أقــلام وآراء إسرائيلي (282) الاثنــين- 4/03/2013 م
في هــــــذا الملف
لا يوجد أي سلام في الافق
بقلم:عوديد تيرا،عن معاريف
الجيش الاسرائيلي يستعد أكثر من الواجب
بقلم:رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس
جمهور يحق له أن يعرف
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
خطاب اجوف
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
خليط خطير في سورية
بقلم: عمير ربابورت،عن هآرتس
آخِر من لاحظ
بقلم:سيما كدمون،عن يديعوت
زعزعة اقتصادية.. وزعزعة اسلامية
بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت
لا يوجد أي سلام في الافق
بقلم:عوديد تيرا،عن معاريف
تفكير اولئك الذين يقولون أنه يمكن الوصول الى سلام مع الفلسطينيين قريبا، يثير علامات استفهام ولا ينجح في اختبار الواقع. فاسرائيل 'غنية' في التجربة الامنية والسياسية بما في ذلك الخبرة السابقة في فك الارتباط عن غزة وصعود حماس الى الحكم. منذئذ وسكان غلاف غزة يعيشون كابوسا متكررا. ورغم ذلك، كان في اليسار من اقترحوا فك ارتباط اضافي، في يهودا والسامرة، فور فك الارتباط الاول عن غزة. فحاولوا ان تتصوروا ماذا كان سيحصل لو أننا فعلنا ذلك. منطقة غلاف تل أبيب كانت ستبدو كغلاف غزة، بكل المعاني الاستراتيجية في ذلك. كما أن لدولة اسرائيل تجربة سياسية تتضمن التفادي المستمر من جانب الفلسطينيين من الوصول الى اتفاق.
وبدلا من تحليل الدوافع، الخلفية والسياقات في الشرق الاوسط وفي العالم، تطلق ابواق الدعاية شعارات فارغة من المضمون كما يليق بعصر الضحالة التي تسود العالم الاعلامي الجديد. فالحملة الاعلامية، التي خلقت وهم الوصول المحتمل الى السلام، خلقت خيبات أمل لدينا ولدى الفلسطينيين. وفي اسرائيل ستضرب خيبة الامل مجددا المعنويات ولدى الفلسطينيين ستؤدي الى التصعيد. واضافة الى ذلك، فان الحملة التي تدعو الى 'الامل وعدم الخوف' لدى أحد الاحزاب، تخلق احساسا لدى اعدائنا باننا قصيرو النفس ولهذا فان كل ما عليهم أن يفعلوه هو أن يمدوا الوقت ويعرقلوا بذكاء كل مفاوضات إذ أننا في نهاية المطاف سنيأس ونسقط.
في السياق الشرق اوسطي، فان العالم يمر بعدة سياقات غير مشجعة. أولا، الاقليات الاسلامية في اوروبا تتعزز. وهذا سيزيد بشكل مباشر الضغوط التي تمارسها الدول الاوروبية على اسرائيل، ولا يهم كم 'لطفاء سنكون'. ثانيا، الاخوان المسلمون في مصر، سوريا، الاردن ودول اخرى يتعززون. والعدو الوحيد الكفيل بان يضعف في أعقاب سقوط محتمل للاسد هو حزب الله. القاعدة ضعفت قليلا ولكنها تنجح في أن تكون حاضرة في سوريا المنهارة. وتعزز الاخوان المسلمين، الذين لم يسلموا بوجود اسرائيل، يعرض للخطر اتفاقات السلام التي وقعت بيننا وبين مصر، الاردن والفلسطينيين. مصر لا تزال مدعومة من الولايات المتحدة، سواء بالميزانية أم بالجيش، ولهذا فانها تتصرف بضبط للنفس. ولكن عندما يتبين لها بانها لا يمكنها أن تعالج الفقر، وتبدي الجماهر بوادر عدم الصبر، فان هناك احتمالا معقولا لان تحاول القيادة المصرية توجيه غضب الجماهير نحونا لدرجة الغاء اتفاقات السلام وشن الحرب مثلما حصل في الماضي.
أبو مازن وفتح يسيطران في يهودا والسامرة بفضل التواجد العسكري الاسرائيلي هناك. ابو مازن يفهم هذا. كما أنه يفهم بانه اذا ما جرت انتخابات عامة في السلطة فانه سيسقط. من جهة، يريد للجيش الاسرائيلي أن يبقى في الميدان ويحميه ويحمي حكمه، ومن جهة اخرى يأمل ان يتعزز بخطواته السياسية، بما في ذلك الخطوة الكبيرة في الامم المتحدة. من أجل الحفاظ على سيماء المحب للسلام في نظر العالم الغربي فانه كفيل بان يرغب في خلق مظهر من الحوار مع اسرائيل ولكن كلما اقتربت المفاوضات من النهاية الايجابية فانه سيعرقلها كي لا يصل الى اتفاق يؤدي الى خروجنا من يهودا والسامرة، صعود حماس وسقوطه. ابو مازن يناور حسب نهجه بشكل جدير بالتقدير، واليسار في اسرائيل يسير اسيرا خلف سحره العابث.
لا يمكنني الا أتحفظ من تفكير اليسار في اسرائيل. فالركض نحو فك ارتباط اضافي في يهودا والسامرة، والحماسة من الربيع العربي الذي أدى الى صعود الاخوان المسلمين في المنطقة، وعدم فهم دوافع ابو مازن والشعارات الفارغة من المضمون عن السلام القريب الممكن، تؤدي بي الى الاستنتاج بان تفكير اليسار خاطيء وضار.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الاسرائيلي يستعد أكثر من الواجب
بقلم:رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس
يُبينون في الجيش الاسرائيلي ان تقليص ميزانية الدفاع خطير لأنه سيضر ضررا شديدا بالاستعداد للتهديدات المتزايدة. لكن حتى الفحص السطحي يُبين انه يمكن ويجب تقليص ميزانية الدفاع وان ذلك لن يضر باستعداد الجيش لتهديدات المستقبل. إن المشكلة المركزية التي يمكن ان نلاحظها حينما نفحص عن الوضع الحالي وعن خطط الجيش للمستقبل هي القطيعة التي نشأت بين التطورات والمسارات التي تمر بها منطقتنا في الصعيد العسكري وبين بنية الجيش الاسرائيلي واستعداده كقوة المدرعات مثلا. على حسب معطيات معهد بحوث الأمن القومي يملك الجيش الاسرائيلي أكثر من 3100 دبابة ونحوا من 8 آلاف ناقلة جنود مدرعة. وقد صُنع نحو من 1600 دبابة قبل أكثر من ثلاثين سنة وإن نحوا من 220 منها عمرها خمسون سنة تقريبا. واشترى الجيش الاسرائيلي قليلا من ناقلات الجنود المدرعة قبل عقود كثيرة. ويعترفون في الجيش الاسرائيلي ايضا بأنه لا يوجد أي سيناريو حرب في المستقبل في حدودنا سيُحتاج في اطارها أو يُستعمل هذا الحشد العظيم من الدبابات للجيش.
لم تعد احتمالات معارك المدرعات كتلك التي ميزت حرب الايام الستة وحرب يوم الغفران موجودة. فقد أخذ الجيش السوري يُسحق ولم يعد الآن قوة قتالية يجب أخذها في الحسبان. وسيكون الجيش المصري مشغولا في السنين القادمة بشؤون الدولة الداخلية واحتمالات ان تبادر مصر الى حرب أقل من ضعيفة.
لكن حتى لو استقر رأي المصريين على بدء حرب فان قواتهم المدرعة ستحتاج الى قطع شبه جزيرة سيناء وفي هذه الحال سيُستعمل سلاح الجو الاسرائيلي للقضاء على صفوف المدرعات المتقدمة شرقا. ولم يعد الجيش العراقي منذ زمن تهديدا وانتقضت عُرى 'الجبهة الشرقية' واختفت وهي الجبهة التي كان الجيش الاسرائيلي يستعد لمواجهتها قبل أكثر من عشرين سنة. فلا يوجد لذلك أي تسويغ للاستمرار في الابقاء على آلاف الدبابات والتسلح في المستقبل بدبابات كثيرة باهظة الكلفة اخرى.
ولماذا يحدث هذا؟ لأنه لا توجد ألبتة رقابة واشراف من المستوى المنتخب على الجيش الاسرائيلي. فالجيش الاسرائيلي مثل كل جيش في العالم يطمح الى التسلح بمنظومات سلاح كثيرة قدر المستطاع، لكن في حين ينجح المنتخبون في دول اخرى في الرقابة والحد من شهوة جيوشها للتسلح لا يحدث هذا في اسرائيل.
إن الكنيست التي يفترض ان تراقب الجيش الاسرائيلي تتهرب من هذه المهمة، وهكذا فان الجيش الاسرائيلي هو الذي يقرر وحده بنية الجيش وتسلحه وكبره واستعداده العملياتي. والدبابات التي عمرها يوبيل من طراز 'سانتوريون' هي مثال فقط. ان الجيش الاسرائيلي فضلا عن انه يستعد لحروب لن تقع ينفق مالا كثيرا في اعطاء أجوبة على كل أنواع التهديدات في جميع المستويات دونما صلة باحتمال تحققها. وقد قرروا في الجيش الاسرائيلي انه اذا كان يوجد تهديد فسنبني ردا عليه. وكانت النتيجة ميزانية أمنية ضخمة أخذت تكبر في كل سنة.
تغيرت صورة تهديدات اسرائيل في العقدين الاخيرين بقدر كبير ويبدو ان الجيش الاسرائيلي سيضطر في المستقبل القريب الى ان يواجه في الأساس تهديدين رئيسين هما عمليات حرب عصابات وارهاب واطلاق صواريخ مائلة المسار. إن احتمال حرب اخرى لجيوش دول المنطقة قد طُوي تماما تقريبا لكن هذا لا يعوق الجيش عن الاستمرار في بناء قوته لمواجهة سيناريوهات تشبه حروبا كحرب يوم الغفران. والنتيجة هي ان الجيش الاسرائيلي اليوم هو جيش كبير جدا مسلح بمنظومات قتال باهظة الكلفة جدا ترمي الى الرد على تهديدات تعترف الاستخبارات العسكرية ايضا بأن احتمالات تحققها منخفضة جدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
جمهور يحق له أن يعرف
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
أرشيف الدولة ينشر في الاسابيع الاخيرة محاضر عن جلسات الحكومة برئاسة مناحيم بيغن من فترة المذبحة في صبرا وشاتيلا، في ايلول 1982، وتقرير لجنة كهان التي حققت فيها في شباط 1983. وأدى التقرير الى ابعاد اريئيل شارون عن منصب وزير الدفاع، الزم الحكومة بوضع حد لولاية رئيس الاركان رفائيل ايتان ومس بضباط آخرين، بشعبة الاستخبارات وبالقوات البرية. ولم يتضرر رئيس الموساد وباستثناء شارون لم يتضرر بيغن أيضا وآخرون في القيادة السياسية، ممن حذرتهم لجنة كهانا في البداية.
بمسها بشارون اتخذت لجنة كهان جانب الحذر من أن تحاكي سابقتها، لجنة أغرانات بعد حرب يوم الغفران، التي أوصت فقط بتنحية عسكريين وتجاوزت السياسيين. احد الدروس الذي استخلصتها الحكومات من تقرير كهان هو الامتناع قدر الامكان عن تغيير لجان تحقيق رسمية، يقرر تشكيلتها رئيس المحكمة العليا ويصعب الافلات من تطبيق توصياتها. ولهذا فقد عينت حكومتا اولمرت ونتنياهو لجانا أضعف بعد المعركة في لبنان في 2006 وقضية الاسطول التركي في 2010. نشر المحاضر، بمبادرة الارشيف، جدير بالثناء. وهو يضيف الى المعلومات التي لدى الجمهور ويدل على ما عرفه وما فكر به المسؤولون عن أمن الدولة، سواء الواحد عن الاخر أم عن المسائل موضع البحث.
في اسرائيل يواظب الشخصيات العامة ويكون في الساحة. شارون، بعد 18 سنة من استبعاده عن الدفاع، انتخب لرئاسة الوزراء. رئيس الدولة شمعون بيرس، الذي كان مشاركا في عدد لا يحصى من القضايا، بما في ذلك المعالجة المتأخرة لقضية خط 300 (وان لم يكن في القضية نفسها)، والتي كشف النقاب عن شهادات من ملفاتها في نهاية الاسبوع (غيدي فايس، ملحق 'هآرتس')، يتولى مناصب عليا منذ ستين سنة، منذ تعيينه مديرا عاما لوزارة الدفاع. ايهود باراك، وزير الدفاع، يوجد في مركز الفعل العام ثلاثة عقود ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو لفترة زمنية مشابهة. كلهم قدامى تحقيقات، من معركة المتلة وقضية لافون وتساليم ب حتى المذبحة في الحرم الابراهيمي، اغتيال خالد مشعل واحداث تشرين الاول 2000. اذا كانت هناك تفاصيل غامضة في هذه التحقيقات ولا تنقص نماذج اخرى، تتعلق بشخصيات اخرى فان من حق الجمهور وواجبه أن يعرفها، كي يبلور موقفا منها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
خطاب اجوف
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
أصبح المستقبل حاضرا وهو مثير جدا للكآبة. وقد أصبح جيل المستقبل في السياسة الاسرائيلية على المنصة والجمهور يهتف له في حين يجب ان يثير في الأكثر شوقا الى سلفه. إن ساسة اسرائيل الجدد الذين انتظرتهم في شوق عميق هم اسوأ حتى من أسلافهم فأكثرهم متكبرون وجوف وهازلون وفاسدون اخلاقيا بقدر أكبر.
إن الأحلاف المشابهة التي كانت في الماضي تُستر عن الجميع لشدة الحياء أصبحت أمرا يُفتخر به. وتحولت السيطرة الاستبدادية لعدد من رؤساء الاحزاب والتي كانت ذات مرة أمرا يُنكر ويُغطى عليه الى راية فخر الآن. ويتبين ان قوائم حزبية تمدحت بتركيبها الجديد تبين أنها قوائم صامتين ومستكينين. وفوق كل ذلك يأتي الآن كنس مشكلات الدولة الحقيقية تحت البساط، فوق أمواج السياسة الجديدة المثيرة للحماسة لتبلغ دركات لم نعرف لها شبيها في الماضي.
إن اسرائيل متأثرة بحلف يئير لبيد ونفتالي بينيت. ويتحدث محللو السياسة في تقدير عن الصداقة الحديدية وهما أنفسهما يتحدثان عن الأخوة ويصفق الجميع في حماسة، أمام هذا الحلف القذر. ممَ يتم التأثر هنا بالضبط؟ هل من صفقة هزلية أخذت عشرات آلاف الاصوات من الوسط ونقلتها مباشرة الى أوريت ستروك وأوري اريئيل؟ هل من نقل الوسط الى اليمين المتطرف بصورة أكبر؟ هل من صفقة نقلت ايضا عشرات آلاف اصوات المستوطنين الى حضن كارهي الحريديين؟ هل يوجد أصلا هزل وخداع أكبر؟ كان يُندد في الماضي على الأقل بأعمال خداع أصغر من هذه وكانوا يسمونها آنذاك حيلا دعائية وخدعا وأمرا يثير الاشمئزاز وأصبحت الآن 'حلفا أبديا'.
هكذا تكون الحال حينما يكون الخطاب أجوف من الناخبين والمنتخبين معا: فالساسة اللامعون يستطيعون ان يخدعوا من غير تنديد بهم، والجمهور يهتف لهم من غير تفكير. لم يكن كهذا الفراغ هنا منذ زمن. ولم يكن هذا الاشتغال الوسواسي بـ 'التساوي في العبء'. فلا يوجد عالم ولا احتلال ولا عنصرية ولا ديمقراطية ممزقة ولا مهاجرون يُصادون كالحيوانات، ولا فروق لا تُطاق ولا ظلم لا يوجد شيء سوى التساوي في العبء. ومن الذي يدعو اليه؟ إنهم الشبعى المُترفون الذين خدموا في 'المعسكر'.
إنهم يتحدثون الآن فقط عن شؤون 'مدنية' هي في اسرائيل ايضا الخدمة العسكرية. إن لبيد وبينيت وحدهما يحددان النغمة، وتسير طائفة المنتخبين الجدد الذين وعدوا اسرائيل بمستقبل جديد، خائفة وراءهما. إنهم ذوو سير حياة مدهشة وعبر عدد منهم في الماضي عن مواقف شجاعة لكنهم الآن يصمتون ويستكينون في بدء حياتهم المهنية الجديدة. ما هي سيارة الميتسوبيشي لـ اليكس غولدفرب اذا قيست بصمت عوفر شيلح عن 'القدس الموحدة الى الأبد' عند زعيمه؟ إن أقزام رفول السبعة هم عمالقة اذا قيسوا بأقزام لبيد الـ 18 الذين لا يُجرون لقاءات صحفية الآن بلا 'إذن متحدث' ولا يتجرأون على الخروج في جولة في القدس من قبل 'مبادرة جنيف' لأن الوالد لبيد لا يأذن لهم.
طردت اسرائيل سرا ألف سوداني خلافا للقانون والاخلاق؛ ومات سجينان اسرائيلي استرالي وفلسطيني في سجنهما؛ وتهدد انتفاضة ثالثة بالانفجار؛ ويصل براك اوباما الى اسرائيل؛ وحُقنت نساء اثيوبيات بحقن لمضاءلة الولادة تحت التهديد والتخويف؛ وتدعو وزيرة الثقافة الى 'رقابة ذاتية' من المبدعين في اسرائيل فهل سمعتم شيئا ما من أحد ما؟ أين كل تلك السير الذاتية المدهشة؟ وأين كل تلك الوعود الجديدة؟ آه، اجل، تلقينا درسا في الغامرا من روت كلدرون مع عدد قياسي للمشاهدين في اليو تيوب: ما الذي يحدث حينما تسقط تفاحة رؤوبين في حقل شمعون شيء يشبه هذا. وكأن الكنيست قد أصبحت فرعا آخر من فروع المؤسسة الدينية.
هذا هو ما يحظى الآن بهتاف الجمهور: ان استطلاعات الرأي قد أخذت تتنبأ بازدياد قوة المبشرين بالسياسة الجديدة الفاسدة هذه. واتحد اولئك الذين لزموا الموضوع الأكثر غوغائية والأكثر هامشية تقريبا وهو تجنيد الحريديين ما إنكار كل موضوع آخر وأججوا كراهيتهم أكثر. وإن الذين عقدوا هذا الحلف بينهم فعلوا ذلك لأن أحدهما ساعد الآخر فقط على ألا يُقصى. تلقوا سياستكم الجديدة أيتها الأخوات والاخوة الأعزاء وهي ما زالت في بدايتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
خليط خطير في سورية
بقلم: عمير ربابورت،عن هآرتس
لم تستخدم قوى المعارضة السورية حتى الان السلاح الاستراتيجي الذي وقع في أيديها في المناطق التي احتلتها (بما في ذلك مخزن واحد على الاقل من السلاح الكيميائي). المشكلة هي أن هذه 'المعارضة' ليست مصنوعة من مادة واحدة: فضد نظام الاسد تقاتل قوات الاغلبية السنية المعتدلة في الدولة، والتي تتلقى المساعدات من الغرب، الى جانب رجال الجهاد العالمي الذين يعتبرون اسرائيل وباقي 'الكفار' عدوهم القادم، ما أن يتخلصوا من بشار. من هذه الناحية فان الصور التي نشرت في 'اليو تيوب' مقلقة بالفعل: المزيج بين رجال الجهاد العالمي وبين صواريخ أرض ـ أرض هو مزيج اشكالي.
ومع ذلك يجب النظر الى التهديد الجديد بشكل متوازن: فالاستخبارات في الغرب تقدر في نقطة الزمن الحالية انه يوجد في سوريا بضع مئات من رجال القاعدة والجهاد العالمي الواضحين معظمهم في شمالي الدولة وفي منطقة دمشق، وبعضهم في درعا على مسافة قريبة نسبيا من الحدود مع اسرائيل. وفي القدس يقدرون بانه كلما مر الوقت يتبين وضع يفيد بان الاسد سيعمل على اقامة دولة علوية في شمالي الدولة، مع مخرج الى البحر المتوسط في اللاذقية. وهو يتمتع بهذا الغرض بمساعدة سخية من جانب روسيا، ايران وحزب الله. وسيحاول الاسد ان يدخل الى المنطقة التي ستبقى تحت سيطرته مخزون السلاح الاستراتيجي ولكنه سيواصل فقدان أجزاء منه في المناطق التي ينهزم فيها.
من ناحية ترسانة صواريخ الجيش السوري، الاكثر خطورة من ناحية اسرائيل، هي صواريخ ام 600 ذات مدى يصل الى مئات الكيلومترات وقدرة اصابتها للاهداف تصل الى بضعة امتار. حتى الان لم تضطر اسرائيل الى مواجهة تهديد صاروخي ذي دقة كهذه. ولكن ليس فقط صواريخ أرض أرض: فالسلاح الاستراتيجي الذي تخشى اسرائيل سقوطه في اياد 'غير مسؤولة' يتضمن ايضا صواريخ شاطىء بحر من طراز ياخنت وصواريخ أرض جو من طراز SA-17. صواريخ ياخنت هي صواريخ ذات سرعة تفوق مرتين سرعة الصوت، وقدرة اصابة دقيقة بأمتار في قلب البحر في مدى 300كم. ويدور الحديث عن صواريخ كفيلة بان تهدد في المستقبل طوافات الغاز الاسرائيلية في البحر المتوسط، وكذا السفن الاسرائيلية العسكرية والمدنية. وتمس صواريخ مضادات الطائرات بالتفوق الجوي المطلق لسلاح الجو الاسرائيلي في كل مكان يوجد فيه.
ومع ذلك، لا يبدو أنه ستكون مصلحة للثوار في اطلاق الصواريخ الي ظهرت على 'اليو تيوب' نحو اسرائيل، وكما يبدو ليس لهم القدرة على تنفيذ ذلك. وبالتالي، فان القلق الاسرائيلي الحقيقي سيبقى من تسرب السلاح الاستراتيجي ولا سيما الى حزب الله. الهجوم في سوريا في الشهر الماضي، والذي نسبته لاسرائيل مصادر أجنبية، جاء لمنع هذه الامكانية بالضبط.
وماذا سيكون بشأن سوريا؟ في كل يوم سيواصل التعرض للقتل هناك اكثر من مائة شخص بالمتوسط. عدد القتلى في الحرب الاهلية تجاوز منذ الان مستوى الخمسين ألف ويقدر عدد اللاجئين بنحو مليون، وانتهاء المعارك لا يزال لا يبدو في الافق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
آخِر من لاحظ
بقلم:سيما كدمون،عن يديعوت
لم يتوجه نتنياهو أمس الى الرئيس بيرس حينما فسر لماذا لم ينجح حتى الآن في انشاء حكومة، فقد استغل زمن آلات التصوير الذي منح له كي يتجه الى البيت اليهودي لا الى البغيض الى نفسه نفتالي بينيت الذي كان نتنياهو الى ما قبل اسبوعين مستعدا لفعل كل شيء لتركه خارج الائتلاف، بل الى جمهور المستوطنين الذي يمثله.
توجه نتنياهو بصورة هزلية ولن نقول تحريضية حقا الى عاطفة المستوطنين، والى عقب أخيل عندهم ونقطة الضعف وشبه الاختلافات السياسية الشرعية في الرأي بين الحزبين بالقطيعات التي كانت وما زالت موجودة في مواجهة الشعب اليهودي. وبيّن لهم انه لم ينجح في انشاء حكومة بسبب وجود قطيعة مع جمهور في دولة اسرائيل وان هذا لا يلائم تصوره العام.
حينما يقطعون مع اسرائيل في منتديات دولية نهب صارخين، قال، وحينما يقطعون مع سلع المستوطنين في يهودا والسامرة نهب صارخين. فيجب على جمهور المستوطنين خاصة ان يفهموا ذلك. وكأنه لا توجد لرفض لبيد الجلوس مع الحريديين صلة بالاختلافات التي لا يمكن عقد الجسور بينها. وكأن جمهورا كبيرا لم يقل في الانتخابات الاخيرة بالصورة الأكثر ديمقراطية انه يريد حكومة من غير شاس.
لم تنجح ابتسامات نتنياهو أمس في اخفاء خيبة أمله. قبل اربعة اسابيع حينما ألقى الرئيس عليه مهمة تشكيل الحكومة لم يُخمن انه سيحتاج الى مهلة. فقد كان يبدو آنذاك ان انشاء الحكومة مسألة ايام.
من الذي خطر بباله ان لبيد الذي رفض كل امكانية لكتلة حسم مع احزاب المركز، يصوغ كتلة كهذه مع حزب اليمين لبينيت. ومن ذا كان يؤمن ان بينيت ولبيد اللذين سيلتزم أحدهما للآخر ألا يدخل الحكومة من غيره، وان 'الكلمة كلمة' كما كتب بينيت أمس بصراحة في الشبكة الاجتماعية. ومن كان يُخمن ان الحزبين سيضطران نتنياهو الى انشاء حكومة من غير الحريديين، وان يثيرا بذلك المخاوف والشكوك الكامنة الأكثر أساسية في شخصية نتنياهو.
مرت بنا كوارث كثيرة نتاج الكراهية الباطلة، قال نتنياهو أمس. وكأنه ليست الكراهية هي التي أفضت الى اقصاء بينيت الى ما قبل اسبوعين. وقال: أردت ان أُنشيء أوسع حكومة نقدر عليها لدولة اسرائيل.
أحقا؟ لأنه اذا كان هذا ما كان يتطلع اليه فقد كان يمكن ان يوجد له ائتلاف يضم 70 من اعضاء الكنيست. لكن البيت اليهودي هو الذي أراد نتنياهو ان يبقيه في الخارج وبعده يوجد مستقبل، ولولا الحلف بينهما لحدث ذلك ايضا، أي لأصبح البيت اليهودي أو يوجد مستقبل في المعارضة.
قال نتنياهو أمس: تقدمنا كثيرا. في شؤون سياسية وشؤون اقتصادية وبشأن التساوي في العبء ايضا. وهذا مثير للاهتمام. فبحسب الاشخاص المطلعين على الامور، لم يتم الحديث في غرف التفاوض عن شيء أو نصف شيء من الشؤون الاخرى ما عدا التساوي في عبء الخدمة. فالميزانية لم توضع على الطاولة ألبتة، ولم يتم التباحث في الشؤون السياسية مع أي حزب سوى لفني. إن التساوي في العبء هو الموضوع الوحيد الذي تم بحثه على أمل الليكود أن يُمكن عقد جسر على الهاوية وادخال الحريديين ايضا الى الائتلاف.
يمكن ان نبعد القلق عن قلوبنا، ففي الاسبوعين القريبين ستنشأ حكومة، وستكون كما يبدو نفس الحكومة التي توقعنا ان تنشأ حينما تبينت نتائج الانتخابات. والذي تستطيع حكومة كهذه ان تفعله مع بينيت من جهة ولفني من جهة اخرى أمر آخر. وليس واضحا كيف سيدفع هذا الائتلاف بالتفاوض السياسي الى الأمام.
إن الشيء الواضح هو ان الجهاز السياسي ليست عنده أية نية للتوجه الى انتخابات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
زعزعة اقتصادية.. وزعزعة اسلامية
بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت
ضرورة: سيضطر رئيس الوزراء في الاسبوعين القريبين الى فعل ما لا يحب كثيرا فعله وهو ان يقرر. كان نتنياهو يريد ان تجتمع كل الاحزاب الممكنة (تقريبا) تحت مظلة الائتلاف. ويبدو انه أصبح يدرك اليوم ان هذا غير ممكن.
اذا انشأ حكومة مع يوجد مستقبل والبيت اليهودي كما يبدو ذلك اليوم فلن توجد مسيرة سياسية مع الفلسطينيين وسنستمر في السير في اماكننا في علاقاتنا بهم الى احتمال نشوب انتفاضة اخرى. واذا ضم الى الائتلاف الاحزاب الحريدية وحزب العمل فلن يحل المشكلات الاقتصادية الصعبة وسنستمر في الغرق في الوحل الاقتصادي. فعلى أيهما سيستقر رأي نتنياهو؟.
قبل حادثة السير الصعبة في الطريق الى غزة في كانون الاول 1987 بقليل لم يكن يوجد حتى واحد في دولة اسرائيل استطاع ان يقول انه ستنشب انتفاضة كانت هي الانتفاضة الاولى. فكيف يعرف كثيرون التنبؤ بأنه ستنشب بعد قليل انتفاضة ثالثة؟
إن رئيس الولايات المتحدة وواحد ووحيد لكن زيارته بلدا اجنبيا تجر وراءها مئات الناس والاستعدادات الدقيقة. ولا يلغي رئيس الولايات المتحدة ايضا باشارة من يده زيارة خُطط لها زمنا طويلا قبل ذلك. فاذا ألغى اوباما زيارته لنا بسبب الاحداث السياسية الداخلية فانه يحق لخصومه الكثيرين هنا وفي واشنطن ان يروا ذلك علامة واشارة أخريين الى علاقته المختلفة عن علاقة رؤساء الولايات المتحدة الآخرين بدولة اسرائيل. هكذا سيرون الامور. أبحث أم بغير حق؟.
يركب كثير من الناس الأخيار هنا وهناك ظهر جونثان بولارد المتألم. وصنع فريق منهم حياة مهنية على حسابه. أما الموقع أدناه الذي يريد جدا ان يراه حرا وسعيدا معنا فيصر على ان يقول مرة بعد اخرى ان كل ذِكر له عندنا في زيارة رئيس الولايات المتحدة لاسرائيل سيضيف مسمارا آخر الى نعش هذا الرجل المسكين. فليتني ليتني أكون واهما. مصدر عيش. اذا نجح يوجد مستقبل والبيت اليهودي في ابعاد قدمي (ويدي) شاس ويهدوت هتوراة عن الائتلاف فسيقع في اسرائيل في السنة القريبة زلزال في المجال الاقتصادي. لأن آلاف الناس من شاس والاحزاب الحريدية ممن كانوا يعتاشون من الامور الدينية سيحل آخرون محلهم بسرعة كبيرة جدا كما حل ناس شاس محل الآخرين في تلك السنين. ويعلمون في شاس ويهدوت هتوراة هذا الشيء ولهذا يحاربون بشدة للبقاء في حضن الائتلاف الدافيء الرازق.
ان حقيقة ان وسائل الاعلام الاسرائيلية والعالمية ايضا كما يبدو قد تعبت من الشأن الذري الايراني لا تعني ان هذا الموضوع سقط عن برنامج عملنا أو برنامج عمل الولايات المتحدة. فهو ما زال الأهم والأكثر وجودية. وهو بالنسبة الينا شأن وجودي. ويبدو انه سيكون على رأس جدول الاعمال في زيارة اوباما، وان حقيقة انه لم يعد في مقدمة 'مسيرة الأناشيد' عندنا تشهد على تعبنا أكثر مما تشهد على النشاط الايراني. فهم مستمرون.
من الأسرار الجلية ان الايرانيين موجودون مع القوات الحكومية في سوريا ويدعمون الحاكم الذي يحارب عن حياته. ويزعم مطلعون على الامور انه لولا الدعم الايراني لأبنّا منذ زمن بشار الاسد وجماعته. ونعلم ان الايرانيين موجودون في لبنان ايضا ويمدون يد الاخوان الى حزب الله. وأصبح يوجد في اسرائيل من يُحصون نحوا من 200 ألف قذيفة صاروخية وصاروخ حولنا في سوريا وفي لبنان، وهذا مقدار يُحدث وضعا جديدا عندنا وفحــصا من جديد عن الحاجات الامنية.
في سنة 2020 أي بعد وقت ليس بالطويل سيوجد في مصر 100 مليون فم يطلب الطعام ثلاث مرات في اليوم. ان الحاجات الاقتصادية هي التي يبدو أنها ستملي برنامج العمل في الدول العربية في السنين القريبة. إن الفروق الضخمة بازاء الحاجة الملحة الى النمو ستنقل الخصومات والعداوات الى الملعب الاقتصادي. يبدو انه ستحدث في الشرق الاوسط زعزعة اقتصادية وزعزعة اسلامية. ويسمون الوضع الجديد المتوقع 'تحولا دينيا'. سيضطر العرب والمسلمون حولنا الى مواجهة السؤال التالي: إما الصواريخ والقذائف الصاروخية وإما الطحين، وسيكونون شديدي التعلق بالمساعدة الخارجية. ويبدو ان هذا هو الزمن الأكبر للولايات المتحدة وزمننا نحن، أعني اسرائيل والجيش الاسرائيلي، كي لا ننام في الحراسة. هل توجد حاجة الى ان نُذكر بالذكرى السنوية لمفاجأة حرب يوم الغفران؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــاق


رد مع اقتباس