آخر التطورات على الساحة الإيرانية ( إقليم الأهواز)

ملف رقم ( 6 )

الملف التالي يشتمل على ملخص يعرّف بعرب الأهواز ويتحدث عن واقعهم:

 نبذة عن عرب الأحواز

 مقال: لماذا يتجاهل العرب والمسلمون معاناة عرب الأهواز؟

 حقوقيون : عرب الأحواز يتعرضون للقمع والإبادة العرقي

 الأحواز: الجنة العربية المنسية

 نصائح للقاده العرب قبل فوات الاوان بقلم:د.فخري ابراهيم

نبذة عن عرب الأحواز

المصدر: موقع المعرفة

هم من يتحدث العربية من الشعب الايراني. معظم عرب ايران يعيشون في المنطقة الجنوبية من ايران المطلة على الخليج العربي. ويوجد أيضا تجمعات لعرب ايران في البحرين ، الكويت ، العراق ، قطر والإمارات العربية المتحدة.

التاريخ

تعود جذور شعب الأحواز إلى العديد من القبائل العربية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: "بني كعب"، و"بني طرف"، وقبائل "آل سيد نعمة"، و"بني تميم"، و"آل كثير" وغيرها من القبائل، كما أن هناك أقليات دينية عربية مثل الصابئة والمسيحيين واليهود.

ومعظم العرب الأحواز يعتنقون المذهب الشيعي ويتحدثون باللهجة العربية الرافدية، فيما يعتنق عرب الجزر والمواني الشمالية للخليج المذهب السني ويتحدثون باللهجة الخليجية وتفرض اللغة الفارسية كلغة رسمية للتعلم في الإقليم. ويلاحظ أن العديد من عرب "الأحواز" يقيمون خارج الإقليم، إما في دول الخليج أو في الدول الأوربية، وذلك لأسباب سياسية أو اقتصادية.

ويتميز عرب الأحواز بتاريخهم الأدبي ومخزون فقهي خاص بهم حيث صدرت لهم العديد من الأعمال المميزة بعد الإسلام في هذا المجال. وكانت النهضة الأدبية الثقافية الأحوازية قد بلغت ذروتها إبان حكم المشعشعيين والكعبيين في أواخر القرن السابع عشر، وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

ومنذ اجتياح هذا الإقليم من قبل الشاه رضا خان في أبريل 1925 وهو يشهد فترات صراع وعدم استقرار بين العرب القاطنين والحكومة المركزية في طهران.

العلاقة مع ايران

وفقا لتقديرات كتاب الحقائق الصادر عن سي آي ايه ، يبلغ عدد المتحدثين بالعربية نسبة 1% من المواطنين الايرانيين أي 68,017,860 ، الذين يعيش غالبيتهم في خوزستان ، مع 1% يتكلمون اللغة العربية باعتبارها لغتهم الأصلية أو اللغة الأساسية.

في تقرير عام 1998 للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ، ورد أن نحو نصف مليون عربي يعيشون في محافظة خوزستان. معظمهم من الشيعة ، ويعيش العرب السنة المسلمون على الشريط الساحلي للخليج العربي.

حسب ما أوردته Jane's Information Group ، فإن معظم عرب ايران يطالبون بالحقوق التي يكفلها الدستور وليس لديها جدول أعمال انفصالية ، وأن معظمهم يعتبرون أنفسهم ايرانيين في المقام الأول ويعلنون ولائهم للحفاظ على سلامة أراضي الدولة التي ينتمون إليها. [5] وقد جاء أول العرب إلى ايران في الفتح الاسلامي لفارس عام 633 ، واستقر الكثير منهم في فارس عام 656.

وعلى الجانب الآخر يقول عرب الأهواز إنهم عانوا أصنافا من الظلم والقهر الاجتماعي والقمع على يد الحكومات الإيرانية المتعاقبة، ويرجعون ذلك إلى نظرة التوجس وعدم الثقة التي ترمقها بهم الحكومة الإيرانية، إضافة إلى اتهامهم الحكومة بأنها تتعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، وأنها سبب كل صراع يتجدد داخل الإقليم.

لكن طهران تنفي هذا التوجه وتصر على أن ما تقوم به لا يتجاوز عدم السماح لأي أقلية من تجاوز نظرة الدولة الإستراتيجية كي لا تدخل في دوامة من الصراع مع العرقيات الأخرى كالأكراد والبلوش والأتراك والأذريين وغيرهم.

وقد شهد الإقليم في أبريل 2006 اضطرابات واسعة بين السكان ورجال الأمن خلفت خمسة قتلى وبعض الجرحى واعتقل خلالها المئات من العرب طبقا لمصادر المعارضة الأهوازية.

جاء ذلك عقب نشر رسالة -نفتها السلطات الإيرانية وقتها- زعم أن كاتبها هو محمد علي أبطحي مستشار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي تحدث فيها عن الحد من نفوذ العرب، وحوت ملامح خطة لتعديل التركيبة السكانية ونقل العرب إلى شمال إيران. لكن السلطات الإيرانية وأبطحي نفسه أدان هذه الرسالة ونفاها.

كما وقعت عدة تفجيرات في يونيو وفي منتصف أكتوبر 2006 خلفت عدة قتلى كذلك، وقد اتهمت السلطات الإيرانية بريطانيا بالوقوف وراء تلك التفجيرات بهدف زعزعة الأمن في الأراضي الإيرانية وتأجيج النزعات العرقية. [6]

الاحتلال الفارسي

ترجع نكبة هذا الاحتلال الذي بدأ في عهد "رضا شاه بهلوي" إلى العام 1925م. وكان للاحتلال مقدمات داخلية تمثلت في ضعف أبناء الأحواز بما أصابهم من فقر وجهل ومرض وانخفاض مستوى المعيشة، وانعدام الوعي السياسي والاجتماعي، وسيطرة النفوذ الأجنبي، وكذلك التنكيل بالشيخ خزعل (كان أمير إمارة الأحواز من 1897 إلى 1925، وهو من الشخصيات البارزة في تاريخ العرب الحديث، وقد لعب دورا رئيسيا في أحداث منطقة الخليج والأحواز في الربع الأول من القرن العشرين).

أما العوامل الخارجية فقد تضافرت للإطاحة بإمارة الأحواز العربية، وتتمثل في النقاط الآتية:

1- الأهمية الاقتصادية للأحواز بعد ظهور النفط بها في عام 1908م، والموقع المتميز للإقليم على رأس الخليج العربي وسيطرته على كل موانيه، وهو كذلك يقع ضمن الجسر الأرضي الذي يوصل آسيا وأفريقيا وأوربا ببعضها البعض، والذي يعد الطريق الأقصر وهو يربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي.

2- الظروف الدولية والإقليمية التي أوجدتها الحرب الباردة شجعت إيران على ممارساتها ضد الشعب الأحوازي، حيث كانت إيران في عهد "رضا شاه" كالابن المدلل للغرب، فانتهكت إيران أبسط حقوق "الأحوازيين" دون رادع.

الممارسات العنصرية الفارسية

وتتلخص الإجراءات التعسفية التي مارستها السلطات الفارسية ضد الشعب العربي الأحوازي -وما زالت حتى اللحظة- في الآتي:

• إلغاء مؤسسات الحكم العربي السياسية والإدارية والقضائية في الأحواز، وإعلان الحكم العسكري المباشر، حيث أقيمت الثكنات العسكرية والمعسكرات، وضم الإقليم إلى الأراضي الإيرانية. • إنكار حق تقرير المصير للشعب الأحوازي، والحرمان

من أبسط الحقوق والحريات السياسية التي تقضي بحق الشعب في المشاركة في حكم بلده سواء بصورة مباشرة أو بواسطة ممثلين عنهم.

• اقتطاع أجزاء من الإقليم وضمها إلى المحافظات الفارسية، وتغيير الملامح العربية للإقليم مثل تغيير اسمه من "عربستان" إلى "خوزستان"، وكذلك "تفريس" أسماء العديد من المدن وأسماء الشوارع والميادين بهدف طمس الهوية العربية. • فرض الضرائب الباهظة على أبناء الأحواز واستخدام كل أنواع الاضطهاد ضدهم، كتهجيرهم إلى المدن الفارسية، وإحلال الأسر الفارسية محلهم بعد مصادرة أراضي وأملاك العرب.

• منع الحكومة الفارسية المحاكم "الأحوازية" من الترجمة للغة العربية وإليها، فوضعت بذلك أكبر عائق أمام المواطن الأحوازي لضمان حقوقه بمراجعة المحاكم.

• مصادرة جميع الكتب العربية الموجودة في الأحواز سواء ملك المكتبات أو الأشخاص، ومن ثم منع تدريس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية على الرغم من وجود المادة 15 من الدستور الإيراني التي تنص على ضرورة تدريس لغة القوميات غير الفارسية في المدارس الابتدائية، ولكن السلطة الإيرانية لم تطبق هذه المادة رغم مرور 27 عاما على المصادقة عليها، وبصفة عامة إهمال شئون التعليم، وانعدام الرعاية الصحية.

• التباطؤ في عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب العراقية الإيرانية، والتجاهل المتعمد لمشكلة الألغام التي خلفتها تلك الحرب؛ الأمر الذي يتسبب في مقتل وجرح المئات من أبناء الأحواز، ذلك على الرغم من المساعدات المالية الدولية التي تتلقاها إيران في هذا المجال.

• حرمان الشعب الأحوازي من مياه الشرب والزراعة من خلال تحريف مسار روافد نهر "كارون" باتجاه المناطق الفارسية مثل "أصفهان"، أو من خلال السعي لتنفيذ مشاريع لتصدير هذه المياه إلى دول الخليج المجاورة.

• انتزاع الحكومة الفارسية الأراضي الزراعية من أصحابها العرب وإقامة مستوطنات فارسية تحت غطاء مشاريع صناعية زراعية مثل مشروع "قصب السكر".

• عقد الحكومة الإيرانية لاتفاقيات مع دول أو شركات أجنبية في مجال استثمار ثروات نفط الأحواز، رغم أحقية الشعب الأحوازي في التحكم في هذه الثروات.

المقاومة ضد الاحتلال

ومنذ احتلال الإقليم تفجرت ثورات وحركات مقاومة "أحوازية"، وكانت البداية بعد 3 أشهر من الاحتلال بثورة شعبية سميت بـ"ثورة الغلمان"، وتوالت الانتفاضات والثورات مثل ثورة الحويزة 1928، وثورة بني طرف 1936، ومعركة الشيخ عبد الله بن الشيخ خزعل 1944، وثورة عشيرة النصار 1946، وغيرها الكثير.

وتنوعت مقاومة الشعب الأحوازي بين السلمي والعسكري. وقد تكون أول حزب سياسي منظم عام 1946 عرف باسم حزب السعادة، وبعدها تشكلت منظمات ثورية وسياسية أخذت على عاتقها مقاومة المحتل، ومنها: "منظمة الجماهير الثورية الأحوازية"، و"حركة التحرير الوطني الأحوازي"، و"الاتحاد العام لطلبة وشباب الأحواز"، و"المجلس الوطني الأحوازي"، و"الجبهة العربية لتحرير الأحواز"، وغيرها العديد من المنظمات الثورية الأخرى التي تأثرت بحركات التحرر العربية التي تكونت قبل وبعد ثورة الضباط الأحرار في مصر.

أهم جبهات المقاومة:

جبهة تحرير عربستان: أنشئت عام 1956م، وآمنت بالكفاح المسلح ضد الاحتلال الإيراني، ومارست أنشطة سياسية وإعلامية متنوعة. واستمرت في الكفاح تحت اسم منظمة الجبهة الوطنية لتحرير عربستان، بعد اضطهاد أعضائها وإعدام قادتها الرئيسيين.

الجبهة القومية لتحرير عربستان والخليج العربي: بدأت كفاحها عام 1968م وأصدرت ثلاثة أعداد من نشرتها أصداء الثورة.

الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز: تأسست عام 1968م وقامت بعمليات كثيرة وأصدرت عام 1971 صحيفة الأحواز.

وقد أسهمت القوى الوطنية في عربستان مع سائر الشعوب الإيرانية في الانتفاضة التي أدت إلى الإطاحة بحكم شاه إيران. كما طالبت تلك القوى النظام السياسي الجديد الذي قاده آية الله الخميني بالاعتراف بالحقوق القومية للعرب، وكذلك حق تقرير المصير.

مقال: لماذا يتجاهل العرب والمسلمون معاناة عرب الأهواز؟

الكاتب: أحمد أبو مطر

المصدر: أهل القرآن

سؤال منطقي وإنساني يؤشر على خلل واضح وخطير في النفسية والعقلية العربية والإسلامية، فيما يتعلق بتحديد مفهوم ( الظلم والتضامن )، فالشعب الفلسطيني يحظى بدعم وتضامن كبيرين في الشارعين العربي والإسلامي، رغم أنه تضامن في غالبيته مجرد بيانات وتصريحات خطابية لا يستفيد منها الشعب الفلسطيني ميدانيا في أي مجال من مجالات حياته، بينما الشعب العربي الأهوازي الذي يواجه اضطهاد وقمع ووحشية الاحتلال الفارسي الإيراني.

لا ذكر لمعاناته في الشارعين العربي و الإسلامي حتى في البيانات والخطابات إلى الحد الذي أستطيع الزعم أن الغالبية العظمى من الشعوب العربية والإسلامية لا تعرف أن هناك شعبا وأرضا عربية اسمها ( الأهواز ) محتلة منذ عام 1925 من السلطات الفارسية الإيرانية، وكذلك وحسب إطلاعي فلا يوجد أي منهج دراسي عربي في كافة مراحل التعليم يذكر هذا الاحتلال ولو مجرد ذكر تاريخي في سطرين، ولا غرابة في ذلك فالشعوب والأنظمة العربية بما فيها السوري نسيت تماما لواء الاسكندرونة السوري المحتل من تركيا عام 1936 والجزر الإماراتية الثلاثة المحتلة من إيران أيضا عام 1971، فهل من الغريب والمستهجن أن تنسى الأهواز وعربها. لماذا هذا النسيان وعدم التضامن الإعلامي الخطابي كما هو حاصل مع القضية الفلسطينية؟ أعتقد أن النفسية والعقلية العربية والإسلامية بشكل عام مستنفرة ضد ما هو أجنبي أي ما هو غير عربي

ومسلم،بسبب الصراع التاريخي منذ ظهور الدين الإسلامي، وبالتالي كل ما يحدث باسم تحت غطاء أو صفة الإسلام فهو غير مستهجن بل أقرب للعادي والطبيعي، بدليل أن احتلا ل تركيا لعموم الأقطار العربية طوال 400 عام تحت مسمى الخلافة العثمانية كان مرحبا به ومرغوبا رغم كل الظلم والجرائم التي ارتكبها الاحتلال التركي تحت ذلك المسمى، لدرجة أن هناك قوى عربية رفضت التنسيق والتعاون مع الحلفاء إبان الحرب العالمية الأولى ضد الرجل المريض ( تركيا ).

ورغم ذلك تعاونت بعض القوى العربية مع الحلفاء حتى تمّ هزيمة الاحتلال التركي ورحيله، ولولا ذلك ربما لاستمر ذلك الاحتلال بتخلفه وجرائمه حتى اليوم. وهذا ينطبق بشكل من الأشكال على الاحتلال الفارسي الإيراني للأهواز والجزر الإماراتية الثلاث، التي لو كانت محتلة من دولة أوربية أو أمريكية لشهدت ذلك التضامن الخطابي الكلامي دون فعل على الأرض، وهذا يذكّر بموقف آخر يدعم رؤيتي هذه للنفسية والعقلية العربية وهو احتلال دولة الكويت عام 1990 من قبل جيش الطاغية المقبور صدام حسين، فقد أيدّ وهلّل لذلك الاحتلال نسبة من الشعوب والحكومات العربية بما فيها الشعب الفلسطيني وقيادة عرفات آنذاك رغم أنهم يعانون من احتلال مماثل أرحم بدرجات من احتلال صدام الذي خرّب دولة الكويت وحرق آبار نفطها ونهب بنوكها ووزارتها ومكتبات جامعاتها. أليس هذا تناقض غريب عجيب يؤشر على ذلك الخلل في العقلية العربية الإسلامية ؟

وتستمر جرائم الاحتلال الفارسي وقد توّج الاحتلال الفارسي جرائمه بحق الشعب العربي الأهوازي الأيام القليلة الماضية بتنفيذ حكم الإعدام بثلاثة من الناشطين الأهوازيين هم: عبد الرضا النواصري، والشقيقين جعفر و محمد علي السواري على خلفية نشاطاتهما ضد مشروع قصب السكر العنصري الاستيطاني الرامي لتفريغ القرى والبلدات العربية من سكانها العرب حسب ما أوضح بيان حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي الذي انفردت إيلاف بنشره يوم 12 سبتمبر الحالي، وصعدّ قوات الاحتلال الإيراني عملياتها الهمجية فتصدت بالرصاص للمظاهرات التي خرجت احتجاجا على تلك الإعدامات فقتلت شخصا واحدا وجرحت العشرات.

وكما أوضح بيان الحزب فإن ( ظلم السلطات الحاكمة في إيران لا يقف عند حد فهي تمنع ذوي الشهداء من إقامة مراسم تأبين عامة لهم وتدفنهم في مقابر بلا معالم تقع في منطقة البرومي يحمل كل قبر فيه رقما محددا و تطلق عليها اسم مقار اللعنة )، وهذا ما لا تفعله سلطات الاحتلال الإسرائيلي فعلا، ورغم ذلك يتجاهل العرب والمسلمون نهائيا جرائم الاحتلال الإيراني هذه، بينما يخطبون ويصدرون عشرات البيانات والتصريحات ضد أي عمل من أعمال الاحتلال الإسرائيلي، والدليل على ذلك أن قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة في الثلاثين من سبتمبر لعام 2000، شهد عشرات ألاف القصائد والبيانات والمقالات والتحقيقات باللغة العربية وكافة اللغات المستعملة في الدول الإسلامية بما فيها إيران، إلا أن القتل اليومي لأطفال العراق وأهلهم من قبل الإرهابيين العرب والمسلمين، يشهد سلوكا مخزيا وهو تمجيد هؤلاء القتلة الإرهابيين باسم المقاومة واعتبار قتلاهم شهداء موعودين بالجنة والحور العين ويشفع بعضهم لثمانين من مريديه كما قال الإخوان المسلمين في الأردن بحق المجرم المقبور الزرقاوي.

لذلك ليس مستغربا من العرب والمسلمين هذا السكوت المخزي على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الفارسي الإيراني ضد عرب الأهواز، وأساسا نسيان هذا الاحتلال وعدم ذكره لا في الثقافة الشعبية اليومية ولا المناهج الدراسية وبالتالي فمن ( يهن يسهل

الهوان عليه )، ولا عزاء لشعب الأهواز إلا بالاعتماد على الذات فلا أمل يرجى من عرب ومسلمين يتحالفون مع النظام الفارسي أو يسكتون على احتلاله وجرائمه، وهو الذي يهدد علنا بإعادة احتلال دولة البحرين العربية، وبحرق وتدمير دول الخليج العربي

إن هو تعرض لهجوم غربي، وسيظل العرب تحديدا يتحالف بعضهم مع هذا النظام ويسكت بعضهم على جرائمه إلا أن يتيقنوا عمليا أنه فعلا أخطر من إسرائيل ولكن بعد فوات الأوان وعندما لا ينفع الندم.

حقوقيون : عرب الأحواز يتعرضون للقمع والإبادة العرقية

المصدر: جريدة الوطن الكويتية

أكد نشطاء حقوقيون عالميون إن "عرب الأحواز يتعرضون للقمع والاضطهاد والإبادة العرقية على أيدي النظام الإيراني" ،وعبروا عن تخوفهم من الأيام القادمة خصوصواً مع وجود دعوات من الشباب الأحواز للتظاهر ضد النظام الإيراني .

ونقلت صحيفة الوطن الكويتية عن مصادر حقوقية إن الاعمال اللا إنسانية التي يرتكبها النظام الإيراني بحق عرب الأحواز تأتي لقمع المطالبات المستمرة لهم بالانفصال عن الدولة الإيرانية والحصول على الحكم الذاتي

وأشار الحقوقيين إلى إن الأحداث ستتطور خلال الأيام القادمة وسترفع طهران من إجراءاتها لقمع المطالبات الأحوزاية خصوصاً مع وجود دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتجديد الثورة الأحوازية التي قمعها النظام الإيراني فيما سبق .

الأحواز: الجنة العربية المنسية

المصدر: الوطن أون لاين

تلك البلاد التي نتحدث هي من أنجبت الإمام مسلم والإمام الترمذي وابن سينا، ولنا في درس العراق عظة، وقد قدمه بوش الابن بكل غباء هدية للصفوية، ولكي لا تتوالى البلدان العربية الأخرى تحت فتن الصفوية الإيرانية

وفيما يلعب الساسة المتطرفون والملالي في إيران لعبتهم في تأجيج بعض شيعة الخليج على حكامهم، عبر بثّ هذا الفكر الصفوي الذي يقوم على التمدّد والتوسع، بغية تحقيق حلم الدولة الصفوية الفارسية، وتراهم لا يتركون وسيلة ضغط أو عون إلا لجؤوا إليه، إن كان عبر الخطب التحريضية أم على مستوى التصريحات السياسية المباشرة من لدن الرئيس الايراني أحمدي نجاد أم خامنئي فضلاً عن جوقة الملالي الذين لا يتركون فرصة إلا ويطعنون فينا بشكل صريح. لا يدرك البعض أننا كوطن نتعرض لأبشع هجوم إعلامي وتحريضي من قبل الملالي.

طرحت في مقالة فارطة ضرورة دعم سنّة إيران؛ لإيقاف هذا المدّ الصفوي طبعاً من واجب إسلامي عقدي أولاً، يلزمنا بالوقوف بآرائنا مع أهل السنّة في العالم أينما كانوا، فنحن دولتها الأولى، ومن الخطأ المعيب محاولة البعض تجاوز هذه النقطة وتهميشها، بحجج شاحبة لا تقوم، على حساب أهمّ عامل لقوتنا ومكانتنا بين العالم كله بأننا طليعة العالم الإسلامي وقلبه، والسنّة في إيران بحسب المصادر الرسمية يبلغون حوالي العشرين مليون نسمة- بعض الباحثين يقولون بأنهم يصلون إلى ثلاثين مليون نسمة- يتوزعون على قوميات؛ أهمّها العرب في الأحواز، وكذلك البلوش في الجزء الواقع في إيران من إقليم بلوشتان، وهناك قومية الأكراد والترك أيضاً. هؤلاء يمثلون قوة لا يستهان بهم على الإطلاق، إن استطعنا دعمهم.

سأركز في مقالتي على عرب الأحواز، الذين يرفضون تماماً القول بأنهم إيرانيون، بل يصفون بلدهم بالأحواز المحتلة –إيران تسميها خوزستان- والأحواز العربية الواقعة على طرف الهلال الخصيب الممتد من فلسطين ماراً بلبنان وسورية والعراق ومنتهياً بها، وتفصلها سلسلة جبال زاجروس عن بلاد فارس. كانت من فجر التاريخ وعلى مرّ العصور تتمتع بوجود كيان عربي مستقل، ابتداءً بالدولة العيلامية السامية التي كانت عاصمتها مدينة السوس، التي يسميها اليوم الفرس بـ(الشوش) من أكثر من

خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، ومروراً بخضوعها للحكم العربي المتمثل بالإمبراطوريات السومرية والبابلية والدولة العربية الإسلامية والدولة المشعشعية التي قامت في 1424م وانتهاءً بإمارة (عربستان) التي بسطت سيادتها الكاملة على الإقليم حتى عام 1925م.

وكان النظام القانوني والسياسي في الأحواز قبل عام 1925م يمثل ما يسمى في وقتها بـ(الدولة) في لغة القانون الدولي العام على أساس انطباق مفهوم (الشعب) في القانون الدولي على شعب الأحواز، وكان يحكمه أمير عربي اسمه الشيخ خزعل الكعبي الذي حكم الإقليم منذ عام 1896 ولغاية عام 1925م، بالمناسبة التقاه الملك المؤسس يرحمه الله، وتوجد صورة تجمعهما.

الإقليم من أغنى المناطق وأخصبها، وفيه تسعة أنهر عذبة، منها الكرخا والجراحي وشلور وكارون، والأخير من أكبر الأنهار التي تمرّ فيه السفن وحرفته إيران إلى المدن الفارسية كأصفهان وقم ورفسنجان، ومساحة الأحواز: 324 ألف كم مربع، بالإضافة إلى 30 ألف كم مربع للجزر الثماني عشرة الأحوازية الواقعة في الخليج العربي، فيما عدد السكان: 8 ـ 10 ملايين نسمة، وتنتج- بحسب الزميل عادل السويدي الناطق الرسمي لحركة حزم المعارضة- 92% من بترول إيران و90% من الغاز الطبيعي الذي تنتجه، وعليه فهي تؤمّن 92% من ميزانية الدولة الإيرانية، وتعدّ في المقابل الأحواز المنطقة الأولى وفقاً لترتيب الفقر في عموم إيران.

ثمة مجموعات معارضة للاحتلال الإيراني لهذا الإقليم، وهي:

1) حركة النضال العربي لتحرير الأحواز.

2) الجبهة العربية لتحرير الأحواز.

3) الجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية.

4) الحزب الوطني العربستاني.

5) حزب التكاتف الأحوازي.

6) التجمع الوطني الأحوازي (عربستان).

7) المقاومة الشعبية لتحرير عربستان (الأحواز).

8) مجموعة من الشخصيات السياسية والمثقفة الأحوازية المستقلة.

اتفقوا جميعاً على الانضواء تحت المرجعية الوطنية الأحوازية (منظمة حزم) وعينوا السيد حبيب جبر رئيس اللجنة التنفيذية في المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز.

وهم يريدون فقط دعماً لوجستياً منا ولديهم الاستعداد الكامل للمطالبة الشعبية وتحريك السنّة في إيران للمطالبة بحقوقها، وأن أوان الانتفاضة حان..

علينا ضرورة الالتفات إلى هذا الجانب المهم، ومن الضروري الدفع بتنسيق مواقف أولئك القوميات الأربع، العرب والبلوش والأكراد والترك، ودعم معارضة سنيّة قوية، تستطيع انتزاع حقها من براثن أولئك الملالي، الذين أعطوا اليهود والنصارى والبوذيين حقوقاً أكبر بكثير من حقوق السنّة المهمّشين للأسف الشديد.

آن الأوان لإصلاح الخطأ الذي وقعنا فيه بعدم الالتفات لهذه الشريحة المهمة من إخوتنا، فتلك البلاد التي نتحدث هي من أنجبت الإمام مسلم والإمام الترمذي وابن سينا وثلة علماء زخر بهم تاريخنا الإسلامي.

لنا في درس العراق عظة، وقد قدمه بوش الابن بكل غباء هدية للصفوية، وقال بذلك صراحة الأمير سعود الفيصل، ولكي لا تتوالى البلدان العربية الأخرى تحت فتن الصفوية الإيرانية، لا بدّ من خطوة مضادة فالكاوبوي الأمريكي أثبت أنه براجماتي جشع لا يبحث إلا عن مصلحته، ولنا –مرّة أخرى- في درس حسني مبارك عظة وعبرة، فالرجل نفّذ لهم كل ما أرادوا، وباعوه بثمن بخس في يوم أسود، كما فعلوا مع الشاه يوماً ما.

نصائح للقاده العرب قبل فوات الاوان بقلم:د.فخري ابراهيم

المصدر: دنيا الوطن /الناشط السياسي :فخري ابراهيم راشد خزاعي الفريحات

لقد ركزت سابقا على المخطط الايراني الذي استهدف البحرين في الفترة الماضية، والذي قام باختصار في جوهره على محاولة تدبير انقلاب طائفي ضد نظام الحكم في البلاد، وتحويل البحرين الى " عراق ثان" خاضع للسيطرة الايرانية. ووضعت هذا المخطط في اطار الاطماع الايرانية وخطط الهيمنة على منطقة الخليج العربي برمتها والسعوديه خاصة.

وتحدثت عن ادوات ايران التي راهنت عليها وتصورت انها قادره على انجاح مخططها في الوقت الحالي بالذات.

والذي حدث كما بات معلوما للجميع، انه ثبت ان كل حسابات ايران حسابات فاشلة. وثبت ان رهانها كان رهانا خاسراوذلك لوعي العرب وخاصة قادة الفكر والسياسيين والرجال المخلصين الذين تصدوا لهذا المشروع وبقوه.

نستطيع هنا ان نتحدث عن مرحلتين، متلازمتين في الحقيقة، في فشل الحسابات الايرانية وسقوط المخطط:

أ-مرحلة فشل حسابات ايران سياسيا واعلاميا.

ب-مرحلة السقوط الفعلى للمخطط الايراني.

ويمكن تلخيص هذه العوامل فيما يلي:

1-العامل الأول: اللا مصداقية

حقيقة ان ايران ليس لها مصداقية اصلا، لا سياسيا ولا اعلاميا، في العالم كله.

نعنى ان ايران حين زعمت اثناء الاحداث في البحرين، وفي العالم العربي عموما، انها تؤيد الثورات والاحتجاجات المطالبة بالاصلاح والحرية، لا يمكن ان يكون لزعمها هذا أي مصداقية.

وايران حين ذرفت سياسيا واعلاميا الدموع، اثناء الاحداث على ما قالت انها عمليات قمع وتنكيل بالمحتجين السلميين، وحين صرخ اعلامها صباح مساء مدعيا الدفاع عن حق التظاهر والاحتجاج السلمي، لا يمكن ان يكون لها أي مصداقية.

وايران حين جندت اعلامها وخاصة فضائياتها ومراكز دراساتها وتصريحات مسئوليها لمحاولة تصوير الاحتجاجات الشيعية في البحرين على انها احتجاجات في مواجهة ظلم وغياب حرية، لا يمكن ان يكون لموقفها هنا أي مصداقية.

كيف يكون لايران مصداقية في أي من هذا، ونظامها نظام قمعي يمارس اكثر الوسائل وحشية في قمع المعارضين، ولا يسمح بأي مظهر من مظاهر الحرية؟

وكيف يكون لها مصداقية ونظامها نظام طائفي عنصري يمارس اسوأ صور الاضطهاد بحق السنة الايرانيين وكل ابناء الاقليات؟

وكيف يكون لها مصداقية، واطماعها العنصرية مكشوفة ومعروفة للجميع؟

كل هذا الذي ذكرت، ذكره محللون غربيون في الفترة الماضية في مقالات كثيرة تحدثوا فيها عن هذه الجوانب، وتحدثوا بالمقابل عن المقارنة بين الاوضاع البائسة للشعب الايراني، اجتماعيا وسياسيا، واوضاع الشعب البحريني.

اليكس فاتانكا، الخبير في معهد الشرق الاوسط في واشنطون، في تحليل تحدث فيه عن النفاق الايراني الفج والمفضوح في تغطية اجهزة الاعلام الايرانية لأحداث البحرين مقارنا هذه التغطية بما يجري في ايران.

كتب يقول :" في الفترة الماضية، لم يكن للإعلام الرسمي الايراني من وظيفة سوى شن الهجوم العنيف على المحتجين الايرانيين، واعتبارهم مجرد خونة وعملاء للخارج ومجموعة من المخربين".. ويضيف الكاتب قائلا:" قارن هذا بتغطية نفس اجهزة الاعلام الايرانية هذه للاحتجاجات المعادية للحكومة في البحرين، واعتبارها حركة مطالبة بالديمقراطية في مواجهة الديكتاتورية". ويتساءل الكاتب :" أي نفاق فج ومفضوح هذا؟".

اذن، افتقاد ايران لأي مصداقية سياسية او اعلامية على هذا النحو، كان اول العوامل التي قادت لفشل حسابات مخططها في البحرين.

2-العامل الثاني : اللا مقارنة

ان المقارنة التي حاول الاعلام الايراني ان يقيمها بين ما يجري في البحرين وما جرى في تونس ومصر، وراهنت عليها ايران لخداع الراي العام وموقفه هذه المقارنة ما كان لها ان تصمد طويلا.

نعنى هنا ما حاولت ايران ان تصوره من ان ما يجري في البحرين ما هي الا ثورة شعبية ضد الظلم ومن اجل الحرية، مثلما حدث في مصر وتونس، كان لا بد ان يتضح سريعا انها مقارنة لا محل لها على الاطلاق.

صحيح انه في بداية الاحداث، تصور البعض في العالم، وحتى في العالم العربي هذا.. تصوروا ان ما يجري في البحرين هو في سياق الثورات الشعبية العامة وذلك بسبب عدم معرفتهم بحقيقة الاوضاع في البحرين، ولم تكن الصورة واضحة بالنسبة لهم.

لكن، لم يمض وقت طويل حتى اكتشف اغلبية الساسة والمحللين في العالم ان الفارق شاسع بين ثورتي مصر وتونس، وبين ما يجري في البحرين.

كتبت الكاتبة الروسية ايفجينا نوفيكوفا تقول :" الأحداث الحالية في البحرين لا ترتبط بالثورة في تونس وفي مصر، على الرغم من ان المنظمين استخدموها كذريعة واداة. على العكس من الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس ومصر، فان البحرين تقدم لمواطنيها مستوى معيشة جيد جدا، ولا يمكن ابدا الحديث عن حرمان اقتصادي".

3-العامل الثالث: اللا شعبية

ان الطابع الطائفي للإحتجاجات ما كان له ان يخفى طويلا.

يعبارة اخرى، سرعان ما اتضح ان هذه الحركة انما هي حركة طائفية لا تعبر لا في اساليبها، ولا في شعاراتها ومطالبها، الا عن قطاع طائفي واحد في البحرين.

ولسنا بحاجة الى أي تفاصيل هنا، اذ ان الطابع الطائفي للاحتجاجات سرعان ما اتضح اولا بالاصرار على المطالب المتطرفة مثل اسقاط النظام، والتي سرعان ما ادرك العالم انها مطالب لا تعبر الا عن قطاع محدودمن الشعب البحريني.

وسرعان ما اتضح الطابع الطائفي ثانيا، عندما اندلعت " انتفاضة الفاتح"، بكل ما يعنيه ذلك، وهو ما سوف نوضحه بعد قليل.

والذي تابع الكتاباات عما يجري في البحرين منذ اندلاع الاحتجاجات، يلاحظ بسهولة هذا الادراك المتزايد بعد فترة وجيزة. ففي الايام الاولى، كان البعض يكتب عن " الثورة" او " الانتفاضة" الشعبية" في البحرين. بعد ذلك، اصبحت الغالبية الساحقة من الكتابات تحمل عناوين مثل " التمرد الشيعي" او " الاضطرابات الشيعية".. وتحولت الى صراع طائفي بأمتياز... وهكذا.

4-العامل الرابع : اللا سلمية

انه سرعان ايضا ما اكتشف العالم زيف مزاعم سلمية الحركة، ومحاولة تقديمها للراي العام على انها حركة شعبية سلمية مثل ثورة مصر.

ونعلم جميعا الممارسات العنيفة والغريبة التي ارتطبت بالاحتجاجات، ولسنا في حاجة الى اعادة التذكير بها.

5-العامل الخامس: لا مجال للإنكار

ان التورط الايراني المباشر في الاحتجاجات، والذي حاولت ايران في البداية ان تخفيه او تنكره، سرعان ما انفضح، واصبح هذا التورط باديا للجميع في العالم.

كانت الحرب الاعلامية الشرسة على البحرين، وتواصلها بشكل جنوني في الاحتضان الطائفي للاحتجاجات، هي في نظر المراقبين في العالم اكبر دليل لا يقبل الشك على التورط الايراني.

وفي النهاية، بعد دخول قوات درع الجزيرة، اسفر المسئولون الايرانيون عن وجههم السافر، ولم يعد امر تورطهم ومخططهم، بحاجة الى دليل او اثبات.

اذن، هذه اللاءات الخمسة، او العوامل الخمسة مجتمعة هي التي قادت الى فشل الحسابات الايرانية، سياسيا واعلاميا، وهي الحسابات التي راهنت عليها ايران كما ذكرنا سابقا في نجاح مؤامرتها ومخططها في البحرين.

غير ان السقوط الفعلي للمخطط الايراني، كان وراءه ثلاثة عوامل وتطورات كبرى حاسمة، سنناقشها حالا.

أ-التطور الحاسم الأول:

انتفاضة الفاتح

بلا أي مبالغة، يمكن القول ان " انتفاضة الفاتح"، كانت واحدا من اكبر التطورات التي احبطت المخطط الايراني في البحرين وافشلته. كانت نقطة التحول الكبرى الاولى في هذا الطريق.

ويستطيع المرء ان يجزم بأن هذه الانتفاضة لم تخطر ببال ايران واتباعها، ولم تكن ضمن توقعاتها او حساباتها على الاطلاق. هذه الانتفاضة، نزلت على ايران واتباعها نزول الصاعقة بكل معنى الكلمة.

الأهمية التاريخية لانتفاضة الفاتح،والدور الذي لعبته في اسقاط المخطط الايراني، نبعت من عوامل كثيرة، في مقدمتها ما يلي:

1 – الاعداد المهولة من المواطنين البحرينيين الذين شاركوا في الانتفاضة.. مئات الآلاف الذين خرجوا واحتشدوا في ساحة الفاتح.

كانت هذه المشاركة الشعبية الهائلة هي في حد ذاتها اشارة للعالم كله، بأن هؤلاء الذين يرفعون هذه الشعارات والمطالب الطائفية المتطرفة لا يمثلون شعب البحرين.

2 – ان انتفاضة الفاتح اندلعت ليس تحت شعارات ولا مطالب طائفية. اندلعت تحت عباءة " تجمع الوحدة الوطنية ". ولم يصدر عن المشاركين فيها أي اساءة واحدة لأحد على عكس الآخرين.

هذا الجانب في حد ذاته كشف للعالم كله، حقيقة وحدود الاحتجاجات الطائفية التي ترعاها ايران.

3 - ان انتفاضة الفاتح اعادت التأكيد بحسم ووضوح على الثوابت الوطنية التي يرتضيها شعب البحرين، والتي لا يمكن ان يتخلى عنها تحت ترهيب الاحتجاجات وترهيب الاعلام الايراني. هذه الثوابت التي على راسها التمسك بشرعية النظام وحكم آل خليفة.

وهذا الجانب بدوره اسقط مزاعم ان المطالبات الطائفية هي مطالب شعبية.

والأمر اذن ان انتفاضة الفاتح اسقطت كل الدعاوى التي حاول الاعلام الايراني ترويجها، بتصوير الاحتجاجات الطائفية كما لو كانت حركة شعبية عامة تنشد الاصلاح.

عمليا، مع انتفاضة الفاتح، بدأ السقوط الفعلي للمخطط الايراني.

والقضية هنا ليست بالنسبة لشعب البحرين، والذين يعيشون على ارض البحرين، فهم يعرفون بالطبع حقيقة ما كان يجري وابعاد الصورة بالكامل.

المهم هنا بالنسبة لدول العالم والراي العام العالمي. بدا الجميع مع هذه الانتفاضة يدرك حدود المخطط الطائفي الايراني في البحرين.

ب-لتطور الحاسم الثاني:

قرار القيادة

الذي نعنيه هنا هو القرار الحاسم الذي اتخذته قيادة البحرين، وفي الوقت المناسب، بضرورة حسم هذا التمرد الطائفي ووضع حد له.

الذي حدث كما نعلم انه مع تطور الاحداث في البحرين، اتضح ان المسألة لا تتعلق في جوهرها بمطالب اصلاحية مشروعة، لكنها تتعلق بمخطط مرسوم يستهدف كيان الدولة والنظام.

وقد اتضح هذا اكثر وبشكل لم يعد يقبل أي شك عندما اصرت الجماعات المعارضة على رفض الحوار الوطني بشكل غريب واصرت على دفع الدولة والمجتمع الى المجهول.

في هذه اللحظة، اتخذت القيادة القرار الحاسم.

وقد تمثل هذا القرار في شقين:

الاول : طلب المساعدة من دول مجلس التعاون وقوات درع الجزيرة.

واهمية هذا القرار انه وضع ما يجري في البحرين في اطار خليجي عربي عام. بعبارة اخرى، في اطار ان وضع حد للتهديدات التي تتعرض لها البحرين هو مسئولية كل دول مجلس التعاون. وهذا ما كان قد قرره وزراء خارجية المجلس قبل ذلك.

والثاني : اتخاذ قرار انهاء الاحتجاجات والفوضى التي تشهدها البلاد،واعادة الامن والاستقرار. وهو ما حدث بالفعل.

كان قرار قيادة البحرين الحاسم على هذا النحو من اهم واكبر التطورات التي افشلت المخطط الايراني، واسقطته.

ج-التطور الحاسم الثالث:

درع الجزيرة

كان هذا من اكبر التطورات الحاسمة التي قادت الى سقوط المخطط الايراني.

نعنى موقف دول مجلس التعاون الخليجي من التطورات في البحرين، والذي ارتبط به دخول قوات درع الجزيرة عندما طلبت القيادة ذلك.

اذا كانت " انتفاضة الفاتح" مثلت صدمة شديدة بالنسبة للإيرانيين، فقد نزل موقف مجلس التعاون ودخول قوات " درع الجزيرة" عليهم نزول الصاعقة. وهي صاعقة استراتيجية.

ذلك ان هذا التطور لم يخطر ببال الايرانيين، ولم يكن واردا في حساباتهم على الاطلاق.

وسبب ذلك بحاجة الى توضيح.

الحادث، على نحو ماشرحت في تحليلات سابقة عن الاطماع الايرانية واستراتيجية الهيمنة التي تتطلع اليها ايران في المنطقة، ان احد اكبر العناصر التي بنت عليها ايران استراتيجيتها وراهنت عليها، العجز العربي.

بعبارة اخرى، بنت ايران استراتيجيتها في احد ابعادها الاساسية على ان عجز الدول العربية عن الاتفاق على مواقف وسياسات موحدة، وعدم قدرتها على التصدي عمليا للتهديدات التي تواجه الدول العربية، يخلق حالة من فراغ القوة وفراغ النفوذ في المنطقة، وايران هي المؤهلة لأن تملأه.

وحين بنت ايران حسابات مخططها في البحرين، كان هذا بالضبط هو ما قدرته بالنسبة لموقف دول مجلس التعاون من الاحداث.

كانت التقديرات الايرانية تتمثل في انه في مواجهة مخططها ومهما كان ما يجري في البحرين، فان دول مجلس التعاون لن تتعدى في موقفها ابدا موقف التعبير عن التعاطف او التأييد اللفظي للبحرين، في شكل بيان وتصريحات عامة.

كانت هذه هي تقديرات ايران قياسا الى الخبرة العامة مع المواقف الرسمية العربية ازاء أي ازمة او مشكلة طوال السنوات الماضية.

في هذا الاطار تحديدا نستطيع ان نفهم كيف ان الموقف الذي اتخذه مجلس التعاون نزل على الايرانيين كصاعقة غير متوقعة ابدا.

وتحديدا، ثلاثة جوانب ارتبطت بموقف مجلس التعاون، اثارت رعب وجنون ايران:

1 - ان الموقف الحاسم الحازم الذي اتخذه مجلس التعاون برفض أي تقويض لأمن واستقرار البحرين والتصدي للتهديدات الخارجية التي تواجهها، كان موقفا جماعيا، لا موقف بعض دول المجلس فقط.

2 – ان مجلس التعاون، وعلى عكس كل حسابات ايران، لم يكتف بالموقف النظري فقط، وانما سارع فورا بترجمته ترجمة عملية، بارسال قوات " درع الجزيرة" الى البحرين فور ان طلبت القيادة البحرينية هذا.

3 – ان موقف مجلس التعاون، ووصول " درع الجزيرة" الى البحرين، حظي فورا بتأييد وحماس شعوب دول مجلس التعاون والدول العربيه كلها، على النحو الذي عبر عنها الكتاب الخليجيون واجهزة الاعلام الخليجية المختلفة.

حقيقة الامر ان وجود " درع الجزيرة" في البحرين بكل ما يعبر عنه، لم يكن فقط تطورا حاسما قاد الى فشل المخطط الايراني في البحرين، لكنه يمثل بداية النهاية لمشروع ايران الاقليمي واطماعها في الهيمنة.

وهذا ما ادركته ايران واذنابها بالعراق وحزب الله وهو الذي يفسر، رد فعلها الهستيري على دخول قوات درع الجزيرة، ومحاولاتها السياسية والاعلامية اليائسة التي ارادت تصوير وجود هذه القوات، كما لو كان مجرد وجود لقوات سعودية وحسب.

اما بالنسبة لدول مجلس التعاون، فان حقيقتين واضحتين يجب الاتغيبا ابدا عن الأذهان في يوم من الايام:

الأولى : ان ما حدث في البحرين، وما تكشف من مخطط ايراني، لم يكن ابدا بالأمر الهين. ماحدث كشف عن خطر استراتيجي مهول.

ما حدث في البحرين، كشف عن ان الخطر الذي يستهدف البحرين، وكل دول مجلس التعاون والمنطقه برمتهاهو في جوهره خطر وجودي بمعنى الكلمة.. نحن ازاء مخططات ايرانية تستهدف وجود دول مجلس التعاون ونظمها كنظم عربية، وكدول عربية مستقلة.

الثاني : انه ليس معنى فشل المخطط الايراني في البحرين ان هذا الخطر على البحرين ودول مجلس التعاون قد انتهى.

بالعكس، ماحدث اكد ان هذه النوايا والمخططات العدوانية الايرانية، هي راسخة في صلب الاستراتيجية الايرانية، وان ايران لن تتردد في أي ظرف تراه مناسبا للعودة مجددا لمحاولة تنفيذ مخططاتها.

وعلى ضوء هاتين الحقيقتين، فان المطلوب من دول مجلس التعاون ببساطة هو اعادة نظر جذرية شاملة في مجمل استراتيجيتها الخارجية، وفي مجمل علاقاتها مع ايران.

لكن اؤكد هنا خصوصا على ثلاثة جوانب كبرى:

اولا : ان دول مجلس التعاون آن لها ان تبني استراتيجيتها للمستقبل على اساس ان ايران دولة معادية.

ويعني هذا بداهة، ضرورة اعادة نظر جذرية في كل الاتفاقيات مع ايران، وطبيعة العلاقة معها عموما.

ويعني ايضا ان دول مجلس التعاون يجب ان تنتقل، سياسيا واعلاميا، من موقع الدفاع، الى موقع الهجوم في علاقاتها مع ايران.

ثانيا : انه آن الاوان للشروع فورا في تشكيل جيش خليجي عربي موحد، وقادر وعلى اعلى درجة من الكفاءة يكون مستعدا لردع أي عدوان خارجي والتعامل مع أي تهديد.

ثالثا: وهذا امر طالب به كثيرون جدا من ابناء الخليج في الفترة القليلة الماضية. نعنى الاسراع فورا في تحقيق الاتحاد الخليجي بين دول مجلس التعاون.

لم يعد هذا مطلبا يحتمل التأجيل طويلا، وقد ثبت ان الاخطار الداهمة التي تتهدد دول المجلس هي من الفداحة بحيث يجب ان تنتهى فورا أي معوقات هامشية تعرقل قيام هذا الاتحاد

‏هناك تقرير استخباراتي خطير للغاية اعود له في ذاكرتي(سبق وان تطرقت له) يوضح خفايا ما جرى ويجري في منطقة الشرق الأوسط ، ويذكر التقرير أنه عقب حادثة هجوم 11 ‏سبتمبر الإرهابي ، حصلت اتصالات بين الجهات العليا في إيران والولايات المتحدة الأمريكية حيث قام وفد إيراني حكومي بمقابلة الرئيس الأمريكي وتعزيته على الحادث الإرهابي الذي حصل في نيويورك وقام الايرانيون بطرح عرض تحالف وتبادل مصالح في منطقة الشرق الأوسط مع امريكا، وخاصة أن الشيعة مضطهدون ومهددون هناك من قبل الإرهابيين السنة وأن الشيعة لايؤمنون بالجهاد أبدا كما في عقيدتهم إلا بخروج المهدي ، فمثلا في أفغانستان تم دحر الشيعة إلى الشمال وتهميشهم وهناك تهديد من قبل طالبان السنية الإرهابية لإيران وخاصة أن طالبان والمجاهدين قد أصبحوا يمثلون دولة سنية إرهابية كبرى ، وبالنسبة للعراق فإن الشيعة أيضا مضطهدون ومحاربون من قبل صدام حسين وحكومته السنية ولازال يمثل تهديد لإيران وخاصة أن إيران تعتقد أن نظام صدام يأوي عناصر تنظيم القاعدة ، وكذلك الحال في لبنان فإن الشيعة مهمشين وليس لهم حقوق هناك ، وكذلك الحال في سوريا وفي السعودية وفي البحرين .. . ‏وقد اشترطت إيران في ذلك التحالف عدة شروط على أمريكا ومن ضمن تلك الشروط أن تمكنها أمريكا من الحكم في أفغانستان والعراق ولبنان وسوريا والبحرين وأيضا اشترطوا ألا تتعرض أمريكا للمنظمات الشيعية حول العالم وعدم اتهامها بالإرهاب وعدم تجميد أرصدتها ومن ضمن تلك المنظمات حزب الله في لبنان وهذا فعلا ما تحقق حيث تم تجميد أرصدة جميع المنظمات الإسلامية السنية وشطبها من الوجود عبر التعاون الدولي مع الدول المستضيفة لتلك المنظمات ، وبقيت فقط المنظمات الشيعية ومن ضمنها حزب الله برغم قوته وتهديده المعلن دوما للحليف الاستراتيجي لأمريكا ( ‏إسرائيل ) ‏، حتى أن حزب الله أستطاع أن يفتتح قناة خاصة به وبموافقة أمريكية وبوساطة إيرانيه وبعد هذا كله فإن إيران نبهت أمريكا إلى نقطة هامة جدا في قوة تأثيرها في هذا التحالف وهي أن الشيعة في أي مكان وأي أرض لهم ولاء وطاعة عمياء للأئمة والمراجع الشيعية في إيران وينفذون أوامرهم وتوصياتهم دون أي تردد وذلك من منطلق ديني عقدي شيعي ، ويستفاد من ذلك أن أمريكا إذا قررت غزو أي أرض يوجد بها شيعة فإنه سيسهل لأمريكا تلك المهمة عبر توجيهات إيران لأتباعها المطيعين من الشيعة في افغانستان أو العراق أو لبنان أو سوريا أو البحرين أو السعودية . ‏وعند رغبة أمريكا في غزو أفغانستان فإن التنسيق سيتم مع شيعة أفغانستان في الشمال ولن يذعن الشيعة هناك لأمريكا إلا بتوجيه من مرجعياتهم في إيران وهذا حقا ما حصل وقد تابع العالم تلك الأحداث بكل وضوح ورأى كيف تولى حزب الشمال الشيعي القتال نيابة عن الأمريكان وقد قام الأمريكان بمدهم بالسلاح والمال وتغطيتهم بالضربات الجوية لصفوف الطالبان. ‏وكذلك الحال في العراق فإن الشيعة هناك ذوو تعداد كبير للغاية ولن يذعنوا لأمريكا إلا بتوجيه من مرجعياتهم في إيران وهذا حقا ماحصل والذي تسبب في انهيار سريع للجيش العراقي بسبب خيانات الشيعة الفرس للحكومة وتحالفهم مع الأمريكان في ضرب الجيش من الخلف ونشر الإشاعات والمعلومات المغلوطة في أوساط الجيش والذي سهل وعجل بالاحتلال الأمريكي ، وقد أوفت أمريكا لإيران ومكنت الشيعة من الإمساك بالحكم هناك كما فعلت في أفغانستان أيضا وقد أشترط الأمريكان أن يكون هناك إشراف أمريكي مباشر لضمان عدم الغدر وهذا قائم أيضا في أفغانستان والعراق حاليا. ‏وبعد ذلك تأتي الخطة الأمريكية الإيرانية الجديدة لإخراج سوريا من لبنان وافتعال المشاكل معه وذلك بتنسيق إيراني أيضا ، حيث تم اغتيال رفيق الحريري عبر عملاء من جهاز الاستخبارات الشيعي الإيراني وبذلك تحقق طرد سوريا من لبنان وأيضا وجد سبب لإثارة المشاكل والتهديدات لسوريا عبر اتهامها باغتيال الحريري ، وبعد ذلك تم رسم خطة لحرب لبنان ومحاولة احتلاله عبر إسرائيل بالتنسيق الإيراني الأمريكي مع حزب الله الفرع الإيراني في

لبنان حيث يبدأ السيناريو باختطاف جنود إسرائيليين من قبل حزب الله ليكون هناك ذريعة لغزو لبنان والبدء بالخطة ، بعد ذلك تحتل إسرائيل لبنان ويتم مطالبة إسرائيل بالانسحاب من قبل المجتمع الدولي واستبدالها بالقوات الدولية الذي سيمهد لأمريكا من تمكين الشيعة فيما بعد من حكم لبنان حسب الاتفاق الأمريكي الإيراني وبذلك يضمن اليهود سلاما لحدودهم حيث أن الشيعة لايعترفون بالجهاد ولايدعون إليه كما هو حال أهل السنة وهذا مايدور حاليا هذه الأيام . ‏وقد تم رسم سيناريو الحرب مع إسرائيل وحزب الله مسبقا عبر خبراء حرب ومنتجي الخيال الحربي وقد اشترطت إسرائيل على أمريكا أن يلتزم حزب الله بإطلاق الصواريخ حسب المواقع المحددة له مسبقا في الخريطة الحربية المرسومة وتلتزم إسرائيل بعدم التعرض لقوات حزب الله ولكنها ستتعرض فقط للمناطق التي تأوي السنة تحديدا حسب توصيات السيناريو الإيراني الأمريكي ومن ضمنها مواقع منظمة فجر السنية والمقاومة الإسلامية السنية في جنوب لبنان وحسب الخرائط التي زودها بها حزب الله والتي تبين مواقع تلك المنظمات .. ‏وبعد ذلك يأتي الدور السوري بعد لبنان وهناك ترتيبات إيرانية قائمة حاليا مع إتباعها الشيعة الفرس السوريون للاستعداد لتلك المرحلة القادمة ، والتي ستمكن الشيعة أيضا حسب الاتفاق الأمريكي الإيراني من الحكم والسيطرة على سوريا. ‏وعند ذلك تتحقق نظرية ( ‏فكي الكماشة ) ‏وهي إيران أفغانستان العراق لبنان سوريا وبذلك يمكن أن تأكل الكماشة مابين فكيها وهي ( ‏دول البترول الخليجي ) ‏وهنا يقف المد الإيراني الشيعي حسب الاتفاق الأمريكي ماعدا منطقة واحدة صغيرة ستقوم أمريكا بمنحها هدية لحليفتها إيران في م