النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 01/06/2015

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 01/06/2015

    ملخص مركز الاعلام


    ديد للسلطة ورئيسها
    بقلم مصطفى الصواف عن الرسالة نت
    في الفيفا حديث طويل يحتاج إلى كثير كلام كونه ليس حدثا منفردا أو عارضا وأن التصرف هو تصرف شاذ غير مرتبط بمنظومة سياسية تحدد المسار وتبين الأهداف وتحدد الأولويات، فهل ما حدث في الفيفا خارج عن نطاق السياسة العامة التي تتبعها السلطة ورئيسها في التعامل مع (إسرائيل)؟، وهل (إسرائيل) في نظر السلطة عدو أم صديق يمكن التفاهم معه للوصول إلى نتائج ايجابية في القضايا الخلافية؟.
    الإجابة على هذا السؤال تحل الإشكالية المتعلقة بموقف السلطة وليس موقف جبريل الرجوب من ما حدث من سحب طلب إسقاط عضوية (إسرائيل) من الفيفا، فإذا كانت السلطة وأدواتها يعترفون بـ (إسرائيل) ولا يرون فيها عدو وأن ما يمكن أن نصل إليه عبر المفاوضات واللقاءات هو ما يمكن أن نصل إليه عبر القضايا والشكاوى واللجوء للمؤسسات المختلفة لتقديم شكاوى ضد ما تقوم به (إسرائيل) من جرائم ومخالفات واعتداءات، فالأولى من وجهة نظر السلطة هو الجلوس والتفاوض وإجراء الأحاديث لحل الإشكاليات بل اللجوء إلى المحاكم وغيرها التي يمكن ان تفسد العلاقة بين الأصدقاء الأمر الذي سينعكس على العلاقات القائمة بين الجانبين وعلى رأسها التعاون الأمني المرتبط به كل شيء بالنسبة للسلطة ومحمود عباس.
    الغريب في ردة الفعل على تصرفات الرجوب والتي شكلت انعكاس لموقف السلطة السابق، إن هذه الردود يمكن أن تكون كما وردت لو كان الموقف من (إسرائيل) مختلف وأن السلطة ترى أن (إسرائيل) عدو يجب محاسبته، ولكن موقف السلطة من (إسرائيل) ليس كما تصور أصحاب ردود الفعل الذين تصوروا جدية السلطة في خطواتها اتجاه محاكمة (إسرائيل) في كافة المحافل والأماكن التي يمكن لنا كفلسطينيين من الوصول إليها.
    أصحاب ردود الفعل على حق فيما أبدوه من مواقف؛ ولكنهم نسوا سياسة السلطة والتي ترى بعدم جواز المس بـ (بإسرائيل) وأن الحملة التي جرت من اتحاد الكرة التي يرأسه (اللواء) جبريل الرجوب ليس الهدف منها تخويف (إسرائيل) أو المس بها ولكن هي وسيلة تهدف إلى تضليل الشعب الفلسطيني وجعله يعيش في أوهام كبيرة وكأن شيئا قد حدث وأن هناك تغيرات في موقف السلطة من (إسرائيل) وأن هذه التحركات تهدف الى ردع (إسرائيل) وتخويفها حتى تتوقف عن جرائمها بحق الرياضة والرياضيين أو في جرائمها المختلفة التي تصل إلى حد ارتكاب جرائم حرب أدلتها متوفرة ومحامي متدرب صغير لو طرحها دون أن يشرحها ستدين (إسرائيل) وتقدم قادتها للمحاكم الدولية على جرائم كاملة الأركان، ولكن كيف لسلطة ترى في (إسرائيل) الجار والصديق، فهل تعتقدون أن من يرى في (إسرائيل) صديق وشريك يمكن له أن يقبل بالمس به، هذا هو مختصر القول فيما جرى في الفيفا من خذلان وتراجع يصل حد الخيانة الوطنية.
    لدي قناعة كبيرة أن السلطة ومحمود عباس لن يقدموا على أي أمر يشكل حرجا لـ (إسرائيل) لذلك وطنوا أنفسكم على أن موقف السلطة لم ولن يتغير مع قادم الأيام، فالموقف من تقرير جولدستون على سبيل المثال كان بداية الموقف الحقيقية التي كشفت سوء السلطة وخداعها للشعب الفلسطيني، ثم موقف السلطة في الفيفا بعد الضجة والجعجعة التي أثارتها السلطة والتي ختمتها بخذلان الشعب الفلسطيني وأصدقاء الشعب الفلسطيني، وهذا الذي سيكون في محكمة الجنايات الدولية أو أمام أي مؤسسة دولية يمكن أن يشكل التقدم إليها خطرا على (إسرائيل).
    فلا نامت أعين الجبناء، هذه هي سلطة محمود عباس التي لم تعد تمثل الشعب الفلسطيني بعد أن تخلت عن حقوقه وثوابته وباتت تعمل على حماية أمن (إسرائيل) والحفاظ على مكانتها في المؤسسات الدولية وغير الدولية.



    الاعتدال الإسلامي السني "المحرم"!
    بقلم محسن صالح عن الرسالة نت
    من اللافت للنظر أنه في البلدان التي حدثت فيها ثورات في العالم العربي، تجد التيارات الإسلامية السنية المعتدلة نفسها تتلقى الضربات القاسية، سواء من الأنظمة السياسية الفاسدة والمستبدة، أم من التيارات المتطرفة المسلحة المحسوبة على الإسلام.
    وقد أخذ الخناق يضيق عليها بعد أن كانت تتصدر المشهد السياسي في المنطقة العربية خلال السنتين الأوليين للثورات والتغييرات في العالم العربي. ولا تكاد هذه التيارات تجد لنفسها موقعا في اللعبة الدموية التي فرضتها الأساليب العسكرية والأمنية للأنظمة في قمع شعوبها، وسياسات التكفير وإباحة إزهاق الأرواح التي فرضتها التنظيمات المتطرفة.
    التيارات الإسلامية المعتدلة التي تملك رؤية حضارية للإصلاح والتغيير، وتملك قواعد جماهيرية واسعة، تعاني من سياسات وإجراءات التهميش والملاحقة والاستئصال من الأنظمة.. كما تعاني من الاتهامات بالكفر والردة والزندقة، ومن محاولات الاستئصال الدموية، من قبل القوى "الإسلامية" المتطرفة التي لا تجيد سوى هدر الدماء وقطع الرقاب، وتشويه الإسلام وسماحته وعدالته.
    إنها سلمية مهدورة من الطرفين.. إنه اعتدال مرفوض و"محرم" و"مجرم" في رقصة الدم والموت التي يمارسها الطرفان.
    يظهر ابتداء أن ثمة إشكالية في التوافق على معنى "الاعتدال"، إذ تسعى جميع الأطراف تقريبا إلى وصف نفسها بالاعتدال، باعتباره معيارا محبوبا ومرغوبا. وسواء أكان المتطرفون علمانيين أم إسلاميين أم قوميين أم يساريين، فإنهم يرون أن ما يفعلونه هو الحق، وأن الحق الذي يرونه هو معيار الاعتدال. فلا تكاد تجد أحدا ممن يقوم بإلغاء الآخر أو استئصاله أو تكفيره أو تهميشه، يصف نفسه بأنه متطرف وفق معاييره التي يؤمن بها.
    وليس مجال هذا المقال الخوض في المصطلح وإشكالياته، وإنما أردنا أن نقول إن التيار الإسلامي المعتدل الذي نتحدث عنه هو تيار:
    - ينتمي إلى التيار العام العريض للمسلمين، الذي تمسّك بالإسلام عبر التاريخ بوسطيته وبسماحته وبساطته دون إفراط ولا تفريط.
    - ينتمي إلى الخط العام للمدارس الإسلامية الفقهية السنية التي ينتمي إليها معظم المسلمين.
    - يتخذ من الإسلام منهجا لحياته ومرجعية لشؤونه، ومنطلقا للتغيير.
    - يستوعب الآخر، ويتقبل الاختلاف، ولا يجنح إلى التكفير ولا إلى إسالة الدماء دون دليل قاطع لا يحتمل التأويل، وفق ما أقره علماء الأمة ومدارسها الفقهية.
    - يرضى بالمشاركة في الحكم، والتداول السلمي للسلطة.
    في الموجة المضادة للثورات والتغيير في العالم العربي، كان رأس الاعتدال الإسلامي الذي يملك مشروعا نهضويا وبرنامجا سياسيا تغييريا هو المطلوب. أما "الاعتدال" الذي أريد إبقاؤه أو استحضاره فهو النموذج الجبان المنافق الذي يصفق لأنظمة الفساد والاستبداد ويقدم لها "الفتاوى المعلبة".. إنه سلوك "النذل" الذي يقوم بدور "الشيطان الأخرس" وهو يرى سلخ الدين عن جوانب الحياة وعزله في زوايا المساجد، ويخلع لبوس القداسة والطاعة على "أكابر مجرميها".. ويسكت عن العمالة والتطبيع مع العدو، وعن ولاء وتبعية هذه الأنظمة لأميركا أو غيرها.
    ولعل جوهر الإشكالية بالنسبة للأنظمة أو قوى التطرف أنها لا تستطيع أن تدخل مع هذا التيار الإسلامي النهضوي في منافسة شريفة شفافة تحكمها إرادة الشعب، وتحتكم إلى صناديق الاقتراع وإلى بيئة سياسية وإعلامية عادلة، تسمح للجميع أن يقدموا أنفسهم ومشاريعهم بأنفسهم وليس كما يقدمهم خصومهم.
    في بيئة العمل الحر، يفوز الإسلاميون المعتدلون -أو يشكلون منافسا قويا على الأقل- في معظم انتخابات الاتحادات الطلابية والنقابات المهنية كالأطباء والمهندسين والصيادلة وأساتذة الجامعات.. وينشطون اجتماعيا وخيريا ويلتصقون بشكل واسع بالجماهير وهمومها وتطلعاتها. وقد مكنهم ذلك من تشكيل قطاع عريض من الكفاءات والخبرات المستندة إلى قاعدة شعبية حقيقية واسعة، وبالتالي أصبحوا من خلال مشروعهم الإصلاحي ومرجعيتهم الإسلامية يمثلون نقيضا أو بديلا حقيقيا لأنظمة فاسدة.
    هذه التيارات التي تملك مزايا الرؤى الإصلاحية، والواقعية السياسية، والشرعية الشعبية، وفقه الأولويات، مثلت لعدد من الأنظمة مخاطر أكبر بكثير من مخاطر التطرف الإسلامي. ذلك أنها أخذت تقدم بديلا حضاريا سلميا ممكن التنفيذ، وقادرا على المنافسة، ويملك احتمالات النجاح في البيئة المعاصرة.
    تعرف الأنظمة أنها تستطيع مواجهة التطرف أو محاصرته وضربه لأن القاعدة الجماهيرية الأوسع ترفضه، ولأنه لا يملك برنامجا نهضويا حقيقيا وواقعيا، ولا يملك الوعي السياسي، ولا أدوات إدارة حياة الناس. ولذلك أصبح الاعتدال الإسلامي الحركي (خصوصا في مصر والمشرق العربي حيث مركز المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة) ممنوعا من تولي القيادة السياسية أو الشراكة الفاعلة، أو حتى من مجرد التمتع بالحق الطبيعي في حرية النشاط والعمل السياسي السلمي.
    في العراق، عانى التيار الإسلامي المعتدل من كافة أشكال السحق والاستئصال أثناء الحكم البعثي لصدام حسين. وعندما أسقط الأميركيون هذا النظام عام 2003، عاد التيار الإسلامي إلى البروز فكان الأكثر انتشارا والأكثر شعبية في الوسط السني العربي، والأنشط في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأميركي. لم يمضِ وقت طويل حتى كان السلوك الطائفي للنظام الجديد يضرب تجربة التعددية السياسية والنسيج الاجتماعي العراقي، ويتغول على الأجهزة والمؤسسات والوزارات، لتتآكل بذلك إمكانات الشراكة السياسية الحقيقية، ويحاصَر الإسلاميون في هامش ضئيل من القدرة على الفعل والتأثير.
    وفي المقابل تفجرت حالة التطرف الإسلامي -بشقيها السني والشيعي- لتسمم الأجواء وتعبث بأمن الناس وحياتهم. تنظيم القاعدة الذي لم يكن له وجود، صارت أعداده بالآلاف في فترة وجيزة، وبدل أن يستنفد طاقته في مواجهة الاحتلال الأميركي، أخذ يستنفدها في الاستثارة الطائفية، وفي محاولة الاستئثار بالسيطرة على الساحة السنية بالقوة العسكرية، وأخذ يطالب الناس والعلماء والشخصيات بالبيعة له، ويقوم باستحلال دم واغتيال من لا يوافق هواه أو يقف في طريقه.. وهكذا قتل على يديه من عجزت العصابات الطائفية أو قوى الاحتلال الأميركي عن الوصول إليهم، لنصبح في العراق على مشهدي تطرف سني وشيعي، وفوقهما احتلال أميركي يمد رجليه وهو سعيد بتمزيق أشلاء العراق عرقيا وطائفيا.
    وفي الأيام الماضية، ضاع الاعتدال السني بين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والحشد الشعبي، فتأتي داعش لتسيطر على مناطق السنة وتتخلص من كل خصومها أو مخالفيها السنة. ثم إذا ما اضطرت داعش للانسحاب، تأتي مجاميع من الحشد الشعبي لتقوم بممارسات طائفية بشعة في من تبقى من أهل السنة، وليجري تفريغ مناطق واسعة في صلاح الدين وديالى والأنبار من أهلها السنة.
    والآن تقف الموصل -بعد أن فقدت نحو ثلثي سكانها- بانتظار رقصة موت جديدة بالقنابل الأميركية أو بيد داعش أو بيد الحشد الشعبي.. إنها لعبة التطرف التي ترقص للدم والموت والخراب.
    في مصر لم يشفع للإخوان والتيارات الإسلامية المعتدلة الظلم والعسف ومحاولات التهميش والاستئصال على مدى عشرات السنوات، ولم يشفع لهم أن يفوزوا في خمسة استحقاقات انتخابية بعد ثورة 25 يناير، ولم يشفع لهم أن يعضوا على جراحهم في التعامل مع مؤسسات الدولة وأجهزتها التي قامت بتعطيلهم وإفشالهم وتشويههم وتسليط البلطجية عليهم، بالرغم من أن الشعب أعطاهم فرصة إدارتها، بل قامت هذه الأجهزة بالانقلاب عليهم وعلى الديمقراطية الناشئة، ثم تم تتويج المأساة باحتفالية دموية سقط ضحاياها الآلاف في ميادين رابعة والنهضة وغيرهما، ليرجع الحكم إلى الدبابة وبسطار العسكر، ثم لتصل الملهاة قمتها بالحكم على الإخوان كجماعة "إرهابية". أما الذين سفكوا الدماء وأجهضوا التجربة الديمقراطية، فقد أوجدوا (ووجدوا) من يصفق لهم باعتبارهم "رموز الاعتدال".
    وتوافق المحكمة الدستورية في مصر (المحسوبة على النظام السابق) على الطعن في شرعية مجلس النواب المصري وتقضي بحله، بعد أن جاء في أنزه انتخابات شهدتها مصر في تاريخها وأكثرها شفافية، فيصفق معادو التيار الإسلامي لذلك، وينظّرون لاحترام القضاء وأحكامه، ويعلن الإخوان والإسلاميون احترامهم للقضاء.. بالرغم من فوزهم الباهر في المجلس، دون أن يشفع لهم ذلك بشيء.
    وعندما تقضي المحكمة الدستورية في ليبيا بعدم شرعية المجلس النيابي المنتخب، ترفض تيارات علمانية وانفصالية ومعادية للثورة -ومن خلفهم النظام الانقلابي في مصر وأنظمة خليجية وغيرها- قرار الدستورية، ويصرون على شرعية المجلس والحكومة المنبثقة عنه، ولو كانت الأغلبية للإسلاميين لكان موقفهم مغايرا.
    ينتفض الشعب السوري في مارس/آذار 2011 ويخرج مئات الآلاف في مدن سورية مطالبين بالإصلاح والتغيير، ويستمر الأمر لأشهر، وتسود التيارات الإسلامية المعتدلة في أجواء المعارضة، لكن النظام يختار الحل الأمني والعسكري، فيسحق كافة مظاهر المعارضة السلمية، ويضع خصومه في خانة "الإرهاب" و"المؤامرة الكونية" على سوريا.
    وفي الوقت ذاته يطلق سراح المئات من المحسوبين على القاعدة أو التيارات الإسلامية المتطرفة، وتدخل سوريا في دوامة العنف، ويتم تمزيق النسيج الاجتماعي والبنى التحتية والاقتصادية للبلد، على وقع التجييش الطائفي والنزاع الدموي والتدخل الخارجي. وتنزوي أصوات الاعتدال، ويتم تهميش الوسطية الإسلامية المتسامحة التي تميز بها الشعب السوري طوال تاريخه.
    وفي اليمن رغبت بعض القوى الخليجية والعالمية في تلقين الإسلاميين -خصوصا التجمع اليمني للإصلاح الذي كان له الدور الأبرز في الثورة اليمنية- درسا قاسيا لتجرّئهم على حليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، فغضت الطرف عن التمدد الحوثي وعن تحالفه غير المقدس مع الرئيس المخلوع، سعيا لإغلاق ملف الثورة، وللإيقاع بالإصلاح في مواجهة غير متكافئة تستأصله أو تهمشه أو تحوله إلى جماعة "إرهابية"، إذا ما دخل في المعارك دون غطاء رسمي.
    لكن محاولتهم تفشل مع انكشاف اللعبة وانسحاب الإصلاح من المواجهة، ثم ينقلب السحر على الساحر بالتمدد السريع للحوثيين، وباستعجال الرئيس المخلوع الانتقام من خصومه، وبقطف إيران لثمار التغيير، لتعيد بعد ذلك دول الخليج حساباتها، فتقوم بعاصفة الحزم وتمد اليد إلى الإصلاح من جديد.
    ستثبت الأيام القادمة أن القرارات التي اتخذتها أنظمة عربية باعتبار "الإخوان المسلمين" حركة "إرهابية"، والإجراءات التي اتخذتها في مواجهة التيار الإسلامي المعتدل، هي من أسوأ القرارات والإجراءات التي اتخذتها في تاريخها.
    ربما أخطأ الإخوان ومن معهم من التيارات الإسلامية المعتدلة هنا أو هناك، ربما استعجلوا، ربما لم يكونوا جاهزين تماما لاستحقاقات التغيير وإدارة الدولة، ربما افتقد بعض رجالاتهم للكاريزما القيادية، أو للروح الثورية، أو للقدرة على بناء التحالفات، ولكن ذلك لا يبرر استئصالهم أو تهميشهم، فضلا عن أن ذلك غير ممكن عمليا.
    البلدان التي اختارت مواجهة الاعتدال الإسلامي أمنيا وعسكريا، ووضعت صندوق العتاد مكان صندوق الاقتراع، ستدفع أثمانا هائلة، لأنها فتحت الأبواب على مصراعيها للتطرف والعنف، ولأنها تركت القواعد الجماهيرية الواسعة للتيارات الإسلامية دونما خيارات متاحة، ودونما آفاق مستقبلية.
    وبما أن هذه الأنظمة لا تملك أي برامج حقيقية للنهضة والتنمية والحريات وحقوق الإنسان، فإن بذور أزمتها ستبقى في ذاتها، وستستفيد التيارات الإسلامية المعتدلة (التي تلقت دروسا قاسية) من تجربتها، وليس بعيدا أن تنفجر الموجة الثورية التالية في وجه تلك الأنظمة مهما حاولت تأخيرها، وستكون هذه الموجة أكثر قوة وأكثر قدرة على اقتلاع الأنظمة الفاسدة وتغييرها.
























    صحتين يا أبو كرت أحمر
    بقلم محمد القيق عن فلسطين الان
    من جديد تطل علينا النفسيات المنهزمة والتاريخ يعيد نفسه؛ فلا فرق بين محاربة المقاومة وتسليم الخلايا للاحتلال، وإهدار الكرت الأحمر الذي يعد مقاومة للاحتلال أيضًا، وخاصة عندما تكون دخلت في مربع "اللي بجرب المجرب عقله مخرب"، هو ديدن تلك السياسات التي تأخذ أدوارًا مختلفة في ضرب خاصرة المقاومة بكل أشكالها محلية ودولية، وتضعف القضية الفلسطينية، بل تجمل وجه الكيان الصهيوني، وتبارك الجريمة والمجزرة.
    هنا مأساة الشعب الفلسطيني تتجلى؛ فعلى مستوى الكرة التي قالت السلطة إنها "منفوخة" في الأروقة الدولية إذا هي "منفّسة"، وبتصفيق وفرحة، وكأن تلك السلطة باتت تعرّف الهزيمة أنها انتصار دبلوماسي، والنكسة فرحة يجب الرقص فيها، هي هدية حركة فتح للاحتلال في ذكرى النكبة، فماذا سيهدون إليه في ذكرى النكسة؟!
    هو المكتوب من عنوانه يقرأ؛ إنها سلطة أثبتت فشلها عدة مرات على كل الصعد المحلية والدولية، وآخر تلك المحطات ما حصل من "مسخرة" في أروقة الأمم المتحدة في ملف (فيفا)، بالفعل هو (كرت) أحمر حصلت عليه السلطة في محفل دولي، إنها سلطة طالما سألها الشعب عن أمواله المهدورة: "أين؟"، فقالت لهم: "هناك حيث المعارك السياسية والدولية التي نخوضها، وحصلنا بموجبها على دولة"، يقصدون ذاك الجسم الأشل والمهترئ الذي بات عبئًا على القضية بدل أن يكون منقذًا لها، تلك الدولة التي لا تستطيع أن تنتصر وتنتزع الحق حتى في "الكرة والملعب".
    "صحتين يا أبو كرت أحمر"، ذاكرة التاريخ تتجلى في الهزيمة والخيانة، "الخاسرون في كل معركة يبشرون بأعظم النصر"، لم تفلح السلطة على مدار عقود ولادتها العقيمة إلا بالمفاوضات العبثية من أجل المفاوضات، والتسويق، فأشهد لهم بأنهم الأبرع في تسويق الخسارة والهزيمة على أنها تكتيك وانتصار.
    هو (كرت) أحمر بالفعل، ولكن يجب أن يكون من الشعب والفصائل، ليس لشخص يسجل تاريخه بتلك الهزائم والخيانات، بل (كرت) أحمر للسلطة ومن يعبث بمصالح الشعب الفلسطيني، (كرت) أحمر للفساد والمصالح الشخصية على حساب الوطنية، (كرت) أحمر لمن حاول _ويحاول_ أن ينصب نفسه رئيسًا قادمًا أو رئيسًا منتهية صلاحيته بصفر كبير، أو مسوق أسلحة ودعارة في العالم بوجه الوطنية بحجة أنه مفصول من الحفلة على أساس أنه "مش الرقاصة".
    هو (كرت) أحمر يدل على أخطار قادمة تحيط بالقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، وحديثي عن الصعيد الدولي، تلك النافذة التي تتغنى السلطة بها على أنها انتصار كبير بعد الهزيمة الميدانية والتخاذل، فهذه النافذة تسرق رويدًا رويدًا وتتحول إلى باب كبير للتطبيع مع الاحتلال في كل محفل، فهل محكمة الجنايات سنشهد فيها معانقة ومصافحة بين القاتل الصهيوني والسلطة الفاشلة، وداخل القفص يحاكم المقاوم والمواطن؟!، وهل في مؤسسات حقوق الإنسان سنشهد توصيات على وقع جهل وفشل السلطة في المحافل الدولية أن تشن كل الدول حربًا على غزة؛ لتحرير جنود يقتلون الأطفال هناك، وتوصيات بتشديد العقوبة على أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني؟!، والخطر لن يتوقف هنا؛ فعلى وقع المهزلة سيصبح الحديث عن الهيكل أمرًا طبيعيًّا، وهدم الأقصى واجبًا، ونخوة فلسطينية تسميها السلطة حينما يصافح مندوب الاحتلال في الأمم المتحدة جاهلًا آخر قيل إنه يمثل شعبًا مظلومًا.
    عمى الألوان أصاب السلطة كثيرًا، وبات لزامًا أن يخرج (الكرت) الأحمر الحقيقي فورًا لفريق المسرحية، التي عقب آخر مشاهدها يخلع كل ممثل فيها قناعه ولباس التمثيل، ويضع بعضهم أيديهم بأيدي بعض، ويتعانقون ويتمازحون ويضحكون، والعالم يصفق لهم، بعد أن عيشونا أدوار حزن وفرح وتحدٍّ، كلها وهمية لأغراض الإخراج.


    مسرح بطولة أم تجارة ؟!
    بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
    تمتلئ وسائل الإعلام الجديد بالانتقادات الحادة لسلوك جبريل الرجوب وقراره، وتجري على ألسنة المتحدثين اتهامات له بالخيانة، وبيع الموقف الفلسطيني، والتآمر مع بلاتر من ناحية، ومع دولة العدو من ناحية ثانية. لا أحد يصدق أن ما حدث من تراجع مفاجئ عن طلب تعليق عضوية إسرائيل في الفيفا كان تراجعا طبيعيا، أو نتيجة مباشرة لضغوط عربية على الطرف الفلسطيني، لأن جميع الأطراف المهتمة بالموضوع ترى أن كل المشروع الذي كان قبل اجتماع كونجرس الفيفا، وفي أثناء الاجتماع، كان مسرحية أعدت بشكل جيد بين ثلاثة أطراف، هم: بلاتر، والرجوب، وإسرائيل، وعند انتهاء المسرحية بعد الإخراج الجيد على النحو المرسوم لها، أصابت الأطراف الثلاثة أهدافها.
    لقد مثل الرجوب شخصية البطل القوي من ناحية، والمتسامح من ناحية ثانية، ومثلّ بلاتر شخصية الحكيم الذي يحل المشاكل، ومثل الطرف الإسرائيلي شخصية الضحية، التي تخاف من الطرفين، وترجو الإنصاف من أعضاء الفيفا. ولو أعدنا شريط البث المباشر لوقائع الاجتماع في مفرداته ذات العلاقة يلفت نظرنا ‏frown‎‏ رمز تعبيري، تكرير بلاتر مرات ومرات للحديث عن الطلب الفلسطيني بتعليق العضوية، ثم تعليق الرجوب الطلب، وتقديم ( التنقيح) للتصويت، حتى كدت أحسب أن الحضور طلبة ابتدائية من كثرة التكرار، وهو إجراء لازم لسيناريو الإخراج الجيد في هذه المسألة.
    لقد كان هذا جزءاً من المسرحية لإبراز عضلات الرجوب، ثم تسامحه، وقد برز هذا واضحاً في زعرنته الفارغة ورفعه الكرت الأحمر؟! بينما هو لا يؤمن بما رفعه. كما برز التسامح في سحب الطلب والابتسام العريض المتبادل في مرحلة المصافحة أمام الحضور ووسائل الإعلام، وكأن كل منهما يقول للآخر أحسنت التمثيل والإخراج.
    كان التحشيد الإعلامي ضد إسرائيل بقيادة الرجوب نفسه قبل اجتماع الفيفا كبيرا ومقصودا، وكانت إسرائيل هي الأكثر معرفة بالمسرحية، والأكثر اطمئنانا للنتائج، لذلك كانت خاتمة المسرحية رومانسية بين الوفدين، وهي ستكون رومانسية غدا حين تشهد الضفة الغربية مباريات بين فلسطين ودول عربية، كدول الخليج مثلاً مما يعني تطبيع الزيارات الكروية، كتطبيع الزيارات الدينية للمسجد الأقصى، التي يتزعمها رئيس السلطة وأتباعه.
    كانت هجمة المواطنين على الرجوب هجمة مستحقة في نظرهم، لأن الجمهور الواعي يرفض التضليل، ويرفض البيع والتجارة في قضاياه الوطنية، ولقد حقق الجمهور الفلسطيني فيما أحسب وعياً غير مسبوق في معرفته بأعمال السلطة وتصريحاتها وتفكيرها، والتمييز بين ما هو حقيقي منها وما هو مناورة، وما هو ممكن وما هو للاستهلاك المحلي.
    إن أزمة الفيفا، كأزمة الحرب على غزة، وكأزمة الحصار، وكأزمة ملف جولدستون، وكأزمة محكمة الجنايات، تحكي جميعها غياب القيادة الفلسطينية النبيلة، ذات المصداقية الوطنية والأخلاقية. إن أشرف قضية وأنبل قضية عرفتها البشرية في العصر الحديث تعاني أزمة غياب ( النبل والشرف) في المستوى القيادي الرفيع، حتى أن صحيفة (رأي اليوم) اللندنية فسرت ما حدث في اجتماع الفيفا على أنه شراء للورقة الإسرائيلية في صراع خفي على كرسي السلطة والرئاسة بين اللواء الرجوب واللواء ماجد فرج، بعد محمود عباس؟.!

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 21/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-24, 10:40 AM
  2. اقلام واراء حماس 07/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:19 PM
  3. اقلام واراء حماس 17/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-03, 11:20 AM
  4. اقلام واراء حماس 15/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-03, 11:13 AM
  5. اقلام واراء حماس 14/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-03, 11:12 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •