[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]
أقلام وأراء محلي
في هذا الملف:
التمثيل بجثامين الشهداء لا يمت للإنسانية بصلة
حديث القدس
اليسار لم يغلب أجندته الخاصة وتركيا تقترب اكثر من اسرائيل !!
بقلم: راسم عبيدات- القدس
فتح وشعبها الفدائي الاول
بقلم : حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة
الانطلاقة الـ 51
بقلم : عمر حلمي الغول عن الحياة الجديدة
في ذكرى انطلاقة الثورة
بقلم : د. عبد المجيد سويلم عن الأيام
التمثيل بجثامين الشهداء لا يمت للإنسانية بصلة
حديث القدس
الشهداء هم أكرم بين البشر وأعظم منزلة عند ربهم ومن الواجب تشييع جثامينهم بصورة تليق بعطائهم فهم قدموا أرواحهم والتي هي أعز شيء لدى الانسان من أجل الوطن وحريته واستقلاله ومن أجل رفع الظلم عن شعبهم الذي لا يزال يرزح تحت احتلال لا يرحم منذ عقود، ظنا منه بأن احتلاله سيدوم الى الأبد، معتمدا على آلته الحربية التي لا تساوي شيئا أمام إرادة الشعب المتسلح بقوة الحق.
وحسب القوانين والأعراف الدولية فإن على الدولة المحتلة تسليم الجثامين لذويهم رأسا وبدون تأخير لدفنها بما تستحقه من إجلال وإكرام، وفق تقاليد شعبه، وفي مجتمعنا الفلسطيني فإن إكرام الميت هو دفنه، فما بالنا بالشهداء الذين يستحقون الكثير من قبل شعبنا.
ولكن يبدو ان اسرائيل لا تعير اهتماما للقوانين والأعراف الدولية ولا حتى لشهداء شعبنا وأسرهم. فهي اولا تحتجز جثامينهم لعدة أيام وربما أشهر وتضعهم في ثلاجات وسط درجة حرارة (٥٠) مئوية تحت الصفر.
وعند تسليم جثامينهم تكون مجمدة وجليدية ولا يمكن التعرف عليها وان إزالة الجليد عنها يحتاج الى أيام، الامر الذي يساهم في تعذيب عائلاتهم عند مشاهدتهم لجثامينهم.
كما ان تعريض جثامينهم للتجميد بدرجات متدنية جدا يعد عملا لا إنسانيا. وتمنعه جميع الشرائع السماوية، الأمر الذي يعد قتلا جديدا لشهداء الحرية ولذويهم.
وليس هذا فحسب بل ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تضع شروطا على ذوي الشهداء، بأن يتم دفنهم ليلا وبحضور عدد محدود من أقربائهم، وبأن لا يتم تشريح جثامينهم.
وهنا يبرز السؤال التالي وهو: لماذا تشترط اسرائيل عدم تشريح الجثامين، فهي أولا تخشى من انكشاف حقيقة ما تقوم به، حيث انها كما كشف النقاب أكثر من مرة، تسرق أعضاء هؤلاء الشهداء، الى جانب إجراء تجارب على جثامينهم أي تستخدمهم كحقل تجارب لأبحاثها العلمية دون موافقة او معرفة ذويهم.
ان ما تتعرض له جثامين الشهداء هو أمر يدعو الى التحرك على المستوى العالمي لوقف هذه الانتهاكات بحق الشهداء، فهذا العمل غير إنساني ولا يمت للإنسانية بصلة.
ومن واجب جميع مؤسسات حقوق الانسان المحلية والعربية والاسلامية التحرك على كافة المستويات لان جثامين الشهداء لا يجب التمثيل بها.
وعلى الجهات الفلسطينية المسؤولة اللجوء الى المؤسسات الدولية وحتى الى محكمة الجنايات الدولية، لمعاقبة سلطات الاحتلال على ما تقوم به من انتهاكات بشعة بحق جثامين الشهداء.
ومن الضروري عدم السماح ببقاء الاحتلال فوق القوانين والأعراف الدولية، سواء من خلال انتهاكاتها ضد أبناء شعبنا وأرضه وممتلكاته او من خلال انتهاكاتها لجثامين الشهداء، فهؤلاء الشهداء هم أحياء عند ربهم يرزقون.
اليسار لم يغلب أجندته الخاصة وتركيا تقترب اكثر من اسرائيل !!
بقلم: راسم عبيدات- القدس
* نشر الدكتور احمد يوسف مقالة في جريدة "ے" يوم الإثنين هاجم فيها موقف اليسار الفلسطيني والعربي من تركيا،هذا اليسار الذي كانت دائماً بوصلته فلسطين والقومية العربية،ولم تكن بوصلته يوماً الأجندات الخاصة،ولا تغليب المحاور الإقليمية والأيديولوجيا على مصالح الوطن،وفي حقد دفين على روسيا حاول الدكتور احمد يوسف الغمز من قناة علاقة اليسار الفلسطيني بروسيا على زمن الإتحاد السوفياتي، وكأنه يريد أن يقول بأن اليسار أجنداته ليست وطنية،وكيف ينصر روسيا الكافرة على تركيا "المسلمة".
استغرب قول د . يوسف بأن تركيا كانت تقف دائماً الى جانب أمتنا العربية،وقضيتنا الفلسطينية! وتركيا التي يصورها الدكتور يوسف بأنها "حامية حمى العروبة والإسلام" اتضح ان لها اطماع في الجغرافيا والثروات العربية،ودورها في المشروع التدميري والمذهبي في سوريا والعراق ومصر وليبيا وحتى فلسطين،وتدخلاتها في الشأن الداخلي الفلسطيني،لضرب المشروع الوطني الفلسطيني وإستدامة الإنقسام وتكريس الإنفصال، يثير الكثير من علامات التساؤل حول المدافعين عن سياستها وحول من يتساوق مع تركيا ومع أطماعها خدمة لأجندات الروابط والعلاقات الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية على حساب المشروع الوطني.
فالخليفة السلجوقي أردوغان الذي تدافع عنه يا دكتور يوسف وعن حزبه وحكومته يستحق عن جدارة لقب أفضل ممثل مسرحي عن دوره المُضلّل في السياسة التركية، فهو الذي كان يتحدث ورئيس وزرائه داود أوغلو في كتابه «العمق الاستراتيجي» عن عودة تركيا إلى «الحضن الإسلامي» والمحيط العربي ليحقق رؤيته بـ«صفر مشكلات» لتركيا مع جيرانها فيما نجد الآن انه بفعل سياساتهما غير المسؤولة فان ما تحقق منها هو «صفر صداقات»، اللهم إلا صداقته مع «إسرائيل» و«داعش»، ولا ندري ماذا نقول عندما تتحدث القناة العاشرة الإسرائيلية عن تحوّل «تاريخي» في العلاقات التركية - الإسرائيلية على أثر لقاء رئيس «الموساد» الإسرائيلي مع مساعد وزير الخارجية التركي في سويسرا ذلك اللقاء الذي تم التوصل فيه الى تفاهمات تمهيدا لاتفاق سيوقع عليه قريباً لتطبيع العلاقات في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لابشع انواع القمع والقتل والاعتقال من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
لا أعرف ماذا سيقول الذين كانوا يرفعون صور أردوغان في الساحات والميادين من العرب والفلسطينيين الان؟ حتى إن بعض الفلسطينيين منا أصبحت قبلته أنقرة، وأنموذجه أردوغان متوهماً أنه الزعيم المسلم الذي «سيحرر القدس»! وكاد ذلك البعض أن يُحدث فتنة كبرى في بيت المقدس غير مرة، بسبب إصراره على رفع صوره في ساحات المسجد الأقصى بمناسبة أو دون مناسبة، وليس ذلك فقط، بل إن جزءاً كبيراً من تعطيل المصالحة الفلسطينية كان بسبب تغليب الإيديولوجي على الوطني وتغليب العلاقة بالمحاور الإقليمية على المصالح العليا للشعب الفلسطيني،واليوم تريد تركيا ان يكون لها موطىء قدم في إدارة قطاع غزة، وهي من رعت مفاوضات مطولة مع اسرائيل، تكرس مشاريع الحلول المؤقتة والدويلة في غزة.
ولفضح تضليل أردوغان، لابد من الوقوف عند الاتفاق التاريخي المتوقع توقيعه بين «إسرائيل» وتركيا خاصة وان انقرة لم تنف بل اكدت اللقاء والتقدم فيها نحو التطبيع لكي نتعلم عرباً وفلسطينيين بأن الدول تتحارب وتتصالح، وتبحث عن مصالحها، وفي النهاية نكون نحن ضحايا لرهاناتها وفشلها، وبحسب «القناة العاشرة» الإسرائيلية فإن هذه التفاهمات بين الجانبين الإسرائيلي والتركي من المتوقع أن يتم التوقيع عليها «في الأيام القريبة»، ومن جملتها سماح أنقرة بمرور أنبوب لنقل الغاز الاسرائيلي على أراضيها، وكذلك «البدء فوراً» بمداولات بشأن شراء تركيا للغاز من إسرائيل.
وجاء في المعلومات التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، قبول أنقرة بتقييد نشاط «حركة حماس» على الأراضي التركية، ومنع المسؤول في الحركة صالح العاروري من البقاء في تركيا فضلاً عن عدم سماحها بـما وصفته بـ«الأنشطة الإرهابية».. وفي ورقة التفاهمات أيضاً الدعوة إلى إعادة السفراء بين الدولتين، وإلغاء الدعاوى ضد جنود الجيش الإسرائيلي بعد حادثة سفينة مرمرة.
وقالت وسائل إلاعلام الاسرائيلية إن «تل أبيب» وافقت على دفع عشرين مليون دولارٍ كتعويضاتٍ لضحايا السفينة، فضلاً عن إنشائها لصندوق خيري لـ«متضرري مرمرة».. ووصفت العلاقات بين أنقرة و«تل أبيب» بأنها «أمام تحول تاريخي».
والواضح من هذه التفاهمات أن إسرائيل فرضت شروطها بالكامل، ولم يعد أردوغان الذي كان الإخوان وحركة «حماس» يصفقون له ليل نهار، يتذكر شرطه اللفظي برفع الحصار عن قطاع غزة.
نحن كعرب وفلسطينيين خدعنا بأردوغان، وأعترف أمامكم بأني واحد منهم، فقد كتبت مقالة بعد كلماته القاسية التي وجهها لشمعون بيرس في مؤتمر «دافوس» الاقتصادي في سويسرا عام 2009، قلت فيها: «ليت لنا زعيماً عربياً كأردوغان»، معتقداً بأنه تخلى عن طموحاته لإقامة خلافته على حساب الدم والجغرافيا العربية، وأنا أعتذر الآن عمّا قلته علناً وجهراً، لأن التطورات اللاحقة كشفت بأنني كنت مخطئاً.
ترافقت شعبية أردوغان عند العرب عامة والفلسطينيين خاصة، مع اقتحام القوات الإسرائيلية لسفينة «مرمرة» التي كانت ضمن ما يسمى «أسطول الحرية» الذي قدم لكسر الحصار عن غزة، حيث نتج عن ذلك قتل وجرح العشرات ممن كانوا على ظهرها من المواطنين الأتراك، وتراجعت العلاقات التركية- الإسرائيلية كثيراً، وساد اعتقاد بأن تلك العلاقات لن تعود لسابق عهدها، ولن تكون على حساب علاقات تركيا بالفلسطينيين.
مع بداية ما سمي «ثورات» الربيع العربي، وقف أردوغان إلى جانب القائمين عليها، وأصبحت علاقات أردوغان قوية بالنظام المصري الذي اعتلى فيه «الإخوان المسلمون» سدة الحكم، بسبب التماثل الإيديولوجي بين الطرفين، ووقف ضد حكومتي سورية والعراق، ولعب دوراً رئيساً في دعم وتمويل وتسليح جماعات إرهابية هناك من «داعش» الذي تقاسم معها سرقة النفط السوري والعراقي إلى «النصرة» الذي شاركها سرقة مصانع حلب، ولم يطل الوقت كثيراً حتى خسر مصر، حيث ساءت العلاقات بين أردوغان والسيسي بعد رحيل حكم الإخوان في مصر.
خسارات السياسة الخارجية التركية لم تقف عند حد خسارة سورية والعراق ومصر، بل ان سياسة اردوغان واوغلو ورئيس وزرائه أحمد أوغلو قادت إلى كارثة حقيقية بالتدمير الكبير للعلاقات الروسية- التركية، بعد قيام مقاتلتين تركيتين وبضوء أخضر من واشنطن بإسقاط طائرة «سوخوي24 » روسية فوق الشمال السوري، بذريعة حماية تركيا لمصالحها فيما يسمى «المنطقة الآمنة» والدفاع عن التركمان هناك، الجزء الذي تريد أن تستولي عليه تركيا من الأراضي السورية، وحماية خطوط تهريب النفط المسروق من سورية والعراق، وقد ردت روسيا على ذلك بخطوات غير مسبوقة، حيث أوقفت مشروع «السيل التركي» بنقل الغاز الروسي إلى تركيا، وأوقفت المشروعات التجارية كلها مع تركيا، وبلغة الأرقام خسارة تركية لا تقل عن مئة مليار دولار سنوياً، كما أوقفت السياحة إلى تركيا، وقضت على الدور التركي بالتدخل في سورية، منهية بذلك ما يسمى «المنطقة العازلة أو الآمنة»، يضاف لذلك الضربة القاصمة التي وجهها بوتين لتركيا، بعد كشف الأقمار الصناعية الروسية عن خطوط النفط السورية والعراقية المهربة إلى الموانئ التركية بمشاركة «داعش» وتورط أسرة أردوغان في ذلك، وقيام المقاتلات الروسية بقصف أكثر من ألف صهريج تركي تنقل النفط السوري والعرقي المهرب.
تركيا من «صفر مشكلات» في الأمس إلى «صفر صداقات» اليوم! ما عدا اقرارها اكثر من التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي وعلاقاتها بمنظمات مشبوهة تدمر وتقتل وتهدم حضارات عمرها آلاف السنين!.
تلك هي حقيقة المواقف الاخيرة لتركيا واردوغان الذي طبّلنا وزمرنا له عرباً وفلسطينيين، ورفعنا صوره في ساحاتنا ومياديننا!، فهل نفيق لكي نستخدم عقولنا بدلاً من عواطفنا في رسم رؤيتنا واستراتيجياتنا وبناء مواقفنا استناداً إلى مصالحنا ووفق إرادتنا وإمكاناتنا وقدراتنا من دون رهن إرادتنا للغير وما يجره ذلك علينا من خيبات ورهانات خاسرة وفاشلة؟.
فتح وشعبها الفدائي الاول
بقلم : حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة
يحتفل شعبنا الفلسطيني يوم غد برأس السنة الميلادية وبذكرى انطلاقة حركته التاريخية العملاقة فتح من بين ركام تداعيات نكبة 1948، ولم يفت في عضد الحركة عدوان 1967 بل حولت ركام الهزيمة الى مواجهة للتحديات وتحصين الارادة الوطنية نحو العمل الثوري بتصميم قوي على انتزاع الفلسطيني من رعبه والعربي من احباطه.
فحركة فتح التي نسج بداياتها رجال اشداء عاهدوا الله على الصبر والنضال والكفاح المسلح وتحملوا مشاق المطاردة واعباء الانطلاق في مجهول عربي مكفهر، وفي بيئة دولية لا تعترف بوجودنا الا كلاجئين، ما زالت تمخر عباب المراحل الصعبة وتواجه المؤامرات نفسها وتحتكم الى شعبها الفدائي الاول، وهو الذي يوفر مقومات الصمود وجهد المثابرة ومخزون تضحيات من الدم والدموع. شعبنا اليوم وقد تجاهلته الاوضاع المحيطة لم يزده الخذلان الا تصميما على مواصلة دربه النضالي مهما تضاعف جبروت الاحتلال ومهما اوغل العجز في الجسد العربي. فلسنا الا طلاب حقوق عادلة ودعاة امن وسلم للجميع. وحتى لو ادار الاحتلال ظهره لنداءات السلام فلا بد من الاستمرار في الدعوة للسلام والعدل من ظلم الاحتلال الذي يظلم نفسه ايضا وإن حفر قبرا لاحدنا فانما هو يعمق قبره بيديه لأن القوي الظالم الموبق هو اشد الناس عداء لنفسه قبل غيره.
حركة فتح تحاول الآن ان تنتعش مجددا بجيلها الشاب الذي لا تربطه بالسياسات سوى ما يلمسه من قمع احتلالي وحقد استيطاني، وهو الجيل الذي ولد مع اوسلو لكنه شهد انقلاب الاحتلال عليها وهو في حل من احترامها بالقدر الذي لا يحترمها فيه الاحتلال الذي لم يعد يلتزم بها بالمطلق. جيل الفتح الجديد هو القادر على حمل الأمانة ومواصلة درب القادة المؤسسين الذين رسموا لنا حدود الممكن واجتازوا بها خطوط المستحيل من المؤسس ابو عمار الى الرئيس ابو مازن مرورا بنخبة القادة الشهداء الذين كانوا القدوة الحسنة والانموذج الثوري الأنضج والأطهر. فتح في ذكرى انطلاقتها يحاول البعض التقليل من قدراتها الكامنة وكأنه يستخف بها لكنها كما وصفها الزعيم المؤسس ابو عمار تنبثق من الرماد مجددا كطائر الفينيق لا تستسلم ولا تتنازل بل تظل في المقدمة حاملة الراية وسادنة القرار الفلسطيني المستقل.
عاشت فتح، والمجد كل المجد للشهداء والشفاء لجرحانا والحرية لأسرانا البواسل والفخر كل الفخر لجيلنا الشاب الذي ورث الراية لتبقى خفاقة حتى قيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الانطلاقة الـ 51
بقلم : عمر حلمي الغول عن الحياة الجديدة
تحل اليوم انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة الـ51 بعد مضي ثلاثة أشهر على الهبة الشعبية، التي جاءت لتعلن لإسرائيل والعالم، ان إرادة الثورة الام، ما زالت، هي الناظم لخيار الشعب، ولتقل ان الجماهير الفلسطينية، لم تعد تقبل سياسة المماطلة والتسويف لدولة التطهير العرقي الاسرائيلية، وترفض الاستسلام لمشيئة الاستعمار، وتجدد الانتصار للحقوق الوطنية كاملة غير منقوصة، وتؤكد جاهزيتها الكاملة للسلام العادل والممكن، المتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضمان حق العودة على اساس القرار الدولي 194.
انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، كانت لحظة استثنائية في مسيرة الكفاح الوطني التحرري، عندما بادرت مجموعة من المناضلين لانتزاع حق الدفاع عن الحقوق الوطنية من ايدي أهل النظام الرسمي العربي، ورفضت تدجين الذات الوطنية وفق المعايير العربية والدولية المتواطئة مع إسرائيل، وتمردت على كرت التموين وصفة اللاجئين المقصاة عن بعدها السياسي، وانطلقت في ظل موازين قوى تميل كليا لصالح دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، مع ذلك لم يأبه اولئك الرواد في إشعال فتيل الثورة، وتحملوا كامل المسؤولية في الخروج من نفق الصمت والمراوحة في المكان.
نعم الهبة الشعبية المتعاظمة في عبورها عتبة شهرها الرابع، شاءت الاعلان الصريح للقاصي والداني، عن الرفض الكامل لسياسة التطويع والاملاء الدولية والاسرائيلية. وتطالب الدول المانحة الشقيقة والصديقة، باعادة النظر في سياسة الرشوة، لان ما تقدمه تلك الدول، لا يساوي شيئا من الحقوق الوطنية المنهوبة طيلة سبعين عاما. والكف عن التلويح بالضغط على القيادة الفلسطينية، ومسكها من اليد، التي تؤلمها، وتحمل مسؤولياتها في الضغط على دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية لتحقيق جزء من العدالة السياسية بالزامها باستحقاقات التسوية السياسية. والخروج من تحت عباءة السياسة الاميركية المتواطئة مع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.
القيمة الاساسية في إحياء ذكرى الانطلاقة، يتمثل في استخلاص عبرها ودروسها، وإعادة الاعتبار لمثلها وقيمها واهدافها وفاء لاسرى الحرية ولارواح الشهداء جميعا منذ اول هبة ضد الحركة الصهيونية في عشرينيات القرن الماضي حتى يوم الدنيا هذا. وتمسك الشعب الفلسطيني في مواصلة طريق الكفاح الشعبي المتلازم مع النضال السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والثقافي التربوي والاعلامي لتحقيق الاهداف الوطنية. إنما هو إصرار على رفض سياسة الطمس والتبديد للحقوق والمصالح العليا.
ويخطئ من يحاول وضع العصي في طريق الهبة الشعبية، فلا إسرائيل ولا اميركا ومن يدور في فلكهم، يمكن لهم وقف وإسكات الهبة الجديدة. لان الجماهير الشعبية لم تعد تحتمل الصمت على المحارق وجرائم ومذابح وعنصرية إسرائيل المارقة والخارجة على القانون. لا سيما ان التهويد والمصادرة والجدار والاستيطان بات يخنق الانفاس الفلسطينية. ويداس صباح مساء على خيار السلام من قبل حكومة المستوطنين الصهيونية. والعالم كله من اقصاه لاقصاه، بات يعلم أن قادة الائتلاف الحاكم في تل ابيب، هم وليس احد غيرهم، من يعطل مسيرة السلام، ويدفع الامور نحو حافة الهاوية. ما يفرض على كل محب للسلام الانتصار على إرادة الاستعمار والارهاب الصهيوني، ودعم كفاح الشعب والقيادة الفلسطينية العادل لاحقاق العدالة النسبية.
وفي ذكرى الانطلاقة الـ51 ودخول الهبة شهرها الرابع، لا يجوز القفز عن خيار المصالحة الوطنية، لان إعادة الاعتبار لوحدة الارض والشعب، وحماية الاهداف والمصالح العليا للشعب، يعتبر واحدا من اهم العبر والدروس الوطنية. ولان بقاء الحال على ما هو عليه، يعطي كل القوى المعادية والشامتة الفرصة للاساءة للحقوق الفلسطينية. وبالمقابل غض النظر عن محارق الفاشية الاسرائيلية المتصاعدة. فهل تستجيب حركة حماس لارادة الشعب، وتسقط خيار الانقلاب، وتعيد الاعتبار للشرعية الوطنية؟ وهل تنتصر الارادة الوطنية الجامعة، لتشكل لوبي ضاغط لفكفكة الانقلاب الحمساوي؟ وكل عام والثورة والهبة الشعبية وحركة فتح ومنظمة التحرير بخير.
في ذكرى انطلاقة الثورة
بقلم : د. عبد المجيد سويلم عن الأيام
السؤال الذي يؤرّق جموع الشعب الفلسطيني في كل مكان: لماذا طالت هذه الثورة ولم تنتصر بعد؟
ولماذا ما زلنا في وسط هذه المعاناة بعد اكثر من قرن كامل من الصراع؟
أين تكمن المشكلة؟
هل نحن كشعب نتحمل مسؤولية ذلك بالرغم من كل التضحيات؟
هل تتحمل قياداتنا التقليدية ثم الوطنية المسؤولية الأولى والأخيرة عن تعثر مسيرة التحرر والتحرير؟
بمعنى آخر، إذا كان لدينا مسؤولية كشعب وقيادة بهذه الدرجة أو تلك وبهذا القدر أو ذاك، فماذا فعلنا بهدف تجاوز المشكلة وأين تكمن الإعاقات التي حالت دون اضطلاعنا بهذه المسؤولية.
أم ان الأمر لا يتعلق بالأساس بالقصور الذاتي الفلسطيني وأن المشكلة تكمن أصلاً وقبل كل شيء بالخلل الخطير في توازن قوى هذا الصراع الذي يحتدم منذ ما يزيد على قرن كامل؟
تصوروا معي جدلاً لو أن قيادتنا على مدى مئة سنة كانت في قمة الوعي والإدراك والمعرفة وان شعبنا كان في أعلى صورة ممكنة من الاستعداد والتنظيم وفي أرقى أشكال الوحدة والتلاحم.
تصوروا لو أن تضحيات هذا الشعب كانت دائماً على أعلى مستوى وبأرقى الوسائل وأنسبها وأكثرها فعالية وتأثيراً، فهل كان الأمر سيؤدي حتماً للتحرير والتحرر والانتصار؟
دعونا نتصور (كما قال لي أحد القادة السياسيين الأجانب) إن ياسر عرفات كان هو شي منه أو ان جورج حبش هو فيدل كاسترو أو ان نايف حواتمة هو الجنرال جياب أو ان بشير البرغوثي كان تشي جيفارا فهل كنا سننتصر حتماً؟
أظن أن هذه الدعوة للتصور تهدف إلى لفت الانتباه إلى أمرين أساسيين:
الأول: علاقة الذاتي والموضوعي في تاريخ وواقع ومستقبل القضية الوطنية الفلسطينية أمر يحتاج إلى مراجعة ويحتاج إلى تمحيص برؤى جديدة وجادة.
أما الثاني: فيتعلق بجوهر فهمنا للمشروع الصهيوني وجوهر قدرتنا على رؤية نقاط ضعفه الاستراتيجية.
لم يكن بمقدور الشعب الفلسطيني وحده وفي ظل ضعفه وهشاشة واقعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالمقارنة مع قوة المشروع الصهيوني أن يمنع النكبة، وقناعتي أن أقصى ما كان بمقدوره أن يفعل هو إعاقات مؤقتة لتحقيق ذلك المشروع على الأرض، أو لنقل إن أقصى ما كان بمقدور الشعب الفلسطيني أن يفعل هو التقليل من حجم خسائره وزيادة كلفة تجسيد المشروع الصهيوني على أرض الواقع.
وفي قناعتي أيضاً أن تمدد المشروع الصهيوني من زاوية التوسع والعدوانية كان يمكن محاصرته وإيقافه عند «حدود» الدولة الإسرائيلية (ما وراء الخط الأخضر) لو أن كل العالم العربي زجّ بإمكانياته مع الشعب الفلسطيني لتحقيق هذا «الهدف» وهذا ربما يكون أقصى ما كان ممكناً تحقيقه.
أما وان العالم العربي لم يقم بذلك أبداً بل وربما ان العالم العربي قد لعب في مراحل تاريخية دوراً مسهلاً لقوة المشروع الصهيوني على الأرض، وهو الأمر الذي يعني استحالة وقف تمدد ذلك المشروع بل واستحالة منعه من التموضع في مركز القوة الأولى القادرة على التحكم والسيطرة والهيمنة في واقع الأمر.
هذا كله إذا كان الأمر يتعلق بالوضع الفلسطيني والعربي. فكيف كان وضع الحالة الدولية على مدار هذا القرن؟
وكيف لعب الدور الدولي ما لعبه في تحديد مصير القضية الفلسطينية حتى الآن؟
الحقيقة أن الوضع الفلسطيني على هشاشته وضعفه والوضع العربي على عجزه وتخاذله لا يقارن (من حيث درجة السوء) بالوضع الدولي!
إذ تعود فكرة إقامة المشروع الصهيوني في أرضنا إلى الإنجليز قبل أن تتبلور لدى اليهود أنفسهم.
ففي عام 1840 أرسل رئيس الوزراء البريطاني بالمرستون إلى سفيره في إسطنبول قائلاً: «فإذا عاد الشعب اليهودي.. فسيكون في هذا حائلاً بين محمد علي ومن يخلفه وبين تحقيق خطته الشريرة في المستقبل» (انظر، نصري خضر الطرزي، القضية الفلسطينية بالرسم والكلمة، عمان 1997، الصفحة 11).
والمقصود هنا هو إجهاض بناء أول دولة عربية قومية بعد أن طرد محمد علي العثمانيين من الشام ووحدها مع مصر قبل أن ينتصر العثمانيون والبريطانيون عليه.
إذن، كانت بريطانيا ترى في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين أمراً ضرورياً لمنع قيام الوحدة بين الشام ومصر.
ولمجرد أن الوسيط الدولي اقترح أن يكون النقب جزءاً من الدولة العربية في حالة التقسيم فقد تم اغتياله بعد عدة ساعات فقط من نشر التقرير (انظر نفس المصدر ونفس الصفحة) والسبب هو أن النقب إذا بقي في إطار حدود الدولة الفلسطينية (والتي كانت تسمى الدولة العربية آنذاك) فإن إمكانية الوحدة بين مصر وبلاد الشام تبقى قائمة.
وفكرة إعطاء فلسطين لليهود كانت قد راودت نابليون نفسه بعد هزيمته على أسوار عكا.
الغرب كله كان له مصلحة استراتيجية بمنع وحدة العرب وعدم تمكين الجغرافيا العربية من التواصل، وفلسطين هي المكان الوحيد والفريد والأوحد والأهم لتحقيق هذه الأهداف الاستعمارية. وليس الموقف الأميركي فيما بعد سوى استمرار للموقف الاستعماري الغربي من فلسطين ومكانتها وموقعها وأهميتها في إطار المصالح الغربية في هذه المنطقة.
فهل كان منتظراً من الشعب الفلسطيني أن يجابه كل هذه الصعوبات وينتصر عليها....!!!؟.
في نهاية المطاف الانتصار مؤجل، الظروف الموضوعية ودور العامل الذاتي هو في انضاج هذه الظروف.
وإذا كانت إسرائيل قد نشأت وتطورت وتفوقت بفعل الدعم الغربي المطلق والضعف العربي المطلق فلسوء حظها أن هذه العوامل مؤقتة في التاريخ، وهذا هو المأزق الاستراتيجي الأكبر والأهم لإسرائيل.


رد مع اقتباس