الرسالة نت : امتلك المال فكان له القرار

عباس يصارع في حلبة فتح الممزقة

المصدر:الرسالة نت

يسعى رئيس السلطة محمود عباس للتفرد بقرار حركة فتح من خلال ضرب جميع التيارات المعارضة له، واللعب على وتر المال الذي يمنحه القوة ، فيحاول إقصاء شركاء الأمس الذين تحالف معهم للتخلص من ياسر عرفات .

وبدأ الصراع يأخذ شكله الواضح بعد حادثة إطلاق النار الذي تعرض لها أبو مازن في عزاء الرئيس عرفات في غزة عام 2004م .

واستمر الصراع لسنوات حتى استطاع عباس مؤخرا التخلص من منافسه محمد دحلان بفصله من فتح ، والبدء في تصفية القيادات الموالية له خصوصا في غزة والتي كان آخرها قرار فصل سمير المشهراوي .

تزايد الخروقات

واستمرارا لحلقات الصراع، اختطف مجهولون أول أمس حازم التتر مدير مكتب نواب حركة فتح عن غزة المتواجدين في رام الله، وهم: النائب علاء ياغي والنائب نعيمة الشيخ علي والنائب ماجد أبو شمالة، أثناء سيره في سوق البيرة الشعبي" الحسبة"، دون معرفة المكان الذي نقل إليه.

من جانب آخر اتهم بيان صادر عن مكتب النواب أجهزة الأمن بالتعرض لسيارة تعود ملكيتها للنائب ماجد أبو شمالة يقودها سائقه وتفتيش محتوياتها رغم إبلاغ السائق للقوة المعترضة عن هويته وهوية مالك السيارة.

ويرى مراقبون أن الرئيس أبو مازن استفاد من الانقسام في التخلص من قوة غزة والتي كانت تقف حجر عثرة أمامه بالتخلص من معظم أفراد الحركة بهروبهم لمصر ورام الله، وبات يستخدم التهديد بالمال وقطع الرواتب لتغير ولاءات أفراد فتح.

واعتبروا أن الرئيس يلجأ لإعادة صياغة هيكلية الحركة الداخلية، بخلق مراكز قوى جديدة من خلال إذلال أفراد تيار دحلان الهاربين إلى رام الله.

في حين تبقى الخيارات أمام دحلان محصورة كونه بعيد عن مركز قوته في القطاع بسبب الانقسام لذا سيجد أن عليه البدء من الصفر.

غطاء للفشل

وهاجم القيادي البارز في فتح أبو علي شاهين اللجنة المركزية لحركته بعد إقدامها على فصل دحلان والمشهراوي من فتح نهائيا.

وقال في حوار لـ"القدس العربي" :" كنا نرغب أن نجد اللجنة المركزية على قلب رجل واحد، ولكن الحقيقة فيما بعد تبين أن كلا منهم يغني على ليلاه، وهذا الأمر اضعف صورة حركة فتح".

ووصف شاهين الاتهامات الموجهة إلى دحلان بأنها "اتهامات ملفقة، وتصفية حسابات أكثر منها حقائق".

وطالب رئيس السلطة بالإصرار على عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية الفلسطينية المقبلة، وترك المجال أمام الشباب لخوض التجربة".

من جانبه اعتبر المختص في الشأن الفلسطيني يوسف حجازي أن ما يحدث في حركة فتح هو نتيجة للمضي في مشروع التسوية الفاشل، مشيرا إلى أن عباس أراد تحميل الفشل لتيار ليكون المسئول أمام الشعب.

وأوضح أن هذه الخطط لا تنطلي على الشعب الفلسطيني الذي يدرك أن كل قيادة مسئولة عما يحدث وتحويل الفدائيين لحراس للمستوطنات.

وأشار حجازي إلى أن أبو مازن يقود معركة مع تيار دحلان لخلافات شخصية، رغم أنهما يحملان ذات النهج والأسلوب ، مبينا أن الحديث عن فساد هو فقط غطاء للخلافات الشخصية .

وذكر أن عباس يستخدم المال كوسيلة ضغط منذ أيام ياسر عرفات حين وقوع خلافات بينهما، مشيرا إلى أنه يعتمد على مقولة أبو عمار في أن المال والعسكر هما من يحكم الناس وهو يملك تلك الأداتين للحكم في فتح .

وحول آلية التصرف التي سيلجأ لها دحلان، قال حجازي : دحلان لا يتحرك ذاتيا فهم كالدمى تحركه المصالح الغربية، مشيرا إلى أن أمريكا ودولة الاحتلال سيختبرون مدى استجابة عباس للمفاوضات ومن ثم على أساسه سيحركون محمد دحلان.

تصفية تيار دحلان

وفي ذات السياق كشفت مصادر فلسطينية مسئولة من داخل حركة فتح عن توجه الحركة في الضفة لفصل كل المقربين والمحسوبين على دحلان وتحجيم نفوذهم بالكامل.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ"الرسالة "، أن دعوات وصفها بـ"القوية" طالبت المجلس الثوري واللجنة المركزية ورئاسة الحركة في اجتماعاتها الأخيرة بفصل أو تجميد عضوية كل قادة فتح المُقربين والمحسوبين على دحلان وفي مقدمتهم الذين هربوا من غزة وتوجهوا معه للضفة بعد أعمال الفوضى والفلتان في القطاع عام 2007.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن المطالبات شملت أسماء كلا من" توفيق أبو خوصة ورشيد أبو شباك وسفيان أبو زايدة، وبعض القادة البارزين من جهاز الأمن الوقائي".

وعقب أبو زايدة عضو المجلس الثوري لحركة فتح باعتبار أن تيار القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان أكبر من كل الذين يتآمرون عليه، مبيناً أنه يمثل اغلب الفتحاويين بقطاع غزة والضفة الغربية. حسب وصفه.

وقال أبو زايدة في تصريح سابق لـ"الرسالة" معقبا على قرار فصل "تيار دحلان" من الحركة:" أعتقد أن تيار دحلان كبير جداً ولا يستطيع أحد إخفاءه"، مضيفا "خلي حماس تفرح فينا" على حد تعبيره.

وكشف القيادي الفتحاوي أن المجلس الثوري للحركة سينعقد يوم الأربعاء المقبل لمناقشة أين تتجه فتح بخطواتها الأخيرة.

وفي ذات السياق أكد مصدر مطلع في "فتح"، أن القيادي السابق المفصول من الحركة محمد دحلان، يحضّر لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، في حال انعقادها، بقائمة منفصلة عن قائمة الحركة، وأن الاستعدادات تجري لذلك.

ونقل المركز الفلسطيني للإعلام، عن المصدر الذي لم يذكر اسمه قوله: "إن ثلاثة لقاءات عقدت في الآونة الأخيرة في الأردن، بين قيادات فتحاوية من الضفة والقطاع، محسوبة على تيار محمد دحلان، نوقش خلالها شكل التحالفات والتحركات خلال الفترة المقبلة في حال جرت الانتخابات.

وذكر المصدر أن دحلان أبلغ مقربيه في الحركة خلال تلك اللقاءات، أنه سيخوض الانتخابات التشريعية المقبلة في كل الظروف، ولكن ليس منفردًا، بل ضمن قائمة عريضة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، تعبر عما سماه "التطلعات الحقيقية لشباب حركة فتح".

ويبقى السؤال: هل يلجأ الرئيس أبو مازن لإطلاق الرصاصة الأخيرة بقطع رواتب الأفراد الذين يحملون ولاءات لدحلان وتهميشهم.


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً