أقلام وآراء ( 723 )

استمرار المحاكمات السياسية والمصالحة لا يجتمعان المركز الفلسط للإعلام،،، د.عصام شاور

ماذا لو نجحت حماس في الانتخابات المقبلة...؟ المركز الفلسطيني للإعلام،،، حسام الدجني

رسالة إلى الرئيس المركز الفلسطيني للإعلام،،، ثامر سباعنة

المصالحة حوار أم جدال ؟ الرسالة نت،،، د.إيهاب الدالي

معركة الإبرة بين غزة والصين الرسالة نت ،،، م. كنعان سعيد عبيد

آفاق النضج الوطني ! الرسالة نت،،، مؤمن بسيسو

استمرار المحاكمات السياسية والمصالحة لا يجتمعان

المركز الفلسط للإعلام،،، د.عصام شاور

فوجئت بالنيابة العامة في محافظة قلقيلية تستأنف على قرار الحكم ببراءتي من تهمة النيل من الوحدة الوطنية وتعكير صفو الأمة الذي قررته المحكمة في الرابع من كانون أول الجاري، ويبدو أنه لا علاقة بين نجاح المصالحة وبين ما هو كائن على أرض الواقع، أما دواعي الاستئناف فإنها تؤكد بأن الحريات الإعلامية في الضفة الغربية ليست كما تصفها الجهات الرسمية.

إن قمع الحريات الثقافية والإعلامية مخالف لتوجهات وتوجيهات رئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس، ولكن الرئاسة والحكومة في الضفة الغربية وكذلك النيابة العامة يتحملون أمام الرأي العام أخطاء الآخرين، فمن رفض حكم البراءة واستأنف ضد القرار استنادا إلى ادعاءات لا وجود لها هو الذي يسيء للسلطة، وليس من يكتب مقالات فيها بعض النقد لصالح المواطن حتى لا يقع عليه الظلم ولصالح الحكومة حتى لا تقع في الأخطاء.

هناك من يأخذ عليّ بأنني أكتب في صحيفة مسيسة، وهل هناك صحف لا تتعاطى السياسية، ام انه مجرد تعبير نستخدمه دون معرفة معناه؟،علما بأن المقالات الأربعة التي أحاكم بسببها نشرت في مواقع إلكترونية موالية تماما للسلطة الفلسطينية، إن كان ثمة مخالفة فإن تلك الصحف هي شريكة ويجب أن تحاسب حسب قانون المطبوعات الفلسطيني، ولكن لا مخالفات ولا تجاوزات قانونية حوتها مقالاتي.

من حقي ومن حق كل فلسطيني أن يتمتع بكامل حقوقه وحرياته أينما تواجد، وليس من حق أي جهة مسؤولة مصادرة أي من تلك الحقوق والحريات، وعلى الفصائل والقيادة الفلسطينية أن تعالج مسألة المحاكمات السياسية مثلها مثل قضية الاعتقال السياسي وغيرها من القضايا الحساسة، فالجميع يريد أن يعيش المصالحة واقعًا ملموسًا وليس من خلال وسائل الإعلام وتصريحات المسئولين فقط، ونحن مع القانون وتطبيق القانون وضد مخالفته بأي شكل من الأشكال، لأن المصالحة لا تعني الفوضى أو الفلتان ولكن لا يجب الخلط بين هذا وذاك، ونتمنى على السيد الرئيس محمود عباس أن يصدر أمره بوقف المحاكمات السياسية والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين بالسرعة الممكنة، وكذلك فإننا نطالب الحكومة في قطاع غزة اتخاذ ذات الإجراءات حتى نشعر أن هناك مصالحة فعلية وأننا طوينا صفحة الانقسام ووضعناه خلف ظهورنا.

ماذا لو نجحت حماس في الانتخابات المقبلة...؟

المركز الفلسطيني للإعلام،،، حسام الدجني

لم تقتصر حدود السؤال عند الفلسطينيين بل أصبح هذا التساؤل عابراً للحدود، ومثار اهتمام العديد من القوى الإقليمية والدولية، كما هو مثار اهتمام كل فلسطيني في الداخل والشتات، وتحديداً بعد الحراك الذي تشهده القاهرة هذه الأيام بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام بين جناحي الوطن، وبناء نظام سياسي يستوعب الجميع، واستراتيجية وطنية ملزمة لكل الأطراف من أجل الوصول لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني بإنجاز مشروعه الوطني التحرري، وإقامة دولته المستقلة.

ما يدور بالقاهرة الآن يؤكد بأن استحقاق الانتخابات هو قادم لا محالة حسب ما صرحت به القيادة الفلسطينية وحركة حماس وحددت تاريخ مايو من العام المقبل موعداً للعرس الديمقراطي الذي يؤصل لثقافة الشراكة والتداول السلمي للسلطة، وكذلك تجديد الشرعية الدستورية والسياسية للقوى والفصائل الوطنية والإسلامية وتحديد أوزانها من خلال الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، كونه هو الوحيد الذي سيقرر هوية أعضاء المجلس الوطني والتشريعي وهوية رئيس السلطة الفلسطينية...

وهنا لابد من التأكيد على أن الانتخابات المقبلة مهما كانت نتائجها ستصب في المصلحة الوطنية الفلسطينية، لأن ما تم التوافق عليه أن العمل في المرحلة المقبلة هو عمل مشترك، وبذلك الحكومة التي ستأتي بعيد الانتخابات ستكون حكومة وحدة وطنية، الكاسب منها كل الشعب، والخاسر إسرائيل وحلفاؤها..

لكن السؤال الأبرز الذي يشغل بال العديد من مراكز الأبحاث والدراسات في العديد من الدول، وعلى رأسها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، ماذا لو نجحت حماس في الانتخابات المقبلة...؟

قبل الخوض في الإجابة عن هذا التساؤل لابد من تناول مدى واقعيته، فهل ستحقق حماس فوزاً في المؤسسات السياسية الثلاث... المجلس الوطني والرئاسة والتشريعي...؟ ربما البيئة السياسية السائدة في المنطقة تؤكد واقعية هذا الطرح، ففوز الإسلاميين في كل من مصر وتونس والمغرب، والتحول في السياسة الخارجية الأردنية تجاه حركة حماس، بالإضافة إلى تحولات لدى العديد من دول الخليج العربي تجاه الحركة الإسلامية، كل ما سبق سيعزز من فرص فوز حركة حماس لأن نظرية الدومينو السياسية ستؤثر على المزاج العام للناخب الفلسطيني، لأن نجم الإسلاميين يسطع في عنان الشرق الأوسط، حتى فرض نفسه على السياسة الخارجية الأمريكية، وأربك حسابات إسرائيل مما دفعها لتشكيل قوى عسكرية مثل قيادة العمق ذات المهام الاستراتيجية للتعبير عن أزمتها وتخبطها والتعاطي عسكرياً مع التحولات في المنطقة...

أما داخلياً، فالشعب الفلسطيني الذي انتخب حماس عام 2006م بنسبة تتجاوز الــ60%، قد يعيد منحها الثقة مرة أخرى، من أجل أن يستعيد كرامته التي انتهكها المجتمع الدولي برفضه خياره الديمقراطي في يناير/2006م، وفرضه لحصار ظالم طال مناحي الحياة في قطاع غزة، وفي المقابل سخر كل دعمه المالي للأجهزة الأمنية في الضفة الغربية من أجل حماية أمن إسرائيل، وبرغم قبول السلطة لهذا الواقع المرير من أجل تحقيق مكاسب سياسية إلا أن الغرب برئاسة الولايات المتحدة خذلت السيد الرئيس محمود عباس برفضها قبول فلسطين على حدود 1967م عضواً في الأمم المتحدة، وموقفها من قبول فلسطين عضوا في اليونسكو، كل ذلك سيدفع المواطن الفلسطيني للرد على الغرب وإسرائيل بمنحه الثقة لحركة حماس.

وللعودة إلى عنوان المقال، فإن هذا السيناريو سيكون عبارة عن زلزال له ارتداداته التي قد تصيب إسرائيل والغرب، فإسرائيل ترى في فوز حماس في المجلس الوطني من شأنه سحب وثيقة الاعتراف المتبادل بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية، وفوزها في الرئاسة أو التشريعي، سيدفع العالم إلى إسقاط شروط الرباعية، وعزل إسرائيل، وهذا سيلقي أيضاً بتداعياته على المشهد السياسي الأمريكي بحيث ستنقسم الولايات المتحدة على ذاتها، من خلال معركة بين المبادئ والقيم والمصالح، لأن من مصلحة الولايات المتحدة المحافظة على مصالح إسرائيل لكسب صوت الناخب اليهودي، ولكن قيم ومبادئ الشعب الأمريكي هي القبول بالديمقراطية ونتائجها، وفوز حماس تأكيد على ثقة الشعب بها وبمنهجها، وبذلك نحن أمام مشهد قد يخدم المصالح الوطنية الفلسطينية.

رسالة إلى الرئيس

المركز الفلسطيني للإعلام،،، ثامر سباعنة

سيدي الرئيس أعلم مقدار انشغالك ولكن اسمح لي بخمس دقائق فقط من وقتك ، فأنا مواطن من شعبك بالضفه الغربية أسعدني كما اسعد كل فلسطيني مخلص ما سمعناه عن المصالحة وعن ما تم الاتفاق عليه بين الفصائل الفلسطينيه ، فحلما جميعا بغد أجمل وأروع نعيش فيه جميعا بأمان وعدل ومساواة ..لكن انتهى حلمي على صوت طرقات على باب منزلي لتسليمي استدعاءً جديدا إلى مقرات الأجهزة الامنية في الضفة.. كنت انتظر وصول بطاقات التهنئة والدعوة الى احتفالات المصالحة إلا انها وللأسف كانت بطاقة دعوة لمراجعة مقر جهاز امني.

سيدي الرئيس..

هذا ليس أول استدعاء او أول اعتقال إنما هذا هو الاستدعاء التاسع علما إني قد قضيت اكثر من مئة وثمانين يوما في زنازين وسجون الأجهزة الامنية في الضفة الغربية ، كنت معتقلا سياسيا رغم كل التصريحات بعدم وجود معتقليين سياسيين فانا لم يتم اعتقالي على حيازة سلاح او اعتداء على السلطة انما تم ويتم اعتقالي واستدعائي لانتمائي السياسي ، وكأنهم ينسون كلماتك سيدي بأن حماس جزء من الشعب الفلسطيني .

سيدي الرئيس...

في كل مرة يطرق فيها باب بيتي يتسمر ابنائي الصغار ويبدأ الخوف يسرق وجوههم فهم يخشون في كل مره أن الطارق سيسرق أباهم منهم ويبعده عنهم أياما او شهورا ... لقد عشنا سنين من الألم والوجع على الحال الذي وصلنا له فنحن لا نحسب للأيام القادمة ولا نضع خططا للمستقبل لأن المستقبل بات مقيدا ومسروقا منا.

سيدي الرئيس

لن اطيل عليك لكني أريد أن أقول لك أني بالمرة السابقة وعندما ارسلوا لي استدعاء قلت لهم لن اذهب ... وفعلا لم اذهب لكنه تم اعتقالي وقضيت اياما في زنازينهم ..اما هذا الاستدعاء الاخير فإني سيدي الرئيس اخبرك باني ساذهب لأرى من الذي فعلا لايرد المصالحة ولأرى هل حلم المصالحة هو فقط في عقولنا ام انه حقيقة واقعة.

المصالحة حوار أم جدال ؟

الرسالة نت،،، بقلم/ د.إيهاب الدالي

- اجتماع عباس ومشعل غدا ...

- اجتماع المصالحة في القاهرة كان يتسم بالإيجابية ...

- اتفقنا أن نعمل كشركاء بمسؤولية واحدة.....

- اتفقت الفصائل الفلسطينية على الإنهاء الفوري للانقسام ...

كل يوم نسمع أن هناك اجتماع من أجل المصالحة، وتأتي الأخبار أن الأجواء إيجابية، وأن هناك تقدم في ملف المصالحة، وأنها باتت أقرب من أي وقت مضى.

ويبقى السؤال الأهم لماذا تذهب حركتا حماس وفتح إلى القاهرة، وعلى أي أساس وأي برنامج سياسي؟

هل تذهب حركة حماس لتجتمع مع حركة فتح لتقنعها بتغيير برنامجها السياسي وأن تسحب اعترافها (بإسرائيل)؟ أم لتقول لها إن التنسيق الأمني يضر بالمصلحة الفلسطينية ويجب إيقاف كافة أشكاله. أم أرادت من ذلك تحقيق مكاسب إعلامية وحسب نقاط على الطرف الآخر!.

وكذلك حركة فتح لماذا هي الأخرى ذاهبة إلى القاهرة ؟ هل لأن السيد محمود عباس فشل في الحصول على دولة أيلول المزعومة ولا يوجد الآن في جعبته أي شيء يقدمه للفلسطينيين سوى أن يطرق باب المصالحة!

وهل المصالحة بالنسبة له ناجمة عن الوعي والإدراك بضرورة الخروج بموقف سياسي ووطني موحد يكون كسَدٍّ قوي ضد المطامع الأمريكية والغطرسة الصهيونية ؟ أم أراد أن يوجه رسالة إلى الكيان الصهيوني إذا أوقفتم المفاوضات معنا فنحن سنتفاوض مع عدوكم القوي وهي حركة المقاومة الإسلامية حماس، فتكون في يده ورقة ضغط قوية يستخدمها لتنفيذ سياسات لم تعد مجدية !.

هل تعي الأطراف الذاهبة لحوار المصالحة بأن هناك فرقاً بين الحوار والجدال؟

إن ذهبوا للحوار فهذا يعني وضع ملف الانقسام أمامهم للتوافق الكامل على رؤية وطنية فلسطينية ببرنامج سياسي موحد بقواسم مشتركة وصولاً إلى مصالحة حقيقية تنفذ على الأرض فوراً.

وإذا كان الهدف هو الجدال فإن كل طرف سيحاول أن يعرض نفسه الطرف النزيه ويلقى بكيل من الاتهامات على أكتاف الطرف الآخر مما يتسبب في تعميق الانقسام وسنسميها "المجادلة الفلسطينية".

إن الانقسام الفلسطيني مصيبة لن يغفرها التاريخ لنا، لأنها أعطت الصهاينة فرصة تدمير طموحات وآمال الشعب الفلسطيني في أن ينال حريته على أرضه وأن يصلي في مقدساته، من خلال تنفيذ الاحتلال مخططاته المتعجرفة من سياسة الاستيطان وتجريف المزيد من الأراضي وقتل من يريد وتهويد مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين المستقلة ونحن منشغلون في خلافاتنا الداخلية.

لقد حاول الاحتلال منذ أن دب بقدميه تراب فلسطين محاربتنا على كافة الأصعدة عسكرياً وإعلاميا وفكرياً،

كما يحاول تقزيم قضيتنا وجعلها قضية حزبية أو فئوية، فبدأ حربه الفكرية علينا بقصة التمييز العنصري بعد تهجيره لأجدادنا "أنت لاجئ أم مواطن" ، "حضري أم بدوي" والآن يريد أن يبين للعالم أن القضية هي "حماس وفتح".

فلا نريد الخروج عن الصف الوطني الفلسطيني في الوقت الذي تجتاح الآليات العسكرية الصهيونية الشوارع فوق أجساد شبابنا وأطفالنا وشيوخنا التي لا تميز بين فصيل وآخر.

ومن كانت على أعينه غشاوة ألم تزلها رؤيته لطائرات الغدر الصهيونية في حرب استمرت أكثر من 22 يوماً، شوهدت فيها غزة مغرقة بلون دماء شهدائنا الأبطال وتضاريس غزة لم تدع لوناً يتميز عن الآخر.

لا نريد أن نجتمع من أجل الاجتماع ونذهب للمصالحة لمجرد أن يكون عنوانا رئيسا في الصحف اليومية وعلى نشرات الأخبار، والتي مل الشارع الفلسطيني من تكرارها دون جدوى؟

والخوف أن نجد أنفسنا بعد عشرين عاماً نغير العنوان ونبدأ الحديث عن (المصالحة العبثية)، ويأتينا أحد المفاوضين بكتاب يسميه "الحياة مصالحة" على غرار كتاب لكبير المفاوضين الفلسطينيين "الحياة مفاوضات" .

سيدي الرئيس محمود عباس و يا سيدي خالد مشعل، ألا تعلمون بأن الطفل الفلسطيني قد نضجت أفكاره ولم تعد أحلامه هي مشاهدة القط والفأر" توم وجيري"!، نريد منكم أن تحملوا هموم شعبكم وألا تخفوا عليه شيئاً وأن تكونوا صريحين مع بعضكم، ظاهرين حُسْنَ نواياكم.

لا نريد أن تنحصر قضيتنا في حوار ومصالحة وننسى صلب القضية الفلسطينية، فنحن شعب مرابط على أرضه إلى يوم الدين هدفنا تحرير مقدساتنا وطرد الاحتلال من كافة أراضينا، ليعود لاجئينا من جديد على أرضهم التي سلبت منهم، ويعود أسرانا ليعوضوا زهرات عمرهم التي قطفت منهم عنوه وبهتانا

معركة الإبرة بين غزة والصين

الرسالة نت ،،، بقلم: م. كنعان سعيد عبيد

قصتنا ليست مُسلية كعلي بابا والأربعين حرامي ولا على نمط "إنها تذكِّرة" المذكِّرة بل قصة شعب بدأت معركة كرامته مع أول كرت تموين تُصَفُ لأجله الطوابير مُنتظِرة كيلَها من طحين الذُّل على رواية مسلسل التغريبة الفلسطينية للمخرج حاتم علي, معركة الأرض والإنسان يخوضها الشعب الفلسطيني بكله يوم أن سلَّطت وكالات الإغاثة نيران طحينها وقذائف حليبها على الَّلاجئين مُستَهدِفة الكرامة والذَّاكرة كما المُفتاح وأوراق الطابو حالمةً بأب ينتظر كيل طحين وولد ينسى.

ولم يَكُن الشعب الفلسطيني عِنْد سُوء ظنِّ أصحاب الطَحين به ولم يفقد بوصلة الكرامة يوم أن أصبح الفلسطينيون ملوكَ الهندسةِ والتعميرِ وأمراءَ الطبِ والتدريسِ وعمالقةَ الإدارة والتصنيع أصحاب صنعة ومهنة كانوا كشغالات النحل لا كمرتزقة الدبابير.

ولغزة شأن غير بعيد عن معركة كرت التموين يوم أن تألقَّت المقاومة على نحو وعي ثقافة الانتصار والصمود أُريدَ لها أن تَدخل معركة الكابونة وطوابير فرص عمالة البطالة ليصبح عشرات ألاف مهرة الصناع والخياطين زبائن بوابات جمعيات الإغاثة على ثقافة اليد السفلى متسولة قوت يومها قانعة بفتات.

وللإبرة خصوصية مقالنا يفهمه أهل الاقتصاد والخياطين يوم كنا نلبس مما نَخِيطُ ونَخِيطُ مما نَنْسُج يوم كانت غزة تحتضن أكثر من خمسين ألف آلة خياطة يومها ألبسنا غيرنا صنع أيدينا وكنا أهل صنعة ذات اليد العليا.

ومع الصين معركة ذات الإبرة لم ننتصر فيها كما انتصرنا في معركة ذات الشوكة مع إسرائيل يوم غزتنا منسوجات الصين من كل حدب ينسلون وكأنها يأجوج ومأجوج أو كأننا وقعنا وثيقة استسلام تتكفل بها غزة بتشغيل عشرين ألف خياط ونساج صيني وتتعهد بإغلاق مشاغل الخياطة في غزة.

وعلى الحكومة وأهل الاقتصاد أن يحسموا معركة الإبرة مع الصين لِتُقفل فيها الحدود أمام الملابس والمنسوجات الصينية، ولا بد من رباط على ثغور المعابر وإعداد رباط الخيط تُصد فيها كل مخيطة تقذف بأبنائنا بعيداً عن ثقافة الأكل من تعب اليد, وأهل الصنعة يعرفون أنهم على أبواب التحضير لأزياء موسم العام الدراسي الجديد الذي يستلزم ما يزيد عن مليوني مخيطة كفيلة بتحريك عشرين ألف إبرة خياطة وتحرك معها عجلة الاقتصاد المنتج لا اقتصاد التسول وعلى أهل الصنعة من النساجين والخياطين إتقان صنعتهم لنيل محبة الله "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" وعلى فرق مراقبة الجودة في الحكومة متابعة جودة الإنتاج وحسن التصنيع, وعلى نقابات الخياطين والغرف التجارية أمانة الدفاع عن أهل الصنعة.

ومعركة المسمار للنجارين من أخوات معركة الإبرة كغيرها من المعارك التي يجب أن تُخاض، لذا وجب لها الإعداد.

آفاق النضج الوطني !

الرسالة نت،،، مؤمن بسيسو

انطلاق عجلة المصالحة الفلسطينية بشكل فعلي في القاهرة، وما حملته من بشريات لامست شغاف قلب كل فلسطيني، عبّر عن نضج وطني فصائلي، واستشعار، ولو متأخر، لجسامة وخطورة التحديات التي تعصف بالوضع الفلسطيني الداخلي وتتربص بالقضية الفلسطينية دوائر التصفية والاستهداف.

في حوار صحفي مؤخرا، عزا جبريل الرجوب عضو مركزية فتح حراك المصالحة إلى درجة النضج لدى الأطراف الفلسطينية المختلفة، وعلى رأسها حركة حماس، وطبيعة إدراكها للاستحقاقات الدولية.

الرجوب أدرك جانبا من الحقيقة والصواب حين تحدث عن نضج الفصائل، لكنه لم يقل كامل الحقيقة حين انحرف برأيه قليلا عن جادة الصواب، وأغفل أن التشخيص الصحيح لمشكلة الانقسام يكشف عن أن النضج الأكبر كان من نصيب "أبو مازن" الذي ملك بيده مفاتيح المصالحة، وارتهن مسارها وحظوظ نجاحها لأجندة برنامجه الخاص وتوظيفه السياسي للأحداث السياسية والملفات الوطنية المختلفة.

نضج حماس كان واضحا، فالحركة التي عايشت تجربة الحصار والعدوان في ظل حكومة فقيرة الخبرة والموارد والإمكانيات باتت أكثر قدرة على تفهّم خلفيات الأوضاع والظروف والمواقف، وأكثر قدرة على استيعاب المتغيرات الحاصلة، وأكثر قدرة على قراءة الأحداث والمستجدات المحلية والإقليمية والدولية، ما أسهم في تجاوزها للعديد من المطبّات المصطنعة أو العوائق الصغيرة التي انتصبت في مسار المصالحة خلال جولات الحوار الماضية.

نضج فتح كان ملموسا من خلال نزولها عن سقف الاشتراطات والمواقف المسبقة التي أعاقت تطبيق المصالحة طيلة الأشهر الماضية، فالحركة باتت أكثر قناعة بحتمية دوران عجلة الشراكة الوطنية في اتجاهها السليم، وأكثر فهما لتشابكات وتضاريس السياسة الدولية، وأكثر قدرة على التعاطي مع الأطياف الفصائلية الفلسطينية من جهة، و(إسرائيل) والولايات المتحدة من جهة أخرى.

واقع الحال أن وضوح النضج الفصائلي لا يعني تمامه أو اكتماله، ولا زلنا بحاجة إلى شوط أو لربما أشواطا إضافية من العمل الوطني لبلوغ النضج المطلوب، لأن النضج المدفوع بالضرورة المجردة ليس كافيا لمعالجة القضايا الوطنية المصيرية ومواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه القضية الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة.

النضج وفق طموحنا الوطني يجب أن يتأسس على أرضية القناعة الوطنية التامة التي تعالج الشأن الوطني برمته بروحية الفهم والإدراك التي تجد ترجماتها في مواقف وسياسات وطنية خالصة لا يعتريها الخلل أو النقصان بعيدا عن منطق الضرورة الذي يسيّر الآن قطار المصالحة الوطنية.

على أية حال، يكفي أن الفرقاء دشّنوا اللبنة الأساس في جدار الشراكة الوطنية، ولا غرو أن تراكم المخرجات الإيجابية التدريجية لجولات الحوار الرئيسية والفرعية من شأنه أن يثري التجربة الوطنية الفلسطينية، ويدفع بالنضج الوطني الفصائلي شيئا فشيئا نحو الاكتمال.

نطمح إلى أفق فلسطيني رحب يملأ فضاءاته نضج الفهم والقناعة وليس نضج الضرورة والاضطرار، فالوطن يضيع، والقدس تهوّد، والأرض تُسرق، والاستيطان ينتشر، والإرهاب يتصاعد، والمجتمع الدولي يبدو في أشد لحظاته ضعفا أمام جبروت الاحتلال وتخاذلا عن نصرة الفلسطينيين، وما لم ننضج وطنيا، فهما ووعيا وفكرا وثقافة، وننزل عند مقتضيات الشراكة والوفاق، ونحترم الآخر الوطني، ونعمل وفق المشتركات الوطنية، فإن مخططات الاحتلال ستمضي بلا عوائق، وحينها سنصبح أشبه بالظاهرة الصوتية التي تدمن الصراخ خارج إطار الزمن والواقع.