مناحيم بيجن لا تريد السلام، بل إن كل ما تفعله هو مماطلة لمصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية، وعندما جلبت انتباههم (الوزارة) أُخبرت بأن الهدف هو عدم استفزاز (إسرائيل)؛ أملاً بإقناعها بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين".
    وفيما يتعلق بإصرار العالم على التمسك بأوهام "حل الدولتين" يرى لوستيك أن لكل طرف أسبابه الخاصة التي تجعله "يخدع نفسه" بتسويقها؛ فالسلطة الفلسطينية _حسب رأيه_ تريد أن تقنع الفلسطينيين بأن هناك تقدمًا في تحقيق أمل الدولة؛ كي تستمر في الحصول على الدعم الاقتصادي والدبلوماسي؛ لدعم أسلوب الحياة الذي ألفه قادة السلطة، وعشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين في القطاعات العامة والشرطة والجنود، وهيمنة السلطة على مجتمع ينظر إليها على أنها جهاز فاسد، وأما الكيان العبري فيرى أنه يحاول إرضاء قطاعات المجتمع الإسرائيلي التي تؤمن بحل الدولتين، في حين يدرأ عن نفسه انتقادات العالم، ويستفيد من ذلك كغطاء لاستشراء الاستيطان في الضفة الغربية الذي يدمنه.
    ويوجه لوستيك جل انتقاده إلى الإدارات الأميركية المتعاقبة، التي يصفها بالشريكة في التضليل، وغض الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية الفادحة، ويقول: "السياسيون الأمريكيون يحتاجون لحجة وشعار حل الدولتين؛ لدرء اللوبي الإسرائيلي وتفادي شره، وتمويه عجزهم المذل عن خلق أي فرق بين موقفهم، ومواقف الحكومات الإسرائيلية المتلاحق".
    أعتقد أن الإدارة الأمريكية في كل مرة تجدد في نفوسنا الأمل بأنها عازمة على حل الدولتين، الذي أصبح عبارة عن حقنة (بنج) تخدرنا بها من وقت إلى آخر حسبما تريد، وفي المقابل تعطي الاحتلال حقنة "تنشيط" لمواصلة الاستيطان، وتفهمنا أن حل الدولتين مصطلح جديد من صناعة أمريكية تحتكره لنفسها لتتغنى به كل إدارة في كل موسم انتخابات أمريكية، والحقيقة أنه في الأساس قرار رسمي صادر عن الأمم المتحدة عام 1947م، الداعي في حينه لتقسيم فلسطين.
    فالإدارة الأمريكية بحاجة لتقويم سياستها الخارجية تجاه القضايا العربية والفلسطينية، وإنهاء الانحياز الأمريكي إلى الاحتلال؛ حتى نستطيع تجديد الثقة في السياسة الأمريكية، ونتعامل معها على أنها طرف نزيه.

    لماذا الاتهام بالسرية الآن ؟!
    يوسف رزقه- الرسالة نت
    كان مقال الأمس بعنوان من للأقصى؟!). وكان العنوان تعقيبا على تصريحات ( بينيت، ونيتنياهو) التي زعما فيها:أن القدس هي عاصمة ( إسرائيل) من الأزل إلى الأبد، وأنها تحت ولاية نيتنياهو لن تقسم أبدا، وأن صلاة اليهود في المسجد الأقصى قريبة جدا؟!
    قلت أمس من للأقصى ؟! لأنه لا أحد من قادة العرب أو السلطة اهتم بهذه التصريحات أو عقب عليها، رغم أنها صدرت في يوم الإسراء والمعراج في احتفال توراتي حاشد في ساحة البراق؟!
    اليوم أكرر مرة ثانية: من للقدس؟! ومن للأقصى؟! لأن ( رئيس السلطة، رئيس المنظمة، رئيس فتح) ، كان شغله الشاغل في لقائه بنخبة من السياسيين الفلسطينيين والأردنيين في عمان بما زعمه أمام الجميع بمحادثات سرية بين حماس وإسرائيل من خلال قناة أثيوبية، وزعم أن هذه المحادثات سياسية وتستهدف فصل غزة عن بقية الوطن؟! وزعم أن لديه في سيارته محاضر وأراق هذه المباحثات السرية؟!
    واللافت للنظر أن صحيفة الدستور تحدثت في الزعم نفسه الذي زعمه عباس، ولست أدري من الأسبق منهما في الزعم، ولكن بعد ذلك تحول الزعم حقيقة عند الناطق الرسمي لحركة فتح ( أسامة القواسمي) الذي أكد على أن المفاوضات وكالة حصرية للمنظمة ( أي لفتح؟!)، وأن المنظمة تجري مفاوضاتها في العلن لا في السرّ؟! وأن على حماس التوقف عن الإضرار بالحقوق الفلسطينية؟!
    هذه الأطراف الثلاثة لم تتحدث للأسف بكلمة واحدة عن القدس والأقصى، ولم يقلقها تصريح بينيت ، ونيتنياهو البتة، وهي تصريحات علنية فيها قهر للكل الفلسطيني، وفيها إعلان غير مسبوق عن فشل مشروع عباس، وعن نهاية بائسة لمفاوضاته ، ومع ذلك يزعم أن المشكلة في حماس لا في نيتنياهو وحكومته؟!
    أما عن زعمه أنه يملك محاضر وأوراق المباحثات السرية بين حماس والعدو ، فحماس تنفي مزاعم عباس نفيا مطلقا، وهنا ندعو عباس أن ينشر أوراقه ووثائقه ومحاضره التي يزعم أنه يمتلكها فورا لتكذيب حماس وحرق مصداقيتها. وقديما قالوا المية بتكذب الغطاس). عباس في نظري لن يفعل ، لأنه لا يملك شيئا لا محضرا ولا خلافه ؟!، لأنه ببساطة لا توجد مباحثات سياسية لا سرية ولا علنية، وكل ما يزعمه عباس نفسه بصيغة توحي بامتلاكه الدليل هو لخلط الأوراق، وتضليل الرأي العام، كمن يسترقون السمع في السماء لافتعال معركة مع حماس تبرر تصرفاته الحزبية، وإهماله لملف غزة وسكانها.
    أما الحقيقة التي لا شك فيها فهي تكمن لا من حصار غزة الخانق فحسب، ولكن تكمن أيضا في التهديدات المتجددة بحرب جديدة ضد حماس في غزة، وخاصة تلك التي تطالب نيتنياهو ويعلون بالبدء الفوري بهدم الأنفاق التي تزعم المصادر الأمنية الصهيونية أن بعضها يمتد إلى داخل الحدود عند مستوطنة نيريم كما يقول عمر بارليف النائب في الكنيست. هذه هي المفاوضات التي تديرها حماس والمقاومة مع العدو؟!
    أما حديث عباس ْو القواسمي عن المباحثات السرية والوكالة الحصرية، فإن حماس تبارك لهم هذه الوكالة الحصرية التي دمرت القضية الفلسطينية، وأنهت مفاوضاتهم بصفر كبير باعتراف قادة فتح والمنظمة.
    وأما مرض السرية فهو مرض مزمن كانت بداية الإصابة به في مسار أوسلو والحل المنفرد بقيادة محمود عباس نفسه ، وهو مسار انتقده القادة العرب، ودفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا بسببه ، ومن ثمة لا يجوز للمريض بإيدز السرية أن يتهم غيره بمرضه هو، وعليه قبل اتهام الآخرين بمرضه أن يكشف محاضره وأدلته، وهنا نقول التاريخ لا ينسى ولا يحابي ، والدين يقول لنبتهل أن لعنة الله على الكاذبين.
    بسبب ما تقدم وغيره ، أكرر للمرة الألف: من للأقصى؟! ومن للقدس؟! إنه في ظل انشغال عباس حيثما سافر وحل وارتحل بحماس، وكأنها هي التي تحتل القدس والأقصى، وهي التي تمنع نيتنياهو من العودة إلى المفاوضات. وجب التكرار للتذكير ونشر الوعي. عباس نسي إسرائيل، وهو مشغول بمحاربة حماس؟!تماما كما نسي قادة عرب إسرائيل، وهم مشغولون بحرب الإخوان.

    ما يزعج السيسي في حسن سلامة
    صالح النعامي- المركز الفلسطيني للاعلام
    يعرف عبد الفتاح السيسي أن حسن سلامة، أحد أبرز قادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس معتقل في سجون الاحتلال الصهيوني منذ 19 عاماً. ويعي، أيضاً، أن قراره بالزج بحسن سلامة في قضية اقتحام السجون المصرية وإصدار حكم إعدام عليه ستتحول إلى مادة للتندر، ومناسبة أخرى لإبداء الجزع والحزن على ما وصلت إليه الأمور في "أم الدنيا"، منذ أن اغتصب السلطة. لكن السيسي قرر، منذ البداية، عدم الاكتراث بوعي مواطنيه، وتجاهل الرأي العام في مصر والعالم العربي، في سبيل استرضاء من يرى أنهم يمكن أن يساعدوه في تثبيت أركان نظامه. فالحكم بإعدام حسن سلامة يمثل رسالة أخرى لحكام تل أبيب أن رهاناتهم على دعمه في محلها، وأنه يوفر البضاعة التي يطلبونها. فحسن سلامة قد تحول إلى أسطورة في حياته، بعد أن تمكن في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وكان في العشرينيات من عمره، من العصف بالمنظومة الأمنية الصهيونية، بعد أن تسلل من غزة إلى الضفة الغربية، ليقيم خلايا عسكرية، حولت حياة المستوطنين في أرجاء الضفة إلى جحيم.
    حسن سلامة الذي خطط وأشرف على تنفيذ الردود المزلزلة، انتقاماً لاغتيال القائد يحيى عياش، في مطلع العام 1996، فقتل عشرات من جنود الاحتلال ومستوطنيه وجرح المئات. وقد أدت العمليات التي قادها إلى المسّ، بشكل غير مسبوق، بمستويات الشعور بالأمن الشخصي لدى الصهاينة، وفاقم من أزمة الثقة بين نخب الحكم في تل أبيب والرأي العام الصهيوني، إلى درجة أدت إلى سقوط حكومة شمعون بيريز في الانتخابات التي أجريت في العام نفسه.
    قال الرئيس الأسبق لاتحاد الصناعيين في إسرائيل، داني جيلرمان، إن حسن سلامة أسهم، أكثر من أي شخص آخر، في ردع المستثمرين الأجانب عن القدوم إلى إسرائيل، في حين دللت المعطيات الإحصائية أن عملياته زادت من وتيرة الهجرة العكسية من إسرائيل. وفي ديباجة الحكم عليه بـالسجن 48 مؤبداً، قال القاضي العسكري الصهيوني الذي أصدر الحكم عليه إن العداء الذي اكتنزه صدر حسن سلامة تجاه المشروع الصهيوني جعل تصميمه على المس بهذا المشروع يفوق كل التصورات.
    من هنا، أراد السيسي، من زجّه الهزلي بحسن سلامة وبقية قيادات الذراع المسلح في "كتائب القسام"، وجلهم من الشهداء، في قضية اقتحام السجون المصرية، أراد أن يعزز الرسائل التي ما فتئ يبعث بها لتل أبيب، وترمي إلى طمأنة حكامها بأنه تجدر مواصلة الاستثمار في دعمه. وبالمناسبة، تفسّر أوساط كثيرة في إسرائيل سلوك السيسي العدائي تجاه حماس على هذا النحو. فالمستشرق الصهيوني، رؤفين بيركو، يرى أن السيسي، من خلال إبرازه مظاهر العداء تجاه حماس، يريد أن يطمئن إسرائيل والغرب أنه بالإمكان الاعتماد عليه في مواجهة "الإرهاب الإسلامي" (يسرائيل هيوم،27-6-2014). وحتى أكثر المعلقين الصهاينة حماساً لنظام السيسي ممن تناولوا اتهامات نظامه لحماس يؤكدون أنها لا تمت للواقع بصلة.
    لا يحتاج السيسي إلى إخراج هذه المهزلة، من أجل أن يقنع القيادة الصهيونية، ونخب تل أبيب، بعوائد الرهان عليه. ولا حاجة للتذكير مجدداً بالرسالة العلنية التي بعثت بها الدبلوماسية الصهيونية، روت لاندوا، للسيسي، ونشرتها صحيفة يديعوت أحرنوت بتاريخ 13-10-2014، بعنوان "سر يا سيسي وشعب إسرائيل خلفك"، وعبرت فيها عن انبهارها من "الشوط الذي قطعه السيسي من أجل خدمة شعب إسرائيل"، ولم يفتها التأكيد على أن أهم إسهامات السيسي في دعم "الأمن القومي" الإسرائيلي هو دوره في محاصرة المقاومة الفلسطينية. يلحظ كل من يتابع الجدل الصهيوني الداخلي، ببساطة، أن النخب الصهيونية اليمينية، والأكثر عنصرية، هي الأشد حماساً في دعم نظام السيسي. وهناك قائمة طويلة جداً من هؤلاء المتحمسين، ليس آخرهم وزيرة الثقافة الليكودية الهاذية، ميري ريغف، التي تقود الحملات الهادفة إلى تدنيس المسجد الأقصى. أكثر ما يعزز الإدراك الصهيوني بحجم الإنجازات التي تحققت في أعقاب الانقلاب في مصر حقيقة أن السيسي، وبخلاف حسني مبارك، لا يتردد في الإقرار بأن سياساته الأمنية تهدف، أيضاً، لخدمة إسرائيل. فقد أكد السيسي، أكثر من مرة، أن انتشار القوات المصرية في سيناء يهدف، أيضاً، إلى تحسين البيئة الأمنية في إسرائيل. من هنا، إن أهم استنتاج ولج إليه المعلق الصهيوني، أمير تيفون، الذي عنى خصوصاً بإجراء سلسلة من التحقيقات حول العلاقة المصرية الإسرائيلية، هو أن عهد السيسي يمثل العصر الذهبي لهذه العلاقات.
    اللافت أن الحرص الصهيوني الرسمي على السيسي وصل إلى درجة أن نخب الحكم في تل أبيب تتجنب الإقرار بأيٍّ من مظاهر العلاقة الحميمية بينه وبين نتنياهو، خشية إحراج النظام في القاهرة. فعندما عندما أقر السيسي، في مقابلته، أخيراً، مع صحيفة واشنطن بوست بأنه يتحدث "كثيراً" مع نتنياهو، رفض ديوان الأخير التعليق. وعندما استندت إيليت شاحر، المراسلة السياسية لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى مصادر في ديوان نتنياهو في تأكيدها على أن السيسي عرض على نتنياهو إقامة الدولة الفلسطينية شمال سيناء، وأنه لا حاجة لإخلاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، سارع الديوان لنفي الرواية التي أكدها الوزير نفتالي بنات، عضو المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن. لكن، هناك قلة في إسرائيل يحذرون من مخاطر حماس السيسي لمساعدة إسرائيل في حربها على المقاومة الفلسطينية، ويرون أن سلوك السيسي يفضي إلى نتائج عكسية. فعلى سبيل المثال، يرى المعلق العسكري، أمير أورن، أن موقف السيسي خلال الحرب الإسرائيلية العدوانية، الصيف الماضي، على غزة، أضر بإسرائيل، لأن كراهيته الشديدة للحركة جعلته يماطل في التوصل إلى تسوية تنهي الحرب، ما أدى إلى إطالة أمدها بشكل أضر بإسرائيل (هارتس،2-3). قصارى القول: السيسي يتخذ هذا الموقف من حسن سلامة وأمثاله، لأنه يدرك أنه يمثل النقيض له.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 26/04/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-05-13, 10:57 AM
  2. اقلام واراء حماس 25/04/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-05-13, 10:56 AM
  3. اقلام واراء حماس 23/04/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-05-13, 10:55 AM
  4. اقلام واراء حماس 22/04/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-05-13, 10:55 AM
  5. اقلام واراء حماس 23/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-04-05, 11:23 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •