ابرز المقالات في الصحف العربية المتعلقة بالشأن الفلسطيني
في هذا الملف :
- مهرجان تاريخي في غزة /// رأي القدس
- هل نستبشر بأجواء المصالحة الفلسطينية؟! /// ج الدستور الاردنية / ياسر الزعاترة
- اللون الأصفر في القدس /// ج الرأي الأردنية / د. موسـى الكـيـلاني
- سبيان وليس سبي واحد /// ج الدستور الاردنية / رشيد حسن
- آفاق قاتمة للشرق الأوسط في 2013 /// ج الحياة اللندنية / باتريك سيل
- اخنقوا فلسطين يا عرب! /// ج النهار اللبنانية / راجح الخوري
مهرجان تاريخي في غزة
رأي القدس
عندما يتدفق مئات الآلاف من ابناء قطاع غزة الى ميدان السرايا قلب مدينة غزة حاملين الاعلام الصفراء، ومرددين اهازيج المقاومة والصمود، احتفالا بالذكرى 48 لانطلاق حركة 'فتح'، فهذا يوم تاريخي بكل المقاييس وعنوان مرحلة جديدة للوحدة الوطنية الفلسطينية، وخطوة كبيرة مبشرة بالامل على طريق المصالحة الوطنية.
تصرفت حركة 'حماس' بمسؤولية كبيرة عندما لم تسمح فقط باقامة هذا المهرجان الكبير المتميز، وانما شاركت فيه جنبا الى جنب مع مسؤولي حركة 'فتح' الذين عبروا الحدود الى القطاع للمشاركة فيه.
مشاركة مئات الآلاف في هذا المهرجان، لا يجب النظر اليها على انها تأييد لحركة 'فتح' فقط، وانما استفتاء شعبي على الوحدة الوطنية الفلسطينية، ونبذ الخلافات والحواجز، وللتأكيد على خيار المقاومة باشكالها كافة.
فالاحتفال بانطلاقة حركة 'فتح' هو احتفال بالرصاصة الاولى باتجاه الاحتلال، وتمسك بالثوابت الفلسطينية التي تبنتها وتعهدت بتحقيقها، وعلى رأسها حق العودة واستعادة جميع الاراضي الفلسطينية من البحر الى النهر.
حركة 'فتح' قدمت آلاف الشهداء والاسرى على مدى هذه المسيرة النضالية الطويلة لا يجب انكارها، او التقليل من شأنها، وكانت العنوان الابرز للنضال الفلسطيني ومشروعه الوطني، والاهم من كل ذلك، بناء المؤسسات الوطنية التي انصهرت فيها مختلف اطياف الخريطتين القتالية والسياسية الفلسطينية في ظل اطار ديمقراطي اثار اعجاب العالم بأسره.
لم يبالغ الرئيس الراحل والشهيد ياسر عرفات عندما كان يتحدث عن ديمقراطية البنادق، ويحرص على وجود الرأي الآخر في المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهو ما نفتقده هذه الايام، نقولها بكل مرارة.
هذا التقارب بين قطبي المعادلة الفلسطينية الاكبر، اي حركتي 'فتح' و'حماس'، ما كان ليتحقق لولا حرص الجانبين على طي صفحة الخلاف وبدء صفحة جديدة من التفاهم والتنسيق. فها نحن نرى، وللمرة الاولى، منذ عام 2007 اعلام حركة 'حماس' ترفرف في رام الله والخليل وجنين وطولكرم احتفالا بذكرى انطلاقة الحركة، وها نحن نرى اعلام حركة 'فتح' ترفرف في وسط مدن قطاع غزة بحرية واباء.
هذه الروحية العالية في المسؤولية يجب ان تستمر وتتعزز بعد هذه الاحتفالات، وان تؤسس للقاءات جادة لاكمال مسيرة المصالحة الفلسطينية على اسس صلبة، غير قابلة للكسر مثلما كان الحال في المرات السابقة.
خطاب الرئيس محمود عباس في هذا المهرجان كان مليئا بالوعود بالنصر والتحرير، ونأمل ان نرى تنفيذا لهذه الوعود، مثلما نأمل ان يكون خطابه المقبل حيا من وسط القطاع.
لحظة تاريخية فعلا، اثلجت وتثلج قلوب ملايين الفلسطينيين في الوطن والشتات، اضاءت شمعة من الامل وسط حالة الظلام التي تعيشها الامة في ظل التغولين الاسرائيلي والامريكي.
هل نستبشر بأجواء المصالحة الفلسطينية؟!
ج الدستور الاردنية / ياسر الزعاترة
رغم أن الانفراج الذي يتبدى في الضفة الغربية لم يبلغ المستوى المأمول، حيث تتواصل الاعتقالات والاستدعاءات -وإن بوتيرة محدودة- إلا أنه بالإمكان القول إن قدرا من التطور قد حصل في موقف السلطة حيال حركة حماس، الأمر الذي تم على نحو متبادل في شق منه كما هو حال السماح لفتح بإقامة مهرجان لها والذي تابعناه أمس في قطاع غزة بعد السماح لحماس بإقامة مهرجانات في الضفة الغربية.
ما ينبغي قوله ابتداءً في سياق الحديث عن المصالحة الفلسطينية إن الانقسام قد حمِّل من الذنوب أكثر بكثير مما يحتمل، فيما جرى تجاهل المشكلة الأكبر التي ترتبت عليه.
لقد حمّلوه على سبيل المثال فشل مسار المفاوضات، وقالوا إن الاحتلال قد استفاد من الانقسام عبر الحديث عن غياب الشريك الفلسطيني، فيما يعلم الجميع أن المفاوضات قد مضت منذ بداية أوسلو وحتى قمة كامب ديفيد صيف العام 2000، ولم تأت بنتيجة، فيما فاوض محمود عباس أولمرت ثلاث سنوات وقدم له تنازلات مغرية كما كشفت وثائق التفاوض، إلا أن الأخير لم يجرؤ على اتخاذ قرار نهائي بسبب خوفه من اليمين، بفرض قناعته كما تبدى في كلامه لاحقا بعد تركه السلطة.
فشل مسار التفاوض لا صلة له البتة بمسألة الانقسام، وتصاعد الاستيطان والتهويد لا صلة له بها أيضا، بل بغياب المقاومة، وحين كانوا يفاوضون أولمرت، كانت حكومته تسرِّع الاستيطان على نحو لم يسبقها إليه أحد.
العبء الأكبر الذي ترتب على الانقسام، واستفاد منه الاحتلال هو ذلك الذي لا تشير إليه دوائر السلطة ممثلا في حالة الإحباط التي نتجت عن الشرخ الذي وقع بين أبناء الشعب الفلسطيني بسبب المقارنة بين فتح وحماس ومساواتهما في الذنوب بعد الحسم العسكري، فضلا عما ترتب على ذلك الحسم العسكري من تشجيع السلطة على استهداف حماس وبرنامج المقاومة في الضفة. في ظل هذه الأجواء البائسة لم يكن بوسع الشارع في الضفة أن يطلق انتفاضة جديدة ردا على ممارسات الاحتلال بسبب شعوره العام بالإحباط، فضلا عن إشغاله عن قصد بحكاية المال والأعمال والاستثمار والرواتب.
الآن، هل يمكن القول إن الأجواء الإيجابية التي نعيشها منذ حرب نتنياهو على القطاع وانتصار المقاومة، وتفاعل الضفة الغربية معها، ومن ثم تأييد حماس لخطوة عباس بالذهاب للأمم المتحدة رغم تناقضها مع رؤيتها وبرنامجها؛ هل يمكن القول إن ذلك كله يشكل مؤشرات على قرب المصالحة؟
من الصعب الجزم بذلك، فالشيطان دائما يكمن في التفاصيل، والتفاصيل العالقة بين الطرفين في ظل ما يشبه الدولة في قطاع غزة ومثيلتها في الضفة، إلى جانب استحقاقات العلاقة مع الاحتلال وارتهان السلطة لتلك العلاقة، ومعها العلاقة مع المانحين الدوليين، كل ذلك يطرح أسئلة ليس من السهل الإجابة عليها.
ما يعنينا في هذا السياق كأناس هاجسنا مصلحة القضية برمتها، وليس مجرد تحقيق مصالحة بين فصيلين، ما يعنينا هو سؤال الأساس الذي ستتم المصالحة على قاعدته، فما نسمعه من طرف السلطة لا يشير البتة إلى أي تفكير بتغيير الإستراتيجية التي يسيرون عليها منذ سنوات طويلة، وها هو صائب عريقات يبشرنا بوجود مبادرات لاستعادة مسار المفاوضات مع الاحتلال، مع أن عاقلا على وجه الأرض لا يقول بأن لدى نتنياهو ما يقدمه لهم أفضل مما قدمه باراك وأولمرت.
كل ذلك يعني أن المصالحة ستتم على قاعدة استعادة وحدة سلطة صممت لخدمة الاحتلال عبر انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة، وهي سلطة سيبقى رهانها على التفاوض ولا شيء سواه، لأن شعار المقاومة السلمية الذي يطرحه رموزها لا يبدو مقنعا، كونه لا يعني المقاومة السلمية الحقيقية التي تعني اشتباكا مع حواجز الاحتلال وجنوده ومستوطنيه وصولا إلى العصيان المدني، بل مجرد مظاهرات عابرة لا تشكل أي عبء عليه.
حلُّ هذه المعضلة لا يكون إلا بإعادة الشعب الفلسطيني إلى موقعه كصاحب ولاية على قضيته، وذلك عبر إعادة تشكيل منظمة التحرير بالانتخاب في الداخل والخارج، فيما تكون السلطة بشقيها مجرد إدارة مدنية تدار بالتوافق، وحين يحدث ذلك لن يقبل الشعب الفلسطيني بغير مسار المقاومة الشاملة في كل الأرض الفلسطينية، والذي يستفيد من أجواء الربيع العربي والتحولات الدولية المعقولة.
نفتح قوسا لنشير إلى الخطأ الذي ارتكبه موسى أبو مرزوق حين دعا عباس إلى التهديد بتسليم مفاتيح السلطة لحماس بدل نتنياهو، لكأن عباس في وارد أن يفعل، أو لكأن بوسع حماس أن تكرر فيها تجربة غزة رغم الفارق الكبير بين الحالتين، حيث لا وجود للاحتلال في القطاع الذي لا يُعتبر أصلا من أرض إسرائيل بحسب قناعة الصهاينة.
إذا لم تنجح عملية إعادة تشكيل منظمة التحرير، ولم يتفقوا على إدارة توافقية للسلطة، فلن تستفيد القضية من هذه المصالحة، بقدر ما سيستفيد منها نتنياهو بتكريس برنامج السلام الاقتصادي الذي هو عمليا برنامج الدولة المؤقتة، وحين يتحدث تقدير الاستخبارات الأمريكية لعام 2030 عن أن دولة فلسطينية ستكون موجودة في ذلك التاريخ دون حل معضلة القدس واللاجئين (وبوجود الكتل الاستيطانية الكبرى الخاضعة لمعادلة تبادل الأراضي)، فهذا يعني أنهم يدركون طبيعة المسار القائم على حقيقته بعيدا عن الشعارات المعلنة.
أملنا الأكبر في ضوء ذلك هو في الشعب الفلسطيني في الضفة الذي يمكنه إنقاذ القضية من متاهتها الراهنة بتفجير انتفاضة تدفع الجميع للانخراط فيها والتوحد في ميدان الفعل كما توحدوا في انتفاضة الأقصى من قبل.
اللون الأصفر في القدس
ج الرأي الأردنية / د. موسـى الكـيـلاني
ذكر لي صديق زار رام الله قبل ايام , أن السلطات الاسرائيلية في القدس طلبت من أصحاب المحلات التجارية في سوق القطانين دفع غرامة خمسمائة شيكل لمن يُشْغل رصيف الشارع بمسافة تتجاوز مترا واحدا. وقد وضع عمال البلدية خطا من الدهان الاصفر امام الحوانيت واعلنوا ان على العربي التقيد بتلك المساحة.
ويبدو أن هذا هو الموروث الثالث الذي استنسخه الاسرائيليون من سنوات اضطهادهم عبر القرون سواء بواسطة مذابح « البوغروم « على ايدي القياصرة الروس مرورا بالسعي لوضع الحل النهائي لافنائهم بواسطة افران الغاز النازية « الهولوكوست «.
وكان اللون الاصفر ما رسمه شباب الحزب النازي عام 1935 على منزل كل يهودي نهارا قبل المجيء ليلا وحرقه. كما سبق أن فرض ملك الاسبان فرديناند عام 1495 لبس طوق أصفر اللون على كل يهودي في مدريد.
وعندما ثار اوليفر كرومويل في بريطانيا ضد ملوكها عام 1649, فرض لبس اللون الاصفر على غطاء الراس لجميع اليهود.
ويقولون في علم النفس التحليلي ان الضحية يستنسخ صفات جلاديه ويختزنها في عقله الباطن حتى اذا ما ازفت له الفرصة المواتية قام باستجلاب تجارب اللاوعي السابقة ليمارسها ثانية كي يمنح نفسه الشعور الداخلي الوهمي بما يدعونه» شبق القوة والاستعلاء» كما كان يتخيل تلك الصفات التي ارتبطت في ذهنه بقدرة جلاديه.
ويأتي حاليا استخدام اللون الاصفر على المحلات التجارية العربية في بسطات القدس ليكون جزءا من حملات صهيونية عديدة بدأها شمعون بيريس عندما قال يجب تهجير جميع العرب من القدس, وذلك قبل اعوام من ممارسات شارون الذي طالب « بيهودية اورشليم العاصمة « كي لا يبقى فيها مسيحي او مسلم .
وبالرغم من وجود 330 الفا من العرب والمسلمين في القدس حاليا , الا ان تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل اسبوعين تشير الى اعادة صياغة المعادلة السكانية بضم المستوطنات في الضفة الغربية لتكون جزءا رئيسيا من القدس , وتعبيد الشوارع وشق الانفاق كي يكون التواصل العمراني مكتملا ما بين القدس وكتل الاستيطان الخمس وهي : معاليه ادوميم ( 45 الفا ) موديين علييت (56 الفا ) ارييل (47الفا) غوش عصيون (59 الفا ) جفعات زئيف (19 الفا ). ويبلغ مجموعهم 226 الف مقدسي جديد ليواجه عرب القدس الصامدين هناك.
وضم مستوطنة معاليه ادوميم الى القدس يعني ايجاد التواصل الجغرافي برا بين المستوطنات والقدس إلا انه يقطع اتصال مدن الضفة الغربية العربية مع القدس الشرقية , ولذلك رفض الاسرائيليون الاقتراح الامريكي لبناء شارع سفلي وانفاق بعرض ستين مترا تربط عرب القدس الشرقية مع عرب الضفة الغربية .
ويروي الصديق العائد من رام الله ان ابناء القدس صابرون وهم يرون سيوف نتنياهو تكاد ان تنحر اوداج ابنائهم وهم مكبلون على المقصلة , إلا ان آلامهم تتضاعف عندما تُدرج قضيتهم في ذيل جدول الاعمال في جميع القمم العربية والمنتديات الاسلامية وحتى في البيانات السياسية لمرشحي الدوائر الانتخابية في عدة دول عربية .
سبيان وليس سبي واحد
ج الدستور الاردنية / رشيد حسن
يكشف المؤرخ العلامة، والمناضل القومي ، عجاج نويهض في كتابه “بروتوكولات حكماء صهيون” الصادر عن دار الجليل، وفي الجزء الثالث من المجلد الثاني، ص106، ان اليهود في فلسطين تعرضوا لسبيين وليس لسبي واحد ، كما هو متداول عند البعض.. والسبيان قام بهما ملوك العراق، لعدائهم لدول العراق ، وارتباطهم بدولة فارس، كما تبين فيما بعد، فالسبي الاول قام به سرجون ملك الاشوريين عام 721 قبل الميلاد، حيث قام بسبي يهود السامرة الى اشور ونينوى ، ولم يبقِ على أحد الا الضعفاء الذين لا يقدرون على المشي، وبقوا هناك ولم يعد منهم أحد.
وأما السبي الثاني فقام به نبوخذ نصر ملك الكلدانيين عام 606 قبل الميلاد، حيث قام بسبي اليهود المقيمين في منطقة القدس ، وبين السبيين حوالي “115”سنة، وهؤلاء الذين سبوا الى بابل ،عاد منهم اربعة الاف ،على يد الامبراطور كورش الفارسي ، بعد احتلاله بابل ، عام “536” قبل الميلاد، وبقي العديد من اليهود الذين رفضوا العودة الى فلسطين ،وهو من يطلق عليهم فيما بعد يهود العراق.
رواية المؤرخ نويهض تضعنا امام حقيقتين: انه لم يكن سبيا واحدا، بل هما سبيان قام بهما ملوك العراق الاشوريون والكلدانيون، الاولى ليهود السامرة ، والثاني ليهود القدس، والحقيقة الثانية : ان الذي اعادهم الى فلسطين، وقام بحمايتهم من القبائل العربية الفلسطينية ،التي تحيط بهم في الساحل،وبالذات في اسدود، وفي جبال الخليل ونابلس والاغوار، هي فارس القديمة، حيث لم يمتد ملكهم على أكثر من “40”كيلومترا، ومد يد المساعدة اليهم حتى استطاعوا بناء الهيكل للمرة الثانية في عام “516” قبل الميلاد ، حيث جرى تدميره على يد الرومان عام “70”م، وطرد ما تبقى منهم خارج فلسطين.
وهذا يقودنا الى التذكير بان عدد اليهود في القدس وحينما سقطت بيد الصليبيين لم يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة، وهذا يعود الى ما اسلفناه، والى العداء المستحكم بين اهلنا المسيحيين واليهود لمؤامراتهم القذرة على السيد المسيح ، وهو ما ترجم في العهدة العمرية ، اذ اشترط بطريرك القدس، صفرونيوس على المسلمين “ان لا يسكن القدس يهود” وهو ما كان في حينه.
ومن ناحية أخرى،يضيء نويهض العلاقة المتميزة التي كانت تربط اليهود في العصور القديمة بالامبراطورية الفارسية ، ويشير الى انها قدمت لليهود حينذاك أكثر ما قدمت بريطانيا ص107.
ويمضي في سرد مقاومة العرب لليهود في فلسطين، وخاصة اليهود الذين بقوا في السامرة ،ولم يتم نفيهم الى اشور ونينوى ،وتحالفهم مع القائد العربي “جشم”القادم من شمال الجزيرة العربية، ومنعهم من اكمال بناء الهيكل ، لولا تدخل الملك الفارسي ووقوفه معهم وحمايتهم.
ان أهمية بروتوكولات حكماء صهيون، علاوة انها تكشف مؤمرات اليهود ، للسيطرة على العالم بواسطة المال والجنس..الخ، الا انها ايضا، تكشف عن الصراع العربي اليهودي القديم قدم التاريخ نفسه، ولم يهدأ مطلقا، ولا يزال، ووقوف فارس القديمة الى جانبهم وقيامها باعادتهم الى فلسطين، ويكشف كيف تسللوا للامبراطورية الفارسية، تحت ستار الجنس ، “حكاية استر ومردخاي” ، وايقاعهم بالعنصر العربي القائد “ماهان “ الذي كان مستشارا للملك الفارسي.
باختصار.....الصراع العربي-الصهيوني صراع قديم قدم التاريخ نفسه، وفي بروتوكولات حكماء صهيون، كانت فارس القديمة لهم بمثابة بريطانيا، فالاولى اعادتهم الى فلسطين بعد النفي، والثانية اعادتهم بفعل مؤامرة وعد بلفور، ليقيموا كيانا عنصريا دخيلا ، فهل سيكون مصيرهم هذه المرة كمصيرهم عام”70” وقد هدم الرومان المعبد على رؤوسهم؟ نجزم ان التاريخ سيعيد نفسه.
آفاق قاتمة للشرق الأوسط في 2013
ج الحياة اللندنية / باتريك سيل
الجمعة ٤ يناير ٢٠١٣
من المستبعد أن تكون السنة المقبلة سعيدة بالنسبة إلى الشرق الأوسط غير المستقرّ. وعلى رغم سقوط بعض القادة الدكتاتوريين، ومن مطالبة عرب كثيرين بحقوقهم الآن، لا مفر من الواقع الذي يفيد بأن حصيلة السنتين الماضيتين بقيت سلبية إلى حد كبير. وما من دليل مقنع في أي من الدول التي طاولها الربيع العربي، على السلام والمصالحة والحكم الرشيد، وتحسّن مستوى المعيشة في أوساط الأشخاص العاديين، وازدياد الحسّ بالمواطنة، ناهيك عن الديموقراطية الحقيقية.
وقد عانت بعض البلدان أكثر من غيرها. إلا أن صراخ ودموع السوريين، الذين بلغ عدد القتلى بينهم عشرات الآلاف، ومئات آلاف الجرحى والجياع والمهجرين، تُثقل ضمير العالم إلى حدّ كبير. إلاّ أنّه لا نهاية لهذا الاحتضار. وإن اقتبسنا ما قاله مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، فإن سورية تواجه خطر النزول إلى الجحيم، هذا إن لم تكن فيه الآن.
ولا تقتصر الضحايا على كل من الدول العربية، فقد تلقّى النظام السياسي العربي صفعات هائلة، وهو لا يزال يواجه حالة من الفوضى العارمة. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن قدرة الدول العربية على العمل معاً بفعالية تقلّصت إلى حد كبير. وهي تواجه صعوبة لتأكيد استقلالها عن القوى الخارجية الجشعة، أو الدفاع عن القضايا العربية على الساحة العالمية، مع العلم أن الصوت العربي يكاد لا يتمتع بأي نفوذ.
لقد اكتسبت بعض الدول العربية ثروة طائلة، ولكن من غير المبالغ فيه إن قلنا إن العرب ككل – ويُنظَر إليهم كمجموعة أشخاص يتشابهون في طريقة تفكيرهم ويتقاسمون اللغة ذاتها والتاريخ عينه، ونظام عقائد متشابهاً – ليسوا أفضل حالاً بكثير مما كانوا عليه قبل أكثر من ستين عاماً، عندما ضاعت فلسطين بين أيادي الصهاينة في 48-1947، وعندما تعرّض العالم العربي لهزيمة نكراء شاملة على يد إسرائيل في عام 1967.
ما الذي يجعلني أُطلِق هذه الآراء المتشائمة؟ فلننظر إلى الأدلة.
* ثمّة دولتان عربيتان هما سورية والعراق – كان لكل منهما في الماضي دور حاسم في الدفاع عن المصالح العربية – تواجهان اليوم التشتيت والتقسيم، وحتّى احتمال خسارة هويتهما الوطنية. وأقل ما نشهده هو إعادة رسم للخريطة التي أنشأت هاتين الدولتين المنبثقتين من ولايات عثمانية بعد الحرب العالمية الأولى.
* ثمّة لعنة أخرى يعاني العرب بسببها، تتمثّل بنشوء موجة من الكراهية بين السنّة والشيعة. واليوم، يتصّرف هؤلاء الإخوة في الدين الإسلامي – الذين يؤمنون بالله، ويبجّلون النبي نفسه – كأعداء لا يمكن التوفيق بينهم. وما من أمر أضَعفَ العرب أكثر من هذا العداء بين الإخوة، وما من أمر جلب فرحة أكبر إلى قلوب أعدائهم.
في عام 2003، عندما حلّت الولايات المتحدة الجيش العراقي وجعلت حزب البعث خارجاً عن القانون – وهما المؤسستان الرئيسيتان في الدولة العراقية – أطاحت بالدولة بحد ذاتها، وحفّزت حرباً أهلية بين السنّة والشيعة، تسببت بمقتل مئات الآلاف وبتهجير الملايين. وكانت نتيجة هذا الصراع كارثة حقيقية. وثانياً، خسر العراق، في ظل القيادة الشيعية، دوره التقليدي كثقل موازن لإيران. ونتجت من اختلال ميزان القوى مخاوف من الهيمنة الإيرانية في بعض دول الخليج العربي.
وبالنسبة إلى مراقبين مستقلين مثلي، اشتملت هذه المخاوف على قدر كبير من المبالغة، ولكنها كانت تنطوي على تداعيات مؤسفة، إذ تسببت بأن ينظر عدد كبير من دول الخليج العربي إلى إيران على أنها عدو، أكثر من كونها شريكاً – وبلجوئها إلى الولايات المتحدة طلباً للحماية. ولا شك في أن الدعاية الأميركية والإسرائيلية المناهضة لإيران كان لها دور في ذلك.
* يطغى شبح الإفلاس على مصر، القائد التقليدي وأكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، مع العلم بأن اقتصادها منهار، وقد شحت فيها السياحة والاستثمارات الأجنبية إلى حد كبير. وسُمح بارتفاع معدلات الإنجاب، التي بقيت تحت السيطرة بدءاً من خمسينات القرن العشرين. والجدير ذكره أن الفائض السكاني سلب الشعب بمعظمه أي فرصة منطقية لحياة أفضل. إلى ذلك، سمح الاعتماد على الإغاثة الأميركية وعلى المؤسسات التي يديرها أميركيون، على غرار صندوق النقد الدولي، بتقييد كبير لقدرة مصر على متابعة سياسة خارجية مستقلة تصب في مصلحة العرب.
* أما القضية الفلسطينية، التي تشكل حجر الزاوية بالنسبة إلى الكرامة والهوية العربية، فتكاد تكون خاسرة. فحل الدولتين أصبح ساقطاً عملياً. ويواجه العرب احتمال تكبّد هزيمة فادحة، تكمل هزيمة عام 1948. وقد عجزت الدول العربية الثرية عن استخدام تأثيرها على الولايات المتحدة وأوروبا للمطالبة بالعدالة للفلسطينيين، وهو ما يشكل سبباً آخر للانشقاق بين الفلسطينيين. ويقوم سبب ثالث على بروز القوميين المتطرفين دينياً في إسرائيل، الذين يصرون على إنشاء إسرائيل الكبرى، التي يكون فيها الفلسطينيون إمّا محتشدين كالعبيد في بانتوستانات منعزلة، أو مُبعدين عن الأراضي بصورة نهائية.
لقد تمكنت إسرائيل من سلب أراضٍ فلسطينية وصد السلام ومنع أي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية، وممارسة سيطرة عسكرية على المنطقة، وشن هجمات على جيرانها بحسب رغبتها، وذلك لسبب أساسي واحد، وهو أنّها حظيت بدعم لا متناهٍ من الولايات المتحدة. وعلى رغم انتخاب الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية، يبدو مستمراً في تردده حيال مواجهة القوى المؤيدة لإسرائيل، التي تمكّنت من الفوز بنفوذ هائل في الولايات المتحدة، أقله ضمن الكونغرس الأميركي. ومع ذلك، يكمن التناقض في أن عرباً كثيرين لا يزالون يطالبون بحماية الولايات المتحدة! إنّه جنون. ومن الضروري أن يتحرّر العرب من القيود الأميركية وأن يتعلّموا كيفية الدفاع عن أنفسهم.
ما هي قرارات السنة الجديدة التي أجرؤ على توصية القادة العرب بها؟
* أولاً، أن يبذلوا قصارى جهدهم لإيجاد حل للانشقاق بين السنّة والشيعة، الذي يُضعف العالم العربي إلى حد كبير. وقد تقوم خطوة أولية على تنظيم مؤتمر كبير لعلماء الدين من كافة المذاهب الإسلامية – وإبقائهم في مكان واحد إلى أن يحلّوا خلافاتهم.
* ثانياً، أن يحموا ما تبقّى من سورية – ودورها المركزي في كبح جماح إسرائيل، وإيقاف القتل من خلال جلب النظام ومعارضيه إلى طاولة التفاوض، بغض النظر عما إذا كان الأمر يعجبهم أم لا. فما من حل عسكري للأزمة. وتقوم الطريقة الوحيدة لوضع حدّ للدمار المستشري على فرض وقف لإطلاق النار على الطرفين، والتوقّف عن إرسال الأموال والأسلحة للنظام والمتمردين، وعزل المتطرفين القاتلين من الطرفين، ودفع الولايات المتحدة وروسيا، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي ومصر وتركيا وإيران، لدعم مرحلة انتقالية سياسية. ولا تقوم المسألة الأساسية على ما إذا كان الرئيس بشار الأسد سيبقى في السلطة أو يغادرها، حيث أن وحدة الدولة السورية هي التي تقع على المحك. ومن الضروري القيام بذلك لحماية التراث التاريخي الفريد في سورية، ومؤسساتها الحكومية، وأقلياتها العريقة، ودورها الإقليمي الحيوي في مجال الدفاع عن الاستقلال العربي.
* ثالثاً، أن يطالبوا بالعدالة للفلسطينيين، وإن كان الأمر يهدد بانقطاع العلاقات الودية مع الولايات المتحدة وسحب القواعد الأميركية من الخليج.
* رابعاً، أن يبدأوا حواراً استراتيجياً مع طهران، مع الإشارة إلى أن العداء بين العرب والإيرانيين خطأ جسيم، وإلى أن شراكة بين العرب والإيرانيين – تكون بمثابة شراكة على قدم المساواة بالاستناد إلى الثقة المتبادلة ومصالح الطرفين – وحدها كفيلة بحماية منطقة الخليج الحيوية من مخاطر الحرب ومن طموحات القوى الخارجية.
من المرجّح أنّ إعادة تفكير جذرية بالسياسات والتصرفات والتحالفات الراهنة هي وحدها كفيلة بإنقاذ العالم العربي من الحفرة الداكنة التي يتواجد فيها. ولكن أي قائد عربي سيجرؤ على الانطلاق في مهمة كهذه؟
اخنقوا فلسطين يا عرب!
ج النهار اللبنانية / راجح الخوري
الى اين سيصل باراك "بنيامين" أوباما في حربه لخنق محمود عباس وتدمير السلطة الفلسطينية؟ والى متى يمكن بعض الدول العربية التغاضي عن هذه الجريمة البشعة، لا بل المساهمة فيها بالخضوع المعيب للإملاءات الاميركية - الاسرائيلية؟
نعم، السلطة الفلسطينية تختنق. اوباما يطبق على عنق "ابو مازن" تنفيذاً لتهديده الذي ابلغه اياه قبل شهرين ثم اوفد هيلاري كلينتون اليه للغاية نفسها: "إن ذهابكم الى الامم المتحدة سيجلب لكم الكثير من المتاعب ... سيتم خنقكم اقتصادياً، وقد تتسببون بحرب نووية". لكن عباس، الذي كان يعرف انه عرضة حتى للإغتيال، ذهب وحصل على مقعد لدولة فلسطينية غير عضو في الامم المتحدة، وهو ما يعطيها مروحة من الحقوق ويفتح امامها ابواباً للتحرك دولياً ضد تل أبيب التي هالها ان العالم بات امام دولتين: اسرائيل دولة الاحتلال والغزو وفلسطين دولة الحق والارض.
لم تقتصر التهديدات الاميركية على عباس بل وجّهت وبمهانة الى بعض الدول العربية، ذلك ان نتنياهو يضع يديه في رقبة اوباما، الذي لا يكتفي بالقبض على عنق عباس لخنقه بل يرهب بالتهديد الفظ العواصم العربية. وهكذا عندما وقف مندوبو العالم تكراراً وصفقوا لخطاب عباس في الجمعية العمومية، كان الرئيس الفلسطيني يغصّ مرارة من غياب كل وزراء الخارجية العرب الذين تخلّفوا عن مواكبة المناسبة التاريخية خوفاً من نزول الغضب الاميركي الساطع ولم يكن هناك غير وزير خارجية تركيا!
تلك كانت البداية لكن الآتي أعظم وابشع، ذلك ان نبيل العربي، الذي يبدو انه أراد ان يكفّر عن ذنب غيابه عن حضور مناسبة التصويت لدولة فلسطين بالذهاب يوم السبت الماضي الى رام الله، عجز عن اقناع اي من وزراء الخارجية العرب بمرافقته لتهنئة عباس، ليتبين ان العواصم العربية تلقت تهديدات صريحة من البيت الابيض تحذّرها اولاً من الذهاب الى رام الله، وثانياً من الوفاء بالتزاماتها التي تعهدتها في قمة بغداد وفق ما سمي "شبكة الأمان المالية" حيال السلطة الفلسطينية، التي تواجه عجزاً خانقاً اذ لم تستطع دفع رواتب موظفيها، وخصوصاً ان اسرائيل تمتنع عن دفع حصتها من ضريبة المعابر وقيمتها السنوية مليار دولار!
وفي ما عدا السعودية التي تواظب على دفع حصتها من المستحقات للسلطة الفلسطينية، تبين ان الامور وصلت بالبعض الى حدود الفضيحة، وخصوصاً اذا صحّ ان دولاً عربية تنزلق الى اللعبة الصهيونية - الاميركية لخنق هذه السلطة، بعدما اشترطت على "ابو مازن" مقابل الدعم المالي اولاً العودة الى المفاوضات من دون شروط، اي الاستسلام، وثانياً عدم الذهاب الى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة اسرائيل عن جرائم الاستيطان، وبهذا نحن امام حفلة صهيونية - اميركية - عربية لخنق فلسطين المولودة من جديد!